Trojan
قناص كتاب العرب
قال الطرطوشي رحمه الله : لم أزل اسمع الناس يقولون, أعمالكم عمالكم. كما تكونوا يولى عليكم
الى أن ظفرت بهذا المعنى في القران; قال الله تعالى : وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا
و كان يقال : ما أنكرت من زمانك فانما أفسده عليك عملك, و قال عبد الملك بن مروان : ما أنصفتمونا يا معشر الرعية! تريدون منا سيرة أبي بكر و عمر و لا تسيرون فينا و لا في أنفسكم بسيرتهما !؟.
و قد روي أنه قيل للحجاج بن يوسف : لما لا تعدل مثل عمر و انت قد ادركت خلافته ؟! أفلم تر عدله و صلاحه ؟! فقال مجيبا اجابته الشهيرة : تباذروا أتعمر لكم.
و معنى ذلك : اي كونوا مثل ابي ذر رضي الله عنه في الزهد و التقوى أعمالكم معالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العدل و الانصاف.
فالحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين؛ بسبب ذنوب المحكومين، قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، فليس الحكام الظلمة ـ إذن ـ الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم. و هذا الذي أفهمه الله للعلامة الطرطوشي رحمه الله.
و ليس في الحكمة الالهية أن يولى على الاشرار الفجار الا من يكون من جنسهم. و كما يقال : الجزاء من جنس العمل. و لما كان الصدرالاول خيار الناس و خيار القرون كانت ولاتهم كذلك, بدأ بالنبي صلى الله عليه و سلم. فلما شابوا - المسلمون بعد عهد الصحابة و اختلاف الناس و خاصة بعد ظهور الخوارج و الشيعة- شابت لهم الولاة, فحكمة الله لا ترضى أن يولى علينا في مثل زماننا هذا أمثال معاوية و عمرو بن العاص و عمر بن عبد العزيز فضلا عن مثل ابي و عمر. بل حكامنا و ولاة أمورنا على قدرنا و ولاة من قبلنا على قدرهم. و الوالي هو المراة التي تعكس حالة المجتمع الايمانية و درجة تطبيقه لحدود الله.
و ترى كثيرا ممن يريدون تغيير الحكم يسعون الى تأليب الناس على الحكام و نسوا السبب الحقيقي و أخطأوا في تشخيص المرض. و ما أحسن ما قال ابن القيم في "مدارج السالكين" (2/240): "فلو رجع العبد إلى السبب والموجب لكان اشتغاله بدفعه أجدى عليه، وأنفع له من خصومة من جرى على يديه، فإنه ـ وإن كان ظالماً ـ فهو الذي سلطه على نفسه بظلمه، قال الله ـ تعالى ـ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}. فأخبر أن أذى عدوهم لهم، وغلبتهم لهم: إنما هو بسبب ظلمهم. وقال الله ـ تعالى ـ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}" .
نسأل الله الهداية لنا و لكل المسلمين و أن يوفق حكامنا لم فيه الخير و أن يهديهم سبل السلام لأن اذا صلح الحكام صلح حال الناس و أن يول علينا خيارنا
الى أن ظفرت بهذا المعنى في القران; قال الله تعالى : وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا
و كان يقال : ما أنكرت من زمانك فانما أفسده عليك عملك, و قال عبد الملك بن مروان : ما أنصفتمونا يا معشر الرعية! تريدون منا سيرة أبي بكر و عمر و لا تسيرون فينا و لا في أنفسكم بسيرتهما !؟.
و قد روي أنه قيل للحجاج بن يوسف : لما لا تعدل مثل عمر و انت قد ادركت خلافته ؟! أفلم تر عدله و صلاحه ؟! فقال مجيبا اجابته الشهيرة : تباذروا أتعمر لكم.
و معنى ذلك : اي كونوا مثل ابي ذر رضي الله عنه في الزهد و التقوى أعمالكم معالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العدل و الانصاف.
فالحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين؛ بسبب ذنوب المحكومين، قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، فليس الحكام الظلمة ـ إذن ـ الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم. و هذا الذي أفهمه الله للعلامة الطرطوشي رحمه الله.
و ليس في الحكمة الالهية أن يولى على الاشرار الفجار الا من يكون من جنسهم. و كما يقال : الجزاء من جنس العمل. و لما كان الصدرالاول خيار الناس و خيار القرون كانت ولاتهم كذلك, بدأ بالنبي صلى الله عليه و سلم. فلما شابوا - المسلمون بعد عهد الصحابة و اختلاف الناس و خاصة بعد ظهور الخوارج و الشيعة- شابت لهم الولاة, فحكمة الله لا ترضى أن يولى علينا في مثل زماننا هذا أمثال معاوية و عمرو بن العاص و عمر بن عبد العزيز فضلا عن مثل ابي و عمر. بل حكامنا و ولاة أمورنا على قدرنا و ولاة من قبلنا على قدرهم. و الوالي هو المراة التي تعكس حالة المجتمع الايمانية و درجة تطبيقه لحدود الله.
و ترى كثيرا ممن يريدون تغيير الحكم يسعون الى تأليب الناس على الحكام و نسوا السبب الحقيقي و أخطأوا في تشخيص المرض. و ما أحسن ما قال ابن القيم في "مدارج السالكين" (2/240): "فلو رجع العبد إلى السبب والموجب لكان اشتغاله بدفعه أجدى عليه، وأنفع له من خصومة من جرى على يديه، فإنه ـ وإن كان ظالماً ـ فهو الذي سلطه على نفسه بظلمه، قال الله ـ تعالى ـ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}. فأخبر أن أذى عدوهم لهم، وغلبتهم لهم: إنما هو بسبب ظلمهم. وقال الله ـ تعالى ـ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}" .
نسأل الله الهداية لنا و لكل المسلمين و أن يوفق حكامنا لم فيه الخير و أن يهديهم سبل السلام لأن اذا صلح الحكام صلح حال الناس و أن يول علينا خيارنا