( يوم شم النسيم أم يوم الشؤم والفجور ؟؟ ) للشيخ الجليل / علي محفوظ !!..

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
يوم شم النسيم أم يوم الشؤم والفجور ؟؟
للشيخ على محفوظ ( رحمه الله ) **
----------------------------------------------
مما ابتلى به المسلمون ، وفشا بين العامة والخاصة مشاركة أهل الكتاب من اليهود والنصارى في كثير من مواسمهم كاستحسان كثير من عوائدهم ، وقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود : "إن محمداً يريد أن لا يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه" ، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود من حديث ابن عمر ـ رضى الله عنهماـ ، وفى الصحيحين عن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) ، والمراد أنهم كانوا لا يخضبون شعر اللحية والرأس الأبيض بصفرة أو حمرة مثلاً ، فخالفوهم واختضبوا بأي لون ما عدا السواد فإنه مكروه إلا في الجهاد وقال عمر ـ رضي الله عنه ـ " لا تعلموا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فان السخط ينزل عليهم " رواه البيهقي بإسناد صحيح .. والرَّطَانة بفتح الراء وكسرها الكلام بالأعجمية ، تقول : رطن له من باب كتب .. وعن عمر أيضاً أنه قال : " اجتنبوا أعداء الله في عيدهم " ..
فانظر هذا مع ما يقع من الناس اليوم من العناية بأعيادهم وعاداتهم . فتراهم يتركون أعمالهم من الصناعات والتجارات والاشتغال بالعلم في تلك المواسم ، ويتخذونها أيام فرح وراحة ، ويوسعون فيها على أهليهم ، ويلبسون أجمل الثياب ، ويصبغون فيها البيض لأولادهم كما يصنع أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، فهذا وما شاكله مصداق قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الصحيح : ( لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم . قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن غيرهم ؟ ) رواه البخاري عن أبى سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ ..

وناهيك (1) ما يكون من الناس من البدع والمنكرات والخروج عن حدود الدين والأدب في يوم شم النسيم ، وما أدراك ما شم النسيم !! هو عادة ابتدعها أهل الأوثان لتقديس بعض الأيام تفاؤلاً به ، أو تزلفاً لما كانوا يعبدون من دون الله ، فعمرت آلافاً من السنين حتى عمت المشرقين ، واشترك فيها العظيم والحقير والصغير والكبير ، ويا ليتها كانت سُنَّةً محمودة ، فيكون لمن سنها أجر من عمل بها ، ولكنها ضلال في الآداب ، وفساد في الأخلاق . شرعت المواسم والاجتماعات لتكون واسطة التعارف والتآلف ، وتبادل المنافع ، وانتشار العلم والمعارف ، وما مشروعية الصلاة والحج والعيدين في الإسلام إلا لهذا الغرض ، لأن فيها تجتمع الخلائق على اختلاف طبقاتها في صعيد واحد يعظهم الواعظ ، وينصحهم الناصح ، فيشعر كل منهم برابطته مع أخيه وحاجته إلى حسن معاملته وبقاء مودته ..

فهل هذا اليوم ( يوم شم النسيم ) في مجتمعاتنا الشرعية التي تعود علينا بالخير والرحمة ؟؟ ( كلا ) وحسبك أن تنظر في الأمصار بل القرى فترى في ذلك منكرات تخالف الدين ، وسوءات تجرح الذوق السليم ، وينقبض لها صدر الإنسانية ..
الرياضة واستنشاق الهواء ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آن ، لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق ، فتسربت إليها المفاسد وعمتها الدنايا ، فصرت لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شريف ، ويؤلم كل حي ، فأجدر به إن يسمى يوم الشؤم والفجور ..
ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعة عاطلين يمج بعضهم في بعض بين شيب وشبان ونساء وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار ، تراهم ينطقون بما تُصَان الآذان عن سماعه ويخاطبون المارة كما يشاءون من قبيح الألفاظ وبذئ العبارات ، كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف ، أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ..

فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشئوم ، ويمنع عياله وأهله وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه ، حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم والفاسقين الفاجرين في أماكنهم . ويظفر بإحسان الله ورحمته ..

------------------------------------------------
** الشيخ علي محفوظ ـ رحمه الله ـ من كبار علماء الأزهر وكان عضواً بهيئة كبار العلماء فيه توفي ـ رحمه الله ـ عام 1361هـ -19420م . والمقال منقول من كتابه القيم " الإبداع في مضار الابتداع " بتصرف يسير ..

(1) وكأنه أراد أن يقول : ومما يزيد الطين بلة ما يكون في هذه المناسبات من فسق وفجور ، وهو الغالب عليها وإلا فحسبها أنها أعياد المشركين ..
-------------------------------
المصدر : ( موقع صوت السلف )

 


جزاك الله خيرا اخي ابوقصي ...
 


جزاك الله خيرا اخي ابوقصي ...
وأنت جزاكِ الله خيراً أختي الغالية مريم ...
كل الشكر لكِ أختي الفاضلة على مروركِ العطر وعلى تشريفكِ الندي ...
كما أشكركِ جزيلاً على اهتمامكِ الدائم وعلى متابعتكِ المستمرة ...
واللهَ الكريمَ أسأل أن يرزقكِ من كل خير ...
دمتِ في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 


بوركت اخي
دمت بود
وأنتِ بارك الله فيكِ وعليكِ أختي الكريمة أمل فلسطين ...
كل الشكر لكِ أختي الكريمة على مروركِ الجميل وعلى تشريفكِ الحاني ...
رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
دمتِ في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 


ومن الشم ما قتل
كتبه / إيهاب الشريف
---------------------
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فلعلك ولأول وهلة -أخي القارئ- قد انصرف ذهنك وفكرك إلى الشم المعروف عن مدمني المخدرات، وهذه القضية التي تفسد حياة الإنسان فساداً عظيماً بداية بدينه، ثم تهلك نفسه، وتدنس عرضه، وتضيع ماله، وكذا العقل له نصيب وافر من الفساد.
مع كل هذه الأضرار لكنها أهون وأهون بكثير من الشم المراد في مقالنا. إنني أعني أمراً آخر... أمراً يتعارض ويتناقض مع عقيدة المسلم، أمراً يثلم تلك العقيدة ويمزقها، ولربما أفسدها بالكلية -والعياذ بالله-.
إنه التشبه بالكفار وعموماً، وفي الأعياد مثال، فبعد أيام يحتفل بعض المسلمين بعيد مبتدع لا يمت إلى الإسلام بصلة، لا من قريب ولا من بعيد، بل العجيب أنه أيضاً معدود من أعياد الفرس! نعم الفرس عبدة النار! عبدة الأوثان، ويعرف عندهم بـ "النيروز"، وكان عندهم ستة أيام، حيث كانوا في عهد الأكاسرة يقضون حاجات الناس في الأيام الخمسة الأولى، وأما اليوم السادس فيجعلونه لأنفسهم وخواصهم ومجالس أنسهم، ويسمونه النيروز الكبير، وهو أعظم أعيادهم.
ويحتفل أيضاً به البهائيون، وذلك في ختام صيامهم الذي مدته 19 يوماً، وذلك في 21 آذار. وهو أيضاً أول يوم من السنة عند القبط، ويسمى عندهم: "عيد شم النسيم"، ومدته ستة أيام. وقد يكون الأقباط قد أخذوه عن الفراعنة؛ لأنه معدود من ضمن أعيادهم.
والسؤال هنا :
إذا كان الأمر كذلك: (فرس... بهائيون... أقباط... فراعنة) فما لنا نحن المسلمين به؟! ما علاقتنا بهؤلاء الكفرة؟! كيف نحتفل بعيد هذه جذوره، وهؤلاء أصحابه؟!
أحبتي في الله، إن الإسلام قد طالب أتباعه بالتميز عن غيرهم في العقائد والشعائر، في الشعور والانتماء، في الأخلاق والمعاملات، في الملبس والمأكل والمشرب، وغير ذلك من أعمال الظاهر والباطن. وهذا التميز هو الذي يخرج الشخصية الإسلامية المتزنة المعتزة بدينها، الفخورة بانتمائها.
وإن قضية الولاء والبراء ركن من أركان التوحيد، ومقتضى كلمة لا إله إلا الله، وهي من أكثر القضايا التي وردت عليها الأدلة من الكتاب والسنة، حتى إنه ليقرب من ألف دليل، فكيف يجتمع التبرؤ من الشرك وأهله وعداوتهم وبغضهم في قلب العبد مع احتفاله بأعيادهم وتشبهه بهم؟
كيف وموالاتهم علامة من علامات النفاق، وسبب من أسباب مرض القلب؟
إنها أوثق عرى الإيمان كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله) رواه الطبراني، وحسنه الألباني.
ويؤكد ذلك الانفصال والتميز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح.
وأقل هذا الحديث كما يقول شيخ الإسلام -رحمه الله- تحريم التشبه بهم، ولكلٍ نصيب من هذا الحديث، فمن تشبه بهم في الكفر فهو منهم ومثلهم، ومن تشبه بهم في معصية فقد فعل معصية، ويدخل في ذلك بلا شك التشبه بهم في الاحتفال بالأعياد الباطلة. والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا) رواه البخاري. فهل هذا عيد من أعيادنا؟ فكيف نحتفل به؟!
والله -تعالى- يقول: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)(الفرقان:72)، قال فيها مجاهد والربيع بن أنس والضحاك: أعياد المشركين. (انظر تفسير ابن كثير).
وقد أبدلنا الله خيراً منه ومن غيره من الأعياد المبتدعة المحرمة، وذلك بيومي الفطر والأضحى.
أخي الكريم :
لئن كانت المخدرات كبيرة من الكبائر لأنها كالخمر، كما ذكر أهل العلم، فإن الأخطر منها والأشنع التشبه بالكفار؛ لأن هذا يثلم التوحيد، ولربما يحبطه بالكلية والعياذ بالله -تعالى-!
فإن كنا حريصين حقاً على مصلحة أمتنا، واستعادة مجدها، فلتكن حربنا وإبطالنا لهذه البدعة المنكرة أشد من حربنا على المخدرات.
إننا نريد "حماية" عقيدتنا من تلك الانحرافات، والتي تودي بالأمة جمعاء في دركات التخلف والرجعية، بل الانحطاط والانهزام.
إنك ينبغي أن يكون لك دور... ودور فعال في محاربة هذا الباطل، وتوعية المسلمين بخطر هذه الأعياد على دينهم عقيدتهم.. يلزمنا جميعاً أن نبصِّر المسلمين بمعاني التوحيد والإيمان والبراءة من الشكر، وحينها... وحينها فقط ومع تحقق العبودية يمن الله علينا بالنصر والتمكين والعزة والغلبة، وصدق الله إذ يقول: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(النور:55).

نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمسكنا بالإسلام حتى نلقاه عليه ..
-------------------------------
المصدر : ( موقع صوت السلف )

 


رحم الله الشيخ علي محفوظ رحمة واسعة فقد كان من كبار علماء الأزهر..وكتابه الإبداع في مضار الإبتداع كتاب قيم جدا..به الكثير من الفوائد..
وأحسنت اخي وسلمك من كل سوء ورزقنا اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
 


رحم الله الشيخ علي محفوظ رحمة واسعة فقد كان من كبار علماء الأزهر..وكتابه الإبداع في مضار الإبتداع كتاب قيم جدا..به الكثير من الفوائد..
وأحسنت اخي وسلمك من كل سوء ورزقنا اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
آمين على دعائك الطيب أخي الحبيب ...
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي حضرموت ....
أشكرك جزيلاً أخي الحبيب على اهتمامك ومتابعتك وإضافاتك المثرية ...
أتمنى لك كل توفيق ونجاح ...
تقبل أرق تحياتي !!..
 
عودة
أعلى