محمد شتيوى
مستشار سابق
هل الإنترنت مصدر موثوق للمعلومات ؟
( نقاش هام لكل أعضاء كتاب العرب )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة
أيها الأحباب الكرام من أعضاء منتدى كتاب العرب
عيب خطير يشوب أغلب المنتديات التي زرتها وحتى المنتديات المشهورة منها , وهو ( انخفاض درجة موثوقية المعلومات ) التي ترد على صفحاتها ..
فبنظرة عامة إلى موضوعات الكثرة الغالبة من كتاب الموضوعات في المنتديات المختلفة تجد أن القليل منهم من يهتم بتوثيق المعلومات التي يكتبها أو ينقلها أو يتناقش حولها أو يدعم رأيه بها
فتجد فوضي حقيقية في المنتديات والمواقع , فتجد أحدهم يضع موضوعا في أضرار التدخين مثلاً , وآخر يضع موضوعاً في فوائده ! , والثالث يضع موضوعا علمياً عفا عليه الزمن , وصار في متاحف التاريخ , وهو يعرضه على أنه أحدث ثورة في هذا المجال , ورابع يضع فتوى بغير مفتي , ممن يسميهم أحد الفضلاء ( علماء الكيبورد ! ) , وغير ذلك من البلايا والكوارث الفادحة .
ولعل في هذا من الأضرار ما لا يخفى على كل لبيب فطن , فكل معلومة غير موثقة فإن درجات احتمال كونها خطأً تتزايد , خاصة مع التضليل الإعلامي الذي يستخدمه أعداؤنا ضدنا
كما أن عدم توثيق المعلومات – في شتى فروع العلم – يُقلِّل من الاستفادة العلمية الحقيقية من الشبكة العنكبوتية العالمية التي من المفترض أنها ثورة حقيقية في مجال المعلومات , لكنها – وبكل تأكيد – ليست ثورة في مجال المعلومات المزيفة أو الخاطئة أو المشوهة أو مجهولة المصدر عديمة الهُوية , ولا يمكنك بناء رأى علمي صحيح على معلومات غير موثقة كل التوثيق
ولعل هذا ينقلنا إلى سؤال هام :
هل الانترنت مصدر موثوق للمعلومات ؟
وللإجابة عن هذا السؤال سوف أنقل لكم بعض من المقالات الطيبة فى هذا الأمر استعداد لمناقشة جادة بين جميع أعضاء المنتدى , سوف يترتب عليها قرارات محورية بهذا الشأن ..
* * * * * * *
الانترنت كمصدر للمعلومات
علي بن سعد العلي
الكثير ينظر للانترنت كتقنية حققت ثورة ونقلة كبيرة في عالم الاتصالات، لكنها في نفس الوقت أوجدت واقعا لا يمكن تجاهله، فهي بالإضافة إلى ذلك تعتبر مصدراً مهماً من مصادر المعلومات حتى أصبح وجودها للكثير يعتبر من الأساسيات وليس الكماليات وذلك لما تتتميز به من سهولة الاتصال بالآخرين بطرق ووسائل مختلفة ومتعددة وكذلك بما تكتنزه من مصادر معلومات هائلة ومتنوعة في شتى المجالات.
تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة العاشرة من بين ثماني عشرة دولة عربية تتوفر لديها خدمة الانترنت وذلك عن طريق حساب نسبة عدد المشتركين لعدد السكان في تلك الدول. يقدر هذا العدد لدينا وذلك حسب إحصاءات مراكز أبحاث عجيب بـ , 190000مشترك، وعلى افتراض أن هناك ما نسبته ثلاثة مستخدمين لكل اشتراك فإن العدد يقدر في حدود , 570000مستخدم وهو ما يعادل ,259% تقريباً. هذا الرقم على الرغم من عدم دقته وذلك لعدة اعتبارات ليس مجالها هنا لا يتواكب مع التوجه الحاصل من قبل مختلف مؤسسات الدولة بالتحول للحكومة الإلكترونية وكذلك التوجه في دعم وتطبيق تقنيات التجارة الإلكترونية ولا إلى الدعوات المتكررة الهادفة إلى بناء مجتمع معلوماتي.
إن أغلب مستخدمي شبكة الانترنت لدينا وذلك حسب دراسات وأيضاً مشاهدات واقعية تركز على عدد محدود من التطبيقات والخدمات التي توفرها الانترنت فالغالبية منهم تقضي معظم وقت الاستخدام اما في ساحات المناقشة والدردشة أو في استخدام البريد الإلكتروني والنسبة الأقل سواء من ناحية عدد المستخدمين أو من ناحية الوقت الذي يخصص للانترنت فإنها تخصص وقتها لتصفح الشبكة العنكبوتية (ططط). هذا الأمر متوقع وليس بغريب وذلك للعديد من العوامل وإن كان من أهمها ما يلي:
* حاجز اللغة.
* قلة الخبرة والمهارات اللازمة.
بالنسبة لعامل اللغة فالمشكلة تكمن من أن النسبة الأكبر من محتويات الشبكة العنكبوتية تتوفر باللغة الإنجليزية وهو ما يقف حائلاً أمام النسبة الأكبر من المستخدمين لدينا وغير المتمكنين من هذه اللغة. أما بالنسبة للعامل الآخر ألا وهو قلة الخبرة والمهارات اللازمة فيتجلى في محدودية استخدام التطبيقات المختلفة للانترنت بل إن الكثير ينظر إلى أن الشبكة العنكبوتية أو البريد الإلكتروني وغيرها من التطبيقات على أنها هي الانترنت في حد ذاتها. بالإضافة إلى ذلك فإن الإبحار في عالم الشبكة العنكبوتية يحتاج إلى مهارات عالية في كيفية استخدام محركات البحث والأدلة، بحيث يتمكن المتصفح من الوصول والحصول على المعلومات التي يرغبها بيسر وسهولة وقبل كل ذلك بدقة كبيرة.
إضافة إلى ما ذكر من عوامل والتي يمكن اعتبارها عوامل مؤثرة تتعلق بالمستخدم، هناك عوامل أو أسباب أخرى لا علاقة للمستخدم بها أو بمعنى آخر أن المستخدم لا يقدر على التحكم بها وتغيير نتائجها. من أهم هذه العوامل ما يتعلق بعملية كيفية تنظيم وتخزين المعلومات الموجودة على الشبكة العنكبوتية، فهي ليست كمكتبة أو مركز معلومات بحيث يوجد هناك نظام واضح ومحدد لعملية تنظيم وتخزين محتوياتها وكذلك وجود المعايير المنظمة لما يتم تخزينه وإتاحته فيها، فالأمر بالنسبة للشبكة العنكبوتية يختلف عن ذلك كثيراً، فالمعلومات المتوفرة فيها من الضخامة بمكان بحيث يصعب حصرها وتنظيمها. هذا وفي إحصائيات عديدة وجد أن أفضل محركات البحث المتوفرة في الشبكة العنكبوتية لا تتجاوز نسبة المواقع التي يبحث فيها عن 18% بالمائة مما هو متوفر فعلياً. هذا الوضع قد يكون محبطا للكثيرين وخاصة لمن لديهم الرغبة في الاستفادة من الكم الهائل من المعلومات المتوفرة والتي تتمتع بمصداقية وثقة، ولكن العوامل السابقة مجتمعة أو متفرقة تحد من ذلك.
إن من الحلول المقترحة لرفع مستوى وعي مستخدمي الانترنت لدينا وفي نفس الوقت جعلها مصدر معلومات ذي مصداقية وجدير بالثقة يكمن في التالي:
التركيز على درجة المحتوى المعلوماتي وليس درجة التواجد وتسجيل الحضور لمواقع المؤسسات والجهات الحكومية والأهلية لدينا والمتوفرة على الشبكة العنكبوتية، وذلك عن طريق توفير معلومات شاملة وكاملة تشمل نشاط المنشأة وأعمالها وإنجازاتها بشكل مفصل ودقيق بحيث تغني المعلومات المتوفرة بالموقع عن الحاجة إلى الاتصال أو الذهاب للمنشأة شخصياً لطلب المزيد من المعلومات ولا بد أيضاً أن يكون للمنشأة إدارة خاصة بمتابعة موقعها على الشبكة وتحديثه باستمرار وأن تكون هذه الإدارة حلقة الوصل بين المنشأة وبين زوار الموقع الراغبين في مزيد من المعلومات والإيضاحات وأن لا يقتصر الموقع على كلمة مدير المنشأة وما إلى ذلك من معلومات إنشائية لا تقدم أي معرفة أو فائدة بقدر ما تكون لغرض تسجيل حضور فقط.
قيام المؤسسات والجهات التي تقدم خدمة الاتصال بشبكة الانترنت لمنسوبيها ومرتاديها كالمكتبات ومراكز المعلومات ومقاهي الانترنت وغيرهم بتوفير معلومات تعريفية مبسطة بمحركات البحث وكيفية استخدامها بالإضافة إلى تقديم قوائم منظمة ومقسمة إلى مواضيع تشتمل على عناوين لمواقع حكومية، إخبارية، تعليمية، طبية، تجارية وغير ذلك من مواقع مفيدة لمرتاديها على أن تكون تلك العناوين لمواقع تتميز معلوماتها بالمصداقية والثقة وهذا يمكن تحقيقه عن طريق استخدام بعض المعايير الخاصة بذلك، وهذا الأمر سيكون محور موضوع مقالة الأسبوع القادم بإذن الله.
هذا في نهاية الأمر سيكون له مردود كبير ومهم في إثراء الشبكة العنكبوتية بمواقع عربية ذات معلومات شاملة وكاملة بالإضافة إلى ذلك سيقود إلى رفع وعي مستخدمي الانترنت وتعريفهم بمصادر معلومات جديدة وكذلك إلى تحقيق الرغبة في بناء مجتمع معلوماتي وذلك عن طريق مشاركة وتحفيز القطاعات الحكومية والأهلية بتوفير معلوماتها وأنشطتها وخدماتها على الانترنت، وتلك خطوة أولى لعملية لاحقة تهدف إلى تحقيق مبدأ الحكومة الإلكترونية وإلى رفع وعي المجتمع بالانترنت وإلى جعلها مصدراً مهماً للمعلومات وقبل كل ذلك مصدر موثوق به وذي مصداقية عالية.
هذا وبالله التوفيق،،،
* جامعة فلوريدا الحكومية - قسم دراسات المعلومات (1)
* * * * * * *
هل الانترنت مصدر موثوق وآمن للمعلومات " الطبية " ؟ ( كمثال )
معن يوسف12/01/07, 03 :15
تمثل المعلومة أساس كل ما ندركه في حياتنا. فقد خلق الله الإنسان وامتن عليه بنعمة الحواس الخمس، وجعلها مجهزة أفضل تجهيز ليستخدمها في استقبال المعلومات من العالم الخارجي وتحليلها وبناء ردود الأفعال والتصرفات بناء عليها.
وتعد المعلومات الطبية والمعلومات المتعلقة بالصحة من أهم المعلومات التي تهم الناس بشكل عام في حفظ الصحة والوقاية من الأمراض، إذ تقدر الدراسات الحديثة أن 40% من مستخدمي شبكة الإنترنت يستخدمونها للبحث عن المعلومات الطبية، سواء للبحث عن معلومات تخص صحتهم الشخصية أو للتحكم في وضعهم الصحي الراهن وضبطه بالشكل الذي يرغبون فيه.
لقد غدا البحث عن المعلومات الطبية في الشبكة العنكبوتية خلال دقائق يغني عن البحث في الكثير من أعداد المجلات الطبية والمراجع الطبية لمدة أيام.
وإذا كان من السهل العثور على أي معلومات مطلوبة من الإنترنت فإنه من الصعوبة تحديد مصداقية هذه المعلومة وصحتها ناهيك من تحديد جودة المعلومة والتأكد من كونها هي أفضل معلومة يمكن الحصول عليها من بين نتائج البحث. ولأن هذا هو بيت القصيد فإنه من الأهمية بمكان للباحث أن يكون ملما ببعض النقاط الفنية والمهارات البحثية حتى يتمكن من الوصول للمعلومات المطلوبة في أقصر وقت ممكن، مع الحصول على معلومات عالية الدقة والمصداقية، بحيث تكون أقرب إلى تحقيق هدف البحث بالمستوى المطلوب.
* * * * * * *
مصداقية المعلومات على الإنترنت
يعتبر ظهور الإنترنت وما رافقه من ثورة هائلة في كمية المعلومات المتاحة للتداول بين الناس من أهم الأسباب التي أدت إلى أن يطلق على مجتمعنا المعاصر مجتمع المعلومات وعصرنا بعصر المعلوماتية، ومن المعروف أن الإنترنت يحتوى على كم هائل من مصادر المعلومات التي يستقي منها كثير من الناس معلوماتهم ومنها الكتب الإلكترونية، قواعد البيانات، الدوريات الإلكترونية، الموسوعات الإلكترونية، المواقع التعليمية، المواقع الإخبارية، المواقع الشخصية، والمنتديات وساحات الحوار.
في السابق كان الناس يحصلون على المعلومات من الكتب والدوريات المطبوعة، وبعض الوسائل الإعلامية، والآن أصبح الإنترنت هو أوسع قناة للبث الإعلامي، ولعل هذا هو الجانب الحسن في الموضوع، ولكن الجانب المخيف يكمن في كون كثير من المواقع على الإنترنت تقوم ببث معلومات غير صحيحة أحياناً ومغلوطة أحياناً أخرى، فتقوم هذه المواقع المجهولة الهوية والتي لا يعرف القائمون عليها ولا توجهاتهم ولا أهدافهم بتوظيف هذه المعلومات من أجل تغيير قناعات المتلقين لها وزرع الأفكار والأيدلوجيات التي يريدونها.
لذا ازداد في الآونة الأخيرة النقاش حول الثقة والاعتماد على المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت، فالمشكلة ليست حول المعلومات الغير صحيحة على شبكة الإنترنت فقط، ولكنها تتوسع لتشمل المتلقي للمعلومات، فالمعلومات الغير صحيحة ليس لها أهمية ما لم تصدق، ولكن الطامة الكبرى أن كثير من الناس يصدقون كلّ شيء يرونه تقريبا على شبكة الإنترنت، فطبقاً لأحد الدراسات التي أجريت في أمريكا حول هذا الأمر فإن نصف مستعملي الإنترنت يعتقدون بأنّ أكثر أو كلّ المعلومات الموجودة على الإنترنت موثوقة ودقيقة.
وفي الحقيقة فإن المشكلة ليست في الثقة في مصادر المعلومات، فالوثوق هو أساس التعلم، وأن من العلم مالا يمكن أن يتلقاه المتعلم إلا بالثقة في من يتلقى منه علمه، وإذا أمعنا النظر فيما بين الناس من التعامل وجدنا أن حياتهم قائمة على الثقة، ولولا الوثوق والتوافق لتعطلت حياتهم، ولكن المشكلة حين توضع هذه الثقة في غير أهلها وتعطى لمن لا يستحقها. لذا كان من الواجب علينا العمل على وضع معايير محددة وواضحة لتقييم مصادر المعلومات على الإنترنت، كما علينا أن نبني وننمي خبراتنا التي تكفل زيادة قدرتنا على التفريق بين المعلومات الحقيقية والمعلومات المغلوطة ومن ثم تحذير الناس من هذه المصادر. (3)
________________________________
هامش المصادر
(1) جريدة الرياض
(2) النادى العربي للمعلومات
(3) مجلة المعلوماتية