لقاء موقع الساخر بالشاعر الكبير الدكتور / عبد الرحمن العشماوي

محمد شتيوى

مستشار سابق
لقاء الساخر بالشاعر د.عبد الرحمن العشماوي
بتاريخ 16-5-1424 هـ
* الشاعر الدكتور / عبد الرحمن العشماوي .. في حوار خاص مع الساخر

عناصر الحوار
النقد الإسلامي لا يواكب الإبداع الشعري .
يصنعون العنف والإرهاب في مؤتمراتهم السرية ويتهمون به الإسلام .
الألقاب لا تهمش أحدا ولا تقتل شاعرا .
الحل الفعلي أن نخرج من مستنقعات الصراعات الجانبية .
بعض النقاد مثل " سائبة الأنعام " لا تسير في سرب ولا تأوي إلى مراح .
هل العشماويون ومن على شاكلتهم يرددون خطباً مكررة ؟
الاستخراب أولى من الاستعمار...!!
نبرأ إلى الله من كل من يسفك دماً بغير حق .
لولا إسفاف ( نزار ) لكان له موقع آخر ..!!
ابدأ بنفسك ..وسأبدأ بنفسي ...!!
ستعرفون ( أوفاز ) عندما ترونه !
نحن في عصر وجبات الشطيرة .
سأحاول كبح طول قصائدي .
الأحداث لا تدعنا دون تعليق .
الكتابة بالعامية ليست جريمة ...!!


مدخل
• خطوة أولى ... تبعتها خطوات ... قطرة فقطرات... نحاول جاهدين أن نقدم لقرائنا كل ما هو مميز ، نقتحم الحواجز الزمانية والمكانية لنعرض على العقل العربي ما يفتح أمامه مساحات أكبر من التفكير والقراءة الواعية ، اجتهدنا في كل مرة أن نستضيف أكثر العقول وعيا وفكرا ونظرا.
وفي هذه الخطوة سنحت الفرصة بكل معطياتها الجميلة والرائعة ليكون على مائدة حوارنا قامة شعرية لها تأثيرها في الساحة الشعرية والثقافية في عالمنا العربي.
كنا هذه المرة مع وعد أخضر ، ولقاء يشع بفرحة لمسناها في ثنايا أسئلة المشاركين وهم يرحبون بضيفهم وضيفنا جميعا الشاعر الإسلامي الكبير الدكتور / عبد الرحمن بن صالح العشماوى .

وحين كان لنا فرصة اللقاء بالشاعر الإسلامي د. عبد الرحمن العشماوي ، كنا نعلم سلفا كيف ستكون كمية الأسئلة التي ستصل، وكمية الطلبات التي سترسل ..
وليس لنا حين نقوم بالانتقاء والاختصار والتنقيح إلا بسط أكف العذر للذين لم نستطع عرض أسئلتهم، أو طلباتهم، أو كلمات إعجابهم وحبهم لشاعرنا الكبير / د. عبد الرحمن العشماوي.
كثير من الأسئلة كان مصدرا بعبارة " إني أحبك في الله " ، ولا يخلو سؤال من إبداء الإعجاب والإشادة بشاعرية الدكتور .
ولعلمنا بأن شاعرنا إنما يبحث عن التواصل الثقافي والفكري البناء بعيدا عن تدبيج المدائح ، والإطراء فقد آثرنا أن نضع السؤال بكامل شفافيته ولغته التي تبحث عن رؤية ثقافية تجيب عليه من قبل ضيف الساخر.

إن البصمة التي تركها الشاعر العشماوي على القصيدة الإسلامية منذ فترة مبكرة واكبت مصطلح الأدب الإسلامي والدعوة إليه ، لا يمكن أن يمررها النقد الأدبي دون أن يقف عندها وقفة منصفة في دراسة متأنية تتخذ من العمق التاريخي ، ومن البناء اللغوي منهجا نقديا لإنصاف هذه القامة الشعرية.
والشاعر العشماوي من الأسماء التي تثير الاختلاف حول لغتها الشعرية ، وهكذا هو ديدن الناجحين من الشعراء منذ أن عرف النقد العربي فن الموازنات بين الشعراء وتباين الآراء حول الشاعرية ، حتى مرت على الأدب العربي شخصيات شغلت الناس بشعرها ومحاولة تقويمها ونقدها ، لم يكن المتنبي أولها ولن يكون الدكتور عبد الرحمن آخرها.

ولعل هذا اللقاء يفتح آفاقا كبيرة أمام الجمهور والشاعر للمواجهة مع كلا التيارين ، ونستمع فيه لصوت الشاعر بعيدا عن مجازات الشعر ، بل في عمق اللغة العلمية والأكاديمية الصارمة شيئا ما، فهي القادرة على توضيح الالتباس ، وكشف المعمى ، وجلاء المعنى ، وتقريب وجهات النظر.
والعشماوي قبل أن يكون شاعرا يترنم بأهازيج الشعر ، هو رجل صاحب قضية ، تبناها منذ أن عرفه القراء العرب ، ومازال ينافح عن قضيته بكل ما أوتي مع اختلاف المواقع ، وتغير الظروف الزمانية والمكانية، وبما تقتضيه المرحلة من تقنيات الدفاع والهجوم.
ليس لنا الآن إلا أن نترك المجال له وللسائلين ونستمتع جميعا بهذا الحوار مشفوعا بكل الحب والتقدير له على إتاحة فرصة ثمينة كهذه ونترككم مع الحوار..
( التحرير ).

* * * * * * * * * * * *

" أحبكم الذي احببتموني له " إلى كل من أضاء أجواء نفسي بعبارة " أحبك في الله " ، وأهلاً وسهلاً بكل من سطر كلمة يعبر فيها عن مشاعره نحوي ، وبكل من رسم ملامح سؤال يريد أن يعرف إجابته مني .

وتحيات معطرة بأشذاء كل الزهور الندية , السهلية والجبلية إلى موقع "الساخر" الذي مد أمامي هذا الجسر الأخضر موصلاً بيني وبين قراء كرام عرفتهم بي ، وعرفتني بهم مشاعر الحب ، والحلم ، والأمل المشترك في نشر الخير والصفاء والنقاء بين سكان هذا الكوكب الأرضي المستدير .

بكم يسعد القلم , وصاحب القلم ، والحبر الذي ينسكب على الأوراق كما ينسكب الندى على أوراق أشجار خضراء لا تعرف الذبول .

* * * * * * * * * * *


فلسطيني لاجي في لبنان
هل يعتقد الدكتور/ العشماوي أنه في زمن تقسيم العالم إلى فسطاطين ، مع أمريكا وضد أمريكا " كما يرغب بوش وأسامة بن لادن " هل للشاعر الحر مكان ثالث يرقب منه الواقع الإسلامي الراهن ؟


- العالم تحت إدارة الله عز وجل ، ولله في خلقه شؤون ، وله في كونه سنن لا تتأخر ولا تتقدم عن وقتها المقدر في علم الله ، ونحن أمامنا طريقان واضحان رسمهما لنا كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هما طريق الخير وطريق الشر " إنا هديناه النجدين " وكلا الطريقين واضحان لمن أنار بصيرته نور الإيمان ، والشاعر المسلم الحر الذي يرى بعين بصيرته يدرك حقائق الأمور ، كما أدركها العلماء والمفكرون ، وأصحاب القلوب العامرة بالإيمان ، ويعبر عن تلك الحقيقة بنفثات شعره ، وإيقاعاته وصوره ، ينادي من أعشى أبصارهم الوهم ليروا بنور الله ، وليعرفوا حقيقة ماهم عليه من الخير أو الشر .

أيها الناس اسمعوني إني *** سوف أستنهضكم بالنذر
أيها الناس اسمعوا ، إني أرى *** نار حرب قذفت بالشرر
وأرى خطة حرب ، ربما *** سبقت كل لبيب حذر
يا لها من ظلمة حالكة *** سودت وجه المدى


من قصيدة " شاهد التاريخ " في 8/2/1421هـ

ومع ذلك أقول :
ولا تجزعي من ظلمة الليل إنها *** لتحمل في أحشائها نطفة الفجر

سمو حي من السعودية
ما رأيك في تجربة الأوبريت "خيول الفجر", وهل آنت راض عنها, ونتمنى أن تحدثنا عن الملابسات التي صاحبت ذلك العمل؟

• قرأت لك أكثر من قصيدة من النوع الذي يسمى " شعر التفعيلة " , ممن تأثرت في هذا الفن بالذات, و ما رأيك في الشاعر نزار قباني من ناحية الأدب والقيمة الفنية في شعره بغض النظر عن توجهاته الغريبة وإسفافه الأخلاقي...؟
• هل لك موقع الخاص ؟ نتمنى منك كتابة اسم الموقع ؟
• أتمنى أن تكتب لنا أسماء الكتب والدواوين الخاصة بك جميعها حتى نستطيع اقتنائها فهي قيمة جدا ؟


-" النشيد المسرحي " المسمى " الأوبريت " تجربة ركضت بها خيول الفجر في ساحة الجنادرية لتؤكد أن الشعر الإسلامي العربي الذي يرتوي من نبع أصالتها وقيمنا قادر على مخاطبة الجميع ، وجدير بملامسة مشاعرهم ، ومعانقة ما يختزنون في قلوبهم من أحاسيس وليس هنالك ملابسات ، وإنما هي خطوات عملية خرج بعدها العمل إلى النور بصورته التي رأيتم وسمعتم .
* شعر التفعيلة صفحة مفتوحة أمامي وأمام غيري من الشعراء والقراء ، أطلعت على الكثير منه ، وكتبت الكثير ، لأنه تجديد فني في دائرة الإيقاع الشعري الذي لا يسمى الشعر شعراً إلا به ، ولم أتأثر بشاعر معين في هذا المجال .
أما نزار قباني فشاعر مُجيد من الناحية الفنية ، له قصائده المتميزة من حيث صورها وإيقاعاتها ، ومفرداتها ، ولولا إسفافه الأخلاقي ، وترويجه للتمرد على قيم الدين ومبادئه ، لكان له في قلوب الناس موقع آخر .
والشعر – كما تعلم – كيان واحد يتكون من الشكل والمضمون ، ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر في الحكم على الشاعر .
• وفيما يخص الموقع فنعم ، أرجو أن تراه قريباً ، واسم الموقع " أوفاز " وستعرف معنى هذه الكلمة حينما ترى الموقع – إن شاء الله .
• أسماء كتبي ودواويني المطبوعة :

الكتب :
1. في وجدان القرية " رواية " .
2. علاقة الأدب بشخصية الأمة " دراسة نقدية " .
3. لا تغضب " مناقشات هادئة " .
4. غصون وثمار " كتاب تصويري "
5. بلادنا والتميز "مقالات منوعة "
6. وقفة مع جرجي زيدان " دراسة نقدية مختصرة " .

دواوين الشعر :
1. إلى أمتي
2. صراع مع النفس
3. قصائد إلى لبنان
4. حوار فوق شراع الزمن
5. بائعة الريحان
6. مأساة التاريخ .
7. إلى حواء
8. يا ساكنة القلب
9. عندما يعزف الرصاص
10. يا أمة الإسلام
11. شموخ في زمن الانكسار
12. عناقيد الضياء
13. جولة في عربات الحزن
14. حليمة والصوت والصدى
15. عندما يئن العفاف
16. نقوش على واجهة القرن الخامس عشر
17. القدس أنت
18. مراكب ذكرياتي
( وجميع الكتب والدواوين صادرة عن مكتبة العبيكان في الرياض ) .


فتى ساخر - السعودية
• الفكر الإرهابي الجديد هل ساهمتم في غرس بذرته الأولى عبر سنوات طويلة كنتم تطالبون فيها بالجهاد وتبثون روح الحماس عبر شعركم وعبر الخطب والمواعظ والدروس ...ما قولكم..؟


- يستشهد بعض الذين يرتكبون أعمالاً مخالفة ببعض نصوص القرآن والسنة فهل معنى ذلك أن نصوصهما تدعم هؤلاء؟
الحديث عن الجهاد ، وتصوير مواقف المجاهدين البطولية الواضحة واجب على كل صاحب رأي وكلمة يستطيع أن يوصلها إلى الناس ، وبث روح الحماسة في نفوسنا ونفوس أجيالنا أمر مطلوب في كل عصر ، وفي عصرنا هذا بصفة خاصة لان أعداء الحق والخير في العالم يرفعون شعار عداواتهم لنا بوضوح ، الحديث عن الطفل الفلسطيني يعزف بالحجر ، وعن المجاهد الكشميري أو الشيشاني ، أو الأفغاني ، أو العراقي الذي يدافع عن وطنه وعرضه وماله ، وعن دينه قبل ذلك ، واجب شرعي لا يجوز لقادر على الكلام أن يهمله ، ولا شك أن ذلك كله لا يعني دعم أصحاب العنف والأعداء على الآمنين مهما كانت مسوغاتهم التي لا تقف أمام دليل .
ما أسميته في سؤالك " الفكر الإرهابي " ينشأ من خلل في التصور ، ونقص في فهم المعاني الصحيحة للجهاد عند بعض الناس الذين لا ينظرون إلى الأمور بمنظار شامل يقدر مصالحها ومفاسدها ، وما يقوله الأديب أو الشاعر الإسلامي واضح المنهج والمصدر من حيث رفع علم الجهاد بالكلمة وبث روح الحماسة لمواجهة الانحراف البشري أياً كان مصدره ومورده ، وأقول :
فلصوص الأمن في الدنيا كثير *** وعيون الحقد في الدنيا كثيره
أيها المبحر في الفتنة مهلا *** بحرها يقتل من ينوي عبوره
لُجَّةُ الفتنةِ لا يخرج منها *** من مشى فيها ولم يسمع نذيره
نحن كالشمس وضوحاً كيف تخفى *** حينما ترفعها كف الظهيره
نحن بالله ، وهل يخشى ضياعاً *** من يكون الله في الدنيا نصيره ؟!


إننا أيها الأخ الكريم نبرأ إلى الله من كل من يسفك دماً بغير حق ، سواءً أكان دم مسلم أم مستأمن أم معاهد ، وشرعنا محجة بيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ، إن إعلان تمسكنا بديننا الإسلامي يبدد دعاوى أمريكا وغير أمريكا ممن يصنعون العنف والإرهاب في مؤتمراتهم السرية ويتهمون به الإسلام .

( درهم جباري ، أمريكا ) .
سؤالي : هل الشعر لا زال يؤدي رسالته .. وهل هناك من يصغي له في وسط هذا الزخم الذي نعيشه.. وإذا كان صوته مسموعا متى يؤتي ثماره ؟!


- الشعر أيها الأخ الكريم لا يفقد عنصر التأثير في المتلقي أبداً حينما يكون شعراً قوياً صادقاً ، ورسالة الشعر لا تتأخر على مر العصور وعند جميع الأمم والشعوب ، وما زال هناك من يصغي إلى الشعر المعبر الصادق الذي لا يماري ولا يداجي ، ولا يخرج من أفق الخير والفضيلة ، ومن خلال تجربتي الشخصية أرى أن علاقة الناس بالشعر علاقة قوية ، فالصورة الشعرية المعبرة تخترق حواجز الزمان والمكان لتستقر في الوجدان .
والشعر – كغيره من فنون القول المؤثر – تؤتي تمارها كل يوم ، فالإحساس الذي يثيره الشعر نحو قضية من القضايا أو شخص من الأشخاص سلباً أو إيجاباً ، وإرشاد القارئ إلى الموقف الأمثل من حدث ما أو شخص ما ، أو قضية ما ، وغير ذلك من الآثار الأخرى هو ثمرة من ثمار الشعر وأحب أن أوضح نقطة مهمة ألا وهي : أثر الكلمة الناصحة الجادة المؤثرة في الناس يعد من الآثار " التراكمية " التي تغرس في النفس شتلات المشاعر وتسقيها بالإيقاع الشعري ، والصورة الأدبية الجميلة ، والعبارة المناسبة ، ويظهر أثرها مع الأيام في ذهن الإنسان وقلبه وطريقة تفكيره ، ولعل ذلك هو السبب وراء عناية الإسلام بالشعر والبيان المؤثر ، وعناية جميع العقلاء والحكماء والسياسيين به .

أحمد الغلو- فلسطين .
لا أقصد أن أكون إقليميا ولا عنصريا و أنا ابن قرية الطنطورة الفلسطينية التي استشهد من أبنائها أكثر من مائتي رجل وامرأة عام 1948 ,,, ولكن حسب ما شاهدنا وعرفنا كيف أن أغلبية الأفغان صفقوا واستقبلوا القوات الأمريكية الصهيونية بالورود وكذلك فعل أغلب العراقيين أما بقية الشعوب الإسلامية والعربية فمعظمها لديه الاستعداد لاستقبال الغازي الصهيوني,,,,وهذا ما يسمى القابلية الاستعمار .
وفي الجانب الآخر نجد الفلسطينيين بمعظمهم يذهبون للموت والاستشهاد بل تتوق أنفسهم للشهادة ويستقبلون الدبابات الإسرائيلية بالصواريخ والبنادق وان لم يستطيعون فبالحجارة ,,,,وهذا ما يسمى عدم القابلية الاستعمار .

• وسؤالي لكم يا شاعرنا هو : ما الذي يميز الشخصية الفلسطينية في مخيلتكم كشاعر وكإنسان؟ وما أثر ذلك في شعرك؟وهل هو قدر للفلسطيني أن يكون دائما في الخط الأول للدفاع عن أمتنا العربية الإسلامية ؟



- أولاً ، هنالك أمور ظهر فيها التعميم في خطابك يا أخي أحمد ، ومنها قولك: أغلبية الأفغان ، وأغلب العراقيين ، وهذا تعميم غير صحيح ، فمن قال إن أغلبية الشعبين المسلمين يرحبون بالغزاة ؟؟!! مع أنه ليس لدينا إحصاء دقيق للنسب هنا إلا أننا نجزم أن أغلبية الشعبين الساحقة ترفض الاحتلال ولا ترحب بالغزاة .
ويجب علينا – في مرحلة الوعي بما يجري – ألا ننخدع بما تعرضه علينا الفضائيات وغيرها ، وما تروج له وكالات الأنباء من أقوال وآراء مغلوطة بعيدة عن الصواب ، إن أي شعب في الدنيا لا يرضى بالمحتل الغازي الطامع ويمكن أن ترضى الشعوب بالفاتح المصلح العادل كما حدث من شعوب الأرض مع الفتوحات الإسلامية التي كانت تجلب الخير للناس ، وتحفظ حقوقهم ولا تصنع كما صنع الاحتلال في أفغانستان والعراق ، وما صنع الاحتلال – قبل ذلك – في فلسطين .
ثانيا : أحب أن نستعمل كلمة " الاستخراب " بدلاً من كلمة " الاستعمار" حينما نتحدث عن احتلال الغرب لأي بلد في العالم، لأنه احتلال مخرب للأمور المادية والمعنوية ، فهو يمص خيرات البلاد ، ويعمل على نشر الانحلال والفساد ، والصورة واضحة تماماً في أفغانستان والعراق ، فما كان يصل المحتل إلى ما يريد ، حتى انتشرت مجلات ونشرات الدعارة والفساد الأخلاقي ، ودور السينما المكشوفة .
أما الشعب الفلسطيني فقد سلك طريقه – في رحلته الطويلة – إلى مواجهة واضحة صريحة للمحتل الصهيوني المغتصب " المستخرب " وتأكد يا أخ أحمد أن ذلك ما يريده كل شعب مسلم يتعرض لما تعرض له الشعب الفلسطيني ، هذا ما نؤمن به مع أننا نعلم أن هنالك بعض الفلسطينيين الذين يضعون أيديهم في أيدي الأعداء .
اننا نقول :
واهمٌ – والله – من يحمل غصنا *** لعدوٍ يدُهُ فَوْقَ الزّناد

ونسأل الله تعالى نصراً مؤزراً لأمة الإسلام الخالدة . وأما شعري عن فلسطين فهو كثير ، وقد صدر لي ديوان : " شموخ في زمن الانكسار " ، كله عن فلسطين الحبيبة ، وصدر لي أخيراً ديوان " القدس أنت " ، ولا يخلو ديوان من دواويني المطبوعة من قصيدة عن أرض الإسراء والمعراج ، بل لقد حييت البيت الفلسطيني المجاهد الصامد بقصيدة عنوانها " أسرج شموخك يا بطل " وهو عنوان موجود في أمسية شعرية صدرت على شريط كاسيت ، وهناك أمسية أخرى عنوانها " اكسروا هذي السلاسل " وأخرى بعنوان " صرخة في وادي الخضوع" .
لقد أصبح الشعب الفلسطيني عنواناً للمواجهة الصامدة الواعية لأعداء الحق والخير والإسلام ، فحياه الله من شعب أبي .

Wahgallil- من طرابلس ليبيا .
كيف نستطيع أن نحب بصدق في هذا الزمن الذي صار غربيا في كل شي؟
كيف نبني مستقبل أمتنا إذا كان هذا العالم الذي نعيشه مليء بالحروب والدمار؟ سيدي إن ما نشهده اليوم سبب لنا إحباطا غير عادى أصبحنا لا نحلم بمستقبل ولا عدنا نفهم ما يجرى !
أتمنى من الدكتور الشاعر أن يعطينا إجابة فقد عجزت عن أن أعبر عن ما أرى ...!


- أخي الكريم ، اليأس لا يأتي بخير ، والقنوط لا يدخل قلب مؤمن متعلق بالله عز وجل ، أنا معك أن الليل مدلهم ، وأن الأعداء قد أحكموا قبضتهم على أمتنا إلى حد كبير ، ولكن ذلك كله لا يدعونا إلى اليأس ... وقد قلتُ :

والله لو جرف العدوُّ بُيُوتنا *** ورمت بنا خلف المحيط زوابعُ
لظللتُ أؤمن أن أمتنا لها *** يومٌ من الأمجاد أبيضُ ناصعُ

وقلت :
لا يأس يسكنني فأن كبر الأسى *** وقسا فإن يقين قلبي أكبر

ولا شك يا أخي الكريم أن الأحداث التي تجري تصيب بالحيرة ، ولعل في ذلك مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن فتن آخر الزمان "يصبح الحليم فيها حيران" ومع ذلك كله ، فإن تأمل حال أمتنا جميعها ولاةً ورعيةً ، حكاماً وشعوباً ، يجعلنا نؤمن أنها بحاجة إلى عودة صادقة إلى الله لتنقذ نفسها من هذا الطوفان الجارف ، امتنا يا أخي – كما ترى – تغوص في شهواتها وشبهاتها ولهوها ، ولن تستطيع النهوض ، ومواجهة الأعداء ما دامت بعيدة عن الله .
لا تيأس ابدأ بنفسك ، وأنا أبدأ بنفسي ، فسوف نسهم بإذن الله في النهوض اليأس يقتل ولا ينفع ، ونور القرآن بيننا ساطع وسيرة خير خلق الله وسلفنا الصالح واضحة ، والله عز وجل ينصر من نصره ، وعد قاطع لا يهتز إيماننا به أبداً .
أما كيف نستطيع أن نحب ، فاعلم أن بساتين الحب موجودة لا تعرف الذبول وإنما يتيه بعض الناس عنها حين يستهويهم السير في المفازات القاحلة .
 
تابع : لقاء موقع الساخر بالشاعر الكبير الدكتور / عبد الرحمن العشماوي



Alburag _ من السعودية .
أكرر هذا السؤال كثيرا ولكن لا أدري لم يتجاوزه الكثير من الشعراء الإسلاميين الذين يخطون خطو الدكتور عبد الرحمن العشماوي حفظه الله ولا أريد أن أسمي أسماء حتى لا يزداد بعد شاعرنا عن الإجابة .
• السؤال : ما رد شعراءنا الأكارم حفظهم الله على من يقول إن ( العشماويين ) ومن على شاكلتهم يرددون خطبا مكررة الأفكار والمواضيع والمعاني الشعرية ، حتى أني سمعت أحدهم في مجلس مفتوح : يقول في الحقيقة هم خطباء جيدون ؛ لكن ليسوا شعراء !!


- أقول – أيها الأخ الكريم – إن مشكلة النقد الكبرى أن ساحته الفسيحة تتيح مجالاً لدخول فئة ممن يتصدون للنقد منطلقين من ثقافة نقدية ناقصة ، أو هوى نفس مسيطر ، أو حقد أو صد ، أو نظرة ضيقة مثل خرم الإبرة ، لا يتسع إلا لذلك الخيط الرقيق ، وهؤلاء الذين يقفزون إلى ساحة النقد من خلف الأسوار يتقوقعون على مجموعة من الآراء النقدية العائمة التي أشبهها بسائبة الأنعام التي لا تسير في سرب ، ولا تأوي إلى مراح ويتقوقعون على بعضهم فيما يشبه " الشللية " يتمادحون فيما بينهم مدحاً قائماً على إشباع نهم نفوسهم لا يتجاوزهم ، ولا يجد طريقاً إلى آذان غيرهم، ويقدحون في الآخرين قدحاً قائماً على " التعميم " دون دراسة جادة واعية لذلك ، وأقول لهؤلاء : إن الخطابة والشعر لم يفترقا على مدى الزمن ، حتى في القصائد الوجدانية ، والعاطفية ، لأن الشعر له علاقة بالكلمة المؤثرة ، والخطبة قائمة على ذلك ، وإنما يحمل كل نوع صفات تميزه عن غيره ، فبينما تقوم الخطبة على أعمدة الكلمة المباشرة والصورة المفتوحة ، والجملة المستوعبة لفكر الخطيب وعلمه ، وأدلته وشواهده ، يقوم الشعر على أعمدة الكلمة الموحية والصورة الفنية المحكمة ، والإيقاعات الشعرية التي تنسجم مع الكلمات والجمل وتسكب خلاصة إيقاعها في القوافي ، وبين ذلك صفات مشتركة تحقق التأثير في المتلقي للخطيب وللشاعر ، ومنها مراعاة مقتضى حال المتلقي ، وحال الموضوع أو القضية ، أو الحالة النفسية ، ومنها الإلقاء الجيد الذي يحرك المشاعر ويهز النفوس ، ويستطيع نقل الفكرة والمعلومة والصورة الفنية ، والإبداع الأدبي إلى قلوب المتلقين وعقولهم .

ولهذا ، يكون الشاعر المبدع القادر على الإلقاء الجيد أقرب إلى التأثير في نفوس المتلقين وأقدر على إيصال مشاعره ، وأفكاره وصوره الفنية إليهم، ومن الصفات المشتركة بين الخطبة والقصيدة " الوضوح" الذي لا يسمح بالمذاهب الرمزية " الفارقة في الغموض إلا بها " ولا يسمح بالمباشرة الفجة التي تجعل الكلمة خالية من جمالها الفني ، وصورتها الخيالية البديعة.
ويبقى مع ذلك كله البيان العربي المؤثر قادراً على التغلغل في قلوب المتلقين ، والتأثير في نفوسهم شعراً كان أم نثراً ، قصيدة كان أم خطبة . فما المشكلة بعد ذلك ؟؟؟ .
إن تأثر الشعراء " الناشئين" بمن سبقهم أمر معروف قديماً وحديثاً وسيظل موجوداً مستقبلاً ، ولربما كان انتشار معظم قصائدي بصورة واسعة ، مع ما فيها من مشاعر نحو ديننا وأمتنا ، وقضايانا ، ومن دفقات شعورية ، وومضات نفسية أعرفها تمام المعرفة حينما تتحرك في وجداني، لربما كان ذلك سبباً في وصول شعري إلى المتلقي ، ووجود فئة من الشعراء من الجيل التالي يتأثرون في قصائدهم بقصائدي ، وسؤالي هنا :
ما الذي يضير الأخوة المنتقدين لهذه الظاهرة من جانب ؟ وما الذي يضير الشعر والإبداع الأدبي من جانب آخر ؟ خاصّةً إذا علمنا أن الشاعر الحقّ سرعان ما يتخلَّص من التأثُر الكبير بمن سبقه ويكوَّن شخصيته الشعرية المستقلة حينما تنضج تجربته الشعرية .
هوِّنوا عليكم ، ودعوا المواهب الشعرية تنطلق معي أو مع غيري ممن يرسمون خارطة الشعر الجميلة ويزرعون سنابله الخضراء .
وأقول :
شعري جواد أصيلٌ *** به إليكم أسافرْ
فبيدَرُ الشعر قلبي *** لمن يحبّ البيادرْ
ومجمر الشعر قلبي *** لمن يريد المجامرْ
وليس من بعد هذا *** معنىً لقول مكابر


وأهدي إلى الجميع مقطوعة لي صدرت في ديواني " عناقيد الضياء " بعنوان وضوح :

حملت إليكمو قلباً وروحاً *** غبوقاً للمشاعر أو صَبُوحا
أحدثكم بألسنة القوافي *** حديثاً ظاهر المعنى صريحا
أوضح ما أريد لأن عندي *** لوزن الفكر ميزاناً صحيحا
لأني ما حملت شذوذ فكر *** ولا استحسنت في نفسي القبيحا
لأن الحق يركض في عروقي *** وأوردتي ، تسرْبلْتُ الوضوحا
ولو أني أردت غموض شعري *** . لأكثرتم على قولي الشروحا
أأخنق بالغموض مجال شعري *** وأجعله لأفكاري ضريحا ؟
فأين رسالةٌ ما زلت أبني *** لأمتنا بها أملاً فسيحا ؟


أسامة محمد الذاري – اليمن :
ما الذي يمكن أن يقدمه المثقفون والأدباء في ظل انقطاع أو شح الموارد الأدبية الهادفة ؟
وكيف نخدم القضية ومقص الرقيب معنا وما زلنا نعيش بعقل هبنقة ( الأحمق ) ؟


- يستطيع المثقف المخلص والأديب الصادق أن يقدم شيئاً كثيراً فليس هناك حائط مضروب أمام صاحب الكلمة والقلم كما ضرب ذو القرنين حائطه من زبر الحديد والقطران المحميّ بالنار ، كلا يا أخي الكريم ، هناك حواجز ، نعم ، وهناك أبواب مسدودة ، نعم ، ولكنّ الإغلاق الكامل غير موجود ولا يمكن أن يكون موجوداً ، وأكبر دليل ما رأيناه وراء ذلك الستار الحديدي الشيوعي من ثقافةٍ وأدب وفكر إسلامي لم يستطع إرهاب الحديد والنار السوفيتي أن يقضي عليه .
ربما تكون هنالك معاناة يعيشها الأديب ذو الرسالة الصادقة الصحيحة ، ولكنها لا تجعل اليأس أسلوباً للتعامل مع أسباب تلك المعاناة .
أرسل كلمتك الجميلة المعبرة ـ بقدر ما تستطيع ـ فسوف تجد أن ( هبنَّقة ) الأحمق ، قد مات منذ قرون ـ أحسن الله عزاءك فيه ـ إن كنت تريد فيه عزاءً .
أيها الأحبة ، الآفاق واسعة ، ودائرة الممكن موجودة ، فلا تقفوا أمام عبارات اليأس والقنوط ، ليس هنالك ـ كما تعلمون ـ شرٌّ محضٌ لا خير فيه ، ولا خير محضٌ لا شر فيه ، فيما يتعلق بأمور الحياة الدنيا والكرة الأرضية التي نعيش فيها .

عبدالرزاق الجمل - اليمن :
السؤال نحن الآن في مأزق لا يخرجنا منه الشعر ولا الاستمرار في الانتقاد للحكام والحكومات سيظل الحكام أداة لتلبية المطالب الأمريكية وسنظل ننتقد إلى ما لا نهاية كل شئ يمشي في الاتجاه المعاكس لنا ، تجربة الأقوال باءت بالفشل
• ما هو الحل الفعلي في نظرك للخروج من المأزق ؟


- المأزق الذي تمر به الأمة سببه بعدها عن منهج الله ، وتقصيرها الشديد في طاعته ، فذلك واضح في المجتمعات المسلمة عموماً ، وأذكر أن شاباً أكثر في مجلسي من نقد وتجريح عددٍ من الأشخاص ، طلبت منه السكوت وقلت له : منذ فترة وأنا لا أراك في المسجد مع أنك من جيرانه فلماذا ؟
قال لي : ما علاقة هذا بما تقول ؟
قلت : علاقة كبيرة ، ابدأ بنفسك وأدِّ ما عليك نحو ربك ، ثم انطلق لتقديم نصيحتك ورأيك ودعوتك للكبير والصغير ، عندها تكون مسلماً إيجابياً .
الحل الفعلي : أن نؤدي أدوارنا في الحياة بشكل صحيح ، وأن نصفّي قلوبنا من أدران الهوى والشهوة ، والحقد والحسد ، وأن نخرج من خنادق وحُفر ومستنقعات الصراعات الجانبية التي تحرق أوقاتنا وجهودنا وحسناتنا حَرقاً ، وسوف نرى كيف يتحول الحل الفعلي الشخصي على حل جماعي يشمل الأمة كلها ، أوقدوا الشموع فهي التي تطرد الظلام ، أيها الكرام .

حسين عبد العزيز- السعودية :
سعادة الدكتور سؤالي الأول هو في كثير من الكتابات أو الإعلانات أو الحفلات يقدم لكم بـ (شاعر الأمة الإسلامية) وهذا جميل ومشرف ولكن في وجهة نظري الشخصية - والتي قد أصيب فيها أو أخطئ وقد يتفق معي فيها البعض ويختلف معي آخرون - أرى أن في هذا النعت مبالغة في الإطراء من ناحيتكم وفي المقابل تهميشاً لساحة مليئة بشعراء كبار مميزين.. فما رأي سعادتكم؟ (أرجو ألا أفهم على نحو خاطئ )

• أما السؤال الثاني: فمع ما تمر به الأمة من أحداث جسام وخطوب عظام والتي يميز الله فيها الخبيث من الطيب ويتجلى للناس بوار بضاعة أهل الهوى والفساد ويظهر للعيان ما يغرقون به من وحل وطين.. ويبدأ الناس في البحث عن الطيب الذي يحمل همومهم ويدافع عن حقوقهم ويناصر قضاياهم ويجسد معاناتهم وهؤلاء ولله الحمد موجودون ولكن مع الأسف مهمشون إعلامياً فلا تقام لهم أمسيات ولا تنشر قصائدهم إلى في مطبوعات محدودة التوزيع فتبدو الساحة خالية ولا يبقى فيها إلا الرعاع.
والسؤال كالتالي ما هو الدور المطلوب من الشعراء الإسلاميين وما هي الطريقة المثلى التي يجب تطبيقها حتى يأخذوا مساحة أكبر في وسائل الإعلام وحتى يكون لهم دور واضح في الساحة الأدبية خاصة وأننا في أمس الحاجة إليهم في هذه الأيام؟


- يا أخ حسين استوقفتني جملة في سؤالك وهي قولك " أرجو ألا أفهم على نحو خاطيء " ، معك حق يا أخي في هذا الاحتراز فنحن نعاني في مجتمعاتنا المسلمة من هذا الداء العضال ، ألا وهو تقديم سوء الظن على حسن الظنّ ، والتعجل في الحكم على الأشياء دون التثبت المأمور به شرعاً ، فكم من فتنة قائمة في عالمنا الإسلامي سببها "سوء الفهم " و " سوء الظن " و " الحكم على النيّات دون علم " ، والله إن هذا الداء العضال يشكل خطراً كبيراً على أمتنا ، وشبابنا وقضايانا ، فما أسرع ما يظلم بعضنا بعضاً بذلك دون ورعٍ أو خوفٍ من الله عزّ وجلّ ، وهذه المشكلة تبرز بصورة واضحة في فئات كثيرة من " الشباب المتديِّن " وهي دليلٌ على أن نُضج التدين لم يكتمل في قلب صاحبه ، وهي رسالة منك ومني إلى الجميع .

ثم أقول : لقب " شاعر الأمة الإسلامية " و " حسان الصحوة " وغيرها ، لم أطلقه أنا ، وإنما أطلقه المتلقي ثقة ً منه وحسن ظن ، ولو كان الأمر بيدي ما أطلقت هذا اللقب ولا ذاك .
ومع ذلك فهذه الألقاب لا تحجب أحداً ، ولا تهمش شاعراً أبداً ، وإنما يهمش الشاعر ضعف شعره ، أو عدم اقتحامه لساحات الوصول إلى الناس لإيصال مشاعره وأفكاره .
أما عدم انتشار الشعر والأدب والفكر والثقافة الإسلامية عبر وسائل الإعلام ففيها جانبان :
الجانب الأول : محاولات من التغريبيين من علمانيين وغيرهم خاصة وأنهم يملكون معظم تلك الوسائل أو ، لهم فيها نفوذ .
الجانب الثاني : عدم إصرار من أصحاب الرؤية الإسلامية الصحيحة على المشاركة المستمرة وتجاوز الحواجز والصعاب .
وعلى أية حال ، فالأمر الآن اختلف ، فالوسائل تحتاج إلى الكلمة المؤثرة ، وبإمكان الجميع إذا أحسنوا طريقة الخطاب أن يجدوا لهم مكاناً فيها ، المهم ألا نتوقف أو نستسلم لليأس .

بلقيس – السعودية :
شاعر الأمة الإسلامية ، غبت عنا ، انتظرناك طويلاً ، ثم عدت ، لكن بثوب آخر غير ما عهدناه ، لم هذا التغيّر ؟


- يا " بلقيس " ، سَمِيّتُك ، تلك الملكة اليمنية العاقلة ، لها تجربتان في حياتها ، قبل أن ينقل عرشها " الذي أوتي علماً من الكتاب " من اليمن إلى فلسطين حيث يقيم سليمان عليه السلام ، وبعد نقله للعرش ، وفي التجربتين اختلاف مع أن الأصل في حياتها وتفكيرها واحدٌ رضي الله عنها .
نحن لنا قاعدة ثابتة من شرعٍ ثابت أنعم الله به علينا ، وللحياة التي يعيشها الناس وسائل تتعدّد وتختلف باختلاف الأوقات والأحداث وحبذا لو قرأت قراءةً ناقدة صحيحة لقديم شعري وجديده فلن تجدي إلا نبض قلب يقول :
أنا مسلم للكون في خلدي *** معنىً فلا يأس ولا وجلُ
عيني إلى العلياء ناظرة *** وفمي بذكر الله يبتهلُ

كيمياء الغي :
في أغلب مقالاتك أو لقاءاتك أو برامجك تمرر رأيك على ما تقوله من شعر لغيرك قديماً كان أم جديداً تمتدح ما تراه أقرب إلى نهجك من شعر واقعي إسلامي والشعر كما قال الأصمعي (نَكد بابه الشر ، فإذا دخل في الخير فسد )
متى نراك تفتح للشعر أبواب الأخيلة حتى عندما تتحدث عن واقع المسلمين أو الاحتلال أو أي موضوع يصعب على الشعر قوله إلا بأسلوب جذاب كـ ( محمود درويش ) - مثلاً - لا حصراً ؟


- أولاً أقترح عليك تغيير الاسم الرمزي الذي تستخدمه فلماذا لا تسمي نفسك " كيمياء الحب ، أو الخير ، أو الرشد " خاصة وأنك أنت الذي تختار اسمك .
ثانياً : الشعر بابه الخير وليس الشرّ ولمقولة الأصمعي في ذلك توضيح يمكن أن تعود إليه في كتاب : " الالتزام الإسلامي في الشعر " للدكتور ناصر الخنين ، أو كتابي : " علاقة الأدب بشخصية الأمة " .
ثالثاً : أبواب الأخيلة مفتوحة في كل ما أحاول أن أختاره من الشعر الذي يحمل رؤية إسلامية صافية ، بعيداً عن غبش اليسارية ، أو اللادينية أو الحداثية ، والاختيار جزء من رؤية الإنسان وتفكيره وقديما قال الشاعر :
قد عرفناك باختيارك فينا *** . ودليل الكريم اختياره

محسن مناور – السعودية :
ماذا يفعل الشعر في حال انعدام الإحساس لدى المتلقي 00 وهل سيصلح الشعر ما أفسده صمت البنادق وهوان الأنظمة ؟


- يا أخ محسن ، الشعر وسيلة من الوسائل ، وليس هو السلاح الوحيد الذي يصحح أوضاع العالم ، لم يذكر لنا التاريخ أن جيشاً من الشعراء يحمل بنادق الشعر وسيوفه نزل إلى ساحة الوغى ، وقتل الأعداء وحررّ البلاد ، ولم يذكر لنا التاريخ أن جيشاً غزا دون أن يكون للكلمة النثرية والشعرية دور كبير في حفز همم جنوده وتشجيعهم وإيقاظ حماستهم .
فإذا عرفنا هذا الموقع لدور الشعر انتهى مسوغ السؤال .
وأذكّرك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لحسان " هاجهم وروح القدس يؤيدك " ، وهذا موقف نبويّ يوضح دور الشعر ويؤكد فائدته .

سعود الصاعدي - السعودية :
• الدكتور / عبد الرحمن العشماوي ..طابت أيامك ولياليك
..لا يختلف أحدٌ على ثرائك الشعريّ وقدرتك المدهشة على استدعاء القصيدة من أيّ حدث .. غير أنّ مـا لاحظته - وربما لاحظ غيري ذلك - ثبات المستوى الإبداعي لقصائدك .. فبنات قريحتك مـا قبل عشر سنوات لا يختلفن إبداعـاً عن أخواتهنّ المتأخّرات ..هل ترى أنّ هذه ظاهرةٌ صحيّة في الشاعر أم أنّ على الشاعر أن يسعى في كلّ مرحلةٍ من مراحل شعره أن يبتعد مسافة أميال ما بين كلّ مرحلةٍ ومرحلة ؟

• السؤال الثاني /
شعرك رسالةٌ جميلة لبناء الفرد والمجتمع والأمّة وفق التصوّر الإســلامي .. ألم يتبادر إلى ذهنك أنّ طول قصائدك - في أكثر الأحيان - قد يكون عائقاً في وصول الرسالة ؟ ..بمعنى أنّ المتلقّي - سيما في هذا العصر- يحتاج إلى قصائد قصيرة مكتملة كي تحضر معه في ذاكرته وعلى لسانه، في الحقل والمصنع والمدرسة والشارع ….. فمـا رأيك أنت يـا دكتور ؟


- للشاعر مراحل يقطعها قد تكون بارزة عند بعض الشعراء لافتة للنظر ، وقد تكون هادئة عند آخرين .
لا بد من وجود فرق لمن يمعن النظر ، المهم أن الشاعر لا يدخر شيئاً مما لديه .
أما طول القصائد يا أخ سعود ، فهو مرهون بالحالة الشعورية والمعاني التي تستدعيها تلك الحالة ، وسوف أحاول أن أكبح جماح الطول فلعلي أستطيع ، الشعر يا أخي الكريم نفثة تنطلق كما تنطلق الموجة تطول مرة وتقصر أخرى ، ولا يكون التحكم فيها ممكنا أحيانا
صدقت !! فنحن في عصر السرعة ، وعصر الرحلات القصيرة ، ووجبات الشطيرة !!

أبو البراء - السعودية :
• هناك شبه إجماع بين المتابعين لنتاجك الإبداعيّ أن جيّده ربما ضاع في خضمّ متوسطة ورديئة ! ذلك أنكم لا تكادون تدعون حدثا دون تعليق شعريّ .. فيقع لكم بسبب ذلك إنتاج دون ما يأمله القارئ من مثلكم .. ألا ترون ضرورة إعادة النظر وانتخاب مجموع محرر من بين عشرات الدواوين .. بحيث يمثل هذا المجموع إبداع العشماوي الحقيقي ؟


- يا أبا البراء ـ وفقك الله للخير ـ سبق أن قلت :
لو كنت أكتب شعري *** . حتى ألقب شاعر ْ
أو رغبةً في مديحٍ *** .. يُكالُ أو في مظاهرْ
لما سللتُ يراعي *** ولا اقتنيت المحابرْ
ولا جعلتُ حروفي *** . تُثير شوقَ الدفاترْ


أما أنني لا أكاد أدع حدثاً دون تعليق ، فأنا أصحح العبارة وأقول : إن الأحداث نفسها لا تدعنا دون تعليق ، الأحداث تزورنا زيارات لا تنقطع في كل مكان ، ويمرّ الكثير مرور السحاب الخفيف تسوقه الريح الشديدة سَوْق سَوَّاقٍ حُطَم ، ليس براعي إٍبل ولا غنم ، وبعضها هو الذي يحرك جمر المشاعر ويوقد نارها ، فمالي والله في الأمر حيلة .
ثم إني أسألك يا أبا البراء : من أين جاء هذا الإجماع للمتابعين ؟ هل رصدت الأمر بارك الله فيك ورعاك ؟؟ أم أن كلمة " شبه " في سؤالك تخفف من حدة كلمة " إجماع " ؟؟

أبو فهد – السعودية :
لماذا اختار الدكتور أن يكون له زاوية يومية في جريدة ( الجزيرة ) مع أن المنتظر منه أن يكون تأثيره على المناخ الفكري أكثر تركيزاً من زاوية يومية تستهلك الوقت والجهد وهي في النهاية جزء من صفحة في جريدة هي واحدة من جرائد كثيرة في المملكة وحدها !!
ونحن ننتظر أن يكون التأثير على مستوى العالم الإسلامي إن لم يكن على مستوى العالم أجمع.
لماذا لا يسجل الشاعر القصائد - و لا سيَّما القديمة منها - ليصبح لدينا ديوان مسموع ؟


- نافذة من النوافذ في جريدة من الجرائد لها قراؤها ومتابعوها أترك لقلمي فيها مساحةً يلتقط من فكري ووجداني لها ما يلتقط من موضوعات مختلفة ، ربما تسهم في بناء الوعي الذي نريد ، وهي لا تحول دون المجالات الأخرى ، إنها " دفق قلم " يريد أن يقول شيئاً .
وقريباً سوف ترى ـ إن شاء الله ـ يا أبا فهد الدواوين المسموعة فقد بدأ الإعداد لإخراجها قريباً بتوفيق الله .
أرجو أن أتمكن من بثّ بعض ما أحمله عبر وسائل الإعلام المختلفة بإذن الله .

صالح أحمد – السعودية:
هل يعتقد الدكتور العشماوي أن القصيدة الكلاسيكية الرومانسية مازال لها وجود و هل سيكون لها تأثير أقوى من القصيدة الحديثة ؟


- المساحة الشعرية واسعة تتسع للجميع ، والقصيدة الأصيلة لها مُحبّوها وهي قادرة على يد الشاعر المبدع على إشباع نهم القارئ وإمتاعه وعلى إثارة المشاعر نحو الأفق الشعري الذي تحلّق فيه .

العراب – سوريا :
سؤالي: رغم ما نعانيه من انحطاط في كافة الاتجاهات بوطننا العربي..ولكن أليس هناك بعض الإيجابيات التي بدأت تطفو على الساحة العربية .. وان كان هناك حبذا لو تذكر لنا شيئا عنها..


- بلى فالخير موجود في الأمة ، وهي كالمطر لا يدري الناس أوله خيرٌ أم آخره ، هنالك إيجابيات كثيرة في خضم هذه الأزمات :
وَعْيُ المسلمين بحقيقة أعدائهم الذين خدعوا معظم المسلمين زمناً يشكل صورة إيجابية مهمة ، وإحساس المسلمين بوجوب الرجوع إلى ربهم ودينهم واضح لدينا ، وشعورهم بضرورة العمل وعدم التكاسل والتخاذل ، الخير موجود ، نسأل الله المزيد .

عبد الله – الظهران :
الشعر العامي .. هل سبب تسيده للساحة الشعرية يعود لضعف في شعر الفصحى أم لخلل ما أدى للابتعاد عن اللغة الفصحى نفسها .. بمعنى أن الشعر مرآة الشعوب , والشعوب التي لا تتكلم الفصحى لا يعبر عنها إلا شعر باللهجة التي يتكلمون بها !
• ثم لماذا نرى من يهاجم من يكتب شعرا بالعامية وهي لغة الناس .. أليس من حق كل إنسان أن يعبر عن ما يريد حسب ما يمتلكه من مخزون لغوي ..
• ولماذا يعتبر كثير من شعراء الفصحى كتابة أو حتى قراءة الشعر العامي جريمة نكراء .. لماذا لا يتعاملون معه بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع الشعر الصيني أو الانجليزي أو الفرنسي ... مجرد ثقافة شعوب لا يجرم مرتكب فعل الاطلاع عليها والاستفادة منها.


- الكتابة بالعامية ليست جريمة ، ولكنها نقصٌ عند من يستطيع الكتابة بالفصحى ، ومن حق الشاعر الذي لا يجيد إلا العامية أن يعبر عن مشاعره بها ، ولا أعرف أحداً من أنصار الفصحى يرى أن الشعر العامي " جريمة نكراء " بهذا الإطلاق والتعميم ، وإنما تكمن المشكلة في محاولة البعض الترويج للعامية على حساب الفصحى ، وتحويلها إلى لغة دراسة ذات قواعد وهذا خطرٌ على الأمة لا يخفى .

عبد الله ـ مكة :
• حضوركم القوي في جانب الشعر الإسلامي ، أنتم ونخبة من بعض الشعراء في مساحة الوطن الإسلامي ، لماذا يواكبها غياب قوي في جانب النقد الإسلامي، وانحصاره في زاوية التصدي وردود الأفعال حول بعض الأدب الإباحي ، لماذا لا يكون هناك تنظير أقوى بكثير من الذي طرحه " عبد الرحمن الباشا " ويواكب التنظير دراسات تطبيقية على القصيدة القديمة والحديثة.
• مصطلح الأدب الإسلامي رغم ما أثير حوله من شبه وتساؤلات ..!! ألم يحن الوقت لتغييره ، أو توضيح دلالته بعمق أكثر ليكون أكثر شمولية ودقة..!!
• القصيدة الإسلامية بصفة خاصة ...والخطاب الإسلامي على وجه العموم ، اتسمت بالتلقائية والسطحية في المعالجة ...لماذا لا نجد عمقا قويا في الطرح، والابتعاد عن الاختزال في المعالجة... ترى ما السبب في نظركم... وهل للحرب على الفلسفة واعتبارها من علوم الغواية أثر في هذا.؟


- صحيح ما ذكرت يا أخ عبد الله من عدم مواكبة النقد الإسلامي للإبداع الشعري والنثري ، ولكني أرى خطوات طيبة بدأت تبرز وعند رابطة العالم الإسلامي الخبر اليقين ، وبإمكان من يريد التواصل معها ومع مجلتها الأدبية ومع مجلة مشكاة المغربية لمعرفة ذلك .

مصطلح الأدب الإسلامي واضح كل الوضوح ، ولعلك تراجع كتابي علاقة الأدب بشخصية الأمة لترى فيه ما يفيد في هذا الموضوع .
أما تلقائية القصيدة الإسلامية ، فالسبب فيها يقظة الوجود الإسلامي على هجمات شرسة من الأعداء ، سريعة الإيقاع متجدّدة العنف ، فكان الرد ، والتحفّز . والمواجهة هي الطرق التي لا مفر منها ، ولا أظن الموقف من الفلسفة هو السبب ، فالإيحاء ، والدخول إلى عمق القضايا والمواقف لا يتناقض مع عقيدتنا وفكرنا ، وما أظن السبب إلا ما ذكرت لك ، مع أن في إنتاج : ( إقبال ) ، و ( باكثير ) ، و ( الكيلاني ) ، و ( عماد الدين خليل ) ، وشعراء المغرب العربي الإسلاميين وغيرهم من العمق ما ينفي كون ما ذكرت ظاهرةٌ كبيرة

محمد – السعودية :
أفكر في إنشاء موقع لتوثيق الشعر يحتوي على كل ما يمكن جمعه من القصائد والشعراء على مر العصور ليكون مرجعاً لكل باحث يسهل الوصول إليه .
هل وجود بعض القصائد التي فيها خلل عقدي أو أخلاقي في هذا الموقع يسيء للموقع .. أم أن عدم وجودها يخل بالتوثيق الشعري الذي يجب أن يكون متكاملاً مع عدم إيماننا بما تحمله هذه القصائد .


- أشجعك على إنشاء الموقع المذكور ، وبإمكانك تحقيق شمولية الموقع مع عدم نشر ما يُصادم الدين والخلق بالإشارة إلى الشعر المنحرف وأنك لم تنقله تنزيهاً لموقعك عنه ، مع التفريق بين انحراف وانحراف من حيث القوة والضعف ، وحِسُّكَ الإسلامي مقياس لك في ذلك .


______________________________
المصدر : موقع الساخر – ضيوف الساخر على الرابط التالي
http://www.alsakher.com/modules.php?name=News&file=article&sid=533
بتصرف .



 


جزاك الله أخي الكريم محمد على هذا النقل المفيد ...
حوار ماتع وشائق جداً فبارك الله فيك أخي الغالي ...
أيضاً ردود شاعرنا الكبير كلها ثرية ومتعمقة ...
على العموم :
إذا كان شاعرنا الكبير معروفاً بمنهجه الملتزم والمعتدل ،
أيضاً دوواينه منشورة ومعروفة وموجودة لمن أراد الاطلاع عليها ...
فهنا كلمة حق لا بد أن تقال :
أنَّ موقع (الساخر) من المواقع الجد محترمة ،
وهذا ليس دعاية للموقع بقدر ما هو تقرير للحقيقة ...
تحياتي وتقديري للجميع !!..
 


مرحبا أبو قصى
زيارة سعيدة
أحب دائما أن أطلع على كلام الشعراء
خاصة ممن يعاصرونا ويعيشون محنتنا يوما بعد يوم
إذ يستفيد المرء - خاصة الدراس - استفادة كبيرة حين يطلع على فكر شاعر بارز

أما موقع الساخر فهو على جودته يعتوره بعض المشكلات التى قد لا ينتبهون إليها إلا بعد فوات الأوان

تحية طيبة​
 
فعلاً كان الحوار شيق
ياليت كان هذا الحوار في مثل هذا اليوم وأسأل الدكتور عن رأيه في خطاب الرئيس الأميركي "أوباما" الموجه لأمتنا الإسلامية..

أشكرك أخي على نقل هذا الحوار (hi)

أخوك/غفوة قلم
 
مرحبا أخى الكريم / غفوة قلم
لعل لقاءات أخرى تعقد معه فننال شرف سؤاله وفضل جوابه
تحية طيبة
 
عودة
أعلى