وهكذا قالها بوش الصغير؟!!

flowers

مشرف قسم العلاج الطبيعي
وهكذا قالها بوش الصغير؟!!


إعداد: أبو يوسف

[SIZE=+0]


8826.imgcache.jpg



بعد أحداث 11/سبتمبر خرج للعالم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليعلنها صراحة : بأنها حرب صليبية مقدسة على الإرهاب ( الإسلام ). وقسم العالم حينئذ إلى محورين ( محور الخير ومحور الشر) ومن ليس معنا فهو ضدنا؟!!
وبدأت الحرب الشرسة على الإسلام وبدأ العالم يشهد تغيرات إستراتيجية وسياسية مختلفة ، فقامت الدنيا على كل شيء يمت للإسلام بصلة ( غزو أفغانستان غزو العراق غزو الصومال- محاصرة غزة غوانتانامو) التدخل في كل البلاد الإسلامية وفي كل صغيرة وكبيرة ، تدخلوا في المناهج الدراسية وحقوق المرأة والطفل والأقليات الغير مسلمة ؟!!
وجالوا في البلاد شرقاً وغرباً دونما أي رادع وتحت مسمى مكافحة الإرهاب.
مع العلم بأن هذه الحرب الصليبية لم تكن وليدة اليوم أو الأمس القريب بل هي متجذرة من قديم الزمن،
إن مما يجدر ذكره أن الحرب الصليبية بين المسلمين والنصارى الغربيين وغيرهم، لم تبدأ في نهاية القرن الخامس الهجري، ولم تنته في القرن السابع الهجري، بل هذه الحملات هي سلسلة في هذا الصراع الطويل، الذي بدا بظهور الإسلام ، واستمر بصيغ دورية متعاقبة كادت تغطي المدى الزمني ظهور الإسلام والعصر الحديث.
وكانت أهداف كل الحملات تتحرك على خلفية صليبية عبّرت عن نفسها في أكثر من واقعة، وقدمت عبر التاريخ أكثر من دليل، إن "غلاد ستون " رئيس الوزراء البريطاني يقولها بصراحة أمام مجلس العموم البريطاني وهـو يمسـك بالمصحف الشريف: ما دام هذا في عقول المصريين وقلوبهم فلن نقدر عليهم أبداً .
وأما القائد الصليبي الفرنسي فقد ذهب إلى قبر صلاح الدين في دمشق وقال عند القّبر : ها نحن عدنا يا صلاح الدين .
هذا وقد تزامنت الحركة الاستعمارية وارتبطت عضوياً بحركة التبشير النصرانية، بجانبيها الكاثوليكي والبروتستانتي، والتي انتشرت مراكزها في طول بلاد الإسلام وعرضها تمهد للاستعمار بأنشطتها المختلفة، وتفتح أمامه الطريق وتحظى تحت سلطانه بالكثير من المساعدات والميزات .
وقد اختلفت الآراء في تفسير طبيعة الحركة الصليبية والدوافع الكامنة وراءها فمنها ما هو مادي والبعض يرى أنها وليدة الحماس أو التعصب الديني التي عرفت بها أوروبا في العصور الوسطى، وأن الباعث الحقيقي لتلك الحروب كان في الواقع هو الهوس الديني الممزوج بأغراض أخرى كالميل إلى تأسيس ممالك جديدة والحصول على الثروات الطائلة، وقد اعتبر غالبية المؤرخين القدامى والحديثين تلك الحروب أنها حروب دينية، وأن العامل الديني كان الدافع الأساسي وراءها من أجل استعادة قبر المسيح على حد زعمهم والأراضي المقدسة من أيدي المسلمين وهناك والآخرون يعتبروها أحد مظاهر التوسع الاقتصادي الاستعماري في العصور الوسطى وحقيقة الأمر، أن الحروب الصليبية كانت نتيجة لتفاعل هذه العوامل مجتمعة، لأنها قامـت لأسـباب سياسية واقتصـادية واجتماعية، واتخذت الدين وقوداً أو وسيلة لإخفاء أغراضها المذكورة .
ولا يمكن التقليل من الدافع الديني في تلك الحروب بأي وجه من الوجوه..
كان الدافع الديني من الأسباب الرئيسية التي دفعت بالجموع الصليبية إلى قلب المعركة، فقد كان شعار الحروب الصليبية ومما يظهر أهمية الجانب الديني أنهم قد وضعوا إشارة الصليب على أسلحتهم والأمتعة الخاصة بهم وقصدوا فلسطين بالذات .
ومن أشهر من تبنى الدعوة إلى الحروب الصليبية هو البابا "أوربان الثاني" والذي يعتبر المسؤول الأول عن الترويج لحرب المسلمين والتحريض على إرسال الحملة الأولى إلى بلاد الشام وكانت الظروف مهيأة، فسارع إلى عقد اجتماع في مدينة (كليرمنت) في فرنسا واستمر المؤتمر عشرة أيام حضره أكثر من ثلاثمائة من رجال الكنيسة ، كما حضره أمراء من مختلف أنحاء أوروبا، ومندوبون عن الإمبراطور البيزنطي، وممثلون عن المدن الإيطالية.. واستطاع البابا أن يثير حماس السامعين في "خطابه" فتجاوب في أرجاء المجتمع هتاف بترديد عبارة " هكذا أراد الله " وبادر الحاضرون إلى اتخاذ الصليب شارة لهم ، كما أن البابا أشار إلى ما أسماه بالخطر الإسلامي المحدق بأوروبا من جهة القسطنطينية، وأعلن أن النصارى في المشرق يعانون من ظلم المسلمين، وأن الكنائس والأديرة، قد أصابها الدمار، وحث الحاضرين على الانتقام من المسلمين .
يقول أحد كبار المؤرخين الأوروبيين : إن حالات الاضطهاد الفردية التي تعرض لها المسيحيون في البلدان الإسلامية في الشرق الأدنى بالذات لا يصح أن تتخذ بأي حال سبباً حقيقياً للحركة الصليبية، لأن المسيحيين بوجه عام تمتعوا بقسط وافر من الحرية الدينية وغير الدينية في ظل الحكم الإسلامي، فلم يسمح لهم فقط بالاحتفاظ بكنائسهم القديمة، وإنما سمح لهم أيضاً بتشييد كنائس وأديرة جديدة جمعوا في مكتباتها كتبا دينية متنوعة في الاهوت .
ولعل ما يدخل ضمن الدافع الديني أيضاً أنه ذاعت في الغرب أخبار الكرامات والمعجزات التي بثتها الكنيسة، وساد الاعتقاد بأن نزول المسيح ثانية إلى الأرض أصبح وشيكاً ولابد من المضي في الاستغفار وعمل الخير، قبل هبوطه، كما ساد تصور مفاده أنه ينبغي استرداد الأرض قبل عودة المسيح ، وقد أدرك البابا أن فورة الحماس الديني لن تستمر طويلاً، فدعاً إلى القسم بأن تؤدى الصلاة في كنيسة القيامة، وأشاع أن اللعنة (سيف النقمة) ستحل على كل من يستولي عليه الجبن والضعف أو نكص على عقبيه، وهدد بأن يتعرض كل من لا يلبي نداء الكنيسة بالتوجه صوب الديار الإسلامية بالحرمان من الكنيسة . وهذا من دهائه وقدرته على توظيف العواطف والمشاعر لخدمة مشروعه لقد أثرت الكنيسة لما لها من سلطان على قلوب الناس في غرب أوروبا في تلك العصور على الدعوة لهذه الغزوة.
وهذا المستشرق المشهور الأميرليون كايتاني (1869م إلى 1926م) الذي بذل معظم أمواله ليؤرخ لحركة الفتح الإسلامي في كتابه المعروف؛ حوليات الإسلام يوضح لنا سر الحقد على الإسلام والمسلمين في مقدمة كتابه حيث يقول: إنه إنما يريد أن يفهم من عمله ذاك سر المصيبة الإسلامية (كانا ستروفيكا إسلاميكا) التي انتزعت من الدين المسيحي ملايين من الأتباع في شتى أنحاء الأرض ما يزالون يدينون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمنون به نبياً ورسولاً ، قال تعالى: [وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ] {البقرة:120} وقال تعالى " [وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ] {البقرة:217} .
وهكذا أعلنها بوش الصغير كما أعلنها قبله الكثير من النصارى الحاقدين على الإسلام ، ولا شك بأن الحرب بين الحق والباطل مستمرة إلى قيام الساعة وهي سنة الله في خلقه.؟
لكن المؤسف جداً هو انجرار كثير من أبناء المسلمين تحت مظلة هذه الحرب ( مكافحة الإسلام )!!
بل مما ساعد الأعداء هو وقوف حكام المسلمين معهم وتسخير كافة الإمكانيات والقدرات لحرب الإسلام وذلك ضماناً لبقائهم على عروشهم .
( للموضوع بقية ..بإذن الله )
......................................................................................................
موسوعة تاريخ الحروب الصليبية (3) بتصرف- د. علي محمد محمد الصَّلاَّبي

موقع عودة ودعوة
[/SIZE]
 


اشكرك اخي على موضوعك الطيب​
 
عودة
أعلى