mai saad
Well-Known Member
اناشيد الحرب
صفتان اثنتان حرص العربى ان ينعت بهما ، ودار حولهما كل شعر مادح او مفتخر عند العرب، من الجاهليه الى العصر الحديث، هما الشجاعه والكرم، فكان العربى دائما مايعلن شجاعته ، ومجالها ، ومواطنها . ولا شك ان الحرب موطن الشجاعه الحقه ، ومحكها الصادق لدى العربى.
ولما جاء الاسلام اعترف بهذه العاده ، واستفاد منها فى نشر دعوته . روى ان الرسول عليه الصلاه والتسليم قال يوم احد : من يأخذ هذا السيف بحقه، فقام اليه رجال فأمسكه عنهم،حتى قام اليه ابو دجانه سماك بن خرشه فقال : وماحقه يارسول الله ؟ قال: ان تضرب به العدو حتى ينحنى. قال انا اخذه بحقه يارسول الله. فلما اخذ السيف اخرج عصابه له حمراء كان يسميها عصابه الموت فعصب بها رأسه ، وجعل يتبختر بها بين الصفين وهو يرتجز قائلا:
انا الذى عاهدنى خليلى
ونحن بالسفح لدى النخيل
الا اقوم الدهر فى الكبول
واضرب بسيف الله والرسول
وروى ان على بن ابى طالب وخالد بن الوليد وغيرهما من الصحابه كانوا يرتجزوا فى حروبهم.كل هذا جعل فقهاء المسلمين يبيحون هذا النوع من الشعر المغنى. قال الغزالى عن الوان الغناء المباحه( الثانى مايعتاده الغزاه لتحريضالناس على الغزو... الثالث الرجزيات التى يستعملها الشجعان فى وقت اللقاء، والغرض منها تشجيع النفس والانصار ، وتحريك النشاط فى القتال )
وكل هذا جعل ماوجدته من اراجيز حربيه كثيره وجميله ، هذه الكثره مكنتنى من اختار اراجيز فى نظرى جميله وبسيطه غير معقده المعانى ، اتمنى ان تتفقوا معى فى هذا الرأى وتستمتعوا بقرائتها.
فألنبدأ بالاراجيز من بدايه نذر الحرب،عندما يأتى الى القبيله من يستصرخها، ويدعوها الى القتال. ومثال لهذا النوع رسول خزاعه الذى بعثته الى الرسول حين اغارت عليهم قريش، ليطلب النجده والنصره ، اتاه بالمدينه ووقف عليه وهو جالس فى المسجد بين الناس وقال:
يارب انى ناشد محمدا
حلف ابينا وابيه الاتلدا
فأنصر هداك الله نصرا اعتدا
وادع عباد الله يأتوا مددا
ويسرع المقاتلون الى اسلحتهم، ويخرجون للأغاره...... دعونى عندها ابتدئ بدور المرأه العربيه، اذ ان من عاداتهم اخذ نسائهم ليبعثن فيهم الحماسه، وجعلهم يقاتلون دفاعا عن العرض.
روى ان مشركى قريش عندما ذهبو ا الى احد ، كان فى جيشهم هند بنت عتبه واخريات كانوا يضربن بالدفوف وينشدن
ويها بنى عبد الدار
ويها حماه الادبار
ضربا بكل بتار
وكن يقلن ايضا
نحن بنات طارق
ان تقبلوا نعانق
ونفرش النمارق
او تدبروا نفارق
فراق غير وامق
لكن لا تظنوا اخوتى ان هذا عمل المرأه فقط ، فقد كان الرجال ايضا يحمس بعضهم بعضا، او يشجع المقاتل نفسه ،فيذكر ان الفناء حتم ، وان الموت اقرب الى الانسان من نعله . انظروا معى الى قول حكيم النهشلى يوم الوقيط وهو يقول:
كل امرئ مصبح فى اهله
والموتادنى من شراك نعله
فى الحروب الاسلاميه اتخذ المسلمون من الدين عاملا مشجعا، فأخذو يذكرون فضل الشهاده من نعيم ومغفره. فكان ناجيه بن جندب يقول فى غزوه خيبر:
يا لعباد الله فيم يرغب
ماهو الا مأكل ومشرب
وجنه فيها نعيم معجب
ايضا هنالك صوره جميله اخرى لاراجيز الحروب وهى حينما يخرج البطل من بين الصفوف داعيا للمباره ،فيخرج له الخصم مرتجزا ايضا . انظروا الى هذه الصوره المأخوذه من غزوه خيبر ايضاعندما خرج مرحب اليهودى من الحصن يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر انى مرحب
شاكى السلاح بطل مجرب
اطعن احيانا وحين اضرب
اذا الليوث اقبلت تجرب
ويقول من يبارز ؟ فخرج له بن مالك وهو يرتجز قائلا
قد علمت خيبر انى كعب
مفرج الغمى جرئ صلب
ان شبت الحرب تلتها الحرب
معى حسام كالعقيق عضب
بكف ماض ليس فيه عتب
وكان من ادابهم ان يرتجز المقاتل ، وهو مشتبك مع خصمه فى المبارزه. قيل ان ربيعه بن مكدم كان يقول فى احدى مبارزاته
خل سبيل الحره المنيعه
انك لاق دونها ربيعه
فى كفه خطيه مطيعه
او لا فخذها طعنه سريعه
فألطعن منى فى الوغى شريعه
وينتهى القتال، فيبدا لون اخر من الرجز . فمن كان نصيبه النصر عمد الى الافراح والاشاده بأبطاله. قالت امرأءه من المسلمين يوم بدر
غلبت ، خيل الله خيل اللات
والله اخق بالثبات
ومن منى بالهزيمه بدأ يبرر موقفه .انظر قولقول خماس بن قيسيوم فتح مكه
انك لو شهدت يوم الخندمه
اذ فر صفوان وفر عكرمه
واستقبلتهم السيوف المسلمه
يقطعن كل ساعد وجمجمه
لم تنطقى فى اللوم ادنى كلمه
ايضا هنالك اراجيز النواح على القتله التى رأيت ان افرد لنا موضوع بعد اذنكم طبعا
