توبة عاصي......توبة شاب........توبة مالك

السيف البتار

Well-Known Member
توبة عاصي......توبة شاب........توبة مالك



توبة عاص في جوف الليل


أخبرنا محمد ، أن حمد ، ثنا إبراهيم بن عبد الله قال: حدثني محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثني أحمد بن موسى الأنصاري ، عن منصور بن عمار ، قال:حججت حجة ، فنزلت سكة من سكك الكوفة. فخرجت في ليلة مظلمة ، فإذا بصارخ يصرخ في جوف الليل وهو يقول: يا إلهي! وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ،
وقد عصيتك إذ عصيتك وما أنا بنكالك جاهل ، ولكن خطيئة عرضت لي أعانني عليها شقائي ، وغرني سترك المرخى على ، وقد عصيتك بجهدي وخالفتك بجهلي ، ولك الحجة على ، فالآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أتصل إذا قطعت حبلك مني؟ وا شباباه! وا شباباه!
قال: فلما فرغ من قوله تلوت آية من كتاب الله:"ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد". فسمعت حركة شديدة ، ثم لم أسمع بعدها حساً فمضيت فلما كان من الغد رجعت في مدرجتي وإذا بجنازة قد وضعت وإذا بعجوز كبيرة ، فسألتها عن أمر الميت ، ولم تكن عرفتني ، فقالت: هذا رجل لا جزاه الله إلا جزاءه!
مر بابني البارحة ، وهو قائم يصلي ، فتلا آية من كتاب الله ، فلما سمعها ابني تفطرت مرارته فوقع ميتاً.

والشاهد في القصة ... أن التوبة عن المعصية يجب ألا تسوف أو تؤخر ... فلا أحد يعلم منا متى يحين أجله ومتى ساعته .. فاللهم أحسن ختامنا واجعل من التوابين ..



توبة شاب مسرف على نفسه


روي أن رجلاً جاء إلى إبراهيم بن أدهم، فقال له: يا أبا إسحاق! إني مسرف على نفسي ، فاعرض علىّ ما يكون لها زاجراً ومستنقذاً لقلبي. قال: إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك المعصية، ولم توبقك لذة.قال: هات يا أبا إسحاق! قال:
أما الأولى: فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه. قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟ قال له: يا هذا! أفيحسن أن تأكل من رزقه وتعصيه؟ قال: لا ، هات الثانية!.
قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاده. قال الرجل: هذه أعظم من الأولى! يا هذا! إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له ، فأين أسكن؟ قال: يا هذا! أفيحسن أن تأكل من رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟ قال: لا ، هات الثالثة!.
قال إذا أردت أن تعصيه ، وأنت تحت رزقه وفي بلاده ، فانظر موضعاً لا يراك فيه مبارزاً له فاعصه فيه. قال: يا إبراهيم! كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر؟ قال: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهر به؟! قال: لا ، هات الرابعة!.
قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحاً وأعمل لله عملاً صالحاً. قال: لا يقبل مني! قال: يا هذا! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك ملك الموت لتتوب ، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير ، فكيف ترجو وجه الخلاص؟ قال: هات الخامسة!.
قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار فلا تذهب معهم. قال: لا يدعونني ولا يقبلون مني. قال: فكيف ترجو النجاة إذاً؟ قال له: يا إبراهيم! حسبي حسبي! أنا أستغفر الله وأتوب إليه. ولزمه في العبادة حتى فرق الموت بينهما.



توبة مالك بن دينار


وروي عن مالك بن دينار أنه سئل عن سبب توبته ، فقال: كنت شرطياً وكنت منهمكاً على شرب الخمر. ثم إني اشتريت جارية نفيسة ؛ فولدت لي بنتاً. فشغفت بها ، فلما دبت الأرض ازدادت في قلبي حباً ، وألفتني وألفتها. قال: فكنت إذا وضعت المسكر بين يديّ جاءت إلىّ وجاذبتني عليه وهرقته من ثوبي ، فلما تم لها سنتان ماتت فأكمدني حزنها.
فلما كانت ليلة النصف من شعبان ، وكانت ليلة الجمعة ، بت ثملاً من الخمر ؛ ولم أصلّ فيها عشاء الآخرة. فرأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت ، ونفخ في الصور ، وبعثرت القبور ، وحشر الخلائق ، وأنا معهم. فسمعت حساً من ورائي ، فالتفت ، فإذا أنا بتنين(نوع من الحيات) أعظم ما يكون أسود أزرق قد فتح فاه مسرعاً نحوي.
فمررت بين يديه هارباً فزعاً مرعوباً. فمررت في طريقي بشيخ نقي الثوب طيب الرائحة ؛ فسلمت عليه فرد السلام. فقلت: أيها الشيخ ! أجرني من هذا التنين أجارك الله ، فبكى الشيخ وقال لي: أنا ضعيف وهذا أقوى مني وما أقدر عليه ؛ ولكن مر وأسرع فلعل الله أن يتيح لك ما ينجيك منه.
فوليت هارباً على وجهي ، فصعدت على شرف من شرف القيامة ، فأشرفت على طبقات النيران ، فنظرت إلى هولها وكدت أهوي فيهامن فزع التنين ؛ فصاح بي صائح: ارجع فلست من أهلها! فاطمأننت إلى قوله ورجعت ، ورجع التنين في طلبى.
فأتيت الشيخ ، وقال:أنا ضعيف ولكن سر إلى هذا الجبل ، فإنّ فيه ودائع المسلمين ، فإن كان لك فيه وديعة فستنصرك. قال: فنظرت إلى جبل مستدير من فضة ، وفيه كوى مخرّمة وستور معلق ، على كل خوخة وكوة مصراعان من الذهب الأحمر ، مفصّلة باليواقيت مكبوبة بالدر ، على كل مصراع ستر من الحرير.
فلما نظرت إلى الجبل وليت إليه هارباً والتنين من ورائي ؛ حتى إذا قربت منه صاح بعض الملائكة: ارفعوا الستور وافتحوا المصاريع وأشرفوا! فلعل لهذا البائس فيكم وديعة تجيره من عدوه. فإذا الستور قد رفعت والمصاريع قد فتحت ، فأشرف عليّ من تلك المخرّمات أطفال بوجوه كالأقمار. وقرب التنين مني ، فتحريت في أمري.
فصاح بعض الأطفال: ويحكم! أشرفوا كلكم فقد قرب منه عدوه.فأشرفوا فوجاً بعد فوج ، وإذا أنا بابنتي التي ماتت قد أشرفت عليّ معهم .فلما رأتني بكت وقالت: أبي والله! ثم وثبت في كفة من نور كرمية السهم حتى مثلت بين يديّ. فمدت يدها الشمال إلى يدي اليمنى فتعلّقت بها ، ومدت يدها اليمنى إلى التنين فولى هارباً. ثم أجلستني وقعدت في حجري وضربت بيدها اليمنى إلى لحيتي ، وقالت: يا أبت "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" (الحديد 16)
فبكيت وقلت: يا بنية! وأنتم تعرفون القرآن؟ فقالت: يا أبت! نحن أعرف به منكم. قلت: فأخبريني عن التنين الذي أراد أن يهلكني. قالت: ذلك عملك السوء قوّيته فأراد أن يغرك في نار جهنم. قلت: فأخبريني عن الشيخ الذي مررت به في طريقي. قالت: يا أبت! ذلك عملك الصالح أضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السوء. قلت: نحن أطفال المسلمين قد أسكنا فيه إلى أن تقوم لساعة ننتظركم تقدمون علينا فنشفع لكم.
قال مالك: فانتبهت فزعاً وأصبحت فأرقت المسكر وكسرت الآنية وتبت إلى الله عزّ وجلّ.وهذا كان سبب توبتي.




 


بارك الله فيك اخي الكريم...
لا تبخل علينا بجديدك.....
دمت في رعاية الله وحفظه...
 
عودة
أعلى