مهدي عبد الوفي
New Member
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله
أود قبل أن أنتقل إلى المحاور الموالية أن أجدد الدعوة إلى العلو فوق الانتسابات الضيقة و التخلص من التشنجات التي تنشأ عن الميل العاطفي في الغالب إلى مدرسة فكرية أو الانتماء إلى طائفة أو مدرسة أو مذهب .. ذلك الانتماء الذي كثيرا ما يصم الآذان و يعمي الأبصار من جراء فرعونية خفية تتلبس بعقل المرء و قلبه فتبرز لديه ثقافة الإقصاء و سطوة " الأنا " فيتشرب روح " ما أريكم إلا ما أرى " التي تتمظهر في ردود فعل غاضبة صادقة كاذبة .. صادقة لأنها تنبع عن غيرة حقيقية على مقومات المعتقد و القناعة .. و كاذبة لأنها تخفق في تصريف هذه المقومات عبر المسالك الناجعة من حوار هادئ و مراعاة لآداب الاختلاف و بناء رصين للحجة.. و يلتبس عليها الانتصار للحق مع الانتصار للنفس و الأنا ..
لست أقصد في كلامي هذا فئة معينة .. فالخلق كلهم إما تربطني بهم علاقة أخوة الانتساب إلى دين و عقيدة و تصور و فهم .. فهم إخوة لي في هذا المضمار .. و إما تربطني بهم علاقة دعوة إلى ما أنا عليه من الصواب دون أن أغفل أن بعض ما لم تثبت لدي عليه حجة قاطعة لا تزعزعها العوادي يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب .. و مسلكي في ذلك آداب الحوار التي تقربني من محاوري و لا تبعدني عنه .. و تجعلني أتلمس الصواب في رأيه راغبا في أن يجري الله الحكمة على لسانه .. متهما نفسي الأمارة بالسوء و مقدما حسن الظن بغيري مسترشدا في ذلك بالتوجيه الرباني .. " و إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين .. قل لا تسألون عما أجرمنا و لا نسأل عما تعملون " ..
إن حديث النفس الذي يموقع صاحبه عاليا و يضع غيره سافلا هو الحجاب السميك المعتم الذي يحول بين القلب و تلقيه لواردات أنوار الحق .. فالسماء الزاخرة بالأرزاق المادية و المعنوية ( " و في السماء رزقكم و ما توعدون " )تنتفع من عطائها الأرض المذللة الخاضعة لجلال ربها .. و أما الجبال المنتصبة فوق السحب فلا يصلها من ذلك نصيب ..
فلا سبيل إلى سبر أغوار النفس عند من تركبه نفسه .. و لا مسلك إلى جلاء الأفهام و صفاء الفطرة إلا بصدق الطلب و صدق الوجهة ..
" و لا يزال المرء يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا " ..
و أضع بين يدي أحبتي تمهيدا للبحث عن حقيقة الفطرة آية كريمة نتأملها لتكون منطلقا لنا في محورنا القادم بإذن الله عز و جل .. " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين .. إلا ..."
رزقنا الله و إياكم حسن الظن بالعباد .. و حقيقة الخضوع لرب العباد ..
أود قبل أن أنتقل إلى المحاور الموالية أن أجدد الدعوة إلى العلو فوق الانتسابات الضيقة و التخلص من التشنجات التي تنشأ عن الميل العاطفي في الغالب إلى مدرسة فكرية أو الانتماء إلى طائفة أو مدرسة أو مذهب .. ذلك الانتماء الذي كثيرا ما يصم الآذان و يعمي الأبصار من جراء فرعونية خفية تتلبس بعقل المرء و قلبه فتبرز لديه ثقافة الإقصاء و سطوة " الأنا " فيتشرب روح " ما أريكم إلا ما أرى " التي تتمظهر في ردود فعل غاضبة صادقة كاذبة .. صادقة لأنها تنبع عن غيرة حقيقية على مقومات المعتقد و القناعة .. و كاذبة لأنها تخفق في تصريف هذه المقومات عبر المسالك الناجعة من حوار هادئ و مراعاة لآداب الاختلاف و بناء رصين للحجة.. و يلتبس عليها الانتصار للحق مع الانتصار للنفس و الأنا ..
لست أقصد في كلامي هذا فئة معينة .. فالخلق كلهم إما تربطني بهم علاقة أخوة الانتساب إلى دين و عقيدة و تصور و فهم .. فهم إخوة لي في هذا المضمار .. و إما تربطني بهم علاقة دعوة إلى ما أنا عليه من الصواب دون أن أغفل أن بعض ما لم تثبت لدي عليه حجة قاطعة لا تزعزعها العوادي يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب .. و مسلكي في ذلك آداب الحوار التي تقربني من محاوري و لا تبعدني عنه .. و تجعلني أتلمس الصواب في رأيه راغبا في أن يجري الله الحكمة على لسانه .. متهما نفسي الأمارة بالسوء و مقدما حسن الظن بغيري مسترشدا في ذلك بالتوجيه الرباني .. " و إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين .. قل لا تسألون عما أجرمنا و لا نسأل عما تعملون " ..
إن حديث النفس الذي يموقع صاحبه عاليا و يضع غيره سافلا هو الحجاب السميك المعتم الذي يحول بين القلب و تلقيه لواردات أنوار الحق .. فالسماء الزاخرة بالأرزاق المادية و المعنوية ( " و في السماء رزقكم و ما توعدون " )تنتفع من عطائها الأرض المذللة الخاضعة لجلال ربها .. و أما الجبال المنتصبة فوق السحب فلا يصلها من ذلك نصيب ..
فلا سبيل إلى سبر أغوار النفس عند من تركبه نفسه .. و لا مسلك إلى جلاء الأفهام و صفاء الفطرة إلا بصدق الطلب و صدق الوجهة ..
" و لا يزال المرء يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا " ..
و أضع بين يدي أحبتي تمهيدا للبحث عن حقيقة الفطرة آية كريمة نتأملها لتكون منطلقا لنا في محورنا القادم بإذن الله عز و جل .. " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين .. إلا ..."
رزقنا الله و إياكم حسن الظن بالعباد .. و حقيقة الخضوع لرب العباد ..