ومنها صون السمع عن سماع القبيح واللسان عن نطقه فقد قال عليه السلام: يقول الله عز وجل: (أَينَ الَّذينَ كانوا يُنَزِّهونَ أَسماعَهُم عَن الخَنا أُسمِعهُم اليَومَ حَمدي وَالثَناءَ عَلَيَّ).
ولبعضهم:
تَحَرَّ مِن الطُرقِ أَوساطَها*** وَخَلِّ عَن المَوضعِ المُشتَبَـــــــــــه
وَسَمعَكَ صُن عَن سَماعِ القَبيحِ** كَصَونِ اللِسانِ عَنِ النُطقِ بِه
فَإِنَكَ عِندَ اِستِماعِ القَبيحِ*** شَريكٌ لِقائِلِهِ فَاِنتَبَـــــــــــــــــــــه
ومنها المبادرة في الجواب عن كتاب الأخ وترك التقصير فيه.
قال ابن عباس رضي الله عنه: (إني أرى لرد الجواب حقاً كما أرى لرد جواب السلام).
وأنشد لأبي هفان:
إِذا الإِخوانُ فاتَهُمُ التَلاقي** فَما شَيءٌ أَسَرُّ مِنَ الكِتـابِ
وَإِن كَتَبَ الصَديقُ إِلى صَديقٍ** فَحَقُّ كِتابِهِ رَدُّ الجَوابِ
وَإِن كَتَبَ الصَديقُ إِلى صَديقٍ** فَحَقُّ كِتابِهِ رَدُّ الجَوابِ
ومنها الأدب في الاستئذان واستعمال السنة فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الاستئذان ثلاث: الأولى تستنصتون والثانية يستصلحون والثالثة يأذنون أو يردون).
الرغبة في زيارة الإخوان والسؤال عن أحوالهم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن رجلاً زار أخاه في قريةٍ فأرصد على مدرجته ملكاً فقال له: إلى أين يا عبد الله فقال أزور أخاً لي في الله تعالى في هذه القرية فقال له: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً).
وكان عبد الله بن مسعود يقول: (كنا إذا افتقدنا الأخ أتيناه فإن كان مريضاً كانت عيادةً وإن كان مشغولاً كانت عوناً وإن كان غير ذلك كانت زيارةً).
ومنها أن تصاحب كلاً من الإخوان على قدر طريقته.
قال شبيب بن شيبة: (لا تجالس أحداً بغير طريقةٍ فإنك إذا أردت لقاء الجاهل بالعلم واللاهي بالفقه والغبي بالبيان آذيت جليسك).
ويروى للإمام عليٍ رضي الله عنه:
لِئَن كُنتُ مُحتاجاً إِلى العِلمِ إِنَنّي** إِلى الجَهلِ في بَعضِ الأَحايين أحوَجُ
وَما كُنتُ أَرضى الجَهلَ خِدناً ولا** أَخاً وَلَكِنَني أَرضى بِهِ حينَ أُحــوَجُ
ومنها حفظ حرمات الصحبة والعشرة.
قال جعفر الصادق رضي الله عنه: (مودة يوم صلة ومودة سنة رحم ماسةٍ من قطعها قطعه الله عز وجل)
وقال علي بن عبيدة الريحاني: (الأحرار ما لم يلتقوا معارف فإذا التقوا صاروا أخواناً فإذا تعاشروا توارثوا)
وقال الصادق: (صداقة عشرين يوماً قرابةٌ).
ومنها إنصاف الإخوان من نفسه ومواساتهم من ماله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أشرف الأعمال ذكر الله تعالى وإنصاف المؤمن من نفسه ومواساة الأخ من ماله).
ومنها الصبر على جفاء الإخوان وإسقاط التهمة عنهم بعد صحة الأخوة.
وصية علقمة لابنه ومن جامع الصحبة والعشرة قول يحيى بن أكثم لما حضرت علقمة العطار الوفاة قال لابنه: (يا بني إذا صحبت الرجال فاصحب من إذا أخدمته صانك وإن صحبته زانك وإن تحركت بك مؤنة صانك وإن أمددت بخير مد وإن رأى منك حسنة عدها أو سيئة سترها وإن أمسكت ابتدأك أو نزلت بك نازلةٌ واساك وإن قلت صدقك أو حاولت أمراً أمرك وإذا تنازعتما في حق آثراك).
قال عبد الملك: (سمع الشعبي هذه الوصية فقال: تدري لم أوصاه بها فقلت: لا! قال : أوصاه ألا يصحب أحداً لأن هذه الخصال لم تكمل في أحد).
ومنها تعظيم حرمة المشايخ والرحمة والشفقة على الإخوان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منها من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا).
وقال عليه السلام: (من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة في الإسلام).
ومنها ألا يكلم الأحداث بحضرة الشيوخ.
قال جابر: قدم وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وسلم فقام غلام ليتكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأين الكبراء).
ومنها أن الإنسان إذا أراد سفراً يسلم على إخوانه ويزورهم فلعل لأحدهم حاجةً في وجهته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سافر أحدكم فليسلم على إخوانه فإنهم يزيدونه بدعائه خيراً).
ومنها ألا يتغير عن إخوانه إذا حدث له غنىً.
أنشد المبرد:
لَئِن كانَت الدُنيا أَنالتكَ ثَروةً** وَأَصبَحتَ مِنها بَعدَ عُسرٍ أَخا يُســــرِ
لَقَد كَشَفَ الإِثراءُ عَنكَ خَلائِقاً** مِن اللؤمِ كانَت تَحتَ سِترٍ مِن الفَقرِ
ومنها ألا يغرق في الخصومة ويترك للصلح موضعاً فقد روي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أو علي رضي الله عنه: (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما).
قيل لأبي سفيان بن حرب: (بم نلت هذا الشرف قال: ما خاصمت رجلاً إلا جعلت للصلح بينناً موضعاً).
ومنها معرفة الرجال ومعاشرتهم على حسب ما يستحقونه فقد قيل: إن فتى جاء إلى سفيان بن عيينة من خلفه فجذبه وقال: يا سفيان حدثني فالتفت سفيان إليه وقال: يا بني من جهل أقدار الرجال فهو بنفسه أجهل.
ومنها ألا يعاشر من يخالفه في اعتقاده.
قال يحيى بن معاذ: (من خالف عقدك عقده خالف قلبك قلبه).
ومنها معرفة حق من سبقك بالمودة.
قال بلال بن سعيد: (من سبقك بالود فقد استرقك بالشكر).
ومنها ترك التطرية والثناء بعد صحبة الأخوة والمودة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: (إذا تأكد الإخاء سقط الثناء) وقال الحجي لرجل: (حبي لك يمنعني من الثناء عليك).
قال السلمي: والصحبة على أوجه لكل آدابٌ ومواجب ولوازم.
مقدمة الكتاب
أوجه المعشرة
موافقة الإخوان وملازمة الحياء
إظهار الفرح والبشاشة و سلامة القلب وإسداء النصحية
صحبة الوقور و الإخلاص في الصحبة
حسن الظن, معرفة أسماء الإخوان وأنسابهم , مجانبة الحقد
جوامع العشرة
إقلال العتاب,ملازمة الصديق
حفظ المودة والأخوة,الإيثار والإكرام
حقوق الفقراء , حسن العشرة ,حفظ الأسرار , قبول المشورة , إيثار الأصحاب
تحري الموافقة ,الذب عن الإخوان,الانبساط في النفس والمال
مجانبة الخصال الذميمة , بغض الدنيا ,حسن معاشرة الخادم ,عشرة أهل الأسواق والتجار
العفو عن الهفوات,طلاقة الوجه,حرمة الإخوان,ترك المن
هجر استبقاء الود,التودد والصفح,حفظ العهد,قبول الإعتذار,مشاهدة الإخوان
========================
آداب العشرة وذكر والصحبة والأخوة
لأبي البركات الغزني
======================
أوجه المعشرة
موافقة الإخوان وملازمة الحياء
إظهار الفرح والبشاشة و سلامة القلب وإسداء النصحية
صحبة الوقور و الإخلاص في الصحبة
حسن الظن, معرفة أسماء الإخوان وأنسابهم , مجانبة الحقد
جوامع العشرة
إقلال العتاب,ملازمة الصديق
حفظ المودة والأخوة,الإيثار والإكرام
حقوق الفقراء , حسن العشرة ,حفظ الأسرار , قبول المشورة , إيثار الأصحاب
تحري الموافقة ,الذب عن الإخوان,الانبساط في النفس والمال
مجانبة الخصال الذميمة , بغض الدنيا ,حسن معاشرة الخادم ,عشرة أهل الأسواق والتجار
العفو عن الهفوات,طلاقة الوجه,حرمة الإخوان,ترك المن
هجر استبقاء الود,التودد والصفح,حفظ العهد,قبول الإعتذار,مشاهدة الإخوان
========================
آداب العشرة وذكر والصحبة والأخوة
لأبي البركات الغزني
======================