mai saad
Well-Known Member
الرجز ...المفترى عليه
1- ظلمه ملوك الشعر ،فدعونا نتوجه إماما للأدب الشعبي القديم
اختلف القدماء في الرجز ، فأخرجه بعضهم من نطاق الشعر ، وأخرج بعضهم ألوانا منه مثل المشطور والمنهوك وحدهما ، ويقبل بعضهم كونه شعرا ، ولكنه يحرمه مكانه الشعر وروعته فيقول . وقد دأب على ازدرائه الجاهليون والإسلاميون ومن بعدهم من خواص الشعراء والنقاد ، ولعله من العجيب اللافت للنظر إن أبا العلاء المعرى ، عندما صور جنته في رسالة الغفران أدخل فيها الشعراء لم تطاوعه نفسه المتأثرة بالتراث القديم أن يدخل الرجاز في جنه الشعراء فأفرد لهم جنه خاصه ، جعل بيوتها أحط واقل درجات من قصور جنه الشعراء.
السؤال هنا لماذا نصبت الرجز إماما للشعر الشعبي ؟ !!!!!!!!
لست أنا من يدعى أن الرجز فن شعبي ، فقد ذهب إلى هذا الرأي الأستاذ الدكتور طه حسين . قال ( والذي نعرفه عن الرجز انه في العصر الجاهلي كان فنا من فنون الشعر لا يحفل به الشعراء ، ولا يقفون عنده ، ولا يلتفتون إليه ، وإنما كان شيئا أشبه بالزجل أو بهذه المواويل )
وأريد أن أنبه أن هذا الموقف من الرجز كان قاصرا على أصحاب الشعر الخاص ونقاده ، إما الشعب وهؤلاء أنفسهم حين يتبسطون ويتركون أنفسهم على سجيتها ، كانوا يشعرون بالحب والإعجاب به.
ولعل الآراء التي تذهب إلى أن الرجز أقدم الألوان الشعرية التي عرفها العرب تؤيد كونه فنا شعريا ، بقى على صورته التي نشأ عليها على حين تطورت الألوان الشعرية الأخرى وترقت .
فأقول إن الرجز لا تبدوا أعراضه الشعبية في موضوعاته فحسب بل في لغته أيضا . فلو جمعنا معجما يضم الألفاظ الواردة في الرجز، وأخر للألفاظ الواردة في الشعر ، لوجدنا اختلافا كبيرا بينهما ، فالشعراء ضيقوا على أنفسهم لخصوصية فنهم واستعملوا ألفاظا معينه مفهومه لدى جميع القبائل أو معظمها أما الرجاز فوسعوا على أنفسهم ، واستخدموا ألفاظا خاصة بقبائلهم لذلك عرف عن الرجز غرابه اللغة ، وغموض الألفاظ ، لا علينا نحن المتأخرون فقط .
وتسرب إلى الرجز _ بخلاف الشعر _ بعض الظواهر التي تنفرد بها اللهجات دون الفصيحة . فرأينا راجز يقلب السين تاء كما تفعل قبيلته ، ويقول
ياقبح الله بني السعلات
عمرو بن يربوع شرار النات
ليسوا إعفاء ولا اكيات
عمرو بن يربوع شرار النات
ليسوا إعفاء ولا اكيات
يريد : الناس ، وأكياس .
إذن فقد كان الرجاز أحرارا في اختيار ألفاظهم ، بخلاف الشعراء ، وكذلك كانوا أحرارا في معاملتها ، فاشتقوا منها ما حلى لهم من الاشتقاقات ، وتصرفوا في الألفاظ زيادة وحزفا ، فخففوا المشدد ، وفكوا المدغم ، وادغموا المفكوك وحذفوا حروفا وزادوا حروف
ليس من المستطاع هنا تتبع كل اتجاهات الرجز ، ولكن الذي يقتضيه المنهج السليم تصوير الاتجاهات الشعبية ( جوهر هذا المقال) الخالصة منه تصويرا واضحا ودقيقا لذا رأيت أن اجعل هذا المقال في شكل سلسله بعد إذنكم بالطبع سأتحدث فيها عن :
الرجز واغانى الطفولة
الحداء
أناشيد الحروب
النواح
الحداء
أناشيد الحروب
النواح
ادعيه المتسولين
والرجز لا يظهر فقط في الضروب الذي ذكرت، ولكنى تجاهلت بعض الضروب مثل اغانى الأفراح، اغانى الآبار، اغانى البناء، حتى لا تطول هذه السلسلة وأنا اعرف كم انتم ملولون
وللذين يرغبون في التبحر في هذا الموضوع أتمنى أن يرجعوا إلى :
الشعر العربي الشعبي د. نصار حسن
الاغانى
في الأدب الشعبي القديم لأحمد عبد الحميد يوسف
الاغانى
في الأدب الشعبي القديم لأحمد عبد الحميد يوسف
في الشعر الجاهلي لطه حسين
وكل السلسلة تقريبا لها نفس المراجع
اخوتى أتمنى أن أكون أوضحت الفكرة التي أريد مناقشتها معكم، وشوقتكم لما سوف يلي
أختكم من بعد غيبه مياسى احمد