التلوث البيئي والاحتباس الحراري

الجميع يعلم أن معاناة العالم الحالية مع مشاكل الاحتباس الحراري وتلوث البيئة نتجت عن التطور الصناعي ومن الاستخدام الكبير وغير المتقن لطاقة البترول ومشتقاته, مما نتج عنه كمياتٌ هائلة من غازات أول وثاني أكسيد الكربون السامة ذات الآثار المدمرة للبيئة. كل ذلك أدى بالعالم إلى التوجه للبحث عن مصادر جديدة نظيفة للطاقة, مثل الصخر الزيتي, الطاقة الشمسية, والطاقة الناتجة عن الرياح.

إن لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات دوراً كبيراً في محاربة عوارض الاحتباس الحراري وتلوث البيئة. فمن جهةٍ, فإن التطور الكبير في اختراع وتصنيع أجهزة اتصالات وتكنولوجيا معلوماتٍ تستخدم طاقةً أقل, حيث أن استخدام خدمات وأجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو جزءٌ لا يتجزأ من معظم مناحي الحياة اليوم وفي قطاعاتٍ حيوية وهامةٍ مثل: الطب والتعليم, يساهم مساهمةً كبيرةً في تقليل انتاج غازات ثاني أكسيد الكربون CO2 الضارة.

ومن جهة أخرى, خاصة في قطاع النقل »البري, البحري, الجوي«, وهو من القطاعات الأكثر مساهمة في إنتاج الغازات السامة وله نصيبٌ كبيرٌ في التسبب في مشاكل الاحتباس الحراري ومشاكل تلوث البيئة, فإن الاستعاضة باستخدام خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن استخدام أجهزة النقل يساهم بشكل كبير في التقليل من تلوث البيئة ومن مشاكل الاستخدام الفائض للبترول ومشتقاته.

ومن جهة أخرى: وخاصة في قطاع النقل وهو من القطاعات الأكبر مساهمةً في مشكلة الاحتباس الحراري وإصدار غازات أول وثاني أكسيد الكربون, فإن التقدم التكنولوجي في أجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمستخدمة في هذا القطاع تساهم إلى حد كبير في تقليل إفراز تلك الغازات السامة; حيث أن قطاع النقل الآن »الأرضي والجوي والبحري« يتجه إلى استخدام مصادر أخرى للطاقة غير البنزين, ويستخدم أجهزة إلكترونية متقدمة تساعد على تقليل الإساءة للمناخ في العالم.

إن من أهم الأدوار الإيجابية التي يقوم بها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, في تقليل التأثيرات السلبية على المناخ, وتقليل الاحتباس الحراري هو تقليل الحاجة لاستخدام أدوات النقل.

إن شركات الاتصالات في العالم تعي هذه الحقائق وتجد أن ذلك يفتح فرصاً إيجابيةً تجاه ذلك ومع التركيز على أن قطاع النقل أيضاً يقوم الآن بإيجاد مصادر طاقة نظيفة للاستعاضة عن استخدام البنزين, وكذلك يستخدم تكنولوجيا الاتصالات الحديثة في جميع ما يُصنَّع في هذا القطاع الهام. إن شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل جاهدةً لإيجاد تكنولوجيا متقدمةٍ لتقليل استخدام الطاقة وكذلك لتقديم خدمات متقدمة تخفف من الحاجة في استخدام وسائل النقل. إن دور هذا القطاع في معالجة مشاكل الإساءة للبيئة والاحتباس الحراري مهم جداً وكذلك يشكل مصادر اقتصادية جديدة وكبيرة للدخل لهذا القطاع. هنالك العديد من البرامج العالمية الآن, في هذا القطاع, لإيجاد حلول ناجعة وسريعة للحد من الآثار السلبية على البيئة والمناخ. مثال على ذلك برنامج (Ge Si: Global e-Sustainability Initiative) والذي تتكون عضويته من بعض شركات مقدمي خدمات الاتصالات ومن مصنعي أجهزة الاتصالات وبدعم من برنامج هيئة الأمم المتحدة لحماية البيئة, ومن الاتحاد الدولي للاتصالات.

أهداف هذه البرامج هي إيجاد الحلول السريعة, بوساطة استخدام تكنولوجيا الاتصالات المتقدمة, للحد من مشكلة التلوث البيئي والاحتباس الحراري ومن بعض هذه الحلول:

- استخدام الطاقة الشمسية والطاقة المستخرجة من الرياح (Solar and Wind Energy) لتشغيل محطات وشبكات الاتصالات.

- تطوير التكنولوجيا حتى تقوم الأجهزة الإلكترونية باستخدام طاقة قليلة جداً.

- تطوير واستخدام الطاقة المتجددة (Renewable Energy).

لقد وصل تخفيض استخدام الطاقة في بعض شركات الاتصالات المتقدمة إلى حوالي 38%, بسبب استخدام الطاقة المتجددة. كذلك, فإنه من المتوقع في عام 2020 أن يتم تخفيض ما بين (5% - 50%) من الطاقة المستخدمة في الصناعة وذلك بفضل استخدام خدمات الاتصالات المتقدمة بدلاً من الأساليب القديمة: فمثلاً:

- إذا استخدم 10 ملايين فردٍ خدمة تخزين الرسائل الافتراضي(Virtual Answering Machine) بدلاً من أجهزة تخزين الرسائل العادية فإن ذلك سيؤدي إلى تخفيف كمية 330.000 طنٍّ من غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 السام.

- إذا تم استخدام الفوترة »إصدار الفواتير« من خلال الانترنت بدلاً من استخدام الورق فإن ذلك سيخفض إصدار غاز CO2 بحوالي 11.000 طنٍّ.

- باستخدام تطبيقات تكنولوجيا المعلومات الحديثة لإيجاد وتصليح الأعطال عن بعدٍ بدلاً من استخدام العنصر البشري للذهاب إلى المواقع المختلفة لإيجاد

وتصليح الأعطال. ذلك متوفرٌ الآن بوساطة أجهزة Sensors أو بوساطة أجهزة تليفونات + Computers حديثة + Modems.

وهنالك الكثير من الأمثلة الأخرى عن كيفية الاستفادة القصوى من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات المتقدمة في معظم مناحي الحياة, وفي الصناعة والطب, ... للمساهمة في إيجاد الحلول الحقيقية لمشاكل التلوث البيئي.

إن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حياة الفرد أصبحت حقيقة ضرورية. كذلك فإن مشاكل الاحتباس الحراري وتلوث البيئة أصبحت حقيقيةٌ. إن استخدام قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مهم وأساسي لإيجاد الحلول الناجعة لتقليل التلوث البيئي ومشاكل الاحتباس الحراري القاتلة.

إن بقاء مجتمع المعلوماتية وتقدمه وازدهاره يعتمد على الوعي لدى الإنسان لتغيير نمط حياته ليساهم إيجابياً في حماية البيئة والمناخ, فكما أن حياة الإنسان مهددةٌ بكل هذه الظواهر السلبية الناتجة عن إساءة استخدام مصادر الطبيعة, كذلك فإن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي أصبح أساسياً في حياة الفرد بحاجةٍ لحماية شبكاته وأجهزته من عوامل الطبيعة الناتجة عن سوء الاستخدام. إن المسؤولية في تقليل التلوث البيئي وحل مشاكل الاحتباس الحراري على الكرة الأرضية تقع على الجميع ويكمن الحل في تغيير نمط الحياة لخلق عالمٍ متوازنٍ مستمرِّ في التقدم في المعلوماتية التي أصبحت عصب المجتمعات المتقدمة ولا يمكن التخلي عنها, ويجب على المسؤولين في هذا العالم الصغير أن يعوا المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم قبل فوات الأوان

منقووووووول​
 
عودة
أعلى