غزوة الأبواء:
كانت أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه. خرج في المهاجرين خاصة, يعترض عيراً لقريش, فلم يلق كيداً.
وفيها وادع بني ضمرة على أن لا يغزوهم ولا يغزوه, ولا يعينوا عليه أحداً.
غزوة بواط:
ثم غزا بواطاً في ربيع الأول. خرج يعترض عيراً لقريش, فيها أمية بن خلف ومائة رجل من المشركين. فبلغ بواطاً- جبلاً من جبال جهينة- فرجع ولم يلق كيداً.
خروجه لطلب كرز بن جابر:
ثم خرج في طلب كرز بن جابر الفهري. وقد أغار على سرح المدينة, فاستاقه. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثره حتى بلغ سفوان من ناحية بدر. وفاته كرز.
غزوة العشيرة:
ثم خرج في جمادى الآخرة في مائة وخمسين من المهاجرين يعترضون عيراً لقريش ذاهبة إلى الشام. وخرج في ثلاثين بعيراً يتعاقبونها. فبلغ ذا العشيرة من ناحية ينبع. فوجد العير قد فاتته بأيام. وهي التي خرجوا لها يوم بدر,لما جاءت عائدة من الشام وفيها: وادع بني مدلج وحلفاءهم.
فأخبر أصحابه بذلك, وأخبرهم أنه لا يستكرهم, فقالوا: سمعاً وطاعة.
فلما كان في أثناء الطريق, أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرهما. فتخلفا في طلبه, ومضوا حتى نزلوا نخلة.
فقال المسلمون: نحن في آخر يوم من رجب. فإن قاتلناهم: انتهكنا الشهر الحرام وإن تركناهم الليلة: دخلوا الحرم. ثم أجمعوا على ملاقاتهم. فرمي أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله, وأسروا عثمان والحكم. وأفلت نوفل. ثم قدموا بالعير والأسيرين, حتى عزلوا من ذلك الخمس. فكان أول خمس في الإسلام, وأول قتل في الإسلام, وأول أسر. فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلوه.
واشتد إنكار قريش لذلك. وزعموا: أنهم وجدوا مقالا. فقالوا: قد أحل محمد الشهر الحرام. واشتد على المسلمين ذلك, حتى أنزل الله: ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير , وصد عن سبيل الله , وكفر به والمسجد الحرام. وإخراج أهله منه أكبر عند الله- الآية) يقول سبحانه: هذا الذي أنكرتموه – وإن كان كبيراً- فما ارتكبتموه وترتكبونه من الكفر بالله, والصد عن سبيله وبيته, وإخراج المسلمين منه: أكبر عند الله.
معنى الفتنة:
و(( الفتنة)) هنا الشرك, كقوله: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) وقوله : ( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) أي لم تكن عاقبة شركهم, وآخرة أمرهم: إلا أن أنكروه, وتبرأوا منه.
وحقيقتها: الشرك الذي يدعو إليه صاحبه, ويعاقب من يفتن به. ولهذا قال تعالى: ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثلم لم يتوبوا) الآية فسرت بتعذيب المؤمنين وإحراقهم بالنار, ليرجعوا عنه دينهم.
وقد تأتي (( الفتنة)) ويراد بها: المعصية. كقوله تعالى: ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني- الآية) وكفتنه الرجل في أهله وماله, وولده وجاره, وكالفتن التي وقعت بين أهل الإسلام.
وأما التي يضيفها الله لنفسه: فهي بمعني الامتحان والابتلاء والاختبار.
مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد بن عبد الوهاب
كانت أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه. خرج في المهاجرين خاصة, يعترض عيراً لقريش, فلم يلق كيداً.
وفيها وادع بني ضمرة على أن لا يغزوهم ولا يغزوه, ولا يعينوا عليه أحداً.
غزوة بواط:
ثم غزا بواطاً في ربيع الأول. خرج يعترض عيراً لقريش, فيها أمية بن خلف ومائة رجل من المشركين. فبلغ بواطاً- جبلاً من جبال جهينة- فرجع ولم يلق كيداً.
ثم خرج في طلب كرز بن جابر الفهري. وقد أغار على سرح المدينة, فاستاقه. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثره حتى بلغ سفوان من ناحية بدر. وفاته كرز.
غزوة العشيرة:
ثم خرج في جمادى الآخرة في مائة وخمسين من المهاجرين يعترضون عيراً لقريش ذاهبة إلى الشام. وخرج في ثلاثين بعيراً يتعاقبونها. فبلغ ذا العشيرة من ناحية ينبع. فوجد العير قد فاتته بأيام. وهي التي خرجوا لها يوم بدر,لما جاءت عائدة من الشام وفيها: وادع بني مدلج وحلفاءهم.
بعث عبد الله بن جحش:
ثم بعث عبد الله بن جحش إلى نخلة في رجب في اثني عشر رجلا من المهاجرين كل اثنين على بعير. فوصلوا إلى نخلة, يرصدون عيراً لقريش. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كتب له كتاباً. وأمره: أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين. فلما فتح الكتاب إذا فيه : (( إذا نظرت في كتابي هذا, فامض حتى تنزل بنخلة بين مكة والطائف, فترصد قريشاً, وتعلم لنا أخبارها)).فأخبر أصحابه بذلك, وأخبرهم أنه لا يستكرهم, فقالوا: سمعاً وطاعة.
فلما كان في أثناء الطريق, أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرهما. فتخلفا في طلبه, ومضوا حتى نزلوا نخلة.
قتل عمرو بن الحضرمي:
فمرت بهم عير قريش تحمل زبيباً وتجارة فيها عمرو بن الحضرمي, فقتلوه, وأسروا عثمان ونوفلا ابني عبد الله بن المغيرة, والحكم بن كيسان مولى بن المغيرة.فقال المسلمون: نحن في آخر يوم من رجب. فإن قاتلناهم: انتهكنا الشهر الحرام وإن تركناهم الليلة: دخلوا الحرم. ثم أجمعوا على ملاقاتهم. فرمي أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله, وأسروا عثمان والحكم. وأفلت نوفل. ثم قدموا بالعير والأسيرين, حتى عزلوا من ذلك الخمس. فكان أول خمس في الإسلام, وأول قتل في الإسلام, وأول أسر. فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلوه.
واشتد إنكار قريش لذلك. وزعموا: أنهم وجدوا مقالا. فقالوا: قد أحل محمد الشهر الحرام. واشتد على المسلمين ذلك, حتى أنزل الله: ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير , وصد عن سبيل الله , وكفر به والمسجد الحرام. وإخراج أهله منه أكبر عند الله- الآية) يقول سبحانه: هذا الذي أنكرتموه – وإن كان كبيراً- فما ارتكبتموه وترتكبونه من الكفر بالله, والصد عن سبيله وبيته, وإخراج المسلمين منه: أكبر عند الله.
و(( الفتنة)) هنا الشرك, كقوله: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) وقوله : ( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) أي لم تكن عاقبة شركهم, وآخرة أمرهم: إلا أن أنكروه, وتبرأوا منه.
وحقيقتها: الشرك الذي يدعو إليه صاحبه, ويعاقب من يفتن به. ولهذا قال تعالى: ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثلم لم يتوبوا) الآية فسرت بتعذيب المؤمنين وإحراقهم بالنار, ليرجعوا عنه دينهم.
وقد تأتي (( الفتنة)) ويراد بها: المعصية. كقوله تعالى: ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني- الآية) وكفتنه الرجل في أهله وماله, وولده وجاره, وكالفتن التي وقعت بين أهل الإسلام.
وأما التي يضيفها الله لنفسه: فهي بمعني الامتحان والابتلاء والاختبار.
مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد بن عبد الوهاب
يتبع ...
وقعة بدر الكبرى يوم الفرقان
وقعة بدر الكبرى يوم الفرقان