قصي حمدان
New Member
ما معنى --- الصلاة على النبي
اختلف العلماء في اشتقاق لفظة الصلاة فهى تحمل معان كثيرة فكلمة الصلاة لها معنى شرعى وهو هيئة الصلاة من قيام وقعود وسجود ، ولها عدة معان فى اللغة منها :
* الدعاء
. قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (103) سورة التوبة: أي أدع لهم
* النصره
* التأييد
قال تعالى : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ [155] الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [156] أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ) [157]سورةالبقرة
* الصلة
وغيرها من المعانى التى تفهم من السياق القرآنى الموجود فى الآيات وحتى لا نتوسع نركزفى هذا البحث على معنى الصلاة فى هذه الآية موضوع السؤال وهى( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [56] الأحزاب
جاءت الصلاة هنا بمعنى الصلة ( التواصل )
* (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) أي :
إن الله وملائكته َيِصلون النبى فالله يصله منذ أن إصطفاه لتبليغ الرسالة الخاتمة للناس كافه بحفظه وتثبيته وتأييده ونصره
يقول تعالى :(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) [67] المائدة
والملائكة َيِصلونه فجبريل عليه السلام على صله مستمرة به صلى الله عليه وسلم يوحى إليه بآيات الذكر الحكيم ليثبته و يطمئنه
قال تعالى :
(قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) (97) سورة البقرة
( إنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) [4] التحريم
وكذلك الملائكة يصلونه بالنصره والتأييد قال تعالى :
( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) [9] سورة الأنفال
* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ ) أى ِصلوه بالاتباع والتأييد والنصره والولاء والطاعة
* (وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) أى الانقياد والطاعة له دون حرج كما فى قوله تعالى :
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (65 )سورة النساء
أى التسليم والإذعان لكل ما جاء به
- وإفراد المؤمنين بالسلام دون الله تعالى والملائكة ،هذا يدل على أن المقصود بالسلام هنا ليس هو التحية والدعاء وإلا لذكر السلام إلى جانب الصلاة فقيل مثلاً ( أن الله وملائكته يصلون ويسلمون على النبي ... ) وإنما معناه التسليم والانقياد لأمر النبي
والإذعان له وبذل الجهد في طاعته وفي كل ما يأمر به وهذا لا يتناسب مع سبحانه وتعالى ولا الملائكة.
- هذا بجانب أن الفعل هنا خبر إن ( يصلون ) مضارع ، يفيد الاستمرار ، أى أن الله وملائكته على صلة مستمرة بالنبى ، وكذلك المؤمنين .
- وهذه الآية بدأت بصلاة الله والملائكة على الرسول الكريم قبل أن يأمر سبحانه المؤمنين بالصلاه عليه وهذا أمر طبيعى لان الله وصل نبيه منذ إصطفائه بالرسالة وقبل تبليغ المسلمين بالرسالة، فجاءت صلاة الله والملائكة فى البداية خبرللمؤمنين، وأمر لهم بالصلاة والتسليم له
عليه السلام كما أوضحنا سابقاَ
والآية (56 ) من سورة الأحزاب يقابلها هذه الآية
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) [43]
فكيف تكون صلاة الله وملائكته على المؤمنين ؟
هذا ماتوضحه هذه الآيات :
(الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [1] سورة إبراهيم
(هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )[9] سورة الحديد
(رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً) [11] سورة الطلاق
فالله وملائكته يصلون علينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور ، فالصلاة هنا صلة وتواصل من الله تعالى بإنزاله هذا الكتاب العظيم هذا النور المبين الذى حملته الملائكه ونزل به جبريل الأمين على قلب رسولنا الكريم ليبلغ به المؤمنين ليخرجهم من الظلمات إلى النور .
هذا والله أعلم .
منقول
اختلف العلماء في اشتقاق لفظة الصلاة فهى تحمل معان كثيرة فكلمة الصلاة لها معنى شرعى وهو هيئة الصلاة من قيام وقعود وسجود ، ولها عدة معان فى اللغة منها :
* الدعاء
. قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (103) سورة التوبة: أي أدع لهم
* النصره
* التأييد
قال تعالى : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ [155] الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [156] أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ) [157]سورةالبقرة
* الصلة
وغيرها من المعانى التى تفهم من السياق القرآنى الموجود فى الآيات وحتى لا نتوسع نركزفى هذا البحث على معنى الصلاة فى هذه الآية موضوع السؤال وهى( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [56] الأحزاب
جاءت الصلاة هنا بمعنى الصلة ( التواصل )
* (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) أي :
إن الله وملائكته َيِصلون النبى فالله يصله منذ أن إصطفاه لتبليغ الرسالة الخاتمة للناس كافه بحفظه وتثبيته وتأييده ونصره
يقول تعالى :(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) [67] المائدة
والملائكة َيِصلونه فجبريل عليه السلام على صله مستمرة به صلى الله عليه وسلم يوحى إليه بآيات الذكر الحكيم ليثبته و يطمئنه
قال تعالى :
(قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) (97) سورة البقرة
( إنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) [4] التحريم
وكذلك الملائكة يصلونه بالنصره والتأييد قال تعالى :
( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) [9] سورة الأنفال
* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ ) أى ِصلوه بالاتباع والتأييد والنصره والولاء والطاعة
* (وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) أى الانقياد والطاعة له دون حرج كما فى قوله تعالى :
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (65 )سورة النساء
أى التسليم والإذعان لكل ما جاء به
- وإفراد المؤمنين بالسلام دون الله تعالى والملائكة ،هذا يدل على أن المقصود بالسلام هنا ليس هو التحية والدعاء وإلا لذكر السلام إلى جانب الصلاة فقيل مثلاً ( أن الله وملائكته يصلون ويسلمون على النبي ... ) وإنما معناه التسليم والانقياد لأمر النبي
- هذا بجانب أن الفعل هنا خبر إن ( يصلون ) مضارع ، يفيد الاستمرار ، أى أن الله وملائكته على صلة مستمرة بالنبى ، وكذلك المؤمنين .
- وهذه الآية بدأت بصلاة الله والملائكة على الرسول الكريم قبل أن يأمر سبحانه المؤمنين بالصلاه عليه وهذا أمر طبيعى لان الله وصل نبيه منذ إصطفائه بالرسالة وقبل تبليغ المسلمين بالرسالة، فجاءت صلاة الله والملائكة فى البداية خبرللمؤمنين، وأمر لهم بالصلاة والتسليم له
عليه السلام كما أوضحنا سابقاَ
والآية (56 ) من سورة الأحزاب يقابلها هذه الآية
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) [43]
فكيف تكون صلاة الله وملائكته على المؤمنين ؟
هذا ماتوضحه هذه الآيات :
(الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [1] سورة إبراهيم
(هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )[9] سورة الحديد
(رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً) [11] سورة الطلاق
فالله وملائكته يصلون علينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور ، فالصلاة هنا صلة وتواصل من الله تعالى بإنزاله هذا الكتاب العظيم هذا النور المبين الذى حملته الملائكه ونزل به جبريل الأمين على قلب رسولنا الكريم ليبلغ به المؤمنين ليخرجهم من الظلمات إلى النور .
هذا والله أعلم .
منقول