هُويتنا أو الهاوية (16)

محمد شتيوى

مستشار سابق
أساليب طمس الهوية الإسلامية (1)


أولاً: إضعاف العقيدة، وزعزعة الإيمان :
لأن العقيدة هي خط الدفاع الأول، ومن وسائل ذلك : زرع الصراعات الفكرية التي تشوش الأفكار، وتشتت الأذهان عن طريق بعث الفلسفات المضادة للتوحيد، وإحياء التصوف الفلسفي، ونشر تراث الفرق الضالة كالباطنية والمعتزلة والرافضة، وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم والسنة المطهرة والسيرة النبوية الشريفة، وهز الثقة في السلف الصالح، والتركيز على عرض ما يناقض التوحيد بصورة تغري بالإلحاد، كنظرية (داروين)، وتاريخ الأمم الوثنية كالفراعنة وغيرهم، دون أي نقد، لا : { لِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ } [ الأنعام: 55 ] ، ولكن لننبهر ونفخر بسبيل المجرمين.

ثانياً: (تسميم الآبار المعرفية) :
التي تستقي منها الأجيال من المهد إلى اللحد , ومحاولة مسخ الهوية الإسلامية عن طريق تخريب مناهج التعليم بكافة مراحله ، وهذه أخطر مؤامرة ضد الهوية في الوقت الراهن , ويسمونها بكل صراحة: ( تجفيف منابع الإسلام )!! , وهي مؤامرة لا تبدأ اليوم ، ولكن منذ أكثر من قرن، ولا تبدأ من الصفر، ولكن تُستمد من معين المنطلقات التي صنعها الاستعمار والاستشراق والتبشير، ويكفي أن القس (دنلوب) تمكن في عشرين عاماً فقط من تخريب العقول والنفوس والضمائر والعواطف من خلال سياسته التعليمية، بصورة ما كانت تحلم بريطانيا بتحقيق ربعها لو جندت في سبيل ذلك مليون جندي بريطاني.

قال (كرومَر) رائدَ التغريب في مصر :
(إن الحقيقة أن الشباب المصري الذي قد دخل في طاحونة التعليم الغربي، ومر بعملية الطحن يفقد إسلاميته، وعلى الأقل أقوى عناصرها وأفضل أجزائها، إنه يتجرد عن عقيدة دينه الأساسية) انتهى.

وقال المستشرق " جب ": ( والسبيل الحقيق للحكم على مدى التغريب هو أن نتبين إلى أي حدًّ يجري التعليم على الأسلوب الغربي , وعلى المبادىء الغربية , وعلى التفكير الغربي ... هذا هو السبيل الوحيد ولا سبيل غيره , وقد رأينا المراحل التي مر بها طبع التعليم بالطابع الغربي في العالم الإسلامي , ومدى تأثيره على تفكير الزعماء المدنيين , وقليل من الزعماء الدينيين ) انتهى.

إن التعليم الغربي اللاديني هو " الحامض " الذي يذيب شخصية المسلم , إنه ليس من المعقول ولا من الجائز أن تستورد أمة _ لها شخصيتها ورسالتها , ولها عقائدها ومناهج حياتها , ولها طبيعتها ونفسيتها , ولها تاريخها وماضيها , ولها محيطها الخاص وظروفها الخاصة _ نظاماً تعليمياً من الخارج , ولا أن تكل وظيفة التعليم والتربية وتنشئة الأجيال وصياغة العقول إلى أناس لايؤمنون بهذه الأسس والقواعد , ولا يتحمسون لنشرها والذبَّ عنها .

______________________________
المصدر : كتاب ( هُويتنا أو الهاوية ) - الدكتور محمد إسماعيل المقدم
 


والتركيز على عرض ما يناقض التوحيد بصورة تغري بالإلحاد،
المشكلة ان هناك من يستمع لهم ممن هم محسوبين على المسلمين..وآأسفاه
 


نعم ... هم من بنى جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ولكنهم يحملون قلوبا تنضح بالبغض للإسلام , كما قال الشاعر :
أَلَم تَرَ أَنّي حينَ أَغدو مُسَبِّحاً ... بِسَمتِ أَبي ذَرٍّ وَقَلبِ أَبي جَهلِ
حُيّيت​
 


جزاكم الله كل خير
 


ماذا اقول لك اخي محمد هذه الحلقة رائعة جدا وفيها عده معان , منها :
وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم والسنة المطهرة والسيرة النبوية الشريفة، وهز الثقة في السلف الصالح، والتركيز على عرض ما يناقض التوحيد
هنا في هذا الجزء تذكرت قصة محنة خلق القرآن في زمن الإمام أحمد بن حنبل قال طاهر بن خلف :

سمعت محمد بن الواثق – الذي كان يُقال له المهتدي بالله – يقول :

" كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا ، أحضرنا ذلك المجلس .

فأتى بشيخ مخضوب مقيد . فقال أبي : ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه – يعني ابن أبي دؤاد .

قال : فأدخل الشيخ .

فقال : السلام عليكم يا أمير المؤمنين .

فقال : لا سلّم الله عليك .

فقال : يا أمير المؤمنين بئس ما أدبك مؤدبك .

قال الله تعالى : " وإذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردُّها " . والله ما حييتني بها ، ولا بأحسن منها .

فقال ابن أبي دؤاد : يا أمير المؤمنين ، الرجل متكلم .

فقال له : كلّمه .

فقال : يا شيخ : ما تقول في القرآن ؟

فقال الشيخ : لم تنصفني ولي السؤال .

فقال له : سل .

فقال له الشيخ : ما تقول في القرآن ؟

فقال : مخلوق .

قال : هذا شيء عَلِمَهُ النبي ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، والخلفاء الراشدون ، أم شيء لم يعلموه ؟

فقال : شيء لم يعلموه .

فقال : سبحان الله !!!

شيء لم يعلمه رسول الله ، ولا أبو بكر ، ولا عمر ، ولا عثمان ، ولا علي ، ولا الخلفاء الراشدون . علِمته أنت !!!

قال : فخجل .

فقال : أقلني .

فقال : المسألة بحالها .

قال : نعم .

قال : ما تقول في القرآن ؟

فقال : مخلوق .

فقال : هذا شيء عَلِمَهُ النبي ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، والخلفاء الراشدون ، أم لم يعلموه ؟

قال : علموه ، ولم يدعوا الناس إليه .

قال : أفلا وسعك ما وسعهم ؟!!!

قال : ثم قام أبي ، فدخل مجلس الخلوة ، واستلقى على قفاه ، ووضع إحدى رجليه على الأخرى ، وهو يقول : هذا شيء لم يعلمه النبي ولا أبو بكر ، ولا عمر ، ولا عثمان ، ولا علي ، ولا الخلفاء الراشدون . علمته أنت ؟

سبحان الله !!! شيء علمه النبي وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون ، ولم يدعوا الناس إليه . أفلا وسعك ما وسعهم ؟!!!


ثم دعا عمارًا الحاجب ، وأمره أن يرفع عنه القيود، ويعطيه أربع مئة دينار ويأذن له في الرجوع ، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد . ولم يمتحن بعده أحدا .


وبهذا انتهت فتنة خلق القرآن .( محنة الإمام أحمد بن حنبل ، عبد الغني المقدسي 16) منقول من موقع طريق الايمان


( تجفيف منابع الإسلام )!! , وهي مؤامرة لا تبدأ اليوم ، ولكن منذ أكثر من قرن، ولا تبدأ من الصفر، ولكن تُستمد من معين المنطلقات التي صنعها الاستعمار والاستشراق والتبشير
وهذا الجزء يعطي خلفيات المبادئ العلمانية التي بدأت في تركيا ,,, تكلمنا عنها في حلقات او مواضيع سابقة ....

(إن الحقيقة أن الشباب المصري الذي قد دخل في طاحونة التعليم الغربي، ومر بعملية الطحن يفقد إسلاميته، وعلى الأقل أقوى عناصرها وأفضل أجزائها، إنه يتجرد عن عقيدة دينه الأساسية)
اتسال هنا لماذا الشباب المصري هو مضرب الامثال في الجيل الذي انخرط في بوتقة التعليم الغربي لماذا لم اقرا عن الشباب السوري اللبناني المغربي العراقي وغيره ...؟

إن التعليم الغربي اللاديني هو " الحامض " الذي يذيب شخصية المسلم
نعم بحكم التجربة العملية الحامض يذيب الاملاح كليا مهما كان قوة الحمض ودرجة حرارته ولكن لا يذيب الصخر و الالماس بل يعتريها بعض التغيرات او الخدوش !!!
فهل الناشئة المسلمة مثلها مثل الملح او الالماس ؟؟؟
 


جزاك الله خيراً أخي محمد على هذه السلسلة القيمة جداً ...
بارك الله فيك وعليك أخي الكريم ...
موضوع رائع وسلسلة متميزة ...
أسلوب الشيخ محمد بن إسماعيل ( حفظه الله ) أكثر من رائع ...
إحاطة بالموضوع ككل .. شرح وافي ومتكامل ( السهل الممتنع ) ...
بوركت شتيوي ، وتقبل مني هذه الهدية البسيطة + 2 ...
تحياتي واحترامي !!..
 


الكريم chemistry
مرحبا بك وشكراً لمرورك الطيب


الفاضلة " زين الشرف "
مرحبا بمرورك الطيب

1- أما عن قصة محنة خلق القرآن فهى قصة جد مؤثرة , ذات عبرة لا تخفى .. ولأجلها سُمِّى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بإمام أهل السنة والجماعة , ولم يلقب أحد غيره بهذا اللقب , فأنعم به وأكرم .
2- أما عن السبب فى أن الشيخ خص الشباب المصرى بالحديث فيما أعلمه أن مصر كانت أكثر دولة تعرضت للتغريب وطمس معالم الدين لأن مصر هى قلب العالم الإسلامى النابض وكنانة الله فى أرضه , وجنده هم خير أجناد الأرض
ولهذا السبب فقد ظل الاحتلال الإنجليزى فى مصر مدة سبعين عاماً يجثم على أنفاسنا ويبث فى شعبنا سمومه وضغائنه , لأنهم يعلمون أنه إذا تحرك هذا الشعب تحركت كل الشعوب الإسلامية خلفه , ولهذا فإنه من الملاحظ فى وقتنا الحاضر أنهم يحاولون تنحية مصر دائما عن شتى قضايا الامة بمعاهدات سلام إلى آخر هذا الهُراء ..
وهذا لا يمنع أن كل الشباب فى العالم العربى خاصة والإسلامى عامة قد تعرضوا لمثل هذا التغريب ولكن بنسب أقل مما تعرض له شعب مصر ..
ولعل الشيخ أراد ضرب المثال الأقرب إلى نفسه باعتباره مصري فاختار مثالا محليا أقرب إلى نفوس قرائه من هذا البلد , وهو على كل حال مثال لا على سبيل الحصر ..
3- مرحبا بالكيميائيين !
طبعا لا أظن الشيخ قد ولى هذه التفاصيل اهتماما كبيراً , وإنما مقصوده هو محض التشبيه
ولكن بتفصيلك ولكى يستقيم التشبيه فلا ريب أن الناشئة ستمثل دور الأملاح التى يُذيبها الحامض
ولا أرى فى هذا خللا , لأنه من المعروف أن الطفل الصغير " الناشئة " يكون عجينة ليِّنة قابلة للتشكيل على حسب المراد , فإذا وًجِّهت التوجيه السليم نشأت صلبة المراس , ركينة الأساس , وأما إذا وجهت التوجيه الخاطئ نشأت على الخور والضعف .. وهكذا

شكرا على المرور والتعقيب
بارك الله فيك

أبو قصى
أشكرك كثيرا على المرور
وأشكرك ثانية على التقييم
جزاك الله خيرا
 
عودة
أعلى