قد طــــال الليل يا مصر ---- وها قد جاءك الفجــــر رمضان الذي قد سبقت ---- في غالياته العشـــــر إذ نــــادت حاربوا وارموا ---- فقام الخيل والمهـــــــر قد جاء الغيث بالبشرى ---- يأتي بعد الذلة النصــر قد قام الناس وانتفضــوا ---- لله العزة والكبـــــــــــر فأعز الله من صبـــــــــروا ---- يكفي للعزة الصبــــــر يا من ردت بهم سينــــا ---- وقناة البحر و الصحــــر أنتم بنـــــوا الدين والعزة ---- العدل والحق والطهـــر أفديك العمر يا مصــــر ---- وللدين القلب والنحــــــر نعم الشعب من ضحى ---- والحر اختـــــــــاره النذر ونعم الفوز في صــــوم ---- قد زانه السؤد والوقـــــر أعتز أن لي قربــــــــى ---- في مصر والقرب لا يبـــر
لطيفة هذه القصيدة أخ بادو
أنت تفاجئنا بين الحين والآخر بإبداع جديد
ولعمرى لقد أحسنت فى اختيار الموضوع إذ إن الوقت مناسب لذكرى انتصار العاشر من رمضان
واللبيب من يُجيد اختيار وقت كلامه
* * *
ومع بعض الانتقادات البسيطة
1- هذه القصيدة من المفترض - كما يُنبئ مطلعها أنها من ( مجزوء الرَّمَل ) الذى هو :
مفاعلين مفاعيلن ... مفاعيلن مفاعيلن
ثمَّة كسور واسعة فى الوزن يجبرها إعادة التمحيص - وسأضرب لك مثالا
قولك ( قد طــــال الليل يا مصر ) فيه كسر - ولتصحيحه يمكن أن تقول :
أطال الليل يا مصرُ ؟ ... فها قد جاءك الفجرُ
قولك : ( فأعز الله من صبـــــــــروا ---- يكفي للعزة الصبــــــر ) - تصحيحها :
أعزَّ الله من صبروا ... كفى للعزة الصبرُ
2- فى قولك : أنتم بنـــــوا الدين والعزة ---- العدل والحق والطهـــر
الشطر الثانى شبه منفصل أو مبتور عن الشطر الأول - ولو اتصل فسيكون هناك كسر بالقافية , والمفترض أن تكون مضمومة كما هو المطلع
3- قولك : ونعم الفوز في صــــوم ---- قد زانه السؤد والوقـــــر
أظنك تقصد : السؤدد
أما عن الوقر - فماذا تقصد بها , علما بأنها وردت فى القرآن على سبيل الذَّم , كقوله تعالى (مِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ) [الأنعام : 25]
وفى النهاية أتمنى منك أن تتروَّى قليلاً قبل نشر قصائدك
لتتاح لك الفرصة لتشذيبها وتهذيبها وتمحيصها لنراها عروساً فى أبهى حُلَّة وأحلى زينة
فتستحق حينها التقبيل والضم ... أ ... أعنى التقييم والتثبيت
وأشكرك على هذه القصيدة التى تمس شعبنا وتضرب على وتر حساسا فى مشاعرنا