لو تركها لدارت إلى يوم القيامة !!..

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
لو تركها لدارت إلى يوم القيامة
--------------------------------

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم قال : ( أصاب رجلاً حاجة ، فخرج إلى البرّية ، فقالت امرأته : اللهم ارزقنا ما نعتجن وما نختبز ، فجاء الرجل والجفنة ملأى عجيناً ، وفي التنور الشواء ، والرحا تطحن ، فقال : من أين هذا ؟ ، قالت : من رزق الله ، فكنس ما حول الرحا ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة ) رواه الطبراني في الأوسط . (*)

معاني المفردات :
أصاب رجلا حاجة : أي الفاقة والجوع.
الجفنة : الوعاء الكبير الذي يُقدّم به الطعام.
الرحا : الحجر الكبير الذي يُستخدم في طحن الحبوب.
التنور : الموقد.

تفاصيل القصّة :
جعل الله هذه الحياة الدنيا مليئةً بألوان المحن والبلايا ، والشدائد والرزايا ، والتي يجريها سبحانه وتعالى على عباده امتحاناً واختباراً ، ولابدّ من هذا البلاء للكشف عن معادن الناس ، فيتميّز الصادق من الكاذب ، والمخلص من المدّعي ، والمؤمن من المنافق .

ثم أن سنة البلاء التي أقام الله عليها هذه الحياة فرصةٌ مهمّة لتربية المؤمنين على مواجهة المصاعب والمتاعب ، والإعداد لتحمّل الآلام والشدائد ، مهما كان نوعها أو بلغت شدّتها ، فلا تذهب نفوسهم حسراتٍ مع كلّ فاجعة تصيبهم ، أو تجزع قلوبهم أمام كلّ محنة تحلّ بديارهم ، ولكن يواجهونها برباطة جأشٍ وثبات جنان.

ومن شيم المؤمنين وأخلاقهم إذا نزل بهم قضاء الله وقدره ، أن يلجؤوا إلى الركن الركين ، والحصن الحصين ، ويرفعوا أكفّ الضراعة إلى خالقهم ، موقنين أن طول البلاء مؤذن بقرب الفرج ، وأن وراء كل محنة منحة ، ووراء كل مصيبة حكمة .

ولعل القصّة التي حكاها النبي – صلى الله عليه وسلم - مثالٌ حيّ على النفوس المؤمنة الصابرة ، الراضية الشاكرة ، المربوطة بالله سبحانه وتعالى في أحوال الدنيا وتقلّباتها ، فاستحقّت بذلك حصول الفَرَج ، واستيفاء الأجر ، على نحوٍ تظهر فيه عظمة الله وقدرته ، وحكمته وتدبيره .

فنحن أمام قصّة رجل مع زوجته ، عضّهما الفقر بنابه ، ونفد كل ما لديهما من زاد وطعام ، فلم يجدا بُدّاً من الخروج إلى البرّية ؛ علّهما أن يظفرا بشيء يصلح طعاماً لهما ، ويخفّف من جوعهما .

وطال البحث ، لكن من غير طائل ، إذلم يجدا شيئاً ، فقامت المرأة تناجي ربّها داعيةً أن يرزقهما شيئاً من الطحين يصنعون به خبزاً يأكلانه ، أو يمنّ عليهم بلحمٍ يطبخانه ، ولعلّه لم يدر في خاطرها أن يكون الفرج الإلهيّ لهما آية عظيمة يتحدّث بها التاريخ ، ويتناقلها الناس إلى قيام الساعة .

عاد الزوجان إلى البيت ، فإذا بهما يريان عجباً : وعاء مُلئ عجيناً ، ورحىً تطحن الحبّ من غير أن يحرّكها أحد ، وفرن يفوح برائحة الشواء ، فانقشعت عنهم الغمّة ، وظهر على محيّاهما البِشر .

وقام الرجل الصالح فكنس ما حول الرّحا من الطحين ، ولو ترك الأمر على حاله ، لاستمرّ الحجر في الدوران إلى يوم القيامة ، كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – في خاتمة القصّة .

وقفات مع القصّة :
عالجت القصّة بسياقها وأحداثها عدداً من القضايا ، فقرّرت حقائق مهمّة ، وأرست مباديء قيّمة ، كي يتربّى المسلم عليها ويعمل بمقتضاها .

حيث تظهر القصّة في المقام الأوّل قدرة الله تعالى ليزداد المؤمنون إيماناً ، وليعلموا أن شواهد القدرة الإلهيّة لا تنقطع عنهم آناء الليل وأطراف النهار ، يرونها بجلاء في كلّ ذرّة من ذرّات هذا الكون الفسيح ، لا يملك أحدٌ إنكارها ، وقد تناولت نصوص قرآنيّة عديدة هذا الجانب من صفات الكمال الإلهيّ ، وإن مظاهر القدرة الإلهيّة في هذا الحديث بيّنة في تهيئة الطعام والشراب للزوجين الصالحين من غير سببٍ ظاهر ، ومن خلال الرحى التي كانت تطحن والقدر الذي يُطبخ من غير حاجة إلى أحد .

كما تبيّن القصّة أيضاً أن الله سبحانه وتعالى يجيب دعاء المضطرّين ، حين ينزل بهم البلاء ، وتحلّ بهم الهموم ، وتضيق عليهم السُبُل ، وتتخاذل عنهم الأسباب إلا سبب السماء ، كما قال تعالى ممتنّاً على عباده : { أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون } ( النمل : 62 ) .

وفي القصّة إثباتٌ للكرامات التي يجريها الله تعالى على يد عباده الصالحين ، وتكون مخالفة لما اعتاده الناس من نواميس الكون وسننه ، إكراماً لهم وتأييداً لحالهم ، وقد تواترت نصوص الكتاب والسنّة على إثباتها ، وشهد التاريخ على وقوعها ، وإن حصرها فيمن استقام على شرع الله والتزم حدوده .

وأخيراً :
فعلى المؤمن أن يعظم رجاؤه بالله ، وثقته به ، واعتماده عليه ، فالفرج يحصل سريعاً مع الكرب ، والعسر لابد أن يعقبه اليسر ، كما قال الله في كتابه : { فإن مع العسر يسرا * فإن مع العسر يسرا } ( الشرح : 5 – 6 ) .
-----------------------------
المصدر : ( الشبكة الإسلامية )

----------------------------------------------------
(*) هذا الحديث صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة تحت رقم (2937) ..
 


جزاك الله خيرا
قصة جميلة وعبرة رائعة
لك مني كل الاحترام والتقدير
 


جزاك الله خيرا اخي أبو قصي

تقبل فائق احترامي وتقديري
 


جزاك الله خيرا
قصة جميلة وعبرة رائعة
لك مني كل الاحترام والتقدير
وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب د. سامي ...
أشكرك جزيلاً أخي الغالي على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ...
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة في الدنيا والآخرة ...
دمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 


جزاك الله خيرا اخي أبو قصي

تقبل فائق احترامي وتقديري
وأنت جزاك الله خيراً أخي الغالي سامو ...
أشكرك جزيلاً أخي الحبيب على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ...
سقاك الله من نهر الكوثر ...
وجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى ...
أدعو لك بالتوفيق والنجاح والسعادة وراحة البال في الدنيا والآخرة ...
وتقبل أرق تحياتي وبالغ احترامي !!..
 


بوركت اخي الكريم......
وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الغالي كباهم عبد الحفيظ ...
أشكرك جزيلاً أخي الحبيب على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ...
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
مع أرق تحياتي !!..
 


بارك الله فيك اخي ابو قصي على القصة الرائعة المليئة بالعبر

انا عندي مدة غايب على مواضيعك (blush)

تقبل تحياتي

دمت في رعاية الله
 


بارك الله فيك اخي ابو قصي على القصة الرائعة المليئة بالعبر
تقبل تحياتي
دمت في رعاية الله
وأنت بارك الله فيك وعليك أخي وحبيبي الغالي عبد الوهاب ...
كل الشكر لك أخي الحبيب على عظيم اهتمامك وعلى دوام متابعتك ...
رزقك الله من كل خير ...
وجمعنا وإياك في الفرودس الأعلى ...


انا عندي مدة غايب على مواضيعك

لا تثريب عليك حبيبي وتوأم روحي ( ما بيهمك ) ...
المهم أن تكون أنت في خير صحة وأحسن حال دائماً وأبداً ...
لا تنسني من دعائك هذه الأيام !!!
مع أرق تحياتي وبالغ احترامي !!..
 


رائعة من الروائع جئت بها الينا اخي ابو قصي ... بارك الله فيك وعليك

و اما انا فيحضرني قصة مماثلة حصلت في هذا العصر ... حيث ان رجلا من البادية نقص عليه الملح فهو يسكن مكان بعيد جدا عن مكان العمران او السوق فقال هو : اللهم اني اسالك الملح ... يقول واذا بغيمه تمطر على حدود ارضه عن يمينه ويساره قحط ...وبعد ان جف الماء من على الارض ظهر الملح على شكل خطوط
في الارض .... فسبحان من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ...
 


رائعة من الروائع جئت بها الينا اخي ابو قصي ... بارك الله فيك وعليك



و اما انا فيحضرني قصة مماثلة حصلت في هذا العصر ... حيث ان رجلا من البادية نقص عليه الملح فهو يسكن مكان بعيد جدا عن مكان العمران او السوق فقال هو : اللهم اني اسالك الملح ... يقول واذا بغيمه تمطر على حدود ارضه عن يمينه ويساره قحط ...وبعد ان جف الماء من على الارض ظهر الملح على شكل خطوط

في الارض .... فسبحان من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ...
وأنت بارك الله فيكِ وعليكِ أختي الفاضلة مريم ...
كل الشكر لكِ أختي الكريمة على عظيم اهتمامكِ وعلى دوام متابعتكِ ...
كما أشكركِ جزيلاً على إضافاتكِ القيمة والمثرية للموضوع ...
أجمل ما في قصصكِ أنها من الواقع وليست من نسج الخيال ...
بوركتِ مريم ، وسلمكِ الله من كل سوء !!..
 


سبحان الله
قصعة تقشعر لها الابدان من قمة اعجاز الله سبحانه وكرامته للصابرين
توضح اهمية الثقة بالله والتوكل عليه
واهمية الصبر عند المحن ((فان مع العسر يسرا ))
سبحان الله حديث قمة في الروعة وقصة عظيمة
 


سبحان الله
قصعة تقشعر لها الابدان من قمة اعجاز الله سبحانه وكرامته للصابرين
توضح اهمية الثقة بالله والتوكل عليه
واهمية الصبر عند المحن ((فان مع العسر يسرا ))
سبحان الله حديث قمة في الروعة وقصة عظيمة


وأنتِ جزاكِ الله خيراً أختي الكريمة أمل فلسطين ...
بارك الله فيكِ وعليكِ وبارك لكِ في علمكِ وفي عمركِ ...
كل الشكر لكِ أختي الفاضلة على تشريفكِ العطر وعلى مروركِ الكريم ...
كما أشكركِ جزيلاً على إضافاتك واستنتاجاتك القيمة والمثرية ...
تقبلي أرق تحياتي وفائق احترامي !!..
 


بارك الله فيك اخي أبو قصي
وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب حضرموت ...
كل الشكر لك أخي الكريم على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ...
رزقك الله من كل خير ...
مع أرق تحياتي وبالغ احترامي !!..
 
عودة
أعلى