محمد شتيوى
مستشار سابق
أعداء الهوية من الخارج.. واضحون صرحاء
يحرص " الآخرون " على هويتهم , مع اجتهادهم في تذويب الهوية الإسلامية وطمس معالمها فُيحِلٌون لأنفسهم ما يحرمونه علينا , فعلى سبيل المثال :
قال نيكسون في كتابه [ انتهز الفرصة ] : " إننا لا نخشى الضربة النووية , ولكننا نخشى الإسلام والحرب العقائدية التي قد تقضي على الهوية الذاتية للغرب " , إذاً المسألة بالنسبة لهم حياة أو موت .
وقال أيضاً في نفس الكتاب: " إن العالم الإسلامي يشكل واحداً من أكبر التحديات لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية في القرن الحادي والعشرين " .
وبلغ إعجاب ( كلينتون ) بالهوية الأمريكية , واغتراره بها إلى أن وجد في نفسه الجرأة على أن يقول: " إن أمريكا تؤمن بأن قيمها صالحة لكل الجنس البشري , وإننا نستشعر أن علينا التزاماً مقدساً لتحويل العالم إلى صورتنا " .
و لك أن تتخيل كيف تكون " صورة " هذا العالم الذي يكون نسخة من (الغابات المتحدة الأمريكية) !! .
وبالأمس قال "إيوجين روستو": (رئيس قسم التخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية، ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس (جونسون) لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967: (إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي: فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته، وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام، وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية؛ لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها) انتهى .
ومنذ زمن قال أحد المسئولين في وزارة الخارجية الفرنسية:
" ليست الشيوعية خطراً على أُوربا_ فيما يبدو لي_ فهي حلقة لاحقة لحلقات سابقة , وإذا كان هناك خطر فهو خطر سياسي عسكري فقط , ولكنه على أي حال ليس خطراً حضاريا تتعرض معه مقومات وجودنا الفكري والإنساني للزوال والفناء , إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً عنيفاً هو الخطر الإسلامي , والمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي , فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص , ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة , وهم جديرون أن يقيموا بها قواعد عالم جديد دون حاجة إلى "الاستغراب" , وفرصتهم في تحقيق أحلامهم هي اكتساب التقدم الصناعي الذي أحرزه الغرب , فإذا أصبح لهم عِلمهم , وإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع , انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الفتيَ , وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الروح الغربية , ويقذفون برسالتها إلى متاحف التاريخ " انتهى.
ولعلنا نذكر الصراع السياسي الذي احتدم في كندا حول هوية مقاطعة "كويبك" بين المتحدثين بالإنكليزية , وبين المتحدثين بالفرنسية الذين يريدون الاستقلال بهذه المقاطعة .
ونذكر أيضاً أن فرنسا رفضت التوقيع على الجزء الثقافي من اتفاقية الجات , والذي يضمن للمواد الأمريكية أن تباع بفرنسا بمعدلات اعتبرها الفرنسيون تهديداً صارخاً لهوينهم القومية , وطالبوا بتخفيض هذه المعدلات .
أما تمسك " يهود " بهويتهم الدينية فحدث ولا حرج , فإن دولتهم اللقيطة لم تقم إلا على أساس خالص من الدين اليهودي , فهي تحمل أسم نبي الله يعقوب عليه السلام , وإن كان بريئاً منهم براءة الذئب من دم أبنه يُوسف عليهما السلام _, وليس لها دستور لأن دستورها هو " التوراة " ويتشبث يهود بتعاليم التوراة , ويعضون عليها بالنواجذ في مجالات العلم والدين والسياسة والاجتماع , وفي حياة الفرد اليومية .
حتى العبرية التي أنقرضت من ألفي سنة بعثوها من مرقدها , حتى صارت لغة العلم عندهم , وألفوا بها أدباً نالوا به ما يُسمى بجائزة نوبل .
وعندما أراد العدو الصهيوني إقامة سفارة له في القاهرة أصر على أن يكون موقعها على الجبهة الغربية من النيل احتراماً لعقيدتهم في أن حدود إسرائيل ( الكبرى ) - في زعمهم - تنتهي عند الجهة الشرقية منه , ومن الجدير بالذكر أيضاً أن علم دولتهم فيه خطان أزرقان يرمزان للنيل والفرات , وبينهما منطقة السيادة عليها نجمة داود .
- في جامعة " تل أبيب " عقدت ندوة يوم 19/2/1980م حول (دعم علاقة السلام بين مصر و(إسرائيل)) أثار اليهود فيها موضوع ما ورد في القرآن الكريم من ذم لأخلاق اليهود ومواقفهم , وتناقل هذا في مطبوعات أخرى بمصر , فقام د. مصطفى خليل ليطمئن اليهود بقوله: " إننا في مصر نفرق بين الدين والقومية , ولا نقبل أن تكون قيادتنا السياسية مرتكزة على معتقداتنا الدينية "
فرد عليه دافيد فيثال قائلاً: " إنكم أيها المصريون أحرار في أن تفصلوا بين الدين والسياسة , ولكننا في إسرائيل نرفض أن نقول: إن اليهودية مجرد دين فقط " .
فإذا نظرنا إلى مكائد الغرب ضد هُويتنا المسلمة لعلمنا أن هدفهم الأعلى هو طمس هُويتنا , باستبدالها بأخرى أيا كانت , سواء هوية وثنية أو قومية , أو قطرية تفتتنا وتشتت شملنا , لأن الهدف هو الحيلولة دون أن يكون الإسلام عماد الحاضر والمستقبل , أو هوية عالمية تميع أنتمائنا لديننا , المهم هو محو الهوية الإسلامية المتميزة , فصرنا كمن قيده عدوه , بعد أن جرده من سلاحه وانتزع أظفاره , وخلع أسنانه , ثم وضع الغُل في عنقه , والقيدفي معصمه , وإذا به يشكر له هذا الصنيع , ويفخر بالغل , ويتباهى بالقيد , ويعتز بأنه " عبد " لهذا السيد .
______________________________
المصدر : كتاب ( هُويتنا أو الهاوية ) - الدكتور محمد إسماعيل المقدم
يحرص " الآخرون " على هويتهم , مع اجتهادهم في تذويب الهوية الإسلامية وطمس معالمها فُيحِلٌون لأنفسهم ما يحرمونه علينا , فعلى سبيل المثال :
قال نيكسون في كتابه [ انتهز الفرصة ] : " إننا لا نخشى الضربة النووية , ولكننا نخشى الإسلام والحرب العقائدية التي قد تقضي على الهوية الذاتية للغرب " , إذاً المسألة بالنسبة لهم حياة أو موت .
وقال أيضاً في نفس الكتاب: " إن العالم الإسلامي يشكل واحداً من أكبر التحديات لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية في القرن الحادي والعشرين " .
وبلغ إعجاب ( كلينتون ) بالهوية الأمريكية , واغتراره بها إلى أن وجد في نفسه الجرأة على أن يقول: " إن أمريكا تؤمن بأن قيمها صالحة لكل الجنس البشري , وإننا نستشعر أن علينا التزاماً مقدساً لتحويل العالم إلى صورتنا " .
و لك أن تتخيل كيف تكون " صورة " هذا العالم الذي يكون نسخة من (الغابات المتحدة الأمريكية) !! .
وبالأمس قال "إيوجين روستو": (رئيس قسم التخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية، ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس (جونسون) لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967: (إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي: فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته، وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام، وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية؛ لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها) انتهى .
ومنذ زمن قال أحد المسئولين في وزارة الخارجية الفرنسية:
" ليست الشيوعية خطراً على أُوربا_ فيما يبدو لي_ فهي حلقة لاحقة لحلقات سابقة , وإذا كان هناك خطر فهو خطر سياسي عسكري فقط , ولكنه على أي حال ليس خطراً حضاريا تتعرض معه مقومات وجودنا الفكري والإنساني للزوال والفناء , إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً عنيفاً هو الخطر الإسلامي , والمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي , فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص , ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة , وهم جديرون أن يقيموا بها قواعد عالم جديد دون حاجة إلى "الاستغراب" , وفرصتهم في تحقيق أحلامهم هي اكتساب التقدم الصناعي الذي أحرزه الغرب , فإذا أصبح لهم عِلمهم , وإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع , انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الفتيَ , وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الروح الغربية , ويقذفون برسالتها إلى متاحف التاريخ " انتهى.
ولعلنا نذكر الصراع السياسي الذي احتدم في كندا حول هوية مقاطعة "كويبك" بين المتحدثين بالإنكليزية , وبين المتحدثين بالفرنسية الذين يريدون الاستقلال بهذه المقاطعة .
ونذكر أيضاً أن فرنسا رفضت التوقيع على الجزء الثقافي من اتفاقية الجات , والذي يضمن للمواد الأمريكية أن تباع بفرنسا بمعدلات اعتبرها الفرنسيون تهديداً صارخاً لهوينهم القومية , وطالبوا بتخفيض هذه المعدلات .
أما تمسك " يهود " بهويتهم الدينية فحدث ولا حرج , فإن دولتهم اللقيطة لم تقم إلا على أساس خالص من الدين اليهودي , فهي تحمل أسم نبي الله يعقوب عليه السلام , وإن كان بريئاً منهم براءة الذئب من دم أبنه يُوسف عليهما السلام _, وليس لها دستور لأن دستورها هو " التوراة " ويتشبث يهود بتعاليم التوراة , ويعضون عليها بالنواجذ في مجالات العلم والدين والسياسة والاجتماع , وفي حياة الفرد اليومية .
حتى العبرية التي أنقرضت من ألفي سنة بعثوها من مرقدها , حتى صارت لغة العلم عندهم , وألفوا بها أدباً نالوا به ما يُسمى بجائزة نوبل .
وعندما أراد العدو الصهيوني إقامة سفارة له في القاهرة أصر على أن يكون موقعها على الجبهة الغربية من النيل احتراماً لعقيدتهم في أن حدود إسرائيل ( الكبرى ) - في زعمهم - تنتهي عند الجهة الشرقية منه , ومن الجدير بالذكر أيضاً أن علم دولتهم فيه خطان أزرقان يرمزان للنيل والفرات , وبينهما منطقة السيادة عليها نجمة داود .
- في جامعة " تل أبيب " عقدت ندوة يوم 19/2/1980م حول (دعم علاقة السلام بين مصر و(إسرائيل)) أثار اليهود فيها موضوع ما ورد في القرآن الكريم من ذم لأخلاق اليهود ومواقفهم , وتناقل هذا في مطبوعات أخرى بمصر , فقام د. مصطفى خليل ليطمئن اليهود بقوله: " إننا في مصر نفرق بين الدين والقومية , ولا نقبل أن تكون قيادتنا السياسية مرتكزة على معتقداتنا الدينية "
فرد عليه دافيد فيثال قائلاً: " إنكم أيها المصريون أحرار في أن تفصلوا بين الدين والسياسة , ولكننا في إسرائيل نرفض أن نقول: إن اليهودية مجرد دين فقط " .
فإذا نظرنا إلى مكائد الغرب ضد هُويتنا المسلمة لعلمنا أن هدفهم الأعلى هو طمس هُويتنا , باستبدالها بأخرى أيا كانت , سواء هوية وثنية أو قومية , أو قطرية تفتتنا وتشتت شملنا , لأن الهدف هو الحيلولة دون أن يكون الإسلام عماد الحاضر والمستقبل , أو هوية عالمية تميع أنتمائنا لديننا , المهم هو محو الهوية الإسلامية المتميزة , فصرنا كمن قيده عدوه , بعد أن جرده من سلاحه وانتزع أظفاره , وخلع أسنانه , ثم وضع الغُل في عنقه , والقيدفي معصمه , وإذا به يشكر له هذا الصنيع , ويفخر بالغل , ويتباهى بالقيد , ويعتز بأنه " عبد " لهذا السيد .
______________________________
المصدر : كتاب ( هُويتنا أو الهاوية ) - الدكتور محمد إسماعيل المقدم