محمد راقي
New Member
عصير الشاي ( بحلة جديدة )
بعـبق الٌلثَـى ينسـاب شـاي مـنعنــــع **** به النفس تهفو عند جوع وتشــبع
ففي الصبح والمساء يضرب موعدا **** مع الخبز أو شيء به البطــن يقنـع
يجــود بخــيرات عليــنا ونعمـــــــة **** وكـالدرع في أيــامنــا السود يـنفـع
فــلولاه مــا عــاش الفقــير بعــــزة **** ولــولاه لكـــان الـــردى يترعــرع
تدلـّـَى طــلاع النجم فخـرا كأنــمـــا **** له من وراء النجم مرأىً ومسمــع
فيا من تسامــى نجمــه العالم كمــا **** تألــق ذكــره السنـــا كيـــف نفـجـع
وكيف إذن ننسى صنيعك والـورى **** ليشهــد بالفضـــل الكبـــير ويسمـع
ولم أر خيرا إلي من الشـاي أنــــه **** مجـير وستــر إذا عــرتنـي الفواجع
ولا طاب لي ذاك الذي خفت ضيره **** ولا طــاب لي بعده عيــش ومضـجع
غدقــت علــينا بالمكـــارم كـــــلها **** و أسقـــيـتـــــنا جمـــــرا بهــا نتمــتع
فلا ننــكر الخـــير الجميل لشايــنا **** ورغـــم عذابــــنا لحكـــمك نخــــضع
لعـل اشتعال الجمـر يعقب سـلوة **** من الشوق إذ لم يبق للشوق موضـع
ولـكن لعـمرك قد وصلتك مرغمـا **** وإن كــان دائـــي كلـــه منـــك أجـمع
وكـنت ألــوم الخائفـين من العـلل **** فكــيف أ لــوم الخـائفــــين وأجــــزع
ولي معـــد قــد برحـت سقيــــمة **** إذا أعيتــها الرشفــات ظـــلت توجــع
فأمسيت مما أحدث الشاي فاجعا **** وكنــــت وضنــــك الأكــــل لا أتفجــع
قسوتَ فكـان السُقـْـم منكَ هَدِيّــةٌ **** فَليْـــتكَ ذو وجهــين تعطي و تنْـــِزع
وقد كـنت مأهول الجوانح بالأسى **** فعدت ولي صـدر من الصـــبر بلقـــــع
وإنــي على ذاك التـحول راضيـا **** قنــوعا صبـــورا يستكــــــين ويــردع
فما في فــراق بعد قــربك رغبـة **** ولا في وصــال بعد هجـــرك مطـــــمع
ولا خــير فيمن لا يدوم ويـبقــى **** ولا خــير فيمن لا يضـــــر ويــــنفـــع
أيا شـاي كن عني عفــوا فإننـي **** يشيــــعني بالعفـــــو بطـــن مشــــيع
وأشــدو بما حبـــيتنا من نعائــم **** عظــام كما تشــدو القوافــي وتسجــع
فـــلا معــوز إلا بجــودك قانـــعا **** ولا كـــاره إلا لشـــربـــك يــــخنـــــــع
ودم دائمــا في هيبــة واستمالـة **** ودم في الرخــاء فا لـــورى لك يخشع
ودم طلــعة للعالمـــين ونظـــرة **** وذوقـــك مقـــــبول وحلمــــك أوســع
شعر: محمد راقي
شرح بعض المفردات :
اللٌثىَ : كما جاء في المحكم وفى الصحاح هو ماء يسيل من الشجر كالصمغ فإذا جمد فهو صعرور وقال القالى عن أحمد بن يحيى ، اللثى : الصمغ وأنشد لبعض الاعراب :
نحن بنو سواءة بن عامر*** أهل اللثى والمغد والمغافر
وفى التهذيب اللثى : ما سال من ماء الشجرة من ساقها خاثرا وقيل شئ ينضحه الثمام فما سقط منه على الارض أخذ وجعل في ثوب وصب عليه الماء فادا سال من الثوب شرب حلوا وربما عقد قاله ابن السكيت.
طــلاع النجم : أي ما طلع عليه منه ، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: "لو أن لي طِلاعَ الأرض ذهبا لافتديت به من هول المطلع". وقيل: طلاع الأرض:ملؤها حتى يُطالِعَ أعلاه أعلاها، فيساويه. ومنه قول أوس بن حجر، يصف قوسا وغلظ معجسها:
كَتُومٌ طِلاعُ الكَفّ لا دُونَ مِلْئِها و لا عَجْسُها عن موضع الكَفّ أفْضَلا
بعـبق الٌلثَـى ينسـاب شـاي مـنعنــــع **** به النفس تهفو عند جوع وتشــبع
ففي الصبح والمساء يضرب موعدا **** مع الخبز أو شيء به البطــن يقنـع
يجــود بخــيرات عليــنا ونعمـــــــة **** وكـالدرع في أيــامنــا السود يـنفـع
فــلولاه مــا عــاش الفقــير بعــــزة **** ولــولاه لكـــان الـــردى يترعــرع
تدلـّـَى طــلاع النجم فخـرا كأنــمـــا **** له من وراء النجم مرأىً ومسمــع
فيا من تسامــى نجمــه العالم كمــا **** تألــق ذكــره السنـــا كيـــف نفـجـع
وكيف إذن ننسى صنيعك والـورى **** ليشهــد بالفضـــل الكبـــير ويسمـع
ولم أر خيرا إلي من الشـاي أنــــه **** مجـير وستــر إذا عــرتنـي الفواجع
ولا طاب لي ذاك الذي خفت ضيره **** ولا طــاب لي بعده عيــش ومضـجع
غدقــت علــينا بالمكـــارم كـــــلها **** و أسقـــيـتـــــنا جمـــــرا بهــا نتمــتع
فلا ننــكر الخـــير الجميل لشايــنا **** ورغـــم عذابــــنا لحكـــمك نخــــضع
لعـل اشتعال الجمـر يعقب سـلوة **** من الشوق إذ لم يبق للشوق موضـع
ولـكن لعـمرك قد وصلتك مرغمـا **** وإن كــان دائـــي كلـــه منـــك أجـمع
وكـنت ألــوم الخائفـين من العـلل **** فكــيف أ لــوم الخـائفــــين وأجــــزع
ولي معـــد قــد برحـت سقيــــمة **** إذا أعيتــها الرشفــات ظـــلت توجــع
فأمسيت مما أحدث الشاي فاجعا **** وكنــــت وضنــــك الأكــــل لا أتفجــع
قسوتَ فكـان السُقـْـم منكَ هَدِيّــةٌ **** فَليْـــتكَ ذو وجهــين تعطي و تنْـــِزع
وقد كـنت مأهول الجوانح بالأسى **** فعدت ولي صـدر من الصـــبر بلقـــــع
وإنــي على ذاك التـحول راضيـا **** قنــوعا صبـــورا يستكــــــين ويــردع
فما في فــراق بعد قــربك رغبـة **** ولا في وصــال بعد هجـــرك مطـــــمع
ولا خــير فيمن لا يدوم ويـبقــى **** ولا خــير فيمن لا يضـــــر ويــــنفـــع
أيا شـاي كن عني عفــوا فإننـي **** يشيــــعني بالعفـــــو بطـــن مشــــيع
وأشــدو بما حبـــيتنا من نعائــم **** عظــام كما تشــدو القوافــي وتسجــع
فـــلا معــوز إلا بجــودك قانـــعا **** ولا كـــاره إلا لشـــربـــك يــــخنـــــــع
ودم دائمــا في هيبــة واستمالـة **** ودم في الرخــاء فا لـــورى لك يخشع
ودم طلــعة للعالمـــين ونظـــرة **** وذوقـــك مقـــــبول وحلمــــك أوســع
شعر: محمد راقي
شرح بعض المفردات :
اللٌثىَ : كما جاء في المحكم وفى الصحاح هو ماء يسيل من الشجر كالصمغ فإذا جمد فهو صعرور وقال القالى عن أحمد بن يحيى ، اللثى : الصمغ وأنشد لبعض الاعراب :
نحن بنو سواءة بن عامر*** أهل اللثى والمغد والمغافر
وفى التهذيب اللثى : ما سال من ماء الشجرة من ساقها خاثرا وقيل شئ ينضحه الثمام فما سقط منه على الارض أخذ وجعل في ثوب وصب عليه الماء فادا سال من الثوب شرب حلوا وربما عقد قاله ابن السكيت.
طــلاع النجم : أي ما طلع عليه منه ، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: "لو أن لي طِلاعَ الأرض ذهبا لافتديت به من هول المطلع". وقيل: طلاع الأرض:ملؤها حتى يُطالِعَ أعلاه أعلاها، فيساويه. ومنه قول أوس بن حجر، يصف قوسا وغلظ معجسها:
كَتُومٌ طِلاعُ الكَفّ لا دُونَ مِلْئِها و لا عَجْسُها عن موضع الكَفّ أفْضَلا
تهفو : تحن.
الردى : الموت والهلاك.
الرشفات : رشف الماء رشفاً ورشيفاً: مصّه بشفتيه. قال الشاعر:
سقين البشام المسك ثم رشفنه رشيف الغريريات ماء الوقائع
الردى : الموت والهلاك.
الرشفات : رشف الماء رشفاً ورشيفاً: مصّه بشفتيه. قال الشاعر:
سقين البشام المسك ثم رشفنه رشيف الغريريات ماء الوقائع
بلقـــــع : مكان بَلْقَعٌ: خالٍ، وصدر بلقع في القصيدة : أي لم يعد يعرف للصبر مكانا . قال جرير:
حَيُّوا المَنازِلَ واسأَلُوا أَطْلالَها: هل يَرْجِعُ الخَبَرَ الدِّيارُ البَلْقَعُ؟
حَيُّوا المَنازِلَ واسأَلُوا أَطْلالَها: هل يَرْجِعُ الخَبَرَ الدِّيارُ البَلْقَعُ؟
والبَلْقَعُ والبَلْقَعة: الأَرض القَفْر التي لا شيء بها. يقال: منزل بَلْقع ودار بَلْقع، بغير الهاء، إذا كان نعتاً، فهو بغير هاء للذكر والأُنثى، فإِن كان اسماً قلت انتهينا إِلى بَلْقعة مَلْساء؛ قال: وكذلك القفْر. والبَلْقَعة: الأَرض التي لا شجر بها تكون في الرمل وفي القِيعان.