هكذا ترانا هوليود

ذكر ناقد أمريكي أن الإعلام الأمريكي المصور بعد هجمات سبتمبر قد تعمد ‏تشويه صورة العرب بإلصاق صفة التعصب والشر بهم، بشكل يرسخ ‏أحكامًا عامة لدى المشاهد، الأمر الذي سهل مهمة الإدارة الأمريكية حين ‏أرادت غزو المنطقة العربية.‏
وقال الناقد جاك شاهين، وهو من أصل لبناني، في كتاب له حول "حكم ‏هوليوود على العرب"، أن هناك بعض الأفلام التي قدمت صورة متعاطفة ‏مع العرب والمسلمين، ولكن نسبتها قليلة على مدار السنوات الماضية .‏
وأضاف شاهين: إن العديد من الأفلام الأمريكية صورت العرب بصورة ‏أكثر قتامة حيث تعمدت خلق نموذج "لبعبع أمريكي من أصل عربي"، ‏مشيرًا إلى تشويه هوليوود لصورة العرب وهي مطمئنة لأنه "في الولايات ‏المتحدة يمكنك أن تقول أي شيء تريده عن الإسلام والعرب ولا يحاسبك ‏أحد".‏
وتناول شاهين في لقاء له مع وكالة رويترز كيف تم تصوير العرب والمسلمين في أكثر من ألف فيلم ‏أمريكي من بينها أكثر من مئة فيلم تم تصويرها بعد هجمات 11 سبتمبر، ‏حيث حدد أفلامًا ساهمت في استمرار الأحكام المسبقة التي تشوه صورة ‏العرب والمسلمين، معلقًا على ذلك بقوله: "مازالت الصور ثابتة ولم تتغير ‏الا لتصبح أكثر حقدا وتشويها للعرب والمسلمين".‏
وأوضح شاهين، وهو أستاذ إعلام متقاعد، أن السبب الرئيس وراء استمرار ‏تلك التشويهات هو "الصمت"، مبينًا أنه "لا يوجد أحد في السلطة أو زعيم ‏سياسي ولا شخصية في هوليوود اتخذ موقفًا وقال إن تشويه صورة العرب ‏والمسلمين تمامًا كتشويه صورة اليهود أو السود أو الآسيويين أو أي جماعة ‏عرقية أخرى".‏
ووصف شاهين فيلم (المملكة) الذي عرض في دور العرض العالمية العام ‏الماضي بأنه أحد أسوأ الأفلام الحديثة التي تشوه صورة العرب حيث "لا ‏يمكنك حتى الوثوق في أطفال العرب".‏
واستعرض شاهين ظاهرة تحويل الأمريكيين من أصل عربي وأمريكيين ‏مسلمين إلى "البعبع الجديد" بعرض "صور شريرة لأمريكيين مسلمين ‏كريهين، وأيضًا أمريكيين من أصول عربية".‏
وبيًن شاهين أن تشويه هوليوود لصورة العرب سهل الطريق أمام الإدارة ‏الأمريكية لتمرير سياستها بالمنطقة العربية، فبعد عشرات الأعوام من ‏تصوير العرب والمسلمين بأنهم الأعداء "قد سهل ذلك كثيرًا علينا أن ندخل ‏العراق (..) لقد كان هناك عدد قليل جدًا من المحتجين".‏
واستشهد شاهين بالحكمة القائلة: "إن رواة القصص يحكمون المجتمع"، معلقًا ‏على ذلك بأنه "لم يتغير أي شيء فرواة القصص اليوم لديهم تأثير هائل على ‏العالم وكيف نراه".​
 
  • Like
التفاعلات: Samo
عودة
أعلى