11 قال المزني ما رأيت أحسن وجها من الشافعي رحمه الله وكان ربما قبض على لحيته فلا يفضل عن قبضته قال الربيع المؤذن سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي اخاف ان يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر قال وكنت اصيب من العشرة تسعة قال الحميدي سمعت الشافعي يقول كنت يتيما في حجر امي ولم يكن لها ما تعطيني للمعلم وكان المعلم قد رضي مني ان اقوم على الصبيان إذا غاب وأخفف عنه وعن الشافعي قال كنت أكتب في الاكتاف والعظام وكنت اذهب إلى الديوان فأستوهب الظهور فأكتب فيها وقال عمرو بن سواد قال لي الشافعي كانت نهمتي في الرمي وطلب العلم فنلت من الرمي حتى كنت اصيب من عشرة عشرة وسكت عن العلم فقلت انت والله في العلم أكبر منك في الرمي قال أحمد بن ابراهيم الطائي الاقطع حدثنا المزني سمع الشافعي يقول حفظت القرآن وانا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وانا ابن عشر
12 الأقطع مجهول وفي مناقب الشافعي للآبري سمعت الزبير بن عبد الواحد الهمذاني اخبرنا علي بن محمد بن عيسى سمعت الربيع بن سليمان يقول ولد الشافعي يوم مات ابو حنيفة رحمهما الله تعالى وعن الشافعي قالت أتيت مالكا وانا ابن ثلاث عشرة سنة كذا قال والظاهر انه كان ابن ثلاث وعشرين سنة قال فأتيت ابن عم لي والي المدينة فكلم مالكا فقال اطلب من يقرأ لك قلت أنا أقرأ فقرأت عليه فكن ربما قال لي لشيء قد مر اعده فأعيده حفظا فكأنه أعجبه ثم سألته عن مسألة فأجابني ثم أخرى فقال أنت تحب ان تكون قاضيا ويروى عن الشافعي اقمت في بطون العرب عشرين سنة أخذ اشعارها ولغاتها وحفظت القرآن فما علمت انه مر بي حرف الا وقد
13 علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين احدهما دساها إسنادها فيه مجهول قال ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول قرأت القرآن على اسماعيل بن قسطنطين وقال قرأت على شبل واخبر شبل انه قرأ على عبد الله بن كثير وقرا على مجاهد وأخبر مجاهد انه قرأ على ابن عباس قال الشافعي وكان إسماعيل يقول القران اسم ليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت ولو أخذ من قرأت كان كل ما قرئ قرآنا ولكنه اسم للقران مثل التوراة والانجيل
14 الأصم وابن ابي حاتم حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول قدمت على مالك وقد حفظت الموطأ طاهرا فقلت اريد سماعه قال اطلب من قرأ لك فقلت لا عليك أن تسمع قراءتي فإن سهل عليك قرأت لنفسي احمد بن الحسن الحماني حدثنا ابو عبيدة قال رأيت الشافعي عند محمد بن الحسن وقد دفع اليه خمسين دينارا وقد كان قبل ذلك دفع إليه خمسين درهما وقال ان اشتهيت العلم فالزم قال ابو عبيد فسمعت الشافعي يقول كتبت عن محمد وقر بعير ولما اعطاه محمد قال له لا تحتشم قال لو كنت عندي ممن احشمك ما قبلت برك ابن ابي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول حملت عن محمد بن الحسن حمل بختي ليس عليه إلا سماعي
15 قال احمد بن أبي سريج سمعت الشافعي يقول قد أنفقت على كتب محمد ستين دينارا ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثا يعني رد عليه قال هارون بن سعيد قال لي الشافعي أخذت اللبان سنة للحفظ فأعقبني صب الدم سنة قال أبو عبيد ما رأيت أعقل من الشافعي وكذا قال يونس بن عبد الأعلى حتى انه قال لو جمعت أمة لوسعهم عقله قلت هذا على سبيل المبالغة فإن الكامل العقل لو نقص من عقله نحو الربع لبان عليه نقص ما ولبقي له نظراء فلو ذهب نصف ذلك العقل منه لظهر عليه النقص فكيف به لو ذهب ثلثا عقله فلو أنك اخذت عقول ثلاثة أنفس مثلا وصيرتها عقل واحد لجاء منه كامل العقل وزيادة جماعة حدثنا الربيع سمعت الحميدي سمعت مسلم بن خالد الزنجي يقول للشافعي أفت يا أبا عبدالله فقد والله آن لك ان تفتي
16 وهو ابن خمس عشرة سنة وقد رواها محمد بن بشر الزنبري وابو نعيم الاستراباذي عن الربيع عن الحميدي قال قال الزنجي وهذا اشبه فإن الحميدي يصغر عن السماع من مسلم وما رأينا له في مسنده عنه رواية جماعة حدثنا الربيع قال الشافعي لان يلقى الله العبد بكل ذنب الا الشرك خير من ان يلقاه بشيء من الاهواء الزبير الاستراباذي حدثني محمد بن يحيى بن آدم بمصر حدثنا ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول لو علم الناس ما في الكلام من الاهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد قال يونس الصدفي ما رأيت اعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال يا ابا موسى الا يستقيم ان نكون اخوانا وان لم نتفق في مسألة
17 قلت هذا يدل على كمال عقل هذا الامام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون ابو جعفر الترمذي حدثني ابو الفضل الواشجردي سمعت ابا عبد الله الصاغاني قال سألت يحيى بن اكثم عن ابي عبيد والشافعي ايهما اعلم قال ابو عبيد كان يأتينا ها هنا كثيرا وكان رجلا اذا ساعدته الكتب كان حسن التصنيف من الكتب وكان يرتبها بحسن ألفاظه لاقتداره على العربية واما الشافعي فقد كنا عند محمد بن الحسن كثيرا في المناظرة وكان رجلا قرشي العقل والفهم والذهن صافي العقل والفهم والدماغ سريع الاصابة او كلمة نحوها ولو كان اكثر سماعا للحديث لا ستغنى امة محمد صلى الله عليه وسلم به عن غيره من الفقهاء قال معمر بن شبيب سمعت المأمون يقول قد امتحنت محمد بن ادريس في كل شيء فوجدته كاملا قال احمد بن محمد بن بنت الشافعي سمعت ابي وعمي يقولان كان سفيان بن عيينة اذا جاءه شيء من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعي فيقول سلوا هذا وقال تميم بن عبد الله سمعت سويد بن سعيد يقول كنت عند سفيان فجاء الشافعي فسلم وجلس فروى ابن عيينة حديثا رقيقا
18 فغشي على الشافعي فقيل يا ابا محمد مات محمد بن ادريس فقال ابن عيينة ان كان مات فقد مات افضل اهل زمانه الحاكم سمعت ابا سعيد بن ابي عثمان سمعت الحسن ابن صاحب الشاشي سمعت الربيع سمعت الشافعي وسئل عن القرآن فقال أف أف القرآن كلام الله من قال مخلوق فقد كفر هذا اسناد صحيح ابو داود وابو حاتم عن ابي ثور سمعت الشافعي يقول ما ارتدى احد بالكلام فأفلح محمد بن يحيى بن آدم حدثنا ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول لو علم الناس ما في الكلام والأهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد الزبير بن عبد الواحد اخبرني علي بن محمد بمصر حدثنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم قال كان الشافعي بعد ان ناظر حفصا الفرد يكره الكلام وكان يقول والله لان يفتي العالم فيقال اخطأ العالم خير له