طرائف أدبية ومقتطفات شعرية (18)

محمد شتيوى

مستشار سابق
تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها ؟!

حدّثنا الصّوليُّ قال : حدّثنا عون بن محمد قال : حدّثنا محمد بن أبي العتاهية قال:

قال هارون الرشيد لأبي العتاهية : عِظْني .

فقال له: أخافُك.

فقال له: أنت آمن .

فأنشده:
لا تَأمَنِ المَوتَ في طَرفٍ وَلا نَفَسٍ ... وَإِن تَمَنَّعتَ بِالحُجّابِ وَالحَرَسِ
فَما تَزالُ سِهامُ المَوتِ نافِذَةً ... في جَنبِ مُدَّرِعٍ مِنها وَمُتَّرِسِ (1)
تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها ... إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ



قال: فبكى الرشيدُ حتى بلَّ كمّه . (2)

__________________________
(1) المدرع : لابس الدرع , والمترس : لابس التُرس وهو نوع من الدروع .
(2) كتاب الأغانى للأصفهانى - الجزء الرابع - ( برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتية ) - بتصرف .
 


بارك الله بك اخي محمد شتيوي وجزاك كل خير
تقبل تحياتي ....
 


مشكور أخي ولكن ممكن بعض الشرح لهذه المعاني
تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها ... إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ

أُحاوِلُ نَقلَ الشَمسِ مِن مُستَقَرِّها ... وَإِسماعَ أَحجارٍ مِنَ الصَلِداتِ
قُصارايَ مِنهُم أَن أَموتَ بِغُصَّةٍ ... تَرَدَّدُ بَينَ الصَدرِ واللَهواتِ

كلها تبدو رائعة ولكن للأسف لم أدرسها


 


بارك الله بك اخي محمد شتيوي وجزاك كل خير
تقبل تحياتي ....

وفيك بارك الله أخى عبد النور
أتمنى أن تدوم المودة

مشكور أخي ولكن ممكن بعض الشرح لهذه المعاني
تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها ... إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ

أُحاوِلُ نَقلَ الشَمسِ مِن مُستَقَرِّها ... وَإِسماعَ أَحجارٍ مِنَ الصَلِداتِ
قُصارايَ مِنهُم أَن أَموتَ بِغُصَّةٍ ... تَرَدَّدُ بَينَ الصَدرِ واللَهواتِ

كلها تبدو رائعة ولكن للأسف لم أدرسها

مرحبا أخ أوميتشو
أما بيت أبى العتاهية :
تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها ... إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ
فهو يسأل سؤالاً استنكارياً فى صدر البيت مفاده : كيف ترجو النجاة أيها الإنسان وأنت لم تأخذ بأسبابها , ولم تمش فى طريقها .. فلن تنال النجاة بهذه الطريقة كما أن السفينة إذا مشت على اليابسة فلن تتحرك ولن تسير

أما الأبيات الثانية لدعبل : ( هى فى توقيعى على كل حال وليست فى الموضوع
أُحاوِلُ نَقلَ الشَمسِ مِن مُستَقَرِّها ... وَإِسماعَ أَحجارٍ مِنَ الصَلِداتِ
قُصارايَ مِنهُم أَن أَموتَ بِغُصَّةٍ ... تَرَدَّدُ بَينَ الصَدرِ واللَهواتِ
فهى تعبر عن أمر ما أمر به , يشبه ما تعرض له هذا الشاعر

إن الشاعر يحاول أن يفهم قومه شيئاً , وأن يوصل لهم فكرة
ولكنهم لا يسمعون له , ولا يجيبونه
فمثله كمثل الذى يحاول أن ينقل الشمس من مستقرها ومكانها .. وليس بفاعل
ومثله كمثل من يحاول أن يكلم الصخور الصلدة الجامدة , وهذا من المستحيل , كما قال غيره :
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادى

وأخيراً فقد وصل الشاعر إلى حافة اليأس
وقال كفانى أن أموت من إعراضهم عنى بغصة ( وهى ما يقف فى حلق الإنسان )
تتردد بين الصدر واللهاة ( جزء من الحلق )

أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت
تحية طيبة :)
 


لا تَأمَنِ المَوتَ في طَرفٍ وَلا نَفَسٍ ... وَإِن تَمَنَّعتَ بِالحُجّابِ وَالحَرَسِ

قال تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) سورة النساء 78

و أجمل ما قرأت لأبي العتاهية (في مناجاته لله تعالى ):

يظن الناس بي خيرا و اني ..... لشر الناس ان لم تعف عني

و له أيضا:

يا نفس قد أزف الرحيل .... و أظلك الخطب الجليل
فتأهبي يا نفس ........ لا يلعب بك الأمد الطويل
اني أعيدك أن يميل بك الهوى فيمن يميل
و الموت آخر علة يعتلها البدن العليل
و لرب جيل قد مضى يتلوه بعد الجيل جيل
و لرب باكية علي غناؤها عني قليل


QUOTEتَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها ... إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ
بيت رائع في نظمه و معناه .... ألا تعده من الأبيات التي سارت بها الركبان ؟!!

فعلا رائعة ... :gift:
بارك الله بك محمد ... تحياتي و تقديري لك
 


المسلمة الفاضلة
مرحبا بك وبإضافاتك المثرية
وحسن ما اخترتيه من شعر أبى العتاهية
وأوافقك على أن البيت من السوائر
نسأل الله لنا ولكم الفرج
تحية طيبة
 
عودة
أعلى