flowers
مشرف قسم العلاج الطبيعي
ويظل الهدف واحد : القضاء على الإسلام؟!!
إعداد : أبو يوسف
[SIZE=+0]
بعد ما تحدثنا في الموضوع السابق ( وهكذا قالها بوش الصغير؟!! ) عن أهم الدوافع الأساسية في الحرب الصليبية على الإسلام وتحت مسمى الحرب على الإرهاب والذي كان الهدف الأساس : الدافع الديني؟!!
نتطرق في هذه السطور البسيطة إلى مجموعة أخرى من الدوافع التي سيطرت على الحروب الصليبية على الإسلام ، مع أن الحرب الصليبية على الإسلام لم تحمل أي طابع أخر " سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ما شابه ذلك ..بل تحمل طابع واحد وهو القضاء على الإسلام بشتى الوسائل حتى وإن ظهرت لنا أنها ذات دوافع أخرى قال تعالى: [وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ] {البقرة:120}.
ولا بأس بأن نذكر بعض هذه الدوافع من الحرب الصليبية على الإسلام من باب: أن الأمة في أمس ما تكون إلى توعية مكثفة عن حجم المعاناة التي عاشتها الأمة من خلال تلك الهجمات المتواصلة والتي أكلت الأخضر واليابس ولتعيد حساباتها في هذه المرة لأن الخطر كبير والحرب ضروس ولأن العالم تكالب كله علينا ليقضوا على بيضة الإسلام وكي تتوحد الصفوف في مواجهة الخطر القادم من الشرق والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومن هذه الدوافع :
الدافع السياسي: كان الملوك والأمراء الذين أسهموا في الحركة الصليبية يسعون وراء أطماع سياسية لم يستطيعوا إخفاءها سواء قبل وصولهم إلى الشام وفلسطين أو بعد استقرارهم فيهما، لأن هدف الأمراء كان ذاتياً سياسياً، ولم يكن يهمهم كثيراً رضا البابا أو سخطه، بل إن بعض الأمراء لم يحجموا عن مخالطة القوى الإسلامية المجاورة ضد إخوانهم الصليبيين مما يدل على أن الوازع الديني كثيراً ما ضعف عند أولئك الأمراء أمام مصالحهم السياسية.
والواقع أنه من العسير الفصل بين العوامل المادية والعوامل المعنوية التي دفعت المسيحيين إلى الحروب الصليبية، فالفقر والرغبة في الكسب، وروح المغامرة كانت عوامل هيأت الجو المناسب للحروب، غير أن هذه العوامل لم تظهر إلا بما نجم عن فكرة للحرب "المقدسة" وتخليص الأرض، من حماس ديني، والواضح أن فكرة الحرب نبعت من السياسة البابوية، وسياسة الدولة البيزنطية والحروب الأسبانية الإسلامية، فمما سهل أمر إعلان الحرب على المشرق الإسلامي، مادرج عليه الأسبان والفرنسيون في قتال المسلمين في بلاد الأندلس، حيث اتخذ هذا القتال صفة الحرب المقدسة، سواء من جهة المسلمين، حيث أثار "المرابطون" في المغرب الإسلامي الجهاد الديني، أو من جهة المسيحيين في الحالة النفسية التي اقترنت بتوجيه الحرب الصليبية إلى الشرق، حتى أن المؤرخ الكبير "ابن الأثير" نظر إلى الخطر الخارجي نظرة شمولية، واعتبر أي عدوان على طرف من أطراف العالم الإسلامي – سواء في الشرق والغرب – رافد يصيب في النهر الأكبر، وهو الغزو الأجنبي المنظم على أكبر قوة حضارية في العصور الوسطى، وهو الدولة الإسلامية.
الدافع الاجتماعي:ساد المجتمع الأوروبي في العصور الوسطى، تمايز طبقي كبير، فقد سادت فيه طبقة رجال الدين وطبقة المحاربين من النبلاء والفرسان ، وكانت طبقة الفلاحين تمثل الأكثرية المغلوبة على أمرها، والتي كان أفرادها يكدحون، ليسدوا حاجة الطبقتين الأوليين ، ولقد عرفت الكنيسة كيف تلعب بعقول هؤلاء، وتوغر صدورهم ضد الإسلام وأهله، وخدعتهم بأنهم سيحررون بيت المقدس والقبر المقدس، يباركهم الرب، والبابا، لذلك لهم يردعهم رادع عن الذبح والقتل، بل كان قتل المسلم مرضاة ينال عليها الصليبي ثواباً يوم الدنيونة....
الدافع الاقتصادي : يعتبر التطلع إلى خيرات المشرق الإسلامي، من أقوى دوافع الحروب الصليبية بعد الدوافع الدينية وقد عبر البابا (أوربان) نفسه في خطابه عن أهمية العامل الاقتصادي بالنسبة لواقع أوروبا آنذاك فقال : لا تدعوا شيئاً يقعد بكم ... ذلك أن الأرض التي تسكنونها الآن، والتي تحيط بها البحار وقلل الجبال ضيقة على سكانها الكثيرين، وتكاد تعجز عن كفايتهم من الطعام، ومن أجل هذا يذبح بعضكم بعضاً، ويلتهم بعضكم بعضا... إن أورشليم أرض لا نظير لها في ثمارها بل هي فردوس المباهج.
ختاماً : ينبغي على الأمة جمعاء أن تدرك خطر الحرب القائمة اليوم والتي اتخذت من مسمى " الحرب على الإرهاب " ثوباً فضفاضاً للقضاء على الإسلام ؟!!
وعلى العلماء والدعاة المخلصين وكافة شرائح المجتمع الإسلامي الغيورة على دينها أن تبذل الغالي والرخيص من أجل إعادة اللحمة التي ضاعت أو ضعفت جراء هذه الحرب الشرسة ..
[وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] {يوسف:21}
......................................................................................................موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3) د. علي محمد محمد الصَّلاَّبي...بتصرف
موقع عودة ودعوة