هذه محاولة مني لمناقشة بعض الأفكار من باب الحوار الهادئ ومناقشة الرأي الآخر كي نصل جميعاً إلى الحق ، ونلتف حوله وفي النهاية كل له رأيه ووجهة نظرة، إلا من يخالف دين الله فيجب أن نقول له أخطأت من باب تصحيح المسار والله الموفق.جاء في جريدة الشرق الأوسط ما يلي:
السيرك ليس سحرا..!
حسن شبكشي : صحيفة الشرق الأوسط
قال الكاتب "المتعة الترفيهية البريئة هي كما يتضح من الاسم «ترفيه بريء» والترفيه البريء في حد ذاته مشروع لا خلاف عليه من منطلق ترويح القلوب ساعة بعد ساعة. وللمتعة البريئة أشكال مختلفة فمنها ما هو مبني على التسوق وآخر على الرياضة، وغيره على مشاهدة العروض الفنية والاستعراضية. ولعل من الأشياء التي استحدثت عبر السنوات الماضية وبنجاح كبير، هي فكرة مشاهدة عروض السيرك، وهي عبارة عن مجموعة من الألعاب التي يقوم بها مجموعة من الهواة والمحترفين بأنفسهم أو مع حيوانات مدربة، ولقيت هذه الفكرة رواجا وقبولا كبيرا في معظم دول العالم، كطريقة تشارك فيها العائلة بأسرها في مناسبة ترفيهية جميلة".
أقول : التمتع بالمباح في الإسلام لا خلاف فيه ، أما قولك ترويح ساعة بعد ساعة فإن كنت تقصد قول النبي عليه الصلاة والسلام (لو أنكم بقيتم على ما أنتم عليه لصافحتكم الملائكة في الطرقات ، ولكن ساعة وساعة). أما قولك أن التسوق في الأسواق متعة بريئة، فلا أدري أي متعة تكون في أماكن هي أبغض الأماكن إلى الله ، كما جاء في الحديث (أبغض الأماكن إلى الله الأسواق) ، ثم كما نرى في هذه الأيام كثيراً منن الشباب والفتيات لا يشترون في أغلب الأحيان بل أصبحت المسألة غالباً تجمعات ، وغزل وفاحشة بعد ذلك أعاذنا الله من الفساد.
ثم قال :"وأخيرا تداولت أوساط ثقافية وإعلامية صدور فتوى ورأي ديني من قبل بعض في السعودية يحرم السيرك، ويعتبره نوعا من أنواع السحر. والحقيقة أن رأيا كهذا أقل ما يقال عنه أنه غريب ومتشدد، وهو مرة أخرى سيعيد التهم المختلفة من التشدد والغلو لتوجه الى بلد الحرمين الشريفين. الآراء الدينية الصادرة من السعودية توضع تحت مجهار شديد الدقة، وكل كلمة يتم وزنها بحساسية مفرطة. والفتاوى الدينية عبر السنوات وقعت في خانات مختلفة، فمنها ما كان طريفا، ومنها ما كان غير معقول، وطبعا منها ما كان مفيدا ونافعا.ولكن تبقى أهمية وضرورة تقدير واحترام «الأثر» للفتاوى المصدرة بحيث تكون من العقلانية والمنطق لتلقى القبول والمكانة اللائقة التي تسمح بالتطبيق والعمل بها.
أقول : يا حبذا لو كنت أكثر دقة ، وتتجرأ وتذكر رقم الفتوى، ومن الشيخ الذي أفتى بذلك، وثق تماماً أن العلماء الذين يصدرون الفتاوى وتصل للجمهور فإنها مصرحة تماماً من الشئون الإسلامية ،في الدولة أيدها الله. أما قولك بأن السيرك حرام ، فالحرام معروف ولن أدخل معك في الإفتاء ، ولكن المعروف أن السحر والسحرة كفار بالله سبحانه وتعالى، وأن مشاهدتهم ، والتشجيع للحضور إلى أماكن تواجدهم، ودفع التذاكر في سبيل ذلك حرام لأنه من التعاون على الأثم. أما إذا كان ذلك التصريح بالفتوى إن كنت وجدتها ،فلن تخرج بدون إذن من الهيئات العليا في الدولة ، وإن المحافظة على عقيدة المسلم – في نظرك- يعد تشدداً وغلواً ، فماذا تقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال " اجتنبوا السبع الموبقات- أي المهلكات- ...وذكر منها السحر"، فكيف يكون هذا الأمر غريباً ومتشدداً ، وهل أتى به الشيخ من عند ذات نفسه ، أم إنه استنتج ذلك الحكم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. ولا أدري هل تجد في الفتاوى أحياناً طرافة، ما هذا الكلام هداك الله وأصلحك، نحن اليوم أمام هجمة من أعداء الأمة ، ومحاربة ديننا بالهمز واللمز، وأنت هداك الله لم تجد طريقاً ، ولا سبيلاً تدافع به عن دينك وأمتك، فما كان منك إلا أن تنتقد حكماً شرعياً مصرحاً به من الدولة أيدها الله.أما القبول الذي تطمح إليه ، والعقلانية التي نفيتها عمن يحكم على تحريم السحر وتشجيعه، فأي عقل تريده أن يرى الباطل ويسكت عنه، كي لا يغضبك أنت والتقدميين الآخرين.
ثم أضاف "وإصدار هذا «النوع» من الفتاوى هو الذي يهز المرجعيات الاسلامية الكبرى، ويجعل قطاعات عريضة من المسلمين تبحث عن مرجعيات جديدة في دهاليز المدن وظلمات الإنترنت، فتحظى بضلال التشدد وهوس التطرف. وفي النهاية أقيم السيرك في العاصمة السعودية، وحضرته أعداد جيدة من الأسر السعودية وغير السعودية المقيمة، ونال راحة واستحسانا من الكثيرين، محققا بالتالي فائدة اجتماعية مهمة. هناك فوارق مهمة ما بين نفع الناس والترويح عن النفوس والمساعدة في ذلك من جهة، وما بين سد الذرائع بالمطلق، وهو النموذج الذي يحصل فيه الشد والجذب بصورة متكررة".
أقول الحمد الله .. أن جعل للمسلمين علماء أجلاء يقولون الحق، وبه يعدلون، ويميزون بين الحق والباطل، ويفتون بما يرضي الله ، وهم كذلك كما عهدناهم، أما قولك بأن ذلك سيجعل الناس غير راضين عن المفتي فيذهبون لغيره ممن اتهمتهم بالتشدد والتطرف. فأقول لك لن يذهب إلى دهاليز المدن، وظلمات الانترنت كما تقول إلا من يحب الفتنة ، ويحب القتل والتخريب، ولكن السواد الأعظم من الناس يسمع ويطيع لكبار العلماء حفظهم الله ، قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أن يكون لهم الخيرة في أمرهم). فإذا أفتى العالم بما يتوافق مع الكتاب والسنة فلا يجوز لمن لا يعلم من الدين إلا النزر اليسير أن ينتقد كلام العلماء الأفاضل. أما قولك أن السيرك قد تم وحضرته ثلة من الناس، فلا يدل ذلك على رجاحة عقولهم ، أو قوة إيمانهم، والسيرك ليس حرام إلا ما يظهر فيه من تحويل المناديل إلى حمام ، أو أرانب وغيرها من الأمور التي لا يتعامل بها إلا سحرة، أما بقية الأمور من التعامل مع الخيول ، أو الأسود ، أو النمور وغيرها.
ثم أضاف "الخطورة في هذا الجدل كله هو المناخ والأرضية التي تتكون جراء هذه، وهي أرضية تساهم في تكريس التشدد والتضييق على الناس، حتى ولو كان القصد وكانت النية حسنة وسليمة، ولكن تكون النتيجة في المحصلة مخيبة جدا. الموضوع بطبيعة الحال يتخطى إبداء رأي شرعي في استعراض مهارات وطرائف لمحترفين مع حيوانات يسميه العالم سيركا، يقدم لترفيه الناس، بأن يطلق على هذا كله سحر وبالتالي يحرم، ولكنه نموذج متكرر دوما ما يظهر مع كل جديد ومختلف في المجتمع، فيكون أسهل وسائل الرد عليه هو بالتحريم ولا شيء إلا التحريم، مع إضافة مفردات مهمة وبالغة التأثير على المتلقي للاقتناع بأهمية التحريم. (فمن الذي يجادل في عدم تحريم السحر!؟). الحلال بين والحرام بين وغير ذلك اجتهادات شخصية جدا لها محدوديتها".
أقول: أنا لم أطلع على الفتوى، ولا أقول أن تحريم السيرك بشكل عام أمر صحيح، ولكن إذا كان فيه أمور منكرة فذلك هو وجه الحرمة.وأتمنى أن لا تنكر على من ينكر المنكر، بل يجب أن تؤيد علماء الدولة العاملين ، أما التكفيريين فنسأل الله أن يردهم للحق ، وأن يكفينا شرهم.
السيرك ليس سحرا..!
حسن شبكشي : صحيفة الشرق الأوسط
قال الكاتب "المتعة الترفيهية البريئة هي كما يتضح من الاسم «ترفيه بريء» والترفيه البريء في حد ذاته مشروع لا خلاف عليه من منطلق ترويح القلوب ساعة بعد ساعة. وللمتعة البريئة أشكال مختلفة فمنها ما هو مبني على التسوق وآخر على الرياضة، وغيره على مشاهدة العروض الفنية والاستعراضية. ولعل من الأشياء التي استحدثت عبر السنوات الماضية وبنجاح كبير، هي فكرة مشاهدة عروض السيرك، وهي عبارة عن مجموعة من الألعاب التي يقوم بها مجموعة من الهواة والمحترفين بأنفسهم أو مع حيوانات مدربة، ولقيت هذه الفكرة رواجا وقبولا كبيرا في معظم دول العالم، كطريقة تشارك فيها العائلة بأسرها في مناسبة ترفيهية جميلة".
أقول : التمتع بالمباح في الإسلام لا خلاف فيه ، أما قولك ترويح ساعة بعد ساعة فإن كنت تقصد قول النبي عليه الصلاة والسلام (لو أنكم بقيتم على ما أنتم عليه لصافحتكم الملائكة في الطرقات ، ولكن ساعة وساعة). أما قولك أن التسوق في الأسواق متعة بريئة، فلا أدري أي متعة تكون في أماكن هي أبغض الأماكن إلى الله ، كما جاء في الحديث (أبغض الأماكن إلى الله الأسواق) ، ثم كما نرى في هذه الأيام كثيراً منن الشباب والفتيات لا يشترون في أغلب الأحيان بل أصبحت المسألة غالباً تجمعات ، وغزل وفاحشة بعد ذلك أعاذنا الله من الفساد.
ثم قال :"وأخيرا تداولت أوساط ثقافية وإعلامية صدور فتوى ورأي ديني من قبل بعض في السعودية يحرم السيرك، ويعتبره نوعا من أنواع السحر. والحقيقة أن رأيا كهذا أقل ما يقال عنه أنه غريب ومتشدد، وهو مرة أخرى سيعيد التهم المختلفة من التشدد والغلو لتوجه الى بلد الحرمين الشريفين. الآراء الدينية الصادرة من السعودية توضع تحت مجهار شديد الدقة، وكل كلمة يتم وزنها بحساسية مفرطة. والفتاوى الدينية عبر السنوات وقعت في خانات مختلفة، فمنها ما كان طريفا، ومنها ما كان غير معقول، وطبعا منها ما كان مفيدا ونافعا.ولكن تبقى أهمية وضرورة تقدير واحترام «الأثر» للفتاوى المصدرة بحيث تكون من العقلانية والمنطق لتلقى القبول والمكانة اللائقة التي تسمح بالتطبيق والعمل بها.
أقول : يا حبذا لو كنت أكثر دقة ، وتتجرأ وتذكر رقم الفتوى، ومن الشيخ الذي أفتى بذلك، وثق تماماً أن العلماء الذين يصدرون الفتاوى وتصل للجمهور فإنها مصرحة تماماً من الشئون الإسلامية ،في الدولة أيدها الله. أما قولك بأن السيرك حرام ، فالحرام معروف ولن أدخل معك في الإفتاء ، ولكن المعروف أن السحر والسحرة كفار بالله سبحانه وتعالى، وأن مشاهدتهم ، والتشجيع للحضور إلى أماكن تواجدهم، ودفع التذاكر في سبيل ذلك حرام لأنه من التعاون على الأثم. أما إذا كان ذلك التصريح بالفتوى إن كنت وجدتها ،فلن تخرج بدون إذن من الهيئات العليا في الدولة ، وإن المحافظة على عقيدة المسلم – في نظرك- يعد تشدداً وغلواً ، فماذا تقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال " اجتنبوا السبع الموبقات- أي المهلكات- ...وذكر منها السحر"، فكيف يكون هذا الأمر غريباً ومتشدداً ، وهل أتى به الشيخ من عند ذات نفسه ، أم إنه استنتج ذلك الحكم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. ولا أدري هل تجد في الفتاوى أحياناً طرافة، ما هذا الكلام هداك الله وأصلحك، نحن اليوم أمام هجمة من أعداء الأمة ، ومحاربة ديننا بالهمز واللمز، وأنت هداك الله لم تجد طريقاً ، ولا سبيلاً تدافع به عن دينك وأمتك، فما كان منك إلا أن تنتقد حكماً شرعياً مصرحاً به من الدولة أيدها الله.أما القبول الذي تطمح إليه ، والعقلانية التي نفيتها عمن يحكم على تحريم السحر وتشجيعه، فأي عقل تريده أن يرى الباطل ويسكت عنه، كي لا يغضبك أنت والتقدميين الآخرين.
ثم أضاف "وإصدار هذا «النوع» من الفتاوى هو الذي يهز المرجعيات الاسلامية الكبرى، ويجعل قطاعات عريضة من المسلمين تبحث عن مرجعيات جديدة في دهاليز المدن وظلمات الإنترنت، فتحظى بضلال التشدد وهوس التطرف. وفي النهاية أقيم السيرك في العاصمة السعودية، وحضرته أعداد جيدة من الأسر السعودية وغير السعودية المقيمة، ونال راحة واستحسانا من الكثيرين، محققا بالتالي فائدة اجتماعية مهمة. هناك فوارق مهمة ما بين نفع الناس والترويح عن النفوس والمساعدة في ذلك من جهة، وما بين سد الذرائع بالمطلق، وهو النموذج الذي يحصل فيه الشد والجذب بصورة متكررة".
أقول الحمد الله .. أن جعل للمسلمين علماء أجلاء يقولون الحق، وبه يعدلون، ويميزون بين الحق والباطل، ويفتون بما يرضي الله ، وهم كذلك كما عهدناهم، أما قولك بأن ذلك سيجعل الناس غير راضين عن المفتي فيذهبون لغيره ممن اتهمتهم بالتشدد والتطرف. فأقول لك لن يذهب إلى دهاليز المدن، وظلمات الانترنت كما تقول إلا من يحب الفتنة ، ويحب القتل والتخريب، ولكن السواد الأعظم من الناس يسمع ويطيع لكبار العلماء حفظهم الله ، قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أن يكون لهم الخيرة في أمرهم). فإذا أفتى العالم بما يتوافق مع الكتاب والسنة فلا يجوز لمن لا يعلم من الدين إلا النزر اليسير أن ينتقد كلام العلماء الأفاضل. أما قولك أن السيرك قد تم وحضرته ثلة من الناس، فلا يدل ذلك على رجاحة عقولهم ، أو قوة إيمانهم، والسيرك ليس حرام إلا ما يظهر فيه من تحويل المناديل إلى حمام ، أو أرانب وغيرها من الأمور التي لا يتعامل بها إلا سحرة، أما بقية الأمور من التعامل مع الخيول ، أو الأسود ، أو النمور وغيرها.
ثم أضاف "الخطورة في هذا الجدل كله هو المناخ والأرضية التي تتكون جراء هذه، وهي أرضية تساهم في تكريس التشدد والتضييق على الناس، حتى ولو كان القصد وكانت النية حسنة وسليمة، ولكن تكون النتيجة في المحصلة مخيبة جدا. الموضوع بطبيعة الحال يتخطى إبداء رأي شرعي في استعراض مهارات وطرائف لمحترفين مع حيوانات يسميه العالم سيركا، يقدم لترفيه الناس، بأن يطلق على هذا كله سحر وبالتالي يحرم، ولكنه نموذج متكرر دوما ما يظهر مع كل جديد ومختلف في المجتمع، فيكون أسهل وسائل الرد عليه هو بالتحريم ولا شيء إلا التحريم، مع إضافة مفردات مهمة وبالغة التأثير على المتلقي للاقتناع بأهمية التحريم. (فمن الذي يجادل في عدم تحريم السحر!؟). الحلال بين والحرام بين وغير ذلك اجتهادات شخصية جدا لها محدوديتها".
أقول: أنا لم أطلع على الفتوى، ولا أقول أن تحريم السيرك بشكل عام أمر صحيح، ولكن إذا كان فيه أمور منكرة فذلك هو وجه الحرمة.وأتمنى أن لا تنكر على من ينكر المنكر، بل يجب أن تؤيد علماء الدولة العاملين ، أما التكفيريين فنسأل الله أن يردهم للحق ، وأن يكفينا شرهم.