صفة الحرب:
الحرب رحى ثفالها الصبر، وقطبها المكر، ومدارها الاجتهاد، وثقافها الأناة، وزمامها الحذر، ولكل شيء من هذه ثمرة، فثمرة الصبر التأييد، وثمرة المكر الظفر، وثمرة الاجتهاد والتوفيق، وثمرة الأناة اليمن، وثمرة الحذر السلامة. ولكل مقام مقال، ولكل زمان رجال، والحرب بين الناس سجال، والرأي فيها أبلغ من القتال.
العمل في الحرب:
وقال النعمان بن مقرن رضي الله عنه لأصحابه عند لقاء العدو: إني هاز لكم الراية، فليصلح كل رجل منكم من شأنه، وليشد على نفسه وفرسه؛ ثم إني هازها لكم الثانية، فلينظر كل رجل منكم موقع سهمه، وموضع عدوه، ومكان فرصته ثم إني هازها لكم الثالثة وحامل، فاحملوا على اسم الله.قالها في معركة نهاوند وهو صحابي جليل صحب النبي صلى الله عليه وسلم.
الصبر والإقدام في الحرب:
جمع الله تبارك وتعالى تدبير الحرب كلها في آيتين من كتابه فقال: " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين " .
وتقول العرب: إن الشجاعة وقاية، والجبن مقتلة.
وقال حسان بن ثابت:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
وقال السموأل بن عادياء:
ما مات منا سيد حتف أنفه .... ولا طل منا حيث كان قتيــل
تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وليس على غير السيوف تسيل
وقال علي لابنه الحسن رضي الله عنهما: لا تدعون أحداً إلى المبارزة، وإن دعيت إليها فأجب، فإن الداعي إليها باغ، والباغي مصروع.
وقال صاحب المستطرف: حكى سيدي أبو بكر الطرطوشي رحمة الله تعالى عليه في كتابه سراج الملوك قال: كان شيوخ الجند يحكون لنا في بلادنا، قالوا: دارت حرب بين المسلمين والكفار، ثم افترقوا، فوجدوا في المعترك قطعة خودة قدر الثلث بما حوته من الرأس، فقالوا: إنه لم ير قط ضربة أقوى منها ولم يسمع بمثلهافي جاهلية ولا إسلام، فحملتها الروم وعلقتها في كنيسة لهم، فكانوا إذا عيروا بانهزامهم يقولون: لقينا أقواماً هذا ضربهم، فيرحل أبطال الروم إليها ليروها.
ورجال الأنصار أشجع الناس. قال عبد الله بن عباس: ما استلت السيوف، ولا زحفت الزحوف، ولا أقيمت الصفوف، حتى أسلم ابنا قيلة. يعني الأوس والخزرج.
وفي شأن كعب وحسان وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم يقول ابن سيرين: أما كعب، فكان يذكر الحرب، يقول: فعلنا ونفعل، ويتهددهم.
وأما حسان، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم.
وأما ابن رواحة، فكان يعيرهم بالكفر.
وقد أسلمت دوس فرقا من بيت قاله كعب:
نخيرها ولو نطقت لقالت * قواطعهن دوسا أو ثقيفا
المراجع:
سير اعلام النبلاء
المستطرف في كل ن مستظرف
العقد الفريد
الحرب رحى ثفالها الصبر، وقطبها المكر، ومدارها الاجتهاد، وثقافها الأناة، وزمامها الحذر، ولكل شيء من هذه ثمرة، فثمرة الصبر التأييد، وثمرة المكر الظفر، وثمرة الاجتهاد والتوفيق، وثمرة الأناة اليمن، وثمرة الحذر السلامة. ولكل مقام مقال، ولكل زمان رجال، والحرب بين الناس سجال، والرأي فيها أبلغ من القتال.
العمل في الحرب:
وقال النعمان بن مقرن رضي الله عنه لأصحابه عند لقاء العدو: إني هاز لكم الراية، فليصلح كل رجل منكم من شأنه، وليشد على نفسه وفرسه؛ ثم إني هازها لكم الثانية، فلينظر كل رجل منكم موقع سهمه، وموضع عدوه، ومكان فرصته ثم إني هازها لكم الثالثة وحامل، فاحملوا على اسم الله.قالها في معركة نهاوند وهو صحابي جليل صحب النبي صلى الله عليه وسلم.
الصبر والإقدام في الحرب:
جمع الله تبارك وتعالى تدبير الحرب كلها في آيتين من كتابه فقال: " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين " .
وتقول العرب: إن الشجاعة وقاية، والجبن مقتلة.
وقال حسان بن ثابت:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
وقال السموأل بن عادياء:
ما مات منا سيد حتف أنفه .... ولا طل منا حيث كان قتيــل
تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وليس على غير السيوف تسيل
وقال علي لابنه الحسن رضي الله عنهما: لا تدعون أحداً إلى المبارزة، وإن دعيت إليها فأجب، فإن الداعي إليها باغ، والباغي مصروع.
وقال صاحب المستطرف: حكى سيدي أبو بكر الطرطوشي رحمة الله تعالى عليه في كتابه سراج الملوك قال: كان شيوخ الجند يحكون لنا في بلادنا، قالوا: دارت حرب بين المسلمين والكفار، ثم افترقوا، فوجدوا في المعترك قطعة خودة قدر الثلث بما حوته من الرأس، فقالوا: إنه لم ير قط ضربة أقوى منها ولم يسمع بمثلهافي جاهلية ولا إسلام، فحملتها الروم وعلقتها في كنيسة لهم، فكانوا إذا عيروا بانهزامهم يقولون: لقينا أقواماً هذا ضربهم، فيرحل أبطال الروم إليها ليروها.
ورجال الأنصار أشجع الناس. قال عبد الله بن عباس: ما استلت السيوف، ولا زحفت الزحوف، ولا أقيمت الصفوف، حتى أسلم ابنا قيلة. يعني الأوس والخزرج.
وفي شأن كعب وحسان وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم يقول ابن سيرين: أما كعب، فكان يذكر الحرب، يقول: فعلنا ونفعل، ويتهددهم.
وأما حسان، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم.
وأما ابن رواحة، فكان يعيرهم بالكفر.
وقد أسلمت دوس فرقا من بيت قاله كعب:
نخيرها ولو نطقت لقالت * قواطعهن دوسا أو ثقيفا
المراجع:
سير اعلام النبلاء
المستطرف في كل ن مستظرف
العقد الفريد