طرائف أدبية ومقتطفات شعرية (14)

محمد شتيوى

مستشار سابق
أَعَزُّ بني الدُّنيا


إن من أروع الأبيات التي قرأتها في باب الفخر والحماسة قول أبى فراس الحمداني :

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا ... لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا ... وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أَعَزُّ بَني الدُنيا , وَأَعلى ذَوي العُلا ... وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ .. وَلا فَخرُ


إن الشاعر يقول إنه من قوم لا يقبلون التوسط في معالي الأمور , ولا يقنعون ببعضها , فإما أن ينالوا الصدارة وحدهم ويسودا على العالمين , وإما أن يواريهم القبر فلا يعيبهم بالدون إنسان
فإنهم قوم تهون عليهم في سبيل المعالي والمجد نفوسهم وأرواحهم التي هي أغلي ما يملكه الإنسان ويحافظ عليه ويذود عنه , ولعل الأمر لا يبدو غريباً إذا انتبهنا إلى المثال الذي يضربه في ذلك فإن الذي يخطب المرأة الحسناء لا يثنيه عن عزمه غلاء مهرها ولا ارتفاع ثمنها , فإنه ينالها حتى ولو دفع من أجلها روحه
فلوم اجتمع أعز الناس في الدنيا لكانوا هم أعزهم , ولو اجتمع أعلي الناس لكانوا هم أعلاهم , فإنهم أكرم من سار فوق التراب .. ومع ذلك فإنهم لا يتعالون على أحد ولا يتكبرون على إنسان
فلا فخر فوق ذاك ولا رفعة شأن فوق ذاك .

________________________________
مصدر الأبيات : ديوان أبى فراس الحمدانى ( الموسوعة الشعرية )
 


الموضوع رائع وجميل يعطيك الصحه والعافيه
17814.imgcache.gif
 


تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا ... وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
بيت جميل جدا ، بارك الله فيك أخي محمد اشتيوي .
 


تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا ... وَمَن يخطب الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

قرأتها هكذا ....ربما تكون خاطئة !!!

الشاعر يقول إنه من قوم لا يقبلون التوسط في معالي الأمور , ولا يقنعون ببعضها , فإما أن ينالوا الصدارة وحدهم ويسودا على العالمين , وإما أن يواريهم القبر فلا يعيبهم بالدون إنسان
صدقت و كما قال المتنبي :
اذا غامرت في شرف مروم ....... فلا تقنع بما دون النجوم

بارك الله فيك شتيوي و سلمت يداك



 


محمد راقى
مرحبا بعودتك أيها البطل الشاعر
ونراك على خير دائما

الفاضلة مسلمة
كلامك صحيح .. وأنا أيضا قرأتُها كما قرأتِها , ولكن بعض روايات الشعر تختلف
كما أن هذا التغيير لا يضر الوزن ولا المعنى

ولقد أحسنت - كعادتك - فى جلب النظائر والأشباه من الأبيات
حُيِّيتِ
 
عودة
أعلى