flowers
مشرف قسم العلاج الطبيعي
سليمان بن أحمد بن عبد العزيز الدويش
[SIZE=+0]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :فالحديث عن الرافضة ومكرهم لن نأتي عليه في مقالة مقتضبة , ولا حديث عابر , ومن ظنَّ أنه يمكن أن يختصر مؤامراتهم على الأمة منذ انطلقت شرارتهم الأولى عبر التأريخ , فقد أتى ضربا من الخيال الذي لا يمكن تصوُّره .
لقد عرفت الأمة الرافضة , فما عرفت أغدر منهم ولا أخون , وجرَّبتهم فما وجدت أفحش منهم ولا ألعن , وامتحنتهم فما علمت أخطر منهم ولا أضغن .
الرافضة شرُّ من دبَّ على الأرض ومشى , وأسوأ من حلَّ في المنتديات وغشى , ومن خلالهم دخل الشرك في الأمة وفشا .
ألم يبلغكم خبر قبر أبي لؤلؤة المجوسي – قاتل عمر الفاروق رضي الله عنه - وكيف يعظمونه ؟ .
ألم يأتكم نبأ ابن العلقمي والنصير الطوسي وكيف يُجلُّونه ويكرمونه ؟ .
ألم تسمعوا لعنهم للخيار من الصحابة , وقذفهم للأطهار من ذوي النجابة , وتأليههم للأئمة وسؤالهم من دون الله قبول الدعاء والإجابة ؟ .
وليس هذا وحده ما جاد به معدنهم الخبيث , ومستنقعهم الآسن , من الفحش والسوء والرذيلة , بل لهم في كل وادٍ نكبة على الأمة وجناية , وليس لتعداد جرائمهم حصر , ولا لسجلهم القميء عصر , ولا لهدفهم الفاجر مصر .
كما إن المقام ليس لبيان مخازيهم فكلهم خزي , ولا لكشف عوارهم لأنهم عار , ولا للتنقيب عن الفضائح فقد ظهر منها ما يعجز عن ستره الظلام الدامس.
لكن حديثي عن فئة ممن عرف هذا القذر فراح يهوِّن منه ويدعو لاستيعابه , وخبر الشر فجعله لَمَمَا يمكن التغاضي عنه وتجاوزه .
حديثي عن قوم عرفوا التوحيد الخالص , ورأوا الشرك الفاضح , ثمَّ هم يزعمون أنْ ليس بينا أهل التوحيد وأهل الشرك إلا ما نسبته خمسة بالمئة من الفرق والخلاف .
أو هم يقولون إن ما بينهما من خلاف فهو في الفروع لا يرقى إلى الأصول !! .
أو إن هذا الخلاف لا يوجب المفاصلة والمنابذة !!! .
أو إن هذا الخلاف لا يمنعنا من نصرتهم والوقوف معهم في حروبهم التي يهدفون منها تعزيز مكانتهم , وبسط نفوذهم .
بل لقد رأيت من يرى وجوب الوقوف معهم , ويرى أن ترك نصرتهم من الخذلان المبين المشمول بحديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم , لا يسلمه ولا يخذله .... ) الحديث .
ورأيت من انخدع بهم حتى جعل رايتهم منصورة , ودولتهم مباركة , وشعارهم منار خير للأمة !! .
وأكثر ما انتهى إليه عجبي أن من يقول بعامة هذا ممن يُصدَّرون في الأمة تحت مسميات لا تتجاوز ( علماء , مفكرين , باحثين , مثقفين , أساتذة ) .
هنا العجب , ومن هذا يكون الاستغراب , إذْ كيف يعلم هؤلاء المُصَدَّرون أن في الرافضة من الشرك العظيم مالايخفى إلا على من طمس الله بصيرته , ثم يغُشُّون الأمة بأنه لا خلاف بيننا وبينهم إلا في الفروع ! ؟ .
فهل التوحيد وإفراد الله بالعبادة فرع ؟ .
وإن كان التوحيد فرعا فما هو الأصل الذي يرونه يوجب المفاصلة والمنابذة ؟ .
ألم يعلموا أن أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه وإنه ليرى أنه أشدُّ أهل النار عذاباً وهو أهونهم عذاباً , رغم أنه ممن ناصر الرسول صلى الله عليه وسلم وفدَّاه بولده ونفسه حين قال :
كذبتم لعمر الله نبزى محمدا *** ولمَّا ننافح دونه ونناضلِ
ونُسلِمه حتى نُصَرَّع دونه *** ونذهل عن أبنائنا والحلائل
لكن لمَّا امتنع عن قول كلمة التوحيد التي تنفي الأرباب والآلهة من دون الله , وتمنع دعاء غير الله وسؤاله , والاستغاثة به والاستعانة , والخضوع والتعظيم , ولم يكن ذلك منه إلا أنفة أن يقال جزع من الموت وإلا فهو يقرُّ بأن دين محمد صلى الله عليه وسلم صحيح حيث قال :ولقد علمت بأن دين محمد *** من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة *** لوجدتني سمحا بذاك مبينا
ثمَّ يقول :والله لن يصلوا إليك بجمعهم *** حتى أُوَسَّد في التراب دفينا
وإذا كان هذا الخلاف لا يبلغ درجة خمسة بالمئة فما الخلاف الذي يتجاوز هذه النسبة ؟ .وإذا كان هذا الخلاف يؤثِّم من يمتنع عن نصرة الرافضة أو الدعاء لهم بها أو يجعل من يفعل ذلك مُخَذِّلاً , فما الخلاف الذي لا يُؤَثِّم من يمتنع عن النصرة ؟.
وليس بعيداً عنَّا من يحاول تضميد الجراح الصدئة ببعض التحليلات والمناورات , التي تتكلَّف جعل الخلاف سياسياً , والصراع لمصالح الدول بعيداً عن المعتقدات والثوابت .
فهؤلاء قوم أغشت أعينهم نظرية المؤامرة , وغطَّت أفهامهم أبخرة سوء الظن بكل ما هو واقع , فجعلوا يرون الجزار ضحية , والضحية جزارا , والجبار مسكينا , والمسكين جبارا .
وقل مثل هذا وأكثر عن الساسة الذين يرون صفحات التأريخ تنضح بخيانة الرافضة , وتكشف أنه لاولاء لهم لدولة ولا أمة , إلا دولة الرفض والكفر المحض , ثم تراهم يثقون بهم , ويُقلِّدونهم أعلى المناصب , ويكِلون إليهم مسؤولية التوجيه والتعليم , ويضعون في متناولهم أسرار الأمن ومفاتيح القوة العسكرية , أو يفتحون لهم ميدان المنافسة الاقتصادية , ويمنحونهم مقاليد أمره , وإدارة شؤونه .
بل منهم من بالغ في استجداء الرافضة على حساب بني قومه وجنسه زعماً منه أنه بذلك يكسر حدتهم , ويأمن غائلتهم , وما علم أن ما يأخذونه جزء مما يرونه حقهم المغتصب , وملكهم المسلوب , وأنه لا هدوء لهم حتى يروا الهلال وقد أحاط بالنواصب – أهل السنة - ونودي في الناس من قتل سنياً وجبت له الجنة .
إن من يأمن الذئب على الغنم فقد خالف الفطرة , وناقض الطبيعة , ومن رام إخماد النار بالنفط فقد جاء بباقعة مالها من دافع , وكذلك حال من يأمن هؤلاء وقد أقسموا بالأئمة مصبحين وبالليل أن يعيشوا لدولة الرفض , وأن يمنحوها نصرتهم وأموالهم , كما منحوها العقيدة والولاء .
وهاهي العراق تشهد بما جهله أو تجاهله الساسة , أو من صدَّرهم الناس في سُدَّة التوجيه والقيادة والتثقيف .
لقد آن أوان كشف المستور , ووجب تبيان كثير من الأمور , فإن لم نعلم أن إيران غزت اليمن عسكرياً وعقائديا ً, وتجذَّرت في بلاد الخليج , وأوغلت في أرض الشام , وحكمت لبنان , وهدَّدت باجتياح بلاد النيل بعقيدتها , وأرسلت آياتها إلى بلاد السودان وأفريقيا , وصالت وجالت في بلاد شرق آسيا وغربها , وهاهي تستورد الأفكار الخاوية فتعيد تخصيبها , وتغسل أدمغة كثير من المنتسبين للإسلام في أرجاء المعمورة كلها , من خلال المنح الجامعية , والإعانات الاقتصادية , والدورات التثقيفية .
أقول : إن لم نعلم أن إيران التي يدين لها ولزعاماتها بالولاء كل رافضي على وجه البسيطة , قد أزمعت أمرها , وعقدت عزمها على فرض هيمنتها , وبسط نفوذها , فلننتظر حتى يؤكل الثور الأبيض , ثم يأتي دورنا بعده .
إن مقاومة المدِّ الرافضي لا يمكن أن يكون بنشر القنوات الهابطة التي تسلخ شبابنا من معتقداته وقيمه وأخلاقه , ولا بالدورات الابتعاثية التي يرسل فيها فلذات أكبادنا ممن لا يحملون من الحصانة الشرعية والمعرفية ما يقاومون به فتن الشبهات والشهوات غالبا , ولا بالمنح الهزيلة التي تمنحها الجامعات لبعض الطلبة الأجانب والتي لا تبلغ بمجموعها ما تمنحه جامعة إيرانية واحدة , ولا ببعض المعونات التي تذهب للمستنفعين وأهل المصالح الشخصية ويُحرم منها المحتاجون المعوزون , ولا بالمراهنة على بعض الشخصيات التي ترتكز على مبدأ الأنانية والذات , وتنطلق من مقاعدة المصلحة والأطماع .
يجب على دول الخليج تحديدا أن تعيد النظر في سياساتها الداخلية والخارجية في تعاملها مع الرافضة المُسْتورَدُون والمحلِّيُّون , فلا تظلمهم حقهم , ولا تمنحهم ما يقلبون به عليها ظهر المِجّنِّ مستقبلا .
عليها أن تُفكِّر مليَّا في تجاوزاتها السابقة , ومراهناتها الضعيفة , ومناوراتها الهزيلة , وأن تعتمد سياسة تضع النقاط على الحروف , وتمنع بلوغ السفاح إلى مقبض السيف , وإلا فلا تعجب أو تتأسف إذا انفلت الزمام .
عليها أن تهتم جدياً بشبابها , وأن تمنحهم الفرص التعليمية , والوظيفية , والتجارية , حتى تزداد ثقتهم ببلدانهم , ويعظم في قلوبهم حبها , والذود عن حياضها , ونشر رسالتها – رسالة الإسلام الصافية - , وإلا فلا تعجب إن رأت شبابا خداجا يرى العدو فيقبل يده .
عليها أن تغزوا الشعوب المسلمة بالقيم النبيلة , والمعتقد السليم , وأن تفكر بقوة لغزو البلدان الضعيفة الفقيرة غزوا ثقافيا , بالثقات الذين يحملون همَّ الأمة , وأن تكون رسالتهم التي يحملون رسالة صافية سلمية , لا أن يكون نصيب تلك البلدان منا القنوات الهابطة , والشباب المتسكع , والرقص على أنغام الموسيقى , وإحياء السهرات الآثمة .
عليها أن تبدأ خطوات عملية واسعة لإنشاء المشاريع , والجامعات , والقنوات , التي تقلب موازين المعادلة , وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح , وقطع كل العلائق بمن استنفدوا خيرات الأمة لأطماعهم حتى إذا جدَّ الجدُّ , وانكشف الأمر , رأيت منهم وجها منكرا , ومكرا مدَبَّرا .
يجب أن تعاد صياغة بنود سياسة ضخِّ الأموال التي كانت لشراء الأصوات والذمم التافهة , لتكون في تأسيس مجتمعات وأمم تدين بالولاء لله وحده , ومن ثّمَّ لمن يُوحِّده وينصر دينه .
ما أشدَّه من غبن , وما أعظمها من خسارة , حين نرى تلك التُحف التي أنفقت لأجلها الأموال , وعُلِّقت بها الآمال , وراهن عليها الساسة , تتهاوى عند سماع الأنباء فحسب , فكيف لو سمعت صرير وأصوات الآليات ؟ .
في لبنان مثلا , اجتاحت قوات حزب حسن نصر اللات بيروت , واستعرضت قوتها فيها , وجاست خلال الديار , كان ذلك في ساعة من نهار , ولازال بعض بني قومي يتغنى بدهاء بعض التحف هناك , وأنه كشف عن خبيئة الرافضة !! .
إن من كان ينتظر هذه اللحظة ليكشف مكرهم وخبث طويتهم فعليه أن يحسر عن رأسه حتى لايُعيق العدو إذا أراد حزَّه وقطعه .أقول هذا في وقت عجزت فيه الدول العظمى رغم ما تستخدمه من أسلحة نووية وبيلوجية وتقليدية وغير تقليدية من إخضاع عصابات مسلمة موحدة لا تملك إلا سلاح الإيمان ثُمَّ ما تغنمه من عدوها .
إن المقارنة ليست بعيدة فيستصعبها الناس , بل هي سهلة جداً , وقريبة إلى حدٍّ تكاد تحسه بيدك , وإذا أردت أن تنظر إليها من زاوية أخرى , ومن دولة لبنان مثلا , فما عليك إلا أن تتأمل في البثِّ الفضائي , ثم تأخذ نموذجاً للفريقين - أهل السنة والرافضة - ثم تقارن بين الاهتمامات والتطلعات , عندها ستكتشف أنه لا قِبَل لشباب ستار أكاديمي , ولا سوبر أكاديمي , ونواعم , ولا غيرها , بمن يُربَّى على الاستعداد للمواجهة , ويُستَنهَض للتعبئة .
قارن بين من يذهب من شباب أهل السنة إلى لبنان , ومن يذهب من الرافضة إلى إخوانهم , عندها لا تعجب إذا اجتاحت عصابة حزب حسن نصر اللات بيروت واستعرضت عضلاتها .
هذا وللحديث بقية ..
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
http://muslm.net/vb/showthread-t_295652.html