بحث جديد في علوم الصحراء

الخطابي

New Member
بسم الله الرحمن الرحيم في أطراف الصحراء وعلي مشارف بحر الرمال العظيم تم تأسيس واحة الجغبوب الحديثة في حدود سنة 1270 هجريه حيث كانت تمر بها طرق القوافل العابرة للصحراء نحو واحة سيوه في الشرق ولاشك أن هناك العديد من الرحالة الذين مروا بها ومنهم الرحالة الألماني هورمان وغيره ويقول كتاب حاضر العالم الإسلامي أن اسم الجغبوب القديم هو سوفيا - ولا نود أن نشير إلي تاريخها القديم الذي تحدثت عنه اغلب الكتب ولكن ما يثير الدهشة أن هذه الواحة وحوليها أقامت بعض الأسر القديمة وبها نوع من الحضارة المتأثره والمؤثرة وثبت وجود هؤلاء البشر لفترة ما قبل الميلاد بأكثر من 200 سنه . وهذا ليس موضوعنا وما نتحدث عنه الآن هي الجغبوب اليوم .. فهي واحة تفتح ذراعيها للمشرق والمغرب عبر دروب طويلة مرت بها مراحل عديدة من مسيرة القوافل خلال فترات متعاقبة – ويربطها اليوم بالشمال شريان طريق معبد بطول 280كم يربطها بساحل البحر الأبيض المتوسط وبميناء طبرق التاريخي . وعندما كانت ولازالت مجهولة والبحث في حطاياها وهضابها وصحاريها أمر لذيذ يفتح الأفق وينير الدرب لكل باحث وطالب علم . فقد كان لنا رحلة طويلة في استكشاف معالمها ومعالم صحرائها وطبيعة أرضها .فسبحان الخالق والمبدع لان يجعل العقل البشرى يكتشف انه خلال عصور قديمه جدا كانت هذه المنطقة مغطاة بالمياه . والدليل علي ذلك وجود هذه الأصداف البحرية المتحجرة وكانت صحرائها تعج بأشجار النخيل المثمر المتميز ودليله وجود بقايا هذه الأشجار المتحجرة وهي تحاكي عصرا مضي علي حياتها قبله ملايين السنين ..ومن غرائب الصدف أن نجد الآثار القديمة والاكتشافات الجديدة تنبيء عن تصحيح العديد من الدراسات والوقائع التي لم تكن معروفة سابقا – ومن أهمها أثار الإنسان القديم وآثار الزواحف أيضا فلعك ترى معي هذه الآثار المنحوتة في الصخر وهذا لاشك لم يكن من اثر رسم الرياح أو المياه أو الإنسان اذاً هذا رسم آخر لاشيء آخر قلنا للوهلة الأولي إنها الزواحف فما أضخم رسمها في هذا الصخر . وهنا يذهب بك الفكر إلي كيف تم هذا النحت وكيف تمت هذه الرسومات إضافة إلي ما تعني بالتحديد.أسئلة تبحث عن إجابات وقبل أن تصل يد الإنسان لتدمير هذه الرسوم أو نقل هذه الآثار لابد من تحديد ما هيتها بالتحديد.فإن تطلعاتنا كبيره جدا للبحث في هذه الأمور بعين ثاقبة ودراسة وافيه . وبهذه الصور وتحديد المواقع لها امرأ يحتاج إلي تحليل دقيق للوصول إلي نتائج . وهذا يتطلب القدرات والإمكانيات التي تفوق قدرتنا . فإننا إذا ننقل هذه الحقائق ليطلع عليها المختصين ونناشدهم بدعم مشروعنا هذا والذي يتلخص في زيارة هذا الخط الطويل من صحرائنا المحلية وامتدادها إلي خارج محيطنا الذي نعيش فيه متوجيها في متابعة إلي استمرار هذه الاكتشافات لكل ما تزخر به هذه الصحراء من إمكانيات قد تؤدى بنا إلي إعادة صياغة كتابة التاريخ واكتشاف ماضي عتيق ربما تنبيء الظواهر الطبيعية في تغيرات المناخ إلي عودتنا إلي ذلك الماضي ليكون هو المستقبل الذي سيكون أمامنا .ونبدأ بتحديد الصور لما عثرنا عليه حول واحة الجغبوب والتي تستمر وتتواصل عبر خط الصحراء ممتدا من آمون سيوه إلي غدامس في مرحلته الأولي ومن غدامس الي عين صالح وحتي أن نصل الي المحيط الأطلسي الذي سيكون نقطة النهاية للخط 29 درجه .وحيث أننا بدأنا من واحة الجغبوب باعتبار أنها نقطة الانطلاق التي بدأنا منها . المقابر القديمة التي تعود لفترة ماقبل الميلاد هذه المقابر منتشرة من اتجاه الشرق بحوالي 35كم نحو الغرب الي مسافة 30كم وبعرض حوالي 45كم حيث تقع كل عدد منها في منطقة تطل علي بحيرة مياه وبقايا أشجار نخيل وآثار زراعه قديمه تؤكد أن الإنسان خلال تلك الفترة قد استفاد من الزراعة في حياته . خاصة أشجار النخيل والزيتون وقد صنعت هذه المقابر في الجبال وتعتبر إطلالة العديد منها في اتجاه البحيرة ومطلة علي المنخفض وكأن صانعوها يدركون تمام الإدراك أن الارتفاع عن المنخفض عامل مهم جدا إضافة الي أسلوب الدفن الذي يؤكد إيمانهم بالبعث إذا جرت العادة علي أن يدفن مع الإنسان حاجياته الضرورية من مآكل ومشرف وبقايا الأحشاء المستخرجة منه الجثث بعد إتمام عمليات بدائيه في التحنيط والاستفادة من الطبيعة في التحنيط خاصة ورق أشجار الزيتون والنخيل ووجدت بعض المصنوعات من أشجار النخيل والتي لا زالت مستمرة الي عصرنا هذا . وقد حاول إنسان ذلك العصر أن يرسم لنا أسلوب حياته برسومات صخريه جسدها علي الصخور وإن كان العبث بها من الإنسان الجديد قد أثر فيها فرسم البقر والعربة وهذا ما تبقي من عبث البشر وكتب عبارات ورسم خطوط كأنه يعبر بها عن ما يحلج في نفسه كما احتفظت الصحراء أيضا بنوع نباتات ذلك الإنسان وهي أشجار لم نعرف اسمها أو طبيعتها حتي هذا الزمن ويتطلب البحث في معرفة عائلتها وربما هو أساس نوع أو عائله معروفة اليوم تطورت وتغيرت بعوامل الطبيعة والزمن وهذه أنواع تلك الأشجار وهي في واقعها تنمو من خلال عروقها الممتدة في خطوط تخرج منها نتؤات معلنة عن أشجار جديدة .أما الطبيعة وظواهرها فقد احتفظت لنا بوجود بعض الأشياء المثيرة للاهتمام ولعل أهمها وجود أصداف بحريه كانت مغمورة بعوامل زحف الصحراء عليها ووجود تكوين صخري يخفي معالمها ثم تأتي عوامل التعرية من جديد لتكشف النقاب عنها بعد آلاف السنين لتظهر من جديد . وهي أصداف من نوع خاص غير الأصداف المعروفة وهنا نقدم عملية وجود بعض هذه الأصداف الخاصة في مكونات الأرض وفي طبقات مركبه ونظرا لما تتمتع به بعض المنخفضات المحيطة بمقر الواحة حاليا فقد بقيت أثار المياه وعيون المياه التي تغذى بعض البحيرات الصحراوية فقد انتشرت البحيرات مثلما انتشرت المقابر حولها ففي الاتجاه الشرقي للواحة تقع بحيرة الملفا وفي الاتجاه الجنوب شرقي تقع بحيرة عين بوزيد والعراشيه وفي اتجاه الجنوب غرب تقع بحيرة الفريدغه وفي وانتشار هذه البحيرات في بعض المواقع التي تؤكد جفاف المياه وانتشار الملح بصورة كبيره جدا . وهذه صور تؤكد هذه الأمور .تعتبر الجغبوب اليوم محطة دراسة علميه لمعرفة بعض ما أخفته الصحراء عصورا طويلة وألان تكشف العوامل الطبيعة عن هذه الأشياء المفيدة التي اختفت عن الأعين ردحا من الزمن .وفي هذا السياق فأن طموحنا كبيره جدا في معرفة واقع هذه البقعة والتي لعبت دورا هاما في كل الأحداث التاريخية مرحلة ما قبل التاريخ والي وقتنا الحاضر .فالاسم في حد ذاته يحتاج إلي معرفه وتحديد الهوية – فتقول بعض المصادر أن الاسم الجغبوب هو مفرد الجغابيب والجغابيب تعني المنخفضات ومفردها جغبوب والحقيقة الموجودة علي الأرض أنها فعلا مجموعة منخفضات متجاورة ترتبط بعضها ببعض . أما الاحتمال الثاني فإن اسمها مشتق من اسم عالم جزائري عاش في فترة وجود مؤسس الواحة السيد محمد بن علي السنوسي أثناء دراسته ولذلك يوجد الاسم لهذا العالم وهو سيدي الجغبوب في منطقة الجلفة بالجزائر ويقال انه عالم متصوف اخذ مؤسس الجغبوب عنه أو عن احد تلاميذه أثناء دراسته لعلم التصوف في الجزائر .. ومهما تكون التسمية فإن الأهم هو وجودها وما تحويه صحاريها من معالم تاريخيه قديمه وهنا نتطرق لحقيقة التاريخ القديم للجغبوب .ففي تقديري أن الحضارات القائمة الآن وهي الحضارة الرومانية والاغريقيه كانت قبلها الحضارة البطلميه وكل هذه الحضارات كانت وافده من وراء البحر ولاشك أن هذه الأرض قبل وصول تلك الحضارات الي ليبيا كانت الأرض الليبية عامره بالسكان وبها بقايا من الهجرات العربية لفترة ما قبل الإغريق والرومان والبطلميين وهم ما يعرف في التاريخ بالعرب البائدة ودليلنا علي ذلك سنقدمه ليدحض بعض المغالطات التي كتبت .وعموما فإن وصول الحضارات من وراء البحر الي الشواطئ الليبية كانت من أهم أهدافها إجلاء سكان هذه المناطق الفعليين ولم يكن هناك بداً من هجرت السكان الأصليين الي الجنوب والي خط 29 درجه وهو المعروف بخط الواحات . واقموا في واحات صغيره وحملوا معهم تراثهم وحضارتهم واستفادوا من طبيعة هذه الواحات حيث بها الماء والكلاء . واستقروا وأقاموا بها الي أن قامت حضارة جرمه .أو الجرمان – ونظرا لفرب هؤلاء القوم من إفريقيا فقد امتزجوا وتأثروا وأثروا فيمن اقترب منهم فتم منهم خليط من العرب والزنوج وكونوا مجتمعات سميت بأسماء مختلفة – البربر – الامازيغ - التبو – الطوارق – الي آخر تلك التسميات . ولعل التاريخ يؤكد أن الحركة السكانية بين الشمال والجنوب كانت متواصله منذ الأزل أما لنشر العلم أو للتجاره أو للعمل . وهناك الكثير من المصادر تؤكد هذه الحقيقة .وإذا رجعنا الي الأرض والواقع المعاش فقد ثبت وجود الإنسان في منطقة الجغبوب منذ سنة 200 ق.م ولعل هذا التواجد كان مرورا بفترة حياه هادئة ولاشك أنهم تأثروا بالحضارة المجاورة لهم وهي الحضارة الفرعونية فقد تعلموا منهم بعض العلوم خاصة التحنيط وان وضعوا سمة خاصة بهم في أسلوب التحنيط لم يكن يعرفها الفراعنة من قبل . أيضا تؤكد الوقائع اعتمادهم علي الزراعة خاصة النخيل والزيتون ولعل ما تحويه الجغبوب من أثار واضحة تؤكد هذه الحقيقة .عندما كنا نحاول اكتشاف الجديد اتضح لنا أن الطبيعة كانت وراء رسم لوحات فنيه ممتازة جدا والغريب ما عثرنا عليه أن هذه المواقع الصحراوية الجرداء كانت يوما من الأيام غنية بالنباتات الضخمة وقد اتضح لنا أن تغيرات المناخ لعبت دور في تحويل هذه المناطق من مساحات شاسعة غنية بالأشجار الي صحراء خاليه من اقل النباتات وقد عثرنا علي أثار تلك النباتات التي احتفظت بها لنا الطبيعة ووصلت مرحلة التحجر ومنها إن التركيب الصخوري عندا مرت بالمنطقة مرحلة جفاف رهيبة بقيت جذور تلك النباتات علي الأرض وتكونت حولها ذرات الرمال مكونة صخور كبيره جدا وكانت في داخلها تلك الجذور وعندما جاءت مرحلة التعرية حذفت من فوق تلك الجذور ما تكون عليها وبقيت الجذور وآثارها في الصخور وهذا دليل سيتم عرض صور له .. أما ما رسمته الطبيععه من مناظر تشبه المعلقات فإننا نقل هذه الصور التي تؤكد تدخل عوامل التعرية من رياح ومياه إلي رسم هذه اللوحات .ونحن الان في عجالة لتقديم هذه النماذج إلا أن الواقع علي الأرض يحتاج الي العديد من الاستكشاف والبحث في مجالات هذه الصحراء .ولكل هذا فإننا بصدد العمل في إبراز هذه الحقائق واكتشاف المزيد إلا أن الأمر يتطلب إمكانيات ماديه ليست هينة ونلخص ذلك في خطة عملنا التي تهدف الي التعاقد مع فريق متخصص في مجالات :- الجغرافيا – التاريخ – الجلوجيا – الزراعة – وغيرها من التخصصات بتكوين فريق عمل متكامل لإجراء الدراسات والبحوث والتحاليل والحفريات لاكتشاف المزيد من الموضوعات المهمة والتي تساهم في إعداد الصورة النهائية لهذه الظواهر واكتشاف حقائق تاريخيه لم يكشف النقاب عنها سابقا . ولاشك أن هذا سيكون مفيد لمعرفة ماضي هذه الصحراء الممتدة من واحة أمون سيوه الي غدامس ومنها الي شواطي المحيط . وفي هذا سيتضح لنا تواصل السلالات البشرية عبر حقبة من الزمن وعلاقتها ببعض وتأثيراتها في غيرها وتأثرها بما حولها . ولاشك أن هذه مادة علميه مهمة جدا ناهيك عن وجود دراسات سابقه قام بها علماء من ايطاليا أثناء احتلالها للجغبوب سنة 1927م وهذه الدراسة تسجل لنا واقع الحال خلال تلك الفترة التي مضي عليها الان قرابة ثمانين عاما .وفي تقديرنا أن الإمكانيات المادية إذا تحصلنا عليها سنتمكن من تأمين أهم متحف صحراوي في العالم يجسد مراحل التصحر وتاريخ الصحراء الحقيقي ويكشف عما كانت عليه هذه الصحراء منذ ألاف السنين – ولعل هذا يساهم في توقعات تغيرات المناخ القادمة إذ أن دورة المناخ ستضعنا أما وقائع معروفه لدينا وليست مجهولة إذا كانت الدورة المناخية ستعيد تلك السنوات الماضية منذ ملايين أو ألاف السنين فسنكون أمام بعض النتائج والتوقعات .
 

المرفقات

  • صور لبعض النماذج.rar
    1.5 MB · المشاهدات: 26
عودة
أعلى