الناقد والمصداقية

كم هي الأعمال الأدبية والفكرية التي نالت وافرا من النقد والقراءة لأسباب أدبية ولأخرى غير أدبية، وكم من أعمال كان حظها التهميش والإهمال من طرف النقاد لنفس الأسباب.
إنه لمما يحز في النفس أن تهمل أعمال جليلة ورائعة لا لشئ إلا لأن صاحبها يختلف مع السادة النقاد في تو جهاتهم الأيديولوجية، أو لأنه يكتب من من منظور مختلف لم يتعارف عليه لديهم،او لأنه - وهنا الطامة الكبرى - ليس من أقربائهم الأدنين.
فلكم فكرت مليا في أن يهمل كاتب كرس حياته للكتابة ،وله في سوق الكتاب أكثر من ثمانية أعمال فكرية تشهد على اطلاع الرجل وإلمامه بكثير من القضايا التي تشغل المفكرين، كبارهم وصغارهم،ومع ذلك لم يلتفت إليه ولو واحد من النقاد .وأعتقد أن مثل هذا الكاتب لا يمكن أن يخوض غمار الكتابة عابثا،فالموضوعية تقتضي منا أن نحاوره ونناقشه ولو بلغ اختلافنا معه ما بلغ.
إن الناقد كي ينال مصداقيته عليه أن يكون نزيها وموضوعيا، وأن يكون هدفه الأول ولأخير هو خدمة الأدب والنقد ،لا خدمة النزوات والنزعات الذاتية،ذلك أن الكتابة النقدية ينبغي أن تربأ بنفسها من أن تكون ذات نظرة ضيقة وحسابات بعيدة عن الأدب و الأخلاق الأدبية،وإلا تحولت من عمل هدفه الكشف عن ملابسات الأثر الأدبي واستجلاء كوامنه وبسطها أمام القارئ إلى شئ لا يمت بصلة للنقد أبدا.
إن للنقد ضوابطه وحدوده ،ومتى خرج الناقد عن هذه الضوابط والحدود ولم يتقيد بها فإنه آنئذ لا يسمى ناقدا،وإذن فالناقد قد يسيئ إلى نفسه بخروجه عن الموضوعية قبل أن يسيئ إلى النقد.
أيها النقاد :لا تسيئوا إلى أنفسكم رجاء.
 


يخيل إلىّ أحيانا أن كثيراً من المصطلحات التى يتناولها المثقفون على اختلاف مناهجهم ومجالاتهم تحتاج إلى ضبط فى هذا العصرالذى اختلطت فيه المفاهيم واضطربت الأمور بشكل لم يسبق له مثيل
ومن هذه المصطلحات مصطلح ( الموضوعية ) الذى إن كان يُقصد به التزام الحيدة والعدل مما يلخصه قول الله تبارك وتعالى ( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ) [المائدة : 8] إن كان يُقصد به هذا فهو خير وحسنٌ
أما إذا كانوا يقصدون به التميع وانعدام التوجه كمثل المذاهب النقدية الغريبة التى يطلقون عليها ( البنيوية ) و ( التفكيكية ) حيث يعزلون النص تماماً عن أى سياق خارجى ويعاملونه كمجموعة من النقوش والطلاسم فهذا شر محض
إن الناقد لابد أن يصدر عن توجه ما ولا خير من توجه معصوم كالشريعة الغراء
لكن هذا لا يعنى أن نجنى على النص وننبذه حتى لو كان جيد فنياً لسوء توجهه الأخلاقى
ولكن يجب أن نبين هذا الانحراف ونحكم بعبارة عادلة مثل ( هذا جيد لولا أنه تبذل وانحرف )

شكراً مصطفى معروفى
 


بارك الله فيك على هدا التنويه ...
النقد أنواع قد يكون نقدا للأسلوب أو نقدا للموضوع أو نقدا للمعنى .. وغيره
و برأيي الخاص لا يكون النقد كاملا الا ادا اجتمعت كل معاني النقد و انواعه ليكون شاملا
بارك الله فيكم جميعا​
 
مصطفى معروفي;37056[SIZE=5 قال:
فالموضوعية تقتضي منا أن نحاوره ونناقشه ولو بلغ اختلافنا معه ما بلغ.[/SIZE]
إن الناقد كي ينال مصداقيته عليه أن يكون نزيها وموضوعيا، وأن يكون هدفه الأول ولأخير هو خدمة الأدب والنقد ،لا خدمة النزوات والنزعات الذاتية،ذلك أن الكتابة النقدية ينبغي أن تربأ بنفسها من أن تكون ذات نظرة ضيقة وحسابات بعيدة عن الأدب و الأخلاق الأدبية،

جزاك الله كل الخير
هذا ما نريده ..كما ذكرت : الهدف الأول والأخير هو خدمة الأدب والنقد ، لاخدمة النزوات والنزعات الذاتية .
وبالفعل وأن تربأ بنفسها من أن تكون ذات نظرة ضيقة وحسابات بعيدة عن الأدب والأخلاق الأدبية .
وأمام ما ذكرت لا أملك سوى الأعادة والشكر الجزيل لك :gift: .
 
عودة
أعلى