محمد شتيوى
مستشار سابق
حُبُّ الأولاد
وقال حِطَّانُ بن المُعَلَّى ( من شعراء الجاهلية ) :
أنزلني الدَّهْرُ على حُكْمِهِ ... مِنْ شامخٍ عالٍ إلى خَفْضِِ
يقول للدهر حكمٌ معروفٌ، وطريقٌ مألوفٌ، في رفع الوضيع، وحط الرفيع، لحكمة وبقدر , فأجرى حكمه علىّ ، وأنزلني عن رتبةٍ عاليةٍ إلى منزلةٍ منخفضةٍ .
وغالني الدَّهرُ بِوَفْرِ الغِنَى ... فليس لي مالٌ سوى عِرْضي
وأهلكني الدهر بارتجاع عواريه من المال، واستلاب ما كنت وفرت به من العتاد، فمالي مالٌ سوى نفسي، وليس النفس من المال في شيءٍ .
أبكانيَ الدهرُ .. ويا رُبَّمَا ... أضحكني الدَّهرُ بما يُرْضِي !
أبكاني الدهر بما أسخطني، ويا قوم ربما أضحكني الدهر فيما مضى بما أرضاني.
لولا بُنَيَّاتٌ كزُغْبِ القََطََا ... رُدِدْنَ مِنْ بَعْضٍ إلى بعضِِ
ولولا بنياتٌ لي صغيراتٌ كفراخ القطا ( وهو نوعٌ من الطيور ) التي عليها الزغب - وهو الشعر اللين لصغرهن - اجتمعن لي في مدةٍ يسيرةٍ، فمن ثانيةٍ بعد أولى، وواحدةٍ إلى جنب أخرى فكثرن - لكان ...
لكان لي مُضْطَرَبٌ واسعٌ ... في الأرضِ ذاتِ الطُّولِ والعَرْضِ
فلولا خوفي من ضياعهن وإبقائي عليهن، لكان لي مجالٌ واسعٌ، ومذهبٌ فسيحٌ في الأرض الطويلة العريضة. وإنما تلومتُ ولزمت مكاني هذا لهن وبسببهن.
وإنمـــا أولادُنـَــــا بيننـــــا ... أكبادُنا تمشي على الأرضِ
محل أولادنا من أنفسنا فيما بيننا وإن كانت ماشية على الأرض محل الأكباد من الأجواف. كقولهم " الولد فلذةٌ من الكبد"، أي قطعةٌ. (1)
لو هبّتِ الرِّيحُ على بَعْضِهِمْ ... لامتنعتْ عيني من الغَمْضِ (2)
____________________
(1) كتاب ( شرح ديوان الحماسة ) للمرزوقي - ( برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتية ) - بتصرف واختصار .
(2) كتاب ( عيون الأخبار ) لابن قتيبة الدينورى - ( برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتية ) .
وقال حِطَّانُ بن المُعَلَّى ( من شعراء الجاهلية ) :
أنزلني الدَّهْرُ على حُكْمِهِ ... مِنْ شامخٍ عالٍ إلى خَفْضِِ
يقول للدهر حكمٌ معروفٌ، وطريقٌ مألوفٌ، في رفع الوضيع، وحط الرفيع، لحكمة وبقدر , فأجرى حكمه علىّ ، وأنزلني عن رتبةٍ عاليةٍ إلى منزلةٍ منخفضةٍ .
وغالني الدَّهرُ بِوَفْرِ الغِنَى ... فليس لي مالٌ سوى عِرْضي
وأهلكني الدهر بارتجاع عواريه من المال، واستلاب ما كنت وفرت به من العتاد، فمالي مالٌ سوى نفسي، وليس النفس من المال في شيءٍ .
أبكانيَ الدهرُ .. ويا رُبَّمَا ... أضحكني الدَّهرُ بما يُرْضِي !
أبكاني الدهر بما أسخطني، ويا قوم ربما أضحكني الدهر فيما مضى بما أرضاني.
لولا بُنَيَّاتٌ كزُغْبِ القََطََا ... رُدِدْنَ مِنْ بَعْضٍ إلى بعضِِ
ولولا بنياتٌ لي صغيراتٌ كفراخ القطا ( وهو نوعٌ من الطيور ) التي عليها الزغب - وهو الشعر اللين لصغرهن - اجتمعن لي في مدةٍ يسيرةٍ، فمن ثانيةٍ بعد أولى، وواحدةٍ إلى جنب أخرى فكثرن - لكان ...
لكان لي مُضْطَرَبٌ واسعٌ ... في الأرضِ ذاتِ الطُّولِ والعَرْضِ
فلولا خوفي من ضياعهن وإبقائي عليهن، لكان لي مجالٌ واسعٌ، ومذهبٌ فسيحٌ في الأرض الطويلة العريضة. وإنما تلومتُ ولزمت مكاني هذا لهن وبسببهن.
وإنمـــا أولادُنـَــــا بيننـــــا ... أكبادُنا تمشي على الأرضِ
محل أولادنا من أنفسنا فيما بيننا وإن كانت ماشية على الأرض محل الأكباد من الأجواف. كقولهم " الولد فلذةٌ من الكبد"، أي قطعةٌ. (1)
لو هبّتِ الرِّيحُ على بَعْضِهِمْ ... لامتنعتْ عيني من الغَمْضِ (2)
____________________
(1) كتاب ( شرح ديوان الحماسة ) للمرزوقي - ( برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتية ) - بتصرف واختصار .
(2) كتاب ( عيون الأخبار ) لابن قتيبة الدينورى - ( برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتية ) .