flowers
مشرف قسم العلاج الطبيعي
الأمة والواقع المؤلم؟!!
إعداد :أبو يوسف
إعداد :أبو يوسف
[SIZE=+0]
ووسط هذا الواقع المؤلم والاضطراب المهلك تشتد الحاجة إلى إرشاد الأمة إلى الصراط المستقيم والمنهج الوسط القويم لإنقاذها من كبوتها وإيقاظها من رقدتها، وتذكير الدعاة والمصلحين بالمنهج الحق والطريق البين الواضحوَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ).
إننا اليوم في حاجة مآسة في إعادة النظر في التعامل مع المشاريع الغازية، سواء صليبية، أو غيرها ولابد من المواجهة الشاملة وترتيب الأولويات في ذلك ، وقول الله تعالى: [يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كـره الكافـرون](الصف: 9).
وينبغي لكل المخلصين من أبناء الأمة أن يبينوا الخطر الداهم الذي يحيط بها في هذا الواقع المؤلم الأليم وعلى الأمة أن تأخذ هذا الخطر بجد وتعمل بكل ما أوتيت من قوة لصده والدفاع عن نفسها ومن ذلك:
*وجوب الحذر من خصوم الإسلام في كل زمان ومكان وإن تغيرت الوسائل وتنوعت الأساليب.
*وجوب الدعوة إلى الله على بصيرة، ولا يكون ذلك إلا بوجود العلماء الربانيين.
*أهمية التدرج في الدعوة وعدم استعجال النتائج خاصة في المجال الدعوي.
*إن المقاومة الهادئة للغزاة على منهج سليم أساس النجاح والانتصار على الأعداء وتحصين الصف الداخلي.
*للأقليات الإسلامية في ديار الغرب رسالة هامة، ولذلك علينا الاتصال بها وتقوية العلاقة بيننا وبينها لتحقيق المقاصد المرجوة على المدى البعيد.
*إن ثبات المسلمين في ديارهم لمقاومة الغزاة من أهم أسباب بقاء الإسلام فيها، ومن ثم دحر العدو وهزيمته.
*إن الالتزام بالإسلام وأحكامه له تأثير في نشر الإسلام وقبوله عند الآخرين.
*خطورة الاختلاف والتناحر على الأمة وأثر الوحدة في عزتها وقوتها وهزيمة أعدائها.
*عدم القنوط واليأس مهما كبرت الرزايا وكثرت الفتن.(1)
إن البعض ينتظر من هذا الدين- ما دام منزلاً من عند الله- أن يعمل في حياة البشر بطريقة سحرية خارقة غامضة الأسباب! ودون أي اعتبار لطبيعة البشر، ولطاقاتهم الفطرية، ولواقعهم المادي، في أي مرحلة من مراحل نموهم، وفي أية بيئة من بيئاتهم.( 2 )
وبين هؤلاء وأولئك وقفت فئة تقتفي الأثر، وتصحح المنهج وتقود الناس إلى الصراط المستقيم على منهج أهل السنة والجماعة وسلف الأمة، ينفون عن هذا الدين غلو الغالين وانتحال المبطلين وتفريط الكسالى والمرجئين ودعاوى المرجفين الزائغين كالقائلين عن هذا الدين: أليس هو من عند الله؟ ثم... لماذا لا ينتصر دائماً، ولا ينتصر أصحابه دائماً؟ لماذا تغلب ثقلة الضعف والشهوات والواقع المادي على رفرفته وشفافيته وانطلاقته أحياناً؟ ولماذا يغلب أهل الباطل على أصحابه - وهم أهل الحق - أحياناً!! .
إنما يتحقق بان تحمله جماعة من البشر. تؤمن به إيماناً كاملاً، وتستقيم عليه - بقدر طاقتها- وتجتهد لتحقيقه في قلوب الآخرين وفي حياتهم كذلك، وتجاهد لهذه الغاية بكل ما تملك.
فلماذا لا تكون أنت من هذه الجماعة التي تحمل هم الدين ونشره في الآفاق ، أم أنه قد أصابك الخور والضعف حتى أنك لا تستطيع تحمل هذه المسؤولية ، حقاً يا له من دين لو كان له رجال؟!!
......................................................................................................................
(1) الوسطية في الإسلام : علي الصلابي
(2) هذا الدين : سيد قطب
موقع عودة ودعوة