" عـــُـذرٌ أَقـْـبـَـحُ مـِـنْ ذنــْبْ "
قرأت قصيدة بعنوان " غاضبة إِلىَ سَارْكُوزي " للشاعر الجزائري المبدع الأخ / عبدالله جدي فأثارني موضوعها - رغم قصرها - وهي تنزف ألما وأسى وتعبر عن خيبة أمل كبيرة بسبب إعتذار كان متوقعا ولم يتم من رئيس دولة عظمى حيث أساء بتصرفه الغريب والمستهجن عن فعل مشين ومسيء – نيابة عن دولته المستعمرة سابقا لشمال إفريقيا ووسطها وغربها وبعض دول العالم - ولم يشأ أن يعتذر أثناء زيارته للجزائر ولو بكلمة أو بجملة واحدة لا تقدم ولا تؤخر تكفيرا عن جرائمها البشعة في تلك الحقبة وما بعدها - حيث قتلت واستعبدت وسفكت دماء عشرات الملايين من البشر ونهبت وسرقت كافة الخيرات والمناجم والقدرات - فجاءت قصيدتي هذه ردا ومعارضة لتلك القصيدة .
1.
عذْراً لِتَفْنِيدِ الخَبَرْ
أَنىَّ يَكوُنُ كَماَ عُمَرْ
2.
ذَاكَ الدَعِيُّ مُناَفِقٌ
بِئْسَ اللَّقِيطُ مِنَ الغَجَرْ
3.
وَيَظُنُّ خَيْبَةَ فِعْلِهِ
رَمْزُ الثَّقاَفَةِ وَالحَضَرْ
4.
نِيقوُلاَيُ سَارْكُوزِيِ إِذَنْ
أَعْمىَ البَصِيرَةِ وَالبَصَرْ
5.
أَعْقاَبَ جَوْلَتِهِ هَوَىَ
لِيَسُفَّ مِنْ قِصَرِ النَّظَرْ
6.
يَنْقَضُّ ضِدَّ خُصوُمِهِ
كَالقِرْدِ يَقْفِزُ فِي الحُفَرْ
7.
مَاَ قِيمَةُ العُذْرِ الَّذِي
نَمْحوُ بِهِ حَقَّ البَشََرْ
8.
مِلْيَوْنُ شَخْصٍ أُعْدِموُا
بَلْ عُومِلوُا صِنْوَ البَقَرْ
9.
هَلْ تُسْتَرَدُّ حَيَاَتُهُمْ
مَنْ ذاَ يَرُدُّ أَسىَ القَدَرْ
10.
وَظَلَمْتَ فَاَرُوقَ الَّذِيِ
بِالعَدْلِ كَمْ أَغْنىَ الِّسَيْر
11.
بِالدِّينِ جَاَهَرَ مُؤْمِناً
وَبِجُهْدِهِ حَيْثَ انْتَشَرْ
12.
تِلْكَ المَوَاقِفُ طَالَمَاَ
فِيهَاَ العَجَائِبُ وَالعِبَرْ
13.
يُشْفِيِ غَلِيلَ شُعُوبِناَ
زَجُّ الجُناَةِ إِلىَ سَقَرْ
14.
وَالغَرْبُ فِي عُدْوَانِهِ
يَهْتَمُّ فِي مَحْوِ الأَثَرْ
15.
فَالغَدْرُ فِيِ قَامُوسِهِ
كَالذِّئْبِ فِي الطَّرَفِ الأَغَرّْ
16.
لَوْ كَاَنَ فِي مَقْدُورهِ
عَنْ أَرْضِنَا حَبَسَ المَطَرْ
17.
وَالسِّلْمُ ظِلُّ سَحَابَةٍ
تُخْفِي الخَدِيعَةَ لِلْبَشَرْ
18.
جدِيُّ حَرْفُكَ نَاَزِفٌ
فَلَقَدْ ضَرَبْتَ عَلىَ الوَتَرْ
19.
وَبِلاَدُناَ كَمْ كَابَدَتْ
وَمَصِيرُهَا رَهْنُ القَدَرْ
20.
فَتَرَىَ الجَزَائِرَ حُرِّرَتْ
وَالشَّعْبُ أَنْهَكَهُ السَّفَرْ
21.
مِثْلَ المَرِيضِ يَعُوزُهَاَ
وَتَئِنَّ مِنْ وَخْزِ الأِبَرْ
22.
وَإِلَيْكَ دَرْساً مَاَثِلاً
دِينَاَرُ فِي جُزُرِ القُمَرْ
23.
كَمْ عَاَثَ فِي أَرْجَائِهَاَ
حَرَسُ السَّوَاحِلِ وَالخَفَرْ
24.
وَالأَسْرُ أَدْمَىَ قُدْسَنَا
فَلْتَأَخْذوُا بَعْضَ الحَذَرْ
25.
وَالأرْضُ صُوُدِرَ نِصْفُهَا
وَالثُّلْثُ أُهْدِرَ فِي رِيفَرْ
26.
شَعْبُ البُطوُلَةِ وَالفِدَاَ
يَقْتاَتُ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرْ
27.
وَحِصَاَرُهُ لَنْ يَنْتَهِيِ
حَتىَّ يَجِفَّ وَيُعْتَصَرْ
28.
لُبْنَاَنُ أَصْبَحَ دُمْيَةً
كَالفِيلْمِ تَعْرِضُهَا الصُّوَرْ
29.
وَالحَرْبُ تُنْشِبُ ظُفْرَهَاَ
بِالكَاَدِ تُبْقِيِ أَوْ تَذَرْ
30.
تَمُّوُزُ أَفْرَزَ حَالَةً
وَالحِزْبُ قَدْ كَسِبَ الظَّفَرْ
31.
لَكِنَّ أَقْطَاَبَ القُوَىَ
حَقَدوُا عَلَيْهِ مُذِ انْتَصَرْ
32.
وَالبَيْكُ أَصْبَحَ مَارِقاً
مِنْ مَوْقِفٍ لاَ يُغْتَفَرْ
33.
وَتَكَشَّفَ الوَضْعُ الَّذيِ
فَضَحَ التَّآمُرَ فِيِ عُكَرْ
34.
وَالبَعْضُ أَفْلَسَ طَرْحُهُ
وَهَوَىَ الزَّعِيمُ عَلىَ الأَثَرْ
35.
قُلْ لِيِ بِرَبِّكَ يَاَ أَخِيِ
مَاَ النَّفْعُ مِنَ هَذِيِ الزُّمَرْ
36.
قَانَاَ وَقِبْيَةَ أُغْفِلَتْ
وَالجُرْمُ فِِيِ بَحْرِ البَقَرْ
37.
بَغْدَادُ تَنْدُبُ حَظَّهَاَ
حَرَقوُا النَّخِيلَ مَعَ الثَّمَرْ
38.
وَالذَّبْحُ فِيِ أَرْجَائِهَاَ
وَيَطاَلُ آلاَفَ الأُسَرْ
39.
وَالنَّفْطُ صَاَرَ فَرِيسَةً
وَالنَّهْبُ يُصْرَفُ بِالدُّولَرْ
40.
يَاَ أُمَّةَ العُرْبِ انْهَضِيِ
لِنَدُقَّ نَاَقوُسَ الخَطَرْ
41.
يَاَ نَسْلَ قَحْطَاَنَ انْفِروُا
يَاَ شُمَّ قَيْسٍ أَوْ مُضَرْ
42.
فأنا أَبُثُّ مَوَاجِعيِ
ماَ بَيْنَ طَنْجَةَ وَالخُبَرْ
043
حَاَلُ التَّشَتُّتِ وَالخَنَاَ
لِلنَّفْسِ قَدْ جَلَبَ الضَّجَر
44.
رَبُّ البَرَايَاَ غَالِبٌ
مِنْ وَعْدِهِ أَيْنَ المَفَرّْ
45.
وَالشِّعْرُ صَاَغَ مَآثِراً
ظُلْمُ الشُّعُوبِ بِهِ نَظَرْ
46.
" قَتْلُ امْرِئٍ فِيِ غَابَةٍ "
فِي الكَوْنِ يَنْتَشِرُ الخَبَرْ
47.
نِيقُوُلاَيُ إبْنُ مُهَاَجِرٍ
بِالطَّرْدِ يَوْماً قَدْ أَمَرْ
48.
وَالجَاَهُ وَالمَجْدُ الَّذِي
يَبْنِيهِ مِنْ ضَعْفِ البَشَر
49.
وَشُعوُرُهُ مَهْماَ َ اعْتَلىَ
سَيَظَلُّ أَقْرَبَ لِلنَّوَرْ
50.
هَياَّ نَخُطُّ عَرِيضَةً
فَوْراً يُعَاَدُ إِلَىَ المَجَرْ
51.
لَمْ أَقْوَ لَجْمَ مَشَاَعِرِيِ
فَتَدَفَقَّتْ مِثْلَ المَطَرْ
الــشــَّاعِــرْ
جــَمــِيــلُ الــكــَنـْـعَــانِــيّ
عـَـمــَّانْ فـِـي 05 / 08 / 2007م
الــمــوافــق 22 رجـــب 1428 هـ
المصدر مجلة اقلام ثقافية