بادو
New Member
بسم الله الرحمن الرحيم
أبو الفتح غياث الدين عمر بن إبراهيم الخيام النيسابوري ، ولد في نيسابور عاصمة خراسان عام 433هـ في عهد السلطان ( أرطغرل ) أول ملوك بني سلجوق ، وتوفي عام 517 هـ في عهد السلطان ( سنجر ) نهل من العلوم العقلية والنقلية حتى ارتوى.
ومما يؤسف له حقاً ، أنه لا يذكر عمر الخيام ، حتى ترتسم على الأذهان والأفكار ، صور القيان والخمور والدنان ، ومجالس اللهو والغلمان ، أما مكانته السامية ، وعبقريته الفذة ، في العلم والمعرفة ، فقد بقيت مسطرة في بطون كتب التاريخ ، حتى غلفها ولفها النسيان.
قال محمد الشهرزوري في كتابه » نزهة الأرواح وروضة الأفراح « :
كان عمر الخيام تلو ابن سينا في علوم الحكمة ، كان يميل إلى التصنيف والتعليم ، وله مختصر في الطبيعيات ، ورسالة في الوجود ، ورسالة في الكون ، والتكليف ، وكان عالماً في الفقه ، واللغة ، والتاريخ ، وأما علوم الحكمة فقد كان حجة فيها…… وله أشعار حسنة بالفارسية ، والعربية .
وقال أحمد العروضي السمرقندي في كتابه » جهار مقالة « :
حكيم نيسابور ، فلقد كان عالماً كبيراً ، وحكيماً فلكياً ، ورياضياً عظيماً ، وفقيهاً ، ومقرئاً للقرآن الكريم ، أستاذ زمانه ، وإمام عهده ، وحجة عصره.
والغريب في هذا وذاك أننا لم نلحظهما يشيران إلى رباعياته !!!
وأما العالم الجليل ( ظهير الدين البيهقي ) الذي عاصر الخيام ، وتباحث معه في مسائل لغوية وفلكية ، ولم يأت أيضاً على ذكر الرباعيات !!
وعلاوة على ذلك فإن عمر الخيام عاش في فترة زمنية مباركة ، يكرم فيها العالم ، ويسقط فيها الجاهل ، وكلمة الحق فيها عالية ، يمدح المرء لعلمه وتقواه ، ويذم لجهله وفسوقه ، في هذه الفترة عرف الخيام بأنه عالم حكيم وفقيه وفلكي ولغوي ومؤرخ ، ولم يعرف أنه صاحب رباعيات شعرية ، تفوح منها رائحة الخمور ، وتتجسد في كلماتها صور القيان والغانيات ، وتخيم عليها ظلمة الشك ، فهل يا ترى هذه الرباعيات حقيقة ؟ أم أنها موضوعة ومنسوبة ؟
ومما يزيد الشك والريب ، أنه لا توجد نسخة مدونة لهذه الرباعيات قريبة من مولده أو وفاته ، وأول نسخة ظهرت بعد وفاته بثلاثمائة وخمسين عاماً ، ولا يعرف مصدرها ، وزيادة على ذلك فهي أشعار تتعارض مع فكر وعقيدة صاحبها ؟!! ولا يوجد أحد عاصره ثم نسب الرباعيات إليه !
ثم نلاحظ أيضاً الاهتمام الزائد بهذه الرباعيات ، هل هذا الاهتمام بدافع حب الأدب ؟ والإنصاف للتاريخ ؟ المسألة فيها نظر ، لأن الرباعيات ترجمت إلى اللغات الغربية والشرقية، وأول من كتب عن عمر الخيام من الغربيين ( توماس هايد ) الإنكليزي الأصل والمدرس في جامعة أكسفورد ، ثم ظهرت ترجمة ( فون هامر برغستل) النمساوي ، وبين أن هذه الرباعيات مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي.
أما الترجمات العربية ، فد ظهرت ترجمة الشاعر اللبناني وديع البستاني عام 1912م ، وترجمة الشاعر المصري أحمد رامي عام 1923م ، وثبت رسوماً تصور الخمرة والغانيات.
كشف اللثام عن رباعيات الخيام :
هذا اسم كتاب لشيخ علماء تركستان السيد مبشر الطرازي ، يقول فيه :
إنهم وجدوا معاني تلك الرباعيات وأهدافها متفقة مع أهواء الغرب من شرب الخمر ، ومصاحبة الغانيات ، وإمرار الحياة بما يمكن من الفرح والسرور والحرية المطلقة ، وإن خواص الغربيين ممن لهم علاقة بالتبشير ، وجدوا في هذه الرباعيات بغيتهم المنشودة في طعن الدين الإسلامي ، والاستهزاء بتعاليمه المقدسة ، مستندين في ذلك على مقولات مختلقة مزعومة ، نسبت إلى رجل عظيم من عظماء الشرق ، وعالم من علماء الإسلام ، وإمام من أئمة المؤمنين ، فاستفادوا من ترجمة هذه الهذيانات باسم فلسفة الخيام ، وذلك في عدائهم للدين الإسلامي ، وثمة ناحية سياسية دقيقة ، لعبت بها يد الاستعمار
في الشرق، ولا سيما في إيران ، ومستعمراتها بلاد الهند ، وكأن ( فيتز جرالد )
ـ الكاتب الإنكليزي الذي ترجم الرباعيات سنة 1858م في لندن ـ قد استجاب لإشارة من قبل بعض ساسة الإنكليز ، فقدم للمستعمر المحتال خدمة مشكورة تحت ستار ـ دراسة الأدب ـ فكانت خدعة موفقة في أغراضها ، ناجحة في أهدافها ، حيث تمكن من نشر السموم الفتاكة بين أبناء الشرق عامة ، وأبناء المستعمرة الهند وجارتها إيران خاصة ، فهو تحت شعار الأدب دعاهم ـ باسم عالِمِهِم وشاعِرِهِم ـ إلى تعاطي الخمور، ومغازلة النساء ، وملازمة السرور والغناء ، ومجانبة السعي ، والركون إلى الخمود والكسل والجمود ، وحثهم على الإباحية والزندقة .
وقال الفيلسوف الإسلامي ( رضا توفيق بي ) :
إن هذا الفوز الذي كتب لرباعيات الخيام لدى الغربيين ، إنما كان منبعثاً عن فهم الخيام معنى الحياة ، وفق عقيدة المدنية الحاضرة وذوقها.
وكأن الخيام ضمن هذه الرباعيات هوى القلوب على مختلف المشارب ، وترجم عن إحساس الناس ، وعن شعورهم وشكوكهم وتخيلاتهم ، وباح بمكنونات دخائلهم ، ولكن الأمر ليس كذلك ، فهذه الرباعيات ليست كلها لعمر الخيام ، لأن جلها تناقض عقيدة الخيام ، وفيها الغث والسمين ، والرخيص والخسيس والنفيس ، ولا أنكر شاعرية الخيام ، فقد قال الشهرزوري : له أشعار حسنة بالفارسية والعربية ، ولم يقل له أشعار خسيسة ، لذلك ما كان منها يحمل معنى سامياً هادفاً يمكن أن يكون من شعره ، منها مثلاً :
يا عالم الأسرار علم اليقين يا كاشف الضر عن البائسين
يا قابل الأعذار فئـنا إلى ظلـك فاقبل توبة التائبـين
وكذلك قوله :
إن لم أكن أخلصتُ في طاعتك فإننـي أطـمع فـي رحمتك
وإنـما يشـفع لـي أننـي قد عشت لا أشرك في وحدتك
مثل هذه الأبيات يمكن أن تجود بها قريحة الخيام ، أما تلك الرباعيات المبتذلة ، والتي تدعو إلى المجون ، والركون إلى الخمور ، وتحث على الخنوع والكسل ، كالرباعية التي تقول :
لبستُ ثوب العيش لم أُسْنَشَر وحرت فيه بيـن شـتى الفكر
وسوف أنضو الثوب عني ولم أدرك لماذا جئت ؟! أين المقـر؟!
وهكذا نعلم أن عمر الخيام ، العالم الجليل ، والفقيه المؤمن ، بريء من أمثال هذه الرباعيات ، ولو كانت له مثل هذه الرباعيات المستنكرة والخليعة ، لردَّ عليها المؤرخون ، وهو الذي عاش في عهد كان العلماء ينهضون بواجبهم ، كحجة الإسلام الغزالي ، والقاضي أبو نصر النسوي ، وظهير الدين البيهقي ، والزمخشري ، والشهرزوري ، والسمرقندي، وغيرهم ممن عرف عنهم غيرتهم على الدين ، وتفانيهم في الذب عن أحكام الشريعة ،حالهم ينبي عن قالهم ، وأعمالهم صور متحركة من أفكارهم ، فلما اتفقوا على أنه مجدد المائة الخامسة للإسلام ، وسعوا دائرة الشك حول هذه الرباعيات.
ومما يؤسف له حقاً ، أنه لا يذكر عمر الخيام ، حتى ترتسم على الأذهان والأفكار ، صور القيان والخمور والدنان ، ومجالس اللهو والغلمان ، أما مكانته السامية ، وعبقريته الفذة ، في العلم والمعرفة ، فقد بقيت مسطرة في بطون كتب التاريخ ، حتى غلفها ولفها النسيان.
قال محمد الشهرزوري في كتابه » نزهة الأرواح وروضة الأفراح « :
كان عمر الخيام تلو ابن سينا في علوم الحكمة ، كان يميل إلى التصنيف والتعليم ، وله مختصر في الطبيعيات ، ورسالة في الوجود ، ورسالة في الكون ، والتكليف ، وكان عالماً في الفقه ، واللغة ، والتاريخ ، وأما علوم الحكمة فقد كان حجة فيها…… وله أشعار حسنة بالفارسية ، والعربية .
وقال أحمد العروضي السمرقندي في كتابه » جهار مقالة « :
حكيم نيسابور ، فلقد كان عالماً كبيراً ، وحكيماً فلكياً ، ورياضياً عظيماً ، وفقيهاً ، ومقرئاً للقرآن الكريم ، أستاذ زمانه ، وإمام عهده ، وحجة عصره.
والغريب في هذا وذاك أننا لم نلحظهما يشيران إلى رباعياته !!!
وأما العالم الجليل ( ظهير الدين البيهقي ) الذي عاصر الخيام ، وتباحث معه في مسائل لغوية وفلكية ، ولم يأت أيضاً على ذكر الرباعيات !!
وعلاوة على ذلك فإن عمر الخيام عاش في فترة زمنية مباركة ، يكرم فيها العالم ، ويسقط فيها الجاهل ، وكلمة الحق فيها عالية ، يمدح المرء لعلمه وتقواه ، ويذم لجهله وفسوقه ، في هذه الفترة عرف الخيام بأنه عالم حكيم وفقيه وفلكي ولغوي ومؤرخ ، ولم يعرف أنه صاحب رباعيات شعرية ، تفوح منها رائحة الخمور ، وتتجسد في كلماتها صور القيان والغانيات ، وتخيم عليها ظلمة الشك ، فهل يا ترى هذه الرباعيات حقيقة ؟ أم أنها موضوعة ومنسوبة ؟
ومما يزيد الشك والريب ، أنه لا توجد نسخة مدونة لهذه الرباعيات قريبة من مولده أو وفاته ، وأول نسخة ظهرت بعد وفاته بثلاثمائة وخمسين عاماً ، ولا يعرف مصدرها ، وزيادة على ذلك فهي أشعار تتعارض مع فكر وعقيدة صاحبها ؟!! ولا يوجد أحد عاصره ثم نسب الرباعيات إليه !
ثم نلاحظ أيضاً الاهتمام الزائد بهذه الرباعيات ، هل هذا الاهتمام بدافع حب الأدب ؟ والإنصاف للتاريخ ؟ المسألة فيها نظر ، لأن الرباعيات ترجمت إلى اللغات الغربية والشرقية، وأول من كتب عن عمر الخيام من الغربيين ( توماس هايد ) الإنكليزي الأصل والمدرس في جامعة أكسفورد ، ثم ظهرت ترجمة ( فون هامر برغستل) النمساوي ، وبين أن هذه الرباعيات مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي.
أما الترجمات العربية ، فد ظهرت ترجمة الشاعر اللبناني وديع البستاني عام 1912م ، وترجمة الشاعر المصري أحمد رامي عام 1923م ، وثبت رسوماً تصور الخمرة والغانيات.
كشف اللثام عن رباعيات الخيام :
هذا اسم كتاب لشيخ علماء تركستان السيد مبشر الطرازي ، يقول فيه :
إنهم وجدوا معاني تلك الرباعيات وأهدافها متفقة مع أهواء الغرب من شرب الخمر ، ومصاحبة الغانيات ، وإمرار الحياة بما يمكن من الفرح والسرور والحرية المطلقة ، وإن خواص الغربيين ممن لهم علاقة بالتبشير ، وجدوا في هذه الرباعيات بغيتهم المنشودة في طعن الدين الإسلامي ، والاستهزاء بتعاليمه المقدسة ، مستندين في ذلك على مقولات مختلقة مزعومة ، نسبت إلى رجل عظيم من عظماء الشرق ، وعالم من علماء الإسلام ، وإمام من أئمة المؤمنين ، فاستفادوا من ترجمة هذه الهذيانات باسم فلسفة الخيام ، وذلك في عدائهم للدين الإسلامي ، وثمة ناحية سياسية دقيقة ، لعبت بها يد الاستعمار
في الشرق، ولا سيما في إيران ، ومستعمراتها بلاد الهند ، وكأن ( فيتز جرالد )
ـ الكاتب الإنكليزي الذي ترجم الرباعيات سنة 1858م في لندن ـ قد استجاب لإشارة من قبل بعض ساسة الإنكليز ، فقدم للمستعمر المحتال خدمة مشكورة تحت ستار ـ دراسة الأدب ـ فكانت خدعة موفقة في أغراضها ، ناجحة في أهدافها ، حيث تمكن من نشر السموم الفتاكة بين أبناء الشرق عامة ، وأبناء المستعمرة الهند وجارتها إيران خاصة ، فهو تحت شعار الأدب دعاهم ـ باسم عالِمِهِم وشاعِرِهِم ـ إلى تعاطي الخمور، ومغازلة النساء ، وملازمة السرور والغناء ، ومجانبة السعي ، والركون إلى الخمود والكسل والجمود ، وحثهم على الإباحية والزندقة .
وقال الفيلسوف الإسلامي ( رضا توفيق بي ) :
إن هذا الفوز الذي كتب لرباعيات الخيام لدى الغربيين ، إنما كان منبعثاً عن فهم الخيام معنى الحياة ، وفق عقيدة المدنية الحاضرة وذوقها.
وكأن الخيام ضمن هذه الرباعيات هوى القلوب على مختلف المشارب ، وترجم عن إحساس الناس ، وعن شعورهم وشكوكهم وتخيلاتهم ، وباح بمكنونات دخائلهم ، ولكن الأمر ليس كذلك ، فهذه الرباعيات ليست كلها لعمر الخيام ، لأن جلها تناقض عقيدة الخيام ، وفيها الغث والسمين ، والرخيص والخسيس والنفيس ، ولا أنكر شاعرية الخيام ، فقد قال الشهرزوري : له أشعار حسنة بالفارسية والعربية ، ولم يقل له أشعار خسيسة ، لذلك ما كان منها يحمل معنى سامياً هادفاً يمكن أن يكون من شعره ، منها مثلاً :
يا عالم الأسرار علم اليقين يا كاشف الضر عن البائسين
يا قابل الأعذار فئـنا إلى ظلـك فاقبل توبة التائبـين
وكذلك قوله :
إن لم أكن أخلصتُ في طاعتك فإننـي أطـمع فـي رحمتك
وإنـما يشـفع لـي أننـي قد عشت لا أشرك في وحدتك
مثل هذه الأبيات يمكن أن تجود بها قريحة الخيام ، أما تلك الرباعيات المبتذلة ، والتي تدعو إلى المجون ، والركون إلى الخمور ، وتحث على الخنوع والكسل ، كالرباعية التي تقول :
لبستُ ثوب العيش لم أُسْنَشَر وحرت فيه بيـن شـتى الفكر
وسوف أنضو الثوب عني ولم أدرك لماذا جئت ؟! أين المقـر؟!
وهكذا نعلم أن عمر الخيام ، العالم الجليل ، والفقيه المؤمن ، بريء من أمثال هذه الرباعيات ، ولو كانت له مثل هذه الرباعيات المستنكرة والخليعة ، لردَّ عليها المؤرخون ، وهو الذي عاش في عهد كان العلماء ينهضون بواجبهم ، كحجة الإسلام الغزالي ، والقاضي أبو نصر النسوي ، وظهير الدين البيهقي ، والزمخشري ، والشهرزوري ، والسمرقندي، وغيرهم ممن عرف عنهم غيرتهم على الدين ، وتفانيهم في الذب عن أحكام الشريعة ،حالهم ينبي عن قالهم ، وأعمالهم صور متحركة من أفكارهم ، فلما اتفقوا على أنه مجدد المائة الخامسة للإسلام ، وسعوا دائرة الشك حول هذه الرباعيات.
منقول موقع التراجم
http://benadath.wordpress.com/
يتبين ههنا أن رباعيات الخيام فيها كثير من الأبيات الملفقة عن الخيام ليس لها مصدر
إلا ما كتبه المترجمون الغربيون وبعض المنتسبين للإسلام
وهذا يبين خطورة ما نسمعه في بعض الأحداث التاريخية التي ليس لها مصدر موثوق
والثي تأثر في طريقة فكرنا بالسلب وقد تجعلنا محتقرين
لعلمائنا السالفين وهذا أيضا يأثر في إنتاجنا الفكري والعلمي
شكرا شبكة كتاب العرب