الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد :
ففي زمن طغت فيه الماديات والشهوات ، واختلت فيه الموازين والقيم ، وأصبح فيه قسماً مهماً من أقسام العلوم والأخلاق كالأدب مجرد ( موضة ) أكثر من كونه وسيلة هامة وفعالة لتحقيق أهداف سامية وعظيمة ..
في زمن مثل هذا .. أصبحنا في أمس الحاجة لتأصيل الأدب ، والعودة به إلى نبعه الصافي الأصيل المتفق مع والمنضبط بـ ( ديننا وعقيدتنا وقيمنا وأخلاقنا وتراثنا ) .. بعيداً عن ترهات المبطلين وفلسفات المتحذلقين وأباطيل المرجفين الذين لا يريدون الخير أبداً بنا ولا بمجتمعاتنا ..
يقول الشيخ جمال الدين القاسمي في كتابه القيم جوامع الآداب : ( والأدب ممدوح بكل لسان ، ومتزين به في كل مكان ، وباق ٍذكره مدى الأزمان ، وكلُ من أعار الوجودَ نظره البصير ، علم أن حاجة المرء إلى تأديب نفسه من أهم الواجبات ، وإذا كان الرجال بالأعمال فإن الأعمال هي آثار الآداب والأخلاق والصفا ، وقد قيل : " من قعد به حسبه ، نهض به أدبه " ) ، ويقول شيخ الإسلام ابن القيم في كتابه القيم مدارج السالكين : ( أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه ، وقـلة أدبه عنوان شقاوته وبواره ، فما استُجلب خير الدنيا والأخرة بمثل الأدب ، ولا استُجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب ) ، وسمع رجلُ مالكاً يقول لفتى من قريش : ( يا ابن أخي ، تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم ) ، وقال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ : ( كانت أمي تُعممُنُّي وتقول لي : اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه ) ، وروي عن عبد الله بن المبارك أنه قال : ( طلبت العلم فأصبت فيه شيئاً ، وطلبت الأدب فإذا أهله قد ماتوا ) ، ومثل هذه الآثار الكثير ..
وكأي باب من أبواب العلم المختلفة تبقى الوسطية بين الغلو والتقصير وبين الإفراط والتفريط ، تبقى الوسطية هي العلاج الرئيس إن لم يكن الوحيد الناجح والناجع للعودة بالأدب إلى أصالته وعراقته وإلى نبعه الصافي المستند إلى قيمنا وأخلاقنا العربية الأصيلة والتي هي مستمدة بالأصل من كتاب ربنا ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ..
وها نحن اليوم نبدأ معكم أحبتنا سلسلة من الدراسات المنهجية الهادفة متمثلين وممتثلين لقول النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) .. رواه البيهقي وصححه الشيخ الألباني ..
آملاً من الجميع أن تكون سلسلتنا المنهجية هذه نبراساً لنا نستضئ بها ونسترشد بها في مسيرتنا المباركة في قسم كلية الآداب .. نحو أدب إسلامي راشد وملتزم ..
والله الموفق ، وهو الهادي إلى سواء السبيل !!..
والآن سوف نستعرض سوياً أول كتاب في دراستنا المنهجية الهادفة :-
وبعد :
ففي زمن طغت فيه الماديات والشهوات ، واختلت فيه الموازين والقيم ، وأصبح فيه قسماً مهماً من أقسام العلوم والأخلاق كالأدب مجرد ( موضة ) أكثر من كونه وسيلة هامة وفعالة لتحقيق أهداف سامية وعظيمة ..
في زمن مثل هذا .. أصبحنا في أمس الحاجة لتأصيل الأدب ، والعودة به إلى نبعه الصافي الأصيل المتفق مع والمنضبط بـ ( ديننا وعقيدتنا وقيمنا وأخلاقنا وتراثنا ) .. بعيداً عن ترهات المبطلين وفلسفات المتحذلقين وأباطيل المرجفين الذين لا يريدون الخير أبداً بنا ولا بمجتمعاتنا ..
يقول الشيخ جمال الدين القاسمي في كتابه القيم جوامع الآداب : ( والأدب ممدوح بكل لسان ، ومتزين به في كل مكان ، وباق ٍذكره مدى الأزمان ، وكلُ من أعار الوجودَ نظره البصير ، علم أن حاجة المرء إلى تأديب نفسه من أهم الواجبات ، وإذا كان الرجال بالأعمال فإن الأعمال هي آثار الآداب والأخلاق والصفا ، وقد قيل : " من قعد به حسبه ، نهض به أدبه " ) ، ويقول شيخ الإسلام ابن القيم في كتابه القيم مدارج السالكين : ( أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه ، وقـلة أدبه عنوان شقاوته وبواره ، فما استُجلب خير الدنيا والأخرة بمثل الأدب ، ولا استُجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب ) ، وسمع رجلُ مالكاً يقول لفتى من قريش : ( يا ابن أخي ، تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم ) ، وقال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ : ( كانت أمي تُعممُنُّي وتقول لي : اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه ) ، وروي عن عبد الله بن المبارك أنه قال : ( طلبت العلم فأصبت فيه شيئاً ، وطلبت الأدب فإذا أهله قد ماتوا ) ، ومثل هذه الآثار الكثير ..
وكأي باب من أبواب العلم المختلفة تبقى الوسطية بين الغلو والتقصير وبين الإفراط والتفريط ، تبقى الوسطية هي العلاج الرئيس إن لم يكن الوحيد الناجح والناجع للعودة بالأدب إلى أصالته وعراقته وإلى نبعه الصافي المستند إلى قيمنا وأخلاقنا العربية الأصيلة والتي هي مستمدة بالأصل من كتاب ربنا ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ..
وها نحن اليوم نبدأ معكم أحبتنا سلسلة من الدراسات المنهجية الهادفة متمثلين وممتثلين لقول النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) .. رواه البيهقي وصححه الشيخ الألباني ..
آملاً من الجميع أن تكون سلسلتنا المنهجية هذه نبراساً لنا نستضئ بها ونسترشد بها في مسيرتنا المباركة في قسم كلية الآداب .. نحو أدب إسلامي راشد وملتزم ..
والله الموفق ، وهو الهادي إلى سواء السبيل !!..
أبوقصيّ ،،،
( مدخل إلى الأدب الإسلامي ) دراسة منهجية هادفة (1) ..
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن التصور البشري للحضارة يرتبط بعديد من العناصر التي لا بد من تآلفها وتفاعلها لكي ينبثق عنها ذلك الشيء الروحي والمادي وأعني به الحضارة ، ومن أهم عناصرها العقيدة والعلم والتشريع والسلوك الراقي والفنون والآداب ، وقيم الخير والحق والجمال والحرية وغيرها ، ولقد سادت حضارات في التاريخ على اختلاف مراحله ، ثم بادت ، ولقد كان عطاء هذه الحضارات متفاوتاً .. وكانت إحداها تركز على عنصر من العناصر أو جانب من الجوانب أكثر من غيره ، بعضها بالجانب المادي أكثر من الجانب الروحي ، وبعضها الآخر أعطى النواحي الروحية العناية الأكبر ، بصرف النظر عما شاب هذا الجانب أو ذاك من تصورات خاطئة أو مبتورة أو مشوهة ، ولعل تلك السلبيات هي التي شكلت بذور الفناء والتلاشي في الحضارة ..
الحضارة إذن في صميمها ترمز إلى القوة الفعالة في صنع التكامل البشري ، والرخاء والسعادة والتقدم لبني الإنسان ، ومن ثم كانت لهذه الحضارات الغلبة والمنعة وتحقق النفوذ والسيطرة ، مما جعلها مثلاً يحتذى ..
ونحن في واقع الأمر ( برغم اندثار هذه الحضارات القديمة ) نجد لها صدى في الفكر المعاصر ، وفي أصول المدنية الحديثة ، سواء خفت هذا الصدى أو ارتفعت نبرته ، فشد إليه الأسماع ..
وتقف الحضارة الإسلامية فريدة في طابعها وتأثيرها ومنابعها ، ونحن لا نبالغ أو نلقي القول على عواهنه ، إذا قررنا أن الحضارة الإسلامية لا تموت ، لأن خلودها مرتبط بالروح التي تسري في أنسجتها وخلاياها وشرايينها ألا وهي روح القرآن كلمة الله الخالدة ، وإذا كانت الحضارة الإسلامية تخضع في بعض الفترات التاريخية لعوامل الضعف والوهن والكمون ، فإن ذلك لا يعني فناءها أو انتهاء دورها الخالد ، والحقيقة المؤكدة أنها ( فاعلة ) دائماً ، ومؤثرة في كل زمان ومكان ، وحينما ذكر المفكر عباس العقاد رحمه الله أن في الإسلام قوة غالبة وقوة صامدة ، فقد كان يعني بالقوة الصامدة تلك القوة السحرية التي تعمل عملها في زمن الضعف والوهن في الأمة الإسلامية ، وضرب مثلاً لذلك الصمود استمرار انتشار الإسلام ، وقيام أكبر دولتين إسلاميتين في تلك الفترة وهما أندونيسيا وباكستان ..
ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الأدب كان عنصراً من عناصر هذه الحضارة الإسلامية المتوازنة الخالدة ، التي تمتد أسبابها إلى السماء ، وفق تصورات واضحة صحيحية ، ولم يكن من باب المصادفة أن يكون فقهاء الإسلام وفلاسفته وعلماؤه وقواده من أكثر الناس اهمتاماً وممارسة لفن الأدب شعراً ونثراً ، نرى ذلك واضحاً عند ابن سينا والشافعي وابن المقفع والجاحظ وغيرهم من أعلام الفكر المسلمين عرباً وعجماً ، قديماً وحديثاً ..
ولم يشغل الأقدمون أنفسهم كثيراً بفلسفة الأدب وتعريفه ومفهومه ، ولقد حفل نخبة ضئيلة منهم بوضع بعض التعريفات الموجزة للأدب وخاصة الشعر ، ومن العجيب أن هذه النظرات ( ولا أقول التعريفات ) ضمت بصفة عامة ما جال وصال فيه النقاد ومؤرخو الأدب المحدثين ، ولقد وجدنا فئة منهم تهتم بنفعية الأدب أكثر من اهتمامها بمؤثراته الأخرى ، بينما نجد فئة ثانية تركز أساساً على النواحي الجمالية والتأثيرية ، في حين أن فئة ثالثة جمعت بين المنفعة والجمالية ، وهي المدرسة الوسط التي كانت لها الغلبة في الأدب العربي القديم ، وسواء أسادت هذه الموجة أم تلك ، فإن حركات التجديد لم تتوقف ، ولقد تناولت حركات التجديد الأسلوب ، فنجد كاتباً كالجاحظ يتخذ لنفسه منهجاً وسمتاً معيناً في كتاباته المميزة الفريدة ، وفي موضوعاته المبتكرة ، التي فتحت آفاقاً جديدة في تصوير النماذج والنفسيات الإنسانية ، وأبرزت عدداً من الشخصيات النمطية الباقية أبد الدهر كالبخلاء وغيرهم ، كما تناولت حركات التجديد مطالع القصائد ، والصور البلاغية التي أصبحت متنوعة بتنوع الشخصيات والبيئات والأمصار ، وتناول التجديد أيضاً الموضوعات ، خاصة بعد الصراعات السياسية والمذهبية والمدارس الفكرية التي امتدت أصولها إلى الفقه والأحكام ووجهة النظر السياسية ، وبعد التأثيرات المتنوعة لقيم الإسلام ومبادئه ، ظهر شعر الزهد والحب العذري ، وفي فترات أخرى شعر اللهو والمجون المنحرف ، الذي كان استجابة لتغيرات جذرية فاسدة تتعلق بالعواطف والعلاقات الإنسانية ، وتناول التجديد أيضاً شكل القصيدة بصفة عامة ، فظهرت المقطوعات والتواشيح والرباعيات وغيرها مما نوع في القافية ، واحتفظ بالوزن ، كما دخلت إلى اللغة ألفاظ جديدة واشتقاقات مبتكرة ، رفضها بعضهم وقبلها بعضهم الآخر ..
وعلى الرغم من حدوث اضطرابات في القيم والمفاهيم العامة إلاّ أن النغمة الإسلامية لم تخفت أبداً ، كان هناك دائماً أدباء أوفياء يحرسون التوجه الإسلامي عبر الفنون والآداب ، لا يقعدهم عن ذلك شطط عابث ، أو غواية متحلل فاسد أخضع الكلمة للهوه وشهواته ومجونه ، ولم يكن ( فن المديح كله تأليهاً وتنزيهاً لأمراء وحكام وقادة ، بل حفل هذا الفن بالكثير من التغني بقيم الحضارة الإسلامية ومجدها ، وبعظمة الرجال الأبرار الذين استطاعوا أن يملأوا الأرض عدلاً ورفاهية وسعادة ) ..
والأدب الإسلامي في تصورنا عنصر من عناصر الحضارة الإسلامية لا شك فيه ، ولسان من ألسنة الدعوة الإسلامية التي تحرص أول ما تحرص على القدوة والمثل ، وتهتم بالفعل دون أن تهدر قيمة القول ، وقد يختلف بعضهم ( وهم معنا ) في هذا التصور ، وردنا على ذلك بسيط غاية البساطة ، ألا وهو أن المعجزة الكبرى في الإسلام هي القرآن .. الكلمة المنزلة من عند الله ، في إطار من الصدق والجمال والإعجاز ، كما أن الدعوة إلى الله بنص القرآن الكريم بالحكمة والموعظة الحسنة ، قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ( 125 : النحل ) ..
وقد تبدو عملية ( التنظير ) للأدب الإسلامي ميسورة وسهلة لأول وهلة ، وإنها لكذلك بالفعل إذا انصب التنظير على ( مضمون ) الأدب أو منبعه الفكري ، لكن الأمر سوف تكتنفه الصعوبة إذا ما نظرنا إلى الشكل أو الصور الجمالية لأي فن من فنون الأدب ..التنظير للأدب الإسلامي لا يثير كثير جدل في ناحية المضمون ، لكن الأشكال الفنية التي لا تكاد تستقر على حال ، والتي تختلف فيها الأذواق والأفهام والمناهج الفلسفية هي المشكلة ، بل أكاد أقول هي العقبة التي تعترض طريق الباحثين عن نظرية سوية مقنعة للأدب الإسلامي ..
ويجب ألا يتبادر إلى الأذهان أن ذلك أمر موقع في اليأس أو محبط للعزيمة ، فالخلاف حول الصورة الفنية خلاف أبدي حتى بين أبناء المدرسة الأدبية الواحدة ، فضلاً عن أنه من الصعب ، بل يكاد يكون من المستحيل تحديد أبعاد صورة أدبية واحدة لفن من فنون الأدب ، فالقصة يتناولها كل كاتب بأسلوبه وطريقته الخاصة ، ولو كان الأسلوب أو الطريقة واحدة لاانهدم جانب أساسي من عملية الإبداع ، المقلدون وحدهم هم الذين يدورون في إطار الصورة المحددة ، وحتى هؤلاء قد يتجاوزون ( قليلاً أو كثيراً ) الحدود المرسومة ، أما خصوصية الكاتب المبدع وتميزه فتجعله ينجز عملاً فنياً مرتبطاً بفكره وذوقه وإمكاناته الخاصة ، وقد نتصفح عدداً من دواوين الشعراء العموديين مثلاً ، فنجدهم يكتبون وفق قواعد عامة متفق عليها ، لكننا نجد شوقي غير حافظ غير البارودي غير محمد الأسمر غير الجوهري غير الزهاوي أو العقاد وهكذا ، والشيء نفسه بالنسبة لمن يسمون بأعلام الشعر الحديث والشعر الحر ، وإذا انتقلنا إلى المسرح أو القصة القصيرة تواجهنا الحقيقة نفسها التي لا يمكن الهروب منها ..
ماذا يعني ذلك كله ؟؟..
إنه يعني أن قضية الشكل الفني أو الصورة الفنية مفتوحة .. وحينما أقول مفتوحة ، لا أعني أنها فوضى ، يتخبط فيها كل من هب ودب ، فهناك أساسيات تتعلق بالقواعد ، قواعد اللغة ، وباستقامة التعبير ، وبالموسيقى في الشعر ، وبالحديث في القصة والمسرحية ، وبالجماليات الأدبية الأخرى من رموز وإيحاء وإشعاع ، وبأمور تخصصية أخرى في شتى ألوان الأدب ، وهذه بدورها ليست قواعد جامدة ، ولكنها خاضعة للمواهب الإبداعية القادرة على الإضافة والتعديل والإبتكار ..
الشكل الفني مشكلة في مجال وضع النظرية ، لكنها مشكلة ذات طبيعة خاصة ، ويمكن فهمها في إطار التجربة الطويلة ، والتنوع الواسع ، وفي إطار المنطق والمقبول أو المعقول وعلى الأدباء الإسلاميين ألا ينزعجوا من مناقشة هذه المشكلة أو يتهربوا منها ، ولنقرر في صلب نظرية الأدب الإسلامي أن الشكل الفني ميراث وتراث ، وأنه بطبيعته متغير ومتنوع ، وأن مجال العمل فيه يلتصق بإبداع المبدعين أكثر من التصاقه بآراء المؤرخين والنقاد وهو قضية قبول بين المبدع والملتقي بالدرجة الأولى ، والناقد مجرد وسيط وجهة نظر قد تصدق وقد يجانبها الصواب ، ولا شك أن حرص الإسلاميين على المضمون الفكري واطمئنانهم له ، سوف يجعلهم أكثر ثقة في ارتياد التجارب الإبداعية الجديدة في كل لون من ألوان الأدب شعراً ونثراً ، ينطلق الأديب الإسلامي في مجال الصور الفنية دون خوف أو عقد ، ويدرك يقيناً معنى الحرية الصحيحة في الإبداع تحت الفكر السليم وقد يكون لبعضهم تحفظات على هذا المنطلق ، وربما يبدون وجهات نظر بصدده .. لا بأس !! لكن القضية ليست قضية حوار وجدل بالدرجة الأولى ، لكنها في حقيقتها ممارسة وإنتاج وإبداع ، وعبر التجارب الشجاعة نستطيع أن نتبين وجه الصدق ، ونضع أيدينا على كل ما هو إيجابي ونافع ومؤثر ، فلا جدوى من أن نملأ الدنيا ضجيجاً وجدلاً صاخباً ، دون أن نقدم النماذج الأدبية التي تعبر بصدق وجمال عن نظرية الأدب الإسلامي ..
ويتضح لنا مما سبق أن للأدب الإسلامي جانباً خاصاً وآخر عاماً :
الجانب الخاص هو جانب فكري يرتبط بالإسلام عقيدة وفكراً وتصوراً وعاطفة ، والجانب العام تمتد جذوره إلى الإبداع العربي القديم وإلى التراث العالمي المشترك الذي ساهم فيه كل شعب بنصيب ، وخاصة فيما يتعلق بالأشكال الفنية التي أصبحت في عصرنا ملكاً للجميع ، ولا تحجزها نزوات التعصب العرقية أو الدينية أو السياسية أو المذهبية أو الجغرافية ، ولقد ضرب أسلافنا الإسلاميون العظام أروع المثل حينما لم يحجموا عن قراءة تراث الحضارات القديمة ، وسهروا على النظر فيه وترجمته ونقده والرد عليه سواء أكان إغريقياً أم هندياً أم فارسياً .. فنحن ( قديماً وحديثاً ) جزء من هذا العالم الكبير من حولنا ، أعطيناه الكثير ، وتبادلنا معه الخبرات والثقافات ، وهذه سمة رائعة من سمات الحضارة الإسلامية الخالدة ، التي تغذت بلبان الإسلام ، وترجمت بصدق عن فكره وروحه ..
ويستطيع القارىء المدقق المنصف أن يعرف ( إزاء ما سبق ) لماذا سميت هذا الكتاب باسم (مدخل إلى الأدب الإسلامي ) ، حيث أبرزت الأسس الفكرية لهذا التوجه الإسلامي ، وحاولت أن أتناول أهم القضايا والمشاكل التي كانت تطرح في الندوات العالمية التي عقدت بخصوص ( الأدب الإسلامي ) ، والتي كانت تثور في أروقة بعض الجامعات ، وعلى صفحات بعض المجلات المتخصصة والصحف ، وفي الندوات النقدية المختلفة ..
لقد شغلني موضوع الأدب الإسلامي في فترة مبكرة من العمر ، ودفعني الحماس إلى كتابة عدد من المقالات في الصحف العربية تتصل بهذه الناحية ، وكانت قراءاتي للشاعر الفيلسوف محمد إقبال بداية اهتمامي الأساسي ، وكثيراً ما رددت من شعره حول هذا الموضوع ، شبه فيها فنون المشرق بزيف السامري ( وهو من قوم موسى ) حينما صنع لبني إسرائيل عجلاً من ذهب له خوار ، كانت هذه الأبيات تقول :
الحضارة إذن في صميمها ترمز إلى القوة الفعالة في صنع التكامل البشري ، والرخاء والسعادة والتقدم لبني الإنسان ، ومن ثم كانت لهذه الحضارات الغلبة والمنعة وتحقق النفوذ والسيطرة ، مما جعلها مثلاً يحتذى ..
ونحن في واقع الأمر ( برغم اندثار هذه الحضارات القديمة ) نجد لها صدى في الفكر المعاصر ، وفي أصول المدنية الحديثة ، سواء خفت هذا الصدى أو ارتفعت نبرته ، فشد إليه الأسماع ..
وتقف الحضارة الإسلامية فريدة في طابعها وتأثيرها ومنابعها ، ونحن لا نبالغ أو نلقي القول على عواهنه ، إذا قررنا أن الحضارة الإسلامية لا تموت ، لأن خلودها مرتبط بالروح التي تسري في أنسجتها وخلاياها وشرايينها ألا وهي روح القرآن كلمة الله الخالدة ، وإذا كانت الحضارة الإسلامية تخضع في بعض الفترات التاريخية لعوامل الضعف والوهن والكمون ، فإن ذلك لا يعني فناءها أو انتهاء دورها الخالد ، والحقيقة المؤكدة أنها ( فاعلة ) دائماً ، ومؤثرة في كل زمان ومكان ، وحينما ذكر المفكر عباس العقاد رحمه الله أن في الإسلام قوة غالبة وقوة صامدة ، فقد كان يعني بالقوة الصامدة تلك القوة السحرية التي تعمل عملها في زمن الضعف والوهن في الأمة الإسلامية ، وضرب مثلاً لذلك الصمود استمرار انتشار الإسلام ، وقيام أكبر دولتين إسلاميتين في تلك الفترة وهما أندونيسيا وباكستان ..
ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الأدب كان عنصراً من عناصر هذه الحضارة الإسلامية المتوازنة الخالدة ، التي تمتد أسبابها إلى السماء ، وفق تصورات واضحة صحيحية ، ولم يكن من باب المصادفة أن يكون فقهاء الإسلام وفلاسفته وعلماؤه وقواده من أكثر الناس اهمتاماً وممارسة لفن الأدب شعراً ونثراً ، نرى ذلك واضحاً عند ابن سينا والشافعي وابن المقفع والجاحظ وغيرهم من أعلام الفكر المسلمين عرباً وعجماً ، قديماً وحديثاً ..
ولم يشغل الأقدمون أنفسهم كثيراً بفلسفة الأدب وتعريفه ومفهومه ، ولقد حفل نخبة ضئيلة منهم بوضع بعض التعريفات الموجزة للأدب وخاصة الشعر ، ومن العجيب أن هذه النظرات ( ولا أقول التعريفات ) ضمت بصفة عامة ما جال وصال فيه النقاد ومؤرخو الأدب المحدثين ، ولقد وجدنا فئة منهم تهتم بنفعية الأدب أكثر من اهتمامها بمؤثراته الأخرى ، بينما نجد فئة ثانية تركز أساساً على النواحي الجمالية والتأثيرية ، في حين أن فئة ثالثة جمعت بين المنفعة والجمالية ، وهي المدرسة الوسط التي كانت لها الغلبة في الأدب العربي القديم ، وسواء أسادت هذه الموجة أم تلك ، فإن حركات التجديد لم تتوقف ، ولقد تناولت حركات التجديد الأسلوب ، فنجد كاتباً كالجاحظ يتخذ لنفسه منهجاً وسمتاً معيناً في كتاباته المميزة الفريدة ، وفي موضوعاته المبتكرة ، التي فتحت آفاقاً جديدة في تصوير النماذج والنفسيات الإنسانية ، وأبرزت عدداً من الشخصيات النمطية الباقية أبد الدهر كالبخلاء وغيرهم ، كما تناولت حركات التجديد مطالع القصائد ، والصور البلاغية التي أصبحت متنوعة بتنوع الشخصيات والبيئات والأمصار ، وتناول التجديد أيضاً الموضوعات ، خاصة بعد الصراعات السياسية والمذهبية والمدارس الفكرية التي امتدت أصولها إلى الفقه والأحكام ووجهة النظر السياسية ، وبعد التأثيرات المتنوعة لقيم الإسلام ومبادئه ، ظهر شعر الزهد والحب العذري ، وفي فترات أخرى شعر اللهو والمجون المنحرف ، الذي كان استجابة لتغيرات جذرية فاسدة تتعلق بالعواطف والعلاقات الإنسانية ، وتناول التجديد أيضاً شكل القصيدة بصفة عامة ، فظهرت المقطوعات والتواشيح والرباعيات وغيرها مما نوع في القافية ، واحتفظ بالوزن ، كما دخلت إلى اللغة ألفاظ جديدة واشتقاقات مبتكرة ، رفضها بعضهم وقبلها بعضهم الآخر ..
وعلى الرغم من حدوث اضطرابات في القيم والمفاهيم العامة إلاّ أن النغمة الإسلامية لم تخفت أبداً ، كان هناك دائماً أدباء أوفياء يحرسون التوجه الإسلامي عبر الفنون والآداب ، لا يقعدهم عن ذلك شطط عابث ، أو غواية متحلل فاسد أخضع الكلمة للهوه وشهواته ومجونه ، ولم يكن ( فن المديح كله تأليهاً وتنزيهاً لأمراء وحكام وقادة ، بل حفل هذا الفن بالكثير من التغني بقيم الحضارة الإسلامية ومجدها ، وبعظمة الرجال الأبرار الذين استطاعوا أن يملأوا الأرض عدلاً ورفاهية وسعادة ) ..
والأدب الإسلامي في تصورنا عنصر من عناصر الحضارة الإسلامية لا شك فيه ، ولسان من ألسنة الدعوة الإسلامية التي تحرص أول ما تحرص على القدوة والمثل ، وتهتم بالفعل دون أن تهدر قيمة القول ، وقد يختلف بعضهم ( وهم معنا ) في هذا التصور ، وردنا على ذلك بسيط غاية البساطة ، ألا وهو أن المعجزة الكبرى في الإسلام هي القرآن .. الكلمة المنزلة من عند الله ، في إطار من الصدق والجمال والإعجاز ، كما أن الدعوة إلى الله بنص القرآن الكريم بالحكمة والموعظة الحسنة ، قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ( 125 : النحل ) ..
وقد تبدو عملية ( التنظير ) للأدب الإسلامي ميسورة وسهلة لأول وهلة ، وإنها لكذلك بالفعل إذا انصب التنظير على ( مضمون ) الأدب أو منبعه الفكري ، لكن الأمر سوف تكتنفه الصعوبة إذا ما نظرنا إلى الشكل أو الصور الجمالية لأي فن من فنون الأدب ..التنظير للأدب الإسلامي لا يثير كثير جدل في ناحية المضمون ، لكن الأشكال الفنية التي لا تكاد تستقر على حال ، والتي تختلف فيها الأذواق والأفهام والمناهج الفلسفية هي المشكلة ، بل أكاد أقول هي العقبة التي تعترض طريق الباحثين عن نظرية سوية مقنعة للأدب الإسلامي ..
ويجب ألا يتبادر إلى الأذهان أن ذلك أمر موقع في اليأس أو محبط للعزيمة ، فالخلاف حول الصورة الفنية خلاف أبدي حتى بين أبناء المدرسة الأدبية الواحدة ، فضلاً عن أنه من الصعب ، بل يكاد يكون من المستحيل تحديد أبعاد صورة أدبية واحدة لفن من فنون الأدب ، فالقصة يتناولها كل كاتب بأسلوبه وطريقته الخاصة ، ولو كان الأسلوب أو الطريقة واحدة لاانهدم جانب أساسي من عملية الإبداع ، المقلدون وحدهم هم الذين يدورون في إطار الصورة المحددة ، وحتى هؤلاء قد يتجاوزون ( قليلاً أو كثيراً ) الحدود المرسومة ، أما خصوصية الكاتب المبدع وتميزه فتجعله ينجز عملاً فنياً مرتبطاً بفكره وذوقه وإمكاناته الخاصة ، وقد نتصفح عدداً من دواوين الشعراء العموديين مثلاً ، فنجدهم يكتبون وفق قواعد عامة متفق عليها ، لكننا نجد شوقي غير حافظ غير البارودي غير محمد الأسمر غير الجوهري غير الزهاوي أو العقاد وهكذا ، والشيء نفسه بالنسبة لمن يسمون بأعلام الشعر الحديث والشعر الحر ، وإذا انتقلنا إلى المسرح أو القصة القصيرة تواجهنا الحقيقة نفسها التي لا يمكن الهروب منها ..
ماذا يعني ذلك كله ؟؟..
إنه يعني أن قضية الشكل الفني أو الصورة الفنية مفتوحة .. وحينما أقول مفتوحة ، لا أعني أنها فوضى ، يتخبط فيها كل من هب ودب ، فهناك أساسيات تتعلق بالقواعد ، قواعد اللغة ، وباستقامة التعبير ، وبالموسيقى في الشعر ، وبالحديث في القصة والمسرحية ، وبالجماليات الأدبية الأخرى من رموز وإيحاء وإشعاع ، وبأمور تخصصية أخرى في شتى ألوان الأدب ، وهذه بدورها ليست قواعد جامدة ، ولكنها خاضعة للمواهب الإبداعية القادرة على الإضافة والتعديل والإبتكار ..
الشكل الفني مشكلة في مجال وضع النظرية ، لكنها مشكلة ذات طبيعة خاصة ، ويمكن فهمها في إطار التجربة الطويلة ، والتنوع الواسع ، وفي إطار المنطق والمقبول أو المعقول وعلى الأدباء الإسلاميين ألا ينزعجوا من مناقشة هذه المشكلة أو يتهربوا منها ، ولنقرر في صلب نظرية الأدب الإسلامي أن الشكل الفني ميراث وتراث ، وأنه بطبيعته متغير ومتنوع ، وأن مجال العمل فيه يلتصق بإبداع المبدعين أكثر من التصاقه بآراء المؤرخين والنقاد وهو قضية قبول بين المبدع والملتقي بالدرجة الأولى ، والناقد مجرد وسيط وجهة نظر قد تصدق وقد يجانبها الصواب ، ولا شك أن حرص الإسلاميين على المضمون الفكري واطمئنانهم له ، سوف يجعلهم أكثر ثقة في ارتياد التجارب الإبداعية الجديدة في كل لون من ألوان الأدب شعراً ونثراً ، ينطلق الأديب الإسلامي في مجال الصور الفنية دون خوف أو عقد ، ويدرك يقيناً معنى الحرية الصحيحة في الإبداع تحت الفكر السليم وقد يكون لبعضهم تحفظات على هذا المنطلق ، وربما يبدون وجهات نظر بصدده .. لا بأس !! لكن القضية ليست قضية حوار وجدل بالدرجة الأولى ، لكنها في حقيقتها ممارسة وإنتاج وإبداع ، وعبر التجارب الشجاعة نستطيع أن نتبين وجه الصدق ، ونضع أيدينا على كل ما هو إيجابي ونافع ومؤثر ، فلا جدوى من أن نملأ الدنيا ضجيجاً وجدلاً صاخباً ، دون أن نقدم النماذج الأدبية التي تعبر بصدق وجمال عن نظرية الأدب الإسلامي ..
ويتضح لنا مما سبق أن للأدب الإسلامي جانباً خاصاً وآخر عاماً :
الجانب الخاص هو جانب فكري يرتبط بالإسلام عقيدة وفكراً وتصوراً وعاطفة ، والجانب العام تمتد جذوره إلى الإبداع العربي القديم وإلى التراث العالمي المشترك الذي ساهم فيه كل شعب بنصيب ، وخاصة فيما يتعلق بالأشكال الفنية التي أصبحت في عصرنا ملكاً للجميع ، ولا تحجزها نزوات التعصب العرقية أو الدينية أو السياسية أو المذهبية أو الجغرافية ، ولقد ضرب أسلافنا الإسلاميون العظام أروع المثل حينما لم يحجموا عن قراءة تراث الحضارات القديمة ، وسهروا على النظر فيه وترجمته ونقده والرد عليه سواء أكان إغريقياً أم هندياً أم فارسياً .. فنحن ( قديماً وحديثاً ) جزء من هذا العالم الكبير من حولنا ، أعطيناه الكثير ، وتبادلنا معه الخبرات والثقافات ، وهذه سمة رائعة من سمات الحضارة الإسلامية الخالدة ، التي تغذت بلبان الإسلام ، وترجمت بصدق عن فكره وروحه ..
ويستطيع القارىء المدقق المنصف أن يعرف ( إزاء ما سبق ) لماذا سميت هذا الكتاب باسم (مدخل إلى الأدب الإسلامي ) ، حيث أبرزت الأسس الفكرية لهذا التوجه الإسلامي ، وحاولت أن أتناول أهم القضايا والمشاكل التي كانت تطرح في الندوات العالمية التي عقدت بخصوص ( الأدب الإسلامي ) ، والتي كانت تثور في أروقة بعض الجامعات ، وعلى صفحات بعض المجلات المتخصصة والصحف ، وفي الندوات النقدية المختلفة ..
لقد شغلني موضوع الأدب الإسلامي في فترة مبكرة من العمر ، ودفعني الحماس إلى كتابة عدد من المقالات في الصحف العربية تتصل بهذه الناحية ، وكانت قراءاتي للشاعر الفيلسوف محمد إقبال بداية اهتمامي الأساسي ، وكثيراً ما رددت من شعره حول هذا الموضوع ، شبه فيها فنون المشرق بزيف السامري ( وهو من قوم موسى ) حينما صنع لبني إسرائيل عجلاً من ذهب له خوار ، كانت هذه الأبيات تقول :
يئست فلا أرجّـي في أنـاس *** لهم فـن كفـن السامـريّ
سقاةٌ في ربوع الشرق طافوا *** على الندماء بالكأس الخلـيِّ
سحاب ما حوى برقـاً قديماً *** وليس لديه من بـرق فتـيِّ
سقاةٌ في ربوع الشرق طافوا *** على الندماء بالكأس الخلـيِّ
سحاب ما حوى برقـاً قديماً *** وليس لديه من بـرق فتـيِّ
وكان لإعجابي بإقبال وتقديري الأثر الكبير في وضع مؤلف عنه تحت عنوان : ( إقبال الشاعر الثائر) ، ثم أصدرت كتاب ( الإسلامية والمذاهب الأدبية ) من أكثر من ربع قرن ، ولقد كانت هذه الدراسة المبدئية تعبيراً عما يلح في خاطري بخصوص قضية الأدب الإسلامي ، لكني وجدت فيما بعد أن القضية أكبر من ذلك بكثير ، وأن المهمة الأولى لجيل الكتاب الإسلاميين اليوم هي المشاركة الإبداعية الإيجابية في تقديم نماذج من القصة والشعر والمسرحيات ، لملء الفراغ الناجم عن غياب الحركة الأدبية الإسلامية الجادة ، إيماناً مني بأن النماذج الناجحة هي الرد العلمي على حملات التشويه والتسكيك .. وبدأنا ..
وإذا كان الأدب الإسلامي قد اتسعت دائرة الاهتمام به في السنوات الأخيرة ، فإن الجهد المبذول لم يزل دون الآمال الكبيرة التي تخفق في الصدور ، ولا يفوتني في هذا المقام إلاّ أن أشير إلى الأعمال الرائدة في هذا المجال والتي قام بها إخوة فضلاء أوفياء أذكرمنهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ أبو الحسن الندوي والإمام الشهيد حسن البنا ، والسفير صلاح الدين السلجوقي ، والأخوان الشهيد سيد قطب ومحمد قطب ، والأستاذ الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا ، والدكتور عماد الدين خليل والدكتور أحمد بسام ساعي وغيرهم من الشعراء وكتاب الروايات والقصة القصيرة والمسرحية والنقاد ..
ولقد كانت النية متجهة إلى أن أفرد فصولاً لمختلف فنون الأدب لولا ضيق المقام ، فضلاً عن أننا قد أصدرنا قبل ذلك مؤلفات عن ( المسرح الإسلامي ) و ( أدب الأطفال في ضوء الإسلام ) ، ونأمل إن شاء الله في المستقبل أن نفرد مؤلفاً لأدب القصة لأهميتها ..
واللهَ أسأل أن يجنبنا الزلل ، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه ، وأن يسدد على طريق الحق والخير خطانا ، وأن يغفر لنا ويرحمنا ، إنه سميع مجيب الدعاء ..
الدكتور نجيب الكيلاني
-----------------------------------------------
المصدر ( مقدمة كتاب مدخل إلى الأدب الإسلامي )
للأستاذ الدكتور / نجيب الكيلاني ـ رحمه الله ـ
-----------------------------------------------
المصدر ( مقدمة كتاب مدخل إلى الأدب الإسلامي )
للأستاذ الدكتور / نجيب الكيلاني ـ رحمه الله ـ