محمد شتيوى
مستشار سابق
لقاء الساخر بالشاعر د.عبد الرحمن العشماوي
بتاريخ 16-5-1424 هـ
* الشاعر الدكتور / عبد الرحمن العشماوي .. في حوار خاص مع الساخر
عناصر الحوار
النقد الإسلامي لا يواكب الإبداع الشعري .
يصنعون العنف والإرهاب في مؤتمراتهم السرية ويتهمون به الإسلام .
الألقاب لا تهمش أحدا ولا تقتل شاعرا .
الحل الفعلي أن نخرج من مستنقعات الصراعات الجانبية .
بعض النقاد مثل " سائبة الأنعام " لا تسير في سرب ولا تأوي إلى مراح .
هل العشماويون ومن على شاكلتهم يرددون خطباً مكررة ؟
الاستخراب أولى من الاستعمار...!!
نبرأ إلى الله من كل من يسفك دماً بغير حق .
لولا إسفاف ( نزار ) لكان له موقع آخر ..!!
ابدأ بنفسك ..وسأبدأ بنفسي ...!!
ستعرفون ( أوفاز ) عندما ترونه !
نحن في عصر وجبات الشطيرة .
سأحاول كبح طول قصائدي .
الأحداث لا تدعنا دون تعليق .
الكتابة بالعامية ليست جريمة ...!!
مدخل
• خطوة أولى ... تبعتها خطوات ... قطرة فقطرات... نحاول جاهدين أن نقدم لقرائنا كل ما هو مميز ، نقتحم الحواجز الزمانية والمكانية لنعرض على العقل العربي ما يفتح أمامه مساحات أكبر من التفكير والقراءة الواعية ، اجتهدنا في كل مرة أن نستضيف أكثر العقول وعيا وفكرا ونظرا.
وفي هذه الخطوة سنحت الفرصة بكل معطياتها الجميلة والرائعة ليكون على مائدة حوارنا قامة شعرية لها تأثيرها في الساحة الشعرية والثقافية في عالمنا العربي.
كنا هذه المرة مع وعد أخضر ، ولقاء يشع بفرحة لمسناها في ثنايا أسئلة المشاركين وهم يرحبون بضيفهم وضيفنا جميعا الشاعر الإسلامي الكبير الدكتور / عبد الرحمن بن صالح العشماوى .
وحين كان لنا فرصة اللقاء بالشاعر الإسلامي د. عبد الرحمن العشماوي ، كنا نعلم سلفا كيف ستكون كمية الأسئلة التي ستصل، وكمية الطلبات التي سترسل ..
وليس لنا حين نقوم بالانتقاء والاختصار والتنقيح إلا بسط أكف العذر للذين لم نستطع عرض أسئلتهم، أو طلباتهم، أو كلمات إعجابهم وحبهم لشاعرنا الكبير / د. عبد الرحمن العشماوي.
كثير من الأسئلة كان مصدرا بعبارة " إني أحبك في الله " ، ولا يخلو سؤال من إبداء الإعجاب والإشادة بشاعرية الدكتور .
ولعلمنا بأن شاعرنا إنما يبحث عن التواصل الثقافي والفكري البناء بعيدا عن تدبيج المدائح ، والإطراء فقد آثرنا أن نضع السؤال بكامل شفافيته ولغته التي تبحث عن رؤية ثقافية تجيب عليه من قبل ضيف الساخر.
إن البصمة التي تركها الشاعر العشماوي على القصيدة الإسلامية منذ فترة مبكرة واكبت مصطلح الأدب الإسلامي والدعوة إليه ، لا يمكن أن يمررها النقد الأدبي دون أن يقف عندها وقفة منصفة في دراسة متأنية تتخذ من العمق التاريخي ، ومن البناء اللغوي منهجا نقديا لإنصاف هذه القامة الشعرية.
والشاعر العشماوي من الأسماء التي تثير الاختلاف حول لغتها الشعرية ، وهكذا هو ديدن الناجحين من الشعراء منذ أن عرف النقد العربي فن الموازنات بين الشعراء وتباين الآراء حول الشاعرية ، حتى مرت على الأدب العربي شخصيات شغلت الناس بشعرها ومحاولة تقويمها ونقدها ، لم يكن المتنبي أولها ولن يكون الدكتور عبد الرحمن آخرها.
ولعل هذا اللقاء يفتح آفاقا كبيرة أمام الجمهور والشاعر للمواجهة مع كلا التيارين ، ونستمع فيه لصوت الشاعر بعيدا عن مجازات الشعر ، بل في عمق اللغة العلمية والأكاديمية الصارمة شيئا ما، فهي القادرة على توضيح الالتباس ، وكشف المعمى ، وجلاء المعنى ، وتقريب وجهات النظر.
والعشماوي قبل أن يكون شاعرا يترنم بأهازيج الشعر ، هو رجل صاحب قضية ، تبناها منذ أن عرفه القراء العرب ، ومازال ينافح عن قضيته بكل ما أوتي مع اختلاف المواقع ، وتغير الظروف الزمانية والمكانية، وبما تقتضيه المرحلة من تقنيات الدفاع والهجوم.
ليس لنا الآن إلا أن نترك المجال له وللسائلين ونستمتع جميعا بهذا الحوار مشفوعا بكل الحب والتقدير له على إتاحة فرصة ثمينة كهذه ونترككم مع الحوار..
( التحرير ).
* * * * * * * * * * * *
" أحبكم الذي احببتموني له " إلى كل من أضاء أجواء نفسي بعبارة " أحبك في الله " ، وأهلاً وسهلاً بكل من سطر كلمة يعبر فيها عن مشاعره نحوي ، وبكل من رسم ملامح سؤال يريد أن يعرف إجابته مني .
وتحيات معطرة بأشذاء كل الزهور الندية , السهلية والجبلية إلى موقع "الساخر" الذي مد أمامي هذا الجسر الأخضر موصلاً بيني وبين قراء كرام عرفتهم بي ، وعرفتني بهم مشاعر الحب ، والحلم ، والأمل المشترك في نشر الخير والصفاء والنقاء بين سكان هذا الكوكب الأرضي المستدير .
بكم يسعد القلم , وصاحب القلم ، والحبر الذي ينسكب على الأوراق كما ينسكب الندى على أوراق أشجار خضراء لا تعرف الذبول .
* * * * * * * * * * *
فلسطيني لاجي في لبنان
هل يعتقد الدكتور/ العشماوي أنه في زمن تقسيم العالم إلى فسطاطين ، مع أمريكا وضد أمريكا " كما يرغب بوش وأسامة بن لادن " هل للشاعر الحر مكان ثالث يرقب منه الواقع الإسلامي الراهن ؟
- العالم تحت إدارة الله عز وجل ، ولله في خلقه شؤون ، وله في كونه سنن لا تتأخر ولا تتقدم عن وقتها المقدر في علم الله ، ونحن أمامنا طريقان واضحان رسمهما لنا كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هما طريق الخير وطريق الشر " إنا هديناه النجدين " وكلا الطريقين واضحان لمن أنار بصيرته نور الإيمان ، والشاعر المسلم الحر الذي يرى بعين بصيرته يدرك حقائق الأمور ، كما أدركها العلماء والمفكرون ، وأصحاب القلوب العامرة بالإيمان ، ويعبر عن تلك الحقيقة بنفثات شعره ، وإيقاعاته وصوره ، ينادي من أعشى أبصارهم الوهم ليروا بنور الله ، وليعرفوا حقيقة ماهم عليه من الخير أو الشر .
أيها الناس اسمعوني إني *** سوف أستنهضكم بالنذر
أيها الناس اسمعوا ، إني أرى *** نار حرب قذفت بالشرر
وأرى خطة حرب ، ربما *** سبقت كل لبيب حذر
يا لها من ظلمة حالكة *** سودت وجه المدى
من قصيدة " شاهد التاريخ " في 8/2/1421هـ
ومع ذلك أقول :
ولا تجزعي من ظلمة الليل إنها *** لتحمل في أحشائها نطفة الفجر
سمو حي من السعودية
ما رأيك في تجربة الأوبريت "خيول الفجر", وهل آنت راض عنها, ونتمنى أن تحدثنا عن الملابسات التي صاحبت ذلك العمل؟
• قرأت لك أكثر من قصيدة من النوع الذي يسمى " شعر التفعيلة " , ممن تأثرت في هذا الفن بالذات, و ما رأيك في الشاعر نزار قباني من ناحية الأدب والقيمة الفنية في شعره بغض النظر عن توجهاته الغريبة وإسفافه الأخلاقي...؟
• هل لك موقع الخاص ؟ نتمنى منك كتابة اسم الموقع ؟
• أتمنى أن تكتب لنا أسماء الكتب والدواوين الخاصة بك جميعها حتى نستطيع اقتنائها فهي قيمة جدا ؟
-" النشيد المسرحي " المسمى " الأوبريت " تجربة ركضت بها خيول الفجر في ساحة الجنادرية لتؤكد أن الشعر الإسلامي العربي الذي يرتوي من نبع أصالتها وقيمنا قادر على مخاطبة الجميع ، وجدير بملامسة مشاعرهم ، ومعانقة ما يختزنون في قلوبهم من أحاسيس وليس هنالك ملابسات ، وإنما هي خطوات عملية خرج بعدها العمل إلى النور بصورته التي رأيتم وسمعتم .
* شعر التفعيلة صفحة مفتوحة أمامي وأمام غيري من الشعراء والقراء ، أطلعت على الكثير منه ، وكتبت الكثير ، لأنه تجديد فني في دائرة الإيقاع الشعري الذي لا يسمى الشعر شعراً إلا به ، ولم أتأثر بشاعر معين في هذا المجال .
أما نزار قباني فشاعر مُجيد من الناحية الفنية ، له قصائده المتميزة من حيث صورها وإيقاعاتها ، ومفرداتها ، ولولا إسفافه الأخلاقي ، وترويجه للتمرد على قيم الدين ومبادئه ، لكان له في قلوب الناس موقع آخر .
والشعر – كما تعلم – كيان واحد يتكون من الشكل والمضمون ، ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر في الحكم على الشاعر .
• وفيما يخص الموقع فنعم ، أرجو أن تراه قريباً ، واسم الموقع " أوفاز " وستعرف معنى هذه الكلمة حينما ترى الموقع – إن شاء الله .
• أسماء كتبي ودواويني المطبوعة :
الكتب :
1. في وجدان القرية " رواية " .
2. علاقة الأدب بشخصية الأمة " دراسة نقدية " .
3. لا تغضب " مناقشات هادئة " .
4. غصون وثمار " كتاب تصويري "
5. بلادنا والتميز "مقالات منوعة "
6. وقفة مع جرجي زيدان " دراسة نقدية مختصرة " .
دواوين الشعر :
1. إلى أمتي
2. صراع مع النفس
3. قصائد إلى لبنان
4. حوار فوق شراع الزمن
5. بائعة الريحان
6. مأساة التاريخ .
7. إلى حواء
8. يا ساكنة القلب
9. عندما يعزف الرصاص
10. يا أمة الإسلام
11. شموخ في زمن الانكسار
12. عناقيد الضياء
13. جولة في عربات الحزن
14. حليمة والصوت والصدى
15. عندما يئن العفاف
16. نقوش على واجهة القرن الخامس عشر
17. القدس أنت
18. مراكب ذكرياتي
( وجميع الكتب والدواوين صادرة عن مكتبة العبيكان في الرياض ) .
فتى ساخر - السعودية
• الفكر الإرهابي الجديد هل ساهمتم في غرس بذرته الأولى عبر سنوات طويلة كنتم تطالبون فيها بالجهاد وتبثون روح الحماس عبر شعركم وعبر الخطب والمواعظ والدروس ...ما قولكم..؟
- يستشهد بعض الذين يرتكبون أعمالاً مخالفة ببعض نصوص القرآن والسنة فهل معنى ذلك أن نصوصهما تدعم هؤلاء؟
الحديث عن الجهاد ، وتصوير مواقف المجاهدين البطولية الواضحة واجب على كل صاحب رأي وكلمة يستطيع أن يوصلها إلى الناس ، وبث روح الحماسة في نفوسنا ونفوس أجيالنا أمر مطلوب في كل عصر ، وفي عصرنا هذا بصفة خاصة لان أعداء الحق والخير في العالم يرفعون شعار عداواتهم لنا بوضوح ، الحديث عن الطفل الفلسطيني يعزف بالحجر ، وعن المجاهد الكشميري أو الشيشاني ، أو الأفغاني ، أو العراقي الذي يدافع عن وطنه وعرضه وماله ، وعن دينه قبل ذلك ، واجب شرعي لا يجوز لقادر على الكلام أن يهمله ، ولا شك أن ذلك كله لا يعني دعم أصحاب العنف والأعداء على الآمنين مهما كانت مسوغاتهم التي لا تقف أمام دليل .
ما أسميته في سؤالك " الفكر الإرهابي " ينشأ من خلل في التصور ، ونقص في فهم المعاني الصحيحة للجهاد عند بعض الناس الذين لا ينظرون إلى الأمور بمنظار شامل يقدر مصالحها ومفاسدها ، وما يقوله الأديب أو الشاعر الإسلامي واضح المنهج والمصدر من حيث رفع علم الجهاد بالكلمة وبث روح الحماسة لمواجهة الانحراف البشري أياً كان مصدره ومورده ، وأقول :
فلصوص الأمن في الدنيا كثير *** وعيون الحقد في الدنيا كثيره
أيها المبحر في الفتنة مهلا *** بحرها يقتل من ينوي عبوره
لُجَّةُ الفتنةِ لا يخرج منها *** من مشى فيها ولم يسمع نذيره
نحن كالشمس وضوحاً كيف تخفى *** حينما ترفعها كف الظهيره
نحن بالله ، وهل يخشى ضياعاً *** من يكون الله في الدنيا نصيره ؟!
إننا أيها الأخ الكريم نبرأ إلى الله من كل من يسفك دماً بغير حق ، سواءً أكان دم مسلم أم مستأمن أم معاهد ، وشرعنا محجة بيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ، إن إعلان تمسكنا بديننا الإسلامي يبدد دعاوى أمريكا وغير أمريكا ممن يصنعون العنف والإرهاب في مؤتمراتهم السرية ويتهمون به الإسلام .
( درهم جباري ، أمريكا ) .
سؤالي : هل الشعر لا زال يؤدي رسالته .. وهل هناك من يصغي له في وسط هذا الزخم الذي نعيشه.. وإذا كان صوته مسموعا متى يؤتي ثماره ؟!
- الشعر أيها الأخ الكريم لا يفقد عنصر التأثير في المتلقي أبداً حينما يكون شعراً قوياً صادقاً ، ورسالة الشعر لا تتأخر على مر العصور وعند جميع الأمم والشعوب ، وما زال هناك من يصغي إلى الشعر المعبر الصادق الذي لا يماري ولا يداجي ، ولا يخرج من أفق الخير والفضيلة ، ومن خلال تجربتي الشخصية أرى أن علاقة الناس بالشعر علاقة قوية ، فالصورة الشعرية المعبرة تخترق حواجز الزمان والمكان لتستقر في الوجدان .
والشعر – كغيره من فنون القول المؤثر – تؤتي تمارها كل يوم ، فالإحساس الذي يثيره الشعر نحو قضية من القضايا أو شخص من الأشخاص سلباً أو إيجاباً ، وإرشاد القارئ إلى الموقف الأمثل من حدث ما أو شخص ما ، أو قضية ما ، وغير ذلك من الآثار الأخرى هو ثمرة من ثمار الشعر وأحب أن أوضح نقطة مهمة ألا وهي : أثر الكلمة الناصحة الجادة المؤثرة في الناس يعد من الآثار " التراكمية " التي تغرس في النفس شتلات المشاعر وتسقيها بالإيقاع الشعري ، والصورة الأدبية الجميلة ، والعبارة المناسبة ، ويظهر أثرها مع الأيام في ذهن الإنسان وقلبه وطريقة تفكيره ، ولعل ذلك هو السبب وراء عناية الإسلام بالشعر والبيان المؤثر ، وعناية جميع العقلاء والحكماء والسياسيين به .
أحمد الغلو- فلسطين .
لا أقصد أن أكون إقليميا ولا عنصريا و أنا ابن قرية الطنطورة الفلسطينية التي استشهد من أبنائها أكثر من مائتي رجل وامرأة عام 1948 ,,, ولكن حسب ما شاهدنا وعرفنا كيف أن أغلبية الأفغان صفقوا واستقبلوا القوات الأمريكية الصهيونية بالورود وكذلك فعل أغلب العراقيين أما بقية الشعوب الإسلامية والعربية فمعظمها لديه الاستعداد لاستقبال الغازي الصهيوني,,,,وهذا ما يسمى القابلية الاستعمار .
وفي الجانب الآخر نجد الفلسطينيين بمعظمهم يذهبون للموت والاستشهاد بل تتوق أنفسهم للشهادة ويستقبلون الدبابات الإسرائيلية بالصواريخ والبنادق وان لم يستطيعون فبالحجارة ,,,,وهذا ما يسمى عدم القابلية الاستعمار .
• وسؤالي لكم يا شاعرنا هو : ما الذي يميز الشخصية الفلسطينية في مخيلتكم كشاعر وكإنسان؟ وما أثر ذلك في شعرك؟وهل هو قدر للفلسطيني أن يكون دائما في الخط الأول للدفاع عن أمتنا العربية الإسلامية ؟
- أولاً ، هنالك أمور ظهر فيها التعميم في خطابك يا أخي أحمد ، ومنها قولك: أغلبية الأفغان ، وأغلب العراقيين ، وهذا تعميم غير صحيح ، فمن قال إن أغلبية الشعبين المسلمين يرحبون بالغزاة ؟؟!! مع أنه ليس لدينا إحصاء دقيق للنسب هنا إلا أننا نجزم أن أغلبية الشعبين الساحقة ترفض الاحتلال ولا ترحب بالغزاة .
ويجب علينا – في مرحلة الوعي بما يجري – ألا ننخدع بما تعرضه علينا الفضائيات وغيرها ، وما تروج له وكالات الأنباء من أقوال وآراء مغلوطة بعيدة عن الصواب ، إن أي شعب في الدنيا لا يرضى بالمحتل الغازي الطامع ويمكن أن ترضى الشعوب بالفاتح المصلح العادل كما حدث من شعوب الأرض مع الفتوحات الإسلامية التي كانت تجلب الخير للناس ، وتحفظ حقوقهم ولا تصنع كما صنع الاحتلال في أفغانستان والعراق ، وما صنع الاحتلال – قبل ذلك – في فلسطين .
ثانيا : أحب أن نستعمل كلمة " الاستخراب " بدلاً من كلمة " الاستعمار" حينما نتحدث عن احتلال الغرب لأي بلد في العالم، لأنه احتلال مخرب للأمور المادية والمعنوية ، فهو يمص خيرات البلاد ، ويعمل على نشر الانحلال والفساد ، والصورة واضحة تماماً في أفغانستان والعراق ، فما كان يصل المحتل إلى ما يريد ، حتى انتشرت مجلات ونشرات الدعارة والفساد الأخلاقي ، ودور السينما المكشوفة .
أما الشعب الفلسطيني فقد سلك طريقه – في رحلته الطويلة – إلى مواجهة واضحة صريحة للمحتل الصهيوني المغتصب " المستخرب " وتأكد يا أخ أحمد أن ذلك ما يريده كل شعب مسلم يتعرض لما تعرض له الشعب الفلسطيني ، هذا ما نؤمن به مع أننا نعلم أن هنالك بعض الفلسطينيين الذين يضعون أيديهم في أيدي الأعداء .
اننا نقول :
واهمٌ – والله – من يحمل غصنا *** لعدوٍ يدُهُ فَوْقَ الزّناد
ونسأل الله تعالى نصراً مؤزراً لأمة الإسلام الخالدة . وأما شعري عن فلسطين فهو كثير ، وقد صدر لي ديوان : " شموخ في زمن الانكسار " ، كله عن فلسطين الحبيبة ، وصدر لي أخيراً ديوان " القدس أنت " ، ولا يخلو ديوان من دواويني المطبوعة من قصيدة عن أرض الإسراء والمعراج ، بل لقد حييت البيت الفلسطيني المجاهد الصامد بقصيدة عنوانها " أسرج شموخك يا بطل " وهو عنوان موجود في أمسية شعرية صدرت على شريط كاسيت ، وهناك أمسية أخرى عنوانها " اكسروا هذي السلاسل " وأخرى بعنوان " صرخة في وادي الخضوع" .
لقد أصبح الشعب الفلسطيني عنواناً للمواجهة الصامدة الواعية لأعداء الحق والخير والإسلام ، فحياه الله من شعب أبي .
Wahgallil- من طرابلس ليبيا .
كيف نستطيع أن نحب بصدق في هذا الزمن الذي صار غربيا في كل شي؟
كيف نبني مستقبل أمتنا إذا كان هذا العالم الذي نعيشه مليء بالحروب والدمار؟ سيدي إن ما نشهده اليوم سبب لنا إحباطا غير عادى أصبحنا لا نحلم بمستقبل ولا عدنا نفهم ما يجرى !
أتمنى من الدكتور الشاعر أن يعطينا إجابة فقد عجزت عن أن أعبر عن ما أرى ...!
- أخي الكريم ، اليأس لا يأتي بخير ، والقنوط لا يدخل قلب مؤمن متعلق بالله عز وجل ، أنا معك أن الليل مدلهم ، وأن الأعداء قد أحكموا قبضتهم على أمتنا إلى حد كبير ، ولكن ذلك كله لا يدعونا إلى اليأس ... وقد قلتُ :
والله لو جرف العدوُّ بُيُوتنا *** ورمت بنا خلف المحيط زوابعُ
لظللتُ أؤمن أن أمتنا لها *** يومٌ من الأمجاد أبيضُ ناصعُ
وقلت :
لا يأس يسكنني فأن كبر الأسى *** وقسا فإن يقين قلبي أكبر
ولا شك يا أخي الكريم أن الأحداث التي تجري تصيب بالحيرة ، ولعل في ذلك مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن فتن آخر الزمان "يصبح الحليم فيها حيران" ومع ذلك كله ، فإن تأمل حال أمتنا جميعها ولاةً ورعيةً ، حكاماً وشعوباً ، يجعلنا نؤمن أنها بحاجة إلى عودة صادقة إلى الله لتنقذ نفسها من هذا الطوفان الجارف ، امتنا يا أخي – كما ترى – تغوص في شهواتها وشبهاتها ولهوها ، ولن تستطيع النهوض ، ومواجهة الأعداء ما دامت بعيدة عن الله .
لا تيأس ابدأ بنفسك ، وأنا أبدأ بنفسي ، فسوف نسهم بإذن الله في النهوض اليأس يقتل ولا ينفع ، ونور القرآن بيننا ساطع وسيرة خير خلق الله وسلفنا الصالح واضحة ، والله عز وجل ينصر من نصره ، وعد قاطع لا يهتز إيماننا به أبداً .
أما كيف نستطيع أن نحب ، فاعلم أن بساتين الحب موجودة لا تعرف الذبول وإنما يتيه بعض الناس عنها حين يستهويهم السير في المفازات القاحلة .
بتاريخ 16-5-1424 هـ
* الشاعر الدكتور / عبد الرحمن العشماوي .. في حوار خاص مع الساخر
عناصر الحوار
النقد الإسلامي لا يواكب الإبداع الشعري .
يصنعون العنف والإرهاب في مؤتمراتهم السرية ويتهمون به الإسلام .
الألقاب لا تهمش أحدا ولا تقتل شاعرا .
الحل الفعلي أن نخرج من مستنقعات الصراعات الجانبية .
بعض النقاد مثل " سائبة الأنعام " لا تسير في سرب ولا تأوي إلى مراح .
هل العشماويون ومن على شاكلتهم يرددون خطباً مكررة ؟
الاستخراب أولى من الاستعمار...!!
نبرأ إلى الله من كل من يسفك دماً بغير حق .
لولا إسفاف ( نزار ) لكان له موقع آخر ..!!
ابدأ بنفسك ..وسأبدأ بنفسي ...!!
ستعرفون ( أوفاز ) عندما ترونه !
نحن في عصر وجبات الشطيرة .
سأحاول كبح طول قصائدي .
الأحداث لا تدعنا دون تعليق .
الكتابة بالعامية ليست جريمة ...!!
مدخل
• خطوة أولى ... تبعتها خطوات ... قطرة فقطرات... نحاول جاهدين أن نقدم لقرائنا كل ما هو مميز ، نقتحم الحواجز الزمانية والمكانية لنعرض على العقل العربي ما يفتح أمامه مساحات أكبر من التفكير والقراءة الواعية ، اجتهدنا في كل مرة أن نستضيف أكثر العقول وعيا وفكرا ونظرا.
وفي هذه الخطوة سنحت الفرصة بكل معطياتها الجميلة والرائعة ليكون على مائدة حوارنا قامة شعرية لها تأثيرها في الساحة الشعرية والثقافية في عالمنا العربي.
كنا هذه المرة مع وعد أخضر ، ولقاء يشع بفرحة لمسناها في ثنايا أسئلة المشاركين وهم يرحبون بضيفهم وضيفنا جميعا الشاعر الإسلامي الكبير الدكتور / عبد الرحمن بن صالح العشماوى .
وحين كان لنا فرصة اللقاء بالشاعر الإسلامي د. عبد الرحمن العشماوي ، كنا نعلم سلفا كيف ستكون كمية الأسئلة التي ستصل، وكمية الطلبات التي سترسل ..
وليس لنا حين نقوم بالانتقاء والاختصار والتنقيح إلا بسط أكف العذر للذين لم نستطع عرض أسئلتهم، أو طلباتهم، أو كلمات إعجابهم وحبهم لشاعرنا الكبير / د. عبد الرحمن العشماوي.
كثير من الأسئلة كان مصدرا بعبارة " إني أحبك في الله " ، ولا يخلو سؤال من إبداء الإعجاب والإشادة بشاعرية الدكتور .
ولعلمنا بأن شاعرنا إنما يبحث عن التواصل الثقافي والفكري البناء بعيدا عن تدبيج المدائح ، والإطراء فقد آثرنا أن نضع السؤال بكامل شفافيته ولغته التي تبحث عن رؤية ثقافية تجيب عليه من قبل ضيف الساخر.
إن البصمة التي تركها الشاعر العشماوي على القصيدة الإسلامية منذ فترة مبكرة واكبت مصطلح الأدب الإسلامي والدعوة إليه ، لا يمكن أن يمررها النقد الأدبي دون أن يقف عندها وقفة منصفة في دراسة متأنية تتخذ من العمق التاريخي ، ومن البناء اللغوي منهجا نقديا لإنصاف هذه القامة الشعرية.
والشاعر العشماوي من الأسماء التي تثير الاختلاف حول لغتها الشعرية ، وهكذا هو ديدن الناجحين من الشعراء منذ أن عرف النقد العربي فن الموازنات بين الشعراء وتباين الآراء حول الشاعرية ، حتى مرت على الأدب العربي شخصيات شغلت الناس بشعرها ومحاولة تقويمها ونقدها ، لم يكن المتنبي أولها ولن يكون الدكتور عبد الرحمن آخرها.
ولعل هذا اللقاء يفتح آفاقا كبيرة أمام الجمهور والشاعر للمواجهة مع كلا التيارين ، ونستمع فيه لصوت الشاعر بعيدا عن مجازات الشعر ، بل في عمق اللغة العلمية والأكاديمية الصارمة شيئا ما، فهي القادرة على توضيح الالتباس ، وكشف المعمى ، وجلاء المعنى ، وتقريب وجهات النظر.
والعشماوي قبل أن يكون شاعرا يترنم بأهازيج الشعر ، هو رجل صاحب قضية ، تبناها منذ أن عرفه القراء العرب ، ومازال ينافح عن قضيته بكل ما أوتي مع اختلاف المواقع ، وتغير الظروف الزمانية والمكانية، وبما تقتضيه المرحلة من تقنيات الدفاع والهجوم.
ليس لنا الآن إلا أن نترك المجال له وللسائلين ونستمتع جميعا بهذا الحوار مشفوعا بكل الحب والتقدير له على إتاحة فرصة ثمينة كهذه ونترككم مع الحوار..
( التحرير ).
* * * * * * * * * * * *
" أحبكم الذي احببتموني له " إلى كل من أضاء أجواء نفسي بعبارة " أحبك في الله " ، وأهلاً وسهلاً بكل من سطر كلمة يعبر فيها عن مشاعره نحوي ، وبكل من رسم ملامح سؤال يريد أن يعرف إجابته مني .
وتحيات معطرة بأشذاء كل الزهور الندية , السهلية والجبلية إلى موقع "الساخر" الذي مد أمامي هذا الجسر الأخضر موصلاً بيني وبين قراء كرام عرفتهم بي ، وعرفتني بهم مشاعر الحب ، والحلم ، والأمل المشترك في نشر الخير والصفاء والنقاء بين سكان هذا الكوكب الأرضي المستدير .
بكم يسعد القلم , وصاحب القلم ، والحبر الذي ينسكب على الأوراق كما ينسكب الندى على أوراق أشجار خضراء لا تعرف الذبول .
* * * * * * * * * * *
فلسطيني لاجي في لبنان
هل يعتقد الدكتور/ العشماوي أنه في زمن تقسيم العالم إلى فسطاطين ، مع أمريكا وضد أمريكا " كما يرغب بوش وأسامة بن لادن " هل للشاعر الحر مكان ثالث يرقب منه الواقع الإسلامي الراهن ؟
- العالم تحت إدارة الله عز وجل ، ولله في خلقه شؤون ، وله في كونه سنن لا تتأخر ولا تتقدم عن وقتها المقدر في علم الله ، ونحن أمامنا طريقان واضحان رسمهما لنا كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هما طريق الخير وطريق الشر " إنا هديناه النجدين " وكلا الطريقين واضحان لمن أنار بصيرته نور الإيمان ، والشاعر المسلم الحر الذي يرى بعين بصيرته يدرك حقائق الأمور ، كما أدركها العلماء والمفكرون ، وأصحاب القلوب العامرة بالإيمان ، ويعبر عن تلك الحقيقة بنفثات شعره ، وإيقاعاته وصوره ، ينادي من أعشى أبصارهم الوهم ليروا بنور الله ، وليعرفوا حقيقة ماهم عليه من الخير أو الشر .
أيها الناس اسمعوني إني *** سوف أستنهضكم بالنذر
أيها الناس اسمعوا ، إني أرى *** نار حرب قذفت بالشرر
وأرى خطة حرب ، ربما *** سبقت كل لبيب حذر
يا لها من ظلمة حالكة *** سودت وجه المدى
من قصيدة " شاهد التاريخ " في 8/2/1421هـ
ومع ذلك أقول :
ولا تجزعي من ظلمة الليل إنها *** لتحمل في أحشائها نطفة الفجر
سمو حي من السعودية
ما رأيك في تجربة الأوبريت "خيول الفجر", وهل آنت راض عنها, ونتمنى أن تحدثنا عن الملابسات التي صاحبت ذلك العمل؟
• قرأت لك أكثر من قصيدة من النوع الذي يسمى " شعر التفعيلة " , ممن تأثرت في هذا الفن بالذات, و ما رأيك في الشاعر نزار قباني من ناحية الأدب والقيمة الفنية في شعره بغض النظر عن توجهاته الغريبة وإسفافه الأخلاقي...؟
• هل لك موقع الخاص ؟ نتمنى منك كتابة اسم الموقع ؟
• أتمنى أن تكتب لنا أسماء الكتب والدواوين الخاصة بك جميعها حتى نستطيع اقتنائها فهي قيمة جدا ؟
-" النشيد المسرحي " المسمى " الأوبريت " تجربة ركضت بها خيول الفجر في ساحة الجنادرية لتؤكد أن الشعر الإسلامي العربي الذي يرتوي من نبع أصالتها وقيمنا قادر على مخاطبة الجميع ، وجدير بملامسة مشاعرهم ، ومعانقة ما يختزنون في قلوبهم من أحاسيس وليس هنالك ملابسات ، وإنما هي خطوات عملية خرج بعدها العمل إلى النور بصورته التي رأيتم وسمعتم .
* شعر التفعيلة صفحة مفتوحة أمامي وأمام غيري من الشعراء والقراء ، أطلعت على الكثير منه ، وكتبت الكثير ، لأنه تجديد فني في دائرة الإيقاع الشعري الذي لا يسمى الشعر شعراً إلا به ، ولم أتأثر بشاعر معين في هذا المجال .
أما نزار قباني فشاعر مُجيد من الناحية الفنية ، له قصائده المتميزة من حيث صورها وإيقاعاتها ، ومفرداتها ، ولولا إسفافه الأخلاقي ، وترويجه للتمرد على قيم الدين ومبادئه ، لكان له في قلوب الناس موقع آخر .
والشعر – كما تعلم – كيان واحد يتكون من الشكل والمضمون ، ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر في الحكم على الشاعر .
• وفيما يخص الموقع فنعم ، أرجو أن تراه قريباً ، واسم الموقع " أوفاز " وستعرف معنى هذه الكلمة حينما ترى الموقع – إن شاء الله .
• أسماء كتبي ودواويني المطبوعة :
الكتب :
1. في وجدان القرية " رواية " .
2. علاقة الأدب بشخصية الأمة " دراسة نقدية " .
3. لا تغضب " مناقشات هادئة " .
4. غصون وثمار " كتاب تصويري "
5. بلادنا والتميز "مقالات منوعة "
6. وقفة مع جرجي زيدان " دراسة نقدية مختصرة " .
دواوين الشعر :
1. إلى أمتي
2. صراع مع النفس
3. قصائد إلى لبنان
4. حوار فوق شراع الزمن
5. بائعة الريحان
6. مأساة التاريخ .
7. إلى حواء
8. يا ساكنة القلب
9. عندما يعزف الرصاص
10. يا أمة الإسلام
11. شموخ في زمن الانكسار
12. عناقيد الضياء
13. جولة في عربات الحزن
14. حليمة والصوت والصدى
15. عندما يئن العفاف
16. نقوش على واجهة القرن الخامس عشر
17. القدس أنت
18. مراكب ذكرياتي
( وجميع الكتب والدواوين صادرة عن مكتبة العبيكان في الرياض ) .
فتى ساخر - السعودية
• الفكر الإرهابي الجديد هل ساهمتم في غرس بذرته الأولى عبر سنوات طويلة كنتم تطالبون فيها بالجهاد وتبثون روح الحماس عبر شعركم وعبر الخطب والمواعظ والدروس ...ما قولكم..؟
- يستشهد بعض الذين يرتكبون أعمالاً مخالفة ببعض نصوص القرآن والسنة فهل معنى ذلك أن نصوصهما تدعم هؤلاء؟
الحديث عن الجهاد ، وتصوير مواقف المجاهدين البطولية الواضحة واجب على كل صاحب رأي وكلمة يستطيع أن يوصلها إلى الناس ، وبث روح الحماسة في نفوسنا ونفوس أجيالنا أمر مطلوب في كل عصر ، وفي عصرنا هذا بصفة خاصة لان أعداء الحق والخير في العالم يرفعون شعار عداواتهم لنا بوضوح ، الحديث عن الطفل الفلسطيني يعزف بالحجر ، وعن المجاهد الكشميري أو الشيشاني ، أو الأفغاني ، أو العراقي الذي يدافع عن وطنه وعرضه وماله ، وعن دينه قبل ذلك ، واجب شرعي لا يجوز لقادر على الكلام أن يهمله ، ولا شك أن ذلك كله لا يعني دعم أصحاب العنف والأعداء على الآمنين مهما كانت مسوغاتهم التي لا تقف أمام دليل .
ما أسميته في سؤالك " الفكر الإرهابي " ينشأ من خلل في التصور ، ونقص في فهم المعاني الصحيحة للجهاد عند بعض الناس الذين لا ينظرون إلى الأمور بمنظار شامل يقدر مصالحها ومفاسدها ، وما يقوله الأديب أو الشاعر الإسلامي واضح المنهج والمصدر من حيث رفع علم الجهاد بالكلمة وبث روح الحماسة لمواجهة الانحراف البشري أياً كان مصدره ومورده ، وأقول :
فلصوص الأمن في الدنيا كثير *** وعيون الحقد في الدنيا كثيره
أيها المبحر في الفتنة مهلا *** بحرها يقتل من ينوي عبوره
لُجَّةُ الفتنةِ لا يخرج منها *** من مشى فيها ولم يسمع نذيره
نحن كالشمس وضوحاً كيف تخفى *** حينما ترفعها كف الظهيره
نحن بالله ، وهل يخشى ضياعاً *** من يكون الله في الدنيا نصيره ؟!
إننا أيها الأخ الكريم نبرأ إلى الله من كل من يسفك دماً بغير حق ، سواءً أكان دم مسلم أم مستأمن أم معاهد ، وشرعنا محجة بيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ، إن إعلان تمسكنا بديننا الإسلامي يبدد دعاوى أمريكا وغير أمريكا ممن يصنعون العنف والإرهاب في مؤتمراتهم السرية ويتهمون به الإسلام .
( درهم جباري ، أمريكا ) .
سؤالي : هل الشعر لا زال يؤدي رسالته .. وهل هناك من يصغي له في وسط هذا الزخم الذي نعيشه.. وإذا كان صوته مسموعا متى يؤتي ثماره ؟!
- الشعر أيها الأخ الكريم لا يفقد عنصر التأثير في المتلقي أبداً حينما يكون شعراً قوياً صادقاً ، ورسالة الشعر لا تتأخر على مر العصور وعند جميع الأمم والشعوب ، وما زال هناك من يصغي إلى الشعر المعبر الصادق الذي لا يماري ولا يداجي ، ولا يخرج من أفق الخير والفضيلة ، ومن خلال تجربتي الشخصية أرى أن علاقة الناس بالشعر علاقة قوية ، فالصورة الشعرية المعبرة تخترق حواجز الزمان والمكان لتستقر في الوجدان .
والشعر – كغيره من فنون القول المؤثر – تؤتي تمارها كل يوم ، فالإحساس الذي يثيره الشعر نحو قضية من القضايا أو شخص من الأشخاص سلباً أو إيجاباً ، وإرشاد القارئ إلى الموقف الأمثل من حدث ما أو شخص ما ، أو قضية ما ، وغير ذلك من الآثار الأخرى هو ثمرة من ثمار الشعر وأحب أن أوضح نقطة مهمة ألا وهي : أثر الكلمة الناصحة الجادة المؤثرة في الناس يعد من الآثار " التراكمية " التي تغرس في النفس شتلات المشاعر وتسقيها بالإيقاع الشعري ، والصورة الأدبية الجميلة ، والعبارة المناسبة ، ويظهر أثرها مع الأيام في ذهن الإنسان وقلبه وطريقة تفكيره ، ولعل ذلك هو السبب وراء عناية الإسلام بالشعر والبيان المؤثر ، وعناية جميع العقلاء والحكماء والسياسيين به .
أحمد الغلو- فلسطين .
لا أقصد أن أكون إقليميا ولا عنصريا و أنا ابن قرية الطنطورة الفلسطينية التي استشهد من أبنائها أكثر من مائتي رجل وامرأة عام 1948 ,,, ولكن حسب ما شاهدنا وعرفنا كيف أن أغلبية الأفغان صفقوا واستقبلوا القوات الأمريكية الصهيونية بالورود وكذلك فعل أغلب العراقيين أما بقية الشعوب الإسلامية والعربية فمعظمها لديه الاستعداد لاستقبال الغازي الصهيوني,,,,وهذا ما يسمى القابلية الاستعمار .
وفي الجانب الآخر نجد الفلسطينيين بمعظمهم يذهبون للموت والاستشهاد بل تتوق أنفسهم للشهادة ويستقبلون الدبابات الإسرائيلية بالصواريخ والبنادق وان لم يستطيعون فبالحجارة ,,,,وهذا ما يسمى عدم القابلية الاستعمار .
• وسؤالي لكم يا شاعرنا هو : ما الذي يميز الشخصية الفلسطينية في مخيلتكم كشاعر وكإنسان؟ وما أثر ذلك في شعرك؟وهل هو قدر للفلسطيني أن يكون دائما في الخط الأول للدفاع عن أمتنا العربية الإسلامية ؟
- أولاً ، هنالك أمور ظهر فيها التعميم في خطابك يا أخي أحمد ، ومنها قولك: أغلبية الأفغان ، وأغلب العراقيين ، وهذا تعميم غير صحيح ، فمن قال إن أغلبية الشعبين المسلمين يرحبون بالغزاة ؟؟!! مع أنه ليس لدينا إحصاء دقيق للنسب هنا إلا أننا نجزم أن أغلبية الشعبين الساحقة ترفض الاحتلال ولا ترحب بالغزاة .
ويجب علينا – في مرحلة الوعي بما يجري – ألا ننخدع بما تعرضه علينا الفضائيات وغيرها ، وما تروج له وكالات الأنباء من أقوال وآراء مغلوطة بعيدة عن الصواب ، إن أي شعب في الدنيا لا يرضى بالمحتل الغازي الطامع ويمكن أن ترضى الشعوب بالفاتح المصلح العادل كما حدث من شعوب الأرض مع الفتوحات الإسلامية التي كانت تجلب الخير للناس ، وتحفظ حقوقهم ولا تصنع كما صنع الاحتلال في أفغانستان والعراق ، وما صنع الاحتلال – قبل ذلك – في فلسطين .
ثانيا : أحب أن نستعمل كلمة " الاستخراب " بدلاً من كلمة " الاستعمار" حينما نتحدث عن احتلال الغرب لأي بلد في العالم، لأنه احتلال مخرب للأمور المادية والمعنوية ، فهو يمص خيرات البلاد ، ويعمل على نشر الانحلال والفساد ، والصورة واضحة تماماً في أفغانستان والعراق ، فما كان يصل المحتل إلى ما يريد ، حتى انتشرت مجلات ونشرات الدعارة والفساد الأخلاقي ، ودور السينما المكشوفة .
أما الشعب الفلسطيني فقد سلك طريقه – في رحلته الطويلة – إلى مواجهة واضحة صريحة للمحتل الصهيوني المغتصب " المستخرب " وتأكد يا أخ أحمد أن ذلك ما يريده كل شعب مسلم يتعرض لما تعرض له الشعب الفلسطيني ، هذا ما نؤمن به مع أننا نعلم أن هنالك بعض الفلسطينيين الذين يضعون أيديهم في أيدي الأعداء .
اننا نقول :
واهمٌ – والله – من يحمل غصنا *** لعدوٍ يدُهُ فَوْقَ الزّناد
ونسأل الله تعالى نصراً مؤزراً لأمة الإسلام الخالدة . وأما شعري عن فلسطين فهو كثير ، وقد صدر لي ديوان : " شموخ في زمن الانكسار " ، كله عن فلسطين الحبيبة ، وصدر لي أخيراً ديوان " القدس أنت " ، ولا يخلو ديوان من دواويني المطبوعة من قصيدة عن أرض الإسراء والمعراج ، بل لقد حييت البيت الفلسطيني المجاهد الصامد بقصيدة عنوانها " أسرج شموخك يا بطل " وهو عنوان موجود في أمسية شعرية صدرت على شريط كاسيت ، وهناك أمسية أخرى عنوانها " اكسروا هذي السلاسل " وأخرى بعنوان " صرخة في وادي الخضوع" .
لقد أصبح الشعب الفلسطيني عنواناً للمواجهة الصامدة الواعية لأعداء الحق والخير والإسلام ، فحياه الله من شعب أبي .
Wahgallil- من طرابلس ليبيا .
كيف نستطيع أن نحب بصدق في هذا الزمن الذي صار غربيا في كل شي؟
كيف نبني مستقبل أمتنا إذا كان هذا العالم الذي نعيشه مليء بالحروب والدمار؟ سيدي إن ما نشهده اليوم سبب لنا إحباطا غير عادى أصبحنا لا نحلم بمستقبل ولا عدنا نفهم ما يجرى !
أتمنى من الدكتور الشاعر أن يعطينا إجابة فقد عجزت عن أن أعبر عن ما أرى ...!
- أخي الكريم ، اليأس لا يأتي بخير ، والقنوط لا يدخل قلب مؤمن متعلق بالله عز وجل ، أنا معك أن الليل مدلهم ، وأن الأعداء قد أحكموا قبضتهم على أمتنا إلى حد كبير ، ولكن ذلك كله لا يدعونا إلى اليأس ... وقد قلتُ :
والله لو جرف العدوُّ بُيُوتنا *** ورمت بنا خلف المحيط زوابعُ
لظللتُ أؤمن أن أمتنا لها *** يومٌ من الأمجاد أبيضُ ناصعُ
وقلت :
لا يأس يسكنني فأن كبر الأسى *** وقسا فإن يقين قلبي أكبر
ولا شك يا أخي الكريم أن الأحداث التي تجري تصيب بالحيرة ، ولعل في ذلك مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن فتن آخر الزمان "يصبح الحليم فيها حيران" ومع ذلك كله ، فإن تأمل حال أمتنا جميعها ولاةً ورعيةً ، حكاماً وشعوباً ، يجعلنا نؤمن أنها بحاجة إلى عودة صادقة إلى الله لتنقذ نفسها من هذا الطوفان الجارف ، امتنا يا أخي – كما ترى – تغوص في شهواتها وشبهاتها ولهوها ، ولن تستطيع النهوض ، ومواجهة الأعداء ما دامت بعيدة عن الله .
لا تيأس ابدأ بنفسك ، وأنا أبدأ بنفسي ، فسوف نسهم بإذن الله في النهوض اليأس يقتل ولا ينفع ، ونور القرآن بيننا ساطع وسيرة خير خلق الله وسلفنا الصالح واضحة ، والله عز وجل ينصر من نصره ، وعد قاطع لا يهتز إيماننا به أبداً .
أما كيف نستطيع أن نحب ، فاعلم أن بساتين الحب موجودة لا تعرف الذبول وإنما يتيه بعض الناس عنها حين يستهويهم السير في المفازات القاحلة .