نمر العصيمى
New Member
ليس من خبر ورأى كمن سمع أو قرأ أو.. تضامَن!
جمعت على حاسوبي أكثر من ألف صورة لدمار نهر البارد وأهله حكاياتهم وحتى زهوره في الربيع، وكتبت عدة مقالات وتقارير من شهادات الناس، وحررت ونقحت وصححت عشرات المقالات عن المخيم، فظننت أنني اعرف ما يكفي عن المخيم المنكوب.. وكنت بما أزعم من مهنية صحفية، رغم انحيازي إلى الأدب والشعر، أكره المبالغة في التوصيف والمشاعر والمواقف التي ترِدُني في المقالات، فأحذف المبالغات غير المهنية من المقالات والتقارير، إلى أن زرت المخيم مؤخراً بعد أشهر من التنظيف والإعمار في المخيم الجديد، خرجت من التجربة مصدوماً لأيام.. فلم أكتب مقالاً عن المخيم لأني أعرف أنه سيحتاج إلى محرّر يحذف منه «المبالغات» لأنه لم يرَ ما رأيته. وقد يحذفه كله. فاكتفيت بقصيدة حاولت أن أنفّس سطوة التأثّر فيها.
تراجيديا نهر البارد - دموع مضافة
فيما سمعتُ، وما رأيتُ،
وما هَدَتني أمتي لمصيره
وقرأتُ في كتبٍ تؤرخ للحروب
سيستحيل له شبيهْ
فهُنا،
تشمّ الموت
ذرّ دماره وحريقه ورماده
وتراه في غُضَن الوجوه،
وفي العيون
وصوت حزن في رثاء العابرين
الزائرين،
كأن طعم الموت فيه
وهنا،
يصدّ الموتَ طفلٌ في الركامِ يلمُّ خردته،
يبيعُ لكي يعيشَ،
يقول «إنّا ها هنا يا موتنا،
ذقناكَ،
لا نخشاكَ،
بل نحيا حماك
وآن أن نبني صداقتنا النقيضة
كي نؤجج شعلةً لحياتنا
ونضيء ظلمة ما تسبَّبَه السفيه»
وهنا،
تغض الطرفَ في خجلٍ،
لأنك لم تكُنْهم حينما خرجوا إليك.. ومنك!
تغمضُ رفّةَ الجفنين
تحبسُ أدمعاً
وستغرق الأفكارُ في الأوجاع
من تيهٍ لتيه
وهنا،
تُحِسُّ مشاعرَ القهرِ الذي
حرَقَ الركامَ،
وفتّت الأحجارَ والإنسانَ،
فانظر مسرحيات «الهوى الغلاّب»
والتنظيرَ للُّطف المهذب في الدمار،
كما ستعجب، كيف يأتي القتل في علب الهدايا..
في بطاقات ملوّنة موقّعة بلطف الأمنيات إليك
في حبٍ.. كريه؟
وهنا،
تجاربُ تكنولوجيات تصنيع السلاح،
فيملأون الحقد فيها كي تُبدّعَ بالأذى،
فيجازُ للأخلاق تدميرَ الجَنَى والذكرياتِ،
تُحيلُ تفصيلاتِها ردماً
وتنبش حاضرَ الأيامِ تغمره بلطف جامح
حتى تعانقَه لِتعصر ما يليه
وهنا،
تجمّعت الحروبُ جميعُها
فتكثّفت بمساحة الكيلو ونصفٍ، من خيام،
نارُ حربِ الكونِ فيهِ،
دمار حرب الكون فيهِ
فلا عيونٌ قد رأته،
ولا فؤادٌ قد يعيه
وهنا،
ترى في قوةِ النيران تَنّين بَدَا
ليجدّد المأساة والملهاة
بالشعب الفلسطيني
لا الصينيّ
لا الإغريق لا!
ولكي يتممَ ما تمنى في الأساطير القديمة
إذ يفرّغُ حقده ناراً بِفِيه
الشاعر
جمعت على حاسوبي أكثر من ألف صورة لدمار نهر البارد وأهله حكاياتهم وحتى زهوره في الربيع، وكتبت عدة مقالات وتقارير من شهادات الناس، وحررت ونقحت وصححت عشرات المقالات عن المخيم، فظننت أنني اعرف ما يكفي عن المخيم المنكوب.. وكنت بما أزعم من مهنية صحفية، رغم انحيازي إلى الأدب والشعر، أكره المبالغة في التوصيف والمشاعر والمواقف التي ترِدُني في المقالات، فأحذف المبالغات غير المهنية من المقالات والتقارير، إلى أن زرت المخيم مؤخراً بعد أشهر من التنظيف والإعمار في المخيم الجديد، خرجت من التجربة مصدوماً لأيام.. فلم أكتب مقالاً عن المخيم لأني أعرف أنه سيحتاج إلى محرّر يحذف منه «المبالغات» لأنه لم يرَ ما رأيته. وقد يحذفه كله. فاكتفيت بقصيدة حاولت أن أنفّس سطوة التأثّر فيها.
تراجيديا نهر البارد - دموع مضافة
فيما سمعتُ، وما رأيتُ،
وما هَدَتني أمتي لمصيره
وقرأتُ في كتبٍ تؤرخ للحروب
سيستحيل له شبيهْ
فهُنا،
تشمّ الموت
ذرّ دماره وحريقه ورماده
وتراه في غُضَن الوجوه،
وفي العيون
وصوت حزن في رثاء العابرين
الزائرين،
كأن طعم الموت فيه
وهنا،
يصدّ الموتَ طفلٌ في الركامِ يلمُّ خردته،
يبيعُ لكي يعيشَ،
يقول «إنّا ها هنا يا موتنا،
ذقناكَ،
لا نخشاكَ،
بل نحيا حماك
وآن أن نبني صداقتنا النقيضة
كي نؤجج شعلةً لحياتنا
ونضيء ظلمة ما تسبَّبَه السفيه»
وهنا،
تغض الطرفَ في خجلٍ،
لأنك لم تكُنْهم حينما خرجوا إليك.. ومنك!
تغمضُ رفّةَ الجفنين
تحبسُ أدمعاً
وستغرق الأفكارُ في الأوجاع
من تيهٍ لتيه
وهنا،
تُحِسُّ مشاعرَ القهرِ الذي
حرَقَ الركامَ،
وفتّت الأحجارَ والإنسانَ،
فانظر مسرحيات «الهوى الغلاّب»
والتنظيرَ للُّطف المهذب في الدمار،
كما ستعجب، كيف يأتي القتل في علب الهدايا..
في بطاقات ملوّنة موقّعة بلطف الأمنيات إليك
في حبٍ.. كريه؟
وهنا،
تجاربُ تكنولوجيات تصنيع السلاح،
فيملأون الحقد فيها كي تُبدّعَ بالأذى،
فيجازُ للأخلاق تدميرَ الجَنَى والذكرياتِ،
تُحيلُ تفصيلاتِها ردماً
وتنبش حاضرَ الأيامِ تغمره بلطف جامح
حتى تعانقَه لِتعصر ما يليه
وهنا،
تجمّعت الحروبُ جميعُها
فتكثّفت بمساحة الكيلو ونصفٍ، من خيام،
نارُ حربِ الكونِ فيهِ،
دمار حرب الكون فيهِ
فلا عيونٌ قد رأته،
ولا فؤادٌ قد يعيه
وهنا،
ترى في قوةِ النيران تَنّين بَدَا
ليجدّد المأساة والملهاة
بالشعب الفلسطيني
لا الصينيّ
لا الإغريق لا!
ولكي يتممَ ما تمنى في الأساطير القديمة
إذ يفرّغُ حقده ناراً بِفِيه
الشاعر
ياسر علي
...............
...............