flowers
مشرف قسم العلاج الطبيعي
السلام عليكم ورحمة الله
أحببت أن أنقل لكم بعض الفتاوى أرجو من الله عز وجل أن تعم الفائدة للمسلمين وأن يغفر لنا ويرحمنا
سؤال:
هل أذكار المساء تكون بعد صلاة العصر أو بعد غروب الشمس ؟ أي بعد صلاة المغرب .
أحببت أن أنقل لكم بعض الفتاوى أرجو من الله عز وجل أن تعم الفائدة للمسلمين وأن يغفر لنا ويرحمنا
سؤال:
هل أذكار المساء تكون بعد صلاة العصر أو بعد غروب الشمس ؟ أي بعد صلاة المغرب .
الجواب:
الحمد لله
"أذكار المساء تبتدئ من زوال الشمس (أول وقت صلاة الظهر) إلى غروبها ، وفي أول الليل ، وأذكار الصباح تبتدئ من طلوع الفجر إلى زوال الشمس ، قال تعالى : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) طه/130 ، وقال سبحانه : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) الأعراف/105 ، والأصال جمع أصيل ، وهو : ما بين العصر والمغرب .
وقال سبحانه : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) الروم/17، 18.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (24/178) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
ما منزلة الحكم بما أنزل الله في الإسلام ؟ وهل يكون الحاكم بغير ما أنزل الله يكون كافراً ؟
"أذكار المساء تبتدئ من زوال الشمس (أول وقت صلاة الظهر) إلى غروبها ، وفي أول الليل ، وأذكار الصباح تبتدئ من طلوع الفجر إلى زوال الشمس ، قال تعالى : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) طه/130 ، وقال سبحانه : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) الأعراف/105 ، والأصال جمع أصيل ، وهو : ما بين العصر والمغرب .
وقال سبحانه : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) الروم/17، 18.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (24/178) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
ما منزلة الحكم بما أنزل الله في الإسلام ؟ وهل يكون الحاكم بغير ما أنزل الله يكون كافراً ؟
الجواب:
الحمد لله
"إن الحكم بما أنزل الله تعالى من توحيد الربوبية ؛ لأنه تنفيذ لحكم الله الذي هو مقتضى ربوبيته وكمال ملكه وتصرفه ، لهذا سمى الله تعالى المتبوعين في غير ما أنزل الله تعالى أرباباً لمتبعيهم فقال سبحانه : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة/31 ، فسمى الله تعالى المتبوعين أرباباً حيث جُعلوا مشرِّعين مع الله تعالى ، وسمى المتبعين عباداً حيث إنهم ذلوا لهم وأطاعوهم في مخالفة حكم الله سبحانه وتعالى .
وقد قال عدي بن حاتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنهم لم يعبدوهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (بلى ، إنهم حرموا عليهم الحلال ، وأحلوا لهم الحرام ، فاتبعوهم ، فذلك عبادتهم إياهم) .
إذا فهمت ذلك فاعلم أن من لم يحكم بما أنزل الله وأراد أن يكون التحاكم إلى غير الله ورسوله وردت فيه آيات بنفي الإيمان وآيات بكفره وظلمه وفسقه .
أما القسم الأول [يعني الآيات التي وردت بنفي الإيمان عنه] :
فمثل قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا * وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا * فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء/60- 65 .
فوصف الله تعالى هؤلاء المدعين للإيمان وهم منافقون بصفات :
الأولى : أنهم يريدون أن يكون التحاكم إلى الطاغوت ؛ وهو كل ما خالف حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن من خالف حكم الله ورسوله فهو طغيان واعتداء على حُكْمِ مَنْ له الحكم وإليه يرجع الأمر كله ، وهو الله ، قال الله تعالى : (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) الأعراف/54 .
الثانية : أنهم إذا دُعُوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدوا وأعرضوا .
الثالثة : أنهم إذا أصيبوا بمصيبة بما قدمت أيديهم ، ومنها أن يعثر على صنيعهم جاءوا يحلفون أنهم ما أرادوا إلا الإحسان والتوفيق ، كحال من يرفض اليوم أحكام الإسلام ويحكم بالقوانين المخالفة لها زعماً منه أن ذلك هو الإحسان الموافق لأحوال العصر .
ثم حذر سبحانه هؤلاء المدعين للإيمان المتصفين بتلك الصفات بأنه سبحانه يعلم ما في قلوبهم وما يكنون من أمور تخالف ما يقولون ، وأمر نبيه أن يعظهم ويقول لهم في أنفسهم قولاً بليغاً . ثم بين الحكمة من إرسال الرسول أن يكون هو المطاع المتبوع لا غيره من الناس مهما قويت أفكارهم واتسعت مداركهم . ثم أقسم تعالى بربوبيتة لرسوله التي هي أخص أنواع الربوبية والتي تتضمن الإشارة إلى صحة رسالته صلى الله عليه وسلم أقسم بها مؤكداً أنه لا يصلح الإيمان إلا بثلاثة أمور :
الأول : أن يكون التحاكم في كل نزاع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن تنشرح الصدور بحكمه ، ولا يكون في النفوس حرج وضيق منه .
الثالث : أن يحصل التسليم التام بقبول ما حكم به وتنفيذه بدون توان أو انحراف .
وأما القسم الثاني [يعني الآيات التي وردت بكفره وظلمه وفسقه] :
فمثل قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ) المائدة/44 ، (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) المائدة/45 ، (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) المائدة/47 . وهل هذه الأوصاف الثلاثة تتنزل على موصوف واحد ؟ بمعنى أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق ؟ لأن الله تعالى وصف الكافرين بالظلم والفسق ، فقال تعالى : (وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ) البقرة/254 ، وقال تعالى : (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) التوبة/84 ، فكل كافر ظالم فاسق ، أو هذه الأوصاف تتنزل على موصوفين بحسب الحامل لهم على عدم الحكم بما أنزل الله ؟ هذا هو الأقرب عندي ، والله أعلم .
فنقول : من لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به ، أو احتقاراً له ، أو اعتقاداً أن غيره أصلح ، وأنفع للخلق ، فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة ، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه ، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق ، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فَضْلَ ما عَدَلَ إليه ، ونَقَصَ ما عدلَ عنه .
ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به ، ولم يحتقره ، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه ، وأنفع للخلق وإنما حكم بغيره تسلطاً على المحكوم انتقاماً منه لنفسه أو نحو ذلك ، فهذا ظالم وليس بكافر ، وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم .
ومن لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم الله ولا احتقاراً ولا اعتقاداً أن غيره أصلح وأنفع للخلق وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له ، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عَرَض الدنيا ، فهذا فاسق وليس بكافر ، وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيمن اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله أنهم على وجهين :
أحدهما : أن يعلموا أنهم يبدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل ، ويعتقدون تحليل ما حرم وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم ، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل . فهذا كفر ، وقد جعله الله ورسوله شركاً .
الثاني : أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحليل الحرام وتحريم الحلال – كذا العبارة المنقولة عنه – ثابتاً ، لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي ، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب" انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .
"فتاوى العقيدة" (ص 208- 212) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
ماذا يقول القرآن والإسلام في المشكلة الكبيرة جدّاً في العالم كله ، والمسمَّاة بـ " ارتفاع درجة حرارة الأرض " ؟ يقولون : إن ثلوج العالم ستنصهر خلال عدة عقود ، مما سيكون له تأثيرات خطيرة ، هل ذكر شيء في القرآن والإعجاز العلمي فيه عن هذا الأمر ؟
"إن الحكم بما أنزل الله تعالى من توحيد الربوبية ؛ لأنه تنفيذ لحكم الله الذي هو مقتضى ربوبيته وكمال ملكه وتصرفه ، لهذا سمى الله تعالى المتبوعين في غير ما أنزل الله تعالى أرباباً لمتبعيهم فقال سبحانه : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة/31 ، فسمى الله تعالى المتبوعين أرباباً حيث جُعلوا مشرِّعين مع الله تعالى ، وسمى المتبعين عباداً حيث إنهم ذلوا لهم وأطاعوهم في مخالفة حكم الله سبحانه وتعالى .
وقد قال عدي بن حاتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنهم لم يعبدوهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (بلى ، إنهم حرموا عليهم الحلال ، وأحلوا لهم الحرام ، فاتبعوهم ، فذلك عبادتهم إياهم) .
إذا فهمت ذلك فاعلم أن من لم يحكم بما أنزل الله وأراد أن يكون التحاكم إلى غير الله ورسوله وردت فيه آيات بنفي الإيمان وآيات بكفره وظلمه وفسقه .
أما القسم الأول [يعني الآيات التي وردت بنفي الإيمان عنه] :
فمثل قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا * وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا * فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء/60- 65 .
فوصف الله تعالى هؤلاء المدعين للإيمان وهم منافقون بصفات :
الأولى : أنهم يريدون أن يكون التحاكم إلى الطاغوت ؛ وهو كل ما خالف حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن من خالف حكم الله ورسوله فهو طغيان واعتداء على حُكْمِ مَنْ له الحكم وإليه يرجع الأمر كله ، وهو الله ، قال الله تعالى : (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) الأعراف/54 .
الثانية : أنهم إذا دُعُوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدوا وأعرضوا .
الثالثة : أنهم إذا أصيبوا بمصيبة بما قدمت أيديهم ، ومنها أن يعثر على صنيعهم جاءوا يحلفون أنهم ما أرادوا إلا الإحسان والتوفيق ، كحال من يرفض اليوم أحكام الإسلام ويحكم بالقوانين المخالفة لها زعماً منه أن ذلك هو الإحسان الموافق لأحوال العصر .
ثم حذر سبحانه هؤلاء المدعين للإيمان المتصفين بتلك الصفات بأنه سبحانه يعلم ما في قلوبهم وما يكنون من أمور تخالف ما يقولون ، وأمر نبيه أن يعظهم ويقول لهم في أنفسهم قولاً بليغاً . ثم بين الحكمة من إرسال الرسول أن يكون هو المطاع المتبوع لا غيره من الناس مهما قويت أفكارهم واتسعت مداركهم . ثم أقسم تعالى بربوبيتة لرسوله التي هي أخص أنواع الربوبية والتي تتضمن الإشارة إلى صحة رسالته صلى الله عليه وسلم أقسم بها مؤكداً أنه لا يصلح الإيمان إلا بثلاثة أمور :
الأول : أن يكون التحاكم في كل نزاع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن تنشرح الصدور بحكمه ، ولا يكون في النفوس حرج وضيق منه .
الثالث : أن يحصل التسليم التام بقبول ما حكم به وتنفيذه بدون توان أو انحراف .
وأما القسم الثاني [يعني الآيات التي وردت بكفره وظلمه وفسقه] :
فمثل قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ) المائدة/44 ، (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) المائدة/45 ، (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) المائدة/47 . وهل هذه الأوصاف الثلاثة تتنزل على موصوف واحد ؟ بمعنى أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق ؟ لأن الله تعالى وصف الكافرين بالظلم والفسق ، فقال تعالى : (وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ) البقرة/254 ، وقال تعالى : (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) التوبة/84 ، فكل كافر ظالم فاسق ، أو هذه الأوصاف تتنزل على موصوفين بحسب الحامل لهم على عدم الحكم بما أنزل الله ؟ هذا هو الأقرب عندي ، والله أعلم .
فنقول : من لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به ، أو احتقاراً له ، أو اعتقاداً أن غيره أصلح ، وأنفع للخلق ، فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة ، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه ، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق ، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فَضْلَ ما عَدَلَ إليه ، ونَقَصَ ما عدلَ عنه .
ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به ، ولم يحتقره ، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه ، وأنفع للخلق وإنما حكم بغيره تسلطاً على المحكوم انتقاماً منه لنفسه أو نحو ذلك ، فهذا ظالم وليس بكافر ، وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم .
ومن لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم الله ولا احتقاراً ولا اعتقاداً أن غيره أصلح وأنفع للخلق وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له ، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عَرَض الدنيا ، فهذا فاسق وليس بكافر ، وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيمن اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله أنهم على وجهين :
أحدهما : أن يعلموا أنهم يبدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل ، ويعتقدون تحليل ما حرم وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم ، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل . فهذا كفر ، وقد جعله الله ورسوله شركاً .
الثاني : أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحليل الحرام وتحريم الحلال – كذا العبارة المنقولة عنه – ثابتاً ، لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي ، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب" انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .
"فتاوى العقيدة" (ص 208- 212) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
ماذا يقول القرآن والإسلام في المشكلة الكبيرة جدّاً في العالم كله ، والمسمَّاة بـ " ارتفاع درجة حرارة الأرض " ؟ يقولون : إن ثلوج العالم ستنصهر خلال عدة عقود ، مما سيكون له تأثيرات خطيرة ، هل ذكر شيء في القرآن والإعجاز العلمي فيه عن هذا الأمر ؟
الجواب:
الحمد لله
مشكلة " الاحتباس الحراري " تعد من أبرز مشكلات العصر البيئية ، والتي عقد من أجلها الخبراء المؤتمرات الكثيرة ، ونشرت أبحاث متعددة تحذر من عواقبها الوخيمة ، وهؤلاء الخبراء يُعزون هذا الارتفاع في الحرارة لما تسببه المصانع ، ومحطات الطاقة ، وعوادم السيارات من غازات تتراكم في غلاف الأرض ، مما يسبب ارتفاعاً لحرارة الهواء ، وحرارة المحيطات ، وينذر ذلك بذوبان الجليد وتدفقه في الأرض ، مما يتوقع أن يغير ذلك من معالم كاملة لبعض الدول ، ومن تغيير كبير في مناخ مساحات شاسعة في الأرض .
ولم نجد ما يتعلق بهذا في القرآن والسنَّة إلا حديثاً واحداً ، ذكر بعض العلماء المتخصصين في الشرع والعلوم البيئية أن له تعلُّقاً بالموضوع ، وأقرَّهم على ذلك بعض أبرز الاختصاصيين في العالم ، وهو رجوع جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً ، وقد عزوا ذلك إلى تغير كامل في مناخ الأرض ، وهو ذوبان " القطب الشمالي المتجمد " بسبب الاحتباس الحراري .
والذي نراه أن رجوع جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً أمر لا شك فيه ، ولكن لا يمكن الجزم بأن ذلك سيكون بسبب الذوبان الجليدي ، فإن علم ذلك عند الله تعالى ، ولكننا نذكر هذا القول استئناساً ، ولأنه قد قيل من قبل اختصاصيين من مسلمين ، وكفار .
والحديث هو :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) رواه مسلم (157) . والمروج : هي الأرض الواسعة كثيرة النبات .
1. قال الدكتور " زغلول النجار " – وفقه الله - :
"وهذا الحديث الشريف من المعجزات العلمية التي تصف حقيقة كونية لم يدركها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين ، حين ثبت لهم بأدلة قاطعة أن " جزيرة العرب " كانت في القديم مروجاً وأنهاراً , كما تشير الدراسات المناخية إلى أن تلك الصحراء القاحلة في طريقها الآن للعودة مروجاً وأنهاراً مرة أخرى , وذلك لأن كوكب الأرض يمر - في تاريخه الطويل - بدورات مناخية متقلبة تتم على مراحل زمنية طويلة ومتدرجة - كما قد تكون فجائية , ومتسارعة .
وتشير الدراسات المناخية إلى أننا مقدمون على فترة مطيرة جديدة ، شواهدها بدايات " زحف للجليد " في نصف الكرة الشمالي باتجاه الجنوب , وانخفاض ملحوظ في درجات حرارة فصل الشتاء .
وإشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفترة الجليدية في حديثه الكريم (حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) : مما يشهد له بالنبوة ، وبالرسالة , وبأنه عليه الصلاة وأزكى التسليم كان دوماً موصولاً بالوحي , ومُعَلَّمًا من قِبَل خالق السماوات والأرض" انتهى باختصار ، من : http://www.eqraa.com/forums/index.php?showtopic=3687
2. وقال الشيخ عبد المجيد الزنداني – وفقه الله - :
"العالم البروفسيور " الفريد كرونير " من أشهر علماء الجيولوجيا في العالم ، حضر مؤتمراً جيولوجيّاً في كلية " علوم الأرض " في جامعة " الملك عبد العزيز " ، قلت له : هل عندكم حقائق أن جزيرة العرب كانت بساتين وأنهاراً ؟ فقال : نعم ، هذه مسألة معروفة عندنا ، وحقيقة من الحقائق العلمية ، وعلماء الجيولوجيا يعرفونها ؛ لأنك إذا حفرت في أي منطقة تجد الآثار التي تدلك على أن هذه الأرض كانت مروجاً وأنهاراً , والأدلة كثيرة ، قلت له : وهل عندك دليل على أن بلاد العرب ستعود مروجاً وأنهاراً ؟ قال : هذه مسألة حقيقية ، ثابتة ، نعرفها نحن الجيولوجيون ، ونقيسها ، ونحسبها , ونستطيع أن نقول بالتقريب متى يكون ذلك ، وهي مسألة ليست عنكم ببعيدة ، وهي قريبة ، قلت : لماذا ؟ قال : لأننا درسنا تاريخ الأرض في الماضي ، فوجدنا أنها تمر بأحقاب متعددة من ضمن هذه الأحقاب المتعددة ، حقبة تسمَّى " العصور الجليدية " ، وما معنى العصر الجليدي ؟ معناه : أن كمية من ماء البحر تتحول إلى ثلج ، وتتجمع في " القطب المتجمد الشمالي " ، ثم تزحف نحو الجنوب ، وعندما تزحف نحو الجنوب : تغطي ما تحتها ، وتغير الطقس في الأرض , ومن ضمن تغيير الطقس : تغيير يحدث في بلاد العرب , فيكون الطقس بارداً , وتكون بلاد العرب من أكثر بلاد العالم أمطاراً وأنهاراً .
قلت له : تأكد لنا هذا ؟ .
قال : نعم ، هذه حقيقة لا مفر منها .
قلت له : اسمع ، مَن أخبر محمَّداً صلى الله عليه وسلم بذلك ؟ هذا كله مذكور في حديث رواه مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) مَن قال لمحمد صلى الله عليه وسلم إن أرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً ؟! ففكَّر ، وقال :
الرومان ! ، فقلت له : ومَن أخبره بأن أرض العرب ستعود مروجاً وأنهاراً ؟ ففكر ، وفكر وقال : (فيه فوق !!) وهنا قلت له : اكتب ، فكتب بخطه : " لقد أدهشتني الحقائق العلمية التي رأيتها في القرآن والسنَّة ، ولم نتمكن من التدليل عليها إلا في الآونة الأخيرة بالطرق العلمية الحديثة ، وهذا يدل على أن النبي محمَّداً صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى هذا العلم إلا بوحي علوي " .
والله هذا الألماني ما مرَّ بيني وبينه سوى ساعتين ونصف ساعة حتى قال هذا كله ، وهذا عملاق من عمالقة العلم ، ويكتب هذا ، ويقره ، وهذا يدل على أن هناك عِلماً واحداً ، وحقيقة واحدة ، وإلهاً واحداً" انتهى باختصار من : http://www.science4islam.com/index.aspx?act=da&id=133
مشكلة " الاحتباس الحراري " تعد من أبرز مشكلات العصر البيئية ، والتي عقد من أجلها الخبراء المؤتمرات الكثيرة ، ونشرت أبحاث متعددة تحذر من عواقبها الوخيمة ، وهؤلاء الخبراء يُعزون هذا الارتفاع في الحرارة لما تسببه المصانع ، ومحطات الطاقة ، وعوادم السيارات من غازات تتراكم في غلاف الأرض ، مما يسبب ارتفاعاً لحرارة الهواء ، وحرارة المحيطات ، وينذر ذلك بذوبان الجليد وتدفقه في الأرض ، مما يتوقع أن يغير ذلك من معالم كاملة لبعض الدول ، ومن تغيير كبير في مناخ مساحات شاسعة في الأرض .
ولم نجد ما يتعلق بهذا في القرآن والسنَّة إلا حديثاً واحداً ، ذكر بعض العلماء المتخصصين في الشرع والعلوم البيئية أن له تعلُّقاً بالموضوع ، وأقرَّهم على ذلك بعض أبرز الاختصاصيين في العالم ، وهو رجوع جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً ، وقد عزوا ذلك إلى تغير كامل في مناخ الأرض ، وهو ذوبان " القطب الشمالي المتجمد " بسبب الاحتباس الحراري .
والذي نراه أن رجوع جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً أمر لا شك فيه ، ولكن لا يمكن الجزم بأن ذلك سيكون بسبب الذوبان الجليدي ، فإن علم ذلك عند الله تعالى ، ولكننا نذكر هذا القول استئناساً ، ولأنه قد قيل من قبل اختصاصيين من مسلمين ، وكفار .
والحديث هو :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) رواه مسلم (157) . والمروج : هي الأرض الواسعة كثيرة النبات .
1. قال الدكتور " زغلول النجار " – وفقه الله - :
"وهذا الحديث الشريف من المعجزات العلمية التي تصف حقيقة كونية لم يدركها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين ، حين ثبت لهم بأدلة قاطعة أن " جزيرة العرب " كانت في القديم مروجاً وأنهاراً , كما تشير الدراسات المناخية إلى أن تلك الصحراء القاحلة في طريقها الآن للعودة مروجاً وأنهاراً مرة أخرى , وذلك لأن كوكب الأرض يمر - في تاريخه الطويل - بدورات مناخية متقلبة تتم على مراحل زمنية طويلة ومتدرجة - كما قد تكون فجائية , ومتسارعة .
وتشير الدراسات المناخية إلى أننا مقدمون على فترة مطيرة جديدة ، شواهدها بدايات " زحف للجليد " في نصف الكرة الشمالي باتجاه الجنوب , وانخفاض ملحوظ في درجات حرارة فصل الشتاء .
وإشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفترة الجليدية في حديثه الكريم (حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) : مما يشهد له بالنبوة ، وبالرسالة , وبأنه عليه الصلاة وأزكى التسليم كان دوماً موصولاً بالوحي , ومُعَلَّمًا من قِبَل خالق السماوات والأرض" انتهى باختصار ، من : http://www.eqraa.com/forums/index.php?showtopic=3687
2. وقال الشيخ عبد المجيد الزنداني – وفقه الله - :
"العالم البروفسيور " الفريد كرونير " من أشهر علماء الجيولوجيا في العالم ، حضر مؤتمراً جيولوجيّاً في كلية " علوم الأرض " في جامعة " الملك عبد العزيز " ، قلت له : هل عندكم حقائق أن جزيرة العرب كانت بساتين وأنهاراً ؟ فقال : نعم ، هذه مسألة معروفة عندنا ، وحقيقة من الحقائق العلمية ، وعلماء الجيولوجيا يعرفونها ؛ لأنك إذا حفرت في أي منطقة تجد الآثار التي تدلك على أن هذه الأرض كانت مروجاً وأنهاراً , والأدلة كثيرة ، قلت له : وهل عندك دليل على أن بلاد العرب ستعود مروجاً وأنهاراً ؟ قال : هذه مسألة حقيقية ، ثابتة ، نعرفها نحن الجيولوجيون ، ونقيسها ، ونحسبها , ونستطيع أن نقول بالتقريب متى يكون ذلك ، وهي مسألة ليست عنكم ببعيدة ، وهي قريبة ، قلت : لماذا ؟ قال : لأننا درسنا تاريخ الأرض في الماضي ، فوجدنا أنها تمر بأحقاب متعددة من ضمن هذه الأحقاب المتعددة ، حقبة تسمَّى " العصور الجليدية " ، وما معنى العصر الجليدي ؟ معناه : أن كمية من ماء البحر تتحول إلى ثلج ، وتتجمع في " القطب المتجمد الشمالي " ، ثم تزحف نحو الجنوب ، وعندما تزحف نحو الجنوب : تغطي ما تحتها ، وتغير الطقس في الأرض , ومن ضمن تغيير الطقس : تغيير يحدث في بلاد العرب , فيكون الطقس بارداً , وتكون بلاد العرب من أكثر بلاد العالم أمطاراً وأنهاراً .
قلت له : تأكد لنا هذا ؟ .
قال : نعم ، هذه حقيقة لا مفر منها .
قلت له : اسمع ، مَن أخبر محمَّداً صلى الله عليه وسلم بذلك ؟ هذا كله مذكور في حديث رواه مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) مَن قال لمحمد صلى الله عليه وسلم إن أرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً ؟! ففكَّر ، وقال :
الرومان ! ، فقلت له : ومَن أخبره بأن أرض العرب ستعود مروجاً وأنهاراً ؟ ففكر ، وفكر وقال : (فيه فوق !!) وهنا قلت له : اكتب ، فكتب بخطه : " لقد أدهشتني الحقائق العلمية التي رأيتها في القرآن والسنَّة ، ولم نتمكن من التدليل عليها إلا في الآونة الأخيرة بالطرق العلمية الحديثة ، وهذا يدل على أن النبي محمَّداً صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى هذا العلم إلا بوحي علوي " .
والله هذا الألماني ما مرَّ بيني وبينه سوى ساعتين ونصف ساعة حتى قال هذا كله ، وهذا عملاق من عمالقة العلم ، ويكتب هذا ، ويقره ، وهذا يدل على أن هناك عِلماً واحداً ، وحقيقة واحدة ، وإلهاً واحداً" انتهى باختصار من : http://www.science4islam.com/index.aspx?act=da&id=133
والله أعلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
الاحتلام يزيد الشهوة ؛ فما الفرق بين الاحتلام وبين النظر إلى النساء الأجانب من خلال التلفاز ؟.
الاحتلام يزيد الشهوة ؛ فما الفرق بين الاحتلام وبين النظر إلى النساء الأجانب من خلال التلفاز ؟.
الجواب:
الحمد لله
المقارنة بين هذين الأمرين باطلة من أصلها ، وما بُني على شيء باطل كان باطلاً .
وبطلان ذلك لأمور :
أولا :
أن الاحتلام وهو : عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء ومن ذلك ما يرى الرجل من صورة الجماع وتمثيله وتخيل العملية الجنسية في المنام . وهذا أمر طبيعي ، ويراه كل من الرجل والمرأة ، وهذا لا حرج فيه ولا إثم على المرء فيه ، وقد جاء في حديث أُم سُلَيْمٍ حَدَّثَتْ أَنَّهَا سَأَلَتْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَتْ ذَلِكِ الْمَرْأَةُ فَلْتَغْتَسِلْ ) رواه مسلم ( الحيض/469 ) .
ثانيا : أن الاحتلام لا كسب للمرء ولا قدرة له على منعه ، وإنما هو إخراج لفضلات الجسم التي تضرُّ الجسم لو بقيت فيه ، ولذلك أحياناً يرى في منامه شيئاً ، وقد لا يرى شيئاً . لذلك لم يكن محرَّماً ، قال تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) البقرة/286 .
واما الاستمناء فإنه محرم لأنه يحصل بقصد المرء وإرادته ، ويراجع جواب سؤال (329) .
ومثله النظر إلى النساء فإنه حاصل باختيار الإنسان وقصده وتعمُّده فلهذا مُنع منه .
ولما كانت نظرة الفجأة لا قدرة للعبد في منعها لم يؤاخذ المرء عليها إذا لم يقصد ، وإنما كان الإثم على الاسترسال فيها ، فقد جاء في الحديث : ( عَلِيُّ لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخرة ) رواه الترمذي ( الأدب/2701 ) وحسّنه الألباني في صحيح الترمذي برقم (2229) ومعنى لك الأولى : ( أي إذا كانت من غير قصد ) وليست لك الآخرة ( لأنها باختيارك فتكون عليك ) .
ثالثا : أن الله عز وجل قد أمر المؤمنين بغض البصر فقال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) النور/30 وأمر بذلك رسوله عليه الصلاة والسلام فعَنْ جَرِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ : ( اصْرِفْ بَصَرَكَ ) رواه أبو داود ( النكاح/1836 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (1880) . ولذلك يجب امتثال أمر الله ورسوله قال تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/63
ومما ينبغي أن يعلمه العبد ويعتقده أنّ الله عز وجل لم يُكلِّف العباد بما يشقُّ عليهم ويُعنِتَهم ( أي يضيِّق عليهم ويحرجهم ) فهو جل وعلا لا يأمر بأمر مستحيل ، ومن ذلك الأمر بغض البصر . فإنه بوسع المكلَّف أن يمتثل هذا الأمر .
ولكن لما كان طريق الجنة محفوفاً بالمكاره , وطريق النار محفوفاً بالشهوات جعل الله في ذلك ابتلاءً واختباراً لعباده ، فمن امتثل أمر الله عز وجل وابتعد عن نهيه كانت له العاقبة والآخرة الحسنة . والعكس بالعكس .
رابعاً :
أن الله عز وجل أمر بغض البصر وحرّم النظر إلى النساء لما يترتَّب على ذلك من المفاسد العظيمة فالنظر بريد الزنا والعياذ بالله . ولذلك جاء في الحديث عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ ) رواه البخاري ( القدر/6122 ) ، فإذا غض المرء بصره عما حرَّم الله فما الذي يدعوه إلى الفاحشة !! . والواجب على المسلم أن يبتعد عن كل طريق إلى الفاحشة من نظر إلى النساء أو التفكير والتأمل الذي يأجِّج الشهوة ويزيدها . ومن يفعل ذلك فإنما يزيد نفسه همَّاًً وغمّاً وحُرقة ولا فائدة .
فإنك إن أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقال الشاعر :
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فَتْكَ السِّهام بلا قوس ولا وَتَر
وقيل : الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده .
نسأل الله الهداية للجميع . والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .
الحمد لله
المقارنة بين هذين الأمرين باطلة من أصلها ، وما بُني على شيء باطل كان باطلاً .
وبطلان ذلك لأمور :
أولا :
أن الاحتلام وهو : عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء ومن ذلك ما يرى الرجل من صورة الجماع وتمثيله وتخيل العملية الجنسية في المنام . وهذا أمر طبيعي ، ويراه كل من الرجل والمرأة ، وهذا لا حرج فيه ولا إثم على المرء فيه ، وقد جاء في حديث أُم سُلَيْمٍ حَدَّثَتْ أَنَّهَا سَأَلَتْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَتْ ذَلِكِ الْمَرْأَةُ فَلْتَغْتَسِلْ ) رواه مسلم ( الحيض/469 ) .
ثانيا : أن الاحتلام لا كسب للمرء ولا قدرة له على منعه ، وإنما هو إخراج لفضلات الجسم التي تضرُّ الجسم لو بقيت فيه ، ولذلك أحياناً يرى في منامه شيئاً ، وقد لا يرى شيئاً . لذلك لم يكن محرَّماً ، قال تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) البقرة/286 .
واما الاستمناء فإنه محرم لأنه يحصل بقصد المرء وإرادته ، ويراجع جواب سؤال (329) .
ومثله النظر إلى النساء فإنه حاصل باختيار الإنسان وقصده وتعمُّده فلهذا مُنع منه .
ولما كانت نظرة الفجأة لا قدرة للعبد في منعها لم يؤاخذ المرء عليها إذا لم يقصد ، وإنما كان الإثم على الاسترسال فيها ، فقد جاء في الحديث : ( عَلِيُّ لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخرة ) رواه الترمذي ( الأدب/2701 ) وحسّنه الألباني في صحيح الترمذي برقم (2229) ومعنى لك الأولى : ( أي إذا كانت من غير قصد ) وليست لك الآخرة ( لأنها باختيارك فتكون عليك ) .
ثالثا : أن الله عز وجل قد أمر المؤمنين بغض البصر فقال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) النور/30 وأمر بذلك رسوله عليه الصلاة والسلام فعَنْ جَرِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ : ( اصْرِفْ بَصَرَكَ ) رواه أبو داود ( النكاح/1836 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (1880) . ولذلك يجب امتثال أمر الله ورسوله قال تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/63
ومما ينبغي أن يعلمه العبد ويعتقده أنّ الله عز وجل لم يُكلِّف العباد بما يشقُّ عليهم ويُعنِتَهم ( أي يضيِّق عليهم ويحرجهم ) فهو جل وعلا لا يأمر بأمر مستحيل ، ومن ذلك الأمر بغض البصر . فإنه بوسع المكلَّف أن يمتثل هذا الأمر .
ولكن لما كان طريق الجنة محفوفاً بالمكاره , وطريق النار محفوفاً بالشهوات جعل الله في ذلك ابتلاءً واختباراً لعباده ، فمن امتثل أمر الله عز وجل وابتعد عن نهيه كانت له العاقبة والآخرة الحسنة . والعكس بالعكس .
رابعاً :
أن الله عز وجل أمر بغض البصر وحرّم النظر إلى النساء لما يترتَّب على ذلك من المفاسد العظيمة فالنظر بريد الزنا والعياذ بالله . ولذلك جاء في الحديث عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ ) رواه البخاري ( القدر/6122 ) ، فإذا غض المرء بصره عما حرَّم الله فما الذي يدعوه إلى الفاحشة !! . والواجب على المسلم أن يبتعد عن كل طريق إلى الفاحشة من نظر إلى النساء أو التفكير والتأمل الذي يأجِّج الشهوة ويزيدها . ومن يفعل ذلك فإنما يزيد نفسه همَّاًً وغمّاً وحُرقة ولا فائدة .
فإنك إن أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقال الشاعر :
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فَتْكَ السِّهام بلا قوس ولا وَتَر
وقيل : الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده .
نسأل الله الهداية للجميع . والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب