محمد شتيوى
مستشار سابق
أَعَزُّ بني الدُّنيا
إن من أروع الأبيات التي قرأتها في باب الفخر والحماسة قول أبى فراس الحمداني :
وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا ... لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا ... وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أَعَزُّ بَني الدُنيا , وَأَعلى ذَوي العُلا ... وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ .. وَلا فَخرُ
إن الشاعر يقول إنه من قوم لا يقبلون التوسط في معالي الأمور , ولا يقنعون ببعضها , فإما أن ينالوا الصدارة وحدهم ويسودا على العالمين , وإما أن يواريهم القبر فلا يعيبهم بالدون إنسان
فإنهم قوم تهون عليهم في سبيل المعالي والمجد نفوسهم وأرواحهم التي هي أغلي ما يملكه الإنسان ويحافظ عليه ويذود عنه , ولعل الأمر لا يبدو غريباً إذا انتبهنا إلى المثال الذي يضربه في ذلك فإن الذي يخطب المرأة الحسناء لا يثنيه عن عزمه غلاء مهرها ولا ارتفاع ثمنها , فإنه ينالها حتى ولو دفع من أجلها روحه
فلوم اجتمع أعز الناس في الدنيا لكانوا هم أعزهم , ولو اجتمع أعلي الناس لكانوا هم أعلاهم , فإنهم أكرم من سار فوق التراب .. ومع ذلك فإنهم لا يتعالون على أحد ولا يتكبرون على إنسان
فلا فخر فوق ذاك ولا رفعة شأن فوق ذاك .
________________________________
مصدر الأبيات : ديوان أبى فراس الحمدانى ( الموسوعة الشعرية )
إن من أروع الأبيات التي قرأتها في باب الفخر والحماسة قول أبى فراس الحمداني :
وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا ... لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا ... وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أَعَزُّ بَني الدُنيا , وَأَعلى ذَوي العُلا ... وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ .. وَلا فَخرُ
إن الشاعر يقول إنه من قوم لا يقبلون التوسط في معالي الأمور , ولا يقنعون ببعضها , فإما أن ينالوا الصدارة وحدهم ويسودا على العالمين , وإما أن يواريهم القبر فلا يعيبهم بالدون إنسان
فإنهم قوم تهون عليهم في سبيل المعالي والمجد نفوسهم وأرواحهم التي هي أغلي ما يملكه الإنسان ويحافظ عليه ويذود عنه , ولعل الأمر لا يبدو غريباً إذا انتبهنا إلى المثال الذي يضربه في ذلك فإن الذي يخطب المرأة الحسناء لا يثنيه عن عزمه غلاء مهرها ولا ارتفاع ثمنها , فإنه ينالها حتى ولو دفع من أجلها روحه
فلوم اجتمع أعز الناس في الدنيا لكانوا هم أعزهم , ولو اجتمع أعلي الناس لكانوا هم أعلاهم , فإنهم أكرم من سار فوق التراب .. ومع ذلك فإنهم لا يتعالون على أحد ولا يتكبرون على إنسان
فلا فخر فوق ذاك ولا رفعة شأن فوق ذاك .
________________________________
مصدر الأبيات : ديوان أبى فراس الحمدانى ( الموسوعة الشعرية )