ما أحسنها من خاتمة !!..

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
بينما كنت أتصفح منذ قليل أحد المنتديات المفضلة لدي ( منتديات الملاحم والفتن ) ...
لفت انتباهي الموضوع التالي ـ الذي هو عبارة عن قصة حقيقية حدثت منذ أيام قلائل ـ ...
فأحببت أن أنقلها لكم ـ إخواني الكرام ـ كما هي بتمامها ...
علنا نتدبرها جيداً ونجد فيها الدرس والعبرة ...
أبو قصيّ ؛؛؛
تقول الأخت الكريمة راوية القصة :

داعية معروفة تلفظ أنفاسها وهي ساجدة على جبل الصفا !!!
-----------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

من أين أبدؤها وكيف أصوغها............وبأي شعر يستقيم لساني
لقد خلق الله الخلق واصطفى منهم رجالاً مؤمنين ونساء مؤمنات كانوا كالمصاحف تمشي على الأرض وكالمواعظ الصامتة ....إذا رآهم المؤمن اقترب من ربه وحاسب نفسه وزكى قلبه .. في حياتهم كانوا غيثاً هنيئاً مريئاً حيثما هلَّ نفع وبعد مماتهم أورد ربيع هوامعهم وأزهر فكان لكل وارد جَنَّة ولكل سامع جُنَّة..
وكانت في حياتك لي عظات ........... فأنت اليوم أوعظ منك حيا

ومن تلك النماذج الداعية الكريمة والصالحة المستقيمة – أحسبها والله حسيبها ولا أزكي على الله أحداً - أم وليد الناجم التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى فجر يوم الخميس الماضي ولقد كانت حياتها وقصة مماتها دفتر دروس وكراسة عبر فهل من مدكر .. ولوجود صلة قرابة بيننا كنت بمواقفها أدرى ولتحري خبرها أحرى .. خذوها فكأنما أحكي لكم عن امرأة من الرعيل الأول !..

أولاً .. مواقف من حياتها :

* في آخر مرة وضعت مولودها خالد ذي التسع سنوات وقد كانت الولادة عملية قيصرية تعبت فيها كثيراً فلما وضعت بسلام جاءها الفاضل أبو وليد زوجها وقال لها : حمداً لله على سلامتك .. اطلبي يا أم وليد فلكِ عليَّ ألا أرفض لك أي طلب ؟؟
( استطراد : لو كان غيرها لربما طلبت جوالا جديدا أو طقم مجوهرات فاخر – لكن همها يختلف ومناها أسمى من ذلك بكثير ) ..
قالت له سأطلب طلباً هل تعاهدني على إجابته أجاب أن نعم قال أطلب منك أن تعفي لحيتك لتكون موافقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومنذ ذلك اليوم واللحية تزين وجه زوجها الكريم .. فما أزكاه من طلب !..

* عُرفت أم وليد بالتفاني في الدعوة إلى الله تعالى فلا تكاد تحضر مناسبة أو اجتماعاً أو زواجاً إلا وتطلب من الحاضرات أن تتحدث لهن لدقائق فينساب حديثها المؤمن مذكراً الحاضرات بعظمة الله وحاثاً على مراقبته .. فضلاً عن إلقائها المحاضرات الدورية في المصليات النسائية ودور التحفيظ القرآنية .. ولقد كان لها درس أسبوعي ثابت في عصر كل جمعة في منزلها يجتمع فيه نساء حيها حتى يكتظ المنزل بالحاضرات وهي لا تفتأ تُذَكِّر بالله وتنصح من حاد عن طريقه .. جاد الله عليها بالمغفرة ..
* ولها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدم سابقة يشهد لها بذلك كل من عرفها .. وما أجمل الأمر والنهي إذا غلفا بأسلوب رقيق وتعطرا بعبق الابتسامة .. وتلك سجيتها فإذا رأت فتاة مقصرة في لباسها لم تسلم عليها بطريقة ملفتة ثم تقول لها بابتسامة يا حبيبتي سأسلم عليك إذا عاهدتني بلباس ساتر فيتفرقا وقد رسم الموقف أثراً بالغاً في نفس الفتاة ..

* جاء إمام المسجد المجاور لبيتهم معزياً أبا وليد وقال ستفتقد حلقات المسجد داعماً رئيساً لم يتأخر عن دعم الحلقات .. وسيفتقد أطفال الحي تلك الساعات والجوائز التي تقدم للمحافظ على الصلاة منهم .. والتي كانت أم وليد تقدمها ... يقوله الإمام وهو يظن أن زوجها وأبناءها على علم بذلك فيفاجأ بأنهم يسمعون الخبر لأول مرة فقد أخفته عن أقرب الناس لها إخلاصاً لربها وكأنما تمثلت قول الزبير بن العوام رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :" من استطاع منكم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل " والطريف في الأمر أن أحد أبنائها ربما فاز بأحد تلك الساعات لمحافظته على الصلاة فيأتي مبشراً أمه فتستبشر وتدعو للإمام بكل خير لنشاطاته .. فما أجمل الإخلاص وما أبهى مقامه ..

* في الأشهر الأخيرة قبل وفاتها جمعت مبالغ طائلة وقالت لذويها وزعوها على الفقراء والمساكين وجمعت مبالغ أخرى وحددتها لحفر الآبار لسقيا المسلمين ولقد كانت تسعى جاهدة في دعم المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم التي تشح مواردها .. وفي مرة قالت للحاضرات في أحد المناسبات أننا نبني مسجداً فمن يعين على إكماله .. فسبحان من جعل لها في كل مجال خير سهم وفي كل أرض معروف رسم ..

* كانت رحمها الله صوامة قوامة ولقد قال أبناؤها أنها في العام الأخير من حياتها كانت تصوم يوماً وتفطر يوماً في أكثر العام .. فإذا ابتسمت المائدة بأشهى الأطباق التي أعدتها لزوجها وأبنائها اعتذرت منهم بلطف فقد كانت صائمة لله . ولقد كانت من أهل قيام الليل ..
تحدثني أحد كبيرات السن أنها باتت عندهم فاستيقظت قبل أذان الفجر بساعتين فإذا سواد في طرف الغرفة وإذا به أم وليد تصلي .. إذا طاب الرقاد فرشت السجاد وكأنما يتجافى جنبها عن المضاجع لقد كانت تحفظ قول الله عز وجل عن المتقين : " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون " فعزمت أن تكون منهم وكانت العزيمة بالفعال قبل المقال .. فما أفصح لغة الفعل !..

ثانياً : قصة مماتها رحمها الله :

* كانت تدعو الله كثيراً في محاضراتها أن يتوفاها الله تعالى وهي تلقي درساً أو أن يتوفاها في بيته الحرام فأجاب الله دعاءها ..

* تعيَّن أحد أبنائها في الأسبوع المنصرم في وظيفة جديدة فأبت عليه إلا أن يبدأ بعمرة قبل أن يباشر وظيفته وطلبت أن تصحبه وكان لها ذلك ..

* رأت قبل رحلتها بأيام رؤيا فأخبرت ابنتها أنها رأت رؤيا خير وأن رؤياها إن صدقت فستعرفونها بعد أيام قليلة .. ولم تخبر شيئاً ..

* ألقت قبل وفاتها بخمسة أيام درساً عن الموت وتحدثت فيه عن العزاء وأحكامه والبدع التي أحدثها الناس في العزاء بحضور قريباتها وكأنما شعرت باقتراب أجلها .. فسبحان الله .. بل تذكر ابنتها أن لها مصلى خاصاً فيه سجادة لا تكاد تطوى .. وقبل سفرها مع ابنها للعمرة طوت سجادتها على خلاف العادة ولما استغربت ابنتها من طويها ألحت أم وليد بأن ترفع سجادتها .. فسبحان الله ..

* ولما همت بالخروج للمطار ودعت أبناءها وزوجها ورفعت يديها للسماء ودعت لزوجها وأكثرت وهي تقول جزاك الله عني خير الجزاء فقد يسرت لي أن أدعو لربي ... ولا حرمك الله أجري حيث لم تحرمني من الدعوة في سبيل الله .. وألحت بالدعاء ربع ساعة وهو يسمعها ..

* وصلوا إلى المسجد الحرام في الثلث الأخير من الليل وطافت مع ابنها وابنتها وكانت تلح بالدعاء أن تأتيها منيتها في هذا المكان الطاهر وشرعوا بعد ذلك في السعي وفي منتصف السعي نادى مؤذن المسجد الحرام لصلاة الفجر فقالت لابنها وابنتها سنصبح صائمين ... فاليوم خميس ومن شعبان . فأصبح الثلاثة صائمين ..

* ولما صعدت للصفا في بداية الشوط الخامس وبين الأذان والإقامة في أشرف زمان وأطهر مكان وهي صائمة وقد استقبلت القبلة رفعت يديها داعية في بداية الشوط وابنتها تقف بجانبها ... تقول لم يرعني إلا أن خرت والدتي ساجدة لله تعالى ..

تقول : انتظرتها لتقوم من سجدتها فقد خلتها وافقت آية سجدة في دعائها فسجدت .. ولما طالت سجدتها نبهتها فلم تنتبه حاولت أن أقيمها فكأنما سعلت مرتين بلطف فسقطت على الأرض ... جاء الطبيب فكشف عليها سريعاً .. وقال لقد فارقت الحياة .. فيا لله ما أحسنها من خاتمة .. بين يدي فريضة من فرائض الله وفي خير أرض الله .. وهي صائمة وتؤدي مناسك العمرة .. فاللهم اجعلها ممن يدعى من أبواب الجنة الثمانية ..

وبعد يا إخوتي :

تلك أم وليد .. صدقت مع الله فصدق الله معها .. وإنه لا يوفق لحسن الخاتمة إلا من أحسن في دنياه العمل وبطاعة الله اشتغل ..

أما من عبد الشهوات وهجر الطاعات فسيموت باراً بمعبوده .. وشتان بين الفريقين ... ولا سواء : موتى أولاء في الجنة ، وموتى أولئك في النار إلا من رحم الغفار ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
" فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى " ..

---------------------------------
المصدر : ( منتدى الملاحم والفتن )
 


لا اله الا الله
انها لحياة طويلة حينما يمني الانسان العمل الصالح
وهو عن الاجر والثواب مغضوض البصر
فهو والله محروم محروم

رحمكِ الله ياام وليد

بارك الله فيك اخي احسنت الاختيار

 


حقا ما أحسنها وأجملها من خاتمة
قصة رائعة
أحسنت الاختيار أخي أبوقصي
شكرا لك وجزاك الله خيرا
 


لا اله الا الله
انها لحياة طويلة حينما يمني الانسان العمل الصالح
وهو عن الاجر والثواب مغضوض البصر
فهو والله محروم محروم
رحمكِ الله ياام وليد
بارك الله فيك اخي احسنت الاختيار
وأنتِ بارك الله فيكِ وعليكِ أختي الفاضلة زين الشرف ...
كل الشكر لكِ أختي الكريمة على مرورك العطر وعلى حضوركِ المتألق ...
رزقكِ الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
دمتِ في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 


الله اكبر الله اكبر الله اكبر
جزاك الله خيراً أخي الغالي أهلين وسهلين ...
بارك الله فيك وعليك أخي الكريم ...
أشكرك جزيلاً على متابعتك الدائمة وعلى تشريفك المستمر ...
رزقك الله من كل خير ...
تحياتي وتقديري !!..
 


حقا ما أحسنها وأجملها من خاتمة

قصة رائعة
أحسنت الاختيار أخي أبوقصي
شكرا لك وجزاك الله خيرا
وأنتِ بارك الله فيكِ وعليكِ أختي الفاضلة شموخ^_^ ...
كل الشكر لكِ أختي الكريمة على مرورك الكريم وعلى حضوركِ المتألق ...
رزقكِ الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
أجمل ما في القصة أختي الكريمة أنها قصة معاصرة ...
والأنموذج الرائع والنبيل الذي قدمته هذه الفاضلة أم وليد ( رحمها الله ) نموذج لامرأة تعيش بيننا ...
ألا نستحي من أنفسنا ( لا سيما الرجال منا ) ونحن نشاهد بأم أعيننا هذا الأنموذج الفريد من البذل والعطاء والتضحية ثم لا نستطيع أن نقتدي به ...
وا خجلاه ثم واخجلاه ثم واااااااااألف خجلاه !!!
رحمكِ الله يا أم وليد رحمة واسعة ...
ولا عزاء للرجال !!!!!!!
 


شكرا ابو قصي لكن نتمنى من حضرتك ان تضع لنا عنوان هذا المنتدى من اجل الاستفادة لا اكثر:)
 


شكرا ابو قصي لكن نتمنى من حضرتك ان تضع لنا عنوان هذا المنتدى من اجل الاستفادة لا اكثر:)
بل كل الشكر لك أنت أخي الكريم الوادي الأخضر على مرورك الكريم وتشريفك العطر ...
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ...
عنوان الموقع المقصود كما تعودنا موجود كرابط عند ذكر المصدر ...
وما عليك إلا أن تضغط عليه ليذهب بك الرابط إلى الصفحة المنقول عنها الخبر ...
اضغط أخي الكريم على الرابط التالي ...

وتقبل أرق تحياتي !!..
 


رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته
اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين
 


رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته
اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين
جزاك الله خيراً أخي الحبيب د. سامي ...
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ...
كل الشكر لك على مرورك العطر وعلى تشريفك الحاني ...
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
دمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..


 


اللهم أحسن خاتمتنا و بارك لنا في عملنا
آمين على دعائك الطيب المبارك أخي الغالي ...
جزاك الله خيراً أخي الحبيب إسلامي ...
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ...
كل الشكر لك على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ...

رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
دمت بكل خير !!..
 


جزاك الله خير

وأنت جزاك الله خيراً أخي الكريم chemistry ...
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ...
أشكرك جزيلاً على متابعتك واهتمامك ..
رزقك الله الجنة ونعيمها ...
دمت بكل خير !!..
 


ان لنا في ام وليد عبرة فبارك الله فيك على هذا التذكير والله اسال ان يكون في ميزان حسناتك
واسال الله الكريم حسن الخاتمة لي ولوالديا امين يارب العالمين
 


ان لنا في ام وليد عبرة فبارك الله فيك على هذا التذكير والله اسال ان يكون في ميزان حسناتك
واسال الله الكريم حسن الخاتمة لي ولوالديا امين يارب العالمين

وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الكريم fineman2007 ...
كل الشكر لك أخي الغالي على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ...
رزقك الله من كل خير ...
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة ...
تحياتي وتقديري !!..
 
عودة
أعلى