مختصر رسالة سجود السهو للعلامة ابن عثيمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وعمود بيته ، وقرة عينه ، وغرة المحجلين ، ومدعاة الصابرين ، وقصد القاصدين لرب العالمين.
فإذا تقرر هذا فقد رأينا من بعض إخواننا المسلمين الغلط والتخبط في أحكام سجود السهو. وقد كان الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – قد ألف رسالة عنوانها "رسالة في سجود السهو" فوجدتها رسالة قيمة قد أجاد الشيخ رحمه الله فيها فقمت بعد توفيق الله باختصارها وتهذيبها لبيان النصح والإرشاد ودلالة على الخير والإيفاد. فنقول :
أركان الصلاة :
أركان الصلاة أربع عشرة ركنا يستوي فيها الإمام والمأموم والمصلي منفردا وهي كالآتي :
1- القيام مع القدرة في الفريضة.(يجوز الجلوس في النافلة ولكن أجر القاعد على النصف من القائم).
2- تكبيرة الإحرام.
3- قراءة الفاتحة في كل ركعة.
4- الركوع.
5- الرفع من الركوع.
6- السجود على الأعضاء السبعة.
7- الاعتدال من السجود.
8- الجلوس بين السجدتين.
9- الطمأنينة في جميع الأركان.
10- الجلوس له.
11- التشهد الأخير.
12- الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
13- التسليم.
14- الترتيب.
واجبات الصلاة :
وجبات الصلاة وهي سبعة يستوي فيها الإمام والمأموم والمصلي منفردا كالآتي:
1- جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام. (للجميع)
2- قول سمع الله لمن حمد. (للإمام والمنفرد دون المأموم).
3- قول ربنا ولك الحمد. (أو أي صيغة من صيغ الحمد ويقولها الجميع).
4- قول اغفر لي بين السجدتين. (أو أي شئ وارد في ذلك للجميع).
5- سبحان ربي العظيم في الركوع. (أو أي صيغة واردة في السنة).
6- قول سبحان ربي الأعلى. (أو أي صيغة واردة في السنة).
7- التشهد الأول.
سجود السهو : عبارة عن سجدتين يسجدها المصلي لجبر الخلل الحاصل في صلاته. وله ثلاثة حالات، إما أن يكون عن : زيادة أو نقص أو شك.
1- الزيادة : والزيادة في الصلاة إما أن تكون بزيادة ركن أو واجب وله وجهان:
الوجه الأول : إذا زاد المصلي في صلاته قياما أو ركوعا أو سجودا ناسيا، فله حالتين :
الأولى : إما أن يكون لم يذكر الزيادة حتى فرغ منها فليس عليه إلا سجود السهو بعد التسليم.
الثانية : إن ذكر الزيادة في أثنائها وجب عليه الرجوع عنها وسجود السهو بعد السلام.
الوجه الثاني : إذا سلم المصلي قبل تمام صلاته ناسيا، فله حالتين :
الأولى : إن لم يذكر إلا بعد زمن طويل أعاد صلاته.
الثانية : إن ذكر بعد زمن قليل كدقيقتين أو ثلاث فإنه يكمل صلاته ويسلم ثم يسجد لسهو بعد السلام.
2- النقص : والنقص في الصلاة إما أن يكون بنقصان ركن أو واجب، كالآتي:
نقص الأركان : إن كانت تكبيرة الإحرام فلا صلاة له. وإن كانت غير تكبيرة الإحرام فله وجهين :
الأول : إن وصل إلى موضعه من الركعة التالية لغيت الركعة التي تركه منها وقامت الركعة التي تليها مقامها ثم يكمل الصلاة ويسجد للسهو بعد السلام.
الثانية : إن لم يصل إلى موضعه من الركعة التالية وجب عليه الرجوع إلى الركن المتروك فيأتي به وبما بعده ثم يكمل صلاته ثم يسجد للسهو بعد السلام.
نقص الواجبات: إذا ترك المصلي واجب من واجبات الصلاة ناسيا فإنه :
1- إن ذكره قبل أن يفارق محله من الصلاة فلا شئ عليه.
2- وإن ذكره بعد مفارقة محله قبل أن يصل إلى الركن الذي يليه رجع فأتى به ثم يكمل صلاته ويسجد للسهو بعد السلام.
3- إن ذكره بعد وصوله إلى الركن الذي يليه سقط عنه فلا يرجع عليه ويكمل صلاته ثم يسجد للسهو قبل السلام.
3- الشك : وهو التردد بين أيهما الذي وقع ولا يخلو الشك في الصلاة من حالتين:
الأول : أن يترجح عنده أحد الأمرين ليعمل بما ترجح عنده فيتم عليه صلاته ويسلم ثم يسجد للسهو بعد السلام.
الثاني : أن لا يترجح عنده أحد الأمرين فيعمل باليقين وهو الأقل فيتم عليه صلاته ويسجد للسهو قبل السلام.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه الفقير إلى عفو ربه
أبو عبدالرحمن
محمد العمري