مقدمة في " علوم اللغة العربية "

محمد شتيوى

مستشار سابق
مقدمة في " علوم اللغة العربية "

أولاً : مكانة اللغة العربية من العلوم الشرعية :
طالب العلم يبدأ بتعلم الاعتقاد ثم الاعتصام ، لأهمية تعلم الاعتقاد والمنهج الصحيحين قبل تعلم ماعداهما ، فلا خير يرجى لمن كان على شرك أو بدعة أو ضلالة لفساد في اعتقاده أو اتِّباعِه .
ثم يبدأ بتعلم علوم الكتاب والسنة ، لأنهما العلمان الأساسيان اللذان تبنى عليهما بقية العلوم الشرعية .
ثم بعد ذلك يأتي دور علوماً وضعها العلماء لضبط فهم العلوم الأساسية ولضبط الاستنباط منها ، وهذه هى علوم الوسائل ، وهى أربعة :
" علوم القرآن ، وعلوم الحديث دراية ، وعلوم اللغة العربية ، وأصول الفقه "
فيبدأ طالب العلم بما يتعلق بدراسة علوم القرآن ؛ ثم علوم الحديث دراية ؛ ثم علوم اللغة العربية ، ثم ما يتعلق بدراسة أصول الفقه .
وقد رتبنا علوم الوسائل الأربعة بهذا الترتيب لمناسبة تقديم علوم القرآن والحديث لدراسة العلوم الأساسية (الكتاب والسنة) .
ثم قدّمنا علوم اللغة على أصول الفقه لأن كثيراً من مباحث الأصول كالدلالات والمعاني هى مباحث لغوية في الأصل .
ومن هذا تتضـح أهميــة علوم اللغــة العربيـة لطالب العلوم الشرعية ، فاللغة وسيلة لفهم النصوص الشرعية ( الكتاب والسنة ) ووسيلة للاستنباط الصحيح من النصوص .
إذ جاءت هذه الشريعة بلسان العرب ، قال تعالى ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (الزخرف:3) ، وقال تعالى ( وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )(النحل: من الآية103).
وإذا كانت اللغة العربية وسيلة لفهم الكتاب والسنة ، فإن تعلمها واجب على طلاب العلوم الشرعية ، لأن الوسائل لها نفس أحكام المقاصد ، حتى قال الشاطبي في " الموافقات " ( 4/ 114 – 118 ) ط. دار المعرفة :
" إن المجتهد لا يلزمه الاجتهاد في شئ من علوم الوسائل إلا علوم اللغة العربية " اهـ
وقال ابن خلدون - رحمه الله - في " الفصــل السادس والثلاثون في علوم اللسان العربي " من مقدمته صـ 545 :
" أركانه أربعة وهى : اللغة ، والنحو ، والبيان ، والأدب ، ومعرفتها ضرورية على أهل الشريعة إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة وهى بلغة العرب ، ونَقَلَتُها من الصحابة والتابعين عرب ، وشرح مشكلاتها من لغاتهم ، فلابد من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة " اهـ .
ولما قال بشـر المريسي بخلق القرآن ، وكان من دعاة هذه الفتنة ومن رؤوس المعتزلة ت 218 هـ ، قال له علماء السنة : إنما أوتيت من العُجْمة - إذ استدل على بدعته ببعض الآيات - كآية الزخرف السابقة ، ولم يفهمها على الوجه الصحيح ، يراجع في هذا كتاب " الحيدة " .

ثانيًا : تدويـن علــوم اللغــة العربيــة :
لم تكن علـوم اللغــة العربيــة مدونـة في صـدر الإسلام لاستقامــة اللســان من جهــة الإعراب والمعاني والبيان ، فلم تدع الحاجة إلى تدوين شئ من ذلك .
فلما اتسعت الفتوحات في بلاد العجم من الفرس والروم وأسلم كثير من أهل هذه البلاد وتكلموا بلغة العرب لحاجتهم إلى تعلم الكتاب والسنة من جهة ولحاجتهم إلى التعامل مع العرب من جهة أخرى ، لم يتكلم العجم بلغة العرب على الوجه الصحيح ، كما أن سكنى العرب بين العجم في الأمصار المفتوحة أفسدت لسانهم الأصلى .
فدخل الفساد على اللسان العربي من جهة اللحن تارة ومن جهة استخدام الألفاظ تارة ومن جهة البيان والفصاحة تارة أخرى ، فألهم الله تعالى علماء الأمة وضع قوانين للغة العرب التي هى لغة الكتاب والسنة ، وهذا مما حفظ الله تعالى به دينه الخاتم كما قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (الحجر:9) ؛ فقد قضى سبحانه بحفظ هذا الدين لتبقي حجته على خلقه مصونة من التحريف والتبديل إلى يوم القيامة ، وحِفْظ لغة العرب من حِفْظ الدين لأن للوسائل حكم المقاصد ، فألهم الله تعالى فريقًا من العلماء القيام على حفظها وكان هذا بتدوين علوم اللسان العربي والتي انحصرت في أربعة علوم وهى : ( النحو ، واللغة ، والبيان ، والأدب ) ولكلٍ موضوعه وثمرته ، وهى حسب ترتيب تدوينها تاريخياً .

الأول : علم النحو :
وموضوعه : ضبط أواخر الكلمات إعراباً وبناء بحسب موقعها من الجملة على نحو مايتكلم به العرب .
ومعنى النحو أي القصد أو المثل ، وسمي العلم بهذا الإسم لقصد المتكلم أن يتكلم مثل العرب ، كما يسمى هذا العلم أيضا بعلم الإعراب .
وعلى هذا فإنه يدخل في موضوع هذا العلم تمييز الإسم من الفعل من الحرف ، وتمييز المعرب من المبني ، وتمييز المرفوع من المنصوب من المخفوض من المجزوم ، مع تحديد العوامل المؤثرة في هذا كله ، وقد استُنبط هذا كله من كلام العرب بالاستقراء ، وصار كلام العرب الأول شعرًا ونثرًا - بعد نصوص الكتاب والسنة - هو الحجة في تقرير قواعد النحو في صورة ماعرف بالشواهد اللغوية ، وهو ما استشهد به العلماء من كلام العرب لتقرير القواعد .
وثمرة هذا العلم : هو في تحمل اللغة وآدائها من جهة علاقة الإعراب بالمعنى .
والمقصود بالتحمل هنا : فهم المقصود من كلام الغير بحسب إعرابه ، فيميز المُسند من المسند إليه ، والفاعل من المفعول ، وغير ذلك مما يؤدي إهماله إلى قلب المعاني .
والمقصود بالأداء : أن يتكلم المرء بكلام معرب يُناسب المعاني التي يريد التعبير عنها ، ويتخلص من اللحن الذي يقلب المعاني ، فيتمكن بذلك من إفهام الغير .
وواضــع هــذا العلــم : لم يختلف المؤرخون في أن واضع أساس هذا العلم هو التابعي أبو الأسود الدؤلي 67هـ .
وقيل إن هذا كان بإشارة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؛ ثم كتب الناس في هذا العلم بعد أبي الأسود إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن أحمد165هـ .
وذلك في زمن هارون الرشيد ، وأخذ عن الخليل تلميذه سيبويه ( أبو بِشر عمرو بن عثمان بن قنبر ) 180 هـ الذي أكثر من التفاريع ووضع الأدلة والشواهد من كلام العرب لقواعد هذا العلم .
وأصبح (كتاب سيبويه) أساسًا لكل ماكُتب بعده في علم النحو ، ودوّن العلماء علم الصرف مع علم النحو ، وإذا كان النحو مختصًا بالنظر في تغيّر شكل آخر الكلمة بتغير موقعها في الجملة ، فإن الصرف مختص بالنظر في بنية الكلمة ومشتقاتها ومايطرأ عليها من الزيادة أو النقص .
وأهم الكتب المتداولة في علمي النحو والصرف - بعد كتاب سيبويه – هي :
كتابـات أبي عمرو بن الحاجب ( عثمان بن عمر ) 646 هـ صاحب المختصـرات ، المشهــورة في الفقــه والأصول ، وله ( الكافية ) في النحو ، و ( الشافية ) في الصرف ، وكلتاهما من المنثور ، وعليهما شروح كثيرة خاصة ( الكافية ) .
كتابات ابن مالك ( أبو عبدالله محمد جمال الدين ابن مالك الطائي الأندلسي ) 672 هـ ، وله القصيدة الألفية المشهورة ، والتي تناولها كثير من العلماء بالشرح منهم :
ابن هشام الأنصاري 761 هـ ، وله شرح ( أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ) .
القاضي عبدالله بهاء الدين بن عقيل المصري 769 هـ ، وله ( شرح ابن عقيل على الألفية ) .
ولابن مالك صاحب الألفية ( لاميــة الأفعــال ) ، وهى منظومة في الصرف ، وله أيضًا المنظومة الهائية فيما ورد من الأفعال بالواو والياء .
كتابات ابن هشام الأنصاري ( جمال الدين عبدالله بن يوسف ) 761 هـ ، وله ( أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ) ، وله ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) ، وله ( شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب ) ، وله ( قطر الندى وبَلّ الصدى ) .
كتــابــات الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد من علمــاء الأزهر وله شروح وتحقيقات على الكتب السابقة وهى شروح الألفية وكتابات ابن هشام وله ( التحفة السنية شرح متن الأجرومية ) وهو كتاب مختصر شرح فيه متن محمد بن آجرّوم الصنهاجي 723 هـ .
كتابات المعاصرين منها :
( ملخص قواعد اللغة العربية ) لفؤاد نعمة ، و ( الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها ) لسعيد الأفغاني ، و( النحو الواضح ) لعلي الجارم ومصطفى أمين ، و( جامع الدروس العربية ) لمصطفى الغلاييني ، و( النحو الوافي ) لعباس حسن ، وغيرها كثير .
وتمتاز كتــب المعاصـرين بحُسن التقسـيم وسهــولة الأسلوب في حين تمتاز كتابات الأقدمين بدسامة المادة وكثرة الشواهد وقوتها ، خاصة كتابات ابن هشام الأنصاري التي اهتم فيها بالشواهد القرآنية ، هذا ما يتعلق بعلم النحو ، وهو أول علوم اللغة العربية تدويناً .

الثاني : علم اللغة :
وهو ثاني علوم العربية تدوينا بعد وضع علم النحو .
موضوعه : إذا كان علم النحو قد وضع لتقويم اللحن في الكلام الذي يُغيّر المعاني ، فإن هناك فسادًا آخر قد دخل على لغة العرب غير فساد اللحن ألا وهو الجهل بمعاني الألفاظ العربية ، وقد أدى هذا الجهل إلى أمرين :
الأول : استخدام الناس للألفاظ العربية في غير موضوعها في لغة العرب .
والأمر الثاني : هو استخدام الناس لألفاظ غير مناسبة ، أو استحداث ألفاظ جديدة للتعبير عن معاني مرادة لجهلهم باللفظ المناسب الذي يستخدمه العرب .
أي أن الجهل بمعاني الألفاظ قد أدى إلى استخدام الألفاظ في غير موضوعها وإلى العجز عن التعبير عن المعاني بالألفاظ المناسبة .
ومن هنا ظهرت الحاجة إلى تدوين الألفاظ العربية ومعانيها ، وهذا هو موضوع علم اللغة : وهو " ضبط دلالة الألفاظ على المعاني " .
ثمرة علم اللغة : وهو أيضًا في تحمل اللغة وآدائها من جهة علاقة اللفظ بالمعنى .
والمقصـود بالتحمـل : فهم المعــاني الصحيحــة لكـلام الغير ، ويدخل في هذا : الفهم الصحيح لمعاني الكتاب والسنة وفق مايفهمه العرب من ألفاظهما .
والمقصـود بالأداء : قدرة المتكلم على التعبير عن المعاني المرادة بالألفاظ المناسبة في لغة العرب ، أي التعبير عن المعاني بالكلمات الفصيحة .
تدوين علم اللغة : قام العلماء بتدوين هذا العلم من ثلاث جهات :
الجهة الأولى : تدوين أصول علم اللغة وأصواتها وضوابط دلالة الألفاظ على المعاني ، وسمي هذا ( بفقه اللغة ) وأقدم كتبه المعروفة لنا كتاب ( الخصائص ) لابن جني ( أبو الفتح عثمان بن عمرو ) 392 هـ ، ومن أفضلها ( المزهر في علوم العربية ) للسيوطي 911 هـ ، ومن كتب المعاصرين ( دراسات في فقه اللغة ) للدكتور صبحي الصالح ، و( فقه اللغة ) للدكتور علي عبد الواحد وافي .
الجهــة الثانيـة : تــدوين ألفــاظ اللغــة العربية ( مفرداتها ) مع بيان معنى ، أو معاني كل كلمة منها ، وسميت الكتب المشتملة على هذا ( معاجم ألفاظ اللغة ) ، وأقدمها كتاب ( العَيْن ) للخليل بن أحمد الفراهيدي 165 هـ ؛ ثم كثرت هذه المعاجم وتنوّعت طرائق مؤلفيها في الترتيب والاستيعاب وفي البسط والاختصار .
فمن جهة الترتيب :
منهم من رتب الكلمات على ترتيب مخارج الحروف ، كما فعل الخليل بن أحمد في كتاب ( العين ) ، فبدأ بحروف الحلق ثم حروف الحَنَك فالأضراس فالشفة فالحروف الهوائية ، ولما كان أقصى حروف الحلق هو حرف العَيْن ، فبدأ كتابه بالكلمات التي تبدأ بحرف العين وسّمى كتابه بأول مابدأ به ( العين ) كما كانت عادة كثير من السلف في تسمية كتبهم .
ومنهــم من رتــب الكلمــات على حــروف المعجــم المعروفــة مراعيًا أواخر الكلمات ؛ فبدأ بالكلمات التي آخرها همزة ، وهذه طريقة معظم الأقدمين كما فعل الجوهري ( إسماعيل بن حماد ) 393 هـ في كتابه ( تاج اللغة وصحاح العربية ) ، وابن منظور الأفريقي 711هـ في ( لسان العرب ) ، و مجد الدين الفيروز أبادي 817 هـ في ( القاموس المحيط ) الذي شرحه السيد محمد مرتضى الزبيدي 1205 هـ في ( تاج العروس ) .
ومنهــم من رتــب الكلمـات على حروف المعجم مراعيا أوائل الكلمات، فبدأ بالكلمات التي أولها همزة وهكذا ، وهذه طريقة الرازي في ( مختار الصحاح ) والذي اختار كلماته من كتاب ( الصحاح ) للجوهري ، والفيومي في ( المصباح المنير ) ، و ( المعجم الوسيط ) لمجمع اللغة العربية وغيرها ، هذا من جهة الترتيب .
أما من جهة الاستيعاب :
فمــن المؤلفــين من ألّف كتابــه على الاستيعــاب لمعظــم مفــردات اللغــة : كالخليل في ( العين ) ، وأبي منصور الأزهري 370هـ في ( تهــذيب اللغـة ) ، والجوهري في ( الصحـاح ) ، وابن منظور في ( لسان العرب ) ، والفيروزأبادي في ( القاموس المحيط ) .
ومع استيعابهم فقد بينوا ما هو شائع الاستعمال وما هو مهمل مهجور من الألفاظ ، وأكبر هذه المعاجم هو ( لسان العرب ) لابن منظور .
ومن المؤلفين من اقتصرعلى المفردات الشائعــة الاستعمال دون المهجــورة ، ومن هذا كتاب ( الألفاظ ) لابن السِّكِّيت ، وكتاب ( الفصــيح ) لثعلب291 هـ ، و( مختار الصحــاح )للرازي ، و( المصباح المنير ) للفيومي .
ومن المؤلفــين من اقتصــر على مفــردات علــوم معينــة ، ومنها كتب مفــردات القــرآن ( كالمفردات في غريب القرآن ) للراغب الأصفهاني 502 هـ ، أو مفردات الحديث ( كالنهاية ) لابن الاثير 606 هـ ، أو المفـردات التي يتــداولها الفقهــاء ( كالزاهر في غــريب ألفــاظ الشافعي ) لأبي منصور الأزهري 370 هـ ، و( تهذيب الأسماء واللغات ) للنووي 676هـ ، ومنهم من صنف في المفردات ذات القيمة البلاغية ( كأساس البلاغة ) لمحمود بن عمر الزمخشري 538 هـ صاحب تفسير ( الكشاف ) فإنه اقتصر على ذكر الألفاظ التي تدور معانيها بين الحقيقة والمجاز ، وإن كان ورود المجاز في اللغة هو محل خلاف ورفضه ابن تيمية وابن القيم ؛فهذه أهم معاجــم الألفاظ المعروفة وطرائقها في الترتيب والاستيعاب .
الجهة الثالثة من جهات تدوين علم اللغة : هى تدوين المعاني المختلفة مع بيان اللفظ المناسب لكل معنى منها ، وهذه هى ( معاجم المعاني ) .
فمعاجم الألفاظ تبدأ بذكر اللفظ ثم تبين معناه ، أما معاجم المعاني فإنها تبدأ بذكر المعنى ثم تبين اللفظ المناسب له ، ويتم ترتيب المعاني فيها على أبواب ، فتذكر الكَثْرة مثلاً ثم تذكر الألفاظ الدالة على الكثرة في مختلف المناسبات والأحوال .
وفائدة معاجم المعاني : اختيار اللفظ المناسب للتعبير عن المعنى المراد بأفصح ماتستعمله العرب .
وأهم معاجـم المعاني : كتاب ( المخصـّص ) لابن سِيــده ( أبو الحسـن علي بن إسماعيل الأندلسي ) 458 هـ ، وهو كتاب مبسوط ضخم ، وهناك كتاب مختصر في مجلد وهو ( فقه اللغة وسر العربية ) لأبي منصور الثعالبي 429 هـ ، وقريب منه كتاب ( الألفاظ الكتابية ) للهمذاني ( عبدالرحمن بن عيسى )320 هـ .
وعلى هذا فكتب علم اللغة ثلاثة أنواع : " كتب فقه اللغة ، ومعاجم الألفاظ ، ومعاجم المعاني " ، وهذا هو ثاني علوم اللغة العربية تدوينًا .

الثالث : علم البيان :
وهو ثالث علوم العربية تدوينًا بعد عِلمَىْ النحو واللغة .
أ – موضوعه : اعلم أن علوم النحو ، والصرف ، واللغة تتناول الكلمة المفردة ، أما علم البيان فموضوعه الكلام المركب .
فعلم النحو ينظر في إعراب الكلمة ، وعلم الصرف ينظر في بنية الكلمة ، وعلم اللغة ينظر في معنى الكلمة ، أما علم البيان فينظر في معنى الكلام المركب من أكثر من كلمة ، من حيث موافقته لأساليب العرب في تركيب الكلام ليؤدي المعنى المطلوب بحسب حال السامع والمتكلم وظروف الكلام .
فجملــة ( زيدٌُ أخي ) مركبـة من كلمتين ، والعرب يغيّرون تركيبهما باختلاف الأحوال ، فقولي : ( أخي زيدٌُ ) ، يختلف عن قولي : ( زيدٌُ أخي ) ، ويختلف عن قولي : أن زيدًا أخي ، ويختلف عن قولي : ( إن زيدًا لأخي ) .
فالقول الأول خطاب لمن يعلم أن لي أخًا ويريد تعيينه ، والقول الثاني خطاب لمن يعرف زيدًا ويجهل أنه أخي ، والقول الثالث خطاب لمن يتردد ، أو يشك في أن زيدًا أخي ، والقول الرابع خطاب لمن ينكر أن زيدًا أخي .
والخطاب في الأحوال الأربعة مركب من نفس الكلمتين ، ولكنه اختلف في التقديم والتأخير واستخدام المؤكدات ليوافق مقتضى الحال وهو اختلاف أحوال المخاطب هنا ، وهذا هو معنى قول القائل ( لكــل مقام ٍ مقال ) .
ومثاله في التنزيل قوله تعالى :
( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ) (يّـس:13-16) . فقال في المرة الأولى (إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ) وفيها مؤكد واحد ( إنّ ) ، وقال في الثانية (إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ )، وفيها مؤكدان ( إنّ واللام ) لما أصّروا على الانكار .
وقد يُنزَّل غير المنكر منزلة المنكر باعتبـار معــين ، كما في قوله تعالى ( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ) (المؤمنون:15) ؛ فهذا خطاب مؤكد بمؤكدين ( إن واللام ) وهو خطاب لمن ينكر وقوع الموت ، ولايخفى أن أحدًا لاينكر ذلك ، ولكن لما كان الناس في غفلةٍ وإعراضٍ عن العمل لما بعد الموت كانوا بمنزلة المنكرين لوقوعه .
فَعُلِمَ البيان موضوعه النظر في الكلام المركب من حيث اللفظ والمعنى جميعًا ، في حين أن علوم النحو والصرف واللغة تنظر إلى الكلمة المفردة إعرابًا وبنية ومعنى على الترتيب ، وإذا وافق تركيب الكلام أساليب العرب في إفادة المعنى سُمّي الكلام بليغًا ، وإلا فهو ركيك .
وتُعرَّف البلاغة بأنها : " مطابقة الكلام للمعنى من جميع وجوهه بخواص تقع للتراكيب في إفادة ذلك " ، أو البلاغة هى : " تركيب الألفاظ المفردة للتعبير بها عن المعاني المقصودة ومراعاة التأليف الذي يطبِّق الكلام على مقتضى الحال ".
وسَمَّــى علمــاء اللغة المتقدمون هذا العلم ( بعلم البيان ) كالجاحظ 255 هـ في كتابه ( البيان والتبيين ) .
في حين سماه العلماء بعد ذلك ( بعلم البلاغة ) كالزمخشري 538 هـ في كتابه( أساس البلاغة ) ، وصار علم البلاغة مشتملاً على ثلاثة علوم وهى :
" المعاني والبيان والبديع "
والأَوْلى تسمية هذه العلوم بعلم البيان كما سمّاه الأقدمون - لا البلاغة - لأن البيان هو اللفظ الذي وصف الله تعالى به كلامه وهو أبلغ الكلام ، قال تعالى ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) (يوسف:1) ، و( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) (الشعراء:2) ، و( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) (القصص:2) . فقال سبحانه (الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) ولم يقل الكتاب البليغ ، واطرد هذا في بقية الآيات كقوله تعالى ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ) (الحجر:1) ، وقوله تعالى ( وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )(النحل: من الآية103) ، ولم يقل لسان عربي بليغ ، هذا والله تعالى أعلم .

ب - ثمــرة هذا العلم : هى أيضًا من جهة تحمُّل اللغة بفهم معاني الكلام البليغ كنصوص الكتاب والسنة على أكمل وجه ، ومن جهة أداء اللغة : بأن يركِّب المتكلم كلامه بما يؤدي المعنى المراد على أكمل وجه .
وقال ابن خلدون – رحمه الله تعالى – في " المقدمة " صـ 552 - 553 :
" إن ثمرة هذا الفن - أي علم البيان - إنما هى في فهم الإعجاز من القرآن ، لأن إعجازه في وفاء الدلالة منه بجميع مقتضيات الأحوال منطوقه ومفهومه وهى أعلى مراتب الكلام مع الكمال فيما يختص بالألفاظ في انتقائها وجودة رصفها وتركيبها، وهذا هو الإعجاز الذي تقصر الأفهام عن إدراكه ، وإنما يدركُ بعض الشئ منه من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه- إلى قوله - وأحوج مايكون إلى هذا الفن المفسرون ، وأكثر تفاسير المتقدمين غُفُلٌُ عنه - حتى - ظهر جار الله الزمخشري ووضع كتابه في التفسير وتتبع آي القرآن بأحكام هذا الفن بما يُبدي البعض من إعجازه ، فانفرد بهذا الفصل على جميع التفاسير لولا أنه يؤيد عقائد أهل البدع " اهـ .
والبدع التي نصرها الزمخشري في تفسيره ( الكشّاف ) هى آراء المعتزلة ، وقال الشيخ سراج الدين البلقيني 805 هـ - وهو من شيوخ الحافظ ابن حجر – قال : إنه استخرج الاعتزال من الكشاف بالمناقيش .

جـ - تدوين علم البيان :
تمــيزت علــوم البلاغـة إلى ثلاثة ، وهى المعاني والبيان والبديع ، ولكل علم موضوعه ومسائله .
فعلم المعاني موضوعه الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى الذي يريد المتكلم إيصاله إلى ذهن السامع ، وعلم البيان موضوعه الاحتراز عن التعقيد المعنوي أي عن أن يكون الكلام غير واضح الدلالة على المعنى المراد ، وعلم البديع المراد به تحسين الكلام بالمحسنات المعنوية واللفظية ، وهو تابع للعلمين السابقين إذ بهما يُعرف التحسين الذاتي ، وبه يعرف التحسين العرضِي .
وقد بدأت الكتابة في هذه العلوم دون تمييز بينها ودون تحرير لمسائلها ومن أقدم مابلغنا من هذه الكتابات : كتاب ( البيان والتبيين ) للجاحظ ( أبو عثمان عمرو بن بحر ) 255 هـ ، وكتاب ( الصناعتين ) لأبي هلال الحسن بن عبد الله العسكري 395 هـ .
وأول من ميّز مســائل هذه العلوم هو عبد القاهر الجرجاني 471 هـ ، وله في ذلك (كتاب دلائل الإعجاز ) في علم المعاني ، وكتاب ( أسرار البلاغة ) في علم البيان ، إلا أنه لم يستوف مسائل هذه العلوم .
حتـى جــاء أبو يعـقـوب يوسـف السَّكَّاكي 626هـ ، فاستكمل مســائل هذا الفن وهذّبها ورتب أبوابه ، وذلك في كتابه ( مفتاح العلوم ) وهو يشتمل على ثلاثة أقسام للصرف والنحو والبلاغة .
وصار ( المفتاح ) أساسًا لكل ما كتب بعده في علم البلاغة ، وقد لخص جلال الدين القزويني 739هـ القسم الثالث من المفتاح الخاص بالبلاغة في كتابه ( تلخيص المفتاح ) ثم شرحه في كتابه ( الإيضاح شرح التلخيص )، واعتمد القزويني في شرحه ( الإيضاح ) على كلام السكاكي في ( مفتاح العلوم ) وانتقده واستدرك عليه كما اعتمد على كلام عبدالقاهر الجرجاني في كتابيه ( دلائل الإعجاز ) و ( أسرار البلاغة ) ، وكل هذه الكتب مطبوعة .
وتعتبر كتب عبدالقاهر الجرجاني والسكاكي والقزويني أمهات كتب هذا العلم ، ومن كتب المعاصرين :
( شـرح التلخيـص في علـوم البلاغة ) لمحمد هاشم دويدري ، شرح ( تلخيص المفتاح ) للقزويني .
و( بغية الايضاح لتلخيص المفتاح ) لعبد المتعال الصعيدي ، شرح ( الإيضاح ) للقزويني ، و ( جـواهـر البلاغة ) للسيد أحمد الهاشمي ، وسار فيه على نمط ( الإيضاح ) في الترتيب مع مزيد من التفصيل وضرب الأمثلة ، و( البلاغة الواضحة ) لعلي الجارم ومصطفى أمين ، وجميع الكتب المذكورة في علم البيان مطبوعــة .

الرابع : علم الأدب :
مع دخـول الفســاد على اللسان العربي وَضَع علماء اللغة العلوم السابقة كقوانين للغة العرب يُقاس عليها الكلام ليُعلم موافقته للغة العرب من عدمه .
وقــد وجــد العلمــاء أن مجــرد علــم الإنســان بقوانيــن اللســان العـربي لايُمكِّنُهُ من التكلم بكلام العرب الصحيح ما لم يخالطهم ويتلقى هذا عنهم بالسماع على التدرج حتى تحصل له هذه المَلكة .
ولهذا تجد الصبي الناشئ بين أعراب البادية يتكلم بكلام العرب وأساليبهم مع جهله بقوانين اللسان العربي التي وضعها العلماء ، إذ حصلت له الملكة بالمخالطة والسماع لا بتعلم القوانين .
وكان بعض السلف يحرصون على العيش مع الأعراب لتلقي اللغة الصحيحة كما صنع الشافعي - رحمه الله - وكان من عادة الخلفاء - وهم من سكان الأمصار كدمشق وبغداد - أن يرسلوا أبناءهم إلى بادية جزيرة العرب لتحصيل لغة العرب وفنونهم في الفروسية والقتال .
وإذا كانت مخالطة العرب الذين لم تفسد ملكتهم وكثـرة الاستماع إليهم ضرورية لتحصيل ملكة التكلم بكلامهم الصحيح ، فإن هذه المخالطة بالرحلة إلى البادية والمكث بها طويلاً لا تتيسر لكل من أراد تحصيل هذه الملكـة ، فاستـعـاض العلمــاء عن ذلك بجمـع الجيـد من كلام العرب المنظوم ( الشعــر ) والمنثور ( النثر ) وتدوين ذلك في كتب إذا أكثر الإنسان من قراءتها وحفظها يصبح بمنزلة من خالط العرب واستمع إليهم كثيرًا فتحصل له هذه الملكة .
وسميت الكتب التي تجمع كلام العرب المنظوم والمنثور بكتب الأدب ، وهذا هو العلم الرابع من علوم اللغة العربية .
ونذكر فيما يلي ما قاله ابن خلدون في موضوعه وثمرته وأهم كتبه :

أ - موضوع علم الأدب : هو جمع الجيد من كلام العرب المنظوم والمنثور .
قال ابن خلدون - رحمه الله تعالى – في " المقدمة " صـ 553 :
" فيجمعون لذلك من كلام العرب ما عَسَاه تحصل به الملكة ، من شِعرٍ عالي الطبقة ، وسجعٍ متساوٍ في الإجادة ، ومسائل من اللغة والنحو مبثوثة أثناء ذلك متفرقة يستقري منها الناظر في الغالب معظم قوانين العربية ، مع ذكر بعضٍ من أيام العرب يفهم به ما يقع في أشعارهم منها ، وكذلك ذكر المهم من الأنساب الشهيرة والأخبار العامة ، والمقصود بذلك كله أن لا يخفى على الناظر فيه شئ من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم إذا تصفحه ، لأنه لا تحصل الملكة من حِفظِه إلا بعد فهمه ، فيحتاج إلى تقديم جميع ما يتوقف عليه فهمه " اهـ .

ب - ثمرة علم الأدب : هى في الأداء فقط لا التحمل .
أي في القدرة على التكلم بكلام عربي صحيح بليغ لا في فهم كلام الغير إذ الفهم يعتمد على قوانين اللسان العربي سالفة الذكر .
قال ابن خلدون – رحمه الله تعالى – في " المقدمة " صـ 553 :
" وإنما المقصود منه عند أهل اللسان ثمرته: وهى الإجادة في فَنَّي المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم " اهـ .

جـ - أهم كتب علم الأدب:
قال ابن خلدون – رحمه الله تعالى – في " المقدمة " صـ 553 - 554 :
" وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهى « أدب الكاتب » لابن قتيبة ، وكتاب « الكامـل » للمُبَرِّد ، وكتاب « البيان والتبيين » للجاحظ ، وكتاب « النوادر » لأبي علي القالي البغدادي ، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها " .
ثم أضاف ابن خلدون لهذه كتابا خامسا وهو « الأغاني » لأبي الفرج الأصبهاني ، والذي وصفه ابن خلدون بقوله ( ولعَمْرِي إنه ديوان العرب وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل فن من فنون الشعر والتأريخ والغناء وسائر الأحوال ولا يُعدَل به كتاب في ذلك فيما نعلمه ، وهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها وأَنـَّى له بها ) اهـ .

فأهم كتب علم الأدب هى :
كتاب ( البيان والتبيين ) للجاحظ ( أبو عثمان عمرو بن بحر ) 255 هـ ، وله أيضًا كتاب ( الحيوان ) ، وكتابه ( البيان والتبيين ) مطبوع في مجلد .
كتاب ( أدب الكاتــب ) لابن قتيبة ( أبو محمد عبدالله بن مسلم ) 276 هـ ، وهو صاحب كتاب ( تأويل مختلف الحديث ) ، ولابن قتيبة كتاب آخر في الأدب وهو ( عيون الأخبار ) ، وكتابه ( أدب الكاتب ) مطبوع في مجلد .
كتاب ( الكامــل في اللغـة والأدب ) للمُبَرّد ( أبو العباس محمد بن يزيد ) 285 هـ ، وهو مطبوع في أربعة أجزاء ، الرابع منها للفهارس .
كتاب ( النــوادر ) لأبي علي القالي ( أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي القالي الأندلسي 356 هـ ، وله أيضا كتاب ( الأمالي ) وهو أكبر من النوادر ، وكلاهما مطبوع .
كتاب ( الأغاني ) لأبي الفرج الأصفهاني ( علي بن الحسين بن محمد ) 356 هـ .
كتـاب ( العقــد الفـريد ) لابن عبد ربه الأندلسي ( أبو عمر أحمــد بن محمد ) 327 هـ ، له طبعة في 7 أجزاء متوسطة ، وأخرى في 8 أجزاء .
كتاب ( زهــر الآداب وثمـر الألبــاب ) لإبراهيم الحصري القيرواني 453هـ ، مطبوع في جزأين .
كتاب ( نهاية الأرب في فنون العرب ) لشهاب الدين النويري 732هـ ، جمع فيه نحو ألف قصيدة ، وهو مطبوع ضخم .
كتاب ( صبح الأعشى في صناعة الإنشا ) للقلقشندي ( أبو العباس أحمد بن علي ) 821 هـ ، نسبة إلى قلقشندة قرية بمحافظة القليوبية بمصر ، وهو أكبر كتب علم الأدب ، جمع فوائد كتب السابقين ، وهو مطبوع في أربعة عشر مجلدًا كبيرًا، تكلم في الأدب واللغة والتاريخ والتفسير والحديث والفقه وغيرها من الفنون .
كتاب ( تاريخ آداب العرب ) لمصطفى صادق الرافعي 1356هـ ، وهو كتاب مكمل للكتب السابقة . إذ يتناول تطور علم الأدب عبر التاريخ وأهم رجاله وكتبه .
ويعتبر ( علـم العـروض والقوافي ) أحد العلوم الخادمة لعلم الأدب ، والعروض هو علم موازين الشعر، وقد وضعه الخليل بن أحمد وهو أول من جمع أشعار العرب وحصر موازينها ( تفاعيلاتها ) في خمسة عشر بحرًا، ثم استدرك عليه تلميذه الأخفش بحرًا آخر - وهو المتدارك - فصارت بحور الشعر ستة عشر .
وبعد ، فقد كان هذا عرضا لعلوم اللغة العربية الأربعة ، ومنها ثلاثة علوم خاصة بقوانين اللسان العربي وهى : ( النحو والصرف ، واللغة ، والبيان ) ، وثمرتها في تحمل اللغة وأدائها ، وعلم رابع خاص بتحصيل ملكة التكلم بكلام العرب وأساليبهم البلاغية ، وهو علم الأدب ، وثمرته في الأداء .
___________________________________________
* تهذيبًا من " الجامع في طلب العلم الشريف "




منقول​
 
تحية الاسلام
تحية النصر المبين
تحية الشموخ والعزة
تحية الكرامة
تحية المرابطين
في ارض الرباط
الى يوم الدين
جزاك الله خيرا
وبارك الله
لك وعليك
حروفك واطلالتك
وعبق كلماتك
بحر من العطاء
لن ينضب
كلماتك سفينتي
التي ابحر بها
في عباب البحر
الى شاطئ
البر والامان
حروفك ابجدية عشق
من سالف الازمان
موسيقى كلماتك الحانية
انشودة تتحدى
السجان والقضبان
قوافيك حصار
يحاصر قوى الشر
والاثم والعدوان
شهادتي بك مجروحة
ارسلها اليك
على جناحي
طائر الفينيق
من عتمة الدرب
الى مصباح
الامل والبريق
دمت بحفظ المولى
باحترام تلميذك
لطفي الياسيني
ابي مازن
مقعد على كرسي الاعاقة الابدية
فداء الاقصى والقدس الاسلامية
 
أريد بحوثا في النحو وعلم الدلالة

:):):):)
 
موضوع رائع جزاك الله خيرا
 
عودة
أعلى