علم السموم

jam1966

مشرف عام سابق
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله


------------------------------------------------------------------------------------------

كل الشكر والتقدير لمن اعد هذا العمل لينتفع به
وهم :



علم السموم


إعداد د/أسامة محمد البراني (دكتوراة في الطب الشرعي والسموم)

و د/مجدي عبد الحي إسماعيل (دكتوراة في الطب الشرعي والسموم)

------------------------------------------------------------------------------------------

(1) السموم بوجه عام

(2) السموم الأكالة

(3) السموم النباتية

(4) السموم المعدنية

(5) السموم الغازية

(6) السموم الطيارة

(7) مبيدات الهوام


(8) التسمم الدوائي

(9) الاعتماد

(10) السموم الحيوانية



------------------------------------------------------------------------------------------




السموم بوجه عام

تعريف السم:

يعرف السم بأنه أي مادة إذا دخلت الجسم بكمية كافية أحدثت فيه اضطراباً مؤقتاً أو دائماً، أو أدت إلى الوفاة ويتميز التسمم بأن أعراضه تتدرج في أكثر الأحيان وتتناسب شدتها مع نوع ومقدار السم الداخل للجسم.

تصنيف السموم: يوجد تصنيفات عديدة للسموم فالأطباء الممارسون (Clinicians) يقسمون السموم حسب تأثيراها على الجسم إلى ثلاثة أقسام:

السموم الموضعية: وهى التي تؤثر على الأنسجة التي تتلامس معها أي تؤثر موضعياً عند ملامستها لأنسجة الجسم وليس لها أي تأثير آخر حيث إنها لا تمتص وتسمى هذه السموم الأكالة (Corrosives) كالأحماض والقلويات المركزة.

السموم التي تؤثر على الوظائف الفسيولوجية للخلايا: وهي السموم التي ليس لها أي تأثير موضعي ولكن تأثيرها يظهر بعد الامتصاص حيث تؤثر وتخل بسير التفاعلات الكيميائية مثل السيانيد الذي يمنع الخلايا من استعمال الأكسجين ومثل أول أكسيد الكربون الذي يحول الهيموجلوبين إلى كاربوكسي هيموجلوبين غير صالح لنقل الأكسجين للأنسجة. ويدخل في هذا القسم معظم الأدوية والمخدرات (كالأفيون ومشتقاته).

سموم تؤثر بالطريقتين معاً: وهي سموم تؤثر موضعياً بملامستها الجسم ، كما تؤثر بعد امتصاصها على الأجهزة المختلفة بالجسم تبعاً لنوع السم ، وتشمل هذه الفئة معظم الأملاح المعدنية كأملاح الزرنيخ والزئبق والرصاص ويسميها البعض بالسموم المهيجة.

أما الكيميائيون فيقسمون السموم إلى فئات حسب طبيعتها وهي:

(1) السموم الأكالة: مثل الأحماض والقلويات المركزة.

(2) السموم المعدنية: مثل الزئبق والرصاص والزرنيخ.

(3) السموم النباتية: مثل أشباه القلويات (alkaloids) والديجيتال وعش الغراب.

(4) السموم الغازية: مثل أول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين وغازات الحروب.

(5) السموم الطيارة: كالكحول والبنزين وحمض السيانيد.

(6) السموم العضوية: كالتسمم بالأدوية المختلفة والمخدرات والمبيدات الحشرية.

(7) السموم الحيوانية: مثل سم العقارب والثعابين والعناكب.

دورة السم في الجسم:

يتبع السم دورة خاصة في الجسم حيث يدخل الجسم من طرق مختلفة ويجول في الدم ثم يؤثر على بعض الأعضاء حيث ينقلب إلي مركبات أخرى تطرد بعد ذلك إلى الخارج.

(1) طرق الدخول: يتم دخول السم في أغلب الأحيان عن طريق القناة الهضمية، وقد يسبب في هذه الحالة حدوث قيء وإسهال يساعدان علي خروج كمية منه، تمتص السموم من الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء، ويتعلق هذا الأمر بعوامل متعددة أهمها مدى ذوبان السم في الدهون ودرجة تأينه. أما دخول السم عن طريق الرئتين فهو شديد الخطر لأن السم يصل مباشرة إلى الدورة الدموية دون أن يمر بالكبد الذي يوقف جزءاً من السموم الداخلة عن طريق الفم (detoxification). كما أن بعض السموم لها تأثير سام على النسيج الرئوي كالغازات والأبخرة المهيجة.

أما عن طريق الجلد فممكن القول بوجه عام إن المواد المذابة في الدهون تجتاز الجلد بسهولة أكثر بكثير من المواد المذابة في الماء ويلعب المذيب دوراً هاماً في تسهيل مرور المادة السامة عبر الجلد. أما دخول السموم عن طريق الحقن بالوريد أو تحت الجلد فهذا غير شائع إلا بين مدمني المخدرات وكذلك الأمر عن طريق دخولها خلال الأغشية المخاطية المغلفة للفم والمهبل والمستقيم.

(2) توزيع السم واستقراره: متى وصلت السموم إلى الدم فإنها لا تلبث أن تستقر في بعض الأعضاء حسب نوعها فالكبد تستقر به عدد كبير من السموم مثل السموم المعدنية (الزرنيخ والرصاص ) والبنزين يتركز في النخاع العظمي والمنومات والمبنجات (anesthetics) فإنها تستقر في الجهاز العصبي، بينما يتركز الديجيتال في العضلة القلبية، كما أن المبيدات الحشرية وبخاصة مجموعة المركبات الكلورية العضوية ،تتركز في الأنسجة الدهنية حيث تبقي لسنوات عديدة.

(3) التأيض والإستقلاب (metabolism): تتعرض السموم بعد دخولها إلي عدد من التحولات (transformation) تحولها إلي مواد أكثر استقطابا (polar ) يسهل طردها خارج الجسم وتتم هذه التحويلات عادة علي مرحلتين:

المرحلة الأولي: يجري فيها أكسدة أو اختزال أو حلمهة (hydrolysis ) هذه السموم ويحفز هذه العمليات الكيميائية عدد من الإنزيمات الموجودة بخاصة في خلايا الكبد ومن أهم هذه الإنزيمات التي تساهم في الأكسدة إنزيم ب 450(cytochrome p 450) والذي يوجد بتركيز عال في الخلايا الكبدية.

المرحلة الثانية: يتم فيها اقتران(conjugation) نتائج المرحلة الأولي ببعض الجذور (radicals) مثل الاقتران بحمض الجلوكورونيك (glucoronic acid) أو الجليسين(glycin) أو الأستلة (acytylation) أو الاقتران الكبريتي (sulfoconjugation) و تهدف هذه التحولات إلي جعل المادة السامة أقل سمية وأكثر استقطاباً ، مما يسهل طرحها من خارج الجسم عن طريق الجهاز البولي بشكل خاص ، إلا أن بعض هذه التحولات قد تؤدي إلي تشكيل مركبات أكثر سمية وأذي من المادة الأصلية. مثال ذلك أكسدة الكحول الميثيلى إلي الفورمالدهايد التي تسبب العمى الذي يحدث عند المتسممين بهذا الكحول.

(4) طرح (إفراغ) السموم (excretion): تفرغ السموم من عدة طرق أهمها الطريق البولي والصفراوي كما أن تفرغ السموم الغازية والطيارة كغاز أول أكسيد الكربون والكحول عن الرئتين كما أن الزئبق يفرغ عن طريق الأمعاء الغليظة واللعاب كما يساهم العرق واللبن في إفراغ بعض السموم إلا أن طريق الكلية تبقي الطريق الرئيسي لإفراغ السموم بشكل عام.

العوامل التي تؤثر في التسمم: يختلف مصير المادة السامة التي تدخل الجسم من شخص لآخر ويعود ذلك إلى العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تتدخل في امتصاص السم وتوزيعه وتحويله وإفراغه.

(1) العوامل الوراثية (الجينية Genetic ): يعود تأثير المواد السامة الشديد على بعض الأشخاص إلى إصابتهم بخلل خلقي في الإنزيمات اللازمة لاستقلاب (metabolism) هذه المادة السامة ، ومثال ذلك أن الأشخاص المصابين بنقص الإنزيم (glucose-6-phosphate dehydrogenase) عرضة لتكسير في خلايا الدم عند تعرضهم للأسبرين.

(2) العمر: لقد تبين أن فعالية معظم الأنزيمات اللازمة لاستقلاب السموم ولاسيما عملية الاقتران(conjugation) تكون أضعف عند الأطفال الرضع والشيوخ منها عند البالغين، لذلك فأن هؤلاء أكثر تأثراً بالسم.

(3) الحمل: تضعف أثناء الحمل وأثناء تناول أدوية منع الحمل فعالية الإنزيمات التي تساهم في استقلاب السموم ولاسيما إنزيم السيتوكروم (cytochrome) كما تنخفض بشدة القدرة علي الاقتران في أواخر الحمل، وتؤدي هذه الاضطرابات إلي زيادة تأثر المرأة الحامل بالمواد السامة.

(4) الحالة الغذائية للمتسمم: إذا كانت المعدة خالية من الطعام ، فإن ذلك يزيد من امتصاص السم وظهور الأعراض المرضية . كما أن نوع الغذاء الموجود في المعدة أثراً في سرعة الامتصاص فالأغذية الدهنية تؤخر الإفراغ وبالتالي تؤخر وصول السم إلي الأمعاء وامتصاصه منها.

(5) الحالة الصحية للمتسمم: ينقص قصور الكبد قدرته علي استقلاب السموم ويزيد من تأثيراها السيء علي الجسم وينطبق الأمر نفسه علي قصور الكلية الذي يقلل من إفراغ السموم ويزيد من تأثيراتها السامة وبالمقابل نجد أن بعض الأمراض تجعل المصاب بها أكثر تحملاً لبعض السموم من الأصحاء، كما هو الأمر عند المصابين بالهياج الذين يتحملون المنومات والمهدئات بكميات أكبر بكثير مما يتحمله الأصحاء.

(6) التعود (tolerance): إن تناول السموم بمقادير قليلة ومتدرجة في الزيادة ، بفترات متباعدة نوعاً ما يؤدى إلي تعود الشخص ،أي أن جسمه يصبح مقاوماً لتأثير هذه المادة السامة إذا أخذت بمقادير مؤذية لأشخاص ، آخرين .والاعتياد يسهل علي السموم العضوية كالمورفين والكوكايين والكحول فالمدمنون علي تناول هذه السموم يتحملون مقادير كبيرة قاتلة للأشخاص العاديين .

أشكال التسمم:

(1) التسمم الجنائي (homicidal): وكان شائعاً في الأزمنة الماضية للتخلص من الخصوم ولكنه مازال موجوداً في الوقت الحاضر ولكن بصورة أقل.

(2) التسمم الانتحاري (suicidal): وهو أكثر شيوعاًً عند النساء وأكثر السموم استعمالاً لهذه الغاية المهدئات والمنومات والأسبرين والباراسيتامول والمبيدات الحشرية.

(3) التسمم العارضي (accidental): وسببه الإهمال وقلة الاحتراز مما يؤدي إلي إلى تناول بعض المواد السامة خطأ( مثل الكلوروكس) أو تناول بعض الأدوية بمقادير تزيد علي الحد الدوائي وهى شائعة بين الأطفال .

(4) التسمم الصناعي (industerial): ويختلف من بلد لأخر بحسب درجة تصنيعه وأكثر ما يصادف في صناعة المذيبات والمبيدات الحشرية والمواد المتفجرة.

الأشكال السريرية لحالات التسمم:

تقسم حالات التسمم من الناحية السريرية إلى عدة أشكال اعتمادا علي سرعة ظهور الأعراض وشدتها ومدة بقائها، وهذه الأشكال هي:

(1) التسمم الحاد: وفيه يتعرض الشخص لجرعة واحدة كبيرة من السم أو جرعات متعددة خلال فترة قصيرة من الزمن لا تتجاوز 24 ساعة. تظهر الأعراض وتتطور بسرعة كبيرة وتنتهي بالوفاة إذا لم يسعف المتسمم.

(2) التسمم المزمن: وفيه يتعرض الشخص لجرعات صغيرة متتالية من السم خلال مدة طويلة من الزمن قد تمتد لعدة سنوات. يتراكم السم في الجسم في هذه الحالة وتزداد نسبته تدريجياً حتى تبلغ حداً كافياً لظهور الأعراض المرضية.

تشخيص التسمم:

يبنى التشخيص على أمور عديدة هي ظروف الحادث والمشاهدات المسجلة في مكان وقوعه ثم العلامات المرضية التي ظهرت على المتسمم بالإضافة إلى نتائج التحاليل.

(1) ظروف الحادث وفحص المكان: إن أكثر الأمور إثارة للشبهة بالتسمم هو حدوث أعراض مرضية حادة متشابهة عند أشخاص تناولوا طعاماً أو شراباً واحداً. وجود بعض المواد الكيماوية أو الدوائية السامة في الغرفة. أو وجود زجاجات فارغة تستعمل لحفظ هذه المواد.

(2) العلامات المرضية: معظم الأعراض والعلامات التي تبدو على المتسمم ليست مميزة فيحدث كثيراً اعتبار حالة التسمم على أنها مرض طبيعي والعكس ممكن أيضاً إذ قد يشك بالتسمم في عدد من الأعراض الحادة التي تنتهي بالوفاة السريعة مثل التهاب البنكرياس النزيفي ، انثقاب معوي مما يؤدي إلي التهاب بريتوني حاد أو نزيف حاد في الدماغ مما يؤدي إلى غيبوبة. وأعراض التسمم متنوعة ويمكن تلخيصها في عدة نقاط أهمها:

(أ) الأعراض المعوية: وتتمثل في الغثيان والقيء والمغص والإسهال وهذه تقريباً تعتبر عامة في معظم التسممات وقد يدل لون القيء على نوع السم فالأزرق عند التسمم باليود والأصفر عند التسمم بحمض النيتريك أو البيكريك والأسود عند التسمم بالسموم الأكالة والأحمر دليل علي وجود أنزفة بالأغشية المخاطية وممكن الحدوث في حالات التسمم بالأسبرين ويدل القيء الذي يضيء في الظلام علي التسمم بالفسفور (وهو من المواد الشائعة الاستعمال في القضاء على الفئران) وللقيء رائحة خاصة مميزة مثل حالات التسمم بالسيانيد (رائحة اللوز المر) والفسفور اللاعضوي (رائحة الثوم).

(ب) الأعراض الكبدية: أكثر حدوثاً عند التسمم بالكلوربرومازين والفينيل بيوتازون وأدوية موانع الحمل والفوسفور والكلوروفورم والهالوثين ، وتتجلى في اليرقان (jaundice) في مختلف درجات الشدة وتضخم في الكبد.

(ج) الأعراض الكلوية: وتتجلى في قلة البول أو انقطاعه واحتوائه على البروتين والدم والإسطوانات (casts)، وهذه الأعراض أكثر شيوعاً مع التسمم بالزئبق وحمض الكربوليك (الفينيك) والأوكساليك وغيرها كما يظهر السكر في بول المتسمم بالأسبرين.

(د) الأعراض التنفسية: وتتمثل في السعال والزرقة وضيق التنفس مع الاحتقان والأوديما (oedema) الرئوية، وتتمثل هذه الأعراض خاصة في حالات التسمم بالأبخرة والغازات المهيجة ، كما يبطأ المعدل الطبيعي للتنفس في التسمم بالمورفين والباربيتيورات وغيرها من المهدئات والمنومات ، بينما يسرع في التسمم بالأتروبين والكوكايين والأسبرين والسيانيد وغيرها (المعدل الطبيعي للتنفس في البالغين حوالي 16 مرة في الدقيقة.

(هـ) الأعراض الدماغية: وتظهر نتيجة إصابة الجهاز العصبي المركزي وتأخذ أشكالاً متعددة:

*الغيبوبة (coma):كما هو الحال في التسمم بالمنومات والمهدئات والمورفين والكحولات والمبنجات العامة (general anesthesia) وغيرها.

*التشنجات (Convulsion ): كما هو الحال في التسمم بالإستريكنين والكوكايين والأمفيتامين والنيكوتين وخافضات السكر الدموي والمبيدات الحشرية ومضادات الهستامين في الأطفال وغيرها.

*الهياج (الهوس Mania): وهو يصادف التسمم بالكحولات والأتروبين والكوكايين والحشيش والأمفيتامين وغيرها.

(و) الأعراض الدموية: تتجلي في أشكال مختلفة من فقر الدم كما تغير بعض السموم تركيب الهيموجلوبين فيحوله أول أكسيد الكربون إلى كاربوكسي هيموجلوبين (carboxyhaemoglobin) وتحوله المركبات النيتيرية إلي ميتهيموجلوبين (methaemoglobin) وكلاهما غير صالح لنقل الأكسجين.

(3) التحليل: وهو الطريقة الوحيدة التي تؤكد التشخيص ويتم البحث عن السموم فيها بمرحلتين:

(أ) عزل السم واستخلاصه.

(ب) تعيين نوع السم وكميته.

معالجة التسمم:

ليس من اللازم الوصول إلي تشخيص دقيق لنوع السم قبل البدء في العلاج بل الواجب التمييز بين التسمم بالسموم الأكالة والتسمم بغيرها في بادىء الأمر. ويعرف ذلك من تاريخ الحالة الذي يدل علي ظهور أعراض الألم المحرق من الفم إلي المعدة والقيء المتوالي بمجرد تناول السم. كما يعرف أيضاً من وجود علامات تأكل علي الملابس وحول الفم والرقبة وفي الشفتين وداخل الفم والحلق.

فإذا كان السم من النوع الأكال كان العلاج قاصراً علي إعطاء الترياق (المضاد للسم antidote) الذي يكون غالباً مواد ملطفة أو حامية للأنسجة من ازدياد التآكل كاللبن وزلال البيض بالإضافة إلي علاج عام للصدمة العصبية(neurogenic shock) الناشئة عن الألم الشديد وفقد السوائل بالقيء المتوالي وذلك بإعطاء المريض جرعة كافية من المورفين (5 - 10 مجم) ثم حقنه بمحلول الملح أو الجلوكوز 5 % في الوريد.

وإذا استثنينا السموم الأكالة فإن علاج الحالة يكون بما يلي:

(1) إخراج السم من المعدة:

(أ) تنبيه القيء: في كثير من الحالات يقيء المريض من أثر السم وعندئذ لا داعي لزيادة تعب المريض بتنبيه القيء. ومن الممكن تنبيه القيء بطريقة ميكانيكية وذلك بتكرار لمس الجدار الخلفي للبلعوم بخافض لسان خشبي أو يد ملعقة. ويمكن تنبيه القيء بمواد مقيئة ويعتبر أفضل وأقل أعراضاً جانبية وذلك باستخدام شراب عرق الذهب (syrup of Ipecac) حيث إنه ينبه مركز القيء في المخ (Chemoreceptor Trigger Zone) فيعطى البالغون 30 مللي لتر وهو ما يعادل ملء 2 ملعقة كبيرة, بينما يعطى الأطفال من عمر سنة إلى 12 سنة 15 مللي لتر، والأطفال من عمر 6 شهور إلى سنة 5 مللي لتر، ومن الممكن تكرار الجرعة مرة أخرى إذا لم يحدث قيء بعد نصف ساعة ولا تكرر الجرعة بعد ذلك حتى إذا لم يحدث قيء بعد الجرعة الثانية، ويجب ألا يعطى شراب عرق الذهب نهائياً للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 شهور وكذلك في حالات التشنج و الغيبوبة والتسمم بالسموم الأكالة أو الطيارة، كما لا ينصح باستخدام محلول مركز من كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) لأنه يؤدي إلى رفع نسبة الصوديوم في الدم مما قد يؤدي إلى نزيف في المخ وتشنجات.

(ب) غسيل المعدة: قد لا تجدي المقيئات إذا كان مركز القيء مخدراً أو مشلولاً كما في حالات التسمم بالمخدرات أو التسمم بحمض الفينيك وعندئذ لابد من غسيل المعدة. ويمنع منعاً باتاً غسل المعدة في حالات السموم الأكالة تجنباً لحدوث تمزق بالبلعوم أو المعدة مما يؤدي إلي حدوث مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة المريض.

ويجري ذلك بإدخال أنبوبة من المطاط إلي المعدة عن طريق الفم ويستحسن أن تكون مصنوعة من مطاط خاص طولها حوالي 100 - 150 وقطرها حوالي 1- 5 ,1 سم.

(2) وقف امتصاص السم: وذلك بإعطاء:

(أ) الفحم النباتي النشط: بجرعة تتراوح من 50 إلي 100 جرام

(ب) المسهلات (cathartics): مثل سترات الماغنسيوم وسترات الماغنسيوم والسوربيتول (sorbitol), ويعتبر السوربيتول من أفضل المسهلات ومن الممكن أن يضاف إلي الفحم النشط والجرعة حوالي 1-2 ملليليتر من السوربيتول بتركيز 70% لكل كيلو جرام من وزن الجسم.

(3) الترياقات (antidotes): الترياق هو الدواء الذي يعطي للمتسمم لتخليصه من الآثار السيئة الناجمة عن تناول السم . وتقسم الترياقات إلي ثلاثة أنواع :

(ا) الترياق الميكانيكي: هو الدواء الذي يؤثر بطريقة ميكانيكية كالفحم النشط الذي يمتز (adsorb ) بعض السموم ويمنع امتصاصها وزلال البيض والحليب وغيرهما من المواد التي تقي الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي من تأثير السموم الأكالة والمهيجة وزيت البارافين الذي يفيد في التسمم بالمواد التي تذوب في الدهون لأنه يذيب هذه السموم ويمنع امتصاصها من الجهاز الهضمي.

(ب) الترياق الكيميائي: هو العلاج الذي يتحد مع السم فيحوله إلي مركبات غير سامة أو قليلة السمية مثل برمنجانات البوتاسيوم الذي يؤكسد أشباه القلويات فيفقدها سميتها والبال (BAL) الذي يتحد بالزرنيخ فيمنع تأثيره السام.

(ج) الترياق الفسيولوجي: وهو الذي يؤثر في الجسم تأثيراً فسيولوجياً يعاكس تأثير السم كالأتروبين الذي يعاكس تأثير بعض المبيدات الحشرية.

(4) طرد السم من الجسم: تهدف هذه المعالجة إلي تسريع إفراغ السم من الجسم وهي الطريقة الوحيدة الناجحة في كثير من حالات التسمم ويمكن تحقيق ذلك بطرق مختلفة:

(أ) الإفراغ الكلوي: وهي الطريقة المفضلة شريطة أن تكون الكلية الطريق الطبيعي لطرد السم ومستقلباته وأن تكون وظيفتها جيدة، وذلك عن طريق إدرار البول بحقن المانيتول ويحتاج الأمر في بعض الحالات إلي تغيير التوازن الحمضي القلوي للبلازما والبول لزيادة سرعة إفراغ السم كما هو الحال في التسمم بالباربيتورات (Phenobarbital) حيث يزيد من إخراجه من الجسم مع زيادة قلوية البول) (alkalinization) والعكس صحيح في حالة التسمم بالأمفيتامين.

(ب) الغسيل البريتوني: (peritoneal dialysis) يشترط أن يكون السم قابل للنفوذ بسهولة وأن يكون مقداره في الدم عالياً ويلجأ إلي هذه الطريقة عند وجود فشل كلوي مثل في حالة التسمم بالأسبرين والكحول الميثيلي وغيرها.

(ج ) الغسيل الدموي (hemodialysis): ويعتبر أكثر كفاءة من الغسيل البريتوني ويشترط أن يكون مقدار السم في الدم بنسبة عالية وأن يكون درجة تماسكه بالبروتين والدهون قليلة أما إذا كانت حالة تماسكه بالبروتين والدهون عالية يفضل في هذه الحالة وضع بروتين أو دهون في سائل الغسيل ليسهل عملية إخراج السم مثل حالات الباربيتيورات قصيرة المفعول.

(د) جهاز تنقية الدم بالإدمصاص (hemoperfusion): وهي طريقة لاستخلاص السم من الجسم عن طريق الفحم النباتي النشط أو الراتنجات (resin) ويفضل استخدامها للسموم ذات الوزن الجزيئي العالي ودرجة تماسكه بالبروتين والدهون عالية وتركيزه في الدم بنسبة قليلة مثل حالات التسمم بمضادات الاكتئاب والفينوثيازين.

(5) معالجة الأعراض: وهو معالجة الأعراض الناتجة عن تناول السم مثل إعطاء مسكنات في حالات الألم ومهدئات في حالات التشنجات واستخدام التنفس الصناعي في حالة الفشل التنفسي .







يتبع............................
 
السموم الأكالة

الأعراض العامة: تؤثر السموم الأكالة علي الخلايا بمجرد أن تلامسها ولذلك فإن أعراضها تبدأ بعد تعاطي السم بشكل ألم شديد محرق يبدأ بالفم والشفتين ويمتد إلي البلعوم والمريء والمعدة ثم ينتشر الألم حتى يعم البطن كله ويكون مصحوباً بقيء متكرر ذي لون أسود نتيجة تكون الهيماتين (الحمضي والقلوي) ويشكو المريض من عطش شديد وإمساك في حالة التسمم بالأحماض وإسهال في حالة التسمم بالقلويات مع قلة البول وصعوبة في التنفس والبلع والكلام. ويرجع سبب الوفاة العاجلة في هذه الحالات إلي الصدمة العصبية والوهن العام أو إلي الاختناق نتيجة أديما للسان المزمار خصوصاً إذا نجم التسمم عن أبخرة الأمونيا أو حمض النيتريك أو حمض الخليك ويمكن أن تنجم الوفاة عن إنثقاب المعدة مما يؤدي إلي التهاب البريتون الحاد (acute peritonitis) أما الوفاة الآجلة فيرجع سببها إلي الإنهاك نتيجة ضيق المريء.

(1) الأحماض:

(أ) الأحماض المعدنية:

(1) حمض الكبريتيك: الحمض النقي سائل زيتي القوام عديم اللون أما الحمض التجاري فأسمر اللون وكلاهما يمتص الماء بشراهة وتنطلق من اتحادهما حرارة شديدة ويستعمل هذا الحمض في الصناعة كثيراً كما في صناعة البطاريات. تبلغ الجرعة القاتلة منه حوالي 4-5 سم3 وتؤدي إلي الوفاة بعد 12- 48 ساعة من التعاطي بسبب الصدمة العصبية والدموية الناجمة عن الألم المحرق أو الجفاف نتيجة القيء المتكرر. وقد تتأخر الوفاة إلي بضعة أسابيع ثم يموت المريض من الإنهاك والضعف العام الناجم عن نقص التغذية نتيجة انسداد المريء من جراء انكماش الغشاء المخاطي في موضع التآكل.

الأعراض والعلامات: تبدأ بعد تناول السم مباشرة بشكل ألم شديد محرق يبدأ من الفم فالمريء فالمعدة وسرعان ما ينتشر الألم حتى يعم البطن كله ويكون مصحوباً بغثيان وقيء متكرر طعمه حمضي ولونه أسمر ويشكو المريض من عطش شديد وإمساك وقلة في البول وصعوبة في التنفس كما يصعب عليه البلع والكلام وتظهر علي كل من فم المريض ورقبته وملابسه خطوط تآكلية سوداء من جراء تساقط الحمض من الفم وسرعان ما تظهر أعراض الصدمة الثانوية مثل الوهن وهبوط درجة الحرارة وضعف النبض وتسرعه والعرق الغزير. ويحدث التسمم عادة عرضاً عندما يشرب الحمض التجاري بطريق الخطأ ويندر أن يكون التسمم انتحارياً ولكن قد يستعمل الحمض جنائياً بإلقائه علي الخصوم بغرض الانتقام أو التشوه وخاصة في النساء، وفي هذه الحالات يحدث الحمض حروقاً سطحية متسعة في الوجه والجسم والأطراف وتأخذ الحروق عادة شكل خطوط متوازية متجهة من الأعلى إلي الأسفل وكثيراً ما يؤدي ذلك إلي الوفاة وهو يؤدي دائماً إلي تشويه الوجه أو الرقبة أو الجسم.وقد يكون النسيج الندبي الناشئ عن التئام الحروق سبباً في زيادة التشوه حين ينكمش بعد مدة أو تتكون جدرة (keloid) يمكن أن تتحول في النهاية إلي ورم سرطاني يقضي علي حياة الإنسان.

المعالجة: يحظر عمل غسيل للمعدة خوفاً من انثقاب المعدة وكذلك عدم استعمال المقيئات لأن المريض يقيئ بما فيه الكفاية كما لا يجوز استعمال أملاح الكربونات والبيكربونات لأن ثاني أكسيد الكربون الناتج عنهما يؤدى إلي تمدد جدار المعدة وانثقابها. ويعتبر استعمال الماء والحليب أفضل علاج ويفضل الحليب ليس لأنه يخفف الحمض فقط ولكن لأنه يحمي ويلطف الغشاء المخاطي المبطن للمريء والمعدة أيضاً وكذلك الحرارة الناتجة بين تفاعل الحليب والحمض أقل من تلك الناتجة بين الماء والحمض. كذلك يمكن استعمال زلال البيض أو زيت الزيتون. ويحقن المريض بالمورفين 5-10 مجم بالوريد لعلاج الألم ويعالج الجفاف بحقن محلول الجلوكوز والملح في الوريد ويتم التغلب علي العطش بإعطاء المريض قطعاً صغيرة من الثلج يمصها في فمه. ويجب أن تمنع تغذية المريض عن طريق الفم لبضعة أيام ويكتفى بتغذيته من الشرج أو بحقنه عن طريق الوريد ويحافظ عليه من المضاعفات الرئوية بإعطائه بعض المضادات الحيوية، أما إذا ظهرت أعراض انسداد حنجري (مما قد يؤدي إلى اختناق) فإن ذلك يعد من دواعي فغر الرغامي (tracheostomy).

أما في حالات إلقاء الحمض على الجلد فيتم غسل الجلد جيداً بكمية كبيرة من الماء والصابون وفي حالة إصابة العين فيتم غسلها بماء جاري (بدون صابون) لمدة من 15-20 دقيقة ثم يحول المصاب إلى أخصائي عيون لمتابعة حالته.

(2) حمض الهيدروكلوريك: الحمض النقي سائل عديم اللون سريع التطاير ولذلك تكثر معه الأعراض التنفسية الرئوية وعسر التنفس والاختناق وهو أقل سمية من حمض الكبريتيك. والجرعة القاتلة منه تبلغ حوالي 15سم3. يستعمل هذا الحمض في الأغراض الطبية وأيضاً في لحام المعادن وتنظيفها كما يدخل في كثير من الصناعات، ويوجد هذا الحمض في المعدة بنسبة 2% وقد تزيد هذه النسبة أو تقل، ولذلك لا يكفي أن تعطي الاختبارات الكيميائية نتائج إيجابية لوجوده في المعدة ، بل يجب أن تقدر كميته الفعلية وأن يثبت أن الكمية الموجودة في المعدة تفوق المعدلات الطبيعية لوجوده.

الأعراض والعلامات والمعالجة: على نسق حمض الكبريتيك إلا أن الأنسجة لا يظهر فيها أي تفحم بل تتلون باللون الأبيض ، ويلاحظ أن التهاب الحنجرة والقصبة الهوائية والمسالك التنفسية أكثر ظهوراً.

(3) حمض النيتريك: الحمض النقي أصفر أو عديم اللون سريع التطاير وتتصاعد منه أبخرة أكاسيد النيتروجين ذات الرائحة النفاذة الكاوية ولذلك تكون الأعراض التنفسية شديدة الظهور. ويستعمل حمض النيتريك في الصناعة وخاصة صناعة المفرقعات والأصباغ والكمية القاتلة حوالي 6سم3 بالفم.

يحدث التسمم في الصناعة من حمض النيتريك عرضياً نتيجة تأكل أنابيب الحمض نظراً لقدرته البالغة علي اختراق كل المواد تقريباً وعند خروجه من أنابيبه وتعرضه للهواء تتكون كمية من أكاسيد النيتروجين الكاوية الخانقة وقد يحدث ذلك عند كسر زجاجات الحمض في المختبرات الكيميائية وعند وقوع هذه الحوادث يجب علي الأشخاص القريبين من مكان تسرب الحمض المبادرة إلى ترك المكان وفتح النوافذ لتساعد علي تهوية المكان ويلاحظ أن الأشخاص الذين يتعرضون لاستنشاق هذه الغازات والأبخرة قد لا تظهر عليهم الأعراض مباشرة بل بعد مضي ساعات ولذلك يجب وضعهم تحت الملاحظة إذ ربما تظهر الأعراض فجأة بهيئة سعال وضيق التنفس وزرقة في الوجه واختناق قد يؤدي إلى الوفاة العاجلة من التهاب الشعب الهوائية الحاد.

الأعراض والعلامات والمعالجة: على نسق الأحماض السابق إلا أن فغر الرغامي (tracheostomy) في هذه الحالة قد يكون العلاج الوحيد للإبقاء علي حياة المصاب.

(ب) الأحماض العضوية:

حمض الكربوليك(الفينيك): الحمض النقي مادة صلبة ذات بلورات بيضاء متميهة سهلة التطاير ذات رائحة نفاذة معروفة قليل الذوبان في الماء وسريع الذوبان في الكحول والجلسرين أما الحمض الخام الذي يستعمل في المنازل كمطهر لدورات المياه فهو سائل أسود اللون غليظ القوام زلق الملمس نفاذ الرائحة. ويعد أكثر أنواع التسمم من الحمض انتحاراً ولكنه قد يحدث عرضاً في الأطفال ويرجع ذلك إلي كثرة وجوده بالمنازل وترجع سمية هذا الحمض إلي أنه يقتل الخلايا الحية بمجرد ملامستها وفي نفس الوقت يؤدي إلي تخثر المواد البروتينية الموجودة بالخلية ولذلك يطلق علي هذا التأثير التنخر التخثري (coagulative necrosis) وهو بذلك يشبه السموم الأكالة الأخرى غير أن هذا الحمض سهل الامتصاص من كل مكان (من الفم والمعدة والجرح ومن الجلد السليم أيضاً) وينفذ الحمض بسرعة من خلايا الأنسجة ويصل إلي أعماق الجسم غير أن هذه الآثار تكون مؤلمة نظراً لتأثير الحمض الموضعي علي أطراف الأعصاب الحسية فيخدرها فهو بذلك يختلف عن السموم الأكالة السابق وصفها.

والحمض يؤدي أيضاً بعد امتصاصه إلي شلل الجهاز العصبي المركزي وتثبيط العضلة القلبية والتهاب الكبيبات الكلوية (glomeruli).

الأعراض والعلامات: إذا أخذت كمية كبيرة من الحمض فإن الوفاة تكون سريعة دون أن تظهر أعراض بخلاف الغثيان والغيبوبة. أما إذا أخذ الحمض أو مشتقاته بكميات غير كبيرة فإن الأعراض تبدأ بالإحساس بألم شديد في الفم والمريء والمعدة، سرعان ما يزول بتأثير الحمض المخدر الموضعي ، ويصاب المريض بغثيان وصداع ودوار وأحياناً قيء ولكن الغالب أن لا يكون هناك قيء لتأثير الحمض المثبط لمركز القيء في المخ ، ثم يضعف المريض ويظهر عليه هذيان وتشنجات ثم يغيب عن وعيه ويكون وقتئذ محتقن الوجه ويميل إلى الزرقة مع بطء التنفس وسطحيته وتنبعث من فمه وملابسه رائحة الفينيك النفاذة وتحيط بفمه وذقنه خطوط تآكلية بيضاء أو بنية تمتد إلي الرقبة ويكون النبض سريعاً غير منتظم ودرجة الحرارة منخفضة والحدقتان ضيقتين ويكون الجلد مغطى بالعرق البارد وتقل كمية البول ويتلون بالون الأخضر وبخاصة إذا تعرض مدة للجو ويظهر الزلال في البول بكمية كبيره وكذلك الدم وكثير من أنواع الأسطوانات. والكمية القاتلة من الحمض النقي تبلغ 3-6 جم ومن الحمض الخام 10-30 سم3 ويموت المتسمم عادة بعد 3-4ساعات قد تطول إلي يومين من التهاب رئوي حاد وارتشاح رئوي وتثبيط عضلة القلب أو بعد ثلاثة أسابيع من فشل كلوي أو ضيق في المريء.

المعالجة: تستعمل الأنبوبة المعدية والمقيئات في حالات التسمم بحمض الفينيك التي لا يصحبها تآكل بالمريء وأفضل المقيئات المستعملة هو عرق الذهب (ipecac syrup) وتغسل المعدة باستعمال زيت الزيتون أو الخروع (حوالي 60سم3) ويفضل استعمال زيت الخروع لسرعة إذابته للسم وكذلك منع امتصاصه ومن المستحسن ترك كمية من زيت الزيتون أو زلال البيض لوقاية غشاء المعدة المخاطي من التآكل.

أما بالنسبة لحروق الجلد فيجب مسحها بقطعة من القطن المبللة بزيت الخروع أو بالماء والصابون ثم يتم عمل غسيل كلوي وقد يستلزم الأمر إجراء تنفس صناعي كما يحسن إعطاء المريض مضادات حيوية للوقاية من الالتهاب الرئوي.

(2) حمض الأكساليك والأكسالات: يوجد الحمض وأملاحه علي هيئة بلورات بيضاء اللون تسبه سكر النبات وهي سهلة الذوبان في الماء وتستعمل في إزالة البقع وخاصة بقع الحبر كما تستعمل في صناعة الجلود والطباعة والتسمم بهذه الأملاح غالباً عرضي من جراء تناولها علي أنها مادة أخري مثل الملح الإنجليزي ولكن قد يؤخذ الحمض بقصد الانتحار.

والأثر الأكال للحمض غير شديد ولكن للحمض أثراً أهم إذ أنه بعد الامتصاص يرسب الكالسيوم من الدم مما يؤدي إلي شلل المراكز المخية وإلي اضطراب عضلة القلب وتوقفها بالإضافة إلي انسداد القنوات الكلوية من تراكم بلورات أكسالات الكالسيوم فيها.

والجرعة القاتلة من الحمض 10 سم3 و يموت المتسمم عادة في غصون نصف ساعة علي الأكثر وقد يموت قبل ذلك بكثير.

الأعراض والعلامات: ألم محرق يمتد من الفم إلي المعدة مع قيء شديد متكرر به كميات متفاوتة من الدم المتغير ومن الخلايا المخاطية أما الأعراض فهي أعراض نقص الكالسيوم في الدم مثل الصداع والرعشة وضيق التنفس وتنميل الأطراف وضعف العضلات وتقلصها وخاصة عضلات الوجه والأطراف ويزرق الجلد ويغطي بعرق بارد وتتسع حدقة العين ويضعف النبض ويختل انتظامه وينخفض ضغط الدم كما تظهر أعراض كلوية مثل قلة البول واحتوائه علي دم وبروتين وأسطوانات وقد ينقطع البول كلية ثم تظهر التشنجات العضلية العامة مصحوبة بإنهاك شديد وغيبوبة وبطء في التنفس ويفقد انتظامه لفترة قصيرة قبل الوفاة.

المعالجة: يعطي المريض كمية كبيرة من الكالسيوم بالفم علي هيئة محلول لاكتات الكالسيوم أو اللبن وذلك لترسيب الحمض الموجود بالمعدة ومنع امتصاصه كما يعطي الكالسيوم بالوريد لإعادة مستوي الكالسيوم في الدم إلي وضعه الطبيعي ويجب غسل المعدة إذا ظهرت علامات تآكل علي الفم أو الشفتين بحذر شديد ويمنع تآكل الغشاء المخاطي بإعطاء زلال البيض أو الحليب وعمل غسيل كلوي إذا حدث فشل كلوي.

(3) حمض الأسيتيك (الخليك): حمض الأسيتيك النقي سائل عديم اللون ذو رائحة نفاذة مميزة يستعمل في صناعة الأصباغ وقد يستعمل في الطب والخل الذي يستعمل في المنازل هو محلول مخفف من الحمض التجاري ويكون عادة بطريق الخطأ وهو يشبه في أعراضه وعلاماته وعلاجه الأحماض المعدنية والأعراض التنفسية كثيراً نظراً لتطاير الحمض واستنشاق أبخرته في المسالك الهوائية ويعرف الحمض برائحته المميزة الواضحة.

(4) حمض البوريك: وهو يستخدم كمطهر للبكتريا وفي النظافة العامة ويتم التسمم به عرضياً غالباً نظراً لتناوله بالخطأ وذلك عند استخدام الأنواع المركزة منه بدلاً من الأنواع المخففة التي تستخدم عادة كغسول للعين خاصة في الأطفال والجرعة القاتلة منه من النوع النقي تبلغ 15- 20 جم في الكبار و5-6 جم في الأطفال.

الأعراض والعلامات: تظهر بعد تناوله بالخطأ عن طريق الفم وكذلك عبر الجروح وليس من الجلد السليم وهي عادة تظهر في شكل احمرار شديد بالجلد مع تنخر بالجلد والأغشية المخاطية الملامسة للحمض وبعد امتصاصه يؤدي إلي تثبيط للجهاز العصبي المركزي بعد تشنجات ورعشة مما يجعل المصاب يدخل في غيبوبة مع زرقة بالجسم وضيق بالتنفس ويكون سبب الوفاة تثبيط القلب أو الجهاز التنفسي الذي يؤدى إلي الوفاة السريعة وقد تطول مدة الوفاة ويكون السبب فشل كلوي وكبدي مع اصفرار بالجسم من تأثيره علي الكليتين والكبد وقد تصل الوفاة إلي 50% من حالات الإصابة بالجرعة السامة.

المعالجة: تكون بعلاج الأعراض مع غسيل المعدة بحرص ويتم علاج الأعراض بعد المحافظة علي حياة المصاب بحماية القلب والتنفس أولاً.

(2) القلويات:

هيدروكسيد الصوديوم وهيدروكسيد البوتاسيوم وكربونات البوتاسيوم: وهى مواد صلبة متميهة تستعمل في الصناعة وخاصة صناعة الصابون والمنظفات وقد يحدث التسمم من إحداها عرضياً سواء بحالتها الصلبة ( بدلاً من سكر النبات أو الملح الإنجليزي) وفي هذه الحالة تلتصق بلورات القلوي بالغشاء المبطن للفم والبلعوم محدثة ألماً وحروقاً شديدة وقد يشرب القلوي المذاب في الماء ويؤدي شربه إلي إحداث حروق بالمريء دون إحداث أي حروق بالفم أو البلعوم.وحروق المريء الناجمة تكون نتيجة إذابة القلوي للبروتينات والدهون بأنسجة جدار المريء وتكون نتيجة ذلك تنخر الأنسجة المحيطة بالمريء كالصفاق (peritonium) والجرعة القاتلة حوالي 5 مجم من هبدروكسيد الصوديوم أو البوتاسيوم و15 جم من كربونات البوتاسيوم وتحدث الوفاة بعد 24 ساعة من التعاطي بسبب الصدمة العصبية والدموية الناجمة عن الألم المحرق أو الجفاف نتيجة القيء المتكرر. وقد تتأخر الوفاة إلي بضعة أسابيع من لإنهاك والضعف العام عن نقص التغذية نتيجة انسداد المريء.

الأعراض والعلامات: علي نسق ما سبق وصفه في التسمم بالأحماض إلا أن القيء يكون قلوي التفاعل مخاطياً ناعم الملمس ممتلئاً بالزبد الرغوي وقد يكون محتوياً على كمية من الدم المتغير لونه ، وتتلون الأنسجة حول الفم والشفتين بلون أبيض.

المعالجة: مثل حالات التسمم بالأحماض المعدنية ولا تجوز معادلة القلوي بحمض ولو كان ضعيفاً لتجنب الكم الهائل من الحرارة الناتجة عن ذلك. تعالج حروق المريء بإعطاء المريض المضادات الحيوية ومركبات الكورتيزون لمدة حوالي 3 أسابيع مع تقليل جرعة الكورتيزون تدريجياً كما ينصح بالفحص الحنجري خلال الأربع والعشرين ساعة الأولي من التسمم ومتابعة الحالة جراحياً.

هيدروكسيد الأمونيوم (النشادر): تستعمل النشادر في الصناعة مثل صناعة الجليد وفي المنازل في التنظيف والتبييض وهي سائل عديم اللون وذو رائحة نفاذة خانقة وقد يؤدي انفجار أنابيب النشادر في المصانع أو انكسار زجاجتها في المختبرات إلي إطلاق كمية كبيرة من الغازات مؤدياً إلي تسمم الأشخاص الموجودين في المكان.

الأعراض: تشبه كل ما قيل عن الأحماض الأكالة وخاصة حمض النيتريك وتتجلى فيها بصورة خاصة الأعراض التنفسية الرئوية.

الصابون والمنظفات الصناعية والشامبوهات:

معظم الصابون المستخدم للتنظيف المنزلي غير سام نتيجة معادلة المواد القلوية المستخدمة فيه كذلك يستخدم محلول الصابون كمساعد للتقيؤ بديلاً لعرق الذهب في حالات التسمم إذا لم يتوفر الأخير.

أما المنظفات الصناعية مثل (أومو - برسيل - تايد وغيرها) تحتوي علي مواد عضوية وغير عضوية ومواد منعمة للغسيل وإنزيمات تسهل عملية التنظيف وكذلك مواد آنودبة سالبة الشحنة أو مواد غير متأينة (anionic or non-ionic surfactants). وتعتبر هذه المنظفات أقل سمية من المنظفات الأخرى الشديدة القلوية مثل فلاش وكذلك مسلكات البالوعات التي تحتوي على مواد كاثودية موجبة الشحنة (cationic surfactants) والتي قد يصل المعامل الهيدروجيني فيها (PH) إلى11. كما قد يتم إضافة بعض مواد أخرى تسمى البناءة (builders), وتتكون هذه المواد من الكربونات أو السيليكات أو الكبريتات أوالفوسفات , وتساعد على ترسيب الكالسيوم وبعض المعادن الأخرى مما يساعد على تحسين درجة النظافة , وهذه المواد لها قلوية عالية أيضاً. وقد يضاف للمنظفات مواد أخرى للتبييض (bleaches) مثل الكلوروكس الذي يحتوي على 3-6% من هيبوكلوريت الصوديوم الذي بتحول في المعدة - بعد اتحاده مع حمض الهيدروكلوريك- إلى حمض الهيبوكلوراس الذي له آثار موضعية مهيجة للأغشية المخاطية للجهاز الهضمي , ولا يوصى بمعادلة هيبوكلوريت الصوديوم مع الأحماض أو القلويات الشديدة وذلك لأنه في هذه الحالة يتكون غاز الكلور أو غاز الكلورامين بالتبادل وهما من الغازات المهيجة للأغشية المخاطية وقد يؤديا إلى الاختناق.

أما الشامبوهات فهي قليلة السمية إلا من بعض الآثار المهيجة البسيطة للأغشية المخاطية ولكن بعض الشامبوهات تحتوي على مواد تمنع قشور الشعر مثل السيلينيوم الذي قد يؤدي إلى أعراض تسممية مع كثرة استعمال الشامبو أو ابتلاعه بطريق الخطأ.

ملحوظة (1): بعض المطهرات (disinfectants) ومزيلات العرق (deoderants) ومضادات البكتيريا تحتوي على مركبات الأمونيا الرباعية (compounds (quaternary ammonium وهي مركبات كاتونية موجبة الشحنة (cationic surfactants) شديدة القلوية.

المعالجة: كما ذكر في معالجة القلويات سابقاً.

ملحوظة (2): يدخل في تركيب بطاريات الساعة مكونات قلوية (مثل هيدروكسيد الصوديوم والبوتاسيوم) وأملاح الزنك والفضة والزئبق والكادميوم , وعند ابتلاعها تمر من الجهاز الهضمي دون أضرار غالباً إلا إذا توقفت في المريء فيتم إخراجها جراحياً حتى لا تسبب تهيجاً للأغشية المخاطية بعد تحللها , وقد تستخدم الملينات لمساعدتها على النزول في البراز مع استخدام مضادات الحموضة لتقليل الأضرار على المعدة والمريء.

(3) بعض الأملاح:

مثل ثلاثي كلوريد الأنتيمون وكلوريد الباريوم وبرمنجانات البوتاسيوم وكلوريد الزئبق. هذا بالإضافة إلي أملاح الهيدروسيانيك (السيانيدات) ونترات الفضه وأملاح الكروم.





يتبع............................
 
السموم النباتية

السموم النباتية هي سموم توجد في بعض النباتات التي تحتوى أجزاؤها علي المركب السام. وتنتج حالة التسمم من تعاطى هذه النباتات أو المركبات المستخلصة منها والتي تحتوى علي العنصر السام بصورة مركزة، ويتم أيضاً معاملة هذه المركبات كيميائيا لإنتاج مركبات أخرى لاستخدامات غير مشروعة وغير علاجية مثل تخليق الهيروين من المورفين. والنباتات السامة عموماً إ ذا تم تعاطيها هي أو بعض أجزائها فإنها تؤخذ عن طريق الفم أما المركبات المستخلصة منها أو المعاملة كيميائيا فمنها ما يتم تناوله عن طريق الفم أو الحقن أو الاستنشاق. وتتميز هذه المجموعة من السموم النباتية بأنها ليس لها في الغالب تأثير موضعي ويظهر تأثيرها بعد امتصاصها وغالباً ما يكون ذلك علي الجهاز العصبي.

(1) الأفيون(Opium): إن كلمة أفيون مشتقة من الكلمة اليونانية(opium) التي تعني عصارة المورفين وهي عصارة نبات الخشخاش (papaver somniferum) ويتم الحصول عليها بعد تشريط الثمار الخضراء تشريطات عرضية وتركها تنزف العصارة ليلا ًثم تجمع في الصباح وتجعل في عجينة بنية اللون ذات رائحة مميزة لوجود حمض الميكونيك (meconic acid). وقد استخدم الأطباء العرب القدامى الأفيون لعلاج الإسهال، وفي عام 1803م تمكن كيميائي ألماني من فصل المورفين من الأفيون واشتق اسم المورفين من Morpheus أو إله الأحلام عند الإغريق وتلا ذلك فصل عدد آخر من أشباه القلويات (alkaloids) والتي من أهمها الكودايين والبابافيرين، وبعد ذلك تمت معالجة أشباه القلويات المستخرجة من الأفيون كيميائياً للحصول على مركبات جديدة مثل الهيرويين والأبومورفين والنالورفين، ثم تلا ذلك مركبات أخرى مخلقة كيميائياً بالكامل بغرض استخدامها طبياً مثل الميبريدين (meperidin) والبيتيدين (pethidin) والميثادون (methadone) وتأثير هذه المركبات مشابه لتأثير المرفين وإن اختلفت حدة بعض التأثيرات ومدتها عن المورفين. وتأثير المورفين يكون بصفة أساسية علي الجهاز العصبي المركزي فيؤدي إلي الهدوء والنوم وتسكين الألم وهو مثبط لمركز التنفس والسعال ولمركز وتنظيم الحرارة مما يؤدي إلي الهدوء والنوم وتسكين الألم وهو مثبط لمركز التنفس والسعال ولمركز تنظيم الحرارة مما يؤدي إلي خفض حرارة الجسم ، وكلها أعراض مباشرة للتثبيط الذي يصيب الجهاز العصبي. وللمورفين بعض التأثيرات المنشطة لبعض مناطق الجهاز العصبي ويظهر ذلك في صورة غثيان وقيء وضيق حدقة العين وهبوط في سرعة نبض القلب.

استخدامات المورفين الطبية:

مسكن قوي في الحالات شديدة الألم مثل انسداد الشريين التاجية والحروق وبعض العمليات الجراحية وفي المراحل المتقدمة من السرطان.

2- حالات الصدمة 3- فشل القلب وأديما الرئتين

والجرعة السامة 2-5 جرام من الأفيون الخام ، 1و0 - 5 و0 جرام من المورفين.

التسمم الحاد بالمورفين:

يحدث نتيجة تعاطي جرعات زائدة ، سواءً أثناء العلاج أو بغرض الانتحار أو أثناء تعاطيه كعقار للإدمان.

الأعراض: تظهر بعد نصف ساعة إذا تم تناول العقار عن طريق الفم ، وبعد دقائق إذا تم تناول العقار عن طريق الحقن ، وهي تتجلى في صورة سبات (غيبوبة) مع ضعف في التنفس كما ينخفض ضغط الدم ويبطأ النبض مع قوته ويشحب الجلد مع زيادة إفراز العرق وتضيق حدقة العين بدرجة كبيرة فتصبح في حجم رأس الدبوس وينتهي الأمر بالوفاة نتيجة شلل المراكز العصبية وخاصة مركز التنفس.

العلاج: يراعى أولاً عدم انسداد المجرى التنفسي بشفط السوائل ، ومساعدة عملية التنفس بالأكسجين أو بالتهوية الصناعية ، كما يتم غسل المعدة حتى ولو بعد ساعات عديدة من تناول المورفين حيث يستمر إفرازه في عصارة المعدة ، ويعطى الترياق الفيزيولوجي المعروف باسم النالوكسون (Naloxon) بالوريد بجرعة مقدارها 4و0 مجم ويمكن تكرارها إذا لزم الأمر.

التسمم المزمن بالمورفين:

ينشأ هذا النوع من التسمم نتيجة تعاطي العقار بصفة متكررة حيث يمضغ الأفيون الخام، أما المورفين فيؤخذ عن طريق الحقن وأما الهيروين فقد شاع استخدامه كمسحوق للاستنشاق ، وغالباً ما يكون مغشوشاً بمواد أخرى مثل أقراص الأسبرين المطحونة.

الأعراض: تبدأ أعراض التسمم المزمن بالانحلال التدريجي لقوى الجسم والعقل فيصبح المزمن مهملاً لنفسه، قليل التركيز، فاقداً اهتمامه بنفسه وصحته وأسرته، كما يختل عمله ويلجأ إلى كثرة التغيب والإهمال في العمل، ويصاحب ذلك اضطرابات هضمية كفقد الشهية والإمساك وفقد الوزن، كذلك تظهر ارتعاشات عضلية وتتعثر الخطى وتستمر حدقة العين في التضييق كما تظهر على المريض آثار الحقن المتكررة بأوردة الذراعيين والساقين، ويصاحب ذلك ضعف في القدرة الجنسية في الرجال واضطراب الطمث في النساء. والتعود (dependence) على العقار في هذه الحالة يكون نفسياً وجسدياً معاً ، بمعنى أن المدمن لا يستطيع أن يصبر على عدم تعاطي العقار وإلا أصابته حالات هياج شديدة قد يرتكب خلالها أبشع الجرائم من أجل الحصول على العقار أو المال اللازم لشرائه ، وإذا مرت عدة ساعات دون الحصول على العقار تبدأ الأعراض الإنسحابية (withdrowal symptoms) وهي قد تكون بسيطة في البداية حيث تبدأ بزيادة سرعة التنفس يصاحبها زيادة في النبض وارتفاع في ضغط الدم ، وينتاب المريض شعور بالخمول والتثاؤب وتسيل إفرازات الأنف والعين والعرق وتبدأ حدقة العين في الاتساع ثم تتدرج الأعراض إلى قيء وإسهال وتقلصات عضلية وآلام شديدة في العظام والمفاصل ، وتصل هذه الأعراض لذروتها بعد حوالي 3 أيام وفي حالات الإدمان البسيطة قد يتحمل المدمن الأعراض في الانحسار إلى أن تختفي بعد حوالي 10 أيام دون علاج وتختفي فوراً عند أخذ المورفين. أما في حالات الإدمان الشديدة فقد تكون هذه الأعراض فيها شديدة لدرجة أن الإسهال والقيء قد يتسببان في حالة من الجفاف يمكن أن تودي بحياة المدمن، كما تنتاب المدمن حالات من الهياج والأرق مع محاولته الانتحار.

العلاج: لعلاج مدمن المورفين والهيروين يجب عزله في مستشفى لعلاج المدمنين والحيلولة بينه وبين المصادر الخارجية للحصول على العقار، ويبدأ العلاج بالتقليل التدريجي للكمية المعطاة مع إعطاء بعض الأدوية المهدئة والغنية بالتغذية والصحة الجسمية والنفسية لمعرفة دوافعه الحقيقية للإدمان.

(2) الكوكايين(Cocaine): موجود في نبات الكوكا erythroxylon coca)) والكوكايين النقي يكون علي هيئة مادة مبلورة بيضاء اللون ذات طعم مر يترك بعده تنميلاً في السان والغشاء المخاطي للفم.

استخداماته: 1-طبياً: كمخدر موضعي في عمليات الأذن والحنجرة والأسنان.

2-غير طبي: يستخدم كمخدر للإدمان علي هيئة مسحوق يستنشق عن طريق الأنف كما يؤخذ عن طريق الحقن أيضاً. وهولا يكون نقياً عادة وإنما تشوبه كثير من والمواد الأخرى مثل الأمفيتامين والإستركنين والحشيش وكذلك الدقيق والنشا.وهذه المواد تتم إضافتها بغرض زيادة ربح بائع المخدرات ولكنها في نفس الوقت تزيد من سمية المخدر وأضراره. والتسمم عادة يكون عرضياً نتيجة للاستخدامات الطبية للكوكايين أو تعاطيه كعقار للإدمان، وهو يؤثر على الجهاز العصبي المركزي بتنبيه في البداية ، يليه تثبيطه ويؤدي أيضاً إلى شلل أطراف الأعصاب الحسية مع انقباض الأوعية الدموية وهذا الأثر تتم الاستفادة منه طبياً في التخدير الموضعي. والجرعة السامة 200 ملليجرام ويكون التسمم حاداً أو مزمناً.

التسمم الحاد: تبدأ الأعراض في الظهور خلال 3-5 دقائق إذا أخذ عن طريق الوريد بينما في حالات الاستنشاق (snuffing) فإن الأعراض تظهر بعد 20 دقيقة ويشعر المريض بصداع وغثيان وقد يحدث قيء ويصاحب ذلك الإكثار من الكلام مع زيادة في الحركة وهلوسة سمعية وبصرية وشمية كما يفرز العرق ويشحب لون الجلد ويسرع النبض ويضطرب القلب مع ارتفاع ضغط الدم وسرعة وعدم انتظام التنفس وترتفع الحرارة لدرجة الحمى (cocaine fever) وتتسع حدقتا العينين مع استجابتهما للضوء (بعكس التسمم بالأتروبين)، ثم تظهر تشنجات ورعاش مع تنميل وتخدر في الأطراف، ويلي ذلك أعراض تثبيط الجهاز العصبي المركزي حيث يضعف النبض ويهبط ضغط الدم مع بطء وعدم انتظام التنفس وينتهي ذلك بالوفاة نتيجة هبوط القلب وصعوبة التنفس.

العلاج: الاهتمام بالتنفس وملاحظة المسالك التنفسية وأيضاً الاهتمام بالدورة الدموية بإعطاء المحاليل ومراقبة الضغط وفي حالة اضطراب نظم القلب تعطى الأدوية المناسبة مثل البروبرانولول بجرعة 1-2 ملليجرام بالوريد ثم يتم عمل غسيل معدة مع علاج التشنجات بإعطاء الديازيبام بالوريد بجرعة 5-10 ملليجرام والعمل على تخفيض الحرارة بالكمادات الثلجية.

التسمم المزمن (الإدمان): يحدث نتيجة استنشاق المدمن الكوكايين وقد تصل الجرعة اليومية منه إلى نصف جرام بشكله النقي أو المخلوط بعقاقير أخرى.

الأعراض: اضطراب بالجهاز الهضمي في صورة فقد الشهية مع زيادة اللعاب وغثيان يؤدي ذلك إلي فقد الوزن ويكون المريض عصبياً ويشكو من الأرق مع حدوث تشنجات ورعاش كما يلاحظ اضطراب عقلي على صورة هلاوس سمعية وحسية وأكثرها تميزاً شعور المريض بوجود حشرات تحت الجلد مما يجعله يحكه بشدة قد تتنتج عنها تقرحات بالجلد. كما قد يحدث انثقاب الحجاب الحاجز مع فقد حاسة الشم ، وكذلك الشعور بالعظمة مع الميل العدواني مما قد يدفع المدمن لارتكاب الجريمة وقد ينتهي به الحال إلى الجنون.

العلاج: يجب أن يتم في مصحة خاصة، وفيه يوقف المخدر مرة واحدة مع علاج الأعراض مثل التشنجات بإعطاء الديازيبام بجرعة 5 ملليجرام بالوريد وعلاج الأرق والتوتر بإعطاء المهدئات والمنومات، مع علاج المدمن علاجاً نفسياً واجتماعياً حتى يعود شخصاً سوياً.

(3) الحشيش (Hashish): يحضر الحشيش من أطراف أزهار أنثى نبات القنب الهندي (Cannabis Sativa) ويعرف بأسماء مختلفة تبعاً لأماكن تعاطيه، ففي الشرق يعرف الحشيش وفي أمريكا يعرف بالماريوانا (Marijuana) ويدمن الناس على الحشيش لأنه يحقق البهجة ولوجود اعتقاد خاطئ بأنه يطيل مدة الجماع. وتوجد طرق متعددة لتعاطي الحشيش منها التدخين بالنرجيلة أو مع التبغ وهي الطريقة الشائعة أو بخلطة مع الداتورة والعسل فيما يعرف بالمانزول ، ويظهر تأثيره بعد دقائق من التدخين ويرجع التأثير إلى وجود عدد من الراتينجات (resins) وأهمها رباعي هيدروكانابينول (tetrahydrocannabinol) التي تسبب خليطاً من التنبيه والتثبيط للجهاز العصبي المركزي.

الأعراض: يؤدي الحشيش إلي زيادة حدة الأبصار والسمع كما تزداد حاسة التذوق والشم ويكثر الشخص من الكلام مع زيادة الوزن يلي ذلك أن الشخص تحدث عنده تخيلات مصحوبة بهياج وقد يضحك ويغني ويفقد قدرته علي معرفة الزمان والمكان وتقدير المسافات مما يؤدى إلي حوادث السيارات بين السائقين ويعطي انطباعاً كاذباَ بطول الجماع مع زيادة ضربات القلب وأحتقان العينين ويظهر علي الشخص هذيان وهلاوس بصرية وسمعية وقد تعتريه نوبات من الخوف والذعر وعند التوقف عن التعاطي تكون أعراض الامتناع بسيطة لأن الحشيش لا يؤدي إلي التحمل (tolerance) ولا يوجد تعود جسماني ولكن يوجد تعود نفسي وتظهر الأعراض علي هيئة اضطراب في النوم وتوتر مع رعاش بالأصابع وغثيان وإسهال وتزول بعد فترة قصيرة وقد أثبتت الأبحاث خطأ الاعتقاد السائد بأن الحشيش يزيد القدرة الجنسية حيث وجد أن هرمون الذكورة يقل وكذلك عدد الحيونات المنوية في الرجل كما يمنع التبويض عند النساء.

المعالجة: لا توجد معالجة خاصة وإنما معالجة الأعراض مثل العناية بالجهاز الدوري والتنفسي وتهدئة المريض في حالة التهيج كما يجب عمل غسيل المعدة.

(4) القات (khat, kat): ينمو نبات القات علي هيئة شجيرات في المناطق المرتفعة في اليمن وشرق أفريقيا ويتم تعاطي القات غالباً عن طريق المضغ حيث تمضغ أوراق النبات الطازجة في الفم وتخزن في جانبه لمدة تتراوح بين عدة دقائق وعدة ساعات ثم تلفظ بعد ذلك. والمواد الفعالة في القات هي الكاثين (cathine) والكاثينون (cathinone) وهي أشباه القلويات وتشبه في تاثيرها الأمفيتامين أي تحدث تأثيراً منشطاً ويبدأ التنشيط في الجهاز العصبي المركزي حيث يشعر الإنسان بالانتعاش واليقظة والتحرر من الضغوط النفسية ويعقب ذلك استرخاء وعدم تركيز ومع زيادة الجرعة بحدث الأرق والقلق والهلاوس. كذلك يؤثر القات في الجهاز الهضمي حيث يسبب فقد الشهية وعسر الهضم والتهاب المعدة والإمساك الذي يؤدي إلي سوء التغذية والهزال.

عند الامتناع عن تعاطي القات تكون أعراض الامتناع بسيطة حيث إنه يسبب تعود نفسي لا جسماني وتشمل الأعراض الاكتئاب وسرعة الانفعال والأحلام المزعجة والأرق.

(5) النيكوتين(Nicotine): يوجد النيكوتين في نبات التبغ المعروف بالنيكوتينات التبغية(Nicotina tubacum) وخصوصًا في الأوراق التي تستخدم في صناعة السجائر وإليه يرجع اللون والرائحة المميزة لها كما يستخدم كمبيد حشري.

يحدث التسمم عرضياً من الشره في التدخين وخاصة بين غير المعتادين عليه كما ينتج عن استنشاقه أو شربه بطريق الخطأ بين المزارعين كذلك فإن ملامسة الجلد لسائل النيكوتين قد تحدث التسمم.

الجرعة القاتلة: إن نقطة واحدة من النيكوتين كافية لإحداث التسمم والوفاة وذلك خلال 5 دقائق وذلك نتيجة تنبيه يعقبه تثبيط للجهاز العصبي المركزي لأطراف الأعصاب السمباسيتية (sympathetic) كما يشمل أطراف الأعصاب المحركة للعضلات الإرادية.

أعراض التسمم الحاد: شعور بالحرقان من الفم حتى المعدة يعقبه زيادة إفراز اللعاب ويشكو المريض من غثيان وقيء مع ألام في البطن وإسهال يصاحبه عرق غزير وضيق حدقتي العينين وازدياد ضربات القلب والتنفس مع ارتفاع ضغط الدم كما يحدث صداع ودوخة ويكون المريض متوترًا مع عدم اتزانه يلي ذلك ظهور الارتعشات العضلية ثم التشنجات وفي مرحلة التثبيط تتسع حدقتا العين ويهبط الضغط ويصبح بطيئاً غير منتظم مع بطء التنفس وشلل بعض العضلات الإرادية وتسبق الغيبوبة الوفاة نتيجة فشل مركز التنفس.

المعالجة: العمل علي منع الامتصاص سواء بإحداث القيء أو عمل غسيل معدة مع ترك مسحوق الفحم النشط بها كما يجب الاهتمام بالتنفس بإعطاء الأكسجين وقد يحتاج المريض إلي تهوية صناعية. توقف التشنجات بإعطاء حقن الديازيبام بالوريد كما يعطي الأترويبن الذي يستعمل كمنبه ويعالج فرض النشاط البارسمبتاوي.

التسمم المزمن: يحدث نتيجة شراهة التدخين لمدة طويلة أومن التعرض للنيكوتين أثناء العمل.

الأعراض: تبدأ الأعراض بفقد الشهية والغثيان وزيادة الحموضة بالمعدة يصاحبها فقد في الوزن كما يكون معدل الإصابة بسرطان الشفاه واللسان مرتفعاً بين المدخنين كذلك يعاني المريض من أزمات الربو والتهاب الشعب الهوائية المتكرر والإصابة بسرطان الرئة. كما أن المريض يكون عصبياً متوتراً تظهر عليه الارتعشات ويشكو من الصداع والدوار ويعاني من قلة وعتامة النظر وعدم لتكيف وقد ينتهي الحال إلي العمي الكلي (tobacco amblyopia).

المعالجة: العمل علي الإقلاع عن التدخين كما يجب مراعاة طرق الوقاية بين المشتغلين في صناعة السجائر حتى لا يتعرضوا للتسمم المزمن.

(6) الداتورة (Datura): نبات الداتورة من الفصيلة الباذنجانية ويشمل علي أشباه قلويات هامة هي الأتروبين (atropine) والهيوسين (hyoscine) والهيوسيامين (hyocyamine) وتحدث حالات التسمم حين تؤكل هذه النباتات بطريق الخطأ وخاصة في الأطفال أو حتى تدس بقصد التخدير وهذا هو الحال في المناطق الريفية التي تنمو فيها النباتات أما معظم الحالات فيحدث التسمم فيها نتيجة تناول أدوية تحتوي علي هذه المشتقات بجرعات عالية إما بطريق الخطأ أو لمحاولة القتل أو الانتحار.

الاستخدامات الطبية للأتروبين ومشتقاته:

قبل العمليات الجراحية لتقليل الإفرازات المخاطية في الشعب الهوائية ولمنع تنبيه العصب الحائر (vagus) مما يقلل من حدوث توقف القلب أثناء التخدير.

كمضاد للتقلصات في حالات المغص بأنواعه حيث يؤدى إلي ارتخاء العضلات اللاإرادية.

في علاج قرحة المعدة.

في علاج قرحة القرنية.

كمضاد لبعض السموم مثل المركبات الفسفورية العضوية التي تستخدم كمبيد حشري.

الجرعة السامة: من الأتروبين حوالي 100 مليجرام من الهيوسين حوالي 30 مليجرام.

الأعراض: يحدث التسمم من الأتروبين نتيجة تثبيط الجهاز العصبي الباراسمبتاوي ومن التأثير علي الجهاز العصبي المركزي في صورة تنبيه ثم تثبيط والأعراض يمكن تلخيصها في الأتي:

1- جفاف في الحلق مما يؤدي إلى صعوبة في البلع وحشرجة في الصوت.

2- يحتقن الوجه ويصبح الجلد جافاً لتوقف إفراز العرق.

3- تتسع حدقة العين وتفقد قدرتها علي الاستجابة للضوء.

4- يتهيج المريض ويأتي بحركات لاإرادية مثل محاولة الإمساك بأشياء خيالية.

5- عدم الاتزان في المشي مثل السكارى.

6- ترتفع درجة الحرارة ويسرع النبض والتنفس.

ثم تعقب مرحلة الإنارة هذه مرحلة تثبيط الجهاز العصبي المركزي حيث يهدأ المريض ويخلد للنوم العميق ويدخل في غيبوبة تتميز باحمرار الوجه وجفافه واتساع حدقتي العين دون استجابة للضوء ويضعف التنفس ويصير سطحياً ثم يتوقف نتيجة شلل مركز التنفس في النخاع المستطيل وتحدث الوفاة.

معالجة حالات التسمم: تراعى القواعد العامة لمعالجة التسمم وتراعى الأولويات في علاج الحالة على حسب حالة المريض وخطورتها.

في حالات الغيبوبة تكون الأولوية المطلقة للحفاظ على مجرى التنفس مفتوحاً وقد تلزم التهوية الصناعية والأكسجين على حسب عمق الغيبوبة.

أما إذا وصل المريض في حالة واعية فإنه يعطى شراب عرق الذهب المقيئ للتخلص من السم الموجود في المعدة ، وإذا فشلت هذه الطريقة بعد تكرارها أو إذا كان المريض في غيبوبة يجرى غسل المعدة مع مراعاة تركيب أنبوبة من النوع المزود بوسادة قابلة للانتفاخ لمنع دخول أي سائل إلى القصبة الهوائية أثناء الغسيل. ويمكن أن يعطى المريض مهدئات مثل الديازيبام بالوريد لحالات الهياج. والترياق الفيزيولوجي المستخدم هنا هو ساليسيلات الفيزوستجمين (physostigmine salicylate) 1-2 ملليجرام بالوريد ويمكن تكرارها على ألا تتعدى الجرعة 4 ميلليجرام ويتم تخفيض الحرارة بالكمادات الثلجية أو الكحولية.

(7) الديجيتال (Digitalis): يستخرج جليكوزيد الديجيتال (digitalis glycosides) من أوراق نبات معروف بالدجيتال الأرجواني (digitalis purpurea) ويستخلص منه مواد كثيرة أهمها الديجوكسين (digoxin) والديجتوكسين (digitoxin) وهي تستعمل في الطب كمقوية لعضلة القلب ومنظمة لضرباته كما أنها تدر البول ويحدث التسمم بالدجيتال عادة من الأدوية الجاهزة نتيجة تناول جرعات كبيرة إما عن طريق الخطأ أو كوسيلة للانتحار ولهذا الدواء خاصة التراكم (accumulation) في الجسم مما يزيد من سميته والجرعة السامة 10 ملليجرام للديجيتوكسين و5 ملليجرام للديجوكسين.

الأعراض: تبدأ الأعراض بعد عدة دقائق أو عدة ساعات من أخذ الجرعة السامة علي هيئة غثيان وقيء يعقبه ألم في البطن وإسهال ثم تباطؤ في ضربات القلب وقد يصاحبه اضطرابات نظم القلب بكل أنواعه كما يشكو المريض من الصداع ويعاني من الهلوسة وعدم الإدراك والدوار ويصبح حساساً للضوء ويرى الصورة مزدوجة (diplopia) وتصير الألوان غير طبيعية ويبطأ التنفس ويصير شخيراً ثم يذهب في نوم عميق يعقبه السبات والوفاة.

المعالجة: وقف الدواء فوراً ونقل المريض إلي غرفة العناية المركزة مع العناية بالتنفس ويجب عمل غسل للمعدة يسبقه إعطاء مسحوق الفحم المنشط. وينبغي العمل كذلك علي المحافظة علي المعدل الطبيعي للبوتاسيوم في الدم وفي المراحل الأولي من التسمم حيث يكون النبض بطيئاً تعطى سلفات الأتروبين ( 2 ملليجرام بالعضل ) ثم يعطى علاج لاضطراب نظم القلب ويجب العمل علي سرعة إفراغ السم من الجسم بإعطاء مضاد الديجوكسين المعروف بالضد النوعي للديجوكسين (digoxin specific antibody)

(8) الأكونتين (Aconitine): يستخلص هذا السم من النبات المعروف بخانق الذئب (aconitum napellus) وهو ذو أزهار زرقاء اللون وجميع أجزاء النبات سامة ولكن الجزء الذي تكثر منه حالات التسمم هو الجذور لتشابهه بجذر الجلابة (jalap root ) الذي يستخدم في الإجهاض وكذلك جذر فجل الخيل (horse radish) الذي يستخدم في عمل الصلصة.

وحالات التسمم أغلبها عرضيه أو انتحارية لمن يستطيع الحصول عليه، وجذور خانق الذئب مخروطية الشكل ذات لون أسمر من الخارج وأبيض مصفر من الداخل وتوجد بها ثنايا وتجاعيد وعند مضغها تحدث شعوراً بالتنميل يتبعه خدر في الشفتين واللسان والفم والبلعوم والجرعة السامة 1-3 ملليجرام من الأكونتين 1-3 جرام من جذر خانق الذئب وهو يؤدى إلي تنبيه يعقبه تثبيط للجهاز العصبي المركزي ونهايات الأعصاب الحسية، كما يحدث تثبيط لعضلات القلب وتنبيه لمركز العصب الحائر.

الأعراض: بعد تناول الجرعة السامة ببضع دقائق إلي ساعة يشعر المريض بدفء ثم يصحبه زيادة اللعاب ثم تنميل يتبعه تخدير في الفم واللسان والبلعوم يليه ألم في المعدة وقيء ثم ينتشر التنميل ليشمل جميع أجزاء الجسم والأطراف ويشعر المصاب بتشنج في الحلق والبلعوم مع عدم القدرة علي البلع ثم يغطي الجسم عرق غزير بارد ويضعف المصاب ويصبح غير قادر علي الوقوف أو المشي ويختل بصره ويثقل سمعه وكلامه ويبطأ النبض ويصبح غير منتظم ويصعب التنفس ويكون بطيئاً ثم مضطرباً وتضيق حدقتا العينين ثم تتمددان علي التوالي يلي ذلك حدوث ضعف وشلل عام مع انخفاض درجة الحرارة وينتهي الأمر بالوفاة نتيجة شلل مراكز القلب والتنفس بعد مضي ثلاث أو أربع ساعات من أخذ السم.

المعالجة: يتم عمل غسيل للمعدة أو أخذ مقيئ كعرق الذهب ويعطي المريض علاجاَ لهبوط القلب والدورة الدموية كالديجيتال والأتروبين يعالج هبوط التنفس بإعطاء أكسجين أو تنفس صناعي ويعمل علي تدفئة المريض.

(9) الإرجوت (Ergot): الإرجوت فطر طفيلي ينمو علي كثير من المحاصيل الزراعية التي تعتبر مصدراً مهماً للدقيق كالشعير والقمح وهو يحتوي علي كثير من المواد الفعالة التي تختلف في تركيبها وأثرها علي الجسم وأهمها ما يلي:

الإرجوتامين (ergotamine) والإرجومترين (ergometrine): ويحدثان انقباضاً بالأوعية الدموية وتنبيهاً للعصب الحائر كما يكثر استعمالهما في تنشيط عضلات الرحم أثناء الولادة وفي علاج الصداع النصفي.

بروموكريبتين (bromocriptine): ويعمل على جفاف اللبن في ثدي الأم.

الإرجوت المهدرج (hydrogenated ergot): ويعمل على توسيع شرايين المخ أيضاً.

حمض الليسيرجيك (LSD): ويتعاطى كعقار للهلوسة.

ويكون التسمم بالإرجوت إما حادة وإما مزمناً. والتسمم الحاد يكون عرضياً عادة نتيجة استخدامات الطبية وخصوصاً في المرضى اللذين يعانون من أمراض الكبد والكلى وأحياناً يكون جنائياً عندما يستخدم في الإجهاض الجنائي. والجرعة السامة 10 جرام من الإرجوت الخام.

أعراض التسمم الحاد: غثيان وقيء وإسهال مع عطش شديد وهبوط مع تقلص العضلات ورعشة وتشنجات وفقد الوعي كما يحدث الإجهاض في الحوامل ويظهر اليرقان والنقط النزفية تحت الجلد وتضيق حدقتا العينين.

المعالجة: عمل غسيل للمعدة وإعطاء مسهلات وموسعات للشرايين التاجيية مثل النيتروجليسرين كما تعطى مضادات للتخثر.

التسمم المزمن: ينتج من استعمال المادة الفعالة لمدة طويلة في علاج الصداع النصفي كما يحدث من تناول خبز أو حلوى مصنعة من دقيق ملوث بالفطر الإرجوتي.

ويشكو المريض من غثيان وقيء وإسهال مع عطش شديد وتنميل في الأصابع قد ينتهي بحدوث غرغرينا بها، كما يحدث أيضاً بالأمعاء وثمة صورة أخرى من صور التسمم المزمن تتجلى بإحباط وضعف يلي ذلك حدوث تقلصات عضلية يعقبها تشنجات مؤلمة في الأصابع والأطراف وقد تشمل الجذع كله ويصاحب ذلك رؤية مزدوجة وضعف السمع وصعوبة الكلام.

المعالجة: تعالج الأعراض بإعطاء موسعات للشرايين ومضاد للتخثر كالهيباريين مع الحفاظ على الأطراف نظيفة جافة لمنع حدوث غرغرينا.

(10) حمض الليسيرجيك (LSD): هو مسحوق أبيض عديم اللون والرائحة يحضر من الإرجوت ويستخدمه بعض الفنانين والرسامين لاعتقادهم بأنهم يكونون أكثر إبداعاً تحت تأثيره ويسبب تعاطيه آثاراً سيئة في نفسية المدمن وتظهر الأعراض خلال نصف ساعة من تناوله وتستمر لعدة ساعات وقد تصل ثلاثة أيام وهو يعرف بعقار الهلوسة. والأعراض هي اضطراب الإدراك وتغير في التفكير والمزاج ويظل الشخص في يقظة ولكنه يشعر كما لو كان يحلق بعيداً في القضاء ويكون منفصلاً عن عالمه مع اضطراب في تقدير الوقت.

(11) الإستركنين (strychnine): من أشباه القلويات ويستخلص من بذرة نبات الجوز المقيئ (strychnux nux vomica seed) بعد سحقها والبذور قرصية الشكل مفرطحة ناعمة الملمس بيضاء إلي بنية اللون شديدة الصلابة لا تتأثر بحموضة المعدة لذلك لا تحدث تسمماً إذا أخذت كما هي. وبالإضافة إلى الإستركنين فإن البذرة تحتوي على أشباه القلويات أخرى وهو البروسين ولكنه أقل فاعلية.

الفوائد والاستعمال: استعمال طبي : كمقو وفاتح للشهية وأيضاً كمنبه للتنفس. استعمال غير طبي كمبيد للفئران وكذلك يضاف إلى بعض عقاقير الإدمان مثل الكوكايين والحشيش على سبيل الغش.

ظروف التسمم: تسمم عرضي: وهو الأكثر شيوعاً نتيجة الجرعة الطبية أو نتيجة خطأ في استعمال معلق الإستركنين حيث يحضر في وسط قاعدي مما يؤدي إلى ترسبه في قاع الزجاجة فإذا أخذ المريض العقار دون رج الزجاجة قبل الاستعمال فإن آخر جرعة تكون شديدة التركيز مما يؤدي إلى تسمم المريض ووفاته.

تسمم انتحاري: بين بعض الفئات الذين يمكنهم الحصول على الإستركنين ويكونون على دراية باستخدامه كمبيد مثل الأطباء والصيادلة والمشتغلين بالزراعة.

تسمم جنائي: وهو نادر الحدوث نظراً لسرعة ظهور أعراض التسمم ولطعمه المر المميز.

الأعراض:

تبدأ بعد ربع ساعة إلى نصف ساعة من تناول السم حيث تعتبر الجرعة السامة من 30-60 ملليجرام ويبدأ المسمم قلقاً متوتراً مع الشعور بتيبس في عضلاته وخاصة خلف الرقبة والوجه ويعقب ذلك ظهور تقلصات يليها حدوث تشنجات بصورة مفاجئة وهي تشنجات تتميز بكونها مؤلمة وتشمل جميع عضلات الجسم ونظراً لقوة عضلات الظهر عن عضلات البطن فإن الجسم يتقوس إلى الخلف بصورة مميزة تعرف بوضع التشنج الظهري (opisthotonus) ويصاحب ذلك تشنج بعضلات الوجه مما يعطيه ابتسامة ساخرة تعرف بالتكشيرة الساردينية (risus sardonicus)، وتنقبض أيضاً عضلات الفك السفلي وتجحظ العينان مع اتساع الحدقتين ويحتقن الوجه وترتفع درجة الحرارة ويبطأ النبض مع ارتفاع في ضغط الدم. وتؤدي انقباضات عضلات الصدر والبطن والحجاب الحاجز إلي إعاقة التنفس وحدوث الاختناق أثناء النوبة لمدة دقيقة أو دقيقتين يعقبها ارتخاء بوعيه أثناء فترة النوبة وتستمر هذه النوبة لمدة دقيقة أو دقيقتين يعقبها ارتخاء كامل بالعضلات يستمر لفترة تتراوح بين 5-15 دقيقة مع اختفاء كافة الأعراض ولكن المريض يكون في حالة توجس شديد ويلي ذلك حدوث نوبات أخري لأقل منبه حسي وعادة لا يتحمل المريض أكثر من 4-5 نوبات لتحدث الوفاة.

التشخيص:

إن ظهور نوبات تشنجية فجأة في شخص سليم لا يعاني من الأمراض ولم تحدث له أية إصابات وذلك عقب تناوله دواء أو طعام يثير الشك في التسمم بالإسيركنين.

ظهور الأعراض المصاحبة للتشنجات والسابق توضيحها.

التحليل الكيميائي.

اختبار بيولوجي وذلك بحقن المحلول المشتبه وجود السم به في أحد حيوانات التجارب المعملية يؤدي إلي حدوث التشنجات فوراً.

وقد تتشابه أعراض التسمم بالإستركنين مع أسباب أخري للتشنجات وخاصة حالات الكزاز (tetanus) ويمكن التفرقة كالآتي:





الكزاز(التيتانوس):

يحدث التشنج بعد فترة حضانة من التلوث الجرثومي للجرح

تظهر الأعراض تدريجياً

يبدأ التشنج في عضلات الفك

لا توجد فترة ارتخاء للعضلات بين نوبات التشنج

تحدث الوفاة خلال أيام

التحليل الكيميائي سلبي

التحليل الجرثومي يكشف عن وجود عصية الكزاز

---------
الإستركنين:

يحدث بعد تناول السم من ربع إلى نصف ساعة

تظهر الأعراض فجأة

يشمل التشنج كل الجسم

توجد فترة ارتخاء للعضلات بين نوبات التشنج

تحدث الوفاة خلال ساعتين

التحليل الكيميائي إيجابي

التحليل الجرثومي سلبي




العلاج:

أهم هدف هو إيقاف التشنجات التي قد تؤدي إلى الوفاة ، وبتم ذلك بإعطاء مضاد للتشنجات مثل الديازيبام بجرعة 5-10 ملليجرام أو بإعطاء أحد مركبات الباربيتيورات مثل الفينوباربيتال ويعطى بجرعة 5 ملليجرام/ كيلوجرام من وزن الجسم تكرر عدة مرات حتى يتوقف التشنج.

يجب أيضاً عزل المريض في حجرة هادئة ومظلمة لمنع تكرار التشنج نتيجة تعرض المريض لأي منبهات حسية.

ويجب مراعاة التنفس أثناء النوبة وذلك بالعمل على إبقاء مجرى التنفس مفتوحاً مع إعطاء الأكسجين.

منع امتصاص السم من المعدة بغمل غسيل للمعدة.

كذلك يجب إعطاء باسط للعضلات مثل succinyl choline.












يتبع............................
 
السموم المعدنية

الصفات العامة للسموم المعدنية:

تعرف هذه المجموعة من السموم بالسموم المهيجة أيضاً لما لها من تأثيرات موضعية مهيجة علي الأسطح الملامسة لها كالجلد والأغشية المخاطية بالإضافة إلي الآثار البعيدة علي الأعضاء الداخلية للجسم كالقلب والكبد والكلي. ويكون السم الناشئ عن هذه السموم عادة علي صورتين التسمم الحاد وينشأ نتيجة تراكم جرعات صغيرة علي مدي فتره زمنية طويلة وتظهر أعراض التسمم الناشئ عن هذه السموم عادة بعد فتره زمنية تطول أو تقصر حسب حالة السم والمعدة ونوع الطعام الموجود فيها. ويتم إفراغ هذه السموم من الجسم عادة عن طريق طرحها في البول وقد يستمر وجودها في البول مدة طويلة حتى بعد التوقف عن تعطيها. معظم هذه السموم يعاد إفرازها في القناة المعدية المعوية حتى وإن لم يتم تعاطيها بطريق الفم فالزرنيخ يعاد إفرازه في القولون النازل والزئبق في الأعور. جميع هذه السموم لا تتأثر بالتعفن ويسهل كشفها في الجسم بعد الموت حتى في وجود تعفن شديد.

التسمم بالرصاص: يدخل الرصاص في العديد من الصناعات فهو شائع الاستعمال في صناعة بطاريات السيارات والبويات ومواد البناء والسبائك ومن مركباته العضوية خلات الرصاص وهو شائع استخدامه طبياً كعلاج موضعي للكدمات ومركب رابع إيثيل الرصاص (tetraethyl lead) المستخدم كإضافة محسنة لخواص وقود السيارات.

امتصاص مركبات الرصاص: عند تعاطي مركبات الرصاص بالفم فإن امتصاصه يتم ببطء من الأمعاء أما في حالة أبخرة الرصاص المنصهر فيتم امتصاصه من الرئتين وكذلك عند استنشاق غبار الرصاص وأما في حالة رابع إيثيل الرصاص فإن هذا المركب يمتص من الجلد والأغشية المخاطية بالإضافة للاستنشاق.

أعراض التسمم بالرصاص: التسمم الحاد بالرصاص نادر الحدوث وتظهر أعراضه في حالة تعاطي مركباته بالفم علي شكل طعم معدني قابض بالفم، وفي حالة تعاطي خلات الرصاص قد يكون الطعم حلواً قابضاً أيضاً مما حدا إلي تسمية هذا المركب باسم سكر الرصاص ويعقب هذا الإحساس بفترة زمنية الشعور بالغثيان والهبوط والقيء مصحوبة بمغص شديد وإمساك وتتشابه هذه الأعراض إلي حد بعيد مع حالات البطن الحادة وتدخل ضمن التشخيص التفريقي لها.

أما أخطر أعراض التسمم بالرصاص عموماً فهو ما يعرف باسم مرض دماغ الرصاص (lead encephalopathy) وينشأ نتيجة ارتفاع نسبة الرصاص بالدم إلي درجة كبيرة تسمح بعبوره الحاجز الدموي الدماغي مما يؤثر علي الجهاز العصبي وتظهر الأعراض علي شكل نوبات تشخيصيه صرعية تتبعها غيبوبة قد تؤدي بحياة المتسمم. وقد ينشأ التسمم الحاد أثناء علاج حالات التسمم المزمن بالرصاص بالمواد المستخلبة (chelating agents) للرصاص من العظام حيث يصل مستوي الرصاص في الدم إلي نسب التسمم.

أما أعراض التسمم المزمن بالرصاص فتتجلى بعدة أشكال منها قلة التوصيل العصبي المؤدي في النهاية إلي اعتلال عصبي حركي علي شكل سقوط بمفصلي الرسغ والكاحل. وكنتيجة لتعطيل الرصاص لعمل الإنزيمات المسئولة عن تخليق مادة الهيم الأولية بالدم فيحدث فقر دم (anaemia) وتتراكم المواد الأولية لتخليق الهيم (haem) في كريات الدم الحمراء علي شكل بقع تصطبغ باللون الأزرق وتسهم في المساعدة علي تشخيص التسمم المزمن بالرصاص من خلال فحص عينات الدم.

ومن أعراض التسمم المزمن بالرصاص في الجهاز الهضمي تكون خطوط زرقاء في حواف اللثة عند التقائها بالأسنان وخاصة إذا لم تكن هناك عناية بتنظيف الفم والأسنان أوفي وجود تجاويف بالأسنان وتنشأ هذه الخطوط الزرقاء نتيجة تفاعل غاز كبريتيد الهيدروجين الناتج من تحلل فضلات الطعام بفعل الجراثيم في الفم مع مركبات الرصاص المفرزة في اللعاب وتكون كبريتيد الرصاص الذي يترسب عند اتصال اللثة بالأسنان ويصحب التسمم المزمن بالرصاص وجود مغص وآلام تشنجيه بالبطن تعرف باسم مغص الرصاص (lead colic) ويتميز هذا النوع من المغص بتحسن شدته بالضغط علي البطن وبالمواد المضادة للتقلصات. كما يحدث إمساك شديد في هذه الحالات. ويؤثر الرصاص علي الكلي في شكل خلل بأنابيب الكلية من حيث قدرتها علي إعادة امتصاص الجلوكوز والأحماض الأمنية والفوسفات. لذا يوضع التسمم بالرصاص في الاعتبار كتشخيص تفريقي في حالات ظهور السكر بالبول ولاسيما في الأطفال ويؤدي التسمم المزمن إلي قصور بالكلية ينشأ عنه ارتفاع في ضغط الدم ويحدث التسمم بالرصاص عقماً لدي الرجال والنساء كما قد يتسبب في إجهاض الحوامل وهناك علاقة بين التسمم بالرصاص في الأطفال وبين ظهور أعراض قصور عصبي وخلل عصبي حركي وتخلف.

تشخيص التسمم بالرصاص: عند تشخيص التسمم بالرصاص يكون تقدير مستوي الرصاص بالدم دليلاً علي الامتصاص ويكون تأثير الرصاص علي تخليق الهيم دليلاً علي آثاره. وتقدير كمية البروتوبورفيرن (protoporphyrin) في كريات الدم دالاً علي التأثير وزيادة إخراج حمض الأمينوليفيولينيك (aminolivolinic) في البول يدل علي قصور تخليق مادة الهيم. كما يعتبر مستوي الهيموجلوبين المنخفض المصحوب بوجود بقع زرقاء في كريات الدم الحمراء دليلان علي التسمم بالرصاص.

معالجة التسمم بالرصاص: يكون إبعاد المريض عن مصدر التسمم أساساً أولياً في علاج حالات التسمم بالرصاص ويتم ذلك في بعض الأحيان عن طريق تغيير طبيعة العمل بحيث يتوقف تعرض المريض إلي جرعات جديدة من الرصاص.

وتعتمد السياسة العلاجية للتسمم بالرصاص علي عدم السماح بتجاوز مستوى الرصاص بالدم حداً يفوق قدرة الكلي علي إخراجه حتى لا يتسبب في عبور الرصاص الحاجز الدموي الدماغي وبالتالي حدوث أخطر مضاعفات التسمم بالرصاص وهو مرض دماغ الرصاص. وعليه فعند ارتفاع مستوي الرصاص بالدم ارتفاعاً كبيراً يوجه الرصاص إلي العظام لترسيبه وتخزينه بصفة مبدئية حتى يتجاوز المريض المرحلة الحادة من التسمم ثم يبدأ بعدها في سحب كميات صغيرة محسوبة من الرصاص المخزون بالعظام بواسطة مواد استخلابية (chelating) إلي مجري الدم ومنها إلي الكليتين حيث تخرج مع البول. وتستغل خاصية تشابه سلوك الرصاص بالجسم مع سلوك الكالسيوم في توجيهه للترسيب بالعظام حيث يعطي المريض فيتامين د ومواد قلوية لتشجيع الترسيب بالعظام ونستخدم لهذا الغرض إيديتات الصوديوم (sodium EDTA) كمادة استخلاب مختارة وتعطي حقناً بالوريد في محلول كلوريد الصوديوم 9,.% بمعدل يصل 40 ملليجرام مرتين يومياً وتستمر فترة العلاج من ثلاثة إلي خمسة أيام وتحسب الجرعة للأطفال بواقع 20 ملليجرام /كيلوجرام مقسمة إلي جرعات وفي الأطفال يبادر إلي العلاج بالمواد الإستخلابية إذا تعدي منسوب الرصاص في الدم 80 ميكروجرام في الديسيليتر حتى وإن لم توجد أعراض ظاهرة.

التسمم بالزئبق: يستخدم الزئبق في صناعة أجهزة قياس الضغط الجوى وضغط الدم وقياس الحرارة كما يدخل في صناعة السبائك وحشو الأسنان وكان الشائع قديماً إعطاؤه للمرضى المصابين بالانسداد المعوي (intussusception) بقصد العلاج. ومن أشهر مركبات الزئبق العضوية مركب ميثيل الزئبق المستخدم كقاتل للفطريات في حفظ الحبوب من التعفن لحين زراعتها.

امتصاص مركبات الزئبق: يشكل بخار الزئبق عند درجة حرارة الغرفة وعلي وجه الخصوص في الأماكن المغلقة خطراً صحياً علي الأفراد في المختبرات وعيادات الأسنان وأماكن العمل المتداول فيها الزئبق في صورته العنصرية. فاستنشاقه يسبب تسمماً بهذا السم المعدني وتبدو أعراضه بعد امتصاصه بقدر كبير عن هذا الطريق. وأملاح الزئبق تمتص بسرعة من الأمعاء بالإضافة إلي أثرها المهيج علي الأغشية المخاطية لكل من المعدة والأمعاء. وللأسماك والكائنات البحرية قدرة خاصة علي تركيز أملاح الزئبق في أجسامها من المياه الملوثة بهذه الأملاح ويكون استهلاك هذه الأسماك كغذاء مصدراً من مصادر التسمم المزمن بالزئبق كما حدث في خليج ميناماتا باليابان وسمي التسمم الناتج بداء ميناماتا.

أعراض التسمم بالزئبق: التسمم الحاد بالزئبق الناشئ عن تعاطي أملاحه يظهر في شكل التهاب معدي معوي حاد مصحوب بإسهال شديد وانهيار، وبتمام هذه المرحلة الحادة يبدأ أثر امتصاص الزئبق على أنابيب الكلية مسبباً نخراً بهذه الأنابيب وانقطاع البول وفشلاً كلوياً. أما عند استنشاق بخار الزئبق في حالته العنصرية فأول ما يظهر من الأعراض هو شكاوى غير محددة كفقدان الشهية والأرق والتعرق بكثرة ثم يبدأ ظهور أعراض الخلل السلوكي المتصف بعدم ثبات الحالة العاطفية كأن يظهر علي المريض علامات خجل شديد أو نوبات بكاء أو فقدان ثقة بالنفس ومخاوف غامضة وعدم قدرة علي أداء أبسط الأعمال أو نوبات من الغضب تنقلب إلي عدم اكتراث مصحوب بالأرق أو فقدان الذاكرة. أما في حالات التسمم المزمن بالزئبق فتظهر الأعراض علي شكل التهابات باللثة وزيادة إفراز اللعاب ورعشة باليدين تتضح في تغير شكل الكتابة بالنسبة للمتسمم وفي الحالات الشديدة تكون حالة المريض ذهانية (psychotic) صرفه مع ميول انتحارية وهلوسة.

أما في حالة التسمم بميثيل الزئبق فقد تظهر الأعراض بعد فترة من الزمن تمتد إلي ستة أسابيع نظراً لكون هذا السم تراكمياً. والأعراض الرئيسية للتسمم بهذا المركب هي تنميل بالأطراف وخذل (paresis) وترنح (ataxia) مخيخي وقصور بصري في صورة تضيق مركزي بمجال الرؤية ويكون الترنح من الشدة بحيث يعوق المشي والقيام بأية أعمال ولو بسيطة.

معالجة التسمم بالزئبق: في حالات التسمم الحاد بأملاح الزئبق فإن عقار البال (BAL) يجب أن يعطى (بجرعة 2,5-5 مجم/كجم من وزن الجسم) بالحقن العميق في العضلات كل 4 ساعات لمدة يومين، ثم 2,5 مجم/كجم مرتين في اليوم الثالث، ثم مرة واحدة يومياً لمدة أسبوع، وحيث إن هذه المادة الإستخلابية تسبب إعادة توزيع الزئبق في الجسم مع فرصة زيادته في الدماغ، لذا تبرز أهمية خفض مستوى الزئبق المار بالكليتين وذلك عن طريق إزالة مركب الزئبق مع البال بالغسيل الدموي (hemodialysis) وخاصة في مرضى انقطاع البول، وتتقهقر الأعراض الدماغية للتسمم بالزئبق عقب إبعاد المريض عن مصدر التعرض. وقد يعطى المريض دواء البنيسيلامين للمساعدة على إفراغ الزئبق في البول، وتقدر جرعة البنيسيلامين ب250 مجم إلى 2 جم بالفم يومياً.

التسمم بالفوسفور: يعتبر الفوسفور الأحمر آمناً نسبياً حيث إنه قليل السمية، أما الفوسفور الأصفر والمستخدم في صناعة الألعاب النارية وصناعة سموم القوارض فهو شديد السمية للغاية. وتعاطي جرعات صغيرة يؤدى إلي غثيان وقيء وإسهال شديد وانهيار نتيجة انخفاض ضغط الدم وزيادة حموضة الدم وتلف شديد بالكبد مصحوب بيرقان (jaundice) وفشل حاد بالكبد وإذا كان التعاطي عن طريق الفم فإن غسل المعدة من الأمور المنصوح بها مع العلاج المكثف حيث يجب معالجة الفشل الكبدي معالجة مناسبة. أما مركبات الفسفور العضوية فأشهر مركب الباراثيون المستخدم كمبيد حشري وسيذكر بالتفصيل تحت بند المبيدات الحشرية.


التسمم بالزرنيخ: أشتهر الزرنيخ علي مدي قرون طويلة بأنه أوسع السموم استخداماً في قتل الآخرين وقد نشأت هذه السمعة من كونه يتمتع بصفات ثلاث وهي:

أولاً: أن مركباته تكاد تكون بلا طعم ولا رائحة أولون مميز حيث يسهل تقديمها في مختلف الأطعمة والمشروبات دون أن تثير الريبة.

ثانياً: ظهور أعراض التسمم بالزرنيخ يبدأ بعد فترة قد تطول إلي حد يبتعد فيه الجاني عن المجني عليه

ثالثاً: أن الأعراض التسممية الناشئة عنه تختلط مع كثير من الأمراض المعوية السارية بحيث لا تثير شكاً لدي الطبيب المعالج.

وقد فقد الزرنيخ هذه السمعة بسبب سهولة الكشف عن وجوده حتى بعد تحلل جثة المتسمم تحللاً كاملاً إذ يمكن الكشف عنه في عظامه أوقي التربة أسفل الجثة.

ويستخدم الزرنيخ في مبيدات الطحالب والقوارض والدهانات وورق الحائط وفي صناعة السيراميك والزجاج ومن أخطر مركبات الزرنيخ سمية ثالث أكسيد الزرنيخ وهو مسحوق قابل للذوبان في الماء والجرعة القاتلة منه تتراوح بين 60إلي 20 ملليجرام ويتم امتصاصه عن طريق الأمعاء ببطء حيث تظهر الأعراض بعد فترة زمنية تتراوح من ربع ساعة إلي عدة ساعات. وهناك صورة أخري وهي غاز الأرسين ويتم امتصاصه عن طريق الاستنشاق إلي الدم مباشرة وتشكل كميات ضئيلة منه في الهواء المحيط خطراً شديداً إذ تؤدي إلي التسمم الحاد في صورة تحلل كريات الدم ويتولد الغاز من معالجة المعادن المحتوية علي شوائب الزرنيخ بالأحماض أثناء تنظيفها.

أعراض التسمم بالزرنيخ: عند التسمم بالزرنيخ بالفم يكون هناك إحساس بطعم قابض يعقبه بعد ابتلاعه فترة كمون لا يظهر بها أعراض تتراوح ما بين 15 دقيقة إلي بضع ساعات حسب محتوي المعدة من الطعام ونوعه، إذ يؤخر وجود طعام دهني امتصاص الزرنيخ لفترات طويلة بينما يعجل الامتصاص تعاطي الزرنيخ علي صورة محلول في مشروب ساخن. وتبدأ أعراض التسمم علي شكل قيء شديد وإسهال شديد (يشبه الكوليرا) ينشأ عنه جفاف سريع وانهيار. ويصل أيون الزرنيخ الممتص إلي الأعضاء والأنسجة الداخلية للجسم ليفسد عمل النظم الإنزيمية المعتمدة في عملها علي مجموعات السلفهيدريل (sulphhydryl groups).

أما في حالات التسمم المزمن بالزرنيخ فإن الأعراض التي تظهر علي المتسمم تشمل بالإضافة إلي القيء والإسهال المذكورين في الحالات الحادة، وجود هزال شديد وطفح جلدي مع زيادة في سمك الجلد ولا سيما في راحة اليدين وباطن القدمين (hyperkeratosis) واعتلال عصبي متعدد (polyneuropathy)، ويتم التأكد من الإصابة بقياس مستوى الزرنيخ بالبول حيث يندر أن يتعدى مقداره 0,3 ملليجرام باللتر. ويتم التشخيص بدقة أكثر بقياس محتوى الشعر والأظافر من الزرنيخ.

أما في حالات التسمم بغاز الأرسين فإن الأعراض تظهر على شكل انحلال كريات الدم الحمراء، فيشعر المريض برعشة وبآلام خاصة في موضع الكليتين ويتلون البول بلون قاتم وينشأ عن انحلال الكريات فشل بالكليتين وقد يتضخم الكبد والطحال بحيث يمكن تحسسهما. هذا وقد يتسبب التعرض المزمن للزرنيخ على مدى سنوات طويلة في زيادة الاستعداد لحدوث السرطان وخاصة الجلد ولكن قد ينشأ في أعضاء أخرى.

معالجة التسمم بالزرنيخ: يعتمد العلاج بالإضافة إلى وقف زيادة التعرض للزرنيخ إلى تخليص الجسم من الزرنيخ عن طريق الاستخلاب (chelation) بمادة البال (BAL) أما في حالات التسمم بغاز الأرسين فلمواجهة منع حدوث مزيد من التلف بالكلية يجب عمل غسيل دموي (hemodialysis) وقد يلجأ إلى تبديل الدم (exchange transfusion) بسحب وتعويض المريض بدم حديث.

التسمم بالحديد: تعتبر أملاح الحديد مهمة جداً في علاج حالات فقر الدم (anemia) والتسمم بها شائع خاصة بين الأطفال وتعتبر الجرعة السامة 30 ملليجرام/كجرام.

أعراض التسمم: تظهر الأعراض في خمس مراحل، المرحلة الأولي وتبدأ بعد ساعتين من التسمم بآلام في البطن مصحوبة بغثيان وقيء وإسهال وهبوط في الضغط ومن الممكن أن تنتهي هذه المرحلة بغيبوبة. أما المرحلة الثانية وهي مرحلة هادئة حيث يعافي المريض وذلك لترسيب أملاح الحديد الموجودة في البلازما قي الكبد مما يؤدي إلي انخفاض مستوي الحديد في الدم وبعد 10 ساعات تبدأ المرحلة الثالثة بحموضة الدم (acidosis) وارتفاع في درجة الحرارة وانخفاض في مستوي السكر في الدم (hypoglycemia) وزرقة (cyanosis). وبعد 2 إلي 4 أيام من التسمم تبدأ المرحلة الرابعة بتنخر في الكبد (hepatic necrosis) ومن الممكن أن يؤدي إلي فشل كبدي (hepatic failure) وبعد أسبوعين إلي أربعة أسابيع تبدأ لمرحلة الخيرة من التسمم حيث يحدث انسداد معوي (intestinal obstruction).

تشخيص التسمم بالحديد: يتراوح مستوي الحديد الطبيعي في الدم بين 50 إلي 150 ميكروجرام /ديسيلليتر دليل علي التسمم مما يبادر بالعلاج بديفيروكسامين (deferoxamine) ومن الممكن أن تظهر أقراص الحديد في البطن بعمل أشعة أكس (xray).

المعالجة: وقف الامتصاص بالتقيؤ وذلك في عدم وجود قيء أو عمل غسيل معدي باستخدام كربونات الصوديوم (Na bicarbonate) بنسبة 20جرام/ ليتر واستعمال مسهلات كسلفات الماغنسيوم (magnesium sulfate) حيث يساعد علي إخراج كمية من أقراص الحديد. تخليص الجسم من الحديد عن طريق الإستخلاب بمادة ديفيروكسامين (deferoxamine) بجرعة 15 مجم/ كجم/ساعة عن طريق الوريد وذلك كل 12 ساعة في اليوم ويجب أن يلاحظ لون البول الذي يتحول إلي لون برتقالي مائل إلي الحمرة مما يدل علي إخراج المادة المستخلبة ويستمر العلاج بديفيروكسامين حتى يعود البول إلي اللون الطبيعي.

التسمم بالسيلنيوم: يكثر الآن استعمال كبريتيد السيلنيوم كشامبو لعلاج قشرة الشعر مما يجعل التسمم به شائع الحدوث وخاصة في الأطفال وذلك لتواجده بكثرة في المنازل وتشمل أعراض التسمم به غثيان وقيء ثم تهيج وتشنج وارتفاع في درجة الحرارة وهبوط في ضغط الدم ومن المكن أن يؤدي إلي الوفاة نتيجة فشل في الدورة الدموية ولا يوجد علاج خاص للتسمم بالسيلنيوم حيث يتركز علي علاج الأعراض والطرق العامة لعلاج حالات التسمم.

التسمم بالألومونيوم: يعتبر الألومونيوم من المواد الشائعة الانتشار فهو يدخل في العديد من الصناعات. كما يستعمل طبياً كمضاد للحموضة، ومع المسكنات (buffered aspirin) وكمضاد للإسهال (kaolin, aluminum magnesium silicate) كما يستخدم كمادة قابضة (astringents). والمعدل الطبيعي لتناول الألومونيوم في الغذاء وماء الشرب حوالي 3-5 ملليجرام يومياً تقريباً،15 ميكروجرام منهم يتم امتصاصهم من الجهاز الهضمي ويعتبر أكثر الأشخاص تعرضاً للتسمم بالألومونيوم مرض الفشل الكلوي المزمن والعاملين في مجال صناعة الألومونيوم .

أعراض التسمم: يعتبر مرض الدماغ (ENCEPHALOPATHY) من أخطر أعراض التسمم بالألومونيوم ويختص بصعوبة في الكلام رعشة في اليدين ضعف في الأبصار قلة التركيز والانتباه كما يحدث أيضاً لين في العظام وفقر دم (MICROCYTIC ANAEMIA) ويعزي البعض مرض الزهايمر ( الضعف التدريجي للذاكرة) إلي ارتفاع نسبة مستوي الألومونيوم في الدم وهو مرض يصيب كبا ر السن نتيجة ضمور في خلايا المخ.

المعالجة: تعالج حالات التسمم بالألومونيوم بالديفيروكاسمين (DEFEROXAMINE) وذلك في حالات ارتفاع مستوي الألومونيوم بالدم 200 ميكروجرام / ملليليتر.






يتبع.................................
 
السموم الغازية

أول أكسيد الكربون:


الخواص:

يعتبر غاز أول أكسيد الكربون من الغازات عديمة اللون والطعم والرائحة ولا يتسبب في أي تهيج للأغشية المخاطية حيث إنه متعادل كيميائياً كما إنه أخف نسبياً من الهواء وهو غاز قابل للاشتعال حيث يتحول إلى ثاني أكسيد الكربون، ومخلوطه في حيز مغلق مع الهواء أو الأكسجين بنسب معينة يكون قابلاً للانفجار في وجود لهب أو شرر.

وجوده وتكونه:

يتولد غاز أول أكسيد الكربون من الاحتراق غير الكامل للمواد الكربونية، وعليه فإنه ينبعث من أي لهب أو جهاز اشتعال. وتصدر آلات الاحتراق الداخلي كمحركات السيارات عادماً يحتوي على نسب تتراوح ما بين 3-7% من هذا الغاز، ترتفع بمقدار كبير عند وجود عيوب أو عدم ضبط لهذه الآلات. و يعد غاز أول أكسيد الكربون واحداً من مكونات غاز الاستصباح (غاز الفحم) ومعظم أنواع الوقود الغازي باستثناء الغاز الطبيعي والبوتاجاز. ويحضر الغاز مخبرياً بفعل حمض الكبريتيك على حمض الفورميك.

كيفية التسمم:

غاز أول أكسيد الكربون مسئول عن العديد من الوفيات سنوياً سواءً كانت الوفاة عرضية أو انتحارية، وأكثر هذه الحالات حدوثاً يكون في فصل الشتاء وخاصة في الدول ذات المناخ الشديد البرودة وذلك نتيجة التدفئة بالحرق المكشوف لمواد الوقود السائلة أو الصلبة أو الغازية كالكيروسين والفحم والبوتاجاز في غرف قليلة التهوية أو مواقد معيبة، كما يتسبب غاز أول أكسيد الكربون في وفاة أكثر ضحايا الحرائق وخاصة داخل الأبنية وقبل امتداد النيران إليهم.

أما عن الانتحار بغاز أول أكسيد الكربون فقد كان الغاز يعد واحداً من السموم المفضلة لهذا الغرض لسهولة الحصول عليه سواءً من عادم السيارات أو غاز الفحم، ولكون التسمم به لا يصاحبه ألم أو تشوه للمنتحر، لذا شاع استخدامه بين النساء وذلك بوضع الرأس داخل أفران تعمل بغاز الفحم وترك الغاز يتسرب بهدوء محدثاً أثره السريع، أو بإدارة محرك السيارة داخل الجراج حيث تحدث الوفاة بهدوء أيضاً. ولا يستخدم الغاز فيما يعرف باسم التهديد بالانتحار إذ أن الغاز سرعان ما يسبب حالة فقدان للقدرة على الحركة والنطق سابقة على حالة غيبوبة الوفاة بحيث لا تسمح بالعدول عن نية الانتحار لدى المنتحر إذا رغب في ذلك.

والتسمم بغاز أول أكسيد الكربون هو أحد العوامل المسئولة عن الأعراض التي تظهر على قائدي السيارات لمدد طويلة وخاصة في فصل الشتاء عند غلق نوافذ السيارة وهي أعراض تتراوح بين ظهور علامات الإجهاد وعدم القدرة على التركيز والصداع مما ينجم عنه وقوع حوادث السيارات فتسرب هذا الغاز من الوصلات غير المحكمة أو خلال الثقوب بأنبوبة العادم إلى داخل السيارة يؤدي إلى حدوث التسمم بهذا الغاز. كما يوجد غاز أول أكسيد الكربون أيضاً كأحد المكونات الرئيسية لدخان السجائر والتبغ.

التأثيرات السامة:

تنشأ التأثيرات السامة لغاز أول أكسيد الكربون كنتيجة لحرمان خلايا الجسم من الأكسجين، فغاز أول أكسيد الكربون يتحد عند استنشاقه بهيموجلوبين الدم مكوناً مادة الكاربوكسي هيموجلوبين، وحيث إن كلاً من غازي أول أكسيد الكربون والأكسجين يتحدان بنفس المجموعة الكيميائية على جزيء الهيموجلوبين، فإن الكاربوكسي هيموجلوبين المتكون يكون عاجزاً عن حمل الأكسجين. وإذا علم أن قابلية الهيموجلوبين للاتحاد بغاز أول أكسيد الكربون أعلى ب200 - 240 مرة عنه بالأكسجين، فإن جزءاً واحداً من غاز أول أكسيد الكربون في 1500 جزء من الهواء ينشأ عنه عند الاتزان تحول 50% من هيموجلوبين الدم إلى كاربوكسي هيموجلوبين. وعلاوة على ذلك فإن الكاربوكسي هيموجلوبين المتكون يعرقل بشكل مؤثر تحرر الأكسجين من جزيء الهيموجلوبين، وهذا يؤدي إلى تقليل كمية الأكسجين المتاحة أكثر فأكثر، كما يفسر ظهور حرمان الخلايا من الأكسجين في حالات التسمم بهذا الغاز برغم وجود تراكيز عالية نسبياً من الهيموجلوبين بالدم أعلى مما يلاحظ في حالات فقر الدم (الأنيميا). ويعتمد مدى تشبع الهيموجلوبين بأول أكسيد الكربون على تركيز الغاز في الهواء المستنشق كما يعتمد على وقت التعرض، وتعتمد أعراض عوز الأكسجين بالإضافة إلى ما سبق على نوعية النشاط الذي يبذله الفرد وعلى حاجة أنسجته للأكسجين وأيضاً على تركيز الهيموجلوبين بالدم.

الأعراض وعلامات التسمم:

تتناسب أعراض وعلامات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون مع ثلاثة عوامل: تركيز الغاز في الهواء المستنشق ومدة التعرض للغاز والمجهود العضلي المبذول، حيث تؤدي هذه العوامل الثلاثة إلى تغير نسب الكاربوكسي هيموجلوبين الدم وبالتالي ظهور أعراض عوز الأكسجين على أنسجة وخلايا الجسم وخاصة الدماغ.

وعليه فعند تركيز قدره 01, % من أول أكسيد الكربون في الهواء، لا توجد عادة أي أعراض حيث إن هذا التركيز لا يرفع من نسبة الكاربوكسي هيموجلوبين بالدم أكثر من 10%. أما عند التعرض لتركيز قدره 05, % لمدة ساعة واحدة في وجود نشاط عضلي معتدل، فإن هذا يحدث تركيزاً للكاربوكسي هيموجلوبين بالدم قدره 20%، وتكون الأعراض عندئذ عبارة عن الإحساس بصداع نابض متوسط الشدة. فإذا زاد النشاط العضلي أو زادت مدة التعرض لنفس تركيز الغاز السابق في الهواء المستنشق ترتفع معه بالتالي نسبة غاز أول أكسيد الكربون بالدم لتصل إلى ما بين 30-50%، وعند هذا الحد يشتد الشعور بالصداع المصحوب بالقلق والارتباك والإحساس بالدوار والخلل البصري مع شعور بالغثيان والقيء ويحدث إغماء عند بذل أي مجهود عضلي. وبوصول تركيز غاز أول أكسيد الكربون إلى 1, % في الهواء المستنشق، فإن الدم عندئذ سيحتوي على 50 - 80% من الكاربوكسي هيموجلوبين مما يؤدي إلى حدوث الغيبوبة والاختلاجات والفشل التنفسي ومن ثم الوفاة.

أما إذا استنشق الشخص تركيزاً عالياً من غاز أول أكسيد الكربون منذ البداية فإن حالة فقدان الشعور والغيبوبة تتم بسرعة دون أي أعراض تمهيدية منذرة. وعند حدوث تسمم متدرج فإن الشخص المسمم بغاز أول أكسيد الكربون يمكنه أن يلحظ فقدان قدرته على بذل أي مجهود مع صعوبة التنفس عند الحركة ثم عند الراحة أيضاً مع إفراز عرق كثير وإحساس بالحمى. ومن العلامات المصاحبة للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون حدوث تضخم بالكبد ومظاهر جلدية وازدياد في عدد كريات الدم البيضاء ونزيف، كما يظهر الجلوكوز والألبومين في البول أحياناً.

ومن أخطر أعراض التسمم بهذا الغاز حدوث أديما دماغية وازدياد الضغط الدماغي نتيجة ازدياد نفاذية الشعيرات الدموية الدماغية التي تعاني من النقص الحاد في الأكسجين وتنعكس معاناة عضلة القلب من نقص الأكسجين الواصل إليها على شكل تغيرات في تخطيط كهربية القلب.

أما أهم الأعراض المميزة للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون فهي تلون الجلد والأغشية المخاطية بلون الكرز الأحمر نتيجة للون الكاربوكسي هيموجلوبين الأحمر البراق. ويمكن تفريق هذا اللون عن لون الأوكسي هيموجلوبين بإضافة 5 ملليمترات من محلول هيدروكسيد الصوديوم بنسبة 40% إلى محلول مخفف بنسبة 5% من الدم، فبينما يتحول محلول الأوكسي هيموجلوبين إلى اللون البني يظل لون الكاربوكسي هيموجلوبين أحمراً، أما الكشف حديثاً على التسمم بغاز أول أكسيد الكربون فيعتمد على الكشف على نسبة الكاربوكسي هيموجلوبين بالدم عن طريق جهاز CO-Oximeter.


معالجة التسمم:

تعتمد معالجة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون على تقديم التنفس الاصطناعي الفعال في وجود أكسجين تحت ضغط عالي وفي غياب أي أثر لغاز أول أكسيد الكربون. ويستخدم لذلك الأكسجين النقي حيث يتيح ذلك إحلاله محل غاز أول أكسيد الكربون ولتخفيف ولو جزئياً من آثار نقص الأكسجين على الأنسجة بذوبان الأكسجين في بلازما الدم، ولهذا الغرض يستخدم الأكسجين المضغوط بضغط فوق جوي في حالات التسمم الخطيرة بهذا الغاز. وقد يكون لنقل الدم أو نقل كريات الدم الحمراء المركزة أثر فعال كخط علاجي في هذا المضمار.

ولتقليل احتياج الأنسجة للأكسجين فإن المريض يجب أن يبقى في حالة سكون تام، وقد نلجأ إلى تبريد الجسم للمساهمة في تقليل الاحتياج إلى الأكسجين. وبتقدم العلاج فإن أعراض التسمم تبدأ في الزوال تدريجياً، إلا أنه في حالة حدوث نقص مستمر وشديد في وصول الأكسجين للأنسجة قد تظهر أعراض عصبية كالرعشة والخلل العقلي والسلوك الذهني وقد تظهر تغيرات مجهرية لنقص الأكسجين على كل من أنسجة قشرة الدماغ وعضلة القلب وأعضاء أخرى.














يتبع...................
 
السموم الطيارة

التسمم بالكحوليات:

الكحوليات هي قواعد عضوية على شكل سلاسل مركبة من أصل عضوي ومجموعة هيدروكسيلية (OH) واحدة أو أكثر، وبقدر عدد مجموعات الهيدروكسيل يكون تكافؤ الكحول، فالكحوليات الأحادية هي التي تحتوي على مجموعة هيدروكسيل واحدة مثل الكحول الإيثيلي والكحول الميثيلي والكحول البروبيلي، والكحوليات الثنائية هي التي تحتوي على مجموعتين من الهيدروكسيل مثل الإيثيلين جليكول وثنائي إيثيلين جليكول، والكحوليات الثلاثية هي التي تحتوي على ثلاث مجموعات من الهيدروكسيل مثل الجليسرين (الجليسرول).


الكحول الإيثيلي (الإيثانول)C2H5OH:

يعد الكحول الإيثيلي من أهم الكحوليات من حيث التأثير السام، فهو المكون المشترك في كافة أنواع الخمور والمشروبات الكحولية، وهو المسئول عن الأثر السمي الناجم عن تعاطي هذه المشروبات.

ويحضر الكحول الإيثيلي بتخمير السكريات بفعل فطر الخميرة ويتراوح تركيز الكحول في المشروبات المخمرة ما بين 4% كمشروب البيرة، وعشرة أضعافه أي حوالي 40% في المشروبات المقطرة كالويسكي والفودكا. وقد تتعدى نسبة الكحول هذه النسب السابقة لتصل إلى 55% في مشروبات البراندي (الكونياك).

امتصاص الكحول الإيثيلي ومساره بالجسم:

عند تعاطي المشروبات الكحولية فإن حوالي 20% من الكحول يتم امتصاصه مباشرة من خلال جدار المعدة وخاصة إذا كانت خالية من الطعام حيث يؤثر نوع وكمية الطعام الموجود بالمعدة على سرعة امتصاص الكحول منها، ويمر80% من الكحول إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصه إلى مجرى الدم أيضاً. يمر الكحول الممتص من المعدة والأمعاء الدقيقة خلال الشريان الكبدي إلى الكبد حيث يقوم إنزيم متخصص يعرف باسم نازع هيدروجين الكحول ( (Alcohol dehydrogenase enzyme

بتكسير الكحول الممتص بمعدل ثابت محولة إياه إلى أسيتالداهيد فحمص الأسيتيك (الخليك) ثم إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، وما يزيد عن هذا المعدل الثابت يخرج من الكبد عن طريق الوريد الكبدي إلى الناحية الوريدية للقلب ومنه إلي الرئتين حيث يمكن الكشف عن وجوده في هواء الزفير، ثم إلى الجانب الشرياني للقلب حيث يتوزع إلى كافة أنسجة وأعضاء الجسم بما فيها الدماغ.

أما من الناحية الطبية الشرعية فإن تأثير الكحول على الدماغ هو المهم من الوجهة العملية حيث إن التغيرات الحادثة في وظائف هذا العضو تؤثر بشكل مباشر على قدرة الأشخاص على أداء مهام محددة تحتاج قدراً من الحكم بطريقة طبيعية على الأمور والأشياء وأيضاً على التوافق الحركي للعضلات.

أعراض وعلامات التسمم بالإيثانول:

يعمل الكحول من الوجهة الفارماكولوجية كمثبط للجهاز العصبي المركزي، ويكون هذا التثبيط تدريجياً في المستوى بحيث يؤثر على المستويات العليا أولاً، ثم يتدرج إلى المستويات أو المراكز الأكثر بدائية للجهاز العصبي.

وعند تعاطي كميات صغيرة من الكحول فإن أول ما يتأثر في الجهاز العصبي هو المراكز العليا التي تشكل عنصر السيطرة والكبح والانضباط على السلوك الإنساني فعند تثبيط هذه المراكز بفعل الكحول يقل هذا الأثر الكابح على المراكز الدنيا ويظهر ذلك في صورة إحساس بالانتعاش والبهجة وإحساس زائف بازدياد الثقة بالنفس والقوة كما ينشأ عن ذلك فقدان الإحساس بالرهبة أو التهيب، وأيضاً فقدان الوقار مع الثرثرة وقلة الحياء.

وتعد الأعراض السابقة من قبل المتعاطين للكحول بمثابة الأثر المرغوب فيه لديهم حيث يلتمس معتادو الشراب الشجاعة والثقة والقدرة على تكوين العلاقات الإنسانية في تعاطي الكحول. وهذه نقطة يجب أخذها في الاعتبار عند التصدي لعلاج حالات إدمان الكحول بالتأهيل النفسي، وأيضاً في حالات الإدمان عموماً.

ويصحب هذا الإحساس الزائف بالبهجة والقدرة على أداء الأعمال بصورة أفضل بطء في الأعمال المنعكسة وازدياد في زمن الاستجابة وسوء في أداء النشاطات المعقدة كقيادة السيارة أو في زمن الاستجابة وسوء في أداء النشاطات المعقدة كقيادة السيارة أو الطائرة أو أداء المهارات الرياضية. وعادة ما يكون مستوى الكحول في الدم المصاحب لهذه الأغراض في حدود 50-100 ملليجرام من الكحول بالمائة.

وبارتفاع نسبة الكحول بالدم إلى مستوى حوالي 150 ملليجرام من الكحول بالمائة تظهر على الشخص علامات احتقان الوجه وازدياد سرعة ضربات القلب وإحساس متزايد بفقدان السيطرة يتجلى في شكل هياج وتخاطب صاخب وحركة متزايدة، وفي هذه الحالة يكون المتعاطي ميالاً إلى الشجار لأتفه الأسباب أو مرحاً بصورة غير طبيعية أو ميالاً للمزاح الثقيل أو حسياً بدرجة ملحوظة، كما قد يكون في بعض الأحيان شديد الاكتئاب حسب شخصية الفرد، إلا أن هذه الأعراض عادة ما تكون ثابتة بالنسبة للشخص الواحد.

ويتبع هذه المرحلة (عند مستوى كحول يتراوح ما بين 150-300 بالمائة في الدم) مرحلة يظهر فيها بوضوح عدم تناسق الحركة وثقل واختلاط الحديث وترنح بالمشية واكتئاب وقلة النشاط العقلي وتنتهي عند مستوى أعلى من 300 ملليجرام بالمائة في الدم بنوم عميق يؤدي إلى سبات (غيبوبة) قد تنتهي بالوفاة.

وكقاعدة عامة فإنه ما لم تمتص كميات كبيرة من الكحول في وقت قصير فإن الشفاء من هذه الأعراض السابقة يتم بأعراض تعرف باسم الخمار (hangover) وهي أعراض تجمع ما بين الاكتئاب الحاد واضطراب المعدة والأمعاء والصداع الشديد، وتظل هذه الأعراض لمدة حوالي 24 ساعة عقب الاستيقاظ من النوم العميق السابق ذكره.

وهناك بعض الاختلاف عن الأعراض السابقة في بعض الأشخاص، فقد يبلغ متعاطي الكحول مرحلة السكر الواضح مباشرة دون المرور بمرحلة الهياج الأولية. وفي بعض الأحيان يكون للكحول تأثير واضح على المشاعر والأحاسيس الجنسية لدى بعض الأشخاص مما قد يؤدي إلى الانغماس في نشاطات جنسية متطرفة.

الآثار البيولوجية للتسمم المزمن بالإيثانول:

الكحول هو في واقع الأمر مادة سامة ويجب أن ينظر إليه على هذا الأساس. وينشأ عن تعاطي كميات كبيرة من الكحول على مدد طويلة حالة تسمم مزمن تتضمن تدمير الأعضاء الحيوية للجسم حيث يؤثر الكحول على الجهاز الهضمي بإحداث تقرحات في كل من المعدة والإثنا عشر، كما قد يدمر الكحول الخلايا المسئولة عن تكوين حمض الهيدروكلوريك بجدار المعدة، كما يسبب الكحول أيضاً التهاباً مزمناً بغدة البنكرياس ويؤثر الكحول تأثيراً بالغاً على الكبد حيث يسبب تليفاً مصحوباً بتنكيس دهني في خلاياه مما يعرف باسم التليف الكحولي للكبد أو تليف لاينيك (Laenec’s cirrhosis).

كما يؤدي تعاطي الكحول لمدة طويلة وبكميات كبيرة إلى اختلالاً عقلياً شديداً وانحلال مطرد ودائم بالدماغ والأعصاب المحيطة (الطرفية). كما تتلف الوظائف العقلية كالذاكرة والقدرة على التحكم والتعلم، ويتغير تركيب الشخصية وينهار تكيفها مع الواقع.

ومتلازمة كورساكوف هي إحدى المظاهر الذهانية الناشئة عن إدمان الكحول حيث يفقد المدمن الذاكرة للأحداث القريبة، ولتعويض ذلك يبدأ المدمن في اختلاق الأحداث لملء فجوات ذاكرته.

وقد تكون التهابات الأعصاب الطرفية الناشئة عن الإدمان مصحوبة بآلام شديدة باليدين والقدمين. وتلك الحالات صعبة العلاج إذ أنها مترقّية ولا تنعكس أو تبدي تحسناً بالعلاج عادة.

معالجة التسمم بالإيثانول:

لا تحتاج معالجة التسمم الحاد بالإيثانول عادة لأكثر من غسل المعدة بالماء أو بمحلول بيكربونات الصوديوم، مع علاج الأعراض الظاهرة على المريض.

وفي حالات الغيبوبة يجب أن تراعى الاحتياطات اللازمة كتنبيب الرغامي (tracheal intubation) قبل غسيل المعدة لمنع دخول محتويات المعدة إلى المجاري التنفسية في غياب الأفعال المنعكسة اللازمة للطرد بسبب الغيبوبة.

ويفضل تجنب المنبهات بصفة عامة، ويتم إعطاء محلول بيكربونات الصوديوم بالوريد مع متابعة التوازن الحمضي القاعدي للدم بالمختبر، كما يعطى محلول جلوكوز (10-50%) بالوريد للمحافظة على مستوى الجلوكوز بالدم حيث يكون مستواه قليل في حالات التسمم بالإيثانول. وقد يحتاج الأمر إلى إجراء تنفس اصطناعي بالأكسجين. ويفيد الديال الدموي (hemodialysis) في التخلص الفعال من الإيثانول بالدم وخاصة إذا كانت الأعراض شديدة ومستوى الإيثانول بالدم أكثر من 400مج%.

أما علاج التسمم المزمن فهو يتم في المؤسسات الخاصة بعلاج المدمنين. هذا بالنسبة لمراحل الإدمان المبكرة، أما في المراحل المتأخرة فيودع المرضى بالمصحات، وتكون الاستجابة للعلاج محدودة إذ يكون التلف بالأعضاء الداخلية بالجسم شديداً ويكون العلاج للأعراض فقط.

الجوانب الطبية الشرعية لتعاطي الإيثانول:

يُعَدٌ الأثر المسكر لتعاطي الإيثانول مسئولاً عن وقوع العديد من الجرائم والانتحار والحوادث كالشغب وحوادث السيارات، مما استوجب سن القوانين ووضع التشريعات للحد من هذه الأمور. وتختلف هذه القوانين والتشريعات من دولة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال تُجَرٌمُ بعض الدول الإسلامية تعاطي وتداول الكحول أصلاً، وبعضها يُجَرٌمُه إذا كان قد أثر تأثيراً بيناً على سلوك الشخص، وبعضها يجرمه إذا صحب تعاطيه حدوث شغب. أما في الدول الأوربية حيث يُعَدٌ تعاطي الكحول في المناسبات أمراً اجتماعياً مقبولاً، فقد انصبٌ اهتمام المشرع على رسم الحدود التي يجب أن لا يتجاوزها المتعاطي إذا كان لزاماً عليه القيام بأعمال تستدعي قدراً كبيراً من التركيز والانتباه وردود الأفعال السريعة والمنضبطة مثل قيادة المركبات أو السيارات.

وكنتيجة لهذا الاختلاف التشريعي للدول المختلفة، فإن البينٌة الطبية في كل هذه الدول تتراوح ما بين إقامة الدليل على وجود مجرد أثر للكحول في سوائل جسم المتعاطي وبين ظهور علامات وأعراض سريرية دالة على السُكْر البيٌن أو وجود الكحول في سوائل الجسم بنسب أعلى من تلك المحددة مسبقاً بالقانون.

وبناءً على ما سبق فإن دور الطبيب المكلف بفحص المشتبه فيه بتعاطي الكحول ينحصر في ما يلي:

(1) بيان ما إذا كانت الأعراض والعلامات الظاهرة على المشتبه فيه هي علامات وأعراض تعاطي الكحول.

(2) التأكد من أن هذه الأعراض والعلامات ليست ناشئة عن حالة مرضية أو إصابية أو تسممية بمادة أخرى غير الكحول.

(3) جمع العينات اللازمة من الشخص المفحوص وحفظها وإرسالها للتحليل بطرق سليمة.

وحيث إن نتائج هذا الفحص سيترتب عليها تبعات قانونية قد لا تكون في مصلحة المشتبه فيه، وهو أمر يتعارض مع غايات الممارسة الطبية العادية من حيث كونها موجهة لمصلحة المريض أو المصاب، فإنه يتوقع أنه بمجرد استعادة المشتبه فيه بتعاطي الكحول لوعيه أو لحالته الطبيعية، فإنه سيسعى على الفور للطعن في كافة إجراءات ونتائج فحصه طبياً ومخبرياً.

لذا فعلى الأطباء الذين يوكل إليهم القيام بهذا الفحص التنبه للأمور التالية:

أخذ موافقة المشتبه فيه بتعاطي الكحول على الفحص الطبي كتابة. فإذا كانت حالته تسمح بذلك، فعلى الطبيب أن يرجئ تقديم تقريره إلى جهة التفويض حتى يسترد المشتبه فيه وعيه، ويعرض عليه نتائج الفحص وتؤخذ موافقته. وقانون معظم الدول يعتبر رفض إعطاء مثل هذه الموافقة مساوياً لاعترافه بتعاطي الكحول.

التأكد من صلاحية جهة التفويض للفحص قبل البدء فيه، مع التدوين الدقيق لكافة البيانات الخاصة بتاريخ ووقت الإبلاغ وكذا وقت الفحص ووقت سحب العينات وأيضاً التأكد من هوية الشخص المفحوص.

على الطبيب القائم بالفحص أن يتذكر دائماً أن الدور الرئيسي للطبيب هو الحفاظ على الحياة والصحة، وأن هذا الدور لا ينبغي أن يترك ليأتي في المرتبة الثانية تحت أي ظرف من الظروف. لذلك فعلى الطبيب أن يبذل قصارى جهده في استقصاء التشخيص التفريقي للتسمم بالكحول حتى لا يتسبب الطبيب في إرسال من هو بحاجة إلى علاج بالمستشفى إلى أماكن التحفظ بمخافر الشرطة.

أن يراعي الطبيب عدم إتلاف البيانات الطبية كعينات الدم والبول ومحتويات المعدة بسبب سوء أخذها أو حفظها أو تحريزها، وعلى سبيل المثال أن يراعي عدم استخدام مواد محتوية على كحوليات في تطهير الجلد قبل سحب عينات الدم أو استخدام الكحول كمادة حافظة للعينات أو ترك العينات بدون حفظ سليم بحيث يمكن أن يتولد كحول بتخمر سكرياتها. كما عليه أن يراعي تناسب حجم العينة مع الوعاء المحتوي عليها حتى لا يتطاير الكحول منها، وأيضاً عدم السماح للآخرين بالعبث أو تغيير العينات بسبب سوء تحريزها.

على الطبيب القائم بالفحص أن يدرك أنه لا توجد كيفية محددة لفحص متعاطي الكحول وأن تقريره بعد هذا الفحص سيكون تقريراً طبياً شرعياً لا يختلف عن كونه تقريراً طبياً عادياً يراعى فيه الدقة التامة لطبيعة وغايات الفحص، وأن علي في اختيار الاختبارات السريرية أن يراعي تناسبها مع مقدرة وإمكانات المفحوص الصحية.

يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن معظم الحالات المرسلة للفحص يكون السبب الرئيسي في إرسالها وقوع أو شبهة وقوع عمل جرمي (جنائي أو جنحي) مصاحب لتعاطي الكحول كحوادث السيارات أو الاعتداءات بأنواعها مما يتوقع معه وجود إصابات أو تسممات أو أسباب مرضية طبيعية تزيد من صعوبة إسناد الأعراض والعلامات إلى تعاطي الخمر وحده، وهنا يكون التخلي عن الدقة والتسرع بإعطاء الرأي غير المدعم بالحقائق الطبية ونتائج المختبر مسلكاً غير حميد العواقب بالنسبة إلى الطبيب والمريض على حدٍ سواء.

التشخيص التفريقي لأعراض وعلامات تعاطي الإيثانول:

تتشابه أعراض وعلامات التسمم بالكحول مع العديد من الحالات المرضية والإصابية والتسممية، وفيما يلي بعض أهم تلك الحالات التي قد تؤدي إلى ظهور أعراض وعلامات تتشابه مع سلمك ومظاهر متعاطي الكحول أو تؤدي إلى غيبوبة الكحول أو يكون وجودها مصاحباً لتعاطي كميات ضئيلة من الكحول مؤدياً إلى أعراض شبيهة بأعراض السُكْر البيٌن:

حالات مرضية: مثل التهاب الدماغ الفيروسي وارتفاع ضغط الدم الحاد وأنزفة الدماغ وانخفاض نسبة السكر بالدم والسبات السكٌري (غيبوبة السكر) والفشل الكلوي والتسمم اليوريمي والذُهان والرَنَح (ataxia) وعيوب النطق والكلام والفشل الكبدي وفشل الجهاز الدوري.

حالات إصابية: إصابات الرأس بوجه عام.

حالات تسممية: التسمم بمثبطات الجهاز العصبي مثل الأفيون ومشتقاته والباربيتيورات والبنزوديازيبين والتخدير العام وبعض المذيبات العضوية، وكذلك التسمم ببعض مهيجات الجهاز العصبي مثل الأتروبين والعقاقير المضادة للاكتئاب الثلاثية الحلقة والمواد المضادة للحساسية.

ومما سبق يجدر التنبيه إلى أن الجزم بكون المفحوص تحت تأثير الكحول من عدمه لا ينبغي أن يُبنى على ملاحظات عابرة أو شهادة الشهود أو ملابسات وقرائن غير طبية أساساً.

الكحول الميثيلي (الميثانول) CH3OH :

يعد الميثانول أبسط أنواع الكحوليات تركيباً، وهو يحضر بالتقطير الإتلافي للخشب، لذا يُسمى كحول الخشب. وهو واسع الاستخدام كوقود وكمذيب عضوي، كما يدخل في عملية غش الخمور نظراً لرخص ثمنه بالمقارنة بالمشروبات الكحولية المقطرة.

وتُعزى النسبة الكبرى من حالات التسمم بالميثانول إلى تعاطيه كبديل للمشروبات الكحولية من قِبَل المدمنين أو من خلال استهلاك خمور جرى غشها بإضافة الميثانول إليها. ويرجع الأثر السام للميثانول إلى تحوله في جسم الإنسان إلى فورمالدهيد وحمض فورميك بواسطة إنزيم نازع هيدروجين الكحول بالكبد.

أعراض وعلامات التسمم بالميثانول:

يُعد تراكم النواتج الاستقلابية (metabolic products) السامة للميثانول مسئولة عن ظهور أعراض وعلامات التسمم به. وأهم هذه النواتج الفورمالدهيد الذي له تأثير إتلافي على العديد من خلايا الجسم وبخاصة شبكية العين والعصي البصري بالإضافة إلى حدوث الحُماض (acidosis) بسبب تكون حمض الفورميك.

وعلى ذلك فأعراض التسمم بالميثانول تبدأ في الظهور بعد فترة تتراوح بين 12 و 14 ساعة من تعاطيه على شكل صداع ودوار وغثيان وقيء وآلام شديدة بالبطن والظهر تعزى إلى التهاب البنكرياس، وتظهر أعراض تثبيط الجهاز العصبي المركزي والفشل التنفسي. ومن العلامات الثابتة للتسمم بالميثانول الاضطراب البصري الذي قد يتراوح ما بين ضعف مؤقت وبسيط بالرؤية وبين حالة العمى التام المصاحب للتعافي من حالات التسمم الحادة حيث تكون الحدقتان متسعتين دون استجابة للضوء.

معالجة التسمم بالميثانول:

في الساعتين الأولتين من التعاطي يمكن غسل المعدة للتخلص من الكميات المعطاة من الميثانول. ويعتمد العلاج أساساً على إعطاء المريض كميات كبيرة من محلول بيكربونات الصوديوم مع متابعة التوازن الحمضي القاعدي للدم بالمختبر.

ويفيد الديال الدموي (hemodialysis) في التخلص الفعال من الميثانول بالدم وخاصة إذا كانت الأعراض شديدة ومستوى الميثانول بالدم أكثر من 50 مج%.

وتستغل خاصية التثبيط التنافسي للإيثانول على استقلاب الميثانول في تأخير استقلاب الأخير، حيث يُعطى الإيثانول بالوريد (بجرعة قدرها 7,6-10 مل/كجم في 5% جلوكوز وعلى مدى 30 دقيقة كجرعة أولية، ثم تُتبع بجرعة 1,39 مل/كجم/ساعة)، أو يعطى الإيثانول 40% بالفم (بجرعة 1,5- 2 مل/كجم في عصير برتقال وعلى مدى 30 دقيقة كجرعة أولية، ثم تُتبع بجرعة 0,29 مل/كجم/ساعة)، وتزداد هذه الجرعات في حالة إعطاء الإيثانول بمصاحبة الديال، ويستمر إعطاء الإيثانول لمدة لا تقل عن 5 أيام في حالة عدم إعطائه مع الديال ولمدة لا تقل عن يوم واحد عند إعطائه مع الديال، وبغرض أن لا يزيد مستوى الإيثانول في الدم عن 100 مجم%.

كما يمكن العلاج باستخدام (leucovorin calcium) وهو من مشتقات حمض الفوليك ويساعد على سرعة أكسدة الميثانول إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، كما يمكن استخدام (4-methyl pyrazole) الذي يساعد على تثبيط إنزيم نازع هيدروجين الكحول فيمنع تكوين حمض الفورميك. هذا بالإضافة إلى العلاج الدعمي حسب احتياجات المريض.

التسمم بالجليكولات:

يشيع استخدام الإيثيلين جليكول وثنائي إيثيلين جليكول كموانع تجمد للمياه في مشعات السيارات في البلاد الباردة. ويحدث التسمم بالجليكولات عادة بسبب تعاطي هذه المشروبات من قِبَل معتادي الشراب كبديل للمشروبات الكحولية، أو عن طريق الخطأ لتشابههما الكبير في الصفات الطبيعية والرائحة. وكلا المركبين يتحولان في الجسم إلى حمض الأوكساليك.

أعراض التسمم بالجليكولات:

تتشابه الأعراض المبدئية إلى حدٍ بعيد مع أعراض تعاطي المشروبات الكحولية، ثم تتدرج إلى حالة قيء شديد وتشنجات ثم فقدان للوعي وغيبوبة مصحوبة بانعدام الأفعال المنعكسة واختلاجات مع سرعة في معدل التنفس والنبض وانخفاض في درجة الحرارة.

وتحدث الوفاة كنتيجة لفشل التنفس في خلال بضع ساعات، أو كنتيجة لودمة رئوية في خلال يوم أو يومين، أو خلال عدة أيام بسبب تنخر الكبد والكلى.

علاج التسمم بالجليكولات:

في الساعتين الأولتين من التعاطي يمكن غسل المعدة للتخلص من الكميات المعطاة من الجليكولات. ويعتمد العلاج أساساً على إعطاء المريض كميات كبيرة من محلول بيكربونات الصوديوم مع متابعة التوازن الحمضي القاعدي للدم بالمختبر.

ويفيد الديال الدموي (hemodialysis) في التخلص الفعال من الجليكولات بالدم وخاصة إذا كانت الأعراض شديدة ومستوى الدم أكثر من 50 مج% (في حالة الإيثيلين جليكول).

وتستغل خاصية التثبيط التنافسي للإيثانول على استقلاب الإيثيلين جليكول في تأخير استقلاب الأخير، حيث يُعطى الإيثانول بالوريد (بجرعة قدرها 7,6-10 مل/كجم في 5% جلوكوز وعلى مدى 30 دقيقة كجرعة أولية، ثم تُتبع بجرعة 1,39 مل/كجم/ساعة)، أو يعطى الإيثانول 40% بالفم (بجرعة 1,5- 2 مل/كجم في عصير برتقال وعلى مدى 30 دقيقة كجرعة أولية، ثم تُتبع بجرعة 0,29 مل/كجم/ساعة)، وتزداد هذه الجرعات في حالة إعطاء الإيثانول بمصاحبة الديال، ويستمر إعطاء الإيثانول لمدة لا تقل عن 3 أيام في حالة عدم إعطائه مع الديال ولمدة لا تقل عن يوم واحد عند إعطائه مع الديال، وبغرض أن لا يزيد مستوى الإيثانول في الدم عن 100 مجم%.

كما يمكن العلاج باستخدام (4-methyl pyrazole) الذي يساعد على تثبيط إنزيم نازع هيدروجين الكحول فيمنع تكوين حمضي الأوكساليك والفورميك. كذلك يفضل استخدام الثيامين والبيريدوكسين اللذين يساعدان على تحويل حمض الجليوكساليك (وهو أحد نواتج استقلاب الإيثيلين جليكول) إلى نواتج غير سامة. هذا بالإضافة إلى العلاج الدعمي حسب احتياجات المريض.














يتبع.................................
 
مبيدات الهوام
هي المواد المستعملة للقضاء علي الهوام (الآفات) أو الحد من نشاطها وتلافي ضررها والهوام هي العوامل التي تسبب ضرراً للإنسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال طعامه وشرابه ومزروعاته واحتياجاته الأخرى وتشمل الحشرات والديدان والقوارض كالفئران والجرذان وأشباهها والأعشاب المتطفلة علي المزروعات وكذلك جميع الأمراض التي تصيب النباتات النافعة.


سبب استعمال المبيدات: لقد ازداد الاهتمام باستعمال المبيدات في العالم خلال العقود الأربعة الأخيرة ازدياداً واضحاً في جميع مجالات الحياة وذلك لتلافي الضرر التي تسببها الهوام حيث أنها تسبب إضرار جسيمة بالمحاصيل الزراعية في جميع أنحاء العالم. وإن ما يصيب الإنسان من أضرار الحشرات والديدان والقوارض من حساسية الجلد أو نقل الأمراض وغير ذلك من تلوثات في البيوت والمجمعات السكنية والمؤن والغذاء لا يقل خطورة وخسائر عما تحدثه الآفات في المزارع والحقول.

ولذلك استعملت المبيدات الحشرية في الزراعة والحياة المنزلية المختلفة التي أودت بحياة بعض الناس نتيجة الإهمال أو الخطأ في كيفية استعمالها وهما السببان الأكثر شيوعاً أو نتيجة استخدامها في حوادث القتل العمد علاوة علي استعمالها بقصد الانتحار.


أنواع المبيدات: توجد أنواع متعددة من المبيدات تختلف حسب طبيعة عملها أو الاستفادة منها وهي كالتالي:

1- مبيدات الحشرات Insecticides

2-- مبيدات الفطريات Fungicides

3- مبيدات الأعشاب الضارة Herbicides

4- مبيدات القوارض Rodenticides

وكل من الأنواع المذكورة تضم مجموعة أو مجموعات من المركبات الكيماوية تتشابه أو تختلف الواحدة منها عن الأخرى وإن كان منشأ الجميع من الناحية التركيبية إما عضوياً أو معدنياً أو مشتركاً، وقد تشترك بعض المصادر النباتية في تحضيرها.


مبيدات الحشرات (Insecticides):

تحتوي هذه المبيدات علي مركبات كثيرة العدد قسمت إلي مجاميع حسب تركيبها الكيميائي كما يلي:


أ- مجموعة المبيدات الكلورية العضوية(Organochlorine insecticides):

تحضر مركبات هذه المجموعة صناعياً وتكون علي شكل مسحوق لا يذوب في الماء لكنه يذوب في المذيبات العضوية وكذلك في الزيوت ولذوبان هذه المركبات في الدهون فهي تخزن في الأنسجة الدهنية لجسم المتسمم ولها تأثيرها علي المراكز العصبية في النخاع الشوكي والمراكز العصبية في قشرة المخ.

ومن الأمثلة علي هذه المركبات ما يلي:

1- د. د. ت. (Dichloro- Diphenyl-Trichloroethane (D.D.T.

- توكسافين Toxaphene - كلوردان chlordan

- إندوسيلفان - Endosulphan (Thiodan)جاميكسان lindane

تستعمل هذه المبيدات في القضاء علي أنواع عديدة من الحشرات الزراعية والمنزلية وتستعمل أيضاً للقضاء علي القمل الذي يصيب الإنسان وكذلك بعض أنواع الحشرات التي تصيب الحيوانات. وهي تدخل جسم الإنسان عند استنشاقها مع الهواء خلال الجهاز التنفسي وكذلك من الجهاز الهضمي عند تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة بها، وكذلك عن طريق الجلد عند سقوطها علي أجزاء من الجسم وخاصة عند المتعاملين معها كعمال الرش والمكافحة.

التأثير السمي: تعمل هذه المركبات علي تحفيز الجهاز العصبي المركزي مؤدية إلي زيادة حساسية وزيادة ردود الفعل فيه وتظهر الأعراض علي شكل قيء واضطرابات حركية وهيجان ودوار (دوخة) وتعب وارتعاشات عضلية ثم تشنجات عامة وارتشاح بالرئتين وإغماء ويكون التنفس سريعاً أول الأمر ثم لا يلبث أن يتوقف تماماً وخصوصاً في حالات التسمم الحاد.

المعالجة: - إحداث القيء لطرد كمية من المبيد الموجود في المعدة إلي خارج الجسم

إعطاء محلول الفحم النشط لمنع امتصاص ما تبقي من السم في المعدة ثم يعطي المتسمم بعد ذلك مسهلات لطرد السم الموجود في الأمعاء.

إجراء التنفس الصناعي مع إعطاء الأكسجين.

غسيل الجلد بالماء والصابون.

إعطاء أدوية مثل الفاليوم لتهدئة المصاب ومنع التشنجات.

العناية بالمصاب بإعطائه تغذية جيدة غنية بالفيتامينات والسكريات والبروتينات ولا يعطي غذاء دهني لأن مركبات الكلور العضوية سريعة الذوبان في الدهون مما يؤدي إلي زيادة امتصاصها.


ب- مجموعة المبيدات الفسفورية (Organophosphorus insecticides):

تضم هذه المجموعة عدداً كبيراً من المركبات المعروفة ومن أكثرها شيعاً المركبات التالية: - باراثيون (parathion) - مالاثيون (malathion)

- ديبتيركس (dipterex)

تستعمل مركبات هذه المجموعة لإبادة الآفات الزراعية والأعشاب الضارة ولإباده الحشرات التي تؤذي الإنسان وتستعمل أيضاً للقضاء علي القوارض والديدان الضارة. أغلب مركباتها سائلة أو زيتية القوام قاتمة اللون تميل إلي السواد لها رائحة نفاذة وكريهة تذوب في المذيبات العضوية لكنها قابلة للذوبان في الماء.

التأثير السمي: مركبات الفسفور العضوية شديدة السمية وخطورتها تكمن في تأثيرها علي إنزيم الكولينستيراز (cholinesterase) الموجدة في الجسم وتثبيط عملها، هذا التثبيط تزداد نسبته باستمرار التعرض لهذه المبيدات (وخاصة عند المتعاملين معها حيث إن قياس مستوى الكولينستيراز في الدم دليل لمعرفة درجة التسمم فانخفاض نشاطها بنسبة 40% يعتبر علامة خطرة للتسمم وبنسبة 60% انخفاض يحتم إخلاء جميع العاملين من منطقة التعرض.

أعراض التسمم: الصداع ، والغثيان ، والدوار ،والقلق وتضيق حدقة العين والتعرق وزيادة اللعاب وآلام البطن وضعف النبض والإسهال وصعوبة التنفس وانعدام المنعكسات وازرقاق الجلد واحتقان الرئة وفقدان السيطرة علي المشي والتشنجات والغيبوبة ويوجد كذلك احتمال حدوث هبوط نفسي حاد عند بعض المتعاملين مع هذه المبيدات لفترة من الزمن.

المعالجة: تسهيل عملية التنفس الطبيعي بتنظيف الفم والأنف من آثار المبيد ثم إجراء التنفس الاصطناعي مع إعطاء الأكسجين، حقن الأتروبين بجرعات كبيرة عن طريق الوريد،إحداث القيء للمصاب وغسل المعدة، إبعاد المصاب عن المكان الملوث وغسل جسمه وتبديل ملابسه لمنع استمرار امتصاص المبيد عن طريق الجلد.

إعطاء منشط لعمل الكولينستيراز مثل البراليدوكسيم (1جرام بالوريد خلال 48 ساعة) أو التوكسوجنين (toxogonin) 250 مجم بالعضل أو بالوريد كما يعطي المصاب الفاليوم لمعالجة التشنجات ولا يعطي منومات أو مخدرات لأنها قد تزيد من قصور التنفس.

الباراثيون (Parathion):

مبيد فسفوري عضوي استحضر في فترة الحرب العالمية الثانية واستعمل ولازال يستعمل كمبيد للحشرات والآفات الزراعية ويعتبر من السموم الخطرة علي الإنسان في حالة استنشاق رذاذه أو بلعه خطأ أو انتحاراً أو امتصاصه عن طريق الجلد إذا سقط علي جزء من الجسم ويحدث التسمم من الباراثيون عند رشه علي المزروعات أوفي معامل تحضيره وتعبئته أو نتيجة عبث الأطفال بعبوته وتناوله خطأ.

يؤثر الباراثيون علي الكولينستيراز باتحاده معها ومنعها من تخريب الأستيل كولين عند نهايات الأعصاب المستقلة وبذلك يتراكم الأستيل كولين الذي يؤدي إلي أعراض تنبه الجهاز العصبي اللا ودي (parasympathetic) الذي يتميز بالأعراض التالية: ازدياد اللعاب والتعرق شحوب مع تشنج قصبي (bronchospasm) وذمة الرئتين تقيؤ وآلام في البطن بشكل مغص كما أن لهذا المركب تأثيراً سمياً يشبه تأثير النيكوتين وتتلخص أعراضه بشلل في الجهاز العضلي نتيجة تراكم الأستيل كولين حول الأوصال العضلية العصبية (myoneural juncyion) وارتجاف في الوجه واللسان وشلل العضلات التنفسية وتوقف التنفس.

وكذلك له تأثير علي الجهاز العصبي المركزي فيحدث القلق(anxiety) وعدم الاستقرار

وتشنجات يعقبها النعاس وتثبيط مركز التنفس.

المعالجة: كما ذكر سابقاً.


ج- مجموعة مركبات الكربامات (Carbamates ):

من الأمثلة المعروفة لهذه المركبات:

السيفين Sevin

الأيزولان Isolan

الديميتان Dimetan

البيرامات Pyramat

الكارباريل Carbaryl

البروبوكسول Propoxur

تمتلك مركبات هذه المجموعة صفات مشابهة للمركبات الفسفورية العضوية فهي سوائل بعضها زيتي القوام كريهة الرائحة وبعضها يذوب في الماء إضافة للمذيبات العضوية، وتستعمل كمبيدات للآفات الزراعية ولآفات الحشرات.

التأثير السمي: هذه المركبات لها تأثير سمي مشابه لتأثير مركبات الفسفور العضوية فعملها أيضاً تثبيط إنزيم الكولينستيراز في الجسم إلا أن اختلافها عن مبيدات الفسفور العضوية هو أن تثبيطها للإنزيم يحدث بسرعة ويكون مؤقتاً ولذلك تظهر أعراض التسمم بها بسرعة من أجل ذلك وجب أن تكون فترة التعرض لهذه المركبات من قبل عمال الرش والمكافحة قليلة بغية تجنب حصول التسمم.

أعراض التسمم: أعراض التسمم بهذه المركبات مشابهة تماماً لأعراض التسمم بمركبات الفسفور العضوية وكذلك يمكن معالجة حالات التسمم بالمبيدات الكرباماتية بنفس طريقة التسمم بالمبيدات الفسفورية ماعدا استخدام منشطات الكولينستيراز لأنها تعاود نشاطها تلقائياً بعد فترة حيث إن تثبيطها وقتي.


د ـ مجموعة البيرثرين (Pyrethrin) الطبيعي: ويحدث من أزهار نبات البيرثريوم (pyrethrum) ولكن أكثر استخدامها هو البيرثرين المصنع (synthetic pyrethrin)

مثل الإيزالو والكيتو وريد وكل هذه تستخدم للقضاء علي الحشرات المنزلية كالذباب والناموس.

الأعراض: غثيان وقيء وألم بالبطن ينتهي بإسهال ويعقبه زيادة تنبه الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلي عدم الاتزان والتوتر ثم ظهور الإرتعشات العضلية والاختلاج (convulsion).

المعالجة: إحداث القيء وغسل المعدة.

إعطاء الأكسجين.

علاج الاختلاج بالفاليوم.

غسل الجلد بالماء والصابون.

إن المبيدات بجميع أصنافها مواد خطرة على حياة الإنسان إذا أساء استخدامها، لذا يجب على المرء اتباع الطرق الأصولية العلمية في عملية مزجها أو تخفيفها وإذابتها بالمذيبات أو مزجها بالمركبات الأخرى والالتزام الدقيق بطرق استعمالها واتباع ما يلي: - ارتداء ملابس واقية من قبل عمال الرش والمكافحة وأصحاب المزروعات وبعد الانتهاء من العمل تستبدل بها ملابس أخرى غير ملوثة.

- عدم استخدام أواني أو أوعية المبيدات الفارغة لأي غرض كان، ويوصى بالتخلص منها فور انتهاء المبيد.

- تخزين المبيدات بعبواتها المعلمة بوضوح في أماكن أمنية بعيدة عن متناول الأطفال وبعيدة عن الحيوانات الأليفة.

- تجنب استخدام المبيدات وقت الظلام وذلك لحماية الإنسان من أخطار التلوث نتيجة ضعف أو انعدام الرؤية.

- عدم غسل أدوات المكافحة أو الرش في أماكن طعام وشراب الإنسان وكذلك في الترع أو الحقول التي ترتادها الحيوانات لتفادي التلوث.

- في حالة تلوث أي جزء من جسم الإنسان يجب غسله فوراً بالماء والصابون

- عدم رش المبيدات في المنازل والبيوت إن كان فيها مرضي وذلك حفظاً لسلامتهم علاوة علي عدم التدخين أو تناول الطعام أثناء عملية الرش.

2- مبيدات الفطريات (Fungicides):

تستعمل هذه المبيدات لوقاية النبات من الإصابة بالفطريات أو القضاء علي الفطريات أو الحد من نشطها فيما إذا كان النبات مصاباً بها، وهي مركبات معدنية أو عضويـــــــة أولا عضوية التركيب مثل مركبات النحاس، والكبريت، والزئبق العضوي…… وغيرها. وتستعمل مركبات الداينيتروفينول (dinitrophenol) بكثرة بكميات كمبيدات لأنواع من الحشرات والفطريات وكذلك للقضاء علي القراد الذي يصيب الماشية ومن الأمثلة عليها:

- دينوكاب- ب Dinocap- B - د. ن. و. س. D.N.O.C.

ويحصل التسمم بهذه المركبات عن طريق استنشاق بخارها أو رذاذها أو شربها بصورة عرضية أو امتصاصها عن طريق الجلد عندما يتلوث بها ، وتعتبر هذه المبيدات من السموم التي تتراكم في الجسم والتي تسبب زيادة في معدل الاستقلاب (الأيض) وبذلك قد تحدث الوفاة، وفي حالات التسمم الشديدة تظهر أعراض مثل التعرق المستمر والتعب والغثيان وألم البطن وعدم الاستقرار وبعد ذلك تظهر أعراض سرعة التنفس والقلب (tachycardia) وارتفاع درجة حرارة المصاب ويحصل الموت نتيجة هبوط جهازي الدوران والتنفس.


3- مبيدات الأعشاب الضارة (Herbicides):

بعض مركبات هذه المجموعة لها القدرة علي القضاء على نوع معين ومحدود من الأعشاب التي تصيب المزروعات وبعضها الآخر لها القدرة للقضاء على جميع النباتات والأعشاب وتستعمل هذه عادة لتنظيف الشوارع والطرقات الزراعية من النباتات التي عليها وكذلك لتنظيف خطوط سكك الحديد وغير ذلك من الاستعمالات.

ومن الأمثلة عليها: الباراكوات Paraquat

الدياكوات Diaquat

هذه المركبات تذوب في الماء ويعتبر الباراكوات أشد سمية من الدياكوات فله أثر ضار علي الجلد والعيون والأنف والفم وكذلك على جهاز التنفس والقناة الهضمية والسائل المركز من الباراكوات يحدث التهابات وتقرحات في الأنسجة الجسمية.

عند استنشاق رذاذ المبيد يتهيج الأنف والحنجرة وأحياناً يحدث نزف دموي من الأنف.

وعند شرب السائل عن طريق الفم تحدث أولاً التهابات وتقرحات في الأغشية المخاطية للقناة الهضمية وألم في البطن وتقيؤ وإسهال ويرقان وقصور في التنفس وسعال وأديما رئوية ثم قصور شديد في التنفس وتنتهي الحالة بوفاة المصاب.

المعالجة: يغسل الجسم وكذلك العينان والأنف والفم بالماء غسلاً جيداً وتغسل المعدة بمحلول فسيولوجي (normal saline) وبعد الغسيل يدخل إلي المعدة محلول الفحم النشط ثم يعاد غسيل المعدة كل 4 ساعات ويعطي الفحم المنشط لغاية 24 ساعة ثم يعطي المصاب سلفات الصوديوم كمسهل وفي بعض الأحيان قد يحتاج المريض إلي غسل كلوي.

4- مبيدات القوارض (Rodenticides):

تمتلك بعض مركبات هذه المبيدات قدرة للقضاء علي القوارض والحيوانات الأليفة وحتى علي الإنسان إن أساء التعامل معها فقد استعمل الزرنيخ والإستركنين في هذا المجال منذ القدم ولخطورتها علي الإنسان والحيوانات المفيدة له قل استعمالها في الوقت الحاضر ووجدت مبيدات أخرى للقوارض ذات تأثير مانع للتخثر مثل الوارفارين (warfarin) وهو أحد الأدوية المستعملة طبياً لأنه عند دخوله الجسم يعمل علي تثبيط عملية تكون البروثرومبين المهمة في تخثر الدم.

وأعراض التسمم بالوارفارين حصول نزف دموي يظهر على شكل دم في البول وبراز دموي ونزف في الأعضاء ونزف تحت الجلد ثم ضعف عام وشحوب نتيجة فقد كميات من الدم.

المعالجة: إعطاء الدم في حالات النزف الحاد لتعويض الكمية المفقودة مع إعطاء فيتامين ك لوقف النزف.

المبيدات التي تحتوي علي الزرنيخ:

تعرف مركبات الزرنيخ منذ القدم ولها استعمالات عديدة ومازالت تستعمل بعض مركباته للنمل والفطريات والأعشاب الضارة وكذلك الفئران والجرذان كما تستعمل في صناعة الأصباغ والخزفيات وغيرها.

ويعتبر ثلاثي أكسيد الزرنيخ من أشهر هذه المبيدات ألا عضوية وكذلك أر سينات النحاس (copper arsenate) المسماة بأخضر باريس…. وغيرها الكثير ولها أسماء تجارية كثيرة ومتنوعة مثل(acme weed killer, atlas- A, penite, kill All )

فوسفيد الزنك (, zinc phosphide Rat poison) يكون علي هيئة مسحوق رصاصي اللون مائل للسواد يكثر استعماله في المنازل كمبيد للفئران والجرذان يحدث التسمم إما عرضياً عن طريق تناول طعام ملوث بالسم أو انتحاراً وهو بعد تناوله يتفاعل مع حمض الهيدروكلوريك الموجود في المعدة فيكون غاز الفوسفين وهو غاز سام.

أعراض التسمم: غثيان وقيء يتبعه إسهال أسود اللون ويسرع النبض ويتهيج المريض كما يعاني من التهاب بالجهاز التنفسي وقد ينتهي بأوديما الرئتين وقصور كبدي.

المعالجة: إحداث القيء إجراء غسيل المعدة من أجل معادلة حموضة المعدة أو تقليل حمض الهيدروكلوريك الموجود في المعدة فيمنع تكون غاز الفوسفين السام.

الاهتمام بالجهاز التنفسي بإعطاء الأكسجين أو بعمل تهوية اصطناعية كما يعطي المريض مركبات الكورتيزون لعلاج أديما الرئتين.

الاهتمام بوظائف الكبد.

المبيدات التي تحتوي مركباتها علي السيانيد:

مركبات هذه المجموعة لها أثر سريع للقضاء علي الحشرات (الذباب، البعوض، الصراصير….. وغيرها) وتستعمل أيضاً للقضاء علي القوارض كالفئران والجرذان.

ومن الأمثلة التي تحتوي علي مركبات الثيوسيانات والليثان والثانيت والتأثير السمي لهذه المركبات يعود لمادة السيانيد التي تنطلق نتيجة تأثير بعض الإنزيمات الموجودة في الحشرة أو القوارض فتؤثر علي هذه المادة علي عوامل التأكسد في خلايا الجسم مما يسبب عدم قدرة الخلايا علي الحصول علي حاجتها من الأكسجين وبالتالي يكون نقص الأكسجين للخلايا سبباً في اختناق الخلية وموتها.

أعراض التسمم: تكون نتيجة التسمم الحاد فقط وتظهر علي شكل اختلاجات وقصور بعملية التنفس.

المعالجة: غسل الجلد الملوث بسرعة مع إحداث القيء وغسل المعدة.

استنشاق المصاب أمبول من نترات الآميل كل 3-5 دقائق إجراء التنفس الصناعي مع إعطاء الأكسجين كما يعطي المصاب بعض المهدئات مثل الفاليوم.













يتبع..................................
 
التسمم الدوائي

هذا الموضوع من المواضيع البالغة الأهمية في المجال الطبي وذلك لكثرة انتشار وتداول الأدوية بين الناس وسهولة الحصول علي الكثير من أنواعها فقلما يوجد فرد في المجتمع لم يتعاط دواء خلال حياته وقلما يخلو بيت من صنف أو أكثر من الأدوية. لذا فإن حجم مشكلة التسمم الدوائي كبير ولأسباب متعددة منها :

وجود مختلف أنواع الأدوية في المساكن وكثرة تداولها

إمكانية الخطأ باستعمالها من قبل الكبار أو العبث بها وتناولها بغير عمد من قبل الأطفال

إمكانية تناول الدواء مع المشروبات الكحولية مما يؤدي إلي ظهور أعراض تسممية وذلك بفعل التآزر (synergism) بين الدواء والكحول

تناول الأدوية بقصد الانتحار أو استعمالها في الاعتداءات الجنسية وأغراض جنائية أخري

والتسمم الدوائي إما تسمم مزمن يحدث نتيجة التعرض المستمر للأدوية والكيماويات بكميات ولفترة طويلة كما في حالات التسمم الصناعي أو حالات الإدمان علي المخدرات والمنومات وبعض الأدوية الأخرى التي تؤخذ خلال فتره طويلة بكميات معتدلة وإما تسمم حاد يحدث في الغالب نتيجة تعاطي الدواء عن طريق الفم بجرعات عالية وتمثل الأدوية نسبة أكبر من 50% من مجموع الإصابات التسممية في جميع أنحاء العالم.

وأهم المجموعات الدوائية التي تسبب التسمم عند تعاطيها بالجرعات العالية أو أخذها خطأ أو انتحارا أو استعمالها في القضايا الجنائية ما يلي:


(1) أدوية الجهاز العصبي المركزي:

(أ) المهدئات (Tranquilizers):

من الممكن تقسيم المهدئات إلي:

(1) المهدئات الكبرى (Major tranquilizer):

(ا) مجموعة الفينوثيازينات مثل ثلاثي فلوبيرازين (Trifluoperazine stelazine) والبرومازين (promazine, sparine) والكلوربرومازين Largactil)

والثيوريدازين (melleril, Thioridzine)

(ب) مجموعة الغير فينوثيازينات (Non phenothiazines)

بيوتيروفينون (buterophenones) مثل الهالوبيريدول (haloperidol)

ثيوسانثين (thioxanthenes) مثل فلوبنثكسول (دبكسول)

دايفينيل بيوتيل بيبريدين (Diphenyl butyl piperidines ) مثل بيموزايد (Orap)

دايبنزوديازيبين (Dibenzodiazepine) مثل (clozapine)


(2) المهدئات الصغرى :(Minor tranquilizer)

تعتبر أدوية هذه المجموعة من أكثر المهدئات في الوصفات حتى الآن ولهذه المركبات تأثير مهدئ علي الجهاز العصبي المركزي وهي توصف لعلاج حالات عصبية نفسية بسيطة كالأرق والقلق وحالات الصرع كما تستعمل كمضادات للتشنجات (anticonvulsant) وفي جرعات كبيرة تسبب النوم وبالرغم من الاستعمال الكثير لمركبات هذه المجموعة إلا أن الأعراض الجانبية والتسممات التي تسببها تعتبر قليلة لذلك تصدرت قائمة الأدوية العلاجية المهدئة في الوصفات الطبية وخطورتها تكمن في استعمالها للانتحار من قبل بعض الناس الذين يعانون من القلق والاضطرابات النفسية وكذلك بتناول جرعات عالية منها مع الكحول أو مركبات دوائية أخري لها تأثير مهدئ أو منوم.

والتأثير السمي لهذه المركبات له مدي كبير يبدأ من الهدوء التام إلي الإغماء وتكون الأعراض علي شكل دوار وصعوبة الكلام وتدلي الجفون الجزئي (partial ptosis) وهلوسة وغثيان وصداع وانخفاض ضغط الدم وبطء التنفس والجرعات التي تظهر التأثير الضار القلب والتنفس حوالي مائة ضعف الجرعات العلاجية ومن أعراض التسمم المزمن بها الاكتئاب والترنح (Ataxia) وقلة الرغبة الجنسية.

العلاج:

إحداث القيء وإعطاء الفحم المنشط خلال أربع ساعات من تناول الدواء.

مساعدة التنفس الاصطناعي وإعطاء الأكسجين.

مراقبة ضغط الدم وإعطاء السوائل عن طريق الوريد

عدم إعطاء المريض مهدئات أخري

فلومازينيل يعتبر الترياق للتسمم بالبينزوديازيبين


(ب) المنومات (Hypnotics ):

الأدوية المنومة غالباَ ما توصف للذين يعانون من الأرق وعندما تكون حالة الأرق شديدة أو مزمنة عند بعض الناس تظهر عليهم علامات الاكتئاب وعندئذ تكون المنومات أدوية خطرة في أيديهم وذلك لاحتمال القيام بالانتحار وبعض المرضي يسيئون استعمال المنومات وذلك بتناولها مع أدوية أخري كالمهدئات أو الكحول وبذلك تتضاعف خطورتها والأدوية المنومة عديدة الأنواع وأكثرها شيوعاَ وخطراَ مركبات الباربيتيورات وهي مشــــــتقات حمض الباربتيوريك والكورال هيدرات


(1) مجموعة الباربيتيورات (Barbiturates ):

إن أكثر المركبات الباربيتيورية التي تستعمل طبياً تتشابه من الناحية التركيبية في شكلها الكيميائي مع وجود بعض الاختلافات البسيطة التي تسبب الاختلافات في مدي فعلها المنوم.

وقد ينشأ التسمم من هذه المركبات إذا أخذت بكميات أعلي من الجرعات العلاجية أو إذا أخذت خطأ وقد تؤخذ عمداَ بقصد الانتحار وكذلك فإن تكرار استعمالها يؤدي إلي الإدمان وتستعمل الباربيتوريات طبياَ كمنومات لا كمهدئات وفي التخدير في العمليات الجراحية وكأدوية مضادة للتشنجات والصرع.

ويمكن تصنيف الباربيتيورات بحسب مدي تأثيرها في الجسم كما يلي:

(أ ) طويلة التأثير (Long acting) مثل فينوباربيتال (Phenobarbital, Luminal)

(ب) متوسطة التأثير ( Intermediate acting) مثل(Amobarbital, Amytal)

(ج) قصيرة التأثير ( short acting) مثل (Secobarbital, Secona)

(د) سريعة التأثير (Ultra short acting) مثل (Thiopental, Pentothal)

إن كل المركبات المذكورة في التصنيف أعلاه تختلف في مدي تأثيرها علي الجسم لكنها تتفق جميعاً في طريقة التأثير (التأثير المنوم) ولذلك فإن أعراض التسمم بها تكون متشابهة تقريباً ما عدا اختلاف ظهور الأعراض. ويحصل التسمم الحاد بها إما عرضياً نتيجة الخطأ أو الإهمال في تناولها أو انتحاريا لعدم إحساس المنتحر بألم أو جنائيا في الجرائم الجنسية.

ويعتمد ظهور الأعراض علي الكمية المعطاة والفترة الزمنية التي مضت علي تناول المادة وكذلك علي نوع الباربيتيورات حيث إن الباربيتوريات المديدة التأثير تحتاج قترة أطول لحدوث الإغماء من تلك التي لها تأثر قصير المدى وحوادث الموت تكون أكثر في الغالب في المركبات المديدة التأثير وذلك لاحتمال حصول الاضطرابات والانتكاسات بعمل الأجهزة والأعضاء الجسمية خلال فترة الإغماء الطويلة وتبدأ أعراض التسمم بصداع ودوار ونعاس وخمول وغثيان يلي ذلك النوم العميق والغيبوبة.

وتتميز غيبوبة الباربيتيورات بما يلي:

زرقة الجلد وانخفاض حرارة الجسم وانخفاض ضغط الدم والتنفس البطيء والشخــــــــــيـري (Stertorous breathing) الذي قد يكون مصحوباَ بمضاعفات رئوية والتهابية والتوسع القليل بحدقة العين وانعدام المنعكسات في الجسم وقلة البول وظهور الألبومين فيه (Albuminuria) وقد يظهر الطفح الجلدي فقاعي أو بقع حمراء.

سب الوفاة في الجرعات العالية:

شلل في مركز التنفس يؤدي إلي حالة إختناقية مضافاً لذلك حدوث التهاب قصبي رئوي.

المعالجة:

غسل المعدة بالماء أو بمحلول الفحم المنشط

المحافظة علي المسالك التنفسية واستعمال أنبوبة القصبة الهوائية (endotracheal tube)

كما يعطي الأكسجين عند وجود قصور في التنفس

- إعطاء مدرات البول مع زيادة قاعديتة لزيادة طرح ما تبقي من الباربيتيورات خارج الجسم. وهذه الطريقة فعالة مع الباربيتيورات طويلة المفعول، أما القصيرة والمتوسطة المفعول فيجب عمل غسيل بريتوني، أو دموي أو تنقية الدم بالإدمصاص لإزالتها من الجسم.

مراعاة تدفئة المريض والمحافظة علي سائل الجسم بإعطاء تغذية عن طريق الوريد

مراقبة ومعالجة الالتهاب الرئوي عند المصاب وذلك بإعطاء المضاد الحيوي المناسب

(2) الكلورال هيدرات (chloral hydrate):

كان أول استعمال للكلورال هيدرات كمنوم ومهدئ سنة 1869 ومازال يستعمل إلي يومنا هذا

وهو يعتبر سريع المفعول ويدوم تأثيره لمدة قصيرة ويكثر استخدامه للأطفال وكبار السن ويعتبر العقار مهيج للغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة ولذلك يجب أن يؤخذ أو يخفف بالماء أو اللبن لتجنب الغثيان والقيء.

, إذا أخذ بجرعات كبيرة (سامة) فأنه يؤدي إلي غثيان وقيء وهبوط في التنفس وانخفاض في ضغط

الدم ثم غيبوبة.

المعالجة: تتبع الطرق التقليدية لعلاج حالات التسمم من غسل المعدة بالماء والفحم المنشط.

إجراء التنفس الاصطناعي وإعطاء السوائل عن طريق الوريد وقد يحتاج المريض إلي الديلزة

(Dialysis).


(ج) المنبهات ( Stimulants):

مركبات هذه المجموعة لها تأثير منبه ومنشط للجهاز العصبي المركزي وتتشابه في أعراضها التسممية التي تنتج عن زيادة مستوي النشاط العقلي والجسمي.


(1) الأمفيتامين (Amphetamine ):

دواء منبه يستعمل كمنشط لمن يعاني من بعض الإحباطات النفسية كما يستعمل لتقليل التعب والإجهاد وزيادة النشاط الجسمي وهذا ما يدعو لتعاطي الأمفيتامين من قبل بعض الطلاب في فترة الامتحانات بغية إطالة فترة اليقظة عندهم وكذلك يستعمل من قبل بعض العمال في فترات العمل الليلي ولنفس السبب كما يستعمل من قبل بضع الناس رغبة في تقليل الوزن.

يؤخذ عادة عن طريق الفم وفي بعض الأحيان بواسطة الحقن بالوريد ويحصل الإدمان نتيجة استمرار تعاطيه ويستعمل في حالة الإدمان علي شكل مسحوق نشوقاً أو دخانا إضافة للبلع عن طريق الفم والحقن بالوريد. وتختلف الكمية التي تظهر أعراض التسمم من الأمفيتامين تبعاً لإدمان الشخص عليه أو عدمه فحيث إنه منبه للجهاز العصبي المركزي فإنه ينشط الجسم بقواه العضلية ويعطي شعوراً بقلة التعب ويلازم مستعمليه قلة النوم والأرق إضافة إلي القلق والهلوسة والخوف وقد يدفع ببعضهم إلي الانتحار.

والتأثير المنشط لهذا المركب يتبعه الكسل والكآبة وكذلك الشعور بالإجهاد ومن أعراض التسمم الأمفيتامين الصداع واحمرار الوجه وجفاف الفم والغثيان والقيء والإسهال والمغص المعوي الشديد أحياناً وارتفاع ضغط الدم وقد تحصل بحة صدرية بعد تعاطي جرعات عالية عن طريق الوريد كما يلاحظ تقرح الشفتين عند المدمنين وزيادة التعرق وارتفاع حرارة الجسم وتوسع الحدقتين والتشنج وقصور بعمل الجهاز التنفسي والدوران وإغماء م الموت.

العلاج:

غسل المعدة بمحلول الفحم المنشط.

إجراء التنفس الاصطناعي.

إعطاء مدرات البول مع زيادة حامضيته لزيادة طرح ما تبقي من الأمفيتامين خارج الجسم.

معالجة ارتفاع ضغط الدم.

معالجة التشنجات.

مراعاة المريض من الناحية النفسية إضافة لتوفير التغذية الصحية له.


(2) الثيوفللين والكافيين ( Theophylline and caffeine):

الثيوفللين والكافيين لهم تركيب كيميائي متقارب وتقريباً لهم نفس التأثير علي الجهاز العصبي المركزي والجهاز الدوري. ويوجد الكافيين في القهوة وفي أوراق الشاي كما يوجد في معظم المشروبات الغازية( مثل الكولا والبيبسى….الخ) حيث يحتوي فنجان القهوة علي ما يقارب من 85 ملليجرام من الكافيين والشاي 30 ملليجرام أما المشروبات الغازية تحتوي علي ما يقارب من 40 - 60 ملليجرام للزجاجة الواحدة كما يوجد العديد من الأدوية تحتوي علي الكافيين مثل كاف إرجوت (cafergot) حيث تستخدم في علاج الشقيقة الصداع النصفي أما الثيوفللين فيوج في الشاي ويوجد في أشكال كيميائية كثيرة ويعتبر أمينوفللين (theophyline ethylenediamine) وهو يوجد في صور عديدة علي شكل أقراص ولبوس شرجي وحقن بالوريد من أكثر المركبات شيوعاًَ حيث يستخدم في علاج الربو كموسع للشعب الهوائية وكعلاج مساعـــــد في حالات هبوط القــــــــــلب (left sided heart failure) وفي علاج حالات وقف التنفس للأطفال حديثي الولادة والتسمم بالثيوفللين والكافين تنتج عنه غثيان وقيء وصداع ورعشة ثم تشنجات ومن الممكن أن تصل إلي حالة من التخشب (status epilepticus) ثم غيبوبة مع زيادة وخلل في ضربات القلب (dysrhythmias).

العلاج:

إحداث القيء وغسل المعدة وإعطاء الفحم المنشط علي فترات متعددة وإعطاء بنزوديازبين في حالات التشنجات وإجراء التنفس الصناعي وفي الحالات الحرجة يحتاج المريض إلي (hemoperfusion).


(د) الأدوية المضادة للاكتئاب مثل ثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressants)

والأدوية التي تزيد من السيروتونين (Selective Serotonin Reuptake Inhibitors)

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة (مثل إميبرامين imipramine HCL) أنتج عام 1948 وذلك كعامل مهدئ ثم استخدم بعد ذلك كعلاج للاكتئاب عام 1958 ثم بدأ ظهور أول حالات التسمم بالعقار عام1959 وقد قل استعماله الآن كثيراَ بعد ظهور الأدوية التي تزيد من السيروتونين كمضادات للاكتئاب التي تستعمل الآن بكثرة ومع ذلك مازالت المركبات ثلاثية الحلقة توصف لعلاج حالات الاكتئاب بالإضافة لعلاج حالات التبول الإرادي لدي الأطفال فوق خمس سنوات.

أعراض التسمم:

تؤدي مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة إلي زيادة النورإبينفرين والدوبامين والسيروتونين مما يؤدي إلي سرعة وزيادة في نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم في البداية ثم يتحول إلي هبوط شديد في ضغط الدم ومن الممكن أن يؤدي إلي Ventricular) arrhythmias) وارتفاع درجة الحرارة مع انحباس البول وفي النهاية يؤدي إلي تشنجات وغيبوبة وتتشابه الأعراض مع حالات التسمم بالمواد المضادة لمرض الباركنسون ومضادات الاحساسية والفينوثيازين والأتروبين.

العلاج:

تتبع الطرق العامة في العلاج باستخدام المقيئ وغسيل المعدة والفحم المنشط. إعطاء الصوديوم بيكربونات لزيادة قلوية الدم ويجب أن تحافظ علي ( (P H بين7,45 - 55, 7. علاج انخفاض ضغط الدم بإعطاء محلول ملح عن طريق الوريد. علاج التشنجات بإعطاء الديازيبام.

مضادات الاكتئاب التي تزيد من السيروتونين: أصبحت هذه المضادات شائعة الآن حيث بدأ استخدامها عام 1988 لعلاج حالات الاكتئاب ولعلاج الوسواس القهري وبعض الأمراض النفسية الأخري وتشمل فلوكسيتين (prozac) الباروكسينين (باكسيل) تراذودان (dysyrel) وتعتبر أكثر أماناَ من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة والتسمم بها يؤدي إلي الغثيان والقيء وإسهال وزيادة في عدد دقات القلب ومن الممكن أن يؤدي إلي عدم تناسق في دقات القلب (arrhythmia) ودوخة ورعشة باليدين وفي بعض الحالات إلي تشنجات.

ولا يوجد علاج خاص بحالات التسمم وإنما يتبع الطرق العامة في حالات التسمم ويعطى الديازيبام في حالات التسمم المصحوبة بتشنجات.

(هـ) الأدوية المادة للتشنجات(anticonvulsant):

تعتبر الأدوية المضادة للتشنجات من الأدوية التي توصف بكثرة وبخاصة في علاج حالات الصرع وأعراض التسمم بها متقاربة فيما بينها وغير مميزة ويشمل علاج التسمم بها علاج الأعراض والطرق العامة في علاج حالات التسمم فليس لها ترياق محدد وتشمل الأتي:

1- فينيتوين (phenytoin)

2- كاربامازيبين (carbamaebine)

3- حمض الفالبرويك (valproic acid)

4- فينوباربيتال (phenbarbital)

5- بريميدون (primidone)

فينيتوين (phenytoin):

بدأ استخدامه 1938 وهو مؤثر في علاج الكثير من التشنجات حتى في حالات الصرع المستعصية (status epilepticus) وأيضاً في علاج الخلل المصاحب للتسمم بعقار الديجيتاليس في ضربات القلب.

ويعتبر عقار الفينيتوين آمن وبخاصة عندما يؤخذ عن طريق الفم فمعظم حالات التسمم به لا تكون مهددة للحياة علي النقيض تماماً عند أخذه عن طريق الوريد.

أعراض التسمم بالفينيتوين (phenytoin): (عن طريق الفم)

تبدأ الأعراض بغثيان وقيء نتيجة تهيج الغشاء المبطن لجدار المعدة دوخة ورعشة(tremor) زغللة وتذبذب في مقلتي العين (nystgmus) وازدواجية الرؤية(double vision) وخلل واضطراب التوازن وعدم القدرة علي تنظيم الحركات العضلية الإرادية (ataxia). وفي الحالات التي يتعاطى فيها العقار لفترات طويلة بجرعات علاجية من الممكن أن يؤدي إلي تورم في اللثة ونزيف منها.

وحالات الوفاة من التسمم الحاد بالعقار تعتبر نادرة الحدوث وحالات الوفاة التي سجلت من التسمم بالفينيتوين أغلبها في الأطفال.

التسمم بالفينيتوين عن طريق الوريد: يجب أن يؤخذ بحظر شديد وبمعدل لا يزيد عن 50 مجم / دقيقة ويجب أن يكون المريض تحت ملاحظة دقيقة لدقات القلب ومن قياس ضغط الدم وحالات التسمم به بتيجة عدم الحرص في أخذ الجرعة بالوريد حيث من الممكن أن يؤدي إلي هبوط في ضغط الدم وضعف في عضلة القلب ويرجع ذلك لوجود مادة بروبيلين جليكول (propylene glycol) وهي تستعمل كمذيب للفينيتون في الأمبولات وهي المسئولة عن هذه الأعراض.

ملتزمة الفينيتوين (Fetal phenytoin syndrome) تحدث في الأطفال بنسبة 10% إلي 30% عندما يأخذ أثناء الحمل وبالأخص في الأشهر الأولي من الحمل وتشمل نقص النمو وصغر في حجم الدماغ وتشوهات في الأنف والشفة الأرنبية (clift lip) عيوب في الأطراف (limb defect).

علاج حالات التسمم:

نتبع الطرق العامة لعلاج حالات التسمم ومن الممكن عمل ديلزة للدم.


كاربامزبين (carbamaebine):

كان استعماله في علاج حالات آلام العصب الخامس ويستعمل الآن في علاج كل أنواع التشنجات.

أعراض التسمم: قيء ودوخة ودوار و زغللة وتلعثم في الكلام ومن الممكن في الجرعات الزائدة أن يؤدي إلي تشنجات وغيبوبة وحيث أن كاربامزبين يشبه الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقة فمن الممكن أن يؤدي إلي أعراض متشابهة مع التسمم بها كما أن فرط الحساسية لعقار الكاربامازبين (idiosyncrasy) من الممكن أن يحدث مع الجرعات العلاجية مما يؤدي إلي نقص في عدد كرات الدم البيضاء وأنيميا شديدة وملتزمة ستيفين جونسون (طفح جلدي شديد مع التهابات في الفم وعلي الشفتين ) وفشل في وظائف الكبد.

العلاج:

لا يوجد علاج خاص ولكن تتبع الطرق العامة في علاج حالات التسمم والديلزة غير مؤثرة في علاج التسمم به.

حمض الفالبرويك (valproic acid): تم استعمل سنة 1978 ومن أهم الأعراض الخطيرة الشائعة له هو تنخر الكبد

أعراض التسمم: دوخة فقد الوعي ويحدث مع أخذ جرعات كبيرة أكثر مع خلل في التوازن وتذبذب مقلتين العين (nystagmus) زيادة في حموضة الدم مع نقص في مستوي الكالسيوم في الدم ومن الممكن أن يحدث ارتفاع شديد في درجة الحرارة مع هبوط في ضغط الدم وأخيراَ يؤدي إلي فشل في وظائف الكبد وهذا من الممكن أن يحدث في الجرعات العلاجية وبالأخص في الأطفال ومن الممكن أن يؤدي إلي ملتزمة فالبروات للأطفال وتحدث أثناء تعاطي الدواء في فترة الحمل وبالأخص في الأشهر الأولي حيث تؤدي إلي عيوب خلقية في القلب.

العلاج:

لا يوجد علاج خاص ولكن تتبع الطرق العامة في علاج حالات التسمم.

بريميدون (primidone): يتحول في الجسم إلي فينوباربيتون حيث يعتبر ناتج الأيض لمركب بريميدون الفعال ضد التشنجات ولذلك يعتبر التسمم به وطرق العلاج مثل الفينوباربيتون حيث يؤدي إلي فشل في التنفس وغيبوبة.


(2) أدوية الجهاز الدوري:

الأدوية المخفضة لضغط الدم:

1- مثبطات بيتا الأدرينالين (B blockers):

التسمم بها يؤدي إلي انخفاض في ضغط الدم مع هبوط في القلب وضيق التنفس حيث انه تؤدي إلي ضيق الشعب الهوائية مع خلل في وظائف الكبد والكليتين نتيجة لنقص إمداد الدم لهما.

العلاج:

الطرق العامة لعلاج حالات التسمم مع إعطاء الأتروبين والجلوكاجون حيث يعتبر الترياق للتسمم بمثبطات البيتا الأدرينالية من أجل علاج انخفاض ضغط الدم وانخفاض ضربات القلب.ويعطي بجرعة 3- 10 مجم بالوريد ومن الممكن أن تكرر الجرعة ب5 مجم كل نصف ساعة بالوريد.

(2) حاصرات الكالسيوم(calcium channel blockers):

تؤدي إلي توسع الشرايين وتستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية ويحدث التسمم بجرعات كبيرة بعد ساعة إلي 5 ساعات من تناول الدواء عن طريق الفم ومن ثواني إلي دقائق عن طريق الوريد بعد أخذه إلي توقف القلب وهبوط حاد في ضغط الدم وغثيان وقيء وتشنجات من الممكن أن يؤدي إلي ارتفاع نسبة الجلوكوز بالدم.

العلاج:

تتبع الطرق العامة لعلاج حالات التسمم مع إعطاء كالسيوم كلوريد بنسبة10 % ببطء شديد بالوريد وسوائل عن طريق الوريد وأتروبين 1 مجم لعلاج ضعف عضلة القلب وإعطاء ديازيبام في حالات التشنجات.

(3) مثبطات الأنزيم المنشط للأنجيوتنسين (angiotensin converting enzyme inhibitors)

يستخدم في علاج حالات ضغط الدم ويوجد بأسماء تجارية كثيرة مثل capoten, مونوبريل (monopril), يوني فاسك (univasc) وهو يعمل علي تثبيط إنزيم (kinase II) والذي يقوم بدوره بتحويل (angiotensin II) إلي (angiotensin I) وهو يعتبر من المواد القابضة للأوعية الدموية مما يؤدي إلي توسيع هذه الأوعية وانخفاض ضغط الدم.

وأهم أعراض التسمم به هو انخفاض شديد في ضغط الدم وقد يؤدي إلي كحة مزمنة جافة وهي من أهم أعراضه الجانبية.

العلاج:

(أ) تتبع الخطوات العامة في علاج حالات التسمم من عمل غسيل المعدة وإعطاء الفحم المنشط والملينات وعلاج انخفاض ضغط الدم بإعطاء محاليل عن طريق الوريد.

(ب) الأدوية الموسعة للأوعية الدموية:

النيترات وهي تعتبر من الأدوية المضادة للذبحة الصدرية (pectoris angina) مثل نيتروجلسرين وأيزوسوربيد داينيترات (isosorbide dinitrate (isordil وبيتا إريثريتول تترانيترات ويوجد لي شكل أقراص توضع تحت اللسان وأقراص تأخذ عن طريق الفم أو علي شكل مراهم.

أعراض التسمم: دوخة صداع الشعور بحرارة وزغللة في العين وغثيان وقيء وإسهال ومغص وحرقان في العين والأنف وفي الحالات الشديدة من الممكن أن يؤدي إلي تشنجات مع زيادة في دقات القلب وهبوط شديد في ضغط الدم ومن أهم العلامات المميزة حدوث ارتفاع نسبة المتهيموجلوبين في الدم (methaemoblobinaemia) حيث يحدث زرقة للجلد ويكون الجلد دافيء (وليس بارد) وإذا تجاوزت نسبة المتهيموجلوبين في الدم أكثر من 30% ولم تعالج الحالة يزداد الهبوط في ضغط الدم وتشنجات ثم تؤدي إلي توقف القلب والتنفس.

ومن الممكن أن نقوم باختبار بسيط وسريع لتقيم حالة ميتهيموجلوبينميا بوضع نقطة من دم المريض على ورقة ترشيح ومقارنة بعينة دم أخري فإذا بقيت بنية اللون بالمقارنة للعينة المناظرة فأن حالة الميتهيموجلوبينميا تكون أكثر من 15% وفي حالة الغيبوبة يكون أكثر من 30 %.

العلاج:

إعطاء الأكسجين وإعطاء محلول ملح لرفع ضغط الدم استعمال الأتروبين في حالات ضعف عضلة القلب وإعطاء مقيئ وفحم منشط وديازيبام في حالات التشنجات ونعطي أزرق ميثيلين (methylene blue) 1-2 مجم /كجم.


(3 ) المسكنات ومضادات الحمي (Analgesics & Antipyretics ):

كانت مركبات الساليسيلات سبباً لحدوث أكثر حالات التسمم بالجرعات العالية مقارنة بسائر أفراد مجموعة الأدوية المسكنة والمضادة للحمي. إلا أنه في السنوات الأخيرة حصل علي بعض التغير مشعراً بانخفاض حالات التسمم من الساليسيلات وارتفاعها من مركب آخر معروف هو الباراسيتامول.


(1) الباراسيتامول (paracetamol):

يستعمل بكثرة في الوقت الحاضر كمسكن لآلام الجسم عامة ومضاد للحمي وله أسماء تجارية كثيرة منها ((panadol , tylenol, paramol……etc. ويوجد الباراسيتامول لوحده كدواء أو يخلط مع مركبات أخري مثل ديكستروبروبوكسيفين (dextropropoxyphene ) ليكون المركب المعروف تجارياً باسم دولستوب (Dolostop). الجرعات العلاجية تتراوح بين 10-15 مج/كجم من وزن الجسم، أما الجرعات السامة فتبدأ من 140مج/كجم من وزن الجسم.

يحدث الباراسيتامول عند تناوله بجرعات عالية (عند الكبار) أو عرضا (عند الأطفال) أضرار كبدية خطيرة كالتنحر الكبدي liver necrosis أو الضمور Atrophy في الحالات الشديدة , كما يسبب أضرار للكلي والتهاب بالبنكرياس Pancreatitis. ومن أعراض التسمم بالباراسيتامول: الغثيان والقيء والألم في عموم البطن ثم بعد 48 ساعة من تناوله تزداد حالة المريض سوءاً مع استمرار التقيؤ، وكذلك تظهر أعراض ألم في المنطقة اليمني أسفل الضلوع (right subcostal margin) وآلام في منطقة الكبد (liver tenderness) كما تحدث آلام عند التبول ويظهر اليرقان (jaundice) في حوالي اليوم الرابع وفي حالات التسمم الحاد يحدث فشل كبدي ويحدث سبات ونزف دموي.

المعالجة:

إحداث التقيؤ لطرد ما تبقي من الباراسيتامول في المعدة، ويلي ذلك إعطاء محلول الفحم المنشط.

إعطاء الآستيل سيستيين (N-acetyl cystein, mucomyst) بالفم علي شكل محلول بتركيز 5% بجرعات مبدئية 140 ملليجرام/ كيلوجرام والأفضل أن تخفف بعصير وذلك للتقليل من فرصة القيء وبعد ذلك نعطي جرعة 70 ملليجرام/ كيلوجرام /4 ساعات لمدة ثلاثة أيام متتالية.

ومن الممكن أن نعطي الآستيل سيستيين عن طريق الوريد (parvolex) بجرعة 150 ملليجرام/ كيلوجرام في 200ميلليليتر من محلول الدكستروز وذلك خلال 15 دقيقة ثم 50 ملليجرام/كيلوجرام في 500 ملليلتر من الدكستروز خلال 4ساعات ثم 100 ملليجرام / كيلوجرام في لتر من الدكستروز وذلك خلال 16 ساعة. ويجب عدم إعطاء الفحم المنشط مع أو قبل الآستيل سيستيين بفترة قليلة إذا كان الأخير سيعطى عن طريق الفم حتى لا يفقد فاعليته بادمصاصه على الفحم المنشط.

إعطاء دايفينهيدرامين (diphenhydramin) بالوريد وميتوكلوبروميد بالعضل وذلك لتجنب الآثار الضارة للآسيتيل سيستيين من الحساسية والقيء.


(2) الساليسلات( Salicylates) (الأسبرين):

يستعمل أيضاً بكثرة كمسكن لآلام الجسم عامة ومضاد للحمي وكعلاج للحمى الروماتيزمية وله أسماء تجارية كثيرة منها (Aspocid, aspegic, askine, rivo….etc). الجرعات العلاجية تتراوح بين 10-15 مج/كجم من وزن الجسم، أما الجرعات السامة فتبدأ من 150 مج/كجم من وزن الجسم. وتكون أعراض التسمم كالتالي:

آلام بالبطن مع قيء وإسهال وقد يكون القيء دموياً، كما قد يحدث نزيف من أماكن أخرى من الجسم.

ارتفاع في درجة الحرارة.

زيادة ملحوظة في التنفس، مع ازدياد حمضية الدم (metabolic acidosis).

جفاف نتيجة فقد المياه من الجسم (عن طريق القيء والإسهال وارتفاع درجة الحرارة وسرعة التنفس وكذلك عن طريق الكلى).

في الحالات الشديدة تحدث تشنجات وسبات وارتشاح رئوي وفشل كلوي حاد ووفاة.

المعالجة:

إحداث التقيؤ لطرد ما تبقي من الأسبرين في المعدة، ويلي ذلك إعطاء محلول الفحم المنشط.

إعطاء محاليل بكميات كافية لمعالجة الجفاف الموجود مع إعطاء كلوريد البوتاسيوم وجلوكوز لمعالجة نقصهما وكذلك إعطاء بيكربونات الصوديوم لمعالجة زيادة حمضية الدم ولمساعدة إخراج الأسبرين عن طريق البول.

عمل غسيل بريتوني أو دموي لإخراج الأسبرين في الحالات الشديدة من التسمم وخاصة إذا وصل تركيزه في الدم بعد 6 ساعات من التعاطي 100مج/كجم أو ما يعادل هذا التركيز في الساعات التالية حسب الرسم البياني الخاص بالأسبرين (Done nomogram).

علاج الأعراض العامة من نزيف وتشنجات وارتفاع في درجة الحرارة وغيرها من الأعراض.


(3) مضادات الالتهابات الغير إستيرودية (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs):

بالإضافة إلى الساليسلات الذي تم ذكره سابقاً فإنه يوجد العديد من مضادات الالتهابات الغير إستيرودية الأخرى مثل:

فينايل بيوتازون (Phenylbutazone) - دايفلونيزال (Diflunisal)

بيروكسيكام (Piroxicam) - سولينداك (Sulindac)

فينوبروفين (Fenoprofen) - إندوميثاسين (Indomethacin)

تولميتين (Tolmetin) - ميكلوفينامات (Meclofenamate)

نابروكسين (Naproxen) - إيبوبروفين (Ibuprofen)

تتشابه أعراض التسمم بهذه العقاقير مع تفاوت في شدة الأعراض حسب كل نوع وحسب الجرعات المعطاة. وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

آلام بالبطن مع قيء وإسهال وقد يكون القيء دموياً.

هبوط في ضغط الدم مع نعاس ودوخة

ازدياد حمضية الدم (metabolic acidosis) في بعض الحالات النادرة.

إرتفاع في إنزيمات الكبد مع سبات وفشل كلوي في الحالات الشديدة.

المعالجة:

إحداث التقيؤ لطرد ما تبقي من الدواء في المعدة، ويلي ذلك إعطاء محلول الفحم المنشط.

إعطاء بيكربونات الصوديوم لمعالجة زيادة حمضية الدم ولمساعدة إخراج الدواء عن طريق البول.

علاج الأعراض العامة من نزيف وهبوط في الضغط وغيرها من الأعراض.


(4) مضادات الهستامين (مضادات الحساسية):

تعتبر مضادات الحساسية من أكثر الأدوية شيوعاً في العالم ويوجد للهستامين في الجسم ثلاثة مواقع للاستقبال H1 وهو مسئول عن الالتهابات والحساسة( (H2 وهو مسئول عن إفراز حمض الهيدروكلوريك في المعدة (H3) وهو مسئول عن التحكم في كمية الهستامين التي تفرز في الجسم

مضادات الهستامين تنقسم إلي مجموعتين:

مضادات مستقبلات H1: وتستعمل لعلاج حالات الحساسية وكمهدئ وكمضادات للقيء ومنع دوار البحر.

مضادات مستقبلات H2: وتستعمل لتقليل حموضة المعدة ومن الممكن أيضاً إن تستعمل في علاج حالات الأرتيكاريا والحساسية الشديدة.

التسمم بمضادات مستقبلات: H1 تعطي أعراض متشابهة لأعراض التسمم بمضادات مولدات الكولين (anticholinergic) من زيادة في دقات القلب وارتفاع في ضغط الدم وإنحباس في البول واتساع في حدقة العين وزغللة وقلة اللعاب وارتفاع في درجة الحرارة.كما تعطي إعراض نتيجة التأثير علي الجهاز العصبي المركزي في صورة خمول ومن الممكن أن تؤدي إلي غيبوبة وتشنجات وبخاصة في الأطفال مع وجود غثيان وإسهال.

التسمم بمضادات مستقبلات H2: تعتبر أكثر أمانا من مضادات مستقبلات H1 حيث أن ابتلاع 20 جم من عقار مثل السيميتدين (cimetidine) تعطي أعراض تسمم قليلة .

وأعراض التسمم تشمل انخفاض في دقات القلب وهبوط في ضغط الدم ومن الممكن أن يؤدي إلي وقوف مفاجيء للقلب في الجرعات الزائدة وبخاصة في حالة الأخذ عن طريق الوريد.

العلاج: تتبع الطرق العامة لعلاج حالات التسمم مع إعطاء الديازيبام في حالات التشنجات وإعطاء محاليل بالوريد لعلاج هبوط ضغط الدم.


















يتبع...................................
 
الإعتماد (Dependence)


فكر الإنسان منذ فجر التاريخ في وسائل لجعل الحياة أكثر متعة وأقل معناه. بينما حققت هذه المحاولات نجاحاً في تخدير الآلام في الجراحة مثلاً فإنها في نفس الوقت تسببت في ظهور أدوية لها القدرة علي استعباد الإنسان بشكل ليس له مثيل مثل الأفيون والحشيش والكوكايين.

ولمشكلة الإدمان أبعاد متعددة سواء اجتماعياً أو اقتصاديا أو نفسيا أو طبيا أو قانونيا يتضح ذلك مما يلي:

إن كثيراً من الجرائم ترتكب من قبل المدمنين وخصوصاً الجرائم الجنسية والسرقات وموجات العنف ومخالفة القانون.

إن الإدمان يشكل عبئاً اقتصاديا علي الدولة لما يمثله من زيادة في الأنفاق علي الخدمات الطبية والأمنية.

إن المدمن لا يستطيع أن يحيا حياة طبيعية كفرد منتج في المجتمع , نظراً لتأثير الإدمان علي طموحاته وآماله والتزاماته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه.

إن الإدمان مرض معدي فالمدمن ينشر العادة المدمرة بين الآخرين وخصوصاً المراهقين ولاسيما من لديهم استعداد للإدمان.


ما هو الإدمان (Addiction) ؟

يعرف الإدمان بأنه الرغبة في الاستعمال الجبري المتكرر للعقار والضرر الذي يحدثه يعتمد علي درجة الخلل بشخصية المدمن وهي عادة ما تكون شخصية غير سوية ولكي يؤدي المخدر إلي الإدمان يجب أن يسبب الظواهر الآتية:


التحمل (Tolerance): حيث يضطر المدمن إلي زيادة الجرعة من أجل الحصول علي الأثر المطلوب. بمعني أن الشخص يحتاج دوما إلي زيادة جرعات المادة ليحصل علي نفس الأثر الذي كانت تحدثه من قبل جرعات أقل منها من الأمثلة الواضحة علي ذلك الأفراد الذين يعتمدون علي الكحول والأمفيتامينات والذين يتعاطون يوميا من الكميات ما يكفي لتعجيز أو قتل أفراد غير معتمدين عليها. وقد يكون الاعتماد موجود بالنسبة لمادة معينة وعلي سبيل المثال التبغ أو الديازيبام أو لمجموعة من المواد علي سبيل المثال الأفيونات والعقاقير شبه الأفيونية أو لنطاق أوسع من المواد المختلفة كما هو الحال بالنسبة لهؤلاء الأفراد الذين يشعرون بإحساس قهري نحو الاستخدام المنتظم لأي عقاقير متوفرة والذين يبدون ضيقا وتوترا أو علامات بدنية لحالة انسحاب عند الامتناع عن التعاطي.


الاعتماد النفسي (Psychic dependence): ميل شعوري ونفسي مع رغبة في التهرب من المسئوليات مع توتر عصبي وقلق شديد وكآبة وعدم الارتياح وتشتت التركيز الذهني.

الاعتماد الجسمي (Physical dependence): ويكون مصحوباً بتغير في وظائف أعضاء الجسم المختلفة نتيجة تكرار أخذ العقار كالتعرق والارتجاف في الأطراف واللسان والوجه وصداع وإغماء عند التوقف عن تناول المادة المخدرة.


أعراض الامتناع (withdrawal symptoms): وتظهر هذه الأعراض عند توقف الشخص عن تناول المخدر. وهي مجموعة من الأعراض متنوعة في طبيعتها وفي درجة شدتها تحدث بعد انسحاب كامل أو نسبي لمادة وذلك بعد فترة استخدام مستمر لهذه المادة وربما تصحب حالة الانسحاب مضاعفات بحدوث تشنجات وعادة يحدث هذا عند سجن المدمن فيلاحظ هذيان رعاشي لدي الكحوليين واضطراب ذهني عند المدمن علي الأمفيتامين واضطرابات عقلية وسلوكية عند المدمن علي أشباه الأفيونات (opioids) والحشيش والمهدئات والمنومات.


طبيعة الإدمان:

يعتبر البعض الشخص المدمن غير سوي بطبيعته ولا علاج له وآخرون يعتبرون المدمن محباً لذاته أنانياً محباً للمتعة وفي أحوال أخري يكون محباً لعذاب النفس ما زوجيا مدمراً لذاته ولكن الحقيقة المؤكدة هي عدم اكتمال النضج النفسي والعقلي للمدمن فإذا ما كان الشخص غير قادر علي مواجهة مشاكل الحياة ومتطلبات المجتمع فإنه سرعان ما يسقط فريسة سهلة للإدمان.

فمدمن المنبهات يشعر إنه يعلو علي مشاكله بينما مدمن المهدئات والمنومات لا يكترث بأي شيء في حين أن عقاقير الهلوسة وبدرجة ما تنأى بالمدمن عن الواقع.


الآثار الفسيولوجية للإدمان:

ينهار المدمن صحياً ويعاني الهزال حيث يفقد الاهتمام الطبيعي بصحته من حيث الغذاء والنظافة والرعاية الصحية في حالة المرض ويكون كل اهتمام المدمن منصباً علي الحصول علي المخدر بأي وسيلة هذا بالإضافة إلي أثر الإدمان المدمر علي الصحة العقلية والنفسية ويحدث ذلك في بادئ الأمر

إلي اضطراب التوافق البيولوجي للجسم ثم يلي ذلك تكيف الجسم علي الوجود الطبيعي للمخدر فإذا

أمتنع المدمن عن تناول المخدر أدي ذلك إلي اضطراب وظائف الجسم المختلفة وظهرت علي المدمن أعراض الامتناع.

ومن مظاهر الاضطراب الوظيفي فقد الحركة الدودية للأمعاء مما يؤدي إلي حدوث إمساك شديد وفقد الشهية مما يؤدي إلي هزال شديد كما يصاب المخ بتبلد أو هياج حسب نوع المخدر. ويؤدي الاستعمال المتكرر لحقن غير معقمة إلي التهاب تجلطي بالأوردة وكما يؤدي الاستعمال المشترك للحقن إلي نقل عدوي الالتهاب الكبدي الوبائي ونقل مرض الإيدز.

وقد تحدث الوفاة نتيجة لما يلي:

وجود شوائب في المخدر من مواد سامة أخري أو تناول جرعة كبيرة من المخدر أو عند الانقطاع ثم العودة للمخدر بأخذ الجرعة المعتادة حيث يكون قد زال التحمل للمخدر مما يؤدي إلي حالة تسمم حادة قد تنتج عنها الوفاة.


الجانب الاجتماعي للإدمان:

يمكن تشبيه الإدمان بالمرض المعدي حيث أن كلأً منهما يحتاج إلي شخص قابل للعدوى أو الإدمان ويقبل علي هذه الآفة كل الفئات عادة سواء الأغنياء أو الفقراء هروباً من ضغوط الحياة وهناك الكثير

من العوامل التي تتدخل في تحديد نوع المخدر مثل تقبل المجتمع والدين والحالة الاقتصادية وسهولة الحصول علي المخدر فمن المسلمين مثلا من يرفض شرب الخمر بينما يتعاطي الحشيش.

كما آن المحاكاة تلعب دوراً هاماً في حدوث الإدمان وخاصة بين المراهقين والصغار ولا يخفي دور الأسرة حيث يؤدي التفكك العائلي وعدم مراقبة الأبناء إلي سقوطهم في براثن الإدمان.


أنواع المدمنين:

1- مدمنو الشوارع (Street addicts):

هم اكثر المدمنين عدداً وأكثرهم خطراً اجتماعياً واقتصاديا وأغلبهم من الأحداث الذين لم يتكيفوا مع المجتمع وتخصصوا في الجرائم والأعمال المخالفة للقانون.

2- المدمن العرضي (Accidental addicts):

هذه المجموعة عرفت طريق الإدمان بالصدفة بعد استخدامه طبيا ثم أدمنت عليه نظرا لأن لديها الاستعداد.

3- المدمن الطبي (Medical addict):

وهو أحد العاملين بالمجالات الطبية المختلفة ممن تتاح لهم فرص سهولة تداول هذه العقاقير.

وقد يقع بعض من لديه الاستعداد منهم فريسة للإدمان وهؤلاء تكون معدلات نجاح علاجهم مرتفعة (92% بينما تكون 5% في الأنواع الأخرى) حيث لديهم الرغبة في الحفاظ علي وضعهم الاجتماعي والوظيفي.


أسباب الإدمان: لا يوجد سبب مباشر ولكنه تراكم عدة عوامل مع استعداد خاص بيولوجي في الفرد.

1- أسباب نفسية- اجتماعية - عصبية:

أ- تبين أن معظم المدمنين يعانون من حالات عصبية وقلق ومخاوف ومنهم من لديهم اضطرابات كالهوس والفصام.

ب- لوحظ أن كل مادة مخدرة تحدد نوعية المصاب وطبيعة مشكلته فالأفيون يزداد عند الأقليات المحرومة كالزنوج والطوائف ومركبات الباربيتيورات المهدئة للأعصاب تزداد بين العصبيين والنساء الأمفيتامين المنشط والطارد للاكتئاب يزداد عند الشباب والمراهقين والطلاب بحثا عن القوة والنجاح والإنجاز والنصر أما المهلوسات كالحشيش وغيرها فهي شائعة لدي الطبقة المتوسطة وبين الشباب والطلبة الجامعيين وتنتشر الخمور عند الشخصيات الاتكالية العاجزة أو ذات الميول الجنسية المثلية التي تتركز اللذة عندهم في الفم.

ج- أوضحت عدة دراسات أن مصدر الإدمان هو الفقر والحرمان وسوء الظروف الاقتصادية.

2- أسباب أخلاقية - تربوية - عائلية:

أ- تبين أن ضعف الوازع الأخلاقي والديني وانهيار الأخلاق في المجتمع تدفع الأفراد في طريق البحث عن تعويض عبر الإدمان.

ب- أشارت الدراسات الأنثروبولوجية أن أقل الشعوب ميلاً للخمور والمخدرات هي الشعوب الإسلامية بينما يزداد استعمال الأفيون في أمريكا اللاتينية ومصر وكذلك الحشيش ويسود الخمر والهيروين والعقاقير الحديثة في أمريكا وفرنسا والدول الاسكندنافية وعند الأبناء القادمين من أبوين مدمنين.

ج- تلعب المشاحنات العائلية والغيرة وافتقاد الحب وعدم الانسجام الأسري والمغامرات خارج قفص الزوجية والمشاكسات العائلية دوراً هاماً في دفع الرجال والنساء نحو الإدمان.

د- لوحظ أن القلق والتوتر عند الوحيدين والمنبوذين أو الفاشلين عاطفياً أو دراسيا أو تجاريا أو المضطرب جنسياً أو القادم من أم متسلطة وأب ضعيف أو العكس غالباً ما تدفع كلها أو بعضها إلي الإدمان.

3- أسباب خاصة بالأمراض العقلية أو العضوية أو الشخصية:

أ- تبين أن العديد من المدمنين لديهم (أمراض عضوية) كعرق النسا وآلام المعدة والتهابات دماغية وغيرها.

ب- تشيع بين المدمنين اضطرابات شخصية كالهسترية والسيكوباتية والوسواسية وغالبا ما يكون الإدمان تغطية لعجز الشخصية.

ج- من الأمراض العقلية الشائعة عند المدمنين الصرع أو الشلل الجنوني أو الفصام أو الدهانات بأنواعها.

4- أسباب تنتشر بسبب مهنة المدمن:

أ- تبين أن وجود العقاقير والخمور بين يدي الأفراد بسهولة ويسر يشجع علي استخدامها ويبدأ ذلك بالمحاولة فالعادة فالتكرار فالتعود الاعتمادي فالإدمان.

ب- يعتبر العاملون والعاملات في البارات ودور اللهو والنوادي الليلية من أكثر الأفراد تعرضاً للإدمان.

ج- تبين أن معظم الممرضات والممرضين والأطباء يتعاطون مختلف أنواع العقارات.


آلية الإدمان (Mechanism of addiction):

لا يستطيع الشخص المدمن الاستغناء عن العقار الذي يتعاطاه وخصوصاً الأفيون أو مشتقاته حيث يدخل المخدر في العمليات الكيميائية في الجسم ومن المعروف أن جسم الإنسان يحتوي علي ما يعرف بالمورفينات الداخلية وهي لازمة للتوازن الفسيولوجي الكيميائي للجسم حيث إن اختلال هذا التوازن يؤدي إلي الإدمان فعند أخذ المورفين أو الهيروين يصبح الجسم في غير حاجة للمورفينات الداخلية وبالتالي يقل إفرازها وفي بعض الأحيان تضمر الخلايا المفرزة لها وإذا حدث أن أوقف العقار فجأة فإن الجسم يعاني من نقص حاد في المورفينات الداخلية.ويحتاج الجسم إلي وقت لإعادة إفرازها مرة أخري وفي أثناء هذا الوقت تظهر علي المدمن علامات الامتناع.

المواد المسببة للإدمان:

1- الأفيونات : سواء الطبيعية أو شبه المخلقة أو المخلقة.

2- الكوكايين.

3- الحشيش والقات.

4- الكحول الإيثيلي.

5- المنومات.

6- المهدئات.

7- المنبهات.

8- المذيبات العضوية.

9- المهلوسات.

10- النيكوتين (التدخين)


كيفية تشخيص الإدمان:

1- يكون إثبات الإدمان مهماً في أحوال كثيرة مثل:

2- ادعاء ارتكاب جرائم معينة تحت تأثير العقار.

3- حالات الاشتباه الجنائي أو الانتحار بسبب الإدمان.

4- قبول أو رفض شهادة شخص للشك في إدمانه.

5- التوظيف الحكومي أو الحصول علي تصريح للسفر أو عند الاشتراك في المباريات الدولية.

6- حوادث المرور ومسئولية السائقين عند القيادة الخطرة تحت تأثير العقاقير المخدرة لأحد العاملين في المجال الطبي.


كيفية التعرف علي المدمن :

1- اعتراف المدمن نفسه بذلك طلبا للعلاج .

2- امتلاك أدوية مخدرة دون وجود سبب طبي مقنع .

3- محاولة الشخص إخفاء الأدوية .

4- وجود علامات وخز الحقن بالساعدين أو الساقين.

5- وجود خراج فوق وريد أو بالقرب منه في أماكن الحقن.

6- مظهر يوحي بعدم اليقظة وخصوصا إذا صاحبه حكة بالجسم (أخذ الأفيون).

7- ظهور أعراض الامتناع إذا انقطع الشخص عن أخذ المخدر لمدة 12 - 24 ساعة.

8- تفاوت فوري واضح في حدقتي العينين بعد أخذ العقار بالحقن (أفيون) أو اتساع واضح (حشيش، أو إل- إس -دي، أو أمفيتامين) .

9- امتلاك معدات الاستنشاق أو الشم أو الحقن وما إلي ذلك مع وجود الرائحة المميزة للعقار عليها مما يدل علي تكرار الاستعمال.

10- ظهور رائحة المخدر في نفس المريض (كحول أو حشيش أو أفيون).

11- كثرة انفراد الشخص بنفسه مع تحديقه في الأفق ولاسيما إن كان مدمنا للهيروين أو الباربيتيورات.

12- الضحك بكثرة ودون سبب مع تخبط في حساب الزمن والمسافات في مدمن الحشيش.

13- الإلمام بالمصطلحات الخاصة بالإدمان وعقاقيره.

14- وجود تفاوت واضح بين دخل الشخص وما ينفقه.

15- تدهور مفاجيء في أخلاق المريض وتصرفاته.

16- إجراء الاختبارات المعملية علي عينه من دم أو بول المشتبه فيه وذلك لمعرفة المادة المسببة للإدمان.

الإدمان والجريمة :

يوجد ارتباط وثيق بين الإدمان والجريمة فعقاقير الإدمان يمكن أن تثير العدوانية والعنف ضد المجتمع عند الأفراد الذين لديهم الاستعداد للعنف أو ما يسمي بالجريمة الكامنة إذ تظهر علي السطح تحت تأثير العقار.

وعلي الرغم من أن الأفيون يؤدي إلي حالة من الخمول وقتل الطموح لكن عند الحاجة لشراء العقار يلجأ المدمن إلي خرق القانون للحصول علي المال ألازم عن طريق السرقة.

كما تؤدي الباربيتيورات إلي ظهور ميول انتحارية وللكوكايين والحشيش الأمفيتامين صلة وثيقة بالجريمة إذ إنها تنبه العقل والجسم وتعطي ثقة زائفة مع عدوانية ولذلك يزداد ارتكاب الجرائم. وكذلك يرتفع معدل حوادث السيارات بين مدمني الحشيش.


الإدمان والجنس:

تؤثر بعض العقاقير بشكل أو بآخر علي القدرة أو الرغبة الجنسية ، وفي اغلب الأحوال يكون الشعور بالرغبة الجنسية كاذباً ولكنه قد يقود صاحبه إلي ارتكاب الجرائم الجنسية وقد ظهرت الأبحاث أن مدمني الحشيش يعانون من قلة هرمون الذكورة كما أن عدد الحيوانات المنوية ينخفض كذلك الهيروين والأفيون بما يؤديان إليه من ترد أخلاقي وعدم استشعار أي وازع أو ضمير مع ازدياد الرغبة الجنسية مما قد يؤدي أيضا إلي الجرائم الجنسية والقات يؤدي إلي شعور بازدياد الرغبة الجنسية لكن مع الاستعمال الطويل يؤدي إلي ضعف جنسي لا يقابله ضعف في الرغبة مما يؤدي إلي مشاكل نفسية لمن يتعاطاه.

والمهدئات بصفة عامة تؤدي إلي ضعف في الرغبة الجنسية مع ضعف عضوي أيضاً.


علاج الإدمان :

1- إدخال المريض لوحدة مميزة للإدمان في أحد المستشفيات الخاصة بالطب النفسي وتختلف المراكز العلاجية في مدة أقامة المدمن وتتراوح من 6شهور وحسب نوع ومدة الإدمان وشخصية المدمن والمساندة الأسرية.

2- علاج الأعراض الانسحابية للمادة المؤثرة نفسياً والتي تختلف أعراضها حسب المادة ويستغرق ذلك فترة تتراوح من أسبوعين إلي ثلاث أسابيع ويعتقد البعض أنه من الأفضل أن يمر المريض بفترة من الألم جراء توقف العقار حتى لا يعود إلى التجربة ثانيا ويتم ذلك بإعطاء الأتي:

أ- التنويم والتخدير طويل المدى باستعمال الكلوربرومازين بالعضل كل 8أو 12 ساعة لعدة أيام ثم الانتقال إلى العلاج بالفم.

ب- وقد يستعمل أحياناً عقار البنزوديازيبين (الفاليوم) أو العقاقير المضادة للصرع مثل التيجريتول.

ج- وتعتبر مضادات الاكتئاب لها فوائد في تخفيف هذه الأعراض علاوة علي المساعدة علي النوم.

د- العقاقير المؤثرة علي المستقبلات الأدرينالية مثل الكلونيدين (clonidine) والذي يستعمل في علاج ارتفاع ضغط الدم ويخفض كثيرا الأعراض الانسحابية.

هـ- إعطاء الفيتامينات والمقويات والمشهيات والمواد البناءة للجسم.

3- العلاج النفسي الفردي والجماعي ويشمل معرفة الدوافع اللا شعورية للاستمرار في الإدمان وتقوية المريض لمواجهة المجتمع.

4- العلاج السلوكي الكاره والمنفر (Aversion therapy):

والغرض من هذا العلاج تكوين فعل منعكس شرطي جديد يربط المريض بالإحساس بالألم والاشمئزاز والنفور بدلاً من اللذة المعروفة مثل استعمال الأنتابيوز (Antabuse) مع الكحول والنالتركسون (Naltroxon) (التركسان) مع الأفيون والهيروين وللأسف لا يوجد علاج مماثل في المطمئنات والمنومات.


مآل الإدمان:

إن النسبة العالمية لمآل إدمان الهيروين هي الانقطاع عن التعاطي في الثلث وعدة نكسات واضطراب في العمل والتوقف أحيانا ثم العودة ثانيا في ثلث آخر أما الثلث الباقي فينتهي في السجون أو مستشفيات الأمراض العقلية أو الوفاة.












يتبع.............................
 
السموم الحيوانية


(1) الثعابين

(2) العقارب

(3) العناكب

(4) حشرات أخرى: الدبابير- النحل -الذبابة الأسبانية - أم 44 - البق - القراد - النمل

(5) الحيوانات البحرية


(1) الثعابين (Snakes):

وتشمل الأنواع الآتية: كروتاليد (Crotalidae)

فيباريد (Viperidae)

إيلابيد (Elapidae)

ثعابين البحار (Hydrophidae)


كروتاليد (Crotalidae):

يتواجد هذا النوع بوفرة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول أمريكا الجنوبية واليابان وغرب الهند، ويوجد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها حوالي 120 جنس من هذا النوع منها 26 جنس يكون ساماً، كما أن 25% من الأجناس السامة قد لا يحقن السم عند عضه لفريسته وتختلف شدة العضة من عضة بسيطة إلى عضة كبيرة جداً كما تختلف خطورة العضة حسب مكانها وعددها وعمقها وكمية ونوع السم وحجم وجنس الثعبان وعمر وحجم الضحية ومدى حساسية الضحية للسم وسرعة ونوع العلاج المتوفر. ويتم التعرف على شكل هذا النوع عن طريق وجود نقرة مميزة بين العين والأنف تعمل كجهاز استشعار للحرارة وكذلك لمعرفة الضحية من ذوات الدم الحار في الليل. وتتميز الأجناس السامة من الغير سامة بوجود نابين علويين طويلين موازيين للفك العلوي حيث يتم بث السم عن طريقهما والرأس يكون على شكل مثلث قاعدته في الناحية البعيدة عن الرقبة نوعاً ما، كما أن إنسان العين يأخذ شكل بيضاوي رأسي ولكن بعض الأجناس الغير سامة يكون لها مثل هذا الشكل من إنسان العين وليس من السهل دائماً التمييز بين الأجناس السامة والغير سامة عن طريق اللون الذي يكون خادعاً أو عن طريق شكل العضة الذي قد يكون متشابهاً.

فيباريد (Viperidae):

يوجد هذا النوع بوفرة في معظم الدول الأوربية، ويوجد منه 6 أجناس رئيسية في المملكة العربية السعودية وحدها كما يتواجد أيضاً في معظم دول منطقة الشرق الأوسط الأخرى مثل الأردن واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق والكويت وعمان والإمارات وكذلك في إيران وأفغانستان. وتتراوح أطوالها من أقل من 50 سم إلى أكثر من 5و1 م حسب الجنس ولها أنياب طويلة في مقدمة الفم تأخذ شكلاً عمودياً في حالة العض. ويكون الأثر الموضعي نتيجة اللدغ مذيباً للخلايا ومخثراً للدم (vasculotoxic).


إيلابيد (Elapidae):

يوجد هذا النوع بوفرة في استراليا التي يوجد بها حوالي 30 جنساً من هذا النوع منها 16 جنس مميت، ويوجد منه جنسان رئيسيان من نوع الكوبرا (cobra) في المملكة العربية السعودية وحدها كما يتواجد أيضاً في معظم دول منطقة الشرق الأوسط الأخرى مثل الأردن واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق والكويت وكذلك في إيران وأفغانستان والهند. و يوجد أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وخاصة من نوع (Coral) التي يتميز جلدها بوجود حلقات عريضة حمراء وسوداء تفصلها حلقات صغيرة صفراء ولها أنياب أقصر كثيراً من تلك الموجودة في (Crotalidae). ويكون الأثر الناتج عن اللدغ مؤثراً أكثر على الجهاز العصبي بحيث يشل عضلات التنفس محدثة الموت السريع نتيجة الاختناق.


ثعابين البحار (Hydrophidae):

يضم هذا النوع من الثعابين حوالي 47 جنسا منتشرة في المياه الدافئة للسواحل الغربية للمحيط الأطلنطي والهندي والساحل الشرقي لأفريقيا وسواحل آسيا واستراليا، منها 9 أجناس في منطقة الخليج العربي وخليج عمان وحدها. ويتميز شكلها العام بوجود ذيل طويل مفرطح، ويمكن تمييزها من بعض أنواع الأسماك البحرية مثل سمك الرعٌاش (eels) عن طريق وجود فتحات أنف بها بينما في سمك الرعاش يوجد زعانف وخياشيم ولا يوجد قشور على سطح جلدها. ولا تحدث هذه الثعابين صوت الحفيف مثل نظيرتها على اليابسة، كما أن لها أنياباً ثابتة قصيرة تفتح قنوات السم عند أطرافها.


الأعراض والعلامات:

أعراض وعلامات موضعية تكون أكثر وضوحاً في (Crotalidae and Viperidae) وتظهر في صورة آلام شديدة مكان العضة مع ورم شديد واحمرار وكدمة ونزيف موضعي وقد تظهر أنزفة كثيرة من الفتحات الطبيعية للجسم أو تحت الجلد والأغشية المخاطية نتيجة لزيادة زمن النزف والتجلط والبروثرومبين والصفائح الدموية مع أنيميا وامتقاع في لون الجلد والتهاب في الأوعية الليمفاوية وتضخم في الغدد الليمفاوية وقد يصل الأمر في الحالات الشديدة إلى تهتك شديد للأنسجة وتبدو على المصاب مظاهر الإنهاك الشديد والإعياء وبرودة الأطراف وسرعة النبض مع انخفاض ملحوظ في ضغط الدم وقد تستغرق الوفاة بضع ساعات إلى يومين حسب موضع العضة.

أعراض عامة تكون أكثر وضوحاً في الكوبرا وتظهر في صورة صدمة عصبية وغثيان وسيلان اللعاب وقيء وإسهال وتعثر في الكلام والمشي وعتامة في النظر وازدواج في الرؤية مع بطء في التنفس وزرقة الجلد وهبوط في ضغط الدم واضطراب في ضربات القلب وتنميل وشلل للعضلات وفي الحالات الشديدة تشنجات وفشل في التنفس والكلى ويدخل المصاب في غيبوبة عميقة تصحبها بعض الاختلاجات العضلية التي تنتهي بالوفاة في مدة لا تزيد عن 20 دقيقة غالباً، كما قد يحدث فصل في المشيمة والتأثير على الجنين إذا تعرضت المرأة الحامل للعض.

- أما في حالة ثعابين البحر فيكون التأثير الموضعي أقل من الأنواع السابقة الذكر ويكون معظم تأثيرها على العضلات (myotoxic) ويتم تشخيصه باكتشاف الميوجلوبين في البول (myoglobinuria). ويجب معرفة أن كثيراً من سموم الثعابين البحرية خطير جداً لدرجة أن نقطة واحدة (حوالي 3 0و مل) تكفي لقتل 3 رجال بالغين علماً بأن بعض هذه الثعابين تكون قادرة على حقن 7-8 نقط من السم في العضة الواحدة.

النتائج المعملية:

عمل صورة دم كاملة شاملة عدد الصفائح الدموية والهيموجلوبين مع قياس زمن النزف والتجلط وزمن البروثرومبين والفيبرينوجين (fibrinogen) والفيبرين (fibrin) ومشتقاته (fibrin degradation products)

عمل تحليل بول كامل ووظائف كلى.

يجب متابعة التحليل المعملية للاطمئنان على الحالة العامة للمصاب.

الوقاية:

يجب على الناس الذين يقطنون في أماكن ينتشر فيها الثعابين أن يرتدوا أحذية وسراويل واقية لأن أكثر من نصف العض يكون في الأجزاء السفلى من الساق.

يجب توافر الأمصال المضادة لسموم الثعابين وخاصة في الأماكن التي ينتشر فيها الثعابين.

تجنب السير وخاصة ليلاً بقدر الإمكان في الأعشاب الكثيفة والكهوف والجبال والمناطق الصخرية الوعرة وعدم محاولة قتل الثعابين إذا لم تكن هناك ضرورة أو خطر منها لأن كثيراً من الناس يتم عضهم في مثل هذه المحاولات.

العلاج:

علاج أولي يتمثل في وضع المصاب في وضع مريح وتهدئته ومحاولة عدم تحريك العضو المصاب مع جعل العضو المصاب في مستوى أقل من القلب وربط عاصبة (tourniquet) بلطف وبغير قوة أعلى مكان العضة بغرض الضغط على الأوعية الليمفاوية وليست الأوردة أو الشرايين، ويمكن غسل مكان العضة بالماء لإزالة السم السطحي مع عدم وضع أي ثلج على العضو المصاب أو شفط السم بالفم أو بشفاط لخطورة ذلك ولأنه لا يزيل إلا 20% من السم على الأكثر كما قد يزيد النزيف والعدوى، ثم نقل المصاب بسرعة إلى أقرب مستشفى ومعه الثعبان الميت إن وجد للتعرف عليه.

في المستشفى بعد التأكد من الخطوات الأولية يتم التفريق بين الأنواع السامة وغير السامة بقدر الإمكان وإذا لم يتسنى التأكد من نوع الثعبان أو كمية ونوع السم ينصح بوضع المصاب تحت الملاحظة بالمستشفى لمدة 24 ساعة يتم خلالها تقييم نوع السم من خلال الأعراض والعلامات العامة والخاصة والنتائج المعملية الأولية، فظهور تورم موضعي خلال 15 دقيقة يشير إلى أن نوع السم ينتمي إلى فصيلتي (Crotalidae or Viperidae) حيث لا يظهر هذا العرض في السموم العصبية، كما يفحص المصاب للبحث عن آثار الأنياب وحدوث آلام في العقد الليمفاوية أو وجود نزف تلقائي من موضع العضة يدل على عدم تخثر الدم، كما يدل سقوط الجفون على مجود سموم عصبية. وفي كل هذه الأحوال يكون العلاج قائماً على إعطاء المصل المضاد النوعي للسم المعروف أو الأمصال المتعددة النوعية في حالة عدم معرفة نوع الحية السامة (بعد إجراء اختبار الحساسية من 3-5 أمبولات بالوريد بالنقطة في 500 مل جلوكوز 5% مع ملح خلال ساعة مع مراقبة المصاب جيداً والتصرف السريع والجاهز لحدوث أي حالات حساسية)، فإذا كان الأمر على ما يرام وتحسنت الأعراض الموضعية والعامة فيعطى 3-5 أمبولات أخرى خلال 4 ساعات أما إذا لم تتحسن الأعراض فيمكن زيادة الجرعة إلى 30 أمبول عند الضرورة. وفي حالة حدوث حساسية أثناء اختبار المصل المضاد للسم فيمكن تقليلها عن طريق إعطاء جرعات مخففة تزداد بالتدريج إلى أن تصل للجرعة المطلوبة ويمكن إعطاء عقار البريدنيزون لتقليل وعلاج أي حساسية تنتج بعد ذلك. ويمكن القول بأن المصل المضاد للسم يكون أقل فاعلية إذا تم إعطاؤه بعد 4 ساعات من الإصابة ومن المحتمل أن يكون بدون فاعلية بعد مرور 24 ساعة من الإصابة، ويجب معرفة أن إعطاء المصل المضاد للسم مبكراً وبالجرعة المناسبة يقلل نسبة الموت من أثر عضة الثعبان إلى أقل من 10%.

علاج الأعراض العامة مثل الآلام والصدمة العصبية وهبوط ضغط الدم واضطرابات ضربات القلب والقيء والإسهال والنزيف والأنيميا والتشنجات وفشل التنفس والكلى وغيرها من الأعراض التي قد تظهر، مع التركيز على إعطاء أكسجين وتنفس صناعي في حالة فشل التنفس، وسوائل بالوريد ودم أو كرات دم حمراء أو صفائح دموية أو فيبرينوجين حسب الحاجة وكذلك مصل ضد التيتانوس ومضادات حيوية للوقاية، والعناية بموضع العضة والعلاج الجراحي لبعض الإصابات الخطيرة. كما قد يستعان بالديال الدموي أو البريتوني إذا ظهرت أعراض فشل كلوي (hemodialysis or peritoneal dialysis respectively). ويراعى عدم إعطاء مورفين(morphine) في حالات التشنجات والآلام ولكن يستبدل بالديازيبام (diazepam)، كما لا يستخدم أيضاً الهيبارين(heparin) في إصلاح تخثر الدم داخل الأوعية نظراً لوجود تلف بجدران الشعيرات الدموية نتيجة السم.


أنواع بعض الثعابين السامة الموجودة بالمملكة العربية السعودية:

فيباريد (Viperidae):

يوجد من هذا النوع 6 أجناس رئيسية في السعودية منضمة تحت 4 عائلات:

(1) CERASTES CERASTES

(2) PSEUDOCERASTES

(3)ECHIS:

a) ECHIS CRINATES b) ECHIS CLORATUS c) BITIS ARIETANS

d) ECHIS PYRAMIDUS

(4) ATRACTASPIS MICROLEPIDOTA

(1) CERASTES CERASTES

(The horned viper):

ويعتبر أشهر أنواع الثعابين السامة في السعودية، ويوجد في الأماكن التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 1500 متر، ويتوافق لونه مع لون الرمال الموجودة في المنطقة ويتميز بوجود نتوءات بارزة فوق العينين ويصل طوله إلى حوالي 75 سنتيمتر.


(2) PSEUDOCERASTES:

وهو أطول قليلاً من النوع السابق ولكن يصعب تفريق النوعين من بعضهما، ويوجد منه نوع خاص في السعودية يعرف باسم PSEUDOCERASTES FIELDI.

(3) ECHIS:

a) ECHIS CRINATES

ويوجد قريباً من الجبال المجاورة للبحر الأحمر، كما يتواجد أيضاً في الأماكن الزراعية، ويكون لونه بني على أحمر مع بعض الخطوط البيضاء ولذا يعرف باسم Carpet viper، وله ذيل قصير وقشور مضلعة على جانبي الجسم مما يجعل صوت هذا النوع خشناً ومزعجاً عند إثارتها.

b) ECHIS CLORATUS

ويفضل هذا النوع التواجد في الأماكن الصخرية المرتفعة حوالي 1500 متر من سطح البحر، وتأخذ الشكل المنقط ويتراوح لونها بين اللون الرمادي والفضي. ويفضل كل من النوعين السابقين الحركة ليلاً، ويتميز كل منهما بالسرعة والرشاقة بالرغم من أن طول أيٍ منهما لا يزيد عن 50 سنتيمتراً، كما أن عضة كلٍ منهما خطيرة جداً.

c) BITIS ARIETANS

ويطلق عليها اسم الأفعى النافخة، وتتواجد في المناطق الجبلية في أقصى شمال الطائف. وهي أفعى سمينة ذات أنياب طويلة، ويصل طول جسمها حوالي 1500 سنتيمتر. وهي تخرج ليلاً، بطيئة الحركة وتصدر صوت هسهسة عند الإثارة ولدغتها سريعة وخطيرة.

d) ECHIS PYRAMIDUS

يتواجد هذا النوع أيضاً في المملكة ولكن بدرجة أقل من الأنواع السابقة.

(4)(ATRACTASPIS MICROLEPIDOTA (The Burrowing Adder or Mole Viper):

ويعرف هذا النوع باسم الأفعى الحفارة، وتتواجد أحياناً في القسم الجنوبي من المملكة. وهي كما يدل عليها اسمها تكون تحت سطح الأرض وتحفر لتظهر على السطح ليلاً وأيضاً نهاراً ولكن بعد الأمطار، والنوع الأسود الصغير الحجم هو أخطرها لأنه بالرغم من أنه غير منتشر بكثرة وعضاته نادرة إلا أنه من الخطر الشديد الإمساك به لأنه قادر على العض السريع سواء كان في وضعه على الظهر أو الجنب.

إيلابيد (Elapidae):

يوجد من هذا النوع جنسان رئيسيان في السعودية.

(1) (NAJA HAJE ARABICUS (The Arabian Cobra:

وهذا النوع هو الكوبرا العربية المعروفة ويتواجد في المناطق الجبلية من القسم الجنوبي من المملكة. ويكثر ظهوره نهاراً ويختلف لونه ما بين الأصفر الذهبي والبني أو الرمادي ويعتبر أكبر أنواع الثعابين حجماً في المملكة إذ قد يصل طوله إلى 5و2 متر مما اشتهر باسم حنش الأحناش (hannish thaiban or snake of snakes).

(2)(WALTERINNESIA AEGYPTIA (Innes’ Cobra:

وهو نوع آخر من الكوبرا ويتواجد بكثرة في الأراضي الصحراوية المجدبة بالمملكة وغالبا ما يكون تحت سطح الأرض، وهو نوع غير خطير وسهل الانقياد وعضته نادرة جداً، وهو ذو لون أسود ولا يتعدى طوله 2و1 متر.

ثعابين البحار (Hydrophidae):

يضم هذا النوع من الثعابين 9 أجناس في منطقة الخليج العربي وخليج عمان وحدها. ويتميز شكلها العام بوجود ذيل طويل مفرطح، ويمكن تمييزها من بعض أنواع الأسماك البحرية مثل سمك الرعٌاش (eels) عن طريق وجود فتحات أنف بها بينما في سمك الرعاش يوجد زعانف وخياشيم ولا يوجد قشور على سطح جلدها. ولا تحدث هذه الثعابين صوت الحفيف مثل نظيرتها على اليابسة، كما أن لها أنياباً ثابتة قصيرة تفتح قنوات السم عند أطرافها. ويكون معظم تأثيرها على العضلات (myotoxic) ويتم تشخيصه باكتشاف الميوجلوبين في البول (myoglobinuria). ويجب معرفة أن كثيراً من سموم الثعابين البحرية خطير جداً لدرجة أن نقطة واحدة (حوالي 3 0و مل) تكفي لقتل 3 رجال بالغين علماً بأن بعض هذه الثعابين تكون قادرة على حقن 7-8 نقط من السم في العضة الواحدة.


العقارب (Scorpions):

تنتشر العقارب بكثرة في الصحراء الكبرى الممتدة من المغرب العربي حتى الجزيرة العربية بحدودها بما في ذلك معظم الدول العربية، وتزيد حالات التسمم نتيجة لدغ العقارب في فصل الصيف وأيضاً مع اشتداد الرياح الموسمية كالخماسين حيث تنقل الكثير من العقارب من مواطنها الأصلية بالصحراء والمناطق المهجورة إلى المدن والعمران. ويختلف لون العقارب من الأصفر إلى البني الفاتح وحتى الأسود، ويتراوح طولها بين 2 إلى 12 سنتيمتراً، وتتميز بوجود مخالب طويلة تستطيع مسك الفريسة بها، ومنطقة البطن بها مقسمة إلى قطعتين، كما أن الجزء الذي يلي البطن يتكون مما يشبه الذيل الذي يتكون من خمسة قطع في نهايتها مكان اللدغ. ومن المعروف أن الأنواع التي بها مخالب سميكة وقوية تكون أقل ‘ســمْيٌة من تلك التي لها مخالب ضعيفة.

وتأثير سم العقرب يظهر على شكل ألم شديد وحاد للغاية بعد اللدغ مباشرة، وقد تحدث أعراض صدمة تظهر على شكل قيء ودوار وعرق غزير وصعوبة في التنفس واضطراب في النبض واختلاجات عضلية بالوجه والرقبة كما أن لسم العقرب تأثيراً مشابهاً لتأثير سم الحية الموضعي من حل لكريات الدم وإذابة للخلايا النسيجية وأيضاً التأثير العام كتخثر الدم في الأوعية وشلل الأعصاب. وتعالج مثل تلك الحالات بنفس الأسس المتبعة في علاج التسمم بسم الحية. ومن النادر أن يسبب سم العقرب الوفاة في البالغين الأصحاء، إلا أنه قد يحدث هذا الأثر في الأطفال والمسنين.















------------------------------

انتهى بحمد الله

جزى الله مؤلفاه الخير

منقول
 
كتاب مهم
جزاك الله الخير انت ومن قام بتأليف الكتاب
 
الشكر و التقدير للأخ جام على هذا المجهود الرائع و المميز و إلى المزيد

كل الشكر لمن قام بتأليف هذا الكتاب الرائع
 
السلام عليكم الله يبارك فيك واذا ممكن يا اخي تشرح لنا بشئ من التفصيل كيف يتم زراعة الجراثيم وماهي الادوات والاجهزة اللازمة للزرع وكيف يتم الزرع وظروف المكان والحفظ واخزن لهذه الجراثيم ولو نريد استخدامها او نشرها ما هي افضل وسيلة لنشرها وكيف ذلك
 
عودة
أعلى