flowers
مشرف قسم العلاج الطبيعي
ترجمة: علاء البشبيشي
[SIZE=+0]
يسعى المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية جاهدين لتحقيق المعادلة الصعبة؛ وهي الحفاظ على هُويتهم الإسلامية، وتطبيق شعائرهم الدينية بلا اصطدام مع القوانين الأمريكية، أو تحدٍ لسلطة الدولة التي يعيشون بين ظهرانيها.
ولمَّا كان القانون الأمريكي لا يتوافق مع جميع الشعائر الإسلامية كان على المسلمين هناك الإبداع لإيجاد وسائل تمكنهم من تخطي هذه العقبة الكأداء، ومن الحلول التي توصل إليها مسلمو أمريكا في مجال شعائر الدفن الإسلامية أن قامت المساجد بحثّ المسلمين على اقتحام مجال تجهيز الجنائز، والمشاركة في هذه الصناعة بما لا يدع المسلمين في اضطرار للجوء إلى غيرهم ممن لا يحيطون علماً أو تقديراً بهذه الشعائر وأهميتها.
كما طالب آخرون بإنشاء المزيد من المقابر المزودة بلوازم تجهيزات الدفن من غسلٍ وتكفينٍ وغيرهما من الشعائر التي أمر بها الإسلام.
وتقول صحيفة "هارتفورد كورانت" الأمريكية: حتى وقت قريب كانت المقابر الإسلامية في "انفيلد" هي الوحيدة التي تسمح بدفن الموتى بطريقة لا تتعارض مع الشعائر الإسلامية، لكن هذا الأمر تغير في ديسمبر الماضي حينما تقدم أهالي "انفيلد" بشكوى إلى مسئولي القطاع الصحي بخصوص التنازع على الأراضي المخصصة لمقابر المسلمين، مما دفع السلطات باستصدار أوامر توجب الدفن في أقبية إسمنتية، وقد أثار هذا الإجراء تحفّظات الجالية المسلمة في المنطقة، فيما قال "محمد حيدرة" إمام المركز الإسلامي بويندسور، والمسئول عن إدارة المدافن: "لقد ذُهِل المسلمون من هذا المطلب، الأمر ليس بأيدينا؛ فهناك شعائر ينبغي علينا التقيد بها"، فالمسلمون ينبغي عليهم التعجيل في دفن موتاهم بدون توابيت، مستقبلين القبلة.
وأوضحت الصحيفة أن جسد المتوفَّى لابد وأن يُغسّل ويكفّن ويصلى عليه قبل دفنه، فيما حرَّم الإسلام حرق الجثة أو تحنيطها.
ونقلت عن "جيمس إي جونز" من مسجد الإسلام في نيو هافين قوله: "شعائر الدفن عند المسلمين بسيطة ويسيرة؛ فليس عندنا تحريق للجثث، أو حفظ في توابيت".
وتردف الصحيفة: "ورغم هذه البساطة نجد تكلفة الدفن عند المسلمين تصل إلى ألفي دولار، فيما تصل تكلفة نقل جثمان المتوفى للمقابر إلى 900 دولار، ولابد من أن يتم ذلك على أيدي متخصصين لديهم ترخيص للقيام بهذه الأمور وفق القوانين المعمول بها في البلاد، ولتوضيح أن المسلمين يحترمون القانون قدر استطاعتهم يكمل "جونز" قائلاً: "الإسلام يطالبنا بتطبيق القانون ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً؛ لذلك نسعى لتطبيق شعائر ديننا بما لا يتعارض مع قوانين الدولة التي نعيش فيها".
"محمد علي" المسئول عن مسجد بريستول أكد أن "الإسلام يمتاز بالمرونة؛ ولحسن المقادير فإن الأمور لا تظل على حالها، وسرعان ما تتغير، لكننا الآن مضطرون إلى احترام القانون".
ورغم ذلك يرى بعض المسلمين أن مثل هذه التسويَات لا يمكن القبول بها، ويطالبون بالمزيد من المدافن، واقتحام مجال تجهيز الموتى خاصة بعد زيادة أعداد الجالية الإسلامية مؤخراً، بالإضافة إلى توفير إمكانية عملية الغَسل والتكفين في المساجد بدون الحاجة إلى اللجوء إلى بيوت الدفن التقليدية، وربما يقوم المسلمون بتأجير مكان في بيوت الدفن المرخصة ليقوم أهل الميت بعملية التغسيل بأنفسهم.
صحيفة "مسلم ويكلي" البريطانية كان لها تغطيتها الخاصة لهذا الملف، حيث نقلت عن إمام مسجد "دار الإحسان" في بريستول "محمد علي" قوله: يمكن للمسلمين التوفيق بين المتطلبات الصحية وشعائرهم الدينية، لكنهم فقط يحتاجون في سبيل تحقيق ذلك إلى التعامل بروح القانون لا بنصه، فعندما قام أعضاء "مسجد دار الإحسان" العام الفائت بإنشاء مقبرة بجوار المسجد أخبرتهم السلطات الصحية أن الموتى لابد وأن يدفنوا في أقبية إسمنتية؛ نظراً لقرب المقابر من التجمعات السكانية، وهو الأمر الذي تنص عليه قوانين الولاية إذا كانت المقابر في مجال 350 قدماً من التجمعات السكنية.
ونقلت الصحيفة عن عضو اتحاد مساجد ووتربيري "نافيد خان" قوله: يتم الآن بناء مسجد أكبر تابع لمسجد وتربيري يتضمن غرفة لتجهيز الميت استعداداً لدفنه.
صحيفة "تركيش ويكلي" سلطت الضوء أيضاً على الخيارات الصعبة التي يواجهها المسلمون في هذا الإطار؛ خاصة وأن الكثيرين يروْن أن هذه التسويَات لا تكون دائماً مستساغة، مشيرة إلى أن هناك العديد من المشكلات التي يواجهها المسلمون في مدينة انفيلد.
[/SIZE]