وقفة مع النفس !!..

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
وقفة مع النفس
--------------------

الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى صحبه والتابعين وبعد :
يقول تعالى في سورة الصافات: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [الصافات :24].
المعنى {وَقِفُوهُمْ}: للحساب ثم سوقوهم إلى النار، {إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} قال الكلبي: عن أعمالهم وأقوالهم وقال الضحاك: عن خطاياهم وعن لا إله إلا الله، وقيل: عن ظلم العباد
ولي وقفة في هذه الآية الكريمة وذلك أن الله قال جل في علاه مفسراً لهذه الآية في موضع آخر {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36] هذا نفي قاطع لأذهان البشر جميعاً عن النظرة العبثية للحياة أومصادفة الوجود للذين يعبدون المادة والحياة، ومقررة لهم بأنهم محاسبون ومسؤولون عن نتاج أعمالهم مهما تذرعوا بالأسباب {مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} [المائدة: 19] وإثبات لحتمية المصير الذي يتهرب منه الإنسان والذي سيلاقيه {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ( 8 ) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً (11)} [الانشقاق 6: 11].

هل سأل الإنسان نفسه يوما عن حقيقة حياته؟ هل خلق بلا معنى أو دون غاية؟ أم خلق لغاية ومعنى؟ هل حقيقة الحياة الأكل والشرب والزواج والأثاث والترقية والأولاد والترفيه؟ وكل مافيه ضياع للعمر دون رصيد مدخر للآخرة، أم أن هناك ما هو أعظم؟ إن لكل آلة حقيقة ومعنى فحقيقة السيارة أنها توصلك لما تريد ومعناها الراحة، وكذلك الطعام والشراب حقيقته تقوية البدن ومعناه السلامة من الأمراض وقس على ذلك الكثير من شئون حياتك، والسؤال الصعب في معادلة الحياة السؤال الذي غفل عنه ملايين البشر وهو: ما حقيقة حياتهم ووجودهم وحقيقة موتهم؟ سؤال يحتاج لجواب لمعنى مقنع! السماء والأرض والكون كله سيفنى حقيقة علمية للشاك فيها! أينتهي كل شيء أهذا كل شيء! أيموت الغني غنياً والفقير فقيراً؟ أيموت المظلوم مظلوماً والظالم تنقع يداه من آلاف البشر قتلاً وسرقةً وقهراً؟ أهذه حقيقة الحياة؟ أحقيقة الحياة ركضاً وراء شهوات الفرج والشهرة والأغاني والتقليد الأعمى لكل ساقط ولاقط أهذه سعادة تخرج بها من دنياك لتلقى بها مولاك؟ هل حقيقة الحياة وسعادتها ركضاً وراء الموضات وإنفاق الدولارات للسفرات والرحلات والسينمات؟

لا لن يترك الإنسان سدىً لن يترك عبثاً سيظل الإنسان يشقى بصنيعة يداه ويتألم في شكواه مهما ارتفع صوته ضحكاً وقهقهة فارغة، سيظل في خوف مستمر يترقب المصائب متزعزعاً مخفياً ألمه عبر الإبتسامات للكاميرات والفيديو كليبات مادام أنه بعيد عن الإيمان وطاعة الرحمن مادام أنه بعيد عن السجود والقرآن والذكر الذي فيه الحياة الحقيقية، الحياة التي فيها قوة القلب وثباته في الأزمات والملمات الحياة الطيبة التي عجزالطب النفسي أن يجدها لمرضاه، وأذكر طرفة حقيقية لرجل ذهب لمعالج نفسي واجتماعي دار الحديث عن مغني خليجي مشهور جداً يتعجب السائل للطبيب لماذا أراهم مبتهجين فرحين في أغانيهم قد زالت عنهم المشاكل وسمى المغني المشهور؟ فقال الطبيب المختص: والله إنه ليتعالج عندي وما رأيت أحد أكثرمنه مشاكل ولكنه لا يظهرها للناس!

فطب ياعبدالله نفساً بطاعة الله، هذا الكلام حقيقي ومجرب يظل العاصي يهرب من ألمه بكل منكر صغير وكبير، بكل ألوان المجون حتى لا يتواجه مع نفسه بحقيقة المصير المنتظر، تحدث عن الموت فهل يسمعونك تحدث مواقف القيامة هل يلتفتون إليك فكثير ممن لا يحتملون آلام الشقاء الذي لا يعرف أكثرهم ممن طمس على قلبه مصدره ينتحرون لأتفه سبب بل مهما عظم إنهم في العالم بأعداد مهولة والمكتئبون كثير والمظهرين للمعاناة والتبرم وعدم الرضا أكثر، والمتعاطين للحبوب المهدئة حدث ولا حرج.. ولقد أخبرني صديق لي عندما كان يدرس في أمريكا أن مدرس اللغة الإنجليزية دخل عليه وقت صلاة المغرب مع أحد الأخوة فأجلسه وأعطاه مجلة يتصفح بها لحين أن ينتهي من صلاته وأثناء الصلاة توقف المدرس وبدأ يستمع للقرآن وبعد الصلاة بادره المدرس الذي لا يفهم العربية ماذا كنت تقرأ قال: القرآن قال: لقد قرأت شيئاً وأشاربيده لصدره وجدت راحة عظيمة وسكينة فتذكر صاحبي أنه قرأ آية الكرسي فطلب منه أن يقرأها عليه فوضع يده على صدره قال: حتى ظننا أنه سينام ..

سيظل الإنسان يعاني إذا لم يكن يعرف جواباً لحقيقة وجوده ويشقى كلما كثرت ذنوبه ثم يذوق ثمار نتاجه إن خيراً فخير وإن شراً فشر ..

والله المستعان على كل حال ..
-------------------------------
المصدر : ( موقع طريق الإسلام )
 


بارك الله فيك اخي ابو قصي

كما عودتنا بمواضيعك الهادفة و المهمة

كيف هي هي احوالك اخي ابو قصي ان شاء الله بخي

تحياتي
:)
 


بارك الله فيك وبارك الله في عمرك
لك مني كل التقدير والاحترام
 


بارك الله فيك اخي ابو قصي

كما عودتنا بمواضيعك الهادفة و المهمة
كيف هي هي احوالك اخي ابو قصي ان شاء الله بخير
تحياتي :)
وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب عبد الوهاب ...
كل الشكر لك أخي الغالي على حضورك المتألق وتشريفك الدائم لموضوعاتي ...
أسعد وأشرف دائماً بمداخلتك الكريمة وبتعليقاتك البديعة ...
جزاك الله كل خير يا توأم الروح لتشجيعك لي ودعمك لموضوعاتي المتواضعة ...
جمعنا الله وإياك في الفردوس الأعلى ...
تقبل أرق تحياتي وخالص دعائي !!..
 


بارك الله فيك وبارك الله في عمرك
لك مني كل التقدير والاحترام
وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب د. سامي ...
أشكرك جزيلاً أخي الغالي على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ...
سقاك الله من حوض النبي محمد صلى الله عليه وسلم ...
دمت بكل خير !!..
 


بارك الله فيك وعليك أخي أبو قصي
وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب الغالي سامو ...
كل الشكر لك أخي الكريم على حضورك المتألق وتشريفك الدائم لموضوعاتي ...
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
دمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 


بارك الله فيك اخي الحبيب ابو قصي على مواضيعك الرائعة و حفظك الله ذخرا و معطاء
 


بارك الله فيك اخي الحبيب ابو قصي على مواضيعك الرائعة و حفظك الله ذخرا و معطاء

آمين على دعائك الطيب المبارك أخي الغالي ...
وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب د. قصيّ ...
أشكرك جزيلاً على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ...
كما أشكرك جزيلاً على اهتمامك ومتابعتك الدائمين ...
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة وراحة بال في الدنيا والآخرة ...
تقبل أرق تحياتي وفائق احترامي !!..
 


جزاك الله خيرا اخي ابو قصي على موضوعك الرااائع
نعم ..كل واحد منا لا بد ان يقف مع نفسه لينظر ماذا قدمت ..!!!
 


جزاك الله خيرا اخي ابو قصي على موضوعك الرااائع
نعم ..كل واحد منا لا بد ان يقف مع نفسه لينظر ماذا قدمت ..!!!
وأنتِ جزاكِ الله خيراً أختي الفاضلة مريم ...
بارك الله فيكِ وعليكِ أختي الكريمة ...
أشكركِ جزيلاً على مروركِ الكريم وعلى تشريفكِ العطر ...
رزقكِ الله من كل خير ...
تقبلي أرق تحياتي !!..
 
عودة
أعلى