إلى مراهق على أبواب العشرين..."مسودة أولية"

ماجدة صبّاح

عضو فعال
السلام والإكرام على أهل الإسلام...

هذه مسودة كتبتها اليوم وها أنا أضعها هنا، أريد قبل أن أكملها أن أستفيد من ملحوظاتكم البنّاءة حولها...
أرجو أن لا تخيبوا ظني...


إلى مراهق على أبواب العشرين...

أي أخيّة، إنّي والله قد أيأسني حال أمةٍ تقلبت عليها نكبات الدهور فأسفرت بها وحمّت قضاءَها، فقادتها من حال السحيل إلى حال الإبرام، حتى أنه بدا لي في أعينها تطاير شرر وفاتها، وإنّ هذا الجرح قد اتسع بعد أن ظنّ مالكو (النون)* أنهم يطفئوا نيراناً تلهبت واستعرت، فصار قيادها سهل المرام مباح الحرام تعيس الأيام.

أي أخيّة، أما وقد قدّت رداءَها هذي الأمة، وصارت عن الدر وانية، فحَالَها لسانُها وركابها سهلة القياد كالجواد قليل الجياد، وقد شجاني بورها الصواب، وإقبالها على العتاب، وهجرها الكتاب، وحبها السراب، وقد سئمت تكاليف الروية حتى هترت أطرافها، ولانت أسيافها، فندبها أسلافها.
فخذ أخيّة باللّفاء من هذا القول، واترك الإهذار منه وتعقل.

إنّ بنات الدهر عطوفات حين احتدام القلوب، وإنّهنّ بخدشهن بالكلم غضوب، وفي حال السلم لا يرتجى خيرهن ولا يهاب شرهن، واعلم أنك إذا عاتبتهنّ فقد عبتهن، وأنك إن مدحتهن فقد أرضيتهن، واعلم أن طريق الخلاص من هذا: العقل السليم، والحزم الكليم، وإيّاكَ أن تمت أمامهن بسهام لواحظ خدّاعة، ورماح رموش كذابة، وغمزات أعين سمّامة، ورعشات قلوب فتّّاكة.

أي أخية، إنّي والله أعرفهنّ مثلما أعرف نفسي، وقد عايشتهنّ بالغد والأمسِ، وإنّهنّ أغمض خلائق الله، تراهنّ يتنزّهن عن الجور وعن كل حركة شنيعة قبيحة، وقد لبسن خمارهنّ فسترن أنفسهن، فيروح كل من رآهن كأنّه أصيب بسهام العدى، حتى يظنّ أنهنّ ذوات ألباب ونهى، كيف لا وقد رآهن رقيقات الخليقة، ذوات نحول وصوت هديل؟
وا أسفاه عليه، لم يفكر حتى بالسؤال: كيف هي الأخلاق لأعرف خبايا الأحوال؟
أخي، لا تغترّ بهنّ، فقد صدق من قال فيهن أنهن يغوين كل حر، ويحفرن له القبر، فاعتبر يا أخي من ذاك الذي ساقه قلبه حتى علّقه في الحبال القاطعة، وجاء له بالقاضية، فوقعت وحقت عليه الواقعة!

اعلم يا أخي، أنه من قدر الله لقدر الله لا مفر؛ لذا اطلب الخيّر من التجارة، فإنك والله إن تخيرت أخيرهن فلا مال لك زائل، ولا عرض لك هالك، ولا نسب لك ذاهب.
واعلم أنه إن صبّت عليك ساعة من رخم، وتناسيت ما سبق من كلم، اعلم أنني لا ألومك، ولكن ألوم فؤادك الذي إن لم يلجم ذاته، وجب إلجامه، فلا توهبه لمن لا يستحقه، ولا تأمنه لمن لا يعرف محله، ولا تودعه عند من لا يشرفه.
وإن دهى بك دهاء الدهر، فعمي بصرك، وتحجر فؤادك، ولان صدرك، وهوى قلبك، فأصبت من سرادقهن، إذن فقد حق عليك ما كواك من استبرقهن، وقد نزلت منزلاً لا يعلمه إلا خالقهن، فيا أخي، يا أخي، لا تخالطهن ولا تخالقهن، فإنه لا خلاق لهن.
أخي، يا باذل المال، ويا باحثاً عن الآمال، ويا مريداً الربح من التجارة، ويا رائداً الخير والبشارة، اظفر بذات الخلف الساطع، وبذات العقل القاطع، اظفر بذات الدين اللامع، واعلم أخي أنه بعد فوات الأوان لا قبول للأعذار.

أخيّة، احفظ ثمر إخوانك، يحفظوا لك ثمرك، وتجنب سوء المحضر، تكن على قدر من الهيبة والتيسر، وحت عن صدرك فقاع الوهم، واجليه بطيب الكلام، ولا تنتهك حرمة الغير، واعلم أن لك حرمة لها يوم.

واحفظ الله يحفظك ..




مالكو النون: شعراء وأدباء الغزل.
 


الاستاذة الكبيرة الفاضلة ماجدة صباح
كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
 


ماجدة الصباح بكل صدق وشفافية

أنت مذهلة وكتاباتك رائعة

أفكارك أفكار إمرأة عربية مسلمة أصيلة

وعندما أعرف أنك بلغت من العمر فقط ستة عشر عاماً

يزداد الإحترام لك

أتمنى أن تكوني قدوة لهذا الجيل

يجب المطالبة بتلقيبك (بأديبة كتاب العرب)

كل الإحترام
 
إعذرني أخي العزيز ديدوا
لكن بصراحة لم أصدق أن عمر كاتبة هذه الكلمات فقط 16 سنة

كلام لانقول سوى أنه من شخص ناضج تمام النضج
وتقطر الحكمة من فيهِ وكأنها درر

أعجز عن التعبير بمدى إعجابي بكلماتك
ولاأملك سوى أن أدعو بأن
يبارك الله بكِ أختي الفاضلة ويحفظكِ لوالديكِ
اللذان (والواضح من خلال هذه الكلمات)
أحسنا تربيتكِ وتعليمكِ
وجزاكِ وإياهما الجنة
اللهم آمين.

وشكراً جزيلاً على هذه النصائح الغالية
لشباب اليوم.

أؤيد فكرة تسميتها بأديبة كتاب العرب

إعذرني أخي الحبيب ديدوا مرةً ثانية
وإعذروني أيضاً على الأخطاء النحوية
والإملائية.




 


اعلم أنني لا ألومك، ولكن ألوم فؤادك الذي إن لم يلجم ذاته، وجب إلجامه، فلا توهبه لمن لا يستحقه، ولا تأمنه لمن لا يعرف محله، ولا تودعه عند من لا يشرفه.
ويا مريداً الربح من التجارة، ويا رائداً الخير والبشارة، اظفر بذات الخلف الساطع، وبذات العقل القاطع، اظفر بذات الدين اللامع، واعلم أخي أنه بعد فوات الأوان لا قبول للأعذار.
ما شاء الله عليك أختي الأديبة ماجدة الصباح وعلى إبداعاتك القيمة والجميلة ، أسلوب متميز خلاب ، وتحليل دعوي هادف منطقي ، طريقتك السجعية في الكتابة أضفت على النص رونقا وجمالا يجدب القارئ وينعش الإستماع والتتبع ، بارك الله فيك وفي كتاباتك ، وأنا أرى أمام عيني في القريب العاجل مستقبلا زاهرا لأديبتنا ماجدة الصباح ، وفقها الله وسدد خطاها وأنار طريقها بالعلم والمعرفة .
 


ماجدة الصباح بكل صدق وشفافية




أنت مذهلة وكتاباتك رائعة

أفكارك أفكار إمرأة عربية مسلمة أصيلة

وعندما أعرف أنك بلغت من العمر فقط ستة عشر عاماً

يزداد الإحترام لك

أتمنى أن تكوني قدوة لهذا الجيل

يجب المطالبة بتلقيبك (بأديبة كتاب العرب)

كل الإحترام

الكريم المفضال /ديدو....

مرور عبق كريم ... الشكر للفاء بحقك أكيد...
أما بشأن اللقب...فلست مؤهلةً له الآن ، فأنا لازلت في بداية الطريق...

جزيل الشكر :gift:
مودتي وتقديري
 


إعذرني أخي العزيز ديدوا

لكن بصراحة لم أصدق أن عمر كاتبة هذه الكلمات فقط 16 سنة
كلام لانقول سوى أنه من شخص ناضج تمام النضج
وتقطر الحكمة من فيهِ وكأنها درر

أعجز عن التعبير بمدى إعجابي بكلماتك
ولاأملك سوى أن أدعو بأن
يبارك الله بكِ أختي الفاضلة ويحفظكِ لوالديكِ
اللذان (والواضح من خلال هذه الكلمات)
أحسنا تربيتكِ وتعليمكِ
وجزاكِ وإياهما الجنة
اللهم آمين.

وشكراً جزيلاً على هذه النصائح الغالية
لشباب اليوم.

أؤيد فكرة تسميتها بأديبة كتاب العرب

إعذرني أخي الحبيب ديدوا مرةً ثانية
وإعذروني أيضاً على الأخطاء النحوية
والإملائية.




الكريم المفضال عمر
أهلاً ومرحباً بكَ...

وأشكركَ جزيل الشكر على عذب المرور هذا....ولا عجب من عمري أخي ...

أما بالنسبة لأديبة كتاب العرب...فالعفو منكم...لست مؤهلة بعد!.......

مودتي وتراتيل ود
 


اعلم أنني لا ألومك، ولكن ألوم فؤادك الذي إن لم يلجم ذاته، وجب إلجامه، فلا توهبه لمن لا يستحقه، ولا تأمنه لمن لا يعرف محله، ولا تودعه عند من لا يشرفه.
ويا مريداً الربح من التجارة، ويا رائداً الخير والبشارة، اظفر بذات الخلف الساطع، وبذات العقل القاطع، اظفر بذات الدين اللامع، واعلم أخي أنه بعد فوات الأوان لا قبول للأعذار.
ما شاء الله عليك أختي الأديبة ماجدة الصباح وعلى إبداعاتك القيمة والجميلة ، أسلوب متميز خلاب ، وتحليل دعوي هادف منطقي ، طريقتك السجعية في الكتابة أضفت على النص رونقا وجمالا يجدب القارئ وينعش الإستماع والتتبع ، بارك الله فيك وفي كتاباتك ، وأنا أرى أمام عيني في القريب العاجل مستقبلا زاهرا لأديبتنا ماجدة الصباح ، وفقها الله وسدد خطاها وأنار طريقها بالعلم والمعرفة .

أستاذي الكريم المفضال محمد

مرورك هذا يشجعني أكيــــد...

وقد أسعدتُ به حقاً...

كنتُ أود فعلاً أن أحظى ولو بالقليل من نقدكم البناء...

مودتي وتقديري
 


الفاضلة / ماجدة الصباح
تحية طيبة .. وإليك تعليق سريع ..

أنهم يطفئوا
أظنها أنهم يطفئون
حيث إنها من الأفعال الخمسة التي ترفع بثبوت النون , وتنصب وتجر بحذف النون
وأنا أراها هاهنا مرفوعة لم ينصبها شئ فتظل كما هي ( يطفئون )

فصار قيادها سهل المرام مباح الحرام تعيس الأيام.
أظن الجملة الأخيرة لا تتوافق مع سابقيها
فقياد الأمة سهل المرام مباح الحرام
فماذا عن تعيس الأيام ؟
لا نستطيع أن نقول أن قيادها تعيس الأيام

كالجواد قليل الجياد
لم أفهم هاتيك العبارة

وإنّهنّ بخدشهن بالكلم غضوب
المفترض أن تكون :
وإنهن .... غضوبات
لأن غضوب للمفرد المؤنث

واجليه بطيب الكلام،
الصواب : واجْلِهِ
من جلا يجلو
إلا إذا كان الأمر للمؤنث

كأنّه أصيب بسهام العدى
نكتبها ( العِدا )

أي أخية، إنّي والله أعرفهنّ مثلما أعرف نفسي، وقد عايشتهنّ بالغد والأمسِ، وإنّهنّ أغمض خلائق الله، تراهنّ يتنزّهن عن الجور وعن كل حركة شنيعة قبيحة، وقد لبسن خمارهنّ فسترن أنفسهن، فيروح كل من رآهن كأنّه أصيب بسهام العدى، حتى يظنّ أنهنّ ذوات ألباب ونهى، كيف لا وقد رآهن رقيقات الخليقة، ذوات نحول وصوت هديل؟
وا أسفاه عليه، لم يفكر حتى بالسؤال: كيف هي الأخلاق لأعرف خبايا الأحوال؟
أخي، لا تغترّ بهنّ، فقد صدق من قال فيهن أنهن يغوين كل حر، ويحفرن له القبر، فاعتبر يا أخي من ذاك الذي ساقه قلبه حتى علّقه في الحبال القاطعة، وجاء له بالقاضية، فوقعت وحقت عليه الواقعة!




هذا المقطع وما يليه جميل غاية في الجمال
وفيه موعظة بليغة لمن أراد الاتعاظ , وفيه شفاء للقلوب الغلاظ

* * *

ولعمري أىُّ امرئ يملك حماطة جلجلانه فيحبسه , وقد قال شيخ الشعراء وأمير الأدباء :
إلام طماعية العاذل ... ولا رأي في الحب للعاقل
يُراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
فلو كان المرء يملك فؤاده لما أحب قيس ليلى ولا هام حتى صار مجنونا يضرب به المثل , ومن الحب ما قتل !
والوزر الأكبر إنما يقع علي القلب إذ هو ملك الجوارح , وبه تصول و تكافح , وعنه تذود وتنافح , فلو لم يتبع الملك العين هواها , وما رأته فسباها , لما وقع المحذور ولا حدث محظور , ولكن غره الغَرور ...
والرأي أن يعطي المرء قلبه أحداً إلا من يحفظه ويقدره , ولا أحد من البشر يستطيع ذلك – اللهم إلا ذوو البصائر النافذة – فإنه إذا فعل هذا استراح وعاش حياة هنيئة لا يكدرها غم فراق , ولا لوعة افتراق ..
فما في الأرض اشقي من محب ... ولو وُجد الهوى حلو المذاق

* * *

التحية الطيبة
وقد تم تقييم الموضوع سابقا +3
مزيداً من التألق​
 


بالفعل أنك كاتبه رائعه...
و أعجز عن التعبير أمام هذا الكلام الرائع...
أتمنى لك النجاح...
تحياتي...
 


الفاضلة / ماجدة الصباح
تحية طيبة .. وإليك تعليق سريع ..

أنهم يطفئوا
أظنها أنهم يطفئون
حيث إنها من الأفعال الخمسة التي ترفع بثبوت النون , وتنصب وتجر بحذف النون
وأنا أراها هاهنا مرفوعة لم ينصبها شئ فتظل كما هي ( يطفئون )

فصار قيادها سهل المرام مباح الحرام تعيس الأيام.
أظن الجملة الأخيرة لا تتوافق مع سابقيها
فقياد الأمة سهل المرام مباح الحرام
فماذا عن تعيس الأيام ؟
لا نستطيع أن نقول أن قيادها تعيس الأيام

كالجواد قليل الجياد
لم أفهم هاتيك العبارة

وإنّهنّ بخدشهن بالكلم غضوب
المفترض أن تكون :
وإنهن .... غضوبات
لأن غضوب للمفرد المؤنث

واجليه بطيب الكلام،
الصواب : واجْلِهِ
من جلا يجلو
إلا إذا كان الأمر للمؤنث

كأنّه أصيب بسهام العدى
نكتبها ( العِدا )

أي أخية، إنّي والله أعرفهنّ مثلما أعرف نفسي، وقد عايشتهنّ بالغد والأمسِ، وإنّهنّ أغمض خلائق الله، تراهنّ يتنزّهن عن الجور وعن كل حركة شنيعة قبيحة، وقد لبسن خمارهنّ فسترن أنفسهن، فيروح كل من رآهن كأنّه أصيب بسهام العدى، حتى يظنّ أنهنّ ذوات ألباب ونهى، كيف لا وقد رآهن رقيقات الخليقة، ذوات نحول وصوت هديل؟
وا أسفاه عليه، لم يفكر حتى بالسؤال: كيف هي الأخلاق لأعرف خبايا الأحوال؟
أخي، لا تغترّ بهنّ، فقد صدق من قال فيهن أنهن يغوين كل حر، ويحفرن له القبر، فاعتبر يا أخي من ذاك الذي ساقه قلبه حتى علّقه في الحبال القاطعة، وجاء له بالقاضية، فوقعت وحقت عليه الواقعة!



هذا المقطع وما يليه جميل غاية في الجمال
وفيه موعظة بليغة لمن أراد الاتعاظ , وفيه شفاء للقلوب الغلاظ

* * *

ولعمري أىُّ امرئ يملك حماطة جلجلانه فيحبسه , وقد قال شيخ الشعراء وأمير الأدباء :
إلام طماعية العاذل ... ولا رأي في الحب للعاقل
يُراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
فلو كان المرء يملك فؤاده لما أحب قيس ليلى ولا هام حتى صار مجنونا يضرب به المثل , ومن الحب ما قتل !
والوزر الأكبر إنما يقع علي القلب إذ هو ملك الجوارح , وبه تصول و تكافح , وعنه تذود وتنافح , فلو لم يتبع الملك العين هواها , وما رأته فسباها , لما وقع المحذور ولا حدث محظور , ولكن غره الغَرور ...
والرأي أن يعطي المرء قلبه أحداً إلا من يحفظه ويقدره , ولا أحد من البشر يستطيع ذلك – اللهم إلا ذوو البصائر النافذة – فإنه إذا فعل هذا استراح وعاش حياة هنيئة لا يكدرها غم فراق , ولا لوعة افتراق ..
فما في الأرض اشقي من محب ... ولو وُجد الهوى حلو المذاق

* * *

التحية الطيبة
وقد تم تقييم الموضوع سابقا +3

مزيداً من التألق


الأستاذ القديـــر/ محمد شتيوي

مرحباً بكَ بدايةً..

لا أخفيكَ سراً أنني كنتُ أنتظر ردّك منذ أن نشرتُ الموضوع.

الجميل أنكَ تقرأ وتلاحظ الأخطاء، ولعلّ هذا هو السبب الرئيسي في أنني صرتُ أضع مواضيعي هنا قبل أن أضعها في أي منتدى أو موقع ثقافي، فلا أجد من ينبهني لأخطائي سوى هنا.

وعلى هذا جزيل الشكر موصول لحضرتك.

بالنسبة ل (يطفئوا) فقد أصبتَ حقاً.

أما بالنسبة لتعيس الأيام، فحين كتبتها، لم أنتبه أبداً -حتى بعد أن قرأتها مراراً- أنها معطوفة على سابقتها! وإنما في كل مرةٍ أظنها تحمل معنى الوهن فقط، دون الانتباه إلى ما سبقها.

أما عبارة (الجواد قليل الجياد).

فأردتُ أن أوضحَ أنّ أمتنا لاتزال بخير، فأشرتُ إليها بكلمة(الجواد) غير أنها بلا قائد يسوي لها الطريق.

آمل أن أكون مصيبة (أقصد رأيي)..
وإلّا فهاتِ من بحركم الفرات نسقى علما طيبا...


أما بشأن غضوب، فقد اعتمدها قياساً على جواز تأنيث المذكر، وإفراد الجمعِ تارةً أخرى في بعض المواضع، لستُ متأكدةً بشأنها،
وأنتم أعلم، فإن كانت حقاً خطأ فليكن كما تفضلتم بهِ، وربّما وقعتُ هنا في فخ:السجع:

وبالنسبةِ لكلمة (اجليه = اجلهِ) فقد أخطأتُ وأشكرك جزيل الشكر على تصحيحك إياها.

والعِدى، خطأ مطبعي لم أنتبه له بصدق، أعرف أن مادتها عدو وعليها فهي ألف قائمة...سقط سهواً.

بحق أشكرك جزيل الشكر، وهذا لايفي مقامَك وأدبك الرفيع.
أتمنى أن توجهني للصواب كلما أخطأت، فبصدق لا أجد من يوجهني للصواب غير هنا.

خالص التقدير والاحترام
 


فليكن النص بعد التعديل هكذا

إلى مراهق على أبواب العشرين...
أي أخيّة، إنّي والله قد أيأسني حال أمةٍ تقلبت عليها نكبات الدهور فأسفرت بها وحمّت قضاءَها، فقادتها من حال السحيل إلى حال الإبرام، حتى أنه بدا لي في أعينها تطاير شرر وفاتها، وإنّ هذا الجرح قد اتسع بعد أن ظنّ مالكو (النون)* أنهم يطفئون نيراناً تلهبت واستعرت، فصار قيادها سهل المرام مباح الحرام، وقد اسودت لها الأيام.أي أخيّة، أما وقد قدّت رداءَها هذي الأمة، وصارت عن الدر وانية، فحَالَها لسانُها وركابها سهلة القياد كالجواد قليل الجياد، وقد شجاني بورها الصواب، وإقبالها على العتاب، وهجرها الكتاب، وحبها السراب، وقد سئمت تكاليف الروية حتى هترت أطرافها، ولانت أسيافها، فندبها أسلافها.
فخذ أخيّة باللّفاء من هذا القول، واترك الإهذار منه وتعقل.
إنّ بنات الدهر عطوفات حين احتدام القلوب، وإنّهنّ بخدشهن بالكلم غضوبات، وفي حال السلم لا يرتجى خيرهن ولا يهاب شرهن، واعلم أنك إذا عاتبتهنّ فقد عبتهن، وأنك إن مدحتهن فقد أرضيتهن، واعلم أن طريق الخلاص من هذا: العقل السليم، والحزم الكليم، وإيّاكَ أن تمت أمامهن بسهام لواحظ خدّاعة، ورماح رموش كذابة، وغمزات أعين سمّامة، ورعشات قلوب فتّّاكة.
أي أخية، إنّي والله أعرفهنّ مثلما أعرف نفسي، وقد عايشتهنّ بالغد والأمسِ، وإنّهنّ أغمض خلائق الله، تراهنّ يتنزّهن عن الجور وعن كل حركة شنيعة قبيحة، وقد لبسن خمارهنّ فسترن أنفسهن، فيروح كل من رآهن كأنّه أصيب بسهام العدا، حتى يظنّ أنهنّ ذوات ألباب ونهى، كيف لا وقد رآهن رقيقات الخليقة، ذوات نحول وصوت هديل؟
وا أسفاه عليه، لم يفكر حتى بالسؤال: كيف هي الأخلاق لأعرف خبايا الأحوال؟
أخي، لا تغترّ بهنّ، فقد صدق من قال فيهن أنهن يغوين كل حر، ويحفرن له القبر، فاعتبر يا أخي من ذاك الذي ساقه قلبه حتى علّقه في الحبال القاطعة، وجاء له بالقاضية، فوقعت وحقت عليه الواقعة!
اعلم يا أخي، أنه من قدر الله لقدر الله لا مفر؛ لذا اطلب الخيّر من التجارة، فإنك والله إن تخيرت أخيرهن فلا مال لك زائل، ولا عرض لك هالك، ولا نسب لك ذاهب.
واعلم أنه إن صبّت عليك ساعة من رخم، وتناسيت ما سبق من كلم، اعلم أنني لا ألومك، ولكن ألوم فؤادك الذي إن لم يلجم ذاته، وجب إلجامه، فلا توهبه لمن لا يستحقه، ولا تأمنه لمن لا يعرف محله، ولا تودعه عند من لا يشرفه.
وإن دهى بك دهاء الدهر، فعمي بصرك، وتحجر فؤادك، ولان صدرك، وهوى قلبك، فأصبت من سرادقهن، إذن فقد حق عليك ما كواك من استبرقهن، وقد نزلت منزلاً لا يعلمه إلا خالقهن، فيا أخي، يا أخي، لا تخالطهن ولا تخالقهن، فإنه لا خلاق لهن.
أخي، يا باذل المال، ويا باحثاً عن الآمال، ويا مريداً الربح من التجارة، ويا رائداً الخير والبشارة، اظفر بذات الخلف الساطع، وبذات العقل القاطع، اظفر بذات الدين اللامع، واعلم أخي أنه بعد فوات الأوان لا قبول للأعذار.
أخيّة، احفظ ثمر إخوانك، يحفظوا لك ثمرك، وتجنب سوء المحضر، تكن على قدر من الهيبة والتيسر، وحت عن صدرك فقاع الوهم، واجلِه بطيب الكلام، ولا تنتهك حرمة الغير، واعلم أن لك حرمة لها يوم.
واحفظ الله يحفظك ..
مالكو النون: شعراء وأدباء الغزل.
quote-36r_09.gif')
21990.imgcache.gif

وجزى الله خيراً أستاذي وأخي القدير الكريم/ محمد شتيوي على تصحيحه أخطائي.
 


بارك الله بك اختي على هذه الرائعة النثرية..
 


لي سؤال أستاذ محمد...

ترى، هل تراني مخطئةً في استعمالي الصيغة :أخيّة؟

هناك من يقول الأجدر استخدام كلمة أخيّ أو أخيا...

على اعتبار أن أخية للمؤنث

فماذا ترون؟
 
عودة
أعلى