ماجدة صبّاح
عضو فعال
....تحداه..قال له: سأصل، أترى تلك القمة؟ هناك..فوق ذاك المبنى..سأصل إليها..همس في أذنه: هل أنت واعٍ لما تقوله؟ إن السطح في تعداد شقق ناطحة السحاب هذه هو السادس بعد المئتين!..نظر إليه بابتسامة لطيفة وقال: هل تعرف..لو كان تعداده السادس بعد المليون، فسأصعد حتى أصل له! وسأصل..
ربّت على كتفه، وقال له: حسن، أنت كما عهدتك، ولكن تذكر..لا يجوز أن تستعمل المصعد الكهربائي!
أدار له ظهره بتعنّتٍ وقال بصوت خافت: ههه،، قلتُ سأصعد وسأصل، حتى لو طلبت من أن أزحف!
- جميل إصرارك هذا! ولكن..حذار حذار!!
لم يأبه بما سمعه، وأخذت قدماه بالسير للأمام..
- أنا خائف عليه..ولكن، سأرى ماذا سيكون منه؟ "قال في نفسه"
ها قد وصل المدخل، ناداه: يا أنت، خذ حذرك!
لم يلتفت!!!
جلس على مقربة من ذلك المبنى الضخم وأخذت عيناه شيئا فشيئا ترتفع للأعلى، تحّدق في ذلك الجسد الراكض..
- ما كان عليه أن يركض...سيتعب!
قد تعبتْ عيناي! أهـــا ما هذا التقدم؟ حائط هذا المبنى قد غُلفت بزلقة عظيمة! قد تساعدني في متابعة سيره..
هذا جيد! إنه يرتفع ويرتفع..لا شك أنه سيصل!
ومضى الوقت،،
الحمد لله أن الشمس أشعتها هنا ليست حارّة، وإلا لما احتملت الجلوس..والانتظار
- لا ، بل كنت سأجلس..نعم، أريد أن أرى النهاية....
إنني أراه بوضوح، صحيح أن بصري ضعيف، ولكن..أستطيع أن أراه بقلبي! هــيا..أكثر، اصعد..اركض..هيا ستصل!
- مرحبا!
- أهلا بك،،
- ماذا تفعل هنا في وسط الطريق؟
-أنا..أنا قد شددت الأمل بيميني، وأنتظر هنا..
- تنتظر ماذا؟
-أنظر فوق، هناك....
-أين؟
- هناك، إنه في الأعلى..يكاد يصل!
- من هو؟
- ألا تراه؟ إنه في الأعلى..سيصل القمة!
- عن من تتحدث؟
- يا أنت..ليس لدي وقت للهزار،، انظر إنه هناك في الأعلى، قد أخذ قلبي، وعلّقه بيقيني، وقيده بأملي، ورغم تعنته في بعض الأحايين..إلا أنه سيصل!
- أهــــا..تتحدث عن ذاك الرجل الذي هو واقف مكانه؟!
- واقف؟ كيف؟ إنه يصعد، ألا تراه؟
-كيف لا أراه..بل أراه بكل وضوح، إنه في مكانه،،،
- يا أنت..انظر، انظر في هذه الزلقة، قد تساعدك على رؤيته بشكل أوضح
- أهـا، أنت تنظر إليه من خلال هذه المرآة إذن؟
- نعم...
- ولكن، هذه المرآة مسحورة!
- كيف لم أفهم؟
- إنها تأخذ بصرك فتشعرك أنك في داخل هرم، وهو معكوس!
- صعب أن أفهم ما تقوله!
- نعم، لأنها الوهلة الأولى، هيـــا.. أعد الكرة، ودقق بوضوح في هذه المرآة، وأخبرني ماذا ترى؟
....... ما هذا؟ إنه يسقط!! قد خرّ من فوق! سينكسر! سيموت..هل يعقل أن يسقط فيموت!
هذا طــــــير..سيخطفه! ......وهذه ريح عاتية...ستهوي به،، ستضربه فتوصله عمق نواشع ماؤها نسفان..ستتركه في مكان سحيق!
- سأشعل ناراً، لعل الطير تهرب..
ما هذا؟..الريح............قد أطفأت النار!
يا الله! ما هذا..إنه كالزبد الرابي! سيــروح جُفاءً!
- أين ذلك الرجل؟ إلى أين ذهب؟ قد قلبني رأسا على عقب، وقد شج مني الطرف.. قد تركني في حيرتي هذه..إلى أين ذهب؟
..... ما هذا الصوت؟ إنه صوت...صوت ارتطام صفوان!!!
نعيق...ضجيج....نيران مضطرمة......ريح....صراخ!!
................... وأخيرا استقرّ الوضع!!
آه..ثيابي معفّرة! يا إلهي..كل هذه غبار؟؟
صحيح...أين هو؟ إنه ليس في الأعلى..وليس على الأرض،، ربما هنا..لا ليس هنا..إذن أين هو؟ هنا..لا ليس هنا! يا الله أين ذهب؟
- أما من أحد هنا؟ أين ذهبتم؟؟
-أنا أسمع صوته! نعم، إنه هو..ولكن..أين هو؟
- أنا هنا، هنا...طأطئ رأسك..أنا هنا!
- ماهذا؟ إنه في الأسفل السحيق! إنه صلْد!
تباً..كنت تخدعني؟ خدعتني كل تلك الفترة!
-لا، أنا لم أخدعك، أنت من خُدع..ولكن، ليس ذنبي!
هــيا، أنقذني..يا أنت..إلى أين.أنا هنا، إلى أين؟
صدّع رأسي أمرُه! إن القربَ منه أذىً..والحبُّ تمثيلُ!
ربّت على كتفه، وقال له: حسن، أنت كما عهدتك، ولكن تذكر..لا يجوز أن تستعمل المصعد الكهربائي!
أدار له ظهره بتعنّتٍ وقال بصوت خافت: ههه،، قلتُ سأصعد وسأصل، حتى لو طلبت من أن أزحف!
- جميل إصرارك هذا! ولكن..حذار حذار!!
لم يأبه بما سمعه، وأخذت قدماه بالسير للأمام..
- أنا خائف عليه..ولكن، سأرى ماذا سيكون منه؟ "قال في نفسه"
ها قد وصل المدخل، ناداه: يا أنت، خذ حذرك!
لم يلتفت!!!
جلس على مقربة من ذلك المبنى الضخم وأخذت عيناه شيئا فشيئا ترتفع للأعلى، تحّدق في ذلك الجسد الراكض..
- ما كان عليه أن يركض...سيتعب!
قد تعبتْ عيناي! أهـــا ما هذا التقدم؟ حائط هذا المبنى قد غُلفت بزلقة عظيمة! قد تساعدني في متابعة سيره..
هذا جيد! إنه يرتفع ويرتفع..لا شك أنه سيصل!
ومضى الوقت،،
الحمد لله أن الشمس أشعتها هنا ليست حارّة، وإلا لما احتملت الجلوس..والانتظار
- لا ، بل كنت سأجلس..نعم، أريد أن أرى النهاية....
إنني أراه بوضوح، صحيح أن بصري ضعيف، ولكن..أستطيع أن أراه بقلبي! هــيا..أكثر، اصعد..اركض..هيا ستصل!
- مرحبا!
- أهلا بك،،
- ماذا تفعل هنا في وسط الطريق؟
-أنا..أنا قد شددت الأمل بيميني، وأنتظر هنا..
- تنتظر ماذا؟
-أنظر فوق، هناك....
-أين؟
- هناك، إنه في الأعلى..يكاد يصل!
- من هو؟
- ألا تراه؟ إنه في الأعلى..سيصل القمة!
- عن من تتحدث؟
- يا أنت..ليس لدي وقت للهزار،، انظر إنه هناك في الأعلى، قد أخذ قلبي، وعلّقه بيقيني، وقيده بأملي، ورغم تعنته في بعض الأحايين..إلا أنه سيصل!
- أهــــا..تتحدث عن ذاك الرجل الذي هو واقف مكانه؟!
- واقف؟ كيف؟ إنه يصعد، ألا تراه؟
-كيف لا أراه..بل أراه بكل وضوح، إنه في مكانه،،،
- يا أنت..انظر، انظر في هذه الزلقة، قد تساعدك على رؤيته بشكل أوضح
- أهـا، أنت تنظر إليه من خلال هذه المرآة إذن؟
- نعم...
- ولكن، هذه المرآة مسحورة!
- كيف لم أفهم؟
- إنها تأخذ بصرك فتشعرك أنك في داخل هرم، وهو معكوس!
- صعب أن أفهم ما تقوله!
- نعم، لأنها الوهلة الأولى، هيـــا.. أعد الكرة، ودقق بوضوح في هذه المرآة، وأخبرني ماذا ترى؟
....... ما هذا؟ إنه يسقط!! قد خرّ من فوق! سينكسر! سيموت..هل يعقل أن يسقط فيموت!
هذا طــــــير..سيخطفه! ......وهذه ريح عاتية...ستهوي به،، ستضربه فتوصله عمق نواشع ماؤها نسفان..ستتركه في مكان سحيق!
- سأشعل ناراً، لعل الطير تهرب..
ما هذا؟..الريح............قد أطفأت النار!
يا الله! ما هذا..إنه كالزبد الرابي! سيــروح جُفاءً!
- أين ذلك الرجل؟ إلى أين ذهب؟ قد قلبني رأسا على عقب، وقد شج مني الطرف.. قد تركني في حيرتي هذه..إلى أين ذهب؟
..... ما هذا الصوت؟ إنه صوت...صوت ارتطام صفوان!!!
نعيق...ضجيج....نيران مضطرمة......ريح....صراخ!!
................... وأخيرا استقرّ الوضع!!
آه..ثيابي معفّرة! يا إلهي..كل هذه غبار؟؟
صحيح...أين هو؟ إنه ليس في الأعلى..وليس على الأرض،، ربما هنا..لا ليس هنا..إذن أين هو؟ هنا..لا ليس هنا! يا الله أين ذهب؟
- أما من أحد هنا؟ أين ذهبتم؟؟
-أنا أسمع صوته! نعم، إنه هو..ولكن..أين هو؟
- أنا هنا، هنا...طأطئ رأسك..أنا هنا!
- ماهذا؟ إنه في الأسفل السحيق! إنه صلْد!
تباً..كنت تخدعني؟ خدعتني كل تلك الفترة!
-لا، أنا لم أخدعك، أنت من خُدع..ولكن، ليس ذنبي!
هــيا، أنقذني..يا أنت..إلى أين.أنا هنا، إلى أين؟
صدّع رأسي أمرُه! إن القربَ منه أذىً..والحبُّ تمثيلُ!
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»ليس العيبَ أن تسقط من القمة للحضيض...ولكن العيب..أن تذهلك السقطة، فتبقى حيث أنت دون أن تحاول النهوض! «®°•.¸.•°°•.¸¸. •°°•.¸.•°®»
ماجدة صبّاح