emadhaddad
Well-Known Member
فارقنا يوم الجمعة 23/5/2008 احد عمالقة الشعر السودانى. الشاعر الفذ المرهف مصطفى سند يرحمه الله رحمة واسعة .القصيدة القادمة من اشعره المشهورة.
مصطفى سند (1936-2008) ولد بامدرمان ودرس بها وعمل بالبريد والبرق له عدة دواوين منها البحر القديم
البحر القديم
بينى وبينك تستطيل حوائط ليل وينهض الف باب
بينى وبينك تستبين كهولتى وتذوب اقنعة الشاب
ماذا يقول الناس اذ يتمايل النخل العجوز سفاهة
ويعود للارض اليباب
شبق الجروف البكر للامطار حين تصل فى القيعان
رقرقة السراب
عبرت ملامحك النضيرة خاطري
فهتفت ليتك لا تزال
للريح خمرك للمساء وللظلال
والبرق لى والرعد والسحب الخطاطيف الطوال
تروى هجير النار تحت اضالعى الحرى
وتلحف فى السؤال
كيف ارتحالك فى العشى بلا حقائب او لحاف
ترتاد اقبية المكاتب والرفوف السود والصحف العجاف
زمنا يمص الضوء من عينيك
يصلب وجهك المنسى فى الدرج العتيق
اثرا كومض شرارة تعبى على خشب الحريق
كيف ارتحالك ايها المصلوب
مثل شواهدالموتى بزاوية الطريق
سكن السحاب ومر طيفك من جديد
نثرته كف البرق حين تلاحق الايماض
وانعتقت شرارات الرعود
ارخى وازهر ثم طار زنابق كالفجر لامعة الخدود
حلق المرايا رن كالناقوس
وانفطرت ملايين العقود
فاذا هممت توارت الالوان وانتصبت شبابيك الجليد
انا فى الرياح مسافر
يلقى على الابواب جارحة الردود
بينى وبينك تستبين مخالبى وتسيل من شدقى الدماء
وحش انا غول خرافى العواء
تحوى توابيتى دقيق الموت
تزحف من سراديبى ثعابين الشتاء
بينى وبينك ما يره الناس سروة شاطئ ناء
وزهرة كستناء
تتلاصقان على الرمال فتذهل الدنيا وترتعش الحقول
كيف التجاؤك للتماثيل التى اسنت على برك الوحول
منك الشباب عصارة النبت الجديد
ومهرجانات الفصول
ونراك تحفل بالعواجيز العتاق
صفائح الايام
مقبرة الافول
بينى وبينك سكة السفر الطويل
من الربيع الى الخريف
تعلو قصور الوهم انت
ومرقدى فى الليل اتربة الرصيف
هم البسوك دثار خز ناعم الاسلاك منغوم الحفيف
ودعوك تاج العز فخر العز مجد العز شمس العز
عز العز صبوا فى دماك عصارة الكذب المخيف
وانا الذى حرق الحشاشة فى هواك
ممزق الاضلاع مطلول النزيف
بينى وبينك قصة الشعراء صدر غمامة
يلهو على الافق الشغيف
هذا انابحر بغير سواحل بحر هلامى عنيف
لا بدء لى لا قاع لى لا عمر لى
لكننى فى الجوف ينبض قلبى النزق اللهيف