هُويتنا أو الهاوية !! (8)

محمد شتيوى

مستشار سابق

علاقة الهوية الإسلامية بالوطنية [ 2 ]

أما الوطنية بمعناها المحصور في قطعة أرض رسم حدودها أعداؤنا , أو عِرق , أو لون , أو جنس , فهذا مفهوم دخيل لم يعرفه السلف ولا الخلف , وإنما طرأ علينا ضمن ركام المفاهيم المخربة التي زرعها الغربيون وأذنابهم لمزاحمة الإنتماء الإسلامي , وتهوين الهوية المسلمة , التي ذوبت قوميات الأمم التي فتحتها في قومية واحدة هي ( القومية الإسلامية ) ودمجتها في (أمة التوحيد )

وهاك شهادة ( شاهد من أهلها ) هو المؤرخ اليهودي( برنارد لويس ) الذي قال: ( كل باحث في التاريخ الإسلامي يعرف قصة الإسلام الرائعة في محاربته لعبادة الأوثان منذ بدء دعوة النبي صلى الله عليه وسلم , وكيف انتصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه , وأقاموا عبادة الإله الواحد التي حلت محل الديانات الوثنية لعرب الجاهلية , وفي أيامنا هذه تقوم معركة مماثلة أخرى , ولكنها ليست ضد اللات والعزى وبقية آلهة الجاهليين , بل ضد مجموعة جديدة من الأصنام إسمها:
الدولة , والعنصر , والقومية .

وفي هذه المرة يظهلر أن النصر حتى الآن هو حليف الأصنام , فإدخال هرطقة القومية العالمانية , أو عبادة الذات الجماعية كان أرسخ المظالم التي أوقعها الغرب على الشرق الأوسط , ولكنها مع كل ذلك كانت أقل المظالم ذكراً وإعلاناً.. " ا.ه .

ويقرر نفس المؤرخ حقيقة ناصعة , فيقول: " فالليبرالية , والفاشية , والوطنية , والقومية , والشيوعية , والاشتراكية, كلها أوروبية الأصل مهما أَقَلمَهَا وعدَلها أتباعاً في الشرق الأوسط , والمنظمات الإسلامية هي الوحيدة التي تنبع من تراب المنطقة , وتعبر عن مشاعر الكتل الإسلامية قد هُزمت حتى الآن غير أنها لم تقل بعد كلمتها الأخيرة " اهـ .

إن الغرب يكيل لنا بمكيال واحد لا بمكيالين , والمكيال الواحد هو مكيال التعصب الأعمى , والحقد الأسود , والظلم الصارخ للمسلمين فبينما يقوم بإلغاء الحدود بين بلاده , ويوحد عملته , ويوطد وحدته , إذا به يمزقنا إرباً إرباً.

*والعقيدة الإسلامية هي المنظار الذي يرى المؤمن من خلاله القيم والأفكار والمبادىء , ويحكم على الأشخاص , وينزلهم منازلهم , وهي " المرشح المهيمن " الذي يقوم بترشيح " التراث التاريخي " ليحدد ما يقبل منه وما يُرفض...

ففرعون وملؤه كانوا مصريين لكنهم كانوا كفاراً وثنيين , وكان موسى عليه السلام وأتباعه على الإسلام مؤمنين , فواجب المؤمن أن يعادي أعداء الله , ويبرأ منهم , ولو كانوا من جلدته , ويتكلمون بلسانه , ويوالي حزب الله وأولياءه , مَن كانوا وأين كانوا , ومتى كانوا , قال تعالى: { لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهَُ} (22) سورة المجادلة , وقال تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ } (28) سورة آل عمران الأية , وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } (51) سورة المائدة الأية.
وقال تعالى في الملأ المؤمنين من بني إسرائيل: {وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ(251) } سورة البقرة الأية , فنحن_ المسلمين_ نعد هذا نصراً لعقيدتنا الإسلامية على هؤلاء الكافرين وإن كانوا " فلسطينيين " .

وأوضح من هذا وأصرح أن نقول: لو قُدَر أن الله بعث داود وسليمان_عليهما السلام _ إلى الحياة من جديد فإنهما حتماً سيكونان متبعين لشريعة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم , مصداقَ قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} (81) سورة آل عمران.
ومصداقه في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنه والله لو كان موسى حياً بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني "(1) .

فنحن أولى بموسى من اليهود , ونحن على دين موسى دونهم , ولو بُعث موسى وداود وسليمان لحاربوا اليهود , والنصارى , والعالمانيين , وسائر الملحدين , ولعبدوا الله في المسجد الأقصى على شريعة الإسلام كما كانوا يعبدونه وحده فيه قبل نسخ شريعتهم , ولرفعوا راية الجهاد في سبيل تطهير فِلَسطين من قتلة الأنبياء , أحفاد القردة والخنازير , الملعونين على لسان الأنبياء .
وحين تقرأ القرآن الكريم وهو يسرد عليك قصة موسى_عليه السلام_ وفرعون إلى أين تتجه عاطفتك: إلى بني جلدتك المصريين أم إلى موسى وحزب الله المؤمنين؟ إلى بني جنسك المصريين أم إلى سحرة فرعون عندما واجهوه وتحدوه؟ فتحبهم لإيمانهم , وإذا قرأت قوله تعالى: {هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ} (15) سورة القصص , فإنك تنحاز بلا ترد إلى موسى وشيعته المسلمين ضد أعدائهم ولو كانوا من بني جلدتك.

_____________________________________

(1) رواه الدارمي والإمام أحمد وغيرهما , وحسنه الألباني في "تخريج منار السبيل" تحت رقم (1589 ) .

المصدر : كتاب ( هُويتنا أو الهاوية ) - الدكتور محمد إسماعيل المقدم
 
أما الوطنية بمعناها المحصور في قطعة أرض رسم حدودها أعداؤنا , أو عِرق , أو لون , أو جنس , فهذا مفهوم دخيل لم يعرفه السلف ولا الخلف , وإنما طرأ علينا ضمن ركام المفاهيم المخربة التي زرعها الغربيون وأذنابهم لمزاحمة الإنتماء الإسلامي , وتهوين الهوية المسلمة , التي ذوبت قوميات الأمم التي فتحتها في قومية واحدة هي ( القومية الإسلامية ) ودمجتها في (أمة التوحيد )
بارك الله فيك على هذه السلسلة الهادفة والمفيدة في نفس الوقت.
 
ومصداقه في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنه والله لو كان موسى حياً بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني "

رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبي الله ورسوله
شكرا لك اخي محمد شتيوي على السلسلة القيمة
 
جزاك الله خيراً أخي الكريم محمد على هذا الموضوع القيم والمفيد ...
فكلام الشيخ محمد بن إسماعيل ـ حفظه الله ـ وعباراته يدلان على عقلية ناضجة وواعية ...
ولكن .. من يعي ؟؟ ومن يفهم ؟؟ ومن يقدر هذا الكلام حق قدره ؟؟

إن الغرب يكيل لنا بمكيال واحد لا بمكيالين , والمكيال الواحد هو مكيال التعصب الأعمى , والحقد الأسود , والظلم الصارخ للمسلمين فبينما يقوم بإلغاء الحدود بين بلاده , ويوحد عملته , ويوطد وحدته , إذا به يمزقنا إرباً إرباً.
إذا به يمزقنا إرباً إرباً ...
إي وربي .. كلام عين الصواب ...
فهذا هو الداء ...
{ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } ...
أو قل السبب الرئيسي والأصيل لما نحن فيه من تشرذم وتفرق وتخلف ...

والعقيدة الإسلامية هي المنظار الذي يرى المؤمن من خلاله القيم والأفكار والمبادىء , ويحكم على الأشخاص , وينزلهم منازلهم , وهي " المرشح المهيمن " الذي يقوم بترشيح " التراث التاريخي " ليحدد ما يقبل منه وما يُرفض...
وهذا أيضاً عين الصواب ...
فرابطة العقيدة وآصرة العقيدة هي العلاج الحقيقي والناجع...
وإن شئت الدقة فقل هي العلاج الوحيد لما نعانيه من تشرذم وتفرق ...
وكما يقول لنا علماؤنا ومشايخنا الأفاضل :
( لن تتوحد هذه الأمة ـ الإسلامية ـ إلا إذا وحدت الأمة ربها أولاً توحيداً حقيقياً خالصاً ) !!!
لن تتوحد أمة الإسلام إلا إذا رجعنا إلى العقيدة الصحيحة النقية الصافية !!!
جزى الله شيخنا الجليل محمد بن إسماعيل خير الجزاء ...
وبارك الله فيك محمد شتيوي ، وجعل هذه النقولات الطيبة في موازين حسناتك يوم القيامة ...
دمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..


 
وفي أيامنا هذه تقوم معركة مماثلة أخرى , ولكنها ليست ضد اللات والعزى وبقية آلهة الجاهليين , بل ضد مجموعة جديدة من الأصنام إسمها:
الدولة , والعنصر , والقومية .
وهذه خطيرة جدا حيث يقوم بتسويقها من هم من أبناء جلدتنا..
وماذا جنينا من القومية وغيرها من الدعوات سوى الإنهزامية
 
بارك الله فيك على هذه السلسلة الهادفة والمفيدة في نفس الوقت.

وفيك بارك الله أخى محمد راقى

ومصداقه في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنه والله لو كان موسى حياً بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني "

رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبي الله ورسوله
شكرا لك اخي محمد شتيوي على السلسلة القيمة

رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا
أشكرك على المرور الطيب
 
جزاك الله خيراً أخي الكريم محمد على هذا الموضوع القيم والمفيد ...
فكلام الشيخ محمد بن إسماعيل ـ حفظه الله ـ وعباراته يدلان على عقلية ناضجة وواعية ...
ولكن .. من يعي ؟؟ ومن يفهم ؟؟ ومن يقدر هذا الكلام حق قدره ؟؟


إذا به يمزقنا إرباً إرباً ...
إي وربي .. كلام عين الصواب ...
فهذا هو الداء ...
{ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } ...
أو قل السبب الرئيسي والأصيل لما نحن فيه من تشرذم وتفرق وتخلف ...


وهذا أيضاً عين الصواب ...
فرابطة العقيدة وآصرة العقيدة هي العلاج الحقيقي والناجع...
وإن شئت الدقة فقل هي العلاج الوحيد لما نعانيه من تشرذم وتفرق ...
وكما يقول لنا علماؤنا ومشايخنا الأفاضل :
( لن تتوحد هذه الأمة ـ الإسلامية ـ إلا إذا وحدت الأمة ربها أولاً توحيداً حقيقياً خالصاً ) !!!
لن تتوحد أمة الإسلام إلا إذا رجعنا إلى العقيدة الصحيحة النقية الصافية !!!
جزى الله شيخنا الجليل محمد بن إسماعيل خير الجزاء ...
وبارك الله فيك محمد شتيوي ، وجعل هذه النقولات الطيبة في موازين حسناتك يوم القيامة ...
دمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..

صحيح .. فالعقيدة الصحيحة سرعان ما تجمع الأمة وتمنحها دفعة قوية للأمام
أما العقائد الفاسدة فهى سبب الانحلال والضعف ولهذا شواهد كثيرة
بارك الله فيك على التعليق الطيب أبا قصى



وهذه خطيرة جدا حيث يقوم بتسويقها من هم من أبناء جلدتنا..
وماذا جنينا من القومية وغيرها من الدعوات سوى الإنهزامية

حقا .. إنها لأصنام يعبدونها من دون الله ,, ثم إنها بدعة ما رعوها حق رعايتها
فكم تحدثوا عن الوحدة العربية , وأهميتها .. ثم فى النهاية لم يفعلوا شيئا بهذه الوحدة العربية
سيان قولك هذا وقولك إن الر... يح نعقدها فتنعقد
أو أن تقولى النار باردة .. أو أن تقولى الثلج يتقد
بوركت أخى
 
عودة
أعلى