.. فكر المسلم .. كيف ينبغي أن يكون ؟ .. سلسلة .. ( 1 )


بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله

" رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي "
اللهم اعصم أناملي من أن تخط ما لا يرضيك .. و اعصم قلبي من أن يسيء الظن بأحد من خلقك ..

أيها الأحباب الكرام .. هذه مقدمة لسلسلة من المحاور تؤثث لبناء المنظومة الفكرية عند المسلم .. و تروم توضيح مقومات الفكر المسلم من خلال دعوة جميع الزوار لهذه الصفحات لإثراء الحوار بأسلوب يراعي سنة الاختلاف في الخلق و في مداركهم و في مدارسهم و بيئة نشأتهم ..

نصبو من خلال هذه السلسلة إلى مد جسور التواصل و الانتفاع بما يوفق الله إليه من الحق بإذنه ..

و نأمل أن نستبين علاقة الفكر بالمدارك العقلية و القلبية و الروحية و النفسية .. و أن لا نغفل تأثير البيئة و المحيط في كل هذه المدارك .. و أن نسترشد بنور القرآن و بهدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ..

في هذه المقدمة .. أطرح محاولة تشخيص لواقع الأمة و أثر هذا الواقع على فكر المسلم ..

نحن اليوم في زمان كثر فيه شأن الأذى و الفتن و المحن و المصائب التي نزلت بالأمة .. بل بالعالم أجمع .. حتى صار من النادر أن يصفو لأناس جو و بيئة و محضر و حال يستطيعون معه أن يقبلوا على الله ليزدادوا قربا منه .. إلا أن من وراء صور البلاء هذه حقيقة لها اتصال بخالق الصورة و الحقيقة .. و هذه الحقيقة هي أن الله سن سننا في هذا الوجود و هذا الكون .. إن أحسنا التعامل معه فيها جعل الله صورة البلاء هذه مقدمة لحقيقة نعمة تنزل بالعالم غدا .. و إن ضعف فهم من أوكل الله إليهم سر الخلافة في الأرض لمعنى معاملته جل جلاله تحولت صورة البلايا و العياذ بالله إلى حقيقة بلايا ..

فالمصائب و النعم تنزل بالمؤمن و بالكافر .. و لكن الشأن .. كيف تستقبل ؟ و ماذا تخلف في القلوب ؟

إن كل نعمة حسية ( و كذلك المصائب الحسية ) لا بد و أن تزول .. لكن على أي حال تترك من تلقاها ؟ هل تخلف فيه نعمة معنوية .. و هي التي لا تنقضي .. أم أنها لا تخلف نعمة ؟ ..

إن فرج العالم أجمع مترتب على أحوال أمة رسول الله صلى الله عليه و سلم .. فكيف ينبغي أن يكون فكر المسلم ؟ و كيف ينبغي أن يفهم الحياة التي يعيشها ؟ و كيف يربط بينها و بين الحياة التي تستقبله ؟ و كيف يتعامل مع ما يسره و ما لا يسره ؟ و كيف يصير مدركا لمهمته في حياته ؟ في أي مجال من المجالات ؟

و أول ما ينبغي أن نفقهه .. ما المقصود من وجودنا في هذه الحياة ؟

و هو ما سوف نخصص له المحور الأول من هذه السلسلة بإذن الله ..

و فقنا الله و إياكم للعمل الصالح و لصالح العمل .. و الحمد لله رب العالمين ..
 


إن فرج العالم أجمع مترتب على أحوال أمة رسول الله صلى الله عليه و سلم .. فكيف ينبغي أن يكون فكر المسلم ؟ و كيف ينبغي أن يفهم الحياة التي يعيشها ؟ و كيف يربط بينها و بين الحياة التي تستقبله ؟ و كيف يتعامل مع ما يسره و ما لا يسره ؟ و كيف يصير مدركا لمهمته في حياته ؟ في أي مجال من المجالات ؟
و أول ما ينبغي أن نفقهه .. ما المقصود من وجودنا في هذه الحياة ؟
و هو ما سوف نخصص له المحور الأول من هذه السلسلة بإذن الله ..
و فقنا الله و إياكم للعمل الصالح و لصالح العمل .. و الحمد لله رب العالمين ..

جزاك الله خيراً أخي الكريم مهدي على هذا الموضوع الأكثر من ممتاز ...
ويسعدني جداً ويشرفني أن أشارك معك في الحوار المثري والإيماني المقترح عسى أن يكون لحوارنا هذا نتيجة إيجابية ومردود خير ينعكس على أقوالنا وأفعالنا ومن قبل ذلك وبعده ينعكس على أخلاقنا وسلوكياتنا ومعاملاتنا ...
بالنسبة للمحور الأول أخي الكريم وتساؤلك : ما المقصود من وجودنا في هذه الحياة ؟؟
فاسمح لي أن أنقل هنا العبارات التالية لأحد علمائنا الأجلاء والتي أشعر معها بمنتهى الصدق والإخلاص والتوفيق إن في التشخيص أو التوصيف أو التعبير ...
يقول الدكتور عبد الكريم زيدان في كتابه القيم ( أصول الدعوة ) تحت عنوان :

معرفة الداعي غايته في الحياة ومركزه بين الناس


ما هي غاية الانسان في الحياة ؟؟ وهل وراء هذه الغاية غاية أخرى ؟؟
أجابنا القرآن الكريم على هذا التساؤل فجعل الناس صنفين :
الصنف الأول : يجعلون غايتهم الأكل والشرب والتمتع بملاذ الجسد وليس وراء هذه الغاية عندهم غاية أخرى ، فهم يهتبلون فرص العمر وأيامه ليتمتعوا ما وسعهم التمتع ، فما بعد هذه الحياة في نظرهم الكليل وقلوبهم الميتة إلا العدم والفناء وهؤلاء شر الخلق وأشقاهم ، قال تعالى : { والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم } سورة محمد .. فهم صاروا كالدواب والبهائم لا يختلفون عنها إلا في الصورة والشكل وإلا في دخول النار .. تلك هي غاية هذا الصنف اما مركزهم بين الناس ، فهو مركز الإضلال والإفساد ومآلهم جميعاً دخول النار قال تعالى : { أولئك يدعون إلى النار، والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون } سورة البقرة ..
الصنف الثاني : وهم الذين عرفوا الحقيقة والغاية، عرفوا أنهم خلقوا لله لعبادته، وانهم إليه راجعون ، قال تعالى : { وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون } سورة الذاريات .. { يا أيها الانسان إنك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه } سورة الانشقاق ..
فغايتهم عبادة الله وحده ومنها الجهاد في سبيله والدعوة إليه وعمارة الأرض بفعل الخير وهداية الحيارى إلى الحق وقيادتهم في دروب الحياة ، تلك غايتهم في الحياة الدنيا ، ووراؤها الغاية العظمى والعليا : وهي ابتغاء مرضاة الله وحده جل جلاله .. قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون . وجاهدوا في الله حق جهاده ، هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير } سورة الحج ..
هذه مهمة المسلم في الحياة وغايته فيها ، عبادة الله وحده وجهاد في سبيله : يجاهد نفسه حتى يحملها على الطاعة ويبعدها عن المعصية ، ويجاهد بقلمه ولسانه وماله ويده في سبيل الله حتى تعلو كلمة الله ويستنير البشر بنور الإسلام .. وقد اختار الله تعالى المسلمين لهذه المهمة الخطيرة ، مهمة هداية الناس وقيادتهم للحق وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، فلا مجال للتخلي عن هذه المهمة الشريفة وهذه المكرمة العظيمة التي أكرم الله بها المسلمين ، بل عليهم أن يقابلوها بالرضى والنهوض بها وشكر الله عليها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب ( أصول الدعوة ) للدكتور عبد الكريم زيدان
اللهم ارزقنا الإخلاص في السر والعلن ...
اللهم اهدنا إلى طريقك المستقم ، واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ...
بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب مهدي ...
ودمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 


جزاك الله خيرا اخي مهدي على الموضوع الطيب ..
مقدمة رائعة في الحلقة الاولى من السلسلة
ننتظر بفارغ الصبر الحلقة الثانية فلاتطل علينا ...
 


شكر الله لكم إخوتي كلماتكم العذبة .. لا أخفيكم .. لقد شعرت بأنفاسكم تنبعث بين الكلمات .. و أخجلني تواضعكم .. و وددت لو فسحت لكم المجال لإتمام محاور الموضوع ..
لكن .. كما لا يخفى عليكم .. وعد الحر دين عليه ..
سأطرح المحور الموالي .. لا تعاليا عما ذكرتم .. و إنما دعما و تأكيدا له ..
بارك الله فيك أخي زكي
و زادك الله من علمه أخي أبو قصي
و شوقك الله إلى رؤية وجهه الكريم أخي ( أختي ) meary .
 
عودة
أعلى