ابني يسألني!! (شعر)

flowers

مشرف قسم العلاج الطبيعي
د.عبدالرحمن صالح العشماوي

[SIZE=+0]
112305-225223.jpg
(ألحَّ عليَّ ابني زياد ذو الأحد عشر عاماً بأسئلةٍ دامية فكانت هذه القصيدة، وهي أسئلة حائرة في أذهان أجيالنا الصاعدة)
ابـــنــي يـسـائـلـني، والــقـلـب مـكـتـئـبُ إلــى مـتـى هــذه الأحــوال تـضـطربُ؟
إلـــى مـتـى أمَّـتـي تـبـقى عـلـى iiجُــرُفٍ هـــارٍ يـحـاصـرها الإعـيـاء iiوالـتَّـعَبُ؟
إلـــى مــتـى يـــا أبـــي تـبـقى iiمَـواجـعُنا نـاراً مـن الـحزن فـي الأعـماق تَـلْتَهِبُ؟
إذا نــظــرتُ إلــــى الـتِّـلـفـاز أرْعــبـنـي طـوفـان ظـلـمٍ، لـه فـي أرضـنا iiصَـخَبُ
وحـيـن أصـغـي إلــى الأخـبـار يُـلْجِمُني خــوفٌ، لــه فــي حـنايا مُـهجتي iiشُـعَبُ
فــلــسـت أســـمــع إلا صــــوتَ أمَّــتِـنـا تَــئِـنُّ، والـمـعـتدي يـسـطـو iiويـغـتصبُ
ولــســت أُبــصــر إلاَّ وَجْــــهَ طــاغـيـةٍ لــكــلِّ فــعــلٍ مــــن الــعـدوانِ يـرتـكـبُ
إذا نَـظَـرْتُ إلــى الأقـصـى، رأيــتُ يـداً لـلـمـعـتدي، بــدمـاءِ الــنَّـاس تَـخْـتَـضِبُ
وإنْ نـــظــرتُ إلـــــى آفـــــاقِ iiغــزَّتـنـا رأيــتُــهـا بــنــقـاب الـــحــزنِ iiتَــنْـتَـقِـبُ
تَـبـيتُ فــي ظـلـمات الـحـزنِ، يـهـجرها فـــي لـيـلـها الـمُـدْلَـهِمِّ الــبـدرُ والـشُّـهُـبُ
وإنْ نــظـرت إلـــى بـغـدادنـا iiاحـتـرقـتْ أوراقُ صـبري وأَوْرى زَنْـده iiالـغَضَبُ
مـــــاذا أعـــــدِّد مــــن أحــــداث iiأمــتـنـا وكيف يَروي الأسى مأساة مَنْ iiنُكِبُوا؟!
إنـــي لأســـألُ نـفـسـي: كـيـف iiتـنـفعني هــــذي الـدفـاتـرُ والأقـــلامُ والـكـتـبُ؟!
وكـــيــف يـنـفـعـني تـعـلـيـمُ مَــدْرسـتـي وشــمـس إِحـسـاسنا بـالأمـنِ تـحـتجبُ؟
وكــيـف أطــمـع فـــي تـحـقـيق iiأمـنـيتي وأمــتـي خَــلْـفَ بــاب الــذُّلِّ iiتـنـتحبُ؟!
أبــي الـعـزيزَ، أَجِـبْـني: كـيـف iiتـحملني رِجْلاي والدَّرْبُ فيه الخوفُ والرَّهَبُ؟!
أمــــا تــــرى يــــا أبــــي آفـــاقَ iiأمَّـتِـنـا فـيـها الـدُّخـانُ، وفــي أوطـانـها iiالـشَّغَبُ
أمــــوالُ أمـتـنـا فـــي الأرض iiسـائـحـةٌ ونــحـن عــنـد فُــتـاتِ الـحُـزْنِ نَـحْـتَرِبُ
مـسـتـقـبلي أيُّــهــا الـمـحـبـوب iiأرَّقــنــي أخــاف مـمَّـن بـنـا فــي عـصـرنا لَـعِبوا
بُــنــيَّ - مَـهْـلَـك - فـالـدنـيا لــهـا iiخُــلُـقٌ مــــن الــتـلـوُّنِ، فــيــه الــحــالُ iiتـنـقـلبُ
يـضـيـع فـيـهـا مَـــنْ اغــتـرُّوا iiبـزيـنتها ومَــنْ عـلـى مـتنها نَـحْوَ الـرَّدَى iiركـبوا
فـي هـذه الأرض أسبابٌ، مَن انصرفوا عـنـهـا، فـلـيـس لــهـم فـــي نَـيْـلِـها iiأَرَبُ
فــكــم تَــواثــبَ قــــومٌ بـعـدمـا iiعــثـروا وكـــــم تــعـثَّـر قــــومٌ بــعـدمـا iiوثــبــوا
وكــــم تــمـكَّـن قـــوم بـعـدمـا انـهـزمـوا وكـــم تـضـعـضع قـــوم بـعـدمـا غـلـبوا
بُــنـيَّ مـــا زال فــي الـدنـيا لــذي iiخُـلُـقٍ مــكــانـةٌ تــتـسـامـى عــنـدهـا iiالــرُّتَــبُ
ومـــا يـلـيـق بــنـا يَـــأْسٌ ونـحـن iiعـلـى هَــــدْيٍ مـــن الـمـلَّـةِ الــغـرَّاءِ نـحـتـسِبُ
خُـــذْ يـــا بُــنَـيَّ بـأسـباب الـنـجاح iiفـكـم نــال الـمـجدُّون مــا رامــوا ومـا iiطـلبوا
صــوتُ الـهـزيمةِ صــوتٌ لا مـكانَ iiلـه عــنـد الـمـجـاهدِ مـهـمـا زادتِ iiالــكُـرَبُ

[/SIZE]
 
السلام عليكم أخ سامي:

خُـــذْ يـــا بُــنَـيَّ بـأسـباب الـنـجاح فكـم نــال الـمـجدُّون مــا رامــوا ومـا طـلبوا
صــوتُ الـهـزيمةِ صــوتٌ لا مـكانَ iـه عــنـد الـمـجـاهدِ مـهـمـا زادتِ الــكُـــرَبُ


نعم هذان البيتان يلخّصان كلّ شيء.يؤسفني أنّ الأمة الإسلامية تعيش هذه الظّروف القاسية و المؤامرات تحاك حولها وشبابها يملؤون المقاهي والملاهي وقاعات الألعاب. لو يضعون نصب أعينهم قضية الأمة ويتحدّون العدوّ المتربص لهم في كلّ مكان آخذين بالأسباب فسيتغيّر كلّ شيء.
آهدي شباب الأمة يا ربّ. عمّر بهم المساجد. علّمهم ووحّدهم ضدّ أعداء الأمّة.
شكرا دكتور على هذه القصيدة الجميلة.
 
الاستاذ الفاضل
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك
من الشكر والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بخير​
 
عودة
أعلى