دور المزعوم لورقة في زواج السيدة خديجة بسيد البشر محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام:
ذكر الحريري ص 37 أن أبا طالب (( ألح )) على سيدنا محمد أن يعمل عند خديجة رضي الله عنها .. ثم أعجبت السيدة خديجة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعرضت عليه الزواج.
ويبالغ في ذكر تأثير أبي طالب على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ص38 معبراً عنه بـ " المخطط الذي يتنفذ على يد أبي طالب وخديجة .. ولم تبخل علينا كتب السير والأخبار فيما كان عليه القس والعم والزوج. لقد كان لكل منهم دوره فيما دبّر الله على أيديهم ".
حسناً لقد طلب منا الرجوع إلى كتب السير والأخبار .. وله ما يريد حضرة المدرس الجامعي الصادق جداً..
جاء في السيرة الحلبية 1 / 226 : " أن خديجة رضي الله تعالى عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أذهب إلى عمك فقل له تعجل إلينا بالغداة فلما جاءها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له يا أبا طالب تدخل على عمي فكلمه يزوجني من ابن أخيك محمد بن عبد الله فقال أبو طالب يا خديجة لا تستهزئى فقالت هذا صنع الله فقام فذهب وجاء مع عشرة من قومه إلى عمها .. وخطب أبو طالب يومئذ فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضىء معد أي معدنه وعنصر مضر أي أصله وجعلنا حضنة بيته أي المتكفلين بشأنه وسواس حرمه أي القائمين بخدمته وجعله لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا حكام الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقد بذل لها من الصداق ما عاجله وآجله إثنتي عشرة أوقية ونشا أي وهو عشرون درهما والأوقية أربعون درهماً .... وعند ذلك قال عمها عمرو بن اسد هو الفحل لا يقدع كلاهما وأنكحها منه وقيل قائل ذلك ورقة بن نوفل اي فإنه بعد أن خطب أبو طالب بما تقدم خطب ورقة فقال الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا على معاشر قريش إني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله وذكر المهر فقال أبو طالب قد أحببت أن يشركك عمها فقال عمها اشهدوا على معاشر قريش أنى قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد وأولم عليها صلى الله عليه وسلم نحر جزورا ".
ها قد رجعنا يا حضرة الأب فقل لنا ما عندك ؟!
قال الأب الحريري ص38: " وعندما بلغت الساعة الحاسمة أرسلت خديجة إلى أعمامها فحضروا وأرسل محمد إلى أعمامه فحضروا ... وخطب ولي أمره أبو طالب وقال : ... وخطب القس ورقة ولي أمر خديجة وقال: الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضّلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها . وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم فاشهدوا عليّ يا معشر قريش. إني زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله . وفرح أبو طالب فرحاً شديداً وقال : الحمد لله ... وهو بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير ".
فلنقارن بين ما قاله القزي الصادق المصدَّق وبين ما جاء في السيرة :
1. ورد في السيرة أن أبا طالب قال لخديجة لما أخبرته بعزمها الزواج من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : " يا خديجة لا تستهزئي ". أي أنه لم يكن من ( المخططين ) لهذا الزواج .
2. ورد في السيرة قبل هذه الفقرة ذكر للوسطاء بين السيدة خديجة وسيدنا محمد لإقناعه بالزواج ومنهم نفيسة بنت منية وغلامها ميسرة وغيرهما ولم أجد في أي مرجع من مراجع السيرة ذكر للوسيط ورقة.
3. ادعاؤه بأن ورقة هو ولي أمر خديجة وهذا ما تنفيه كل كتب السيرة . كيف يكون ورقة ولي أمرها وعمها موجود ؟؟!!
4. والذي يؤكد ذلك أن أبا طالب رفض حديث ورقة ( الذي تكلم بصفته عضوا في الوفد ليس أكثر ) والدليل على استياء أبي طالب من حديث ورقة قوله بعد أن أنهى ورقة حديثه: " قد أحببت أن يشركك عمها " ولهذا لم يتم عقد الزواج إلى بعد موافقة عمها الصريحة.
5. اشتراط موافقة ولي أمر خديجة ( عمها ) والمهر دليل على أن الزواج لم يكن حسب شريعة النصارى.
6. لاحظوا النص الذي ذكره ( أرسلت خديجة إلى أعمامها فحضروا ) وورقة ليس من أعمامها بل لم يُذكر ( رغم حضوره مع الوفد ) لأن وجوده أقل أهمية من وجودهم..
7. ليس لورقة كل تلك القداسة والهالة والاحترام لدى قريش بل ولدى أقاربه وهذا مهم كما سيمر معنا قريباً.
8. أخفى الحريري بخبث شديد وأمانة علمية منقطعة النظير قول ورقة: " ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم "... بل حوّر الكلام بحيث يصبح الشرف والمكانة لورقة وأهله أسمى مما لبني هاشم كما هو متواتر في التاريخ .
9. كما حذف اعتراض أبي طالب على حديث ورقة.. فكيف دبرا أمر الزواج إذاً ؟؟ ولماذا حذفه ؟؟
10. وأخبث عبارة قالها الحريري كانت في نهاية الفقرة : " بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير " من أين جاء بكلمة ( الزواج ) ؟؟؟؟!!!!!!!!!
ظن المسكين الذي يجهل تعابير العربية أن ( بعد ) معناها ( الأمر التالي ) ولكن المعنى الصحيح هو ( فوق ) لأن أبا طالب كان يذكر ذلك أثناء افتخاره بنسبه وأخلاق محمد ... أي محمد فوق كل ذلك له كذا وكذا من الصفات..
ولاحظوا تلك الخباثة المنقطعة النظير : لقد جعل عبارة " بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير " في آخر خطبة أبي طالب مع انها كانت في وسطها.
ويمضي المسكين في خيالاته وأوهامه: " يلاحظ ثانية أن القس لم يكن حاضراً حفلة الزواج ومتقدما على الحاضرين وحسب بل كان محتفلا بالعقد ومكللا فهو الذي أبرم العقد وشهد عليه وأعلن على الحضور ما جرى هو المحتفل الأول بالعقد أو قل هو الكاهن الذي ربط باسم الله ما لا يحل إنسان بحسب تعاليم الإبيونيين كاهن نصراني يبارك الزواج فعلى أي دين يكون الزوجان إذن ".
أسئلة :
1. هل التكليل في بيت خديجة أم في الكنيسة ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
2. لماذا أصر أبو طالب أن يصدر الموافقة على الزواج من عم خديجة.
3. لا يوجد في كلام ورقة أي حرف يدل على النصرانية .. وأين اختفت عبارات التكليل المعروفة ؟؟
4. هل المهر والصداق المتقدم والمتأخر موجود عند النصارى ؟؟؟؟؟؟؟؟
5. هل سأل الكاهن المكلل الحاضرين : من له اعتراض على الزواج فليتكلم ، أو ليصمت إلى الأبد ؟؟
6. تلميح الحريري إلى أن الزواج كان نصرانياً . والدليل عدم زواج محمد على خديجة يتناقض مع ما ذكره وأخوه الحداد في مقدمة كتابيهما ـ في أن الإسلام مأخوذ عن الهراطقة ـ أن النصرانية بدعة لا تمانع تعدد الزوجات ؟؟؟؟
فكر الحريري وجمع قواه ثم نطق باثاً سموم حقده مستنتجا ما حاول التأسيس له من قواعد باطلة بأدلة واهية ظاناً أن كل الطير يؤكل لحمه . معتبراً أن ما يصدق على مصادر دينه لابد أن يصدق على مصادر الدين الحق ...
قال الحريري الصادق ص41 : " مهما كان جريئاً لا يخطر بباله وهو الخادم أن يتزوج من سيدته التي أشفقت عليه واستخدمته في تجارتها وقد كان قومها قد طلبوها للنكاح قبل ذلك ورفضت وذكروا لها الأموال فلم تقبل . لن يكون لمحمد ذلك لولا دافع دبَّر له المناسب . ومن يكون هذا الدافع غير القس ؟ فلولا ذاك القس لما كان ما كان ، ومتى أراد القس شيئاً كان ".
وهذا ذكرني بقوله ص54: " القس قدير على كل شيء في كل حال ".
الرد:
1. ناقض نفسه ( كعادتهم ) فقد ذكر هو بنفسه وساطة نفيسة لتقنع سيدنا محمد بالزواج من خديجة ومن بعث نفيسة سوى خديجة رضي الله عنها.
2. رفضت الزواج من قومها الأغنياء رفضا طبيعيا لأنها غنية ولا تريد المال. بل تريد الصدق والطهارة العفة ومكارم الأخلاق التي وجدتها في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
3. عبارته : وهو الخادم ، سيدته ... من قال أنه الخادم وهي السيدة ؟
بل كان وكيل أعمالها .. موظفاً مسؤولاً في شركتها ( بحسب تعابيرنا ) وهل كل الموظفين خدم ؟!
لاحظوا بالله عليكم عبارات الحقد والغيظ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وهل الثروة هي التي تحكم على الإنسان ؟؟
لو كان الحريري مسيحياً حقيقياً لآمن بأن المال ما هو إلا شيطان وما الثروة بمقياس يقاس به الشريف والوضيع إلا عند .......... !!!!!!!!!
ما هذا الكلام يا حريري ص61: " القس دبر ، والزوجة نفذت ، والعم عضد ، والنبي استسلم لإرادة الله. على هؤلاء قامت الدعوة الجديدة ".
وفي ص 39 يذكر الحريري المتناقض أن أبا خديجة رفض فقالت له : " أما تستحي ؟ تريد أن تسفه نفسك عند قريش ؟ فلم تزل به حتى رضي ".
لماذا لم تتوجه إلى الزعيم القس الذي يقول للشيء كن فيكون ؟؟!!
ولماذا لم تخبر أباها أن تلك إرادة ورقة سيدك وأبوك وقس كنيستك المطاع ؟
لاحظ معي يا زميلي الاضطراب الشديد عند من وصفهم الله تعالى في سورة الفاتحة بوصفهم الأليق بهم..
يقول ص40 بعد أن ذكر القصة المعروفة في محاولة رقية أخت القس ورقة الزواج بعبد الله بن عبد المطلب أو على الأقل الحمل منه بولد ولو سفاحاً حيث سحبت ثوبه تريد مضاجعته ولكنه أبى.. رغم عرضها المغري بذبائح سخية من الإبل.
" ونلاحظ .. كيفية زواج والد محمد المدعو عبد الله (؟) [ علامة السؤال من عنده ] .. وقد عرضت رقية أخت القس ورقة نفسها عليه .. إلا أنها لم توفق بالزواج من عبد الله ".
هذا هو ورقة الذي إذا أراد شيئاً كان ؟؟ ما هذا التناقض .
بل نفس ورقة كان قد خطب خديجة ولكنها لم توافق عليه كما هو معروف ومشتهر في كتب السيرة. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 14.
الحداد يؤكد سطوة ورقة وحظوته حيث عبّر عن هذا الزواج بأنه " زواج مصلحة مدروس " قام به " ورقة أقوى شخصية في مكة والحامي الأكبر للنصارى فيها والحجاز كلها ". ص288.
والله يا زملاء إني أخشى على أعصابكم لكن هذا ما قال به الأب الصادق المصدق حرفياً.
واقرأ في نفس الصفحة : " وهل كان قس مكة النصراني وسيدة قريش التي تأتمر بأمره يرضيان بهذا الزواج لو لم يكن مثلهما نصرانياً ".
خديجة التي رفضت الزواج بورقة تأتمر بأمره... خديجة النصرانية لم تعرف جبريل الذي نزل على سيدنا محمد.
لم تذكر لنا يا عزيزي أي أمر ائتمرت به خديجة من قبل ورقة ونفذته .. اذكر لنا أمراً واحداً.
وليثبت الحداد نصرانية سيدنا محمد ادعى أن الحاضنة بركة ( أم أيمن ) الحبشية مسيحية " فكان محمد طفلا في حضانة مسيحية " ص277.
لا أدري أين ذهب عقل الحداد وهو يكتب هذا الكلام ... هل من المعقول أن يسلم النصارى أبناءهم إلى المسيحيين الذين قتّلوهم وأجبروهم على الرحيل إلى صحراء العرب بدعوى أنهم هراطقة ؟؟!!
وأنه تعمد .. يقول ص322 في تفير قوله تعالى في سورة الضحى " ووجدك ضالاً فهدى " " هداية في الطفولة في بيئة نصرانية لا تكون إلا العماد النصراني ولا يستقيم غير ذلك ". وذكر أن حليمة أخذت سيدنا محمد إلى ورقة الذي عمده في غار حراء وعمره ست سنين.
وماذا قال الحريري . لقد قال ص40 أنه سافر إلى الشام وعمده بحيرا.
هل يوجد أحد من نصارى النادي تعمد مرتين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذه هي الأسس التي اعتمدوا عليه لإثبات نصرانية سيدنا محمد .
ألا تشفقون إخواني على هؤلاء الذي بحثوا واجتهدوا ليبحثوا في أصل الإسلام ولم يجدوا أقوى من تلك الأدلة.
أليست تلك شهادة للإسلام بأنه كاملُ !
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد بأن محمداً عبده ورسوله.
ويتابع درة الحداد درره ص335 " وحدهم النصارى من بني إسرائيل والمتنصرون معهم من العرب بزعامة ورقة بن نوفل وعبد المطلب الأول جد محمد الأعلى يقولون بإسلام القرآن لأنه إسلامهم ".
أليس استقسام عبد المطلب بالأزلام عدة مرات دليل شركه .. أم أن الحداد يوافق أن النصرانية شرك.
ومن هو عبد المطلب الأول والثاني وهل هناك أقنوم ثالث لعبد المطلب ؟؟!!!
هل تنازل بنو هاشم عن السقاية والرفادة وسدنة البيت الحرام لورقة ؟ من قال بذلك ؟
كم من مرة كانت تسيل دماء العرب لنول ذلك الشرف العظيم .. وكيف ناله ورقة وآله بتلك السهولة ؟!
وأختم قصة زواج سيدنا محمد بطرفة قالها الحريري ص57: " ولكن، لابد لنا أن نسأل لا عن نبوة محمد ، بل عن نبوة خديجة .. ".
فالإله مصدر الوحي هو ورقة والنبي هي خديجة أما محمد فـ......
الحريري277: " وهنا تبرز خصوصاً تلك الشخصية الجبارة التي لعبت الدور الأول في هداية ورقة ".
علاقة ورقة بالوحي:
الحريري ص65: " لقد أراد القس أن يكون محمد خليفة له على عمله الروحي بين العرب ويحافظ على استمرارية النصرانية .. ".
وص194: " جل همنا أن نقدم الدليل للمرة الألف على أن القرآن العربي هو قراءة ميسرة للكتاب الأعجمي وعلى أن محمداً لم يكن ليعرف أية لغة أعجمية .. ".
تلك مهمة ورقة التي نجح بها كما قال الحريري ص205: " تحقق على يد القس والنبي فمرده إلى جمع الفرق والشيع والأحزاب النصرانية المنتشرة في مكة والحجاز آنذاك وجعلها دينا واحدا وأمة واحدة وما الإسلام في حقيقته وجوهره إلا دين التوحيد ".
وهنا نلاحظ التناقض الواضح الفاحش :
محمد نصراني ابن نصراني ابن نصراني ( الحداد291 ) فكيف يحتاج شخصاً كان عريقا في الوثنية ولم يتنصر إلا في سني حياته الأخيرة. فمن الأحق بتعليم الآخر والجدر بذلك ؟؟؟!!
لماذا احتاج محمد إلى ورقة لو كان محمد نصرانياً ابن نصراني ابن نصراني ؟؟
ورقة الذي حابا الوثنيين حتى لا يلاقي نفس مصير زميله الشجاع زيد بن عمرو الذي قتله عباد الأصنام وتركو ورقة ؟؟ لماذا تركو ورقة وقتلوا زيداً فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما علاقة ورقة العجوز الكبير في السن العاجز الأصم الأعمى ( الحريري ص62 ) بغار حراء ذلك الغار الذي يقع على قمة جبل النور ذلك الجبل الشاهق العالي الذي يعجز أشد الرجال وأقواهم عن صعوده إلا بشق النفس ؟؟
ثم لو كنت النصرانية عريقة في مكة فلماذا رحل ورقة وأصدقاؤه خارجها بحثاً عن الدين الحنيف ؟
يقول الحداد ص316: " فنحن مدينون بنبوءة محمد النبي العربي إلى زعماء النصرانية بمكة ".
هل اعترف الحداد بنبوة سيدنا محمد .... هل لذلك لفظته الكنيسة التي يتبعها ، ومنعت قراءة كتابه ؟
اللهم ثبت علينا العقل والدين
وفجأة أثناء وجودنا مع هذا الكم الكبير من زعماء النصرانية في مكة يفجر الحريري القنبلة ص34: " ولسنا نجد في مكة في أيام النبي محمد ، غير القس ورقة يلازم محمداً طوال أربع وأربعين سنة ".
لا يوجد نصارى في مكة أعلم من ورقة الذي عبد الأصنام 60 سنة ؟!
أما ملازمة محمد لورقة الذي كان يلبس طاقية الإخفاء فقد غابت عن أبي جهل وأبي سفيان ومعارضو محمد الذين احتاروا في أصل القرآن..
هل تتذكرون كم كلمة كتب الزميل الراعي عن ورقة وأثره في أصل القرآن ؟؟
وهيا بنا لنلتقي بعداس النينوي:
يقول الحريري ص59: " لم تتوان خديجة عن البحث والاستشارات لتهدئ من روع زوجها فقد كانت تذهب به إلى القس ورقة تارة وإلى عداس النينوي طوراً ثم كتبت خديجة إلى بحيرا تسأله عن جبريل ".
بزعمه: خديجة النصرانية لا تعرف جبريل.
ورقة قس مكة لا يعرف جبريل.
عداس لا يعرف جبريل.
خديجة لا تثق بورقة ولذلك بعثت برسالة إلى بحيرا.
أهملت خديجة كل الجالية النصرانية في مكة وبعثت برسالة إلى بحيرا.
وأختم مع هذا الخلط العجيب لعدة أمور ليس لها علاقة ببعضها:
يقول الحريري ص54: " حاولوا تجنب خطر ما أدركوا وما عرفوا . وما تجنبوه من مخاطر كان إثباتاً أخطر لما نبحث عنه . لقد حاولوا إثبات نبوة محمد فيما هم في الحقيقة يثبتون نبوة القس. والقس قدير على كل شيء في كل حال. أما الذين تعاونوا مع القس وسمعوا نداءه وذهلوا بتدابيره فأولهم وأهمهم زوج النبي وأبو طالب عمه وكفيله . وأبو بكر صديقه الحميم ، ووالد خديجة بعد رضاه ، وأخوها عمرو ، وغيرهم كثير. كلهم انصاعوا لتدابير الله على يد القس ووكيله في مكة واتُخِذوا فيما دبر. وبارك الراهب بحيرا والراهب عداس النينوي وسلمان الفارسي هذا التدبير ".
الله أكبر ولله الحمد
أسأل الله تعالى أن ييسر البحث القادم حول نصرانية مكة في عهد النبوة وتناقضهما في ذلك.
ذكر الحريري ص 37 أن أبا طالب (( ألح )) على سيدنا محمد أن يعمل عند خديجة رضي الله عنها .. ثم أعجبت السيدة خديجة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعرضت عليه الزواج.
ويبالغ في ذكر تأثير أبي طالب على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ص38 معبراً عنه بـ " المخطط الذي يتنفذ على يد أبي طالب وخديجة .. ولم تبخل علينا كتب السير والأخبار فيما كان عليه القس والعم والزوج. لقد كان لكل منهم دوره فيما دبّر الله على أيديهم ".
حسناً لقد طلب منا الرجوع إلى كتب السير والأخبار .. وله ما يريد حضرة المدرس الجامعي الصادق جداً..
جاء في السيرة الحلبية 1 / 226 : " أن خديجة رضي الله تعالى عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أذهب إلى عمك فقل له تعجل إلينا بالغداة فلما جاءها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له يا أبا طالب تدخل على عمي فكلمه يزوجني من ابن أخيك محمد بن عبد الله فقال أبو طالب يا خديجة لا تستهزئى فقالت هذا صنع الله فقام فذهب وجاء مع عشرة من قومه إلى عمها .. وخطب أبو طالب يومئذ فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضىء معد أي معدنه وعنصر مضر أي أصله وجعلنا حضنة بيته أي المتكفلين بشأنه وسواس حرمه أي القائمين بخدمته وجعله لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا حكام الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقد بذل لها من الصداق ما عاجله وآجله إثنتي عشرة أوقية ونشا أي وهو عشرون درهما والأوقية أربعون درهماً .... وعند ذلك قال عمها عمرو بن اسد هو الفحل لا يقدع كلاهما وأنكحها منه وقيل قائل ذلك ورقة بن نوفل اي فإنه بعد أن خطب أبو طالب بما تقدم خطب ورقة فقال الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا على معاشر قريش إني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله وذكر المهر فقال أبو طالب قد أحببت أن يشركك عمها فقال عمها اشهدوا على معاشر قريش أنى قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد وأولم عليها صلى الله عليه وسلم نحر جزورا ".
ها قد رجعنا يا حضرة الأب فقل لنا ما عندك ؟!
قال الأب الحريري ص38: " وعندما بلغت الساعة الحاسمة أرسلت خديجة إلى أعمامها فحضروا وأرسل محمد إلى أعمامه فحضروا ... وخطب ولي أمره أبو طالب وقال : ... وخطب القس ورقة ولي أمر خديجة وقال: الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضّلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها . وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم فاشهدوا عليّ يا معشر قريش. إني زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله . وفرح أبو طالب فرحاً شديداً وقال : الحمد لله ... وهو بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير ".
فلنقارن بين ما قاله القزي الصادق المصدَّق وبين ما جاء في السيرة :
1. ورد في السيرة أن أبا طالب قال لخديجة لما أخبرته بعزمها الزواج من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : " يا خديجة لا تستهزئي ". أي أنه لم يكن من ( المخططين ) لهذا الزواج .
2. ورد في السيرة قبل هذه الفقرة ذكر للوسطاء بين السيدة خديجة وسيدنا محمد لإقناعه بالزواج ومنهم نفيسة بنت منية وغلامها ميسرة وغيرهما ولم أجد في أي مرجع من مراجع السيرة ذكر للوسيط ورقة.
3. ادعاؤه بأن ورقة هو ولي أمر خديجة وهذا ما تنفيه كل كتب السيرة . كيف يكون ورقة ولي أمرها وعمها موجود ؟؟!!
4. والذي يؤكد ذلك أن أبا طالب رفض حديث ورقة ( الذي تكلم بصفته عضوا في الوفد ليس أكثر ) والدليل على استياء أبي طالب من حديث ورقة قوله بعد أن أنهى ورقة حديثه: " قد أحببت أن يشركك عمها " ولهذا لم يتم عقد الزواج إلى بعد موافقة عمها الصريحة.
5. اشتراط موافقة ولي أمر خديجة ( عمها ) والمهر دليل على أن الزواج لم يكن حسب شريعة النصارى.
6. لاحظوا النص الذي ذكره ( أرسلت خديجة إلى أعمامها فحضروا ) وورقة ليس من أعمامها بل لم يُذكر ( رغم حضوره مع الوفد ) لأن وجوده أقل أهمية من وجودهم..
7. ليس لورقة كل تلك القداسة والهالة والاحترام لدى قريش بل ولدى أقاربه وهذا مهم كما سيمر معنا قريباً.
8. أخفى الحريري بخبث شديد وأمانة علمية منقطعة النظير قول ورقة: " ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم "... بل حوّر الكلام بحيث يصبح الشرف والمكانة لورقة وأهله أسمى مما لبني هاشم كما هو متواتر في التاريخ .
9. كما حذف اعتراض أبي طالب على حديث ورقة.. فكيف دبرا أمر الزواج إذاً ؟؟ ولماذا حذفه ؟؟
10. وأخبث عبارة قالها الحريري كانت في نهاية الفقرة : " بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير " من أين جاء بكلمة ( الزواج ) ؟؟؟؟!!!!!!!!!
ظن المسكين الذي يجهل تعابير العربية أن ( بعد ) معناها ( الأمر التالي ) ولكن المعنى الصحيح هو ( فوق ) لأن أبا طالب كان يذكر ذلك أثناء افتخاره بنسبه وأخلاق محمد ... أي محمد فوق كل ذلك له كذا وكذا من الصفات..
ولاحظوا تلك الخباثة المنقطعة النظير : لقد جعل عبارة " بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير " في آخر خطبة أبي طالب مع انها كانت في وسطها.
ويمضي المسكين في خيالاته وأوهامه: " يلاحظ ثانية أن القس لم يكن حاضراً حفلة الزواج ومتقدما على الحاضرين وحسب بل كان محتفلا بالعقد ومكللا فهو الذي أبرم العقد وشهد عليه وأعلن على الحضور ما جرى هو المحتفل الأول بالعقد أو قل هو الكاهن الذي ربط باسم الله ما لا يحل إنسان بحسب تعاليم الإبيونيين كاهن نصراني يبارك الزواج فعلى أي دين يكون الزوجان إذن ".
أسئلة :
1. هل التكليل في بيت خديجة أم في الكنيسة ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
2. لماذا أصر أبو طالب أن يصدر الموافقة على الزواج من عم خديجة.
3. لا يوجد في كلام ورقة أي حرف يدل على النصرانية .. وأين اختفت عبارات التكليل المعروفة ؟؟
4. هل المهر والصداق المتقدم والمتأخر موجود عند النصارى ؟؟؟؟؟؟؟؟
5. هل سأل الكاهن المكلل الحاضرين : من له اعتراض على الزواج فليتكلم ، أو ليصمت إلى الأبد ؟؟
6. تلميح الحريري إلى أن الزواج كان نصرانياً . والدليل عدم زواج محمد على خديجة يتناقض مع ما ذكره وأخوه الحداد في مقدمة كتابيهما ـ في أن الإسلام مأخوذ عن الهراطقة ـ أن النصرانية بدعة لا تمانع تعدد الزوجات ؟؟؟؟
فكر الحريري وجمع قواه ثم نطق باثاً سموم حقده مستنتجا ما حاول التأسيس له من قواعد باطلة بأدلة واهية ظاناً أن كل الطير يؤكل لحمه . معتبراً أن ما يصدق على مصادر دينه لابد أن يصدق على مصادر الدين الحق ...
قال الحريري الصادق ص41 : " مهما كان جريئاً لا يخطر بباله وهو الخادم أن يتزوج من سيدته التي أشفقت عليه واستخدمته في تجارتها وقد كان قومها قد طلبوها للنكاح قبل ذلك ورفضت وذكروا لها الأموال فلم تقبل . لن يكون لمحمد ذلك لولا دافع دبَّر له المناسب . ومن يكون هذا الدافع غير القس ؟ فلولا ذاك القس لما كان ما كان ، ومتى أراد القس شيئاً كان ".
وهذا ذكرني بقوله ص54: " القس قدير على كل شيء في كل حال ".
الرد:
1. ناقض نفسه ( كعادتهم ) فقد ذكر هو بنفسه وساطة نفيسة لتقنع سيدنا محمد بالزواج من خديجة ومن بعث نفيسة سوى خديجة رضي الله عنها.
2. رفضت الزواج من قومها الأغنياء رفضا طبيعيا لأنها غنية ولا تريد المال. بل تريد الصدق والطهارة العفة ومكارم الأخلاق التي وجدتها في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
3. عبارته : وهو الخادم ، سيدته ... من قال أنه الخادم وهي السيدة ؟
بل كان وكيل أعمالها .. موظفاً مسؤولاً في شركتها ( بحسب تعابيرنا ) وهل كل الموظفين خدم ؟!
لاحظوا بالله عليكم عبارات الحقد والغيظ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وهل الثروة هي التي تحكم على الإنسان ؟؟
لو كان الحريري مسيحياً حقيقياً لآمن بأن المال ما هو إلا شيطان وما الثروة بمقياس يقاس به الشريف والوضيع إلا عند .......... !!!!!!!!!
ما هذا الكلام يا حريري ص61: " القس دبر ، والزوجة نفذت ، والعم عضد ، والنبي استسلم لإرادة الله. على هؤلاء قامت الدعوة الجديدة ".
وفي ص 39 يذكر الحريري المتناقض أن أبا خديجة رفض فقالت له : " أما تستحي ؟ تريد أن تسفه نفسك عند قريش ؟ فلم تزل به حتى رضي ".
لماذا لم تتوجه إلى الزعيم القس الذي يقول للشيء كن فيكون ؟؟!!
ولماذا لم تخبر أباها أن تلك إرادة ورقة سيدك وأبوك وقس كنيستك المطاع ؟
لاحظ معي يا زميلي الاضطراب الشديد عند من وصفهم الله تعالى في سورة الفاتحة بوصفهم الأليق بهم..
يقول ص40 بعد أن ذكر القصة المعروفة في محاولة رقية أخت القس ورقة الزواج بعبد الله بن عبد المطلب أو على الأقل الحمل منه بولد ولو سفاحاً حيث سحبت ثوبه تريد مضاجعته ولكنه أبى.. رغم عرضها المغري بذبائح سخية من الإبل.
" ونلاحظ .. كيفية زواج والد محمد المدعو عبد الله (؟) [ علامة السؤال من عنده ] .. وقد عرضت رقية أخت القس ورقة نفسها عليه .. إلا أنها لم توفق بالزواج من عبد الله ".
هذا هو ورقة الذي إذا أراد شيئاً كان ؟؟ ما هذا التناقض .
بل نفس ورقة كان قد خطب خديجة ولكنها لم توافق عليه كما هو معروف ومشتهر في كتب السيرة. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 14.
الحداد يؤكد سطوة ورقة وحظوته حيث عبّر عن هذا الزواج بأنه " زواج مصلحة مدروس " قام به " ورقة أقوى شخصية في مكة والحامي الأكبر للنصارى فيها والحجاز كلها ". ص288.
والله يا زملاء إني أخشى على أعصابكم لكن هذا ما قال به الأب الصادق المصدق حرفياً.
واقرأ في نفس الصفحة : " وهل كان قس مكة النصراني وسيدة قريش التي تأتمر بأمره يرضيان بهذا الزواج لو لم يكن مثلهما نصرانياً ".
خديجة التي رفضت الزواج بورقة تأتمر بأمره... خديجة النصرانية لم تعرف جبريل الذي نزل على سيدنا محمد.
لم تذكر لنا يا عزيزي أي أمر ائتمرت به خديجة من قبل ورقة ونفذته .. اذكر لنا أمراً واحداً.
وليثبت الحداد نصرانية سيدنا محمد ادعى أن الحاضنة بركة ( أم أيمن ) الحبشية مسيحية " فكان محمد طفلا في حضانة مسيحية " ص277.
لا أدري أين ذهب عقل الحداد وهو يكتب هذا الكلام ... هل من المعقول أن يسلم النصارى أبناءهم إلى المسيحيين الذين قتّلوهم وأجبروهم على الرحيل إلى صحراء العرب بدعوى أنهم هراطقة ؟؟!!
وأنه تعمد .. يقول ص322 في تفير قوله تعالى في سورة الضحى " ووجدك ضالاً فهدى " " هداية في الطفولة في بيئة نصرانية لا تكون إلا العماد النصراني ولا يستقيم غير ذلك ". وذكر أن حليمة أخذت سيدنا محمد إلى ورقة الذي عمده في غار حراء وعمره ست سنين.
وماذا قال الحريري . لقد قال ص40 أنه سافر إلى الشام وعمده بحيرا.
هل يوجد أحد من نصارى النادي تعمد مرتين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذه هي الأسس التي اعتمدوا عليه لإثبات نصرانية سيدنا محمد .
ألا تشفقون إخواني على هؤلاء الذي بحثوا واجتهدوا ليبحثوا في أصل الإسلام ولم يجدوا أقوى من تلك الأدلة.
أليست تلك شهادة للإسلام بأنه كاملُ !
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد بأن محمداً عبده ورسوله.
ويتابع درة الحداد درره ص335 " وحدهم النصارى من بني إسرائيل والمتنصرون معهم من العرب بزعامة ورقة بن نوفل وعبد المطلب الأول جد محمد الأعلى يقولون بإسلام القرآن لأنه إسلامهم ".
أليس استقسام عبد المطلب بالأزلام عدة مرات دليل شركه .. أم أن الحداد يوافق أن النصرانية شرك.
ومن هو عبد المطلب الأول والثاني وهل هناك أقنوم ثالث لعبد المطلب ؟؟!!!
هل تنازل بنو هاشم عن السقاية والرفادة وسدنة البيت الحرام لورقة ؟ من قال بذلك ؟
كم من مرة كانت تسيل دماء العرب لنول ذلك الشرف العظيم .. وكيف ناله ورقة وآله بتلك السهولة ؟!
وأختم قصة زواج سيدنا محمد بطرفة قالها الحريري ص57: " ولكن، لابد لنا أن نسأل لا عن نبوة محمد ، بل عن نبوة خديجة .. ".
فالإله مصدر الوحي هو ورقة والنبي هي خديجة أما محمد فـ......
الحريري277: " وهنا تبرز خصوصاً تلك الشخصية الجبارة التي لعبت الدور الأول في هداية ورقة ".
علاقة ورقة بالوحي:
الحريري ص65: " لقد أراد القس أن يكون محمد خليفة له على عمله الروحي بين العرب ويحافظ على استمرارية النصرانية .. ".
وص194: " جل همنا أن نقدم الدليل للمرة الألف على أن القرآن العربي هو قراءة ميسرة للكتاب الأعجمي وعلى أن محمداً لم يكن ليعرف أية لغة أعجمية .. ".
تلك مهمة ورقة التي نجح بها كما قال الحريري ص205: " تحقق على يد القس والنبي فمرده إلى جمع الفرق والشيع والأحزاب النصرانية المنتشرة في مكة والحجاز آنذاك وجعلها دينا واحدا وأمة واحدة وما الإسلام في حقيقته وجوهره إلا دين التوحيد ".
وهنا نلاحظ التناقض الواضح الفاحش :
محمد نصراني ابن نصراني ابن نصراني ( الحداد291 ) فكيف يحتاج شخصاً كان عريقا في الوثنية ولم يتنصر إلا في سني حياته الأخيرة. فمن الأحق بتعليم الآخر والجدر بذلك ؟؟؟!!
لماذا احتاج محمد إلى ورقة لو كان محمد نصرانياً ابن نصراني ابن نصراني ؟؟
ورقة الذي حابا الوثنيين حتى لا يلاقي نفس مصير زميله الشجاع زيد بن عمرو الذي قتله عباد الأصنام وتركو ورقة ؟؟ لماذا تركو ورقة وقتلوا زيداً فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما علاقة ورقة العجوز الكبير في السن العاجز الأصم الأعمى ( الحريري ص62 ) بغار حراء ذلك الغار الذي يقع على قمة جبل النور ذلك الجبل الشاهق العالي الذي يعجز أشد الرجال وأقواهم عن صعوده إلا بشق النفس ؟؟
ثم لو كنت النصرانية عريقة في مكة فلماذا رحل ورقة وأصدقاؤه خارجها بحثاً عن الدين الحنيف ؟
يقول الحداد ص316: " فنحن مدينون بنبوءة محمد النبي العربي إلى زعماء النصرانية بمكة ".
هل اعترف الحداد بنبوة سيدنا محمد .... هل لذلك لفظته الكنيسة التي يتبعها ، ومنعت قراءة كتابه ؟
اللهم ثبت علينا العقل والدين
وفجأة أثناء وجودنا مع هذا الكم الكبير من زعماء النصرانية في مكة يفجر الحريري القنبلة ص34: " ولسنا نجد في مكة في أيام النبي محمد ، غير القس ورقة يلازم محمداً طوال أربع وأربعين سنة ".
لا يوجد نصارى في مكة أعلم من ورقة الذي عبد الأصنام 60 سنة ؟!
أما ملازمة محمد لورقة الذي كان يلبس طاقية الإخفاء فقد غابت عن أبي جهل وأبي سفيان ومعارضو محمد الذين احتاروا في أصل القرآن..
هل تتذكرون كم كلمة كتب الزميل الراعي عن ورقة وأثره في أصل القرآن ؟؟
وهيا بنا لنلتقي بعداس النينوي:
يقول الحريري ص59: " لم تتوان خديجة عن البحث والاستشارات لتهدئ من روع زوجها فقد كانت تذهب به إلى القس ورقة تارة وإلى عداس النينوي طوراً ثم كتبت خديجة إلى بحيرا تسأله عن جبريل ".
بزعمه: خديجة النصرانية لا تعرف جبريل.
ورقة قس مكة لا يعرف جبريل.
عداس لا يعرف جبريل.
خديجة لا تثق بورقة ولذلك بعثت برسالة إلى بحيرا.
أهملت خديجة كل الجالية النصرانية في مكة وبعثت برسالة إلى بحيرا.
وأختم مع هذا الخلط العجيب لعدة أمور ليس لها علاقة ببعضها:
يقول الحريري ص54: " حاولوا تجنب خطر ما أدركوا وما عرفوا . وما تجنبوه من مخاطر كان إثباتاً أخطر لما نبحث عنه . لقد حاولوا إثبات نبوة محمد فيما هم في الحقيقة يثبتون نبوة القس. والقس قدير على كل شيء في كل حال. أما الذين تعاونوا مع القس وسمعوا نداءه وذهلوا بتدابيره فأولهم وأهمهم زوج النبي وأبو طالب عمه وكفيله . وأبو بكر صديقه الحميم ، ووالد خديجة بعد رضاه ، وأخوها عمرو ، وغيرهم كثير. كلهم انصاعوا لتدابير الله على يد القس ووكيله في مكة واتُخِذوا فيما دبر. وبارك الراهب بحيرا والراهب عداس النينوي وسلمان الفارسي هذا التدبير ".
الله أكبر ولله الحمد
أسأل الله تعالى أن ييسر البحث القادم حول نصرانية مكة في عهد النبوة وتناقضهما في ذلك.
المصدر ملتقى اهل التفسير