طرائف أدبية ومقتطفات شعرية (16)

محمد شتيوى

مستشار سابق
فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوما !


قال أبو العتاهية :
بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني ... فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ
فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ ... نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ
عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً ... كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ
فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً ... فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ
(1)

* * * * * *

عهدُك بي حديثَ السِّنِّ , رطيبَ الغُصنِ , وتراني الآن وقد عريتُ من الشباب الأنق, كما يعرى القضيبُ من الورق , وكم حزنت عليه ملء صدري , وبكيته ملء عيني ; فما نفع الحزن العاكف. ولا شفى الدمع الواكف. وكم أقول " يا ليت الشباب يعود يوماً إليَّ " . ويعرج ولو ساعة عَلَيَّ , فَأُجَدِّدُ به عهداً , وأُهدى إلى كبدي برداً , وأشكو إليه الشيب وسوء آثاره , ومرارة ثماره. (2)

___________________
(1) ديوان ( أبى العتاهية ) - ( برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتي ) .
(2) من كتاب ( نثر النظم وحل العقد ) للثعالبى - ( برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتي ) – بتصرف .
 


ذهب الشباب فما له من عودة
وأتى المشيب فأين منه المهرب؟
*وهذا ابو ماضي ينصح صاحبه بالا يأسف على مضي الشباب بقوله:
قال الصبا ولى فقلت له ابتسم
لن يرجع الاسف الصبا المتصرما
*اما ابو الحسن البصري.. فهو يقرن المشيب بالحزن اذ كان العامة في الاندلس يرتدون اللباس الابيض في مناسبات الحزن فيقول:
اذا كان البياض لباس حزن
بأندلس فذاك من الصواب
ألم ترني لبست بياض شيبي
لاني قد حزنت على شبابي
ان الفراغ والشباب والجده
مفسدة للمرء اي مفسده
*وتذكر قول الشاعر:
اتدري لماذا يصبح الديك صائحاً
يردد لحن النوح في غرة الفجر؟
ينادي لقد مرت من العمر ليلة
وها انت لا تشعر بذاك ولا تدري
*ويقول شاعر :
عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرت بما هو عار
ان تكن شابت الذوائب مني
فالليالي تزينها الاقمار
*وشاعر آخر :
تعيرني بالشيب وهو مصيرها
وإني وإياها الى غاية نجري
حل المشيب بعارضي ومفارقي
بئس القرين أراه ليس مفارقي
رحل الشباب فقلت قف لي ساعة
حتى اودع.. قال انك لاحقي
و قال الشاعر منصور النميري:
بان الشباب وفاتتني بلذته
صروف دهر وايام لها خدع
ما تنقضي حسرة مني ولا جزع
اذا ذكرت شبابا ليس يرتجع
ماكنت اوفي شبابي كنه قيمته
حتى انقضى مالت الدنيا له تبع
*ويقول احدهم
واذا مضى للمرء من اعوامه
خمسون وهو عن الصبا لم يجنح
عكفت عليه المخزيات وقلبه
قد أضحكتنا سيرة لا تبرح
واذا رأى ابليس غرة وجهه
حيا.. وقال فديت من لم يفلح
*وقال احدهم في هذا المجال:
شيئان لو بكت الدماء عليهما
عيناي حتى تأذنا بذهاب
لم تبلغ المعشار من حقيهما
فقد الشباب وفرقة الاحباب
وقال أحدهم :

قالت وقد راعها مشيبي
كنت ابن عم فصرت عمّا
واستهزأت بي فقلت ايضا
قد كنت بنتا فصرت امّا
كفى ولا تكثري ملامي
ولا تزيدي العليل سمّا
من شاب ابصرنه الغواني
بعين من قد عمى وصما
لو قيل لي اختر عمى وشيباً
ايهما شئت؟ قلت اعمى
*والشاعر يقول:
عمري بروحي لا بعد سنيني
فلأ سخرن غدا من التسعين
عمري الى السبعين يجري مسرعا
والروح ثابتة على العشرين

.........................
نظرت الي بعين من لم يعدل
لما تمكن حبها من مقتلي
لما رأت وضح المشيب بلمتي
صدت صدود مجانب متحمل
فجعلت اطلب وصلها بتلطف
والشيب يغمزها بألا تفعلي
وفي هذا المضمار قال ايضاً:
صدت امامة لما جئت زائرها
عني بمطروفة انسانها غرقُ
وراعها الشيب في رأسي فقلت لها
كذاك يصفر بعد الخضرة الورق
وفي موقع آخر قيل
ماذا تريدين من جهلي وقد غبرت
سنو شبابي وهذا الشيب قد وخطا
أرقع الشعرة البيضاء ملتقطا
فيصبح الشيب للسوداء ملتقطا
وسوف لاشك يعييني فأتركه
فطالما اعمل المقراض والمشطا
*وقال محمد الوراق متأسفاً على المشيب:
لا تطلبنْ أثرا بعين
فالشيب احدى الميتين
ابدى مقابح كل شين
ومحا محاسن كل زين
*والمشيب كأمر مسلم به لا يمكن ان يعيد الانسان الى الوراء.
لكل داء دواء يستطب به
الا المشيب فقد اعيا الاطباء
*و قيل أيضا :
تولى يا ابنة العم الشباب
فلم يغن القريض ولا الخضاب
مضى عهد الصبا وأتى زمان
له في كل جانحة مصاب
فنرجو الله مغفرة وعفواً
وستراً يوم ينكشف الحجاب
بيوم ليس ينفع فيه مال
سوى عمل بموجبه نثاب
فإن خيرا تلقاك الثواب
وان شرا تولاك العقاب
*ولعلي اختم مقالي أخي الغالي وحبيبي محمد اشتيوي ، واعذرني على هذه الإطالة لأنني وجدت هذه الأشعار جميلة وتكملة لموضوعك الجميل .

هذه أبيات من قصيدة نظمت بعنوان «ظلم المشيب»:
تبدت كالعروسة في زحام
فوا أسفي على تلك العروس
تثير الحزن ان حدقت فيها
واذرف وابل الدمع الحبيس
فلي قلب فتي يشع حباً
ألا رحماك يا شيب الرؤوس
فحبي وافر وسماي صحو
ونفسي كللت قمم النفوس
فمن يا نفس فيك أشد وجعا
مشيب الرأس؟ ام قلبي .. فقيسي


 


مختارات جميله اخى محمد واضافه ثره احى راقى شكرا لكما
 


أخى محمد راقي
هذه أبيات من قصيدة نظمت بعنوان «ظلم المشيب»:
تبدت كالعروسة في زحام
فوا أسفي على تلك العروس
تثير الحزن ان حدقت فيها
واذرف وابل الدمع الحبيس
فلي قلب فتي يشع حباً
ألا رحماك يا شيب الرؤوس
فحبي وافر وسماي صحو
ونفسي كللت قمم النفوس
فمن يا نفس فيك أشد وجعا
مشيب الرأس؟ ام قلبي .. فقيسي
لقد توسعت وأتيت بكل ما قيل فى الشيب على ما يبدو :)
أنا أحييك على حضورك المثمر

الأخت الفاضلة مياسي
على غيبة ولكن مرحبا
نتمنى أن يتكرر الحضور ليعاودنا الحبور
 


شكرا يا أب الشباب على هده الأبيات الجميلة( بصح حبيت نقول بلي نشاطك في هادا المنتدى يبرهن بلي مازلت شاب ربي يطول في عمرك إن شاء الله ) .
 


بارك الله بك اخي محمد شتيوي على هذا الموضوع
والله انا مولع جدا بحفظ و سماع الشعر
خاصة الشعر الجاهلي..
 


فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً ... فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ (1)
أصبح من الأبيات الخالدة

بارك الله بك شتيوي
 


بارك الله بك اخي محمد شتيوي على هذا الموضوع
والله انا مولع جدا بحفظ و سماع الشعر
خاصة الشعر الجاهلي..

مرحبا بك أخى
وأنا أشجعك على الاهتمام بهوايتك هذه واستثمارها وتنميتها
فقد يجمع الإنسان بين أكثر من عمل فى وقت واحد
وعلماءنا القدامى كانوا علماء موسوعيين
حيث كان الواحد منهم فقيها ونحويا وأديبا ونحويا ولغويا وفلكيا وطبيباً فى آن واحد

وماا يُذكر عن الإمام الشافعى رحمه الله أن طلبة الطب كانوا ينتظرونه ليعلمهم الطب
وهم ومن هو فى الفقه

تحياتى إليك


أصبح من الأبيات الخالدة

بارك الله بك شتيوي

المسلمة الفاضة
مرور أَرِِجْ
مرحبا بك
 
عودة
أعلى