روباش سمير
New Member
مقدمات - العرب والغرب شركاء أم أُجراء؟
مَنْ هو الشريك..؟
انه طرف من بين أطراف أخري تجمع بينهم علاقة اتفاق حول قضية أو مشروع أو برنامج أو أفكار أو مصير وقد تكون الشراكة ثنائية أو متعددة، لكنها تقوم علي فكرة الالتقاء كحد أدني في العلاقة وكحالة مختلفة قطعياً مع التنافر والانفصام والتناقض.
وللشراكة شروط علي حسب قبول أعضائها لتلك المواصفات التي تؤهلهم الانضمام الي ذلك (التجمع) أو (المحور) أو (الحالة) في سياق تنسيقهم العام. فشراكة اقتصادية لها مواصفات تختلف عن شراكة سياسية غير أنهما تلتقيان حتماً في الاطار، وكذلك الشراكات الشخصية أو المعنوية.
غير أنّ الحالة بين العرب والغرب لم تصل علي الرغم من وجود مسوغات ومشتركات الي حالة الشراكة في المعني السياسي والاقتصادي بسبب من وجود عدم اتفاق أساسي في العنصر الفكري الذي يحيل الي اختلاف الايديولوجيات وتناقضها وتحولها إلي عقبات (فكرية) تحبط الجهود السياسية والاقتصادية أو تضعها في اطار الضيق والمرحلي.
فضلاً عن ان العوامل الاقتصادية والسياسية تعوزها استكمالات حيوية لكي ترتقي الي مستوي يؤهلها للدخول في شراكات دولية كبري، ولعلها شراكات كونية في عالم متداخل ومرتبط بمنظومات من المصالح والاتجاهات والأفكار.
(الآخر) يتوافر علي سبب من نوع مختلف لاشكالية (الشراكة غير المتحققة) فهو ما زال ينظر الي دول ذلك العالم الثالث والعرب في قلبه علي انه عالمهم القديم الأثير الذي يقوم علي صفات الاستيعاب والاستهلاك وليس التنافس والابتكار والانتاج ومن ثم فان سياسات دولية باتت تبني للقوي الكبري تصريفاً لهذه القناعة والتي هي بحد ذاتها سياسة وجذور فكرية.
وفي هذا الضوء، صار الأدني الي الحقيقة هو علاقة (الاجراء) وليس (الشركاء) بين العرب والآخر المتفوق، لا سيما بعد ان فصل العالم الي عالمين..
واحد مع خيار التحديث والعولمة وآخر معارض لهما ومنكفئ علي موجوداته الذاتية وغير قادر علي التناغم مع المحيط الخارجي، ومن ثم يكون واقعاً كتحصيل حاصل في مضمار العداء للخيار الأول.. أو هكذا ينظر إليه من أصحاب الخيار الأول.
النيات الساعية للاندماج في علاقات الشراكة لا تكفي عادةً، فالحاجة الي توافر الامكانات أكبر من النية الحسنة، ذلك ان العالم الجديد يقوم علي عناصره المادية والتقنية التي لا بدّ من وجود أساس لحدودها الدنيا حتي تكون متناغمة مع عناصر فكرية وايديولوجية.. بيد ان اكتشاف الغرب بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 ان هناك هوة سحيقة بين عالمين وفكرين واتجاهين ومن ثم وجودين.. هو الذي جعل العامل الفكري يتقدم علي مستلزمات الشراكة المادية. فالنص الفكري ودوافعه وتفسيراته واتجاهاته المسيسة هو يقع بمثابة التركيبة المادية داخل العقل المحرك لمجموع الاتجاهات لدي العالم العربي والاسلامي، ومن هنا سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الي التعامل مع التغيير الفكري قبل التعامل مع التغيير المصلحي والمادي.
ولكنّ هناك أخطاء جديدة بدأت تزيد من تباعد المسافة بين هاتين الضفتين، وأبرز الأخطاء هو التعامل مع المناهج الاسلامية في التعليم الدراسي علي انها نصوص ارهابية الأمر الذي يحفز علي الاستفزاز ويقود الي نتائج عكسية تزيد من تفاقم الأزمة وفي الاطار الفكري أيضاً..
ان أخطر مشكلة لدي المسلمين هي النص وقدسيته وحدوده ومدي انتشاره واتباعه.. ولا بدّ من قيام علاقة تحاورية وليست إلغائية مع تلك النصوص بوصفها المواد الأولية لفكر بات يعيش علي الضفة الأخري.
مَنْ هو الشريك..؟
انه طرف من بين أطراف أخري تجمع بينهم علاقة اتفاق حول قضية أو مشروع أو برنامج أو أفكار أو مصير وقد تكون الشراكة ثنائية أو متعددة، لكنها تقوم علي فكرة الالتقاء كحد أدني في العلاقة وكحالة مختلفة قطعياً مع التنافر والانفصام والتناقض.
وللشراكة شروط علي حسب قبول أعضائها لتلك المواصفات التي تؤهلهم الانضمام الي ذلك (التجمع) أو (المحور) أو (الحالة) في سياق تنسيقهم العام. فشراكة اقتصادية لها مواصفات تختلف عن شراكة سياسية غير أنهما تلتقيان حتماً في الاطار، وكذلك الشراكات الشخصية أو المعنوية.
غير أنّ الحالة بين العرب والغرب لم تصل علي الرغم من وجود مسوغات ومشتركات الي حالة الشراكة في المعني السياسي والاقتصادي بسبب من وجود عدم اتفاق أساسي في العنصر الفكري الذي يحيل الي اختلاف الايديولوجيات وتناقضها وتحولها إلي عقبات (فكرية) تحبط الجهود السياسية والاقتصادية أو تضعها في اطار الضيق والمرحلي.
فضلاً عن ان العوامل الاقتصادية والسياسية تعوزها استكمالات حيوية لكي ترتقي الي مستوي يؤهلها للدخول في شراكات دولية كبري، ولعلها شراكات كونية في عالم متداخل ومرتبط بمنظومات من المصالح والاتجاهات والأفكار.
(الآخر) يتوافر علي سبب من نوع مختلف لاشكالية (الشراكة غير المتحققة) فهو ما زال ينظر الي دول ذلك العالم الثالث والعرب في قلبه علي انه عالمهم القديم الأثير الذي يقوم علي صفات الاستيعاب والاستهلاك وليس التنافس والابتكار والانتاج ومن ثم فان سياسات دولية باتت تبني للقوي الكبري تصريفاً لهذه القناعة والتي هي بحد ذاتها سياسة وجذور فكرية.
وفي هذا الضوء، صار الأدني الي الحقيقة هو علاقة (الاجراء) وليس (الشركاء) بين العرب والآخر المتفوق، لا سيما بعد ان فصل العالم الي عالمين..
واحد مع خيار التحديث والعولمة وآخر معارض لهما ومنكفئ علي موجوداته الذاتية وغير قادر علي التناغم مع المحيط الخارجي، ومن ثم يكون واقعاً كتحصيل حاصل في مضمار العداء للخيار الأول.. أو هكذا ينظر إليه من أصحاب الخيار الأول.
النيات الساعية للاندماج في علاقات الشراكة لا تكفي عادةً، فالحاجة الي توافر الامكانات أكبر من النية الحسنة، ذلك ان العالم الجديد يقوم علي عناصره المادية والتقنية التي لا بدّ من وجود أساس لحدودها الدنيا حتي تكون متناغمة مع عناصر فكرية وايديولوجية.. بيد ان اكتشاف الغرب بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 ان هناك هوة سحيقة بين عالمين وفكرين واتجاهين ومن ثم وجودين.. هو الذي جعل العامل الفكري يتقدم علي مستلزمات الشراكة المادية. فالنص الفكري ودوافعه وتفسيراته واتجاهاته المسيسة هو يقع بمثابة التركيبة المادية داخل العقل المحرك لمجموع الاتجاهات لدي العالم العربي والاسلامي، ومن هنا سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الي التعامل مع التغيير الفكري قبل التعامل مع التغيير المصلحي والمادي.
ولكنّ هناك أخطاء جديدة بدأت تزيد من تباعد المسافة بين هاتين الضفتين، وأبرز الأخطاء هو التعامل مع المناهج الاسلامية في التعليم الدراسي علي انها نصوص ارهابية الأمر الذي يحفز علي الاستفزاز ويقود الي نتائج عكسية تزيد من تفاقم الأزمة وفي الاطار الفكري أيضاً..
ان أخطر مشكلة لدي المسلمين هي النص وقدسيته وحدوده ومدي انتشاره واتباعه.. ولا بدّ من قيام علاقة تحاورية وليست إلغائية مع تلك النصوص بوصفها المواد الأولية لفكر بات يعيش علي الضفة الأخري.